الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :
ارسل هذه القصة الى كل تائب وتائبة ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم والى كل من تدفعه نسائم الطاعة الى الدخول في رياض التوبة ان لا يخافوا ولا يحزنوا لان فرحة الله بعودة التائب اليه اشد من فرحة الام حين ترى وليدها لاول مرة
هو سكير عربيد لا يهمه شيء اللائم والنائم والضاحك والباكي عنده سواء لا يأبه للوقت ولا لسوء العاقبة , كل ما يهمه من الامر هو الخمر .
يعمل قليلا ويسكر كثيرا , نصحه رفاقه في العمل مرات ومرات :
يا رجل اتق الله في نفسك ومالك وولدك وبيتك اتق الله في دينك أيعقل ان تبذل كل هذا الجهد وتتعب كل هذا التعب ثم تبدده في طريق الشيطان؟
حذره رب عمله من مغبة افعاله هذه ولكن لا حياة لمن تنادي ثم هدده بالفصل من العمل ولكنه تراجع وتنازل عن تهديده رأفة باسرته .
زوجته صابرة محتسبة صبرها عند الذي لا يضيع اجر المحسنين , كلمته في هذا الامر مئات المرات ولكن لا فائدة ترجى منه .
شكته لاهله واهلها فحذروه ووعظوه ولا من مجيب وذهبت كل النصائح ادراج الرياح وما كان جوابه في كل مرة الا : انا حر افعل ما اريد عليكم انفسكم .
يعود من عمله في الرابعة مساء ليستحم ويتزين ويلبس احسن ما عنده من ثياب وكأنه ذاهب للقاء امير او وزير ,يعودعند الفجر يجر معصيته مرة وتجره مرارا وتتعثر قدماه احداهما بالاخرى
وتسمع زوجته طرق الباب فتذهب لفتحه لتجده يترنح يمنة ويسرة او لتجده ممدد
ا على الارض , تنادي اطفالها ليعينوها على سحبه الى الداخل
وفي اليوم التالي لا يستطيع النهوض من فراشه وكيف ينهض وقد بات ليلته في حضن الشيطان الرجيم يصحو عصرا مزبدا مرعدا يريد اكلا وشربا وقهوة وسجائر ثم يبدأ بتوزيع الاوامر
والنواهي آمرا زوجته بان تمسح له الحذاء لان عنده موعد مع الشيطان ورفاقه .
وما ان تكون هناك فرصة للحديث حتى تستغلها تلك المسكينة بكلماتها الهادئة :
يا ابن الحلال اما آن لك ان تتوب عن هذه المعاصي وتعد الى الله ؟
الا يكفي ما نحن فيه ؟
كدنا نهلك من الجوع والفضائح معا ,ا رحم عيالك ونفسك ولا تلقها في التهلكة
يرفع غطاء الخمر عن عقله قليلا وينظر اليها نظرة الحانق على عدوه
و يصرخ في وجهها : اين ملابسي اريد الخروج .
تصلي ام العيال وتناشد ربها ان يتوب على زوجها مما هو فيه
(( اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس الى من تكلني ))
ثم تنفجر باكية , ويراها طفلاها فيشاركانها البكاء والدعاء اللهم اهده الى
صراطك
المستقيم ويعود الاطفال ليسالوا امهم ما هذا الذي فيه ابانا ؟
امجنون هو ام به شيء من مرض ؟
والمسكينة تقول ادعوا الله له بالشفاء لعله يستجيب لكما
ووقعت الواقعة
فبعد ان انهى ليلته العفنة في احدى الحانات لم يجد معه من النقود ما يكفي
لتلك
النشوة الزائفة الخبيثة وانهال عليه صاحب الشيطان بالسب والشتم :
نحن لم نفتح هذه الخمارة لندين ونستدين حتى وان كنت من زبائننا الدائمين .
الا لعنة الله على الشيطان ليس له صاحب ولا صديق فما ان يظفر منك بمعصية
حتى يتبرأ منك , قفل عائدا الى بيته يجر معصيته مرة وتجره مرارا .
كعادته عاد الى البيت فجرا وفتح له الباب وقعت عيناه على طفلته بنت التاسعة
ولكن هذه المرة يراها بغير العين التي كان يراها فيها سابقا :
اي بنية ما الذي ايقظك في مثل هذه الساعة من الليل ؟
واجابته الصغيرة ونور البراءة في وجهها
انه الفجر يا ابت قمت لاصلي الفجر هل صليت يا ابت ام ننتظرك لنصلي سوية ؟
وكأن صاعقة ضربته فقال مرتعشا لا ......
لم اصل بعد , قالت الصغيرة لعل الوقت لم يحن بعد سأوقظ امي واخي لنصلي
معا اذن , قال لا .........لا استطيع اريد النوم فقط قد نصلي معا غدا ان شاء
الله .
