إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كتيب عاشِقٌ .. في غرفة العمليات !! د.محمد بن عبدالرحمن العريفي

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    رد: كتيب عاشِقٌ .. في غرفة العمليات !! د.محمد بن عبدالرحمن العريفي

    صلاة المريض
    قبل فترة اتفقت مع مجموعة من الزملاء على تكوين لجنة خيرية لزيارة المرضى ومواساتهم ومساعدتهم عند الحاجة ..
    ولما كان عددنا قليلاً رتبنا المستشفيات نزورها واحداً تلو الآخر ، أول مستشفى زرناه كان يحتوي على أكثر من 500 سرير .. مررنا على المرضى .. أهديناهم هدايا .. صبرناهم .. أجبنا على أسئلتهم .. تفاجأنا بأن أكثر من 40% من هؤلاء المرضى لا يصلون !! ولهم أعذار متنوعة .. فمنهم من ينوي جمع الصلوات إلى وقت خروجه .. ومنهم من يقول : كيف أصلي وأنا إلى غير القبلة !! أو كيف أصلي وأنا لا أستطيع الوضوء !! أو ثيابي ملطخة بالنجاسة !! إلى غير ذلك ..
    مع أن الله تعالى قد سهل الأمر عليهم .. والشريعة رفعت الحرج .. وجعل الله مع العسر يسراً .. فلنعلم جميعاً أن الصلاة لا تسقط عن المسلم أبداً إلا في حالة فقدان العقل بجنون أو إغماء طويل ( غيبوبة ) ..
    وهنا بيان موجز لكيفية طهارة المريض وصلاته :
    للمريض في الطهارة عدة حالات :
    1. إن كان مرضه يسيراً لا يضره معه استعمال الماء كالمريض بالصداع ووجع الضرس ونحوهما، فهذا لا يجوز له التيمم .
    2. وإن كان به مرضه يزداد باستعمال الماء ، فهذا يجوز له التيمم .
    3. المريض إذا لم يستطع الوضوء أو الغسل بالماء لعجزه أو لخوفه من زيادة المرض فإنه يتيمم بتراب نظيف ، لقوله تعالى:" وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا [المائدة:6] ، فإن كان لا يستطيع التيمم يَـمّمَهُ غيره ، بأن يأخذ يدي المريض فيضرب بها على التراب ثم يمسح وجهه وكفيه ، وإن كان بدنه أو ملابسه أو فراشه متلوثاً بالنجاسة ، ولم يستطيع إزالة النجاسة ، أو التطهر منها - جاز له الصلاة على حالته التي هو عليها؛ لقوله تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) [التغابن:16].
    4. من به جروح أو قروح أو كسر أو مرض يضره استعمال الماء ، فأصابته جنابة ، جاز له التيمم للأدلة السابقة ، وإن أمكنه غسل الصحيح من جسده وجب عليه ذلك وتيمم للباقي .
    5. إذا كان المريض في محل لم يجد ماء ولا ترابا ولا من يحضر له الماء أو التراب ، فإنه ينوي الطهارة بقلبه ، ويصلي على حسب حاله وليس له تأجيل الصلاة ، لقوله تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) [التغابن:16] .
    6. المريض المصاب بسلس البول ، أو استمرار خروج الدم أو الريح ولم يبرأ بمعالجته ، عليه أن يتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها ويغسل ما يصيب بدنه وثوبه ، أو يجعل للصلاة ثوبا طاهراً إن تيسر له ذلك . وإن تيسر أن يضع على فرجه قطناً أو نحوه مما يمنع وصول النجاسة إلى ملابسه وبقية بدنه ، فهو أفضل .
    7. وإن كان المريض عليه جبيرة فيمسح عليها في الوضوء والغسل، ويغسل بقية العضو، أما إن كان المسح على الجبيرة أو غسل ما يليها من العضو يضره ، أو كان فيه جروح لا يستطيع غسلها ولا مسحها ( كالحروق ) اكتفى بالتيمم بعد انتهائه من الوضوء .




