وقف الأب المغترب ، والمقيم بإحدي ضواحي لندن عاصمة الضباب البريطانية ، وقف بجوار إبنته المسجاة علي أحد سرائر أكبر وأعرق مستشفيات لندن ..
وقف يتأمل أبنته زهرة عمره والبالغة من العمر ستة عشر عاما ، كانت الدموع المنهمرة من عينيه لا تنقطع ، ولا تتوقف ..
وعقله في شبه غيبوبة ، وبصره مسلط علي فلذة كبده ، وهوفي حيرة من أمره ،فكره مشتت،قلبه يكاد أن يتوقف ، قدميه لا تستطيع حمله ..
وشريط الذكريات يدور ويعرض في عقله الباطن ويسرد له تفاصيل رحلته منذ أكثر من عشرين سنة مضت ، يوم أن وطأت
قدماه الأراضى الإنجليزية كطالب علم في منحة من بلده الأم مصر، إلي أن أصبح رئيس قسم في إحدي كليات أعرق جامعاتها ..
وعقله في شبه غيبوبة ، وبصره مسلط علي فلذة كبده ، وهوفي حيرة من أمره ،فكره مشتت،قلبه يكاد أن يتوقف ، قدميه لا تستطيع حمله ..
وشريط الذكريات يدور ويعرض في عقله الباطن ويسرد له تفاصيل رحلته منذ أكثر من عشرين سنة مضت ، يوم أن وطأت
قدماه الأراضى الإنجليزية كطالب علم في منحة من بلده الأم مصر، إلي أن أصبح رئيس قسم في إحدي كليات أعرق جامعاتها ..
ودار شريط الذكريات به ليتذكر
قصة زواجه من إحدي جاراته بوطنه الأم مصر ، وتذكر قمة سعادته حين رزقه الله بإبنته (دعاء) ، وتمر الأيام والشهور والسنين في أقل من لحظة حتي تصل أبنته إلي سن السادسة عشر شابة جميلة متفتحة للحياة مقبلة عليها ، مدبرة عن كل طريق يؤدي إلي اليأس أو الخصام مع معطيات الحياة ..
أما الأب فقد كان يعيش حياته طولا وعرضا ،متمتعابكل مباهج الحياة التي أتيحت له تحت مظلة حرية الفرد في المجتمعاتالأوربية في مزاولة نمطه السلوكي بحرية تامة لا رقيب إلا الضمير ولاخوفإلا من نقص المادة فإذاغاب الضميروتوافرت المادة ،فلا خوف من شئ ،فلنتمتعاليوم بكل ما هو ممكن ،
ولندع الغد للغد ،تلك كانت مقولته، وذاك كان سلوكه، أما نصيبة من العبادة ،والدعاء ،والشكر وحمد الله علي نعمه يكاد
يكون معدوم ،حتي حدث ما حدث ..
ففي ليلة من ليالي مدينة الضباب عاد الأب إلي منزله متأخرا كعادته بعد سهرة من سهراته التي ل اتنقطع كعادة أكتسبها من أصدقاء
السوء .. لتستقبله زوجته بدموع ونحيب وعيون حائرة ودموع منهمرة من بحر الهموم ، وأمواج من الأفكارالسوداء علي شاطئ اليأس والأحزان ..
ماذا حدث ؟ قالها الأب بخوف وفزع، فما كان من الأم إلا أن أخذته من يديه بدون أن تنطق بحرف واحد إلي حجرة أبنتهما الراقدة علي
السرير بلا حركة وبلا صوت ،
فقط دموع تتساقط من الألم بدون صراخ،
قالت له الأم :
هكذاحالها منذ عادت من المدرسة ، ما العمل ؟ ما العمل .. رحمتك يارب ..الطف بينا يارب ..
قالت له الأم :
هكذاحالها منذ عادت من المدرسة ، ما العمل ؟ ما العمل .. رحمتك يارب ..الطف بينا يارب ..
