بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا أيضا، قصة فيها سبب رئيسي من أسباب النصر والتمكين إن شاء الله ووفق.
ماهي ثمرات حسن النية وإخلاص الدين لله تعالى وحده لا شريك له ؟
الكثير ممن اختلت عقائدهم ونقص إيمانهم يلجاؤن إلى غير الله بالشكوى والسؤال ويُشركون بالله وسطاء شركًا وعدوانا على دين الله!
والكثير يسألون جهلا هل يوجد كلمة "سحرية أو دعاء" أقوله كذا مرة فيستجاب لي !
والكثير أيضا يلقون باللائمة على الغير فيما أصابهم من مصائب وفاقه ولا ينظرون إلى قلوبهم وأنفسهم وأعمالهم...!؟
الكثير والكثير ممن أعرضوا عن فريضة العلم وأهملوها لا يعرفون حقيقة الإسلام دين الله تعالى وحده لا شريك له ويمارسون الشعائر الدينية بالوراثة والعادة والقلوب فارغة من الإيمان الحقيقي بالله وتقوى الله واتباع الرسل والصالحين...
هذه قصة عجيبة بطلها عبدٌ أسود من خيرة خلق الله -رحمه الله تعالى- يرويها واحد من خيرة التابعين عالم وإمام مجاهد مجتهد في شتى العلوم الدينية والدنيوية عبدالله ابن المبارك -رحمه الله تعالى-، فتابعوا هذه القصة واعتبروا يا أولي الألباب كي تنصروا ويمكن لكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا أيضا، قصة فيها سبب رئيسي من أسباب النصر والتمكين إن شاء الله ووفق.
ماهي ثمرات حسن النية وإخلاص الدين لله تعالى وحده لا شريك له ؟
الكثير ممن اختلت عقائدهم ونقص إيمانهم يلجاؤن إلى غير الله بالشكوى والسؤال ويُشركون بالله وسطاء شركًا وعدوانا على دين الله!
والكثير يسألون جهلا هل يوجد كلمة "سحرية أو دعاء" أقوله كذا مرة فيستجاب لي !
والكثير أيضا يلقون باللائمة على الغير فيما أصابهم من مصائب وفاقه ولا ينظرون إلى قلوبهم وأنفسهم وأعمالهم...!؟
الكثير والكثير ممن أعرضوا عن فريضة العلم وأهملوها لا يعرفون حقيقة الإسلام دين الله تعالى وحده لا شريك له ويمارسون الشعائر الدينية بالوراثة والعادة والقلوب فارغة من الإيمان الحقيقي بالله وتقوى الله واتباع الرسل والصالحين...
هذه قصة عجيبة بطلها عبدٌ أسود من خيرة خلق الله -رحمه الله تعالى- يرويها واحد من خيرة التابعين عالم وإمام مجاهد مجتهد في شتى العلوم الدينية والدنيوية عبدالله ابن المبارك -رحمه الله تعالى-، فتابعوا هذه القصة واعتبروا يا أولي الألباب كي تنصروا ويمكن لكم
أخبرنا محمد بن ناصر قَالَ: أَخْبَرَنَا جعفر بْن أَحْمَد السراج قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْد العزيز بن الحسن بْن إِسْمَاعِيل الضراب، قَالَ: أَخْبَرَنِي أبي قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن مروان بْن المالكي قَالَ: حَدَّثَنَا سليمان بْن الْحَسَن قَالَ: حَدَّثَنِي أبي قَالَ:
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : " قَدِمْتُ مَكَّةَ وَإِذَا النَّاسُ قَدْ قُحِطُوا مِنَ الْمَطَرِ وَهُمْ يَسْتَسْقُونَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَكُنْتُ فِي النَّاسِ مِمَّا يَلِي بَابَ بَنِي شَيْبَةَ إِذْ أَقْبَلَ غُلامٌ أَسْوَدُ عَلَيْهِ قِطْعَتَا خَيْشٍ ، قَدِ ائْتَزَرَ بِإِحْدَيْهِمَا وَأَلْقَى الأُخْرَى عَلَى عَاتِقِهِ ، فَصَارَ فِي مَوْضِعٍ خَفِيٍّ إِلَى جَانِبَيَّ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : "إِلَهِي ، أَخْلَقَتِ الْوُجُوهَ كَثْرَةُ الذُّنُوبِ وَمَسَاوِئُ الأَعْمَالِ ، وَقَدْ مَنَعْتَنَا غَيْثَ السَّمَاءِ لِيُؤَدَّبَ الْخَلِيقَةُ بِذَلِكَ ، فَأَسْأَلُكَ يَا حَلِيمُ ذُو أَنَاةٍ ! يَا