    تعليق


    • #17
      رد: كتيب عاشِقٌ .. في غرفة العمليات !! د.محمد بن عبدالرحمن العريفي

      كيفية صلاة المريض ..
      • أجمع أهل العلم على أن من لا يستطيع القيام ، له أن يصلي جالسا، ويكون جلوسه حسب ما يسهل عليه فكيفما جلس جاز .
      • فإن عجز عن الصلاة جالسا فإنه يصلي على جنبه مستقبل القبلة بوجهه، والمستحب أن يكون على جنبه الأيمن ، فإن عجز عن الصلاة على جنبه صلى على ظهره , وتكون رجلاه جهة القبلة إن أمكن ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين : ( صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب ) "رواه البخاري" وزاد النسائي: " فإن لم تستطع فمستلقيا " .
      • ومن قدر على القيام وعجز عن الركوع أو السجود لم يسقط عنه القيام، بل يصلي قائما فيومئ بالركوع ( يعني : يميل بجسمه خافضاً رأسه ) ثم يرفع من الركوع ، فإذا أراد السجود جلس ، وأومأ بالسجود؛ لقوله تعالى : ( وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) [البقرة:238]، ولقوله صلى الله عليه وسلم : صل قائماً .
      • وإن كان المرض شديداً ، أو شللاً ، ولم يقدر على الإيماء برأسه ، نوى الركوع والسجود بقلبه ، وإن لم يكن عنده من يوجهه إلى القبلة , ولم يستطع التوجه إليها بنفسه ; صلى على حسب حاله , إلى أي جهة تسهل عليه .
      • وبعض المرضى ممن تجرى لهم عمليات جراحية , يتركون الصلاة لأنهم لا يقدرون على أدائها بصفة كاملة , أو لعجزهم عن الوضوء , أو لأن ملابسهم نجسة , وهذا خطأ كبير ; فلا يجوز ترك الصلاة . بل يصليها على حسب حاله : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) .
      • وبعض المرضى يقول : إذا شفيت ; قضيت الصلوات التي تركتها , وهذا تساهل ; فالصلاة تصلى في وقتها حسب الإمكان , ولا يجوز تأخيرها عن وقتها .
      • وإذا نام المريض أو غيره عن صلاة أو نسيها وجب عليه أن يصليها حال استيقاظه من النوم ، أو حال ذكره لها ، ولا يجوز له تركها إلى دخول وقت مثلها ليصليها فيه. لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها متى ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ) .
      • وإن شق عليه فعل الصلاة بوقتها فيجمع الظهر والعصر، والمغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير حسبما يتيسر له ، إن شاء قدم العصر مع الظهر وإن شاء أخر الظهر مع العصر، وإن شاء قدم العشاء مع المغرب، وإن شاء أخر المغرب مع العشاء ، أما الفجر فلا تجمع مع ما قبلها ولا مع ما بعدها .
      أحكام صيام المريض
      - كل مريض يشق عليه الصوم ، يجوز له الفطر ، لقول تعالى ( ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ). أما المرض اليسير كالسعال والصداع فلا يجوز الفطر بسببه .
      - وإذا كان الصيام يزيد المرض أو يؤخر الشفاء ، ويحتاج نهاراً لأكل الدواء ، فيجوز له أن يُفطر ، ويُكره له الصيام لقوله تعالى :" يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) (البقرة: الآية185) .
      - إن كان الصوم يسبب له الإغماء ، أفطر وقضى ، وإذا أصبح صائماً فأغمي عليه أثناء النهار وأفاق قبل الغروب أو بعده فصيامه صحيح ما دام لم يأكل ولم يشرب ، ومن أغمي عليه ، أو وضعوا له مخدرا لمصلحته ، فغاب عن الوعي ، فإن كان ثلاثة أيام فأقلّ ، فيقضي - قياساً على النائم - وإن كان أكثر فلا يقضي قياساً على من غاب عقله بجنون ( بن باز ) .
      - المريض الذي يُرجى بُرؤه وينتظر الشفاء ( كمن أجريت له عملية جراحية ) إذا شق عليه الصوم أفطر وقضى .
      - والمريض مرضاً مزمناً لا يُرجى برؤه ( كمرض السرطان ، والفشل الكلوي مثلاً ) وكذلك الكبير العاجز عن الصيام والقضاء ، يُطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من قوت البلد ( كيلو ونصف من الرز ) .
      - والمريض الذي أفطر بعض رمضان وينتظر الشفاء ليقضي ، ثم علم أن مرضه مزمن ، وأنه لن يستطيع القضاء أبداً ، فالواجب عليه إطعام مسكين واحد عن كل يوم أفطره .
      - ومن كان ينتظر الشفاء من مرض يُرجى برؤه ، فمات قبل أن يوجد وقت للقضاء ، فليس عليه ولا على أوليائه شيء ( مثال : شخص عمل عملية جراحية في 25رمضان ، فأفطر بنية القضاء بعد الشفاء ، فتوفي في 30رمضان ، فهذا لا يلزم أهله عنه قضاء ولا إطعام ) .
      - ومن مرض فأفطر ، ثمّ شفي وتمكن من القضاء ، فتكاسل حتى مات ، أُخرج من ماله طعام مسكين عن كل يوم ، وإن تبرع أحد أقاربه بالصوم عنه فهو أولى لقوله صلى الله عليه وسلم : " من مات وعليه صيام صام عنه وليّه "( مثال : عمل عملية في 25رمضان ، فأفطر بنية القضاء ، فشفي في 30رمضان ، وتكاسل عن القضاء حتى مات في شهر الحج ، فهذا يلزم أهله عنه قضاء أو إطعام ) .
      - ومن كان مرضه يُعتبر مزمناً ، فأفطر وأطعم ( لعجزه عن القضاء ) ، ثم تطور الطبّ فاكتُشِف علاج لمرضه ، فاستعمله وشفي ، فلا يلزمه شيء عما مضى ، لأنّه فعل ما وجب عليه في حينه ( اللجنة الدائمة ) .
      - ومن أصابه جوع أو عطش شديد ، فخاف على نفسه الهلاك ، أفطر وقضى لأن حفظ النفس واجب ، ولا يجوز الفطر لمجرد الشدة المحتملة أو التعب أو خوف المرض متوهما .
      - الإطعام له صورتان : فيجوز أن يجعله آخر الشهر ، فيطعم 30 مسكيناً في آخر الشهر ، ويجوز أن يطعم مسكينا كلّ يوم .



