إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

داعية ولكن !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [منقول] داعية ولكن !






    مقدمـة

    الحمد لله الذى خلقنا مسلمين بالفطـرة ..
    الحمد لله الذى لولاه ما صمنا ولا صلينـا..
    الحمد لله الذى وفقنـا لعبادته وثبت قلوبنا على طاعتـه ..
    اللهمـ لك الحمد لا نثنى عليك أنت كما أثنيت على نفسك ..



    عندما بدأت بكتابه هذه القصة لم أرغب بكتابه قصـة .. كنت أُريده موضوعاً دعويـاً فقط وإذا بى أتفاجأ بسبع صفحات مكتوبة دون أن أشعر .. كيف توالت الأحداث وكيف خطها القلمـ .. كيف صاغتها المشاعر بعقلها فخرجت قصـة فى النهايـة؟! . لا أعلمـ ..
    كنتُ قد رسمتُ أحداث أخرى بعقلى وبدأت باستكمال القصة بعد فترة توقف ولكن ما لبثتْ الأحداث تتغير وقت الكتابة وكأن الله أرداها كذلك !


    فى أول تجربة دعوية أدبية لى ,,

    لا أريدها من أجل شهرة بل أريدها لله وفى الله وعن الله ..
    كل ما أرجوه من الله ..
    أن يجعل هذه القصـة بكل ما فيها من كلمات ~ حروف~ مشاعر ~ ومضات ~ فرح وبكاء~ سبب هدايه مسلمة أو مسلم ..
    أن تكون تذكرة لكل داعية؛ قد مالت بالدعاة الدفـة وانحرفت السفينـة ,, فعادت بهم ـ حينما اتّبعوا الهوى ـ إلى حيث الخُطوة الأولى على شط الدعـوة

    ..

    داعــية من الله عزوجل أن يجعلها فى ميزان حسناتى يوم ألقاه
    وأن يجعلها خالصه مُخلصه ابتغاء مرضاته ..



    داعية ولكن !
    ونبدأ أول حلقة بالمشاركة القادمة....
    *(أم فارس)*


    ♥فهرس الحلقات♥
    الحلقة الاولى
    الثانية
    الثالثه
    الرابعة
    الخامسة
    السادسة
    السابعه
    الثامنة
    التاسعة
    النهاية
    وتغيرت الأحداث (نهاية أخرى)


    التعديل الأخير تم بواسطة أبومصعب محمود ابراهيم; الساعة 14-05-2013, 11:09 AM. سبب آخر: وضع المشاركات فى الفهرس
    ليس عذراً لترك الإستقامة.. إنها جنة تستحق الصبر والمجاهدة
    فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقينَ ؟
    وما المعنى بأن نحيا فلا نحيي بنا الدينَ ؟




  • #2
    ((1))

    (1)
    رقيقـة .. حساسة .. متدينة .. خلوقة ..
    لها قلم مميز .. تنبض كلماتها بحبها لأمتها وعشقهـا للشهادة ..
    لم يرها قط .. ولكنه أعجب بها .. تعلق بوجودها ..
    بكلماتها .. بآرائهـا .. رأى بها مواصفات فتاة أحلامه ..

    الفتاة الملتزمة الرومانسية الحنونة التى يحلم بها ..
    فأحبهــا .. وأحبته ولكنهما لم يُعـلنـا !

    نعمـ لم يعلنا لبعضهما البعض عن حبهمـا ..
    ولكن للأسف لم يستمر جهادهما للنفس طويـلاً .. فسرعـان ما وقعـاً ..
    واعترفا ..
    اعترف لها بحبه؛ فقد أعجب بأخلاقها وتمسكها بدينها ..
    قال لها بالرغم من أنى لم أركِ قط إلا أننى أريدك زوجتـى ..
    فرحت وخافت .. فرحت بحبه الذى تبادله إياه ..
    وخافـت حب النت ! زواج النت ! هل حبهما حلال أم حرام ؟

    هنا لا يترك الشيطان تلك الفرصة الذهبيـة ..
    فوسوس هامساً ألا تعرفينه ؟ ألا تثقين به ؟
    أليس هذا الذى لطالما أعجبتى بكلماته ورومانسيته !
    أليس هذا الشاب الذى لطالما أحببته ورفضتِ الاعتراف بينك وبين نفسك حتى جاءكِ هو مقراً بتعلق قلبه بقلبكِ ..

    أما عن التزامه ما شاء الله عليه ..
    لطالما كنتِ تلاحظين حبه للطاعات .. تعلقه بالمسجد ..
    لحيته التى تُزين صوره .. خشوع قلبه الذى كان يتكلم من بين ثنايا حروفه ..


    كل هذا وتخافين منه ؟!

    وسوس لها .. أغراها ..
    وحينما كانت على وشك أن تتماسك وتعود للدرب الأول ..
    درب الحياء ..
    الذى عهدته .. كانت على وشك أن تقول له ..

    معاذ الله .. إن كان قد جمعنا عمل دعـوي .. إن كُنا قد أطلنا حديثنا فى كثير من الأوقات بحجه أمور العمل وتنظيمـه ..
    إن أثر علينا هذا وعلق قلوبنـا .. فمعاذ الله أن نُكمل ذنباً اقترفناه دون أن نشعـر ..
    ولـكن تعلقها به كان أكبـر .. فكثره كلامهما والتفكير ببعضها . حتى التفكير بالعمل الذى كان يجمعهما .. كان يأخذ من وقت خلوتها بربها .. من وقت دعائها وتذللها ..
    فكان ينقص تدريجياً كل يوم .. وكانت تقل معه قوة إيمانها وخشوعـها ..
    كانت دموع عينيها من خشيـه ربها تتحجـر بالمآقي يوماً بعد يوم .
    .

    فخسـرت جولتها الأولى مع شيطانها ونفسها الأمارة بالسـوء ..
    وأجابته بنعمـ .. نعم سأظل أحبك حتى تكون جاهزاً لخطبتي !
    نعم سنتحدث كالمحبين .. نعم سنخبر بعض بأسرارنا ..

    يتبع..
    ليس عذراً لترك الإستقامة.. إنها جنة تستحق الصبر والمجاهدة
    فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقينَ ؟
    وما المعنى بأن نحيا فلا نحيي بنا الدينَ ؟



    تعليق


    • #3
      رد: داعية ولكن !