مَنْ لا يَعرِفُ عِبَادُهُ مِنْهُ إِلا الْجَمِيلَ ، اسْقِهِمُ السَّاعَةَ ، السَّاعَةَ" ، قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ : فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ : السَّاعَةَ السَّاعَةَ حَتَّى اسْتَوَتْ بِالْغَمَامِ ، وَأَقْبَلَ الْمَطَرُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ ، وَجَلَسَ مَكَانَهُ يُسَبِّحُ ، فَأَخَذْتُ أَبْكِي إِذْ قَامَ ، فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى عَرَفْتُ مَوْضِعَهُ ، فَجِئْتُ إِلَى فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ ، فَقَالَ لِي : مَا لَكَ ، أَرَاكَ كَئِيبًا ؟ قُلْتُ : سَبَقَنَا إِلَيْهِ غَيْرُنَا فَتَوَلاَّهُ دُونَنَا . فَقَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ ، فَصَاحَ وَسَقَطَ ، وَقَالَ : وَيْحَكَ يَا ابْنَ الْمُبَارَكِ ، خُذْنِي إِلَيْهِ . قُلْتُ : قَدْ ضَاقَ الْوَقْتُ وَسَأَبْحَثُ عَنْ شَأْنِهِ . فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ صَلَّيْتُ الْغَدَاةَ وَخَرَجْتُ أُرِيدُ الْمَوْضِعَ؛ فَإِذَا شَيْخٌ عَلَى الْبَابِ قَدْ بُسِطَ لَهُ وَهُوَ جَالِسٌ، فَلَمَّا رَآنِي عَرَفَنِي. فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَاجَتُكَ ؟ فَقُلْتُ لَهُ: احْتَجْتُ إِلَى غُلامٍ أَسْوَدَ. فَقَالَ: نَعَمْ، عِنْدِي عِدَّةٌ، فَاخْتَرْ أَيُّهُمْ شِئْتَ. وَصَاحَ: يَا غُلامُ، فَخَرَجَ غُلامٌ جَلْدٌ، فَقَالَ: هَذَا مَحْمُودُ الْعَاقِبَةِ، أَرْضَاهُ لَكَ. فَقُلْتُ: لَيْسَ هَذَا حَاجَتِي، فَمَا زَالَ يُخْرِجُ إِلَيَّ وَاحِدًا وَاحِدًا حَتَّى أَخْرَجَ إِلَيَّ الْغُلامَ، فَلَمَّا بَصُرْتُ بِهِ بَدَرَتْ عَيْنَايَ، فَجَلَسْتُ، فَقَالَ: هَذَا هُوَ؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: لَيْسَ إِلَى بَيْعِهِ سَبِيلٌ. قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: تَبَرَّكْتُ بِمَوْضِعِهِ فِي هَذِهِ الدَّارِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لا يَرْزُؤُنِي(1) مِنْهُ شَيْءٌ أَكْثَرُ مِنْ قُوتِهِ. قُلْتُ: وَمِنْ أَيْنَ طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ؟ قَالَ: يَكْسَبُ مِنْ فَتْلِ الشَّرِيطِ نِصْفَ دَانِقٍ أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ، فَهُوَ قُوتُهُ، فَإِنْ بَاعَهُ فِي يَوْمِهِ وَإِلا طَوَى(2)ذَلِكَ الْيَوْمَ، وَأَخْبَرَنِي الْغِلْمَانُ عَنْهُ أَنَّهُ لا يَنَامُ هَذَا اللَّيْلَ الطَّوِيلَ، وَلا يَخْتَلِطُ بِأَحَدٍ مِنْهُمْ مُهْتَمٌّ بِنَفْسِهِ، وَقَدْ أَحَبَّهُ قَلْبِي. فَقُلْتُ لَهُ: انْصَرِفْ إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَإِلَى فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ بِغَيْرِ قَضَاءِ حَاجَةٍ؟ فَقَالَ: إِنَّ مَمْشَاكَ عِنْدِي كَبِيرٌ، فَخُذْهُ بِمَا شِئْتَ. قَالَ: فَاشْتَرَيْتُهُ فَأَخَذْتُ نَحْوَ دَارِ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، فَمَشَيْتُ سَاعَةً؛ إِذَ قَالَ لِي: "يَا مَوْلايَ"، قُلْتُ: لَبَّيْكَ، فَقَالَ: "لا تَقُلْ لِي لَبَّيْكَ، فَإِنَّ الْعَبْدَ أَوْلَى بِأَنْ يُلَبِّيَ الْمَوْلَى"، قُلْتُ: حَاجَتُكَ يَا حَبِيبِي. قَالَ: "أنَا ضَعِيفُ الْبَدَنِ لا أَطِيقُ الْخِدْمَةَ، وَفِي غَيْرِي كَانَ لَكَ سَعَةٌ، قَدْ أَخْرَجَ إِلَيْكَ مَنْ هُوَ أَجْلَدُ مِنِّي". فَقُلْتُ: لا يَرَانِي