أحبتي في الله :
هل تريد زوجة كـ (( منى )) ؟
هل تريدي زوجاً كـ (( شريف )) ؟
بالأمس الجمعة 20 من جمادى الأولى 1430 هـ الموافق 15 / 5 / 2009 م
كنت مدعواً لحضور عقد زواج الأخ شريف صبحي
في قويسنا ـ محافظة المنوفية
تحركنا مسافرين من القاهرة
ووصلنا إلى محافظة المنوفية بعد صلاة العصر
وكنا على موعد في بيت الشيخ الكريم / عماد رفعت وقد أكرمنا ـ أكرمه الله ـ
ثم جاءنا الأخ شريف صبحي ( الزوج ) وكان لقاءاً مؤثراً جداً
فقد أخبرنا بقصة عودته إلى الله
وهي قصة مؤثرة جداً
سأجعله يكتبها بنفسه إن شاء الله في منتدى بيت الفقه للعائدين إلى الله
تحركنا مسافرين من القاهرة
ووصلنا إلى محافظة المنوفية بعد صلاة العصر
وكنا على موعد في بيت الشيخ الكريم / عماد رفعت وقد أكرمنا ـ أكرمه الله ـ
ثم جاءنا الأخ شريف صبحي ( الزوج ) وكان لقاءاً مؤثراً جداً
فقد أخبرنا بقصة عودته إلى الله
وهي قصة مؤثرة جداً
سأجعله يكتبها بنفسه إن شاء الله في منتدى بيت الفقه للعائدين إلى الله
ولكن يكفي أن تعلموا أنه كان يعمل مديراً لأحد فنادق الغردقة على البحر الأحمر
وكان يتقاضى راتب مقداره : 13 ألف جنيه مصري
وكانت الخمور غالية الثمن تأتيه من أوربا
بل والمخدارت والدمار
كانت النُذر من الله تأتيه واحدة تلو الأخرى
لكن .. لم تكن ساعة عودته إلى الله قد حانت
فمرة يموت صديقه وهو مسافر
ومرة وهو يقود سيارته الفارهة مسرعا على الطريق
تقع عينه على ميت ملفوف بالكفن ويخرجونه من سيارة الإسعاف
حتى قال لي :
سبحان الله يا شيخ !!
المناظر كثيرة والصور متعددة
فلماذا لم تقع عيني إلا على الميت وهو بالكفن مع أنني أسير بسرعة بالسيارة؟!
ولماذا في هذه اللحظة بالذات وقعت عيني عليه ؟!
ثم لما شاء الله هدايته
أحس كأن روحه تخرج منه
فأصبح ينادي على أصدقاءه لينقذوه
فلما لم يستطع أصبح يضرب الباب ليسمعوه
ثم أخذ يناجي الله
يدعوه ويرجوه
يارب أرجوك بس أصلي ركعتين
يارب ألست تقبل التوبة قبل الغرغرة
فأنا لم أصل للحظة الغرغرة
أرجوك أريد أن أصلي ركعتين
يقول لي : لم أكن أصلي قبل ذلك
فكانت كل أمنيتي أن أصلي ركعتين
فلما نجاني الله من الموت
كان أول شيء عملته هو الصلاة
لم أكن أحفظ شيئاً من القرآن
ففتحت المصحف فظهرت لي سورة الملك
فبدأ يقرأ من سورة الملك
ثم القلم
ثم الحاقة
ثم وثم وثم ... حتى أكمل جزاءاً كاملاً
يقول لي يا شيخ : أحسست بحلاوة لم أشعر بها من قبل
بل إن تلك الركعتين هما أحلى صلاة صليتها في حياتي كلها
ومن هذه اللحظة صمم على ترك عمله في الفندق
فتركه لله
وأصبح بلا عمل
ظل على هذا الحال فترة من الزمن
ثم أصبح يبيع أشرطة المشايخ في الشوارع من أجل لقمة العيش
سبحان الله !!
من مدير فندق إلى بائع متجول في الشارع!!
يقول لي : كنت أشتري الأشرطة من وسط البلد في القاهرة
وأذهب لأبيعها في شوارع المهندسين
فكان الناس ينظرون إلى شكلي ولا يصدقون أني بائع متجول
فمرة يعطف علي أحدهم ويعطيني خمسة جنيهات
ومرة ومرة .. حتى أصبحت أبكي في الشوارع.
وكاد أبوه يموت من الحزن عليه
ولكن شريف صبر على توبته ولم ينتكس
كانت الابتلاءات تأتيه في طريق توبته
فصبر ولم ينتكس
حتى قال لي : سُرقت سيارتي
وضاع هاتفي المحمول
وأصبحت فقيرا بعد أن كنت أركب سيارة مكشوفة يتحدث عنها أبناء منطقتي كلهم
فصبر وصبر على طريق التوبة
وظل مواصلا لرحلة توبته
يلتقي بالمشايخ ويخرج من عندهم يدعو إلى الله بين أصحابه وجيرانه
بل إن من أعجب ما سمعت منه قوله :
لم أترك مكاناً عصيت الله فيه إلا وذهبت إليه طائعاً
فجعلت لي طاعة في كل مكان عصيت الله فيه
بل ودعوت الناس في كل هذه الأماكن إلى العودة إلى الله
حتى الفندق الذي كان يعمل مديراً له
وكان يلبس لباساً غربياً ( من أجل طبيعة العمل )
قال عدت إلى هذا الفندق بالثوب العربي والعمامة
ودخلت إلى مسجد الفندق
وكنت أؤذن للصلاة وأصلي بهم إماما وادعوهم للصلاة والعودة إلى الله
فماذا تنتظروا أمام هذا الثبات ؟؟
المكافأة من الله
وقد كانت المكافأة من الله من الأعاجيب !!