      تعليق


      • #18
        رد: كتيب عاشِقٌ .. في غرفة العمليات !! د.محمد بن عبدالرحمن العريفي

        كلمات إلى المرافق
        تغلب الشفقة بعض الناس عندما يقعد المرض قريبه أو حبيبه .. فلا يزال مرافقاً معه في المستشفى يقوم على خدمته ومواساته .. وتسليته ومؤانسته ..
        وقد يسهر المرافق والمريض نائم ..
        وقد يصحو المرافق والمريض مغمى عليه بتخدير أو نحوه ..
        وسهر المؤمن على أخيه المريض من أعظم القربات .. فكيف إذا كان هذا المريض ذا رحم .. كوالد وأخ وزوج .. لا شك أن الأجر يكون أعظم ..
        وإذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم أخبر أن من زار مريضاً فلا يزال في خرفة الجنة كأنه يجني من ثمارها .. ويستغفر له سبعون ألف ملك .. إذا كان هذا في الزائر .. فما بالك بمن يلازم المريض خدمة ومؤانسة ..
        إلا أن بعض المرافقين يجمع هذه الحسنات ثم يفرقها بأخطاء يقع فيها ..
        لأن المرافق يتفرغ غالباً من أمور تعود أن ينشغل بها وقته في بيته أو عمله أو تجارته ..
        إذن ينبغي لنا جميعاً أن نتساءل ..
        كيف يقضي المرافق وقته ؟
        يتنوع بقاء المرافق مع المريض بتنوع مكان وجود المريض ..
        ففي المستشفى ..
        1/ الرقية على المريض .. قال تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) .. ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ) ..
        وللقراءة على المريض تأثير عظيم ..
        في المستشفى العسكري
        قال صاحبي :
        عبد الله كان شاباً صالحاً .. وكان لي به علاقة ومعرفة .. وقد علمتُ أن أباه مصاب بمرض في القلب وأجريت له عدة عمليات .. وأدخل أخيراً إلى المستشفى وظلَّ فيه للعناية المركّزة .. زُرتُه في المستشفى مراراً .. ثم اشتدّ به المرض فدخل في غيبوبة تامة لا يعقل مما حوله شيئاً .. ولما رأى صاحبي أن أباه لا يعقل شيئاً وأن تكرار مجيء الزائرين أصبح مزعجاً علّق لافتة على باب الغرفة كتب عليها " الزيارة ممنوعة بأمر الطبيب " .. وبعد أيام .. اتصل بي وهو مضطرب وقال :
        - يا شيخ .. أريدك أن تزور والدي .. ولعلّك أن تقرأ عليه شيئاً من القرآن ..
        ذهبت سريعاً إلى المستشفى .. ودخلتُ على أبيه .. فإذا هو كالجثة الهامدة على السرير .. في إغماء تامّ .. قد وُصّل بجسمه عددٌ من الأجهزة .. جهاز لقياس الضغط .. وآخر للسكر .. وثالث لضربات القلب .. ورابع للتنفس .. وخامس .. وبجانب السرير ممرض يراقب هذه الأجهزة وينظر إلينا بهدوء ..
        اقتربتُ منه ووقفتُ عند رأسه وكلمته فلم يردَّ عليَّ شيئاً .. قلت : يا أبا فلان إن كنت تسمعني فحرّك أصبعك .. بقي ساكناً لم يتحرّك فيه شيء ..
        بدأت أقرأ القرآن بصوت مسموع .. { الحمد لله ربّ العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * .. } .. { الله لا إله إلا هو الحيّ القيوم .. } ..
        بدأ الشيخ ينتفض قليلاً .. لكنه لم يتكلم ..
        وفجأة أطلق أحد الأجهزة المحيطة بنا صوتاً كصفارة الإنذار .. ففزع الممرض وقام إليه وغيّر في بعض أرقامه .. وجلس ..
        ثم صفّر جهاز آخر فقام وغير فيه .. وجلس ..
        ثم صفر الجهاز الثالث .. فلم يزل يتنقل بين هذه الأجهزة .. وأنا أقرأ ..
        وسمعتُ صاحبي يقول له : This Qoran .. This Qoran.. وهو ينظر إلينا باستغراب ودهشة ..
        أما أنا فاستمريت في التلاوة .. دون أن ألتفت إليهما ..
        استمرت التلاوة قرابة النصف ساعة .. ثم دعوتُ له .. وانصرفتُ ..
        أما عبد الله فبقي مع الممرض يخاطبه باللغة الإنجليزية .. وكنت أسمعه يردد كلمات : القرآن .. الإسلام ..
        أقبل إليّ عبد الله يشكر ويودع .. فأمسكت يده وقلت :
        - هل تعلم أني لم أفهم شيئاً مما جرى ! ما هذه الأجهزة التي أزعجتنا ؟! ولماذا اضطرب الممرض ؟! ولماذا وقفت معه تكلمه عن القرآن ؟! ولماذا ..
        - فقال : الأمر عجيب يا شيخ .. أنت تعرف أن والدي مصاب بمرض في القلب .. وأجريت له عدة عمليات .. وفي العملية الأخيرة قبل يومين توقف الدم فجأة في شرايين جسمه .. ولم يكن الطبيب يتوقع ذلك فلم يحرص قبل العملية على توصيل مضخة كهربائية لتحريك الدم في العروق عند الحاجة .. فتفاجأ الطبيب بذلك قام سريعاً بتوصيل مضخة يدوية وكلّف إحد الممرضين بتحريكها بيدها .. فكان هذا التصرف من الطبيب غير مجدٍ كثيراً .. لأن الدم توقف في العروق لمدة خمسين دقيقة أشرف والدي معها على الهلاك .. لكن الله تعالى أحسن وتلطف ..
        وبعد نهاية العملية .. جملوا أبي كالجثة الهامدة إلى غرفته .. فانخفض ضغط الدم حتى وصل إلى الأربعين .. فحاولوا أن يرفعوه بشتى الوسائل فلم يقدروا .. فأمر الطبيب بأن يُحقن والدي في الوريد بمادة كيميائية ترفع ضغط الدم .. وهذه المادة خطرة جداً .. لذا لا يسمح طبياً بأن يُحقن المريض بما يزيد عن مقياس اثني عشر درجة لأنه يموت في الغالب .. فتم حقنه بهذا المقياس فلم تتحسن حالته .. فزادوه إلى ثلاث عشرة درجة .. ثم أربع عشرة .. ثم خمس عشرة .. ثم ست عشرة .. فارتفع ضغطه إلى سبع وستين فتوقفوا .. مع أنه لا يزال منخفضاً جداً ..
        ثم ألقوه على هذا السرير ووضعوا هذه الممرضة تراقب حاله ..
        وبعدما بدأت – يا شيخ - بتلاوة القرآن بدأ ضغط الدم عند أبي يرتفع .. ويرتفع .. ثمان وستين .. تسع وستين .. سبعين .. فاضطربت الأجهزة .. وقامت الممرضة تخفّض من المادة التي وضعوها لرفع الضغط .. واستمرّ الضغط في الارتفاع خمس وسبعين .. ثمانين .. تسعين .. حتى ثبت الضغط على مائة وواحد وعشرين ..
        فهل عرفت سبب تعجب الممرضة .!!. الأطباء .. الاستشاريون .. الأجهزة .. الأدوية .. لم تنفع شيئاً .. أين طبّهم ؟!.. أين تجاربهم ؟! .. أين أدويتهم .. فسبحان من أنزل القرآن .. { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } ..