حمل الأب أبنته وذهب وأمها إلي أكبر المستشفيات في العاصمة البريطانية ، وها هما في إنتظار نتائج الفحوصات من تحاليل وأشعات
وفجأة
دخل الطبيب المختص ليخبره أن نتائج التشخيص الطبية عاجزة تماماعن تفسير وتوضيح سبب لهذه العلة التي أصابت الأبنة .... كم
نحن آسفون لما حل بأبنتكم ! وزاد الطبيب قائلا : مع الأسف لابد من إبلاغكم أن هذه الغيبوبة ستستمرعدة شهور قبل أن تفارق أبنتكم الحياة
ثلاثة شهور علي الأرجح ، وننصحكم بعودتها إلي منزلكم ، وإنتظار ساعة الرحيل ...... كم نحن آسفون ! .
حمل الأب أبنته وخرج من المستشفي وهو في حاله من الألم والحزن والهم لا يعرف مداه إلا الله ، ورقدت الأبنة بالمنزل شبه مستيقظة ..
لا تدري شئ عما يدور حولها من أحداث، وجسمها يضعف يوم بعد يوم حتي أصبح 25 كج بعد أن كان 65 كج ، أصبحت عبارة
عن عينين مفتوحتين ، وحدقة متحجرة لا تتحرك ، وجسم ضعيف ، ناحل ، منعدم لصور الحياة ، فقط عيون تدمع في صمت تام كلما حضر أحد لزيارتها ..
وفي يوم من الأيام رن جرس التليفون وكان المتحدث صديق قديم للأب من مصر ، حضر إلي لندن في زيارة عمل، وأراد أن يزور صديقه القديم ..
بالفعل حضر الصديق ، ولما سأل الأب عن أخبار أبنته فما كان من الأب إلاالبكاء والنحيب وهو ينظر إلي صديقه ولسان حاله يقول ماذا أفعل ؟؟؟
ليس بيدي شئ ! ثم بكي كالأطفال ،وأخذ صديقه إلي حجرة أبنته ، وما كاد صديقه يري الأبنة حتي أخذ في ترديد ( لا حول ولا
قوة الا بالله بالله ، إنا لله وإنا إليه راجعون ) ، وتسابقت دموعه كلماته، وساد الصمت لحظات، مال الصديق نحو الأب وأسر إليه كلمات ، فقام الأب علي أثرها وأغتسل وتطهر وتوضأ ، ثم خرج مع صديقه لصلاة الجمعة ..
دخل الأب مع صديقه مسجد المركز الأسلامي ، وللأسفكانت هذه هي المرة الأولي التي يدخل فيها المسجد لتأدية صلاة الجمعة ،وصلي كلا منهما ركعتين تحية المسجد ، ثم جلس الأب بجوار صديقه وتذكرالأيام التي كان يحافظ فيها علي الصلاة ،ودموعه لا تنقطع وعينه في تلقائية
فطرية تحلق في سماء المسجد وكأنها تبحث عن شئ أفتقده سنين طويلة ،طويلة جداً ، سنين تفوق عمر أبنته، كيف ضاعت منه كل هذه السنين؟؟؟
صعد خطيب المسجد المنبر ،وأفتتح خطبته بعد السلام وحمد الله والصلاة علي سيدنا محمد ( صلي الله عليه وسلم ) ،
وكان موضوع الخطبة
نعم الله عز وجل علي عباده ، ورحمته بهم ، وفي سياق خطبة إمام المسجد ، وحينما قال::
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌأُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِيوَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
هنا أهتزت جنبات المسجد بصوت كالرعد يردد .... يارب ... يارب ... يارب، حتي التف كل من كان بالمسجد نحومصدر
الصوت الذي كان صاحبه وحده يناجي ربه ، ولا يشعر بكل من كان معه أو حوله ... فقط الله ... الله فقط هو من كان يشعر به قريب كما قال عز وجل ،وناجي ربه.....
نعم الله عز وجل علي عباده ، ورحمته بهم ، وفي سياق خطبة إمام المسجد ، وحينما قال::
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌأُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِيوَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
هنا أهتزت جنبات المسجد بصوت كالرعد يردد .... يارب ... يارب ... يارب، حتي التف كل من كان بالمسجد نحومصدر
الصوت الذي كان صاحبه وحده يناجي ربه ، ولا يشعر بكل من كان معه أو حوله ... فقط الله ... الله فقط هو من كان يشعر به قريب كما قال عز وجل ،وناجي ربه.....
