رد: مسلسل ( عائد من الخارج "قصة حقيقية") .. متجدد بإذن الله
عائد من الخارج "قصة حقيقية"
الحلقه العاشره
=======
قبل المعاد المتفق عليه بين معاذ و جوليان و الذي اتفقا عليه على معصية الله عز وجل بأبشع المعاصي, قرر معاذ أن يحكي للشيخ صلاح عن العلاقة و بالفعل في أول زيارة حضر فيها الشيخ صلاح الي منزل معاذ, جلس معاذ قرابة الثلاث ساعات يحكي له عن علاقته بجوليان و كيف بدأت و الي اين انتهت, بعد أن فرغ معاذ من الحكاية قال له الشيخ صلاح أفرغت, قال نعم, قال قبل أن نبدأ في العلاج قم وتوضأ و صلي ركعتين لله ادعو فيهم بصدق أنك تريد أن يكفيك الله شر هذه العلاقة, بالفعل قام معاذ و توضأ و صلى و قال و هو ساجد لله عز و جل "اللهم بعد بيني و بينها كما بعدت بين المشرق و المغرب", ثم عاد الي الشيخ صلاح فقال له انظر يا معاذ الذي أنت فيه الأن اسمه العشق و علاجه ليس بالأمر السهل و يحتاج منك الي صدق نية و تضرع مستمر الي الله كي يكفيك شر هذه العلاقة, قال معاذ أنا مستعد, سأله الشيخ صلاح هل بينكما أشياء مثل خطابات عاطفية, هدايا, صور, قال معاذ نعم, قال له الشيخ صلاح أحضرها جميعا, فما كان من معاذ إلا أن استجاب على الفور, فقام الشيخ صلاح بحرق كل شيء, ولم يترك أي شيء, قال له في أول اتصال بينكما أطلب منها أن تحضر لك جميع أغراضك و افعل نفس الشيء مع أغراضك, اتصل معاذ بجوليان و طلب منها أن تحضر له جميع أشياءه, لأنه قرر أن يتركها, فبكت بكاءا شديدا و حاولت أن تستعطفه, وطلبت منه أن يلقاها فرفض و قال لها اللقاء الوحيد بيننا هو الذي ستحضرين فيه كل ما يخصني, بالفعل أحضرت جوليان جميع ما يخص معاذ و عندما حضرت كان عندها أمل أن تعود العلاقة بينهم مرة أخرى و لكن معاذ أخذ منها ما يخصه و تركها و عاد إلي المنزل.
عاد الي المنزل و قلبه يكاد يتفطر من الحزن عليها, كان هذا اليوم هو الأصعب في حياة معاذ لا يكاد يفارقه منظر جوليان و هي تبكي عند فراقه, ولكن لم يكن هناك خيار إما الفراق أو ضياع المستقبل, عاد الي البيت و اتصل بالشيخ صلاح و أخبره بالذي حدث فقال له حسنا فعلت أنا أعلم ما تعانيه و لكن الزمن كفيل بعلاج ما أنت فيه من ألم و طلب منه أن يحضر إلي بيته حتى لا يجلس وحده يصارع هذا الألم و بدأ الشيخ صلاح يحدثه عن أن هذه العلاقة لا ترضي الله عز و جل و أن ما كان يفعله معاذ يعد من الزنا و ذكره بالله و طلب منه أن يصلي و يطلب من الله أن يشفيه مما هو فيه, قام معاذ و صلى و دعا الله عز و جل أن يشفيه, كان كل ما يأمله معاذ أن ينساها, طلب الشيخ صلاح من معاذ أن يذهب الي طالب العلم الذي كان يجلس معه معاذ الخمسة و أربعون يوما المتبقية حتي الإمتحانات و بالفعل قام معاذ بهذا الأمر و دخل إمتحانات الصف الثالث ثانوي و أبلى بلاء حسنا, وانتهت الإمتحانات و ظهرت النتيجة و كانت ممتازة و لكن تبقى بعض مواد الصف الثاني ثانوي و التي حصل فيها معاذ على درجات سيئة.
فرح معاذ بالنتيجة ولكن حدث ما لم يتوقعه معاذ, تم اعتقال الشيخ صلاح من قبل أمن الدولة, و اختقى الشيخ صلاح من حياة معاذ, اختفى الطبيب قبل أن يتم علاج المريض, حزن معاذ حزنا شديدا وبكى بكاءا مريرا, وأخذ يقول ماذا أفعل بعدك يا شيخ صلاح, من يحميني من نفسي بعد أن رحلت, جلس معاذ في غرفته حزينا و لا يعرف ماذا يصنع, كان على أمل أن يخرج الشيخ صلاح من المعتقل و لكن مرت الأيام دون أن يعلم عنه شيئا, وبدأ معاذ يفكر في العودة الى جوليان, لأنه بدأ يشعر بالوحدة, لأنه فقد الصديق الذي كان ينير له طريقه, فقد الأخ و المعلم, يا ترى من لمعاذ بعد رحيل الشيخ صلاح.
نكمل في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى
هناك اناس تحدثهم عن الالم فيحدثوك عن الامل ... ابقي بجوارهم ... فهؤلاء مثل شمعه فى طريق مظلم.
رد: مسلسل ( عائد من الخارج "قصة حقيقية") .. متجدد بإذن الله
عائد من الخارج "قصة حقيقية"
الحلقه الاخيره
=======.