        فيمكن للمرافق أن يرقي المريض بـ :
        قراءة الفاتحة سبع مرات مع النفث على الجزء المصاب أو على الرأس ..
        وفي حديث أبي سعيد الخدري أن ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في سفر فمروا بحي من أحياء العرب فاستضافوهم فلم يضيفوهم ..
        فجلس الصحابة في جانب الطريق ..
        فلُدغ سيد الحي .. فأقبل رجل منهم على الصحابة وقال : هل فيكم راق فإن سيد الحي لديغ ، أو مصاب ، فقال رجل منهم : نعم ، فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب ، فبرأ الرجل ، فأُعطي قطيعاً من غنم ، فأبى أن يقبلها وقال : حتى أذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ..
        فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فقال : يا رسول الله ، والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب ، فتبسم صلى الله عليه وسلم وقال : وما أدراك أنها رقية ؟! ثم قال : ( خذوا منهم واضربوا لي بسهم معكم ) .. متفق عليه ..
        قراءة ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين .. سبع مرات ..
        قول 7 مرات : أسأل الله العظيم ، رب العرش العظيم أن يشفيك .
        بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك .. رواه احمد ..
        أذهب الباس ، رب الناس ، اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يُغادر سقما .متفق عليه
        أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة .
        اذهب الباس ، اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً
        اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى صلاة
        ( من عاد مريضاً لم يحضره أجله ، فقال عنده سبع مرات: اسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك. إلا عافاه الله من ذلك المرض ) .. رواه الترمذي وغيره – صحيح ) ..
        إلى غير ذلك من الأذكار والأدعية الشرعية ..
        ومما يمكن للمرافق أن يغتنم في وقته :
        2/ القراءة النافعة ، سواء في تلاوة القرآن ، أو الكتب النافعة .
        3/ الحذر من الغزل والمعاكسة .. نعم سواء كان المرافق رجلاً أو امرأة ..
        فمع اتساع وقت الفراغ .. يلعب الشيطان لعبته .. فيغري الفتاة بالتسكع في ممرات المستشفى .. أو العبث بالهاتف ..
        ويغري الرجل كذلك بذلك ..
        وكم سمعنا عن منكرات وقعت في مستشفيات .. أو كان منطلقها المستشفيات .. بسبب المرافقين .. وتساهل بعض الفتيات المرافقات بحجابهن وضحكاتهن ..
        والشيطان ما مات ..
        4/ ولا أنسى أن أقول للمرافق :