      جزاكم الله الجنة أختنا الفاضلة
      متابع بإذن الله
      أشكركم

      تعليق


      • #4
        رد: داعية ولكن !

        الله المستعان
        اتوقف لظروف الامتحانات
        استكملها بعد انتهاء الامتحانات ان شاء الله
        ليس عذراً لترك الإستقامة.. إنها جنة تستحق الصبر والمجاهدة
        فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقينَ ؟
        وما المعنى بأن نحيا فلا نحيي بنا الدينَ ؟



        تعليق


        • #5
          رد: داعية ولكن !

          جزاكم الله خيرا ووفقكم في اختباراتكم ..
          متابعين ان شاء الله
          ..

          تعليق


          • #6
            رد: داعية ولكن !


            الـحـلـقـة الثانية
            =========

            ومضت الأيام .. تلو الأيام ..
            تبادلا أرقام الهواتف ..
            لا تُسيئوا الظن بهما .. هما لم يتحدثا إلا فى أمور العمل على الهاتف
            اللهم إن أخذهما الحديث لبعض أمور الحياة .. (وكأنه أمر طبيعي !)
            كانا يوقظا بعض لصلاة الفجر .. يتعاهدا على القيام والدعاء ..
            يحفظا القرآن سويـاً ..

            ولكن أنَّى لما عند الله أن يُؤخذ بمعصيته ..
            لطالما كانت هناك فى الرقعة البيضاء بصدورهم .. شىء مقلق ..
            شىء يُنبئهما عن نهاية غير متوقعـة ..
            لطالما اختلج صدورهما .. أحلال ما نفعل أم حرام ؟
            فما كان من الشيطان إلا أن يؤكد ويُجزم ويقنع ويوسوس
            تتعاهدا على القيام والصلاة والقرآن ويكون حرام .. كيف ؟

            وأنتما لا تخونان ثقة أهليكما كلا .. إنكما على وشك الخطبـة ..
            أنت تُحبها ستتقدم لها حال استكمال دراستك وتوفر وظيفة مناسبة ..
            ولكن حتى حينها .. أتتركها ! قد تقع دونك .. قد تزل قدمها للهاوية وتحب غيرك لتنساك فتقع فى معصية أو يكون غير شريفاً .. فيوقع بها !!
            كن بجانبها حتى تكون ملك لك ..

            أنتِ تحبيـه .. أتتركيه .. قد يُحب غيركِ إن ابتعدتِ عنه ..
            قد ينساكِ ؟ من أين لك بزوج يفهمكِ مثله!
            لن تجدي رجلاً فى حنانه ورقته ! ألا يكفى أن تحصلى على رجل رومانسياً فى هذا الزمن ؟!


            وسوسه هنا .. معصيه هناك .. كلمه هنا .. خفقات هناك ..
            ومرت سنة ونصف .. أنهى دراسته .. حصل على وظيفة جيدة ..
            فرأت أنه قد حانت الفرصة لتسأله (كانا يتحدثان على النت )
            سألته ألن تتقدم لخطبتى !

            يُــتــبـَـع ,,


            ليس عذراً لترك الإستقامة.. إنها جنة تستحق الصبر والمجاهدة
            فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقينَ ؟
            وما المعنى بأن نحيا فلا نحيي بنا الدينَ ؟



            تعليق


            • #7
              رد: داعية ولكن !


              الحـلـقـة الثـالـثـة
              ==========

              صدمته الكلمة .. فقد نسى وعده .. أو قُل
              تعود عليها.. تعود عليها هكذا ..
              تعود عليها صديقته .. حبيبته ..
              لكن ماذا عنها زوجتـه !
              أخافها صمته ؟ فكررت ماذا بكِ ؟
              أنسيت وعدنا ؟ لما انتظرتك ! ورفضت كل من أتى قبلك !
              أنسيت عهدنا فى القيام والدعاء!

              وإذ فجأةً تظهر أمامه الآية القرآنية ( ولا متخذي أخدان )
              وإذا بالأية الأخرى ( قُل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعا)

              فاستحي من الله .. أجابها أنا على وعدي معكِ ..
              أنهى المحادثة سريعاً مُتعللاً بالأذان ..

              توضأ .. ثم قام ليُصلى .. وما أن كبر تكبيرة الإحرام حتى أحس بجلال وهيبه وعظمه الله شعر بأن الله ناظر لقلبه عالمٌ به .. استحى وبشده .. خرج من الصلاة جاثياً على ركبتيه باكياً ...
              ظل يبكى وبشده ..دون أن يتكلم .. كان بكاؤه حياءً من الله ..
              فترة ليست بالقليلة من البكاء الصامت .. ثم أتبعها ببكاء وتذلل ..
              ربى قد أنعمت على بالهداية فأنرت طريقى .. دللتني على طريق المساجد ..
              هَديت شباباً على يدى .. رزقتنى عبادتك فى أوقات غفل عنها كثيرين ..

              وما كان منى إلا ان نسيت فضلك علىَّ .. ظننتُ بأنى أطيعك ..
              فأحببتها .. بدلاً من أن يُزيدنى العمل لدينك تعلقاً بك تعلقت بها ..

              بدلاً عن أن أحافظ عليها .. أحببتها وصادقتها ..
              كنت أنصح الشباب ألا يُحادثوا الفتيات .. وأحادثها ..
              ألا يُحبوهنَّ وأحبها .. أخوفهم بالتعلق بغير الله وقد فعلت ..

              أواه يا ربى من سوء صنيعي
              بأي وجه أدعوك؟! وبأي وجه أستغفرك ..؟!
              غُشي عليـه ..

              يُــتــبـَـع ,,
              ليس عذراً لترك الإستقامة.. إنها جنة تستحق الصبر والمجاهدة
              فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقينَ ؟
              وما المعنى بأن نحيا فلا نحيي بنا الدينَ ؟



              تعليق


              • #8
                رد: داعية ولكن !