غاب الشيخ صلاح من المشهد و لكن بقيت دعوة دعاها معاذ في لحظة صدق مع ربه و التي قال فيها "اللهم بعد بيني و بينها كما بعدت بين المشرق و المغرب", ضلت الوساوس تراود معاذ كي يتصل ب جوليان, و كان أشبه بالذي أقلع عن شرب المخدرات و لكن مازال المخدر في جسده لم يخرج بالكامل, كان العلاج الوحيد لمعاذ أن ترفض جوليان العودة إليه إذا طلب منها ذلك, وقد كان بالفعل اتصل معاذ بجوليان و كان لطيفا جدا معها و لكنها سألته عن السبب الذي دعاه للإتصال بها, قال لها أريد العودة اليكي فقالت له و أنا لم أعد أريدك, كانت هذه المرة الأولى التي يترك فيها معاذ جوليان ويسألها أن تعود له فلا ترضى, لم يصدق ما يسمع وقال لها و لكني مازلت أحبك, فقالت له لكنك جرحتني جرحا كبيرا لن أغفره لك طيلة حياتي, طلب منها اللقاء رفضت في أول الأمر و لكنه أخذ يرجوها حتى وافقت, فرح معاذ و ظل يفكر كيف يتصالح معها و كتب لها خطاب فيه أجمل كلمات الحب و برر لها سبب تركه لها في تلك الفترة التي مضت, وجاء يوم اللقاء و كان متوترا جدا من هذا القاء, وظهرت جوليان و لكنها لم تظهر وحدها كان معها صديقة لها و شابين لم يرهم من قبل, و قبل أن تصل إلي معاذ وعندما تأكدت أنه رأها بدأت في المزاح مع أحد الشباب الذي كان معها, فما كان من معاذ إلا أن غضب منها غضبا شديدا وقال لها, إياك أن تظني أني أتيت كي نعود إلي بعضنا البعض فأنت لا تستحقين التراب الذي أمشي عليه, وقال لها كلمات جارحة جدا, لدرجة أنها بكت من قسوة هذه الكلمات, ثم تركها و انصرف.
عاد معاذ الي المنزل و كان غاضبا جدا وكان يشعر بألم شديد في قلبه, لدرجة أنه أخذ يضرب الحائط بيده حتى تورمت يده, وشعر بألم شديد في يده جعله يهدأ قليلا من الثورة التي كان فيها, لم يعرف ماذا يفعل, كان يشعر بالوحدة و أنه يحتاج لشخص يتكلم معه و لكن دون جدوى, وسوست له نفسه أن يهددها بالخطابات التي أحرقها الشيخ صلاح و التي كانت تظن أنها مازلت في حوزته, وبالفعل اتصل بها و هددها ولكنها كانت مصرة على عدم العودة اليه و في نفس الوقت خافت من أن يرسل هذه الخطابات الي أهلها, أصبح يتصرف كالمجنون أو كالمدمن الذي لا يرتاح إلا لو أخذ جرعة المخدر, تأذت جوليان كثيرا من الأفعال التي قام بها معاذ, فلقد سبب لها الكثير من المشاكل مع أصدقائها و أهلها لم يترك باب شر إلا و قام بطرقه حتى تعود اليه و لكن دون جدوى.
يئس معاذ من كثرة المحاولة و علم أن ليس هناك سبيل للعودة وظل يتخبط في حياته حتى دخل كلية الهندسة و أصبح لديه عالم جديد و أصدقاء جدد, ولكنه رغم هذا ظل الحزن يخيم على قلبه فترة طويلة و أصابته بعض الأمراض العضوية نتيجة للمرض النفسي الذي أصابه بسبب هذه العلاقة التي أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحفظ شباب المسلمين من أن يقعوا في مثلها, والذي كان سببها غياب الدين سواء عند معاذ أو عند جوليان.
انصلح حال معاذ بعد بضع سنوات وظل دائما على علاقة بالشباب الملتزم الذي تعرف عليه بواسطة الشيخ صلاح, ورغم أن هذا الشباب كان أكثر من رائع و لكن لم يجد فيهم من يحل محل الشيخ صلاح, و الذي خرج من المعتقل بعد ثمانية أشهر تقريبا اعتزل بعدها الحياة مدة طويلة, فقد تم تعذيبه في المعتقل بكل أساليب التعذيب حتى أن بعض من اعتقلوا معه قالوا أنه ظل معلقا في السجن طيلة الثماني أشهر.
حاول معاذ أن يرتبط بنور مرة أخرى و طلبها للزواج و لكن أمها رفضت و تزوجت نور من شخص أخر, خطب معاذ فتاة أجنبية لمدة سنة و لم يحدث بينهم نصيب, واليوم هو متزوج من امراءة يحبها و تحبه و لديه منها أولاد يعتبرهم أجمل شيء حدث له في حياته.
إن قصة معاذ من القصص المتكررة في مجتمعنا والتي سببها غياب الدين عن التربية و اهتمام الأسرة فقط بمسألة التعليم ولا يعلمون أن لأبنائهم إحتياجات أخرى وجب على الأهل استيعابها, لقد يسر الله لمعاذ الشيخ صلاح حتى يدله على الطريق و لكن هناك حالات كثيرة لم يكن فيها الشيخ صلاح موجود وضلت الطريق, فأرجوا من كل شخص قرأ هذه القصة أن ينتبه ويكون على استعداد لموجهة مثل هذه المخاطر إذا ما حدثت لأحد أبناءه.
النهايه
هناك اناس تحدثهم عن الالم فيحدثوك عن الامل ... ابقي بجوارهم ... فهؤلاء مثل شمعه فى طريق مظلم.
تعليق