Tweet
الجوع كافر
تكلم رجل كبير السن من منطقة الزلفي يقول حدثت لي قصة في شبابي لن أنساها ما حييت:
ففي أيام الجوع والفقر كان الناس من أهل نجد يسافرون إلى الكويت ومنطقة الزبير في العراق!
ولما إشتدت حال الجوع وقلة ذات اليد سافرت قاصدا الزبير _وكان السفر في تلك الأيام مشيا" على الأقدام!!
فإتجهت أنا وإثنين من جماعتي صوب الزبير وفي طريقنا توقفنا في مدينة حفر الباطن وليس معنا شيئ نأكله ؟
وبينما نحن نغالب جوعنا أبصرنا نارا بعيدة فذهبنا نحوها لعلنا نجد شيئا" نأكله!!
ولما إقتربنا وجدنا رجلين وإمرأة حول النار _
فسلمنا عليهم _فردوا السلام
فسألناهم عن إذا ما كان لديهم أكل؟
فقالا: لا والله ليس معنا شيئ يوكل؟
وأكمل أحدهما:هذا أخي _وهو يشير إلى الجالس بجانبه _وهذه أختي_
ونحن قاصدون إلى الزبير لعلنا نجد فيها عملا وأكلا؟
وإذا أراد أحد منكما ان نزوج هذه الأخت ونملكه عليها الأن بشرط أن يعطيها ماتأكله فنحن وهي لم نأكل منذ ثلاثة أيام_؟
فقلت له:يااللحية الغانمة الحين حنا مالقينا شي نأكله ولاحاجة لنا الآن إلا شيئ نأكله!
فإنصرفنا من عندهم إلى حفر الباطن
وبعد يومين وفي الليل إتجه نظرنا إلى مكان هؤلاء الإخوة فشاهدنا النار ماتزال مشتعلة فقلت لصاحبي خلونا نذهب إليهم _فإتجهنا ولما وصلنا مكانهم ؟
لم نجد حول النار إلا المرأة وهي جالسة وجسمها منحني إلى الأمام !!
وقلنا :ياولد يابنت؟
فلم ترد علينا ولم تتحرك!
فلقد كانت :ميتة!!
فعلمنا إن أخويها لم يكن بهما من القوة والنشاط بحيث يحفران لها قبرا
يوارياها فيه!!
فحفرنا لها قبرا وصلينا عليها
سبحان الله
مانراه في هذا الزمن
من أنواع التبذير والإسراف
وعدم احترام النعمة من قبل البعض.
ماذا لو عاشوا تلك الفترة وهي فترة الجوع التي مرت بنجد
لدرجة أنه ضرب مثل مشهور بأن نجد [ تولد ولا تغذا]
أحد المسنين حينما سافر للعراق وهاله مارأى من النعم الكثيرة
وخيرات وفيرة أطلق صرخته المدوية التي أهتزت لها جبال نجد وأوديتها
يقول
ياويل أهل نجد لو يدرون ....... الخبز يعطى للبعاريني .. !!!
نجد كانت منطقه مقفره وموحشه
لاماء ولا كلأ كلها عباره عن صحاري
في الصيف لاتحتمل درجه حراراتها
والامن فيها مفقود ومن معه فيها ذود ابل فهو مرخص روحه دونها
من قطاع الطرق فيها وكانت الحياه فيها صعبه
وكما يقال الجوع كافر
تعليق