                الحـلـقـة الرابـعـة
                =========

                غُشي عليـه ..
                لم يستطع أن يتحمـل .. كم كان بعيداً دون أن يشعر ..
                كم نسى من سنة نبيه فى كل مرة سمع فيها صوت ضحكتها ..
                أو قالها لها أحبكِ ..
                لم يستطع تحمل غضب الله عليه ..
                فقد كان يحبها ولكن البقايا النقية بداخله كانت تبعث ما بين الحين والأخر رسائل تنبيه ..
                متمثله فى حالات من القلق .. الازعاج والشعور بالاختناق من البعد عن طريق الهداية الذى قد زلت قدماه فبدأ أن يبتعد شيئاً فشيئاً ..

                أحضر أهله له الطبيـب .. فأخبرهمـ .. مرضه نفسي !
                فتعجبوا .. أتمرض نفس شاب ألف المساجد ..
                صلى القيام وقرأ القرآن .. تركوه وحـده .. يرُاجع أمور حياته بُناءً على رغبته ..
                وبعد أسبوع وحيداً .. كان التذلل والدعاء بخشوع وكثرة البكاء من خشيه الله هما الغالبين عليها ..
                قرر أن يتوب إلى الله .. قرر ألا يُحادثها ثانية إلا حينما تكون من حقه ..
                كان يشعر بعِظم المعصيـة .. وبأنه يلزمه الكثير من الاستغفار والتوبة عَل الله يكفر عنه .. غفلته طول تلك المدة التي ما كانت بالهينة ..

                فأمسك بهاتفه وأرسل لها رسالة .. أريد أن أحادثك ولكن على النت ..
                افتحي الميل ..

                جاءتها الرسالة .. كالنجدة التى تأتى قبل الانهيار الأخير
                أسبوع كامل لا تعرف عنه شىء .. لا يدخل على النت .. لا يتصل بها .. هاتفه مغلق ..
                منذ أن سألته عن وعده بالخِطبة وهو مختفٍ !

                جال بخاطرها فى ذاك الأسبوع كل شىء قد نتخيـله ..
                بدأت من خوفها بأن يخدعها ويتركها .. بحبها وتعلقها به ..
                ثم وعوده لها بألا يتركها .. بأن يكون أمانها بدنيا الخيانة ..
                رجلها الحنون .. الزوج الرومانسى ..

                أيُعقل أن يتركها بعد كل ذلك ؟
                تسارعت نبضات قلبها .. خافت بشـدة .. عام ونصف من الحب ثم ماذا ؟

                يُــتــبـَـع ,,
                ليس عذراً لترك الإستقامة.. إنها جنة تستحق الصبر والمجاهدة
                فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقينَ ؟
                وما المعنى بأن نحيا فلا نحيي بنا الدينَ ؟



                تعليق


                • #9
                  رد: داعية ولكن !


                  الحلقة الخامسة

                  لم تُشغل عقلها .. قامت .. وأمسكت المصحف لتقرأ وردها اليومى لعل القرآن يُريحها ..
                  ففتحت فإذا بالآية:"ولا متخذات أخدان"
                  وكأنها القاضيـة .. وكأنها لأول مرة تقرأ وكأن الله قد أنزلها لها ..
                  وكأنها لأول مرة من عام ونصف تفكر بحكم علاقاتها به! ..

                  كانت الدهشة والتعجب من عقلها المغيّب هما سيدا الموقف !
                  كيف لى ؟ كيف لى أن أحبه وأخبره بحبى ؟
                  كيف لى أن أحادثه دون سبب ! كيف لى أن أتحجج بالعمل لأطيل الحديث!
                  أى عمل دعوي هذا الذى نأمر الناس فيه بالتقوى ولا نسلك طريقها ..
                  أى عمل الذى أحذر البنات من غدر الشباب لأقع فيه !

                  أأقول مالا أفعل ؟ كيف لى أن أغفل طول هذه المدة ؟
                  ألم أحاسب نفسى ولو لمرة ! ألم أقرأ تلك الآية فى أى من الختمات التى ختمتها !

                  آااه يا نفسى التى لوثتها l
                  وانهمرت دموع الحسرة من عيناها ..آسفة يا رب
                  أحبك جدًا .. كيف فعلت ذلك؟
                  سامحنى، لن أحادثه ثانية!!

                  ولكن ما لبث قلبها أن سألها .ألن تشتاقى إليه ؟
                  من سيوقظك للفجر من بعده ؟ من سينصحك وتأخذين برأيه فى أمورك !
                  تركت عنها كل ما خطر بذهنها .. قامت صلت ركعتين .
                  جددت النية بقلبها ركعتين توبة إلى الله إنابه عن كل ما فعلت ..
                  إن كان الله غفر لقاتل التسع وتسعين نفس ألن يغفر لى ؟

                  رأت أن تغليب الرجاء بالله على الخوف منه أفضل لحالها ...
                  فى حين أنه كان قد غَلب الخوف على الرجاء ..

                  يتبع
                  ليس عذراً لترك الإستقامة.. إنها جنة تستحق الصبر والمجاهدة
                  فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقينَ ؟
                  وما المعنى بأن نحيا فلا نحيي بنا الدينَ ؟



                  تعليق


                  • #10
                    رد: داعية ولكن !


                    الحـلـقـة السـادسـة

                    ===========



                    أخذت قرارها قامت وأرسلت له رسالة على بريده الإلكترونى ..

                    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

                    .... لا أعلم ماذا أقول لك ؟

                    ولكن أتعجب كيف غفلنا عن تلك الآية"

                    "ولا متخذات أخدان" "ولا متخذى أخدان"



                    قد أخطأنا؛ نعم عام ونصف من الحب الحرام ..

                    أكتبها لك وأنا أبكى ولكنى لن أستطيع أن أعصى الله بعد الآن ..

                    بعد أن أنار بصيرتى .. أسأله أن يردنا إليه رداً جميلاً ويتقبل توبتنا ..



                    وبعد أن أرسلتها لم تنتظر الرد الذى لم يأتى إلا بعد يومين كانت رسالته على هاتفها ..

                    ترددت كثيراً حينما رأتها ! خفق قلبها للوهلة الأولى ..

                    كان خفقان شوق إليه أكثر ما هو خوف مما قد يحدث ..

                    فكرت وقالت أن أغلب الظن بأنه لم يرى رسالتها ..