جاء صاحب مجموعة فنادق في مكة إلى مصر ليأخذ موظفين استقبال للعمل في مكة
والأخ شريف لا يعرفه
ولم يطلب منه وظيفة
لكن بقدر الله أخت الأخ شريف كانت تبحث له عنه عمل
فعلمت أن هناك مجال فنادق في مكة فقدمت أوراق شريف بدون أن يعرف شريف
وإذ بشريف يتلقى اتصالاً يقول : عندك مقابلة غداً
قال : مقابلة ؟!!
قال نعم مجموعة فنادق في السعودية مطلوب موظفين لها وأورقاك عندنا والمقابلة غداً
سبحان الله !!
ذهب إليه الأخ شريف
وجلس مع الرجل
فقال له رجل الأعمال : أنا لا أقرأ الإنجليزية ، وأنت سيرتك الذاتية التي أمامي بالإنجليزية
فأخبرني أنت عن نفسك
فأخبره قصته
قال له صاحب مجموعة الفنادق :
سيارتك ضاعت ؟ هاتفك المحمول سُرق
ولم تجد راتب لأنك عدت إلى الله
قال شريف : نعم
قال رجل الأعمال : أنا أعطيك سيارة من عندي وأعطيك الهاتف
واكتب الراتب الذي كنت تأخذه
سأعطيك أكثر منه
بل والعجب أيضا !!
قال له : كنتَ مدير فندق فتركته لله
وأنا جئتُ إلى مصر لآخذ موظفين وليس مديرين
لكن أنت سأجعلك مدير التسويق عندي
سبحان الله !!
قصة مؤثرة جداً
لم أتمالك دموعي وأنا أسمعها
ووعدت الأخ بلقاء معي عبر إحدى الفضائيات لنقل القصة كاملة
بل إن شاء الله سأجعله يكتبها لكم بنفسه في منتدى بيت الفقه للعائدين إلى الله .
ثم تحركنا قبل المغرب إلى المسجد
وفي المسجد قصة أخرى :
إنها قصة الأخت منى
التي أختارها الأخ شريف زوجةً له
يا ترى من هي منى؟
وما قصتها ؟
إنها بنت أحد علماء الأزهر
والدها أستاذ معروف
رباها على الدين والتقى
كبرت منى وأصبحت طالبة في كلية التربية
قسم لغة عربية بجامعة الأزهر
ثم تخرجت بتقدير ممتاز
وكان هم منى وهدفها :أن تحفظ أبناء منطقتها القرآن الكريم
يعرفها الجميع بأنها أستاذة القرآن
أهالي المنقطة يمدحونها
ويدعون لها بالخير لأنها حفظت بناتهم القرآن الكريم
عاشت منى مع كتاب الله
في بيت الله
وفي هذا الوقت كان شريف قد تسلم عمله في مكة
وهناك يصلي في الحرم الصلوات الخمس
وعنده راتب وسيارة وسكن
حتى حان أوان عودة شريف إلى مصر ليبحث عن شريكة الحياة
عاد شريف يوم الأربعاء الماضي
أخبر أهله بأنه يبحث عن زوجة
فلم يكن هناك أفضل من منى
وأهلها منى يرون أن لا أفضل من شريف
فهم يعرفون قصة عودته إلى الله
وتمت الرؤية الشرعية يوم الخميس
وقالوا يوم الجمعة نشتري شبكة من ذهب يسيرة من أجل الخطبة
ولماذا خطبة؟ فشريف معروف ومنى معروفة
لماذا لا يكون عقد ؟
سبحان الله بهذه السرعة ؟!!
عقد؟!!
وأين يكون وما ترتيبه؟!!
فوفق الله القائمين على أمر مسجد زعير بقويسنا أن يفتحوا باب المسجد للعقد
والشيخ الكريم عماد رفعت يقوم بدعوة المشايخ
فاجتمع المشايخ واجتمع الأهالي
وكانت ليلة من أحلى الليالي
وصدق الله :
" وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ" سورة النور 26 .
مبارك يا شريف عودتك إلى الله
مبارك عوض الله عليك
مبارك حياتك في مكة المكرمة
مبارك لك منى
مبارك يا منى زواجك من شريف
مبارك سفرك لتستقري مع زوجك في مكة
مباااااااارك جوار بيت الله الحرام .
بارك الله لهما
وبارك عليهما
وجمع بينهما في خير.
ويا كل من يريد زوجة كمنى
يا كل من تريدي زوجاً كشريف
الطـــريق هو طريق الله
وحاشا لله أن يرد من قصد بابه
حاشا الكريم أن يطرد من وقف على بابه
يا أحبابي في الله :
لنقف على باب الكريم
لنكثر من قرع الباب
فإن من أدام قرع الباب
أوشك الباب أن ينفتح له
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته
* * *
ومدمن القرع للأبواب أن يلجَ
ودعتُ شريف هامساً في أذنه :
رأيت يا شريف ماذا صنع الله لك ؟
فأنزل رأسه خجلاً
فتابعت كلامي :
يا شريف حافظ على كل هذا الخير.
وأنتم أحبابي :
أترككم في معية الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبها من يرجو عفو ربه
أيمن سامي
المشرف العام على موقع الفقه الإسلامي
تعليق