Tweet
( قصة عجيبة ..لتوبة راقصة )
للشيخ
أبو إسحاق الحويني
في يوم من الأيام كان أحد المحاضرين يجلس يحاضر وكان يجلس معه أحد الشيوخ يتلقى الأسئلة من المستمعين، فبينما هو جالس إذ وصلته ورقة مكتوب فيها أنا راقصة وأريد أن أتوب، كانت مفاجأة ولم يتوقعها الشيخ، فدفعه الفضول أن يخرج على باب المسجد ليرى حقيقة هذه الورقة، فوجد فتاة متبرجة ابنة ثمانية عشر ربيعا، سألها: هل أنتِ التي كتبتي الورقة؟ قالت نعم، طيب ما حكايتك؟ حكت الحكاية التي سأذكرها، لكن يبدو أن الموضوع كان طويلا فقال لها اتصلي بي في العشرة مساء لأسمع فكانت حكايتها كالأتي :
هذه الراقصة كانت ذاهبة إلى الملهى الليلي لكي ترقص !
والطريق هكذا والمسجد على الجانب الآخر.
عطشت فوجدت سبيل ماء أمام المسجد ( يعني ستند من الحديد وفيه قلل من الفخار بها ماء ) عبرت الطريق وذهبت لتشرب.
فبينما هي تشرب إذ سمعت من المحاضر كلمة فقررت التوبة على الفور.
ما هي قصتها هذه الراقصة ؟
أبو ها طلق أمها، أمها تزوجت، وأبوها تزوج، ورفض كل واحد من الاثنين أن يضم البنات الثلاثة إليه، كانت هذه البنت هي كبرى أخواتها، وعندها أختين كذلك يصغرنها في السن.
بدأت تعمل في البيوت، لأنها لم تجد عملا فدلت على العمل في البيوت، بدأت تدخل البيوت، لتغسل وتكنس و غير دلك .
بعض الذين لا يعرفون معنى العفة يظنون أن كل خادمة في البيوت عرضها سهل !
بدأ يحصل مضايقات لها في البيوت التي تدخلها.
كرهت العمل في البيوت ويئست تماما، كان معاها بعض المدخرات عاشت عليها تقريبا في حدود شهر وهي تسأل نفسها بعد انقضاء هذا المال و بعد نفاد هذا المال من أين آكل !!؟
وفي غمرة يأسها دلتها صاحبة لها على ملهى ليلي !
وطبعا منتها بالغني.
قالت لها : هدا عالم من السكارى و المساطيل،هؤلاء يدفعون الألوف و سوف تودعي حياة الفقر وتعيشي راحتك وتعيشي حياتك تشتري بيتا ملكا لكي وتركبي سيارة و غير دلك .
والإيمان يزيد وينقص والإنسان أحيانا في لحظات الضعف قد يقبل ما لا يقبله وهو عاقل.
المهم
كانت هده بداية : رحلة الألف ميل كمايقال
وبدأت تدخل الملاهي الليلية وفعلا جمعت الأموال، لكنها كانت كارهة لهذا،لكن ما باليد حيلة كما تقول.
اشتغلت عدة سنوات في الملهى الليلي وكانت ذاهبة في هذا اليوم وهي كارهة
تريد ألا تذهب من كثرة ما تشم من رائحة الخمر والجماعة المساطيل الفجرة الدين يتحرشون بها و غير دلك ، وهي تسكت لأنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً.
فلما كانت ذاهبة و هي كارهة مرت و سمعت تلك الكلمة ، ولم تقل ما هي هذه الكلمة التي استقرت في قلبها،فعزمت على التوبة على الفور.
فقالت نحن نريد أن نتزوج، فطلبت من هذا الشيخ زوجاً لها وطلبت زوجين لأختيها،قالت نحن نريد أن نستعف و نريد أن نقعد في البيوت.
وكم من امرأة سلكت سبيل العصيان والمعصية بسبب الحاجة.