        تعليق


        • #19
          رد: كتيب عاشِقٌ .. في غرفة العمليات !! د.محمد بن عبدالرحمن العريفي

          كن بطلاً
          نعم كن بطلاً لا رجوفاً جزوعاً .. قد لا نلوم المريض لو سمعنا منه أنيناً أو آهات ..
          فلكل إنسان حد ينتهي إليه صبره ..
          لكنك تعجب كثيراً عندما ترى مرافقاً لمريض ..لا يكف عن البكاء والجزع ..
          مع أن المنتظر منه أن يصبّر المريض على المرض .. ويكون قدوة له في الصبر والرضا ..
          ولكن صار حال المريض معه
          كالمستجير من الرمضاء بالنار
          قد يشتكي بعض المرافقين بأنهم يغلبون على البكاء والحزن ..
          فأقول نعم لكن الصبر والمجاهدة أجمل بك ..
          وماذا تفيد كثرة التشكي والعويل ؟ حتى لو أفضى المرض بحبيبك إلى الموت .. فاصبر صبراً جميلاً ..
          قال صلى الله عليه وسلم : إذا مات ولد العبد قال الله للملائكة : قبضتم ولدي عبدي ..؟ قبضتم ثمرة فؤاده ..؟ فتقول الملائكة : نعم ..
          فيقول : فماذا قال عبدي ..؟
          فتقول الملائكة : حمدك واسترجع ..
          فيقول الله : ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد .. ( رواه الترمذي-صحيح ) ..
          فإذا عظم ضرك .. وضاق صدرك .. فاجعل الدعاء والشكوى إلى الله تعالى ملاذك ..