                    كان هو فى ذلك الوقت الذى تفكر هى فيه ..



                    يقرأ رسالتها المرسلة من يومين ..



                    فتح الرسالة وبدأ يقرأ مصدوماً بصراحتها

                    لم يتوقع أن تعود هى بنفس الوقت الذى عاد فيه .. وما لبث قلبه أن حن ورق لسابق عهده وهمس إليه .. ولما لا وهى رفيقتك .. صديقة روحك تعلم عنك كل شىء تًشبهك أكثر من أى شىء ..



                    فرح لتوبتها وعزم أن يُفرحها بخبر توبته هو أيضاً ..



                    قامت لتفتح الإنترنت؛ وما إن وجدها؛ حتى سارع بسؤالها كيف حالك ؟

                    فقالت بخير .. ألم تقرأ رسالتى !

                    فقال قرأتها لتوى ..

                    أعتذر عن غيابى أسبوع كامل .. كنت بحاله كحالتكِ بالضبط؟

                    تعجبت وكيف له أن يدرى ؟ ومن أين ؟

                    فسألته وما أدراك ؟

                    فقال لأننى أردت محادثتك لنفس السبب ولم أكن قرأت رسالتكِ بعد !



                    فقالت إذا ماذا ؟

                    فقال لها سأتقدم لخطبتك !

                    أذهلتها الكلمة .. لم تدرى أتفرح أم تحزن أنها جاءت بعد أن فاقت من غيبوبتها !!



                    تعجب من صمتها؟ ألم يكن هذا اتفاقنا منذ البداية ..

                    فأجابته بنعم ..

                    فقال لها إذا أريد عنوان عمل والدكِ

                    فقالت وماذا ستقول له ؟

                    من أين عرفتنى ؟

                    من أين لك بعنوانه ؟

                    صمت قليلاً وقال لها لا أعرف !!



                    فقالت سأخبر أمى

                    فقال لا لالا تخبريها ..

                    فسألته لماذا ؟



                    سألها عن أى شىء بالضبط ستخبريها ؟

                    فقالت بقدومك ؟ قال: موافق إن كان الأمر هكذا



                    فسألته ماذا كنت تظننى سأخبرها ؟

                    فأجابها بصراحة كنت خائف أن تهتكى ستر الله علينا بعد أن عُدنا تائبين ..

                    فمسحت دمعة حزينة ترقرت على وجنتيها .. حسرة على حالها ..

                    وقالت له: لا تخف ..



                    فأجابها: إذا متى ستردينَّ علىَّ قالت حينما أحادث أمى ..



                    فذهبت وأخبرت أمها بأن الفتى .. ذاك الشاب الذى يشاركها عملها الدعوى يًريد أن يتقدم لها ..

                    فأخبرتها أمها بأن تُعطيه رقم والدها .. ويتصرفا سوياً وأكدت عليها ألا تتدخل وألا تُحادثه بأى شـىء ..

                    (كانت أمها تعلم بعملها الدعوى على النت وبمحادثتها إياه للعمل .. ولكنها لم تكن تعلم ما آلت إليه الأمور منذ عام ونصف )



                    فأخبرته بكلام أمها .. وأرسلت له رقم هاتف والدها ..

                    فقال لها .. أراكِ فى منزلكم .. أستودعك الله الذى لا تضييع ودائعـه ..



                    ودعها وتركها ..

                    لم تكن تشعر بفرحة .. كانت عندما تحلم بتلك اللحظة من شهور تتخيل نفسها كالعصفورة التى ملكت السماء وحدها .. تحلق مغُردةً بأروع التغريدات الفرحة ..



                    ولكن على العكس .. كان حزنها على معصيتها لربها .. وغفلتها هما الغالبين ..



                    وكان هو خوفه من عقاب الله له فى أخته أو فى ابنته .. يؤرقه ويُتعب أعصابه ..

                    بالرغم من أنه لم يخلف وعده معها .. إلا أنه يرى بأن فعله لم يكن شهماً من البداية ..



                    واستمراره فيه ..أخبر أهله بأمر خطبته ..

                    عارضوه أولا لأن معرفته بها على النت ..



                    ظل يُقنعهمـ .. أعرفها منذ عام ونصف

                    يجمعنا عمل دعـوى .. مؤدبـة هى .. عائلة محترمة ..

                    صفات كثيرة تُنشدوها بزوجه أبنكم ستجدوها بها .. صدقونى ..

                    لم يستجيبوا له ..



                    فعقد معهم اتفاق .. أن يتقدم لخطبتها وإن رأوا منها وأهلها

                    ما يسوءهما لم يُكمل معها ..

                    فوافقـوا هى تجربة كأى عروسة سيتقدم إبنهما خاطباً إياها ..

                    فاتصل بوالدهـا ..

                    السلام عليكم

                    أنا فلان بن فلان أعمل كذا أريد أن أخطب ابنتك

                    فهل تأذن لى بموعد فى منزلكمـ ..



                    فسكـت الأب بـُرهه ثم قال تفضل .. يوم كذا الساعة كذا ..

                    أغلق هو هاتفه ويده على قلبه وقال مضى نصف المشـوار ..

                    (لم يكن يعلم ما ينتظره )



                    فأخبرها أبيها اتصل بى شاب اسمه كذا سيأتى ليراكِ يوم كذا

                    فنظرت لأمها وسكتت ...

                    وما إن خرج أبوها .. قالت لأمهـا .. هلا أخبرتى أبى بأنه

                    عرفنى من عمل دعوى على النت ..

                    حتى لا يحدث حرجا له حين يقابل أبى ..

                    فوافقت أمها ..



                    يُــتــبـَـع ,,
                    ليس عذراً لترك الإستقامة.. إنها جنة تستحق الصبر والمجاهدة
                    فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقينَ ؟
                    وما المعنى بأن نحيا فلا نحيي بنا الدينَ ؟



                    تعليق


                    • #11
                      رد: داعية ولكن !


