قال أبو عبد الرحمن :
اسمه أحمد ،عمره ثمان وعشرين سنة
قتل من أجل السرقة ، كانت تبدو على وجهه علامات الذل والانكسار لله
الواحد القهار .
كان يستعظم ذنبه جدا ويكثر البكاء خوفاً من عذاب الله عزوجل
وكان خطيباً فصيحاً بليغاً صادق النصح ،قوى النبرة .
وأشهد الله لقد نفعنى الله بخطبه كثيراً ، فلم أكن أنا الداعى له إلى الله عزوجل بل
كان هو داعية إلى الله بحسن صوته وهو يتكلم على الصبر .فيقول لإخوانه إذا رأى أحدهم
من أخيه ما يكره
" وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيراً"
فأسمعهم يقولون له :نصبر إن شاء الله ،و كان إذا خطب فى إخوانه جذب القلوب
والأسماع
وكان كلامه يزيدنى إيماناً ويقيناً بل ويجعلنى أحتقر نفسى التى لا تصبر فى سبيل الله
لحظات
كان أحمد على شاكلة إخوانه فى الطاعة والعبادة ويزيد عليهم بحسن خلقه
وكلهم ذوو خلق ، وكان يحب القرآن حباً شديداً ،
وكان يحث إخوانه على حفظ القرآن
وكان يحدد للسورة وقتاً ، ثم يحدد وقتاً للتسميع والذى يخطئ
أكثر يعزز بإن يقوم عشرة ليالى يقرأ فى كل ليلة بألف آية
ولقد كانوا يتقالون الألف آية رحمهم الله رحمة واسعة ،بل كان
أضعفهم من يقول بالألف آية :ولا يتعجب فإنهم ينتظرون الموت
فى أى لحظة ولقد كان أحمد يتبارى مع إخوانه فى تسميع السور الطويلة
وكانوا لا يخطئون إلا فى أحرف يسيرة فما زلوا كذلك حتى ختموا
القرآن ، ولقد كان أحمد شريكا لصاحب القصة السابقة فى القضية ،
وكان يكثر من الدعاء لمن شارك فى قتلها ،
وهى قريبته ، وكان يتصدق عنها فرآها فى المنام وهى تقول له :
يا أحمد أبشر فإنك لن تعدم .
فقلت له :يا أحمد لعلها أن إعدامك هو الحياة ، فاستبشر بذلك جداً
ولقد كان يوم إعدامه هو يوم أخيه عماد ، وقد خرج من حجرته
يردد لا إله إلا الله . ويسلم على إخوانه .
ولما مر بحجرة خميس وكان مثله ينتظر التنفيذ قال له مازحاً :
السلام عليكم يا خميس ، أنا سوف أرسل إليك السوبر جيت حتى لا تتأخر على
ثم قال له :لا إله إلا الله يا خميس ثم انطلق إلى قضاء الله وقدره
بخفة الطير وهو يردد لا إله إلا الله
وكان صائماً فى هذا اليوم . لانه يصوم يوماً ويفطر يوماً
وقد من الله عليه بصيام شهرين متتابعين كفارة القتل .
وهناك فى حجرة الإعدام أوصى إخوانه بالصبر
والثبات على لا إله إلا الله ثم سجد سجدة شكر لله على أن ثبته عليها
إلى هذه اللحظة ثم انطلق إلى حبل "الحياة "
كما ينطلق العروس إلى عروسه وهناك فاضت روحه يرحمه الله برحمته الواسعة
تعليق