          قال د. عبد الله :
          جاءت إليّ تجر خطاها ..
          تحمل على ذراعيها طفلاً قد أنهكه المرض ..
          أم قارب عمرها الأربعين .. قد ضمت الصغير إلى صدرها .. كأنه قطعة من جسدها ..
          كانت حالته حرجة .. تسمع تردد النفس في صدره من على بعد مترين وثلاثة ..
          سألتها : كم عمره ؟
          قالت : سنتان ونصف .
          عملنا له الفحوصات اللازمة .. كان يعلني من مشاكل في شرايين القلب ..
          أجرينا له العملية .. وبعد يومين من العمليه كان ابنها في صحة جيده ..
          ابتهجت الأم وفرحت .. وصارت كلما رأتني سألتني: متى الخروج يا دكتور ..
          فلما كدت أن أكتب أمر الخروج .. فإذا بالصغير يصاب بنزيف حاد في الحنجره .. أدى إلى توقف قلبه 45 دقيقة.
          غاب الصغير عن وعيه ..
          اجتمع الأطباء في غرفته .. ومضت الساعات ولم يستطيعوا إفاقته ..
          تسرع أحد الزملاء وقال لها : احتمال أن يكون ابنك مات دماغياً .. وأظن أنه ليس له أمل في الحياه.
          التفتُّ إليه لائماً لم قال ذلك ..!!
          ونظرت إليها فوالله ما زادت على أن قالت : الشافي الله .. المعافي الله ..
          ثم تمتمت قائلة : أسأل الله إن كان له خياًر في الشفاء أن يشفيه ..
          ثم سكتت .. ومضت إلى كرسي صغير .. جلست عليه ..
          وأخذت مصحفها الأزرق الصغير وجلست تقرأ فيه .. خرج الأطباء .. وخرجت معهم .. صرت أمر على الصغير .. حالته لم تتغير .. جثة على السرير الأبيض ..
          ألتفت إلى أمه .. حالها أيضاً لم يتغير ..
          يوماً أراها تقرأ عليه .. ويوماً تتلو القرآن .. ويوماً تدعو له ..
          بعد أيام أخبرتني إحدى الممرضات أن الصغير بدأ يتحرك .. حمدت الله ..
          وقلت لها مباركاً : يا أم ياسر .. أبشرك ياسر بدأ يتحسن .. قالت كلمة واحدة وهي تدافع عبرتها : الحمد لله .. الحمد لله ..
          مضت أربع وعشرين ساعة ..
          نفاجأ بالصغير .. يصاب بنزيف حاد مثل نزيفه الأول .. ويتوقف قلبه مرة أخرى ..
          ويتعب جسده الصغير ..ويفقد الحركة والإحساس ..
          دخل أحد الأطباء يعاين حالته .. فسمعته الأم يقول : وفاة دماغية ..
          رددت : الحمد لله على كل حال .. الشافي ربي ..
          بعد أيام شُفي الصغير ..
          لكنه لم تمض عليه ساعات .. حتى أصيب بنزيف في القلب .. ثم يفقد الحركة والإحساس ..
          ويفيق بعد أيام .. ثم يصاب بنزيف جديد ..حالة غريبة .. لم أر مثلها في حياتي ..
          تكرر هذا النزيف ست مرات ..ولا تسمع منها إلا : الحمد لله الشافي ربي .. هو المعافي .. بعد فحوصات وعلاجات متعددة ..
          سيطر أطباء القصبة الهوائية على النزيف بعد ستة أسابيع .. بدأ ياسر يتحرك ..
          وفجأة .. إذا به يبتلى بخراّج كبير ( ورم ) .. والتهابٍ في الدماغ ..
          عاينت حالته بنفسي .. قلت لها :
          ابنك وضعه حرج جداً .. وحالته خطيره ..
          رددت: الشافي هو الله ..
          وانصرفت تقرأ عليه القرآن ..زال هذا الخُرّاج بعد أسبوعين..
          مضى يومان تماثل الغلام أثناءها للشفاء .. حمدنا الله على ذلك ..
          بدأت الأم تهيء نفسها للخروج ..وبعد ثلاثة أيام ..
          إذا به يصاب بتوقف والتهاب حاد بالكلى ..
          أدى إلى فشل كلوي حاد كاد أن يميته..
          والأم مازالت متماسكة .. متوكله .. منطرحه على ربها .. وتردد :