                      الـحلــقــة السـابعــة
                      =============

                      وجاء اليوم .. كان الاثنان .. هو وهـى ..
                      تتسارع دقات قلبهمـا كأنها آخر لحظاتهم بالحياة ..
                      فهـى أول مرة سيراها فيها ..
                      كانت مشاعره متردده متغيرة ..
                      بين فرحة برؤيتها لأول مرة بحياته ..
                      وبين حزنه بإحساس المذنب الذى يستغفر عن ذنبه بخطبته إياها ..
                      طرق الباب وفتح الأب وجلسا سوياً تعرفا .. (لم يسأله أبوها من أين عرفتنا.. تعجب هو لذلك ولكنـ ما لبث أن أفهم أنها بالمؤكد أعلمته قبل مجيئه ,, همست له نفسه: ذكية هى دوماً كما عهدتها .. )
                      وجاءت تلك اللحظة التى ستدخل هى فيها ..
                      دقات قلب تتسارع أكثر من الطبيعى .. قلبيهما لم يكونا بخير ...
                      ودخلتْ .. صمت عميـــــق ساد المكان ..
                      نعم يعرفا بعض منذ عام ونصف ولكن تلك اللحظة تختلف عن كل ما مضى ..
                      الآن كلامهما حلال .. فهو فى منزلها .. أمام أبيها وأمها ..

                      تعجب أبوها وأمها من صمتهما ..
                      فتركوهما ليتحدثا ..
                      ولأول مرة رفعت ناظريها به لتراه .. هذه المرة ليست صوراً على الفيس ولا الميل .. ولكن هو .. هو بنفسه وقلبه أمامها ..
                      نظر إليها .. ونفسه تُحادثه.. أهذه أنتِ .. ومر شريط سريع منذ عرفها وتحدث معها إلى أن أحبها .. إلى أن تعلق بها وتعلقت به ..
                      حتى وصل لتلك اللحظة وهما سوياً فى منزلها ..
                      تذكر كم حلمت هى بذلك وكم حادثته وقصت عليه تخيلها لليوم الذى سيأتى فيه لخطبتها .. فابتسم وسكت ..

                      قدمت أمها العصير .. وقالت تحدثاً ما بكما ..
                      وتركتهم ثانية وخرجت ..
                      لم يعرفا ما حل بهما من صمت قوى .. استغربا ..
                      كلما حاول أن يتكلم ألجمه لسانه .. كلما فكرت أن تنطق أسكتها حياؤها ..
                      وكأنها جلسة نظرات صامتـة ..
                      فجاء أبوها .. وود أن ينهى هذا السكون ففتح حوارا وتحدثا وظلت هى بصمتها ..
                      وانتهى الكلام على أنه سينتظر من أباها مكالمة ليأتى هو أسرته المرة القادمة ليتعرفا على بعضهما البعض ..

                      وذهب هو وأهله .. رأوها جلسوا معها ..كان إحساسهم بيها الطيبة ونقاء القلب .

                      كانت هى خائفة .. خائفة أن تضيع كل تلك الخطوات التى خطوها نحو تجمعهما سدى ..

                      ولكن .. ما لبثت أمه أن رأتها حتى ارتاحت لها . واندمجا فى الحديث ..
                      كان يتكلم مع والده ووالدها وعينيه على أمه وعليها .
                      يراقبهما يريد أن يطمئن هل وافقت أمه أم لا!
                      وكان ما أن تقع عيناه عليها تبتسم حتى يتأكد أن نصف الطريق تم اختصاره ..
                      انتهت المقابلة ووافق الأهل على الخطبـة .. وجاء اليوم المرتقـب ..

                      اليوم الذى طالما حلمت به .. كأى فتـاة ..
                      حلم العريس وزوج المستقبل والأسـرة والأطفـال ..
                      حالة من الفرح تغمر الجميـع إلاهمـا..
                      نعمـ إلا هما .. كان كل منهما يشعر بشعور عجيب ..
                      وكأنها أعراف اجتماعية او احداث ..
                      تلك الفرحة التى كانا يُنشداها ..
                      تلك المشاعر التى كانوا ينتظرونها .. لم يجدوها ..
                      لم يخبر كلا منهما الآخر بمشاعره تلك .. حتى لا يكون سبباً فى حزن الآخـر ..
                      وبالتالى لم يدر هو بحال قلبها ولم تدرِ هى بحال قلبـه ..
                      تمت الخطبة بموافقة أهله وأهلها وفرحهمـا ..
                      ولكن يبقى فى القلب شـىء لا يعلمه إلا رب كـل شىء ..
                      وبدأت الأيـام تمضـى ..
                      أهله الذين كانوا لا يحبونها أحبوها .. أهلها تعلقوا به ..
                      وجدوه زوجاً لابنتهم رائعاً وابناً لهمـ ..

                      توافق رائع بين العائلات وتنافر عجيب بينه وبينها ..

                      سبحانك ربى .. أين الحب ! أين ليالى السهر .. أين المحادثات والآحلام !
                      تُرى أين ذهبت كل هذه المشاعر والرومانسيات ؟

                      هو بداخل قلبه .. لم يجد جديداً .. كان يعلم عنها كل شىء ..
                      كان كلما ذهب لزيارتها أحس بأنها ليست الفتـاة التى كان يرجو ..
                      فتؤنبـه نفسـه .. أحببتها عامين ووعدتها .. وعصيت الله بحبك لها سِراً..
                      وبعد ذلك تريد أيضاً أن تتركهـا وترحـل .. كن رجـلاً وأكمل الطريق ..
                      عندما تتزوجها ويجمعكما بيتاً واحداً .. ستعود أحلامكما إليكمـا ..
                      ستكون ابتسامتها نور لحياتك .. وأولادك الذين ستنجبهمـ لك..
                      روحك التى تحيا وتعمل من أجلها ..
                      كان كل مرة يُذكر نفسه بحبه لها ..بأنها طائعـة إن كانت ذلت وعصت ربها
                      فقد ذلها مثلها .. فيعزم على الاستمـرار داعياً أن يكتب الله
                      له ولها الخيـر حيثما كان ويُرضيهما به ..

                      يُــتــبـَـع ,,
                      ليس عذراً لترك الإستقامة.. إنها جنة تستحق الصبر والمجاهدة
                      فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقينَ ؟
                      وما المعنى بأن نحيا فلا نحيي بنا الدينَ ؟



                      تعليق


                      • #12
                        رد: داعية ولكن !