جلس على الاريكة ليستريح فجائته الصغيرة تمسح خديه بيديها الصغيرتين
وتقول : يا ابت ما صليت صلاة الا ودعوت لك فيها لانني احبك فهل تدعو لي انت يا
ابي ؟
صمت الرجل برهة احس بانها دهرا وتفصد جبينه عرقا بماذا يجيبها ؟
واخذ كل مأخذ وهو يقول في نفسه قد سألتك ابنتك سؤالا بسيطا لا تستطع الاجابة
عليه فكيف بك غدا عندما يسألك الله عن كل اعمالك هذه فبماذا ستجيبه ؟
اتخجل من ابنتك ولا تخجل من الله ؟
بدأ يتمتم بكلمات بينه وبين نفسه كانه يهذي هذي المحموم..... الله .... الصلاة
....الموت
وبينما هو في تمتماته واذا بالمؤذن يرفع كلمة الحق
الى عنان السماء ... الله اكبر الله اكبر
اقشعر لها بدنه وفاضت عينه لكأنه يسمعها لاول مرة في حياته وبكى حتى
سمعت زوجته بكائه فجائت تربت على ظهره :
لا عليك يا ابن عم ان كان قد الم بك شيء احضرنا لك الطبيب
نظر اليها نظرة الطفل العائد الى امه بعد غيبة طويلة والدموع في عينيه :
نعم الزوجة انت ونعم الام انت ,مسح دموعه باكمام قميصه وقال لها :
ايقظي الولد للصلاة ريثما اعود
ذهب الى الحمام تطهر وتوضأ وعاد بعد دقائق فوجدهم في انتظاره
كأنه يراهم لاول مرة :
يا حسرة نفسي على نفسي,قد كنت في غفلة عن هذا, امن
المعقول ان تكون عندي كل هذه النعم واكفر بها لا والله لن افعلها ثانية ما
حييت
اعتدل بقامته اعتدال المريض اذا صح وقال بنبرة الخطيب اذا تكلم هيا يا بني
انت الامام لصلاة هذا الفجر وغدا ساكون انا الامام او نصليها في المسجد
افضل , هيا خذوني معكم
الى اين ؟
الى طريق التوبة ........ الى طريق الله
وبكت زوجته وبكى الاطفال وبكى هو وبكيت انا رغم انني انا الراوي لهذه القصة
وربما تبكون انتم اذا قرأتموها اتدرون لماذا ؟
لاننا عندما نصل الى نقطة التماس مع الله ونلقي بانفسنا في احضانه لا بد لكل منا ان يبكي .
اللهم تب علينا انك انت التواب الرحيم .....اللهم آمين
ارسل هذه القصة الى كل تائب وتائبة ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم والى كل من تدفعه نسائم الطاعة الى الدخول في رياض التوبة ان لا يخافوا ولا يحزنوا لان فرحة الله بعودة التائب اليه اشد من فرحة الام حين ترى وليدها لاول مرة
هو سكير عربيد لا يهمه شيء اللائم والنائم والضاحك والباكي عنده سواء لا يأبه للوقت ولا لسوء العاقبة , كل ما يهمه من الامر هو الخمر .
يعمل قليلا ويسكر كثيرا , نصحه رفاقه في العمل مرات ومرات :
يا رجل اتق الله في نفسك ومالك وولدك وبيتك اتق الله في دينك أيعقل ان تبذل كل هذا الجهد وتتعب كل هذا التعب ثم تبدده في طريق الشيطان؟
حذره رب عمله من مغبة افعاله هذه ولكن لا حياة لمن تنادي ثم هدده بالفصل من العمل ولكنه تراجع وتنازل عن تهديده رأفة باسرته .
زوجته صابرة محتسبة صبرها عند الذي لا يضيع اجر المحسنين , كلمته في هذا الامر مئات المرات ولكن لا فائدة ترجى منه .
شكته لاهله واهلها فحذروه ووعظوه ولا من مجيب وذهبت كل النصائح ادراج الرياح وما كان جوابه في كل مرة الا : انا حر افعل ما اريد عليكم انفسكم .
يعود من عمله في الرابعة مساء ليستحم ويتزين ويلبس احسن ما عنده من ثياب وكأنه ذاهب للقاء امير او وزير ,يعودعند الفجر يجر معصيته مرة وتجره مرارا وتتعثر قدماه احداهما بالاخرى
وتسمع زوجته طرق الباب فتذهب لفتحه لتجده يترنح يمنة ويسرة او لتجده ممدد
ا على الارض , تنادي اطفالها ليعينوها على سحبه الى الداخل
وفي اليوم التالي لا يستطيع النهوض من فراشه وكيف ينهض وقد بات ليلته في حضن الشيطان الرجيم يصحو عصرا مزبدا مرعدا يريد اكلا وشربا وقهوة وسجائر ثم يبدأ بتوزيع الاوامر
والنواهي آمرا زوجته بان تمسح له الحذاء لان عنده موعد مع الشيطان ورفاقه .