          الشافي هو الله .. ثم تذهب وتقرأ من مصحفها عليه..
          مضت الأيام ونحن في محاولات وعلاجات متتابعة لا تتوقف .. استمرت أكثر من ثلاثة أشهر ..تحسنت كلاه ولله الحمد ..
          لكن القصة لم تنته ..يصاب الصغير بمرض عجيب لم أره في حياتي ..
          بعد أربعة أشهر يصاب بالتهاب في الغشاء البلوري المحيط بالقلب .. مما اضطرنا إلى فتح القفص الصدري .. وتركه مفتوحاً ليخرج الصديد ..
          وأمه تنظر إليه وتردد :
          أسأل الله أن يشفيه .. هو الشافي المعافى ..
          ثم تنصرف عنه إلى كرسيها وتفتح مصحفها ..
          كنت أنظر إليها أحياناً .. ومصحفها بين يديها ..
          لا تلتفت إلى ما حولها ..
          كنت أدخل غرفة الإنعاش ..
          فأرى أنواع المرضى ومرافقيهم ..
          أرى مرضى يصرخون .. وآخرين يتأوهون ..
          ومرافقين يبكون .. وآخرين يجرون وراء الأطباء ..
          وهي على كرسيها ومصحفها .. لا تلتف إلى صارخ .. ولا تقوم إلى طبيب .. ولا تتحدث مع أحد ..كنت أشعر أنها جبل .. بعد ستة أشهر في الإنعاش ..
          كنت أمر بالصغير فأراه لا يرى .. لا يتكلم .. لا يتحرك .. صدره مفتوح ..
          ظننا أن هذه نهايته وخاتمته.. والمرأة كما هي تقرأ القرآن .. صابره لم تشتك .. ولم تتضجر .. والله ما كلمتني بكلمة واحدة .. ولا سألتني عن حالة ولدها .. إلا إن ابتدأت أنا أحدثها عنه ..وكان زوجها قد جاوز عمره الأربعين ..
          يقابلني أحياناً عند ولده .. فإذا التفت إليّ ليسألني .. غمزت الأم يده .. وهدّأته ورفعت من معنوياته .. وذكرته بأن الشافي الله .. بعد شهرين .. تحسنت حالته ..
          حوّلناه لقسم الأطفال في المستشفى ..تحسن كثيراً ..
          مارسوا معه أنواعاً من العلاجات والتدريبات ..
          وبعدها ذهب الطفل إلى بيته ماشياً .. يرى .. ويتكلم كأنه لم يصبه شيء من قبل .
          عفواً .. لم تنته القصة العجيب بعد ..بعد سنة ونصف .. كنت في عيادتي ..
          فإذا بزوج المرأة يدخل عليّ ..
          وتدخل زوجته وراءه تحمل بين يديها طفلاً صغيراً صحته جيدة ..
          وكان للطفل مراجعة عادية عند أحد الزملاء لكنهم جاءوني للسلام عليّ ..
          قلت للزوج : ما شاء الله .. هذا الرضيع رقمه ستة أو سبعه في العائلة ؟
          فقال : هذا هو الثاني ..
          والولد الأول هو الذي عالجته العام الماضي .. وهو أول مولود لنا .. جاءنا بعد 17 عاماً من الزواج والعلاج من العقم ..
          خفضت رأسي .. وأنا أتذكر صورتها وهي عند الولد .. لم أسمع لها صوتاً .. ولم أر منها جزعاً ..
          قلت في نفسي .. سبحااااان الله ..
          بعد 17 سنة من الصبر وأنواع علاج العقم ترزق ترزق بولد تراه يموت أمامها مرات ومرات .. وهي لا تعرف إلا لا إله إلا الله .. الله الشافي .. المعافي ..
          أي اتكال .. وأي امرأة هذه ..
          5/ وما أجمل أن لا يكتفي المرافق بملأ وقته بالمفيد .. بل يحرص على ملء وقت المريض أيضاً بالمفيد ..
          كأن يحرصه على كثرة الذكر والاستغفار ..
          وأن يحضر له مسجلاً وأشرطة نافعة .. أشرطة تلاوة .. محاضرات .. أحاديث ..
          أن يتابع معه أوقات الصلاة ويحرصه على أدائها ..
          أن يبعد عنه ما يضره .. أو يحمله أوزاراً من نظر أو سماع محرم ..
          • الرضا بالقضاء والقدر ..