                        الـحــلــقــة الــثــامــنــة
                        ==============

                        أما هى ..كانت مشاعرها متداخلـة .. يوماً فرحـة حد السماء ..
                        ويوم حزن حد البكـاء ..
                        لم تكن تعلم ما بها .. أحياناً تقول حزنـى ثمـرة معصيتى لربـى ليتنى لم أفعل ..
                        وتظل تبكى حتى يغشاها النوم حزينـة ..
                        وأحيانا تفرح به وبرقته تفرح بوجوده الحقيقى معها .. تفرح بأنها انتظرته وها هو فى النهاية يجلس معاها فى منزلها يتحادثا سويا ويحلما معاً ..
                        فتقول فرحتى لأننى قد عُدت لربى .. أذنبت ولكنى كنتُ قد عدتُ وتركته ..

                        ما بين هذا وذاك وفرح وحزن .. وأمل وألم كانت تحيى على وجـل وعجل..
                        فالأيام تمر مُسرعة .. والأحداث تزداد ..
                        ستة أشهر كاملة هى مدة الخطوبـة الآن ..
                        أرهقه عدم استقرار علاقتهما على وتيره واحدة ..
                        يعلم بأنك ذلك مستحيل ولكـن كان يرجو أن يكون لواحدة النصيب الأكبر عن الآخرى ..
                        ولكن كيف له أن يتزوج امرأة يشعر بأنه قد عصى الله معها ..
                        حتى لو أنه لم يلمس حتى يداها حتى الآن !!
                        ولكـن ~ مجرد حبهما طوال تلك الفترة دون توبـة هو أمر كارثى له ..
                        عندما يصلى كعادته صلاه الاستخارة ويجلس يُفكر بها .. يخطر بباله
                        كيف لها أن تُعيينى على طاعتـه وقد ألهتنى عنها عامات كاملان .. نعم أتحمل المسئولية معها ونعم كنت أنا أيضا أحبها ,, ولكن حبى لها يُنسينى كـل شىء .
                        أخاف أن أتوحد بها فأنسى الدنيا معها ..!!
                        يـا الله ! عجيب أمرى لا قربها يُريح قلبى ولا بعدها أطيق ..
                        أوااه يا ربى من ذا الألم وتلك الحيرة ,,
                        عجل بفرجك واكتبلنا الخير وارضى قلوبنا به ..

                        جائتها أمها تسألها ألم يأن الوقت لتبدأ بالتجهيز وشراء أثاث منزلكِ حبيبتى !
                        أدهشها السؤال فصمتت للوهله الأولى .. كانت قد نست تجهيز المنزل وكل تلك الأمور فى غمار مشاكلها معه وتوتر علاقتهما خاصه الفترة الأخيـرة ..

                        فابتسمت بحزن لا يلمحه إلا من اطلع على شغاف القلب الحزين قائلة ..
                        نعم سأفاتحه اليوم ..

                        كجبل يُثقل صدرها تحدثها معه فى هذا الموضوع ..
                        جاء لزيارتها متأخراً جداً عن موعده على غيـر عادته ..
                        رأت أنها بدايه غير مبشرة ~
                        سلم ودخل جلس صامتاً وجه فى الأرض ~ لم ينبس ببنت شفه كما يقول المثل ..
                        قلقت أكثر وارتابتها ظنون تكاد تكون صحيحة ..

                        فبدأت هى سائلة .. ما بك ؟
                        فلم يُجب ..
                        فبدأ الخوف والقلق يدب بقلبها ..
                        أبخير أنت ؟ أبك شىء ؟ عائلتك أصدقائك ؟
                        رأى قلقها ورُعبهـا ,, وجد عقلها سيذهب بعيداً فاضطر ليُجيب ..
                        ناداها باسمها بصوت رخيـم حزين قوى عاقل ..
                        لأول مرة تسمع اسمها منه بهذه الطريقة ..أحست بأنها المرة الأولى والأخيرة
                        التى ستسمع اسمها من بين ثنايا شفتيه ..

                        نظرت بشغف ..
                        فنظر هو فى عينيها دقيقة كاملة وربما أكثر ولأول مرة ينظر إليها هكذا ..
                        هو نظراته عجيبة .. لأول مرة تفشل هى فى تفسيرها وتفشل أيضا فى توقع ما به ؟
                        وما أصابه !
                        لم تجد سوى الصمت رداً علَّه يُزيل كل هذه الألغاز ويتحدث ..
                        فناداها ثانيـة .. بنفس الطريقة وقال لها: اسمعى .
                        فقالت: نعم وهى منتبهة ..
                        قفال لها .. أنا ذهبت لشيخ سألته عن علاقتنا ..
                        فاندهشت أيما اندهاش.. وقالت علاقتنا !
                        ألسنا مخطوبين .. بعلم أهلى وأهلك امام الناس ..
                        أنت بمنزلنا أمدرك أنت ..
                        كان يعلم بأن هذا سيكون رد فعلها فكان صبوراً لأكبر درجـة .
                        فأجابها بهدوء: نعم؛ ولكن دعينى أشرح لكِ
                        فقالت له: تكلم إذا وتكلم مباشرة أكره ألغازك تلك ..
                        فقال لها: إذا اسمعينى حتى أُنهى حديثى ولا تقاطعينى أو تنفعلى حتى النهايـة ..
                        أومأت برأسها أى نعم فابدأ..
                        بدأ راوياً ..
                        منذ أن عرفتك وأنا أشعر بأنى منجذب إليكِ بكِ شىء مميـز عن باقى الفتيات ..
                        كل شىء بك جميل نقى .. أحلامكِ طموحاتكِ .. أخلاقكِ حتى عندما خطبتكِ شكلكِ وعائلتكِ .. أنتِ زوجـة مثاليـة لشاب صالح ..
                        ولكـن أشعر بأننا لا نصلح لبعضنا البعـض . تستحقين رجلاً أخر أفضل منى .. يحبكِ أكثر منى .. يُقدركِ أكثـر منى .. تكونين أميرة عمره وأيامه .. تتربعين على عرش قلبه ..