اللَّهُ وَأَنَا أَسْتَخْدِمُكَ، وَلَكِنْ أَشْتَرِي لَكَ مَنْزِلًا وَأُزَوِّجُكَ وَأَخْدُمُكَ أَنَا بِنَفْسِي. قَالَ: فَبَكَى. فَقُلْتُ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ: "أَنْتَ لَمْ تَفْعَلْ بِي هَذَا إِلا وَقَدْ رَأَيْتَ بَعْضَ مُتَّصَلاتِي بِاللَّهِ، وَإِلا، فَلِمَ اخْتَرْتَنِي مِنْ بَيْنِ أُولَئِكَ الْغِلْمَانِ؟" فَقُلْتُ لَهُ: بِإِجَابَةِ دَعْوَتِكَ. فَقَالَ لِي لَمَّا ذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ: "إِنِّي أَحْسَبُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ رَجُلًا صَالِحًا ، إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خِيرَةٌ مِنْ خَلْقِهِ لا يَكْشِفُ شَأْنَهُمْ إِلا لِمَنْ أَحَبَّ مِنْ عِبَادِهِ، وَلا يُظْهِرُ عَلَيْهِمْ إِلا مَنِ ارْتَضَى". ثُمَّ قَالَ لِي: "تَرَى أَنْ تَقِفَ عَلِيَّ قَلِيلًا، فَإِنَّهُ قَدْ بَقِيَتْ عَلَيَّ رَكَعَاتٌ مِنَ الْبَارِحَةِ". قُلْتُ: هَذَا مَنْزِلُ فُضَيْلٍ قَرِيبًا. قَالَ: "لا، هَاهُنَا أَحَبُّ إِلَيَّ، أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لا يُؤَخَّرُ" . فَدَخَلَ مِنْ بَابِ الْبَاعَةِ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَمَا زَالَ يُصَلِّي حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى مَا أَرَادَ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: "يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، هَلْ مِنْ حَاجَةٍ؟" قُلْتُ: وَلِمَ؟ قَالَ: "لِأَنِّي أُرِيدُ الانصراف". قلتُ: إلى أين؟ قال: "إلى الآخرة". قلتُ: لا تفعل دعني أُسَرُّ بكَ. فَقَالَ لِي: "إِنَّمَا كَانَتْ تَطِيبُ لِيَ الْحَيَاةُ حَيْثُ كَانَتِ الْمُعَامَلَةُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ يَعْنِي رَبَّهُ تَعَالَى فَأَمَّا إِذَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهَا أَنْتَ فَسَيَطَّلِعْ عَلَيْهَا غَيْرُكَ وَغَيْرُكَ، فَلا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ". ثُمَّ خَرَّ لِوَجْهِهِ فَجَعَلَ يَقُولُ: "إِلَهِي، اقْبِضْنِي السَّاعَةَ السَّاعَةَ". فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ، فَوَاللَّهِ مَا ذَكَرْتُهُ قَطُّ إِلا طَالَ حُزْنِي عَلَيْهِ وَصَغُرَتِ الدُّنْيَا فِي عَيْنِي".
-------------------------------------------------------------
(1)- لا يَرْزُؤُنِي : رزأ - يرزأ ، رزءا ورزءا ومرزئة: رزأه : - أصابه بـ « برزء »، أي مصيبة شديدة . و - رزأه ماله : أصاب منه شيئا فنقصه.
(2)- طَوَى ذَلِكَ الْيَوْمَ : طَوَى نَهَارَهُ صَائِماً " : قَضَاهُ صَائِماً . - " طَوَى بَطْنَهُ " : صَامَ . - " طَوَى الرَّجُلُ " : تَعَمَّدَ الْجُوعَ .
المصدر:
- "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لإبن الجوزي - (ج8 – ص 223>225)
- "المجالسة وجواهر العلم" للدينوري - (ج5 – ص 417>420)
*****
ولا حول ولا قوة إلا بالله
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل
والحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام والهداية
- "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لإبن الجوزي - (ج8 – ص 223>225)
- "المجالسة وجواهر العلم" للدينوري - (ج5 – ص 417>420)
*****
ولا حول ولا قوة إلا بالله
والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل
والحمد لله على نعمة الإيمان والإسلام والهداية
تعليق