وطبعا حديث الثلاثة الذين سدت عليهم الصخرة باب الغار يدل على ذلك :
حديث الرجل الثاني الذي قال اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنة عم وكنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء فأصبتها سنَة
( سنَة يعني مجاعة.... حاجة )
منْ أقرب الناس إليها ؟ ابن عمها فذهبت، إلى ابن عمها تطلب مالاً ،فراودها عن نفسها فأبت،ثم أتت كلمة ( ثم ) التي تفيد الترتيب مع التراخي يعني كأن المرأة ذهبت لتقترض المال من أي رجل آخر لا يراودها عن نفسها فلم تجد،فرجعت القهقرى إلى ابن عمها مرة أخرى.
قال : فلما قعدت منها مقعد الرجل من امرأته
قالت : يا عبد الله اتق الله و لا تفض الخاتم إلا بحقه
هذا من حديث ابن عمر في الصحيحين
في رواية النعمان بن بشير
قال : فلما قعدت منها مقعد الرجل من امرأته ارتعدت
فقلت لها : مالك !!؟
قالت : إني أخاف الله
قال : خفتيه في الشدة ولم أخفه في الرخاء
فقمت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت لها المال
اللهم إن كنت تعلم أنني فعلت هذا ابتغاء مرضاتك ففرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة قليلا .
يعني هذه المرأة لو افترضنا أنها وقعت في الزنا ما الذي أوقعها؟
الحاجة !!
كم من أناس ركبوا جواد المعصية بسبب الحاجة
في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
قال رجل لأتصدقن الليلة بصدقة كانت صدقة سر
يريد ان يخرج بالليل دون أن يراه أحد فيعطي الصدقة لأول من يراه
فلقيته امرأة دون أن يتحقق منها أعطاها المال
فأصبح الناس يقولون تُصدق الليلة على ( زانية )
فلما بلغه الكلام قال الحمد لله على زانية
يعني كأنه يقول الحمد لله على كل حال اللهم أجرني في مصيبتي
يعني كأن المال ذهب إلى غير موضعه
هو يريد أحدا يستحق
أما الزانية تأخد المال فهي لا تستحقه
فلما رأى أن ماله لم يقع في الموقع الذي يريد
عزم على أن يعيد الصدقة مرة أخرى
لعلها تقع في يد المستحق
فقال لأتصدقن الليلة بصدقة
خرج بالليل لقيه رجل
وضع المال في يده فأصبح الناس يقولون
تُصدق الليلة على ( سارق ) !!!
فأصبح الرجل، فبلغه الكلام قال الحمدلله على سارق
لأتصدقن الليلة بصدقة
كل هذا وهو يريد أن تقع الصدقة في موقعها من وجهة نظره
خرج في الليلة الثالثة لقي رجلا وضع الصدقة في يده
فأصبح الناس يقولون تُصدق الليلة على ( غني ) يعني ليس محتاجا
فجاءه ملك في صورة رجل قال :
أما صدقتك فقبلت
)المهم تخرج من عندك و لست مسؤلا لمن ذهبت(
وأما الزانية فلعلها تتوب
وأما السارق فلعله يستعف
وأما الغني فلعله يُِخرج الذي عنده
الشاهد :
( أما الزانية فلعلها تتوب )
كثير من الذين يركبون المعاصي يحتاجون إلى من يكفلهم،لو أن أغنياءنا وجهوا زكاة أموالهم توجيها صحيحا بمشورة أهل العلم لرفعنا كثير من البلاء في البلاد، بلاد المسلمين،البلاء الذي هوالمعاصي التي ينزل البلاء بسببها.
كما قال الله عز و جل :
( فكلاً أخذنا بذنبه )
فما من إنسان يعاقب إلا بذنب أحدثه،فاليوم المال يرفع المعاصي.
أنا أريد أن أقول كم من امرأة سلكت هذا السبيل بسبب حاجتها إلى المال
الشاهد :
أن هذه الراقصة
ما أعُدت المحاضرة لها
و لم تأتي لتستمع المحاضرة
ممكن يكون هنالك نساء جاءوا قبل المحاضرة بساعة أو بساعتين أو ثلاثة
كل واحدة لديها جهاز تسجيل وجهزت نفسها
ولم تنتفع من المحاضرة بكلمة !!!
وهذه المرأة كان مبدأ توبتها كلمة، استمعت إليها وكان قلبها مفتوحاً لمقتضى هذه الكلمة فعزمت على التوبة في الحال !
تعليق