          تعليق


          • #20
            رد: كتيب عاشِقٌ .. في غرفة العمليات !! د.محمد بن عبدالرحمن العريفي

            آداب زيارة المريض
            ذكر في بعض كتب الأدب .. أن أحد الثقلاء دخل على مريض يعوده .. فما كاد يجلس حتى قال :
            فلان .. وجهك أصفر .. قال المريض : الحمد لله على كل حال ..
            قال : يبدو عليك الإرهاق .. قال : الله يعين ..
            قال : المرض ظاهر عليك .. متى بدأت علتك ؟ قال : منذ أيام ..
            قال : مم تشتكي ؟ قال : شكوى يسيرة وأسأل الله الشفاء ..
            قال : ما هي ؟ قال : مرض معين ..
            قال : ما هو ؟ أليس له اسم !! طيب .. هل أنت بخير ؟ فقال المريض : كنت بخير قبل أن تدخل عليّ ..
            قال : حسناً أنا ذاهب .. هل لك حاجة ؟
            قال : نعم .. حاجتي أنك إذا خرجت من عندي فلا ترجع إليّ أبداً .. حتى جنازتي أعفيك من الصلاة عليها ..
            هكذا لسان حال بعض المرضى مع فريق من الزائرين ..
            فبعض الزوار ما إن يجلس عند المريض حتى يشغله بأسئلة لا