اللهم لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، يارب أنا عبدك ،وليس لي إله غيرك ، سبحانك أنت في غني عن
عبادتي لك ،لكني لست في غني عن رحمتك ،لست في غني عن عفوك ، لست في غني عنرضاك ،لست في غني عن غفرانك ، لست في غني عن محبتك ،أسألك ياارب ان ترفعمقتك وغضبك عني ،... وكانت آخر كلمات خطبة الجمعة هذه هي ( أمّن يجيبالمضطر إذا دعاه ويكشف السوء ) ،
وإنتهت صلاة الجمعة وودع الصديق صديقه ،وأوصاه بالصلاة والمحافظة عليها ، وذكره أن الشافي هو الله فالتجئ إليه،ثم سلم
عليه ودعا له بشفاء أبنته وفارقه عائدا للوطن ،.
عاد الأب إلي المنزل وقلبه يدق ويشعر بإحساس لم يشعر به من قبل ،وعندما دخل المنزل قابلته زوجته بوجه تعلوه بسمة أمل ، فأخذته
من يده ودخلت به حجرة الأبنة التي ما أن دخل حتي رأها تحرك عينيها وتنظر نحوهوكانت هذه أول مرة تحرك فيها عينيها من شهور طويلة ، وبكي الأب والأم كمالم يبكيا في حياتهما ، وسجد الأب شاكرا لله ، وطالت سجدته وطال دعاءه وحمدالله وشكره ، لم ينقطع يوما عن الصلاة ، ولا
عن الذهاب إلي المسجد ما أستطاع إليه سبيلا ،
وبدأ حال الأبنة يتحسن يوم بعد يوم ، وشهر بعد شهر ، حتي عادت شبه ماكانت عليه قبل أصابتها بالمرض ، وحينما ذهبت مع الأب
والأم إلي المستشفي ، بعد أن صحت و شفاها الله، إجتمع فريق الأطباء الذين إحتاروا في تشخيص المرض وسبب العلة ،وأتفقوا علي ميعاد موتها
ثم إحتاروا للمرة الثانية في تعليل سبب عودتها للحياة مرة أخري ، وعندما سألوا الأب عن السبب أبتسم لهم ، ورفع بصره للسماء
وأنهمرت الدموع من عينيه كالسيل ، لكنها هذه المرة لم تكن دموع ألم وحزن ،بل كانت دموع فرح وأمتنان وشكر وحمد لمن بيده الأمر في الأول والآخر .
عليه ودعا له بشفاء أبنته وفارقه عائدا للوطن ،.
عاد الأب إلي المنزل وقلبه يدق ويشعر بإحساس لم يشعر به من قبل ،وعندما دخل المنزل قابلته زوجته بوجه تعلوه بسمة أمل ، فأخذته
من يده ودخلت به حجرة الأبنة التي ما أن دخل حتي رأها تحرك عينيها وتنظر نحوهوكانت هذه أول مرة تحرك فيها عينيها من شهور طويلة ، وبكي الأب والأم كمالم يبكيا في حياتهما ، وسجد الأب شاكرا لله ، وطالت سجدته وطال دعاءه وحمدالله وشكره ، لم ينقطع يوما عن الصلاة ، ولا
عن الذهاب إلي المسجد ما أستطاع إليه سبيلا ،
وبدأ حال الأبنة يتحسن يوم بعد يوم ، وشهر بعد شهر ، حتي عادت شبه ماكانت عليه قبل أصابتها بالمرض ، وحينما ذهبت مع الأب
والأم إلي المستشفي ، بعد أن صحت و شفاها الله، إجتمع فريق الأطباء الذين إحتاروا في تشخيص المرض وسبب العلة ،وأتفقوا علي ميعاد موتها
ثم إحتاروا للمرة الثانية في تعليل سبب عودتها للحياة مرة أخري ، وعندما سألوا الأب عن السبب أبتسم لهم ، ورفع بصره للسماء
وأنهمرت الدموع من عينيه كالسيل ، لكنها هذه المرة لم تكن دموع ألم وحزن ،بل كانت دموع فرح وأمتنان وشكر وحمد لمن بيده الأمر في الأول والآخر .
سبحانك ربى ما أكرمك
ما أرحمك
ما أحلمك
ما أوسع فضلك وعطاؤك
لا إله إلا انت سبحانك إنى كنت من الظالمين
منقووووول للعظه