وما ان تكون هناك فرصة للحديث حتى تستغلها تلك المسكينة بكلماتها الهادئة :
يا ابن الحلال اما آن لك ان تتوب عن هذه المعاصي وتعد الى الله ؟
الا يكفي ما نحن فيه ؟
كدنا نهلك من الجوع والفضائح معا ,ا رحم عيالك ونفسك ولا تلقها في التهلكة
يرفع غطاء الخمر عن عقله قليلا وينظر اليها نظرة الحانق على عدوه
و يصرخ في وجهها : اين ملابسي اريد الخروج .
تصلي ام العيال وتناشد ربها ان يتوب على زوجها مما هو فيه
(( اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس الى من تكلني ))
ثم تنفجر باكية , ويراها طفلاها فيشاركانها البكاء والدعاء اللهم اهده الى
صراطك
المستقيم ويعود الاطفال ليسالوا امهم ما هذا الذي فيه ابانا ؟
امجنون هو ام به شيء من مرض ؟
والمسكينة تقول ادعوا الله له بالشفاء لعله يستجيب لكما
ووقعت الواقعة
فبعد ان انهى ليلته العفنة في احدى الحانات لم يجد معه من النقود ما يكفي
لتلك
النشوة الزائفة الخبيثة وانهال عليه صاحب الشيطان بالسب والشتم :
نحن لم نفتح هذه الخمارة لندين ونستدين حتى وان كنت من زبائننا الدائمين .
الا لعنة الله على الشيطان ليس له صاحب ولا صديق فما ان يظفر منك بمعصية
حتى يتبرأ منك , قفل عائدا الى بيته يجر معصيته مرة وتجره مرارا .
كعادته عاد الى البيت فجرا وفتح له الباب وقعت عيناه على طفلته بنت التاسعة
ولكن هذه المرة يراها بغير العين التي كان يراها فيها سابقا :
اي بنية ما الذي ايقظك في مثل هذه الساعة من الليل ؟
واجابته الصغيرة ونور البراءة في وجهها
انه الفجر يا ابت قمت لاصلي الفجر هل صليت يا ابت ام ننتظرك لنصلي سوية ؟
وكأن صاعقة ضربته فقال مرتعشا لا ......
لم اصل بعد , قالت الصغيرة لعل الوقت لم يحن بعد سأوقظ امي واخي لنصلي
معا اذن , قال لا .........لا استطيع اريد النوم فقط قد نصلي معا غدا ان شاء
الله .
جلس على الاريكة ليستريح فجائته الصغيرة تمسح خديه بيديها الصغيرتين
وتقول : يا ابت ما صليت صلاة الا ودعوت لك فيها لانني احبك فهل تدعو لي انت يا
ابي ؟
صمت الرجل برهة احس بانها دهرا وتفصد جبينه عرقا بماذا يجيبها ؟
واخذ كل مأخذ وهو يقول في نفسه قد سألتك ابنتك سؤالا بسيطا لا تستطع الاجابة
عليه فكيف بك غدا عندما يسألك الله عن كل اعمالك هذه فبماذا ستجيبه ؟
اتخجل من ابنتك ولا تخجل من الله ؟
بدأ يتمتم بكلمات بينه وبين نفسه كانه يهذي هذي المحموم..... الله .... الصلاة
....الموت
وبينما هو في تمتماته واذا بالمؤذن يرفع كلمة الحق
الى عنان السماء ... الله اكبر الله اكبر
اقشعر لها بدنه وفاضت عينه لكأنه يسمعها لاول مرة في حياته وبكى حتى
سمعت زوجته بكائه فجائت تربت على ظهره :
لا عليك يا ابن عم ان كان قد الم بك شيء احضرنا لك الطبيب
نظر اليها نظرة الطفل العائد الى امه بعد غيبة طويلة والدموع في عينيه :
نعم الزوجة انت ونعم الام انت ,مسح دموعه باكمام قميصه وقال لها :
ايقظي الولد للصلاة ريثما اعود
ذهب الى الحمام تطهر وتوضأ وعاد بعد دقائق فوجدهم في انتظاره
كأنه يراهم لاول مرة :
يا حسرة نفسي على نفسي,قد كنت في غفلة عن هذا, امن
المعقول ان تكون عندي كل هذه النعم واكفر بها لا والله لن افعلها ثانية ما
حييت
اعتدل بقامته اعتدال المريض اذا صح وقال بنبرة الخطيب اذا تكلم هيا يا بني
انت الامام لصلاة هذا الفجر وغدا ساكون انا الامام او نصليها في المسجد
افضل , هيا خذوني معكم
الى اين ؟
الى طريق التوبة ........ الى طريق الله
وبكت زوجته وبكى الاطفال وبكى هو وبكيت انا رغم انني انا الراوي لهذه القصة
وربما تبكون انتم اذا قرأتموها اتدرون لماذا ؟
لاننا عندما نصل الى نقطة التماس مع الله ونلقي بانفسنا في احضانه لا بد لكل منا ان يبكي .
اللهم تب علينا انك انت التواب الرحيم .....اللهم آمين
تعليق