                        يُــتــبـَـع ,,


                        ليس عذراً لترك الإستقامة.. إنها جنة تستحق الصبر والمجاهدة
                        فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقينَ ؟
                        وما المعنى بأن نحيا فلا نحيي بنا الدينَ ؟



                        تعليق


                        • #13
                          رد: داعية ولكن !


                          الـحـلـقــة التـاســعــة
                          ============

                          لم تدر ماذا تفعل وهى تسمع كلامه هذا أتفرح بمدحه لصفاتها ..أم تحزن على تركه لها هكذا ؟على خيانته لوعده لها بأن يظل بجانبها طوال العمر.. بأن يُنجب منها أطفال يرفعون رايـة الإسـلام .. بأن يُجهادا سوياً من أجل تحقيق حلمها بالمسجـد الأقصـى ..
                          كل ذلك دار بعقلها؛ ولم تسمع بقية حديثه عنها .. فناداها ثانية .. أتسمعينينى .. أنتِ معى ؟

                          فنظرت له كالتى تذكرت شيئاً هاماً كانت قد نسيته ..
                          تتركنى بعد عامان من الحب والوعود .. لم أفعل لكِ شيئاً لم أخونك لم أحب غيرك ..
                          لم أعصى الله فيك منذ الخطبـة ..
                          أريدك فقط أن تُعلمنى لماذا وبعدها افعل ما شئت ..
                          كان يخشى أن تسأله هذا السؤال فلم يدر بما يُجيب أيقول الحقيقة ؟ أم يكدب لأول مرة بحياته ..!

                          نظر للأرض وأطال النظرة فقالت له بحدة: ارفع رأسك وأجبنى ..

                          وببطىء وحزن شديدين رفعها قائلة لها ..
                          كانت بدايتنا بمعصية الله وأنتِ رزق بالرغم من أن الله رزقنى بكِ ولكنى لم أشعر يوماً ببركة الحب الحلال ..
                          نعم تُبنا إلى الله .. والله يقبل توبة عبده أرجو أن يكون قد تقبل توبتنا ..
                          ولكن أشعر دوماً بشىء ينقصنا .. لم أرتح تماما ونحن سوياً .. أشعر بغصه تختلج صدرى حينما نكون سوياً وكأن ذنب محادثتنا قبلا يقف حائلا بيننا ..
                          لذلك ذهبت للشيخ ققصصت عليه قصتنا كاملة بأغلب تفاصيلها ..
                          أخبرته بأنى أريد أن أفسخ الخطبـة ..
                          *نزلت تلك الكلمة عليها كوقع الصاعقة .. مؤلمة جداً لقلب فتاة أن تتعلق عامان وبعدها لا شىء سوى الحزن والذكريات الأليمـة ..

                          فقال لى أن أتقى الله فى قلبكِ،
                          وأن أصلى الاستخارة وادعوه بأن يرح قلبى وقلبكِ ..
                          لم أترك الاستخارة يوماً . ولم أرتح لخطبتنا يوماً ..

                          كانت كلماته تُزيدها ألماً فوق الألم .. كل كلمة ماهى إلا صفعة قاسية على وجهها ..

                          فكرت كثيــــراًكثيــراً بكِ قبلى .. سأكون ظالماً إن أكملنا سوياً ..
                          ظالماً لنفسكِ قبل نفسـى ..
                          حبيبتى ..

                          **المرة الأولى التى يقولها لها .. وكم هو مؤلم أن تكون فى هذا اللحظـة ..
                          أنا لم أخن وعدى معكِ .. قُلت أحبكِ وكنتُ صادقاً .. قلتُ سأتقدم لخطبتكِ وها أنا خطيبكِ .. والآن أقول لكِ تستحقين حباًً أجمل وأرقى وأنقى لأنكِ وقلبكِ كذلك..

                          صدقينى على يقين أنا من أنكِ ستجدين رجلاً آخـر يحافظ عليك أفضل منى لأننى من أول معرفتى بكِ لم أصونكِ كما كان يجب فلم يحفظكِ الله لى كما يجـب .. بالرغم من أننا كنا مع بعضنا البعض طـوال الوقـت .. إلا أنه كان فى قلبى دوماً شيئاً يُنبئنى بنهاية غير متوقعـة ..
                          لم أكن أعرف أنها ستكون بهذا القدر من الألمـ لكِ قبل أن تكون لى ..
                          ولكن كما تعلمين وأعلمـ أنه لا شىء نخجل منه فى حياتنا .. لا شر يقدره الله لنـا ..
                          خيراً يفعل الله من أجلنـا .. ربما كانت حياتكِ مع غيرى أفضل لكِ ولى ..
                          ربما كنا حبيبن رائعيـن ولكنا لا نصلح أن نكون زوجين أروع !

                          كانت كل كلمة تخرج من شفتيه تُزيدها ألما .. أرادت البكاء ولكن,
                          لا بكاء يفى وجع نبض كل دقة من دقات قلبهـا الساكن بين أضلاعها فى
                          حنايا صدرها الذى تنهد حباً ممزوجاً بالحـزن...

                          كان يعلم بأن الصمـت سيكون ردهـا بأنها لن تنبس ببنت شفه .. بأنها حتى لن تنظر لعينيه .. ولن تنظر إليه بعد الآن ..
                          كرامتها فوق حبها .. ألمها قد شغلها عن أى شىء ..
                          دنيا جديدة كانت ستحياها كانت قد خططت لها ,,, كل ذلك انهار مع كلماته .. عامان من عُمرها انقضوا هباءً فى تلك اللحظـة ..
                          أخبرها بأنه قد أنهى حديثـة .. لن أنتظر منكِ رداً على كلامى الآن . ولكن أرجوكِ لا تُخبرى أهلكِ بإنهاء علاقتنا .. أخبريهم بأنه بيننا مشكلة .. لأنى سآتى إليكم ثانـية ..
                          من حقكِ أن تنفثى فى غضبكِ وألمكِ من حقكِ أن تخرجى كل ما تشعرين به معى وإلى قبل النهايـة ..

                          يُــتــبـَـع ,,
                          ليس عذراً لترك الإستقامة.. إنها جنة تستحق الصبر والمجاهدة
                          فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقينَ ؟
                          وما المعنى بأن نحيا فلا نحيي بنا الدينَ ؟



                          تعليق


                          • #14
                            رد: داعية ولكن !


