مسلمة رغم كل شيء
بدأت قصة إسلامي منذ عشر سنوات...نشأت في أسرة يهودية، من أب إسرائيلي و أم تونسية.
كنت شديدة الانتماء لثقافتي و ديني و بلدي...كنت مصدر فخر لوالدي، فقد كنت متفوقة جدا في الدراسة، منطلقة، متحررة، جد أنيقة...و كنت من أكثر الناس دفاعا عن " إسرائيل"، و أردت بعد انتهاء دراستي الثانوية الهجرة إلى إسرائيل و الإقامة هناك، إلا أن أبي رفض تمويل سفري، فاضطررت للبقاء في كندا رغما عني...
لا شيء في حياتي كان يدل على أنني سأصبح مسلمة في يوم من الأيام.
دخلت كلية الحقوق، بقلب مكسور، و كل ذهني و تفكيري في إسرائيل، بلدي الذي أردت أن أقيم فيه و منعتني الظروف من ذلك...
تعرفت في الجامعة على أشخاص جدد، بعقليات جديدة و ثقافات جديدة، و ديانات جديدة.
و بين الناس الذين قابلتهم، شاب مسلم أكّد لي أن دينه هو أفضل الأديان...حتى أنا التي أعتز جدا بديني و لا أرضى لا بديل لم أصل يوما لهذه القناعة...ديني هو أفضل الأديان...
لكني قلت أكيد أنه مخطأ، و فكل ديانة تملك بعض الحقائق، و لكن لا يوجد دين كامل أبدا...و بدأ يكلمني عن الإسلام، هذه الديانة التي تحجب المرأة، و تجلعها تحت سيطرة الرجل، و تُعمل القدر في كل شيء...قلت أن الأمر عندنا مختلف إذن فهو أحسن.
دعوته إلى حل عملي و يحل الخلاف بيننا، فطلبت منه كتابا يجمع كل ما يحوي دينه إجمالا، و أنا أيضا أعطيه كتابا مماثلا.
أُعحبت بطلبي كثيرا، و عرفت أني سأقيم عليه الحجة حقا، خاصة عندما رأيت كتابه الذي أعطاني إياه، كتاب جيب صغير يسمى "القرآن".
فأخذت قلما و قررت أن أسطر و أعلّم كل جملة فيها تعارض أو كذب أو أو أو...و كيف أنني سأبين له أن دينه هذا لا مجال لتطبيقه في الحياة العملية...
فتحت المصحف بعد يوم دراسي شاق، و يلا هول ما رأيت.
دين يقبل كل الرسل، و يقول أنهم جاؤوا بنفس الرسالة، و من نفس المصدر، يا إلهي لم يكن هذا ما تصورته، يا إلهي كأنها الحقيقة.
أخذت أصلي و أبكي، و أدعو الله أن لا تكون هذه هي الحقيقة، كيف سأفعل و ماذا سيحل بي؟
بعد خمسة أيام قررت أن أُكلم أبي في الموضوع لعله يجد لي حلا، فهو يعرف كل شيء عن كل شيء، و يحفظ التوراة عن ظهر قلب، مع كل شروحاتها، هذا الأب الذي كان دائما مرجعي في الحياة...أكيد هو من سيساعدني.
ذهبت إليه: أبي ما رأيك في دين يعترف أن كل الرسل مبعوثون من قبل الله؟ إنه دين جيد.
أبي ما رأيك في الملائكة؟ يا ابنتي الملائكة لا وجود لها.
أنا من اعتقدت منذ الصغر وجود الملائكة و أؤمن بوجودها، كيف لأبي الذي يعرف كل شيء أن يرد علي هكذا؟؟
لم أعترض كثيرا، و واصلت أسئلتي: أبي ما رأيك في دين يعاقب بالنار و يجازي بالجنة؟ يا بنتي الجنة و النار غير موجودتان.
لم أتمالك نفسي، و انهرت بالبكاء، و ذهبت إلى غرفتي، أبواي لم يفهما أي شيء، و جاءت أمي تسمح دموعي، و قالت لي ببساطة: لو تعتقدين بوجود الجنة فستدخلينها..."
و بدأ النقاش يستحيل بيني و بين أبي مع مرور الوقت، و بدأت أعرف أني لست من اختارها الله لتكون من عباده الصالحين، فعباده الصالحون هم المسلمون.