                            الحلقة العاشرة والأخيـرة ..

                            ولأول مرة تبدأ تزيل الغمامة من على عينيها وتنظر له ولكن ما زالت الصورة مشوشة من هول الصدمـة ..
                            فقالت: لا أريد منك شيئاً آخـر .. فقط دعنى وشأنى دعنى بحبى بألمى بقلبى .. لى رب أحن عليا منك ومن نفسـى ..
                            إن قررت أن تتبتعد فلا تعود يوماً .. لا تترك ورائك أى أثر يُُذكرنى بك أو بأيامى وذكرياتى معك ..
                            سأظل أدعو الله أن يطبب جُرحى ويشفى ألمـ روحـى ..
                            أنت لم تستطـع أن تُدرك مدى رحمـة الله بعباده فظننت أنه لن يبارك لنا ..
                            أما أنا فرأيت عبدان تائبان باكيان عائدان لله ..
                            كالعادة غلَّبتُ أنا حسن ظنى بالله على خوفى منه . وفعلت أنت العكـس ..
                            نعم حزينة وأتألمـ لأنى إنسانة ولكنى على يقين بأن الله عنده الأفضل لى ..
                            حتى إن لم أتزوج .. فما عند الله خير لى وأبقـى ..
                            الحمد لله ..

                            كان هو ينظر إليها وعلامات الدهشـة والتعجب تعلو وجهه .. شعر وكأن حبه لها قد تضاعف بداخله عامان فوق الماضييان .. حدثته نفسه لسهوه لا تتركها فلن تجد مثيل لها .. تعجب من ثباتها رغم الحـزن .. تعجب من تعلقها بالله ..
                            قال لها .. فماذا سنفعل الآن . قالت له افعل ما يحلو لك..
                            فقال لها: قولى بأننا لم نتفق لذا فلن نستطيع استكمال مشوارنا..
                            نظرت إليه شذراً ولأول مرة .. كم كان مؤلماً وقع تلك النظرة عليه ..
                            فهذه النظرة الأولى من نوعها منها إليه ..
                            فقالت له: أي اتفاق ؟ أنسيت أن أهلى وأهلك يعلمون بأننا كنا نعلم بعضنا البعض من قبل الخطبـة ..! أنسيت مشاكلك معهم لتقنعهم بى !
                            ابحث عن حل واقعى أكثر .. فساد صمت عميق ..لحظات من التفكـير القاسى..
                            لا اعلم .. فعلاً لا أدرى أى سبب سنقول نعم أنا السبب فى هذا الوضع من أول لحظة ولكن ,, لا أدرى !

                            فقالت له نصمت الآن وسيفرجها رب لا ينسى عباده ..
                            فاستراح قلبه لرأيها ..

                            وقال سأقوم الآن .. فأومأت برأسها أى نعم تفضل ..

                            خرج وأبدلت ملابسها وتوضأت ووقفت تُصلى .. ودخلت فى نوبة بكاء هستيرية .. لم تفق منها إلا وهى ممدة على سريرها .. موصله يداها بمحاليل ..
                            فقد كان أثر الصدمة أشد من أن يتحمله جسدها الضعيف ..
                            منذ أن تفتحت عياناها وأمها تُلح فى السؤال ماذا حدث بكِ ؟
                            وهى لا تتكلم .. ربما بكت وصمتت بين بكاء وصمت ودعاء وصلاة .. مضت ثلاثة أيام من حياتها .. سألوها أين خطيبك ولما يتركك وحدك ولم يسأل عليكِ ..
                            فقالت أنا لا أريده .. نوبات من المشاكل والخلافات بدأت وأسئلة تحقيقة لم تجد لها رداً سوى .. سيبدلنا الله خيراً عن بعضنا البعض .. دعونا فقط نفعل ما نُريد ..
                            بالطبع لم يمر الأمر بسهولة .. مشاكل عنده وعندها حتى استطاعا اقناع الأهل بقرارهما ..
                            ذهب يأخذ هداياه لها فقد صممت ألا تترك أى شىء يُذكرها أنه قد كان هنا يوماً ورحـل .. فطلب أن يجلس معها للمرة الأخيرة فرفضت فكرر طلبه فرفضت فألحّ على والدها أن يقنعها .. فرفض والدها .. فكرر هو طلبه أرجوك دعنى أجلس معها ولو خمس دقايق فقط..
                            دخلت غير مكترثة بوجوده .. كالتى تؤدى شيئاً لا تُريده ..
                            قال لها .. أنا لم أكرهك ولن أكرهك يوماً,, أنا أحببتكِ .. لا تظنى بأنكِ تتألمين وحدكِ أشاطركِ الحزن .. صدقيـنى .. ولكن المشكلة كما أخبرتكِ سابقاً ..
                            فقاطعته لا حاجه لى بعلل مُكرره ..

                            هذا قدرى وأنا راضية باختيار الله لى ..
                            فأردف ونعم بالله .. اطمئنى .. كنتِ على وشك أن تكونى زوجتى .. أى شىء تحدثنا فيه سيبقى سراً.. رقمك سأمسحه من عندى للمرة الأولى مذ سجلته ..
                            ستبقين أنتِ الفتاة الجميلة النقية الداعية ..وسترزقين إن شاء الله رجلاً يستحق الجوهرة ..
                            فقالت: اطمئن وستبقى أنت الرجل الحنون الرومانسى الداعية..
                            وسترزق يوماً إن شـاء الله بزوجة صالحة تعينك على طاعته ..

                            داعيــــة ولكـن !
                            ليس عذراً لترك الإستقامة.. إنها جنة تستحق الصبر والمجاهدة
                            فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقينَ ؟
                            وما المعنى بأن نحيا فلا نحيي بنا الدينَ ؟



                            تعليق


                            • #15
                              رد: داعية ولكن !

                              فضلت ان اكملها الان قبل الامتحانات
                              (
                              وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا)
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                              ليس عذراً لترك الإستقامة.. إنها جنة تستحق الصبر والمجاهدة
                              فمن للأمة الغرقى إذا كنا الغريقينَ ؟
                              وما المعنى بأن نحيا فلا نحيي بنا الدينَ ؟



                              تعليق

                              يعمل...
                              X