و مر عام من حياتي، و أنا أبحث عن أخوات يساعدنني على هذا الطريق، كنت وحدي بهذا الإيمان الشبه راسخ، و كل هاته الأسئلة التي تراودني دون إجابة.
كل من أعرفهم من العرب لا يعرفون شيئا عن دينهم، و هم من يحتاج إلى مساعدة.
و لرغبتي في معرفة الحقيقة، أخذت أقرأ و أبحث، و قد من الله عليّ فيما بعد و أصبحت أنا من يعلمهم أمور دينهم...
و حتى يستعد أهلي لتحولي للإسلام، بدأت أخبرهم أني أقوم بأبحاث عن كل الديانات و مقارنتها، حتى لا يستغربوا إذا رأو كتبا عن الإسلام في غرفتي، بما في ذلك القرآن.
و كنت أحضر أيضا كتبا عن المسيحية و البوذية من المكتبة حتى لا يشكوا كثيرا في أمري.
و في أحد الأيام من سنة 1999، استيقظت صباحا لأجد أبواي يتناقشان عن بعض اليهود الخونة الذين باعوا دينهم و بدلوه، و كانوا سببا في تحطيم المجتمع الإسرائيلي، فقالت أمي: نسأل الله أن يحفظ بيتنا من أشكالهم...
ففهمت أنهم كشفوا أمري.
و إذا بأبي يحمل المصحف و يقول لي: اختاري بيننا و بينه...
في الغد الباكر تركت البيت من أجل الله و رسوله...
خفت من أن يكون القرار الخطأ، و لكن شيئا بداخلي كان يقول لي لا تخافي، ستلجأين إلى الله، و ستجدين في الصلاة و العبادة كل راحة...
لم أعرف أين أذهب، و بما أنني طالبة جامعية تمكنت من الحصول على سكن جامعي، و بقيت فيه سنة كاملة، و كانت من أروع سنين حياتي...
كنت أرى والدي من حين لآخر، و لكنهم فضلوا نسيان أمر إسلامي و تجاهله تماما.
حتى أنهم اشتروا لي بيتا صغيرا بجانبهم علّني أعود في قراري...رفضت في البداية، و بعد استشارة بعض الأخوات وافقت و ذهبت للسكن بجانبهم كنوع من البر عسى الله أن يهدي قلوبهم...
و إذا بأمي تتصل بي و تقول: جهزي حقائبك سنحقق لك و حلمك و سنذهب لقضاء العطلة في إسرائيل...
ماذا أفعل؟ هل أذهب؟ هل أرفض؟؟
انتهزتها فرصة لزيارة أهلي هناك و توديعهم لآخر مرة...
عند عودتنا تغير كل شيء في حياتي، عدت فألقيت نظرة على حياتي السابقة و كل ما كان فيها من عصيان و كفر...فقررت لبس الحجاب
أخبرت أهلي بذلك، و كانت من أصعب اللحظات في حياتي...
و لكني استطعت الصمود أمامهم بفضل الله عز و جل، فقد أيدني و نصرني عليهم...
و بعد هذا اليوم قررت أن أواجه أهلي، و قلت لهم: إن ابنتكم اقتنعت بالإسلام، ووجدت الحقيقة هناك، و لذلك قررت إرتداء لباس التقوى، و هي ستطيعكم أكثر من قبل لأن دينها الجديد يأمرها بهذا...
كان هذا آخر يوم رأيتهم فيه...
و قرروا عدم رؤيتي أو زيارتي أو حتى الكلام معي ما دمت "داخل حجابي" كما يقولون.
حاولت معهم كثيرا و لكن محاولاتي بائت بالفشل، أخذوا يكيدون ليا المكائد، و انتهى بهم الأمر أن أرسلوا لأحبار من اليهود ليسحروني، و قد مسني شيء من سحرهم، ادعوا الله لي بالشفاء، ولهم بالهداية...
و مرت السنوات، و تزوجت و أنا اليوم أم لثلاثة أطفال...أعيش حياة سعيدة و لله الحمد، و لكن مكان والدي ظل فارغا، و أنا أحن إليهم في كل وقت...
هذه قصة هدايتي، أسألكم الدعاء لي بالثبات و الشفاء من سحرهم، و الهداية لأبواي...
أختكم في الله لينا،،
منقول للفائدة
اللهم يا مقلب القوب ثبت قلوبنا على دينك
منقول للفائدة
اللهم يا مقلب القوب ثبت قلوبنا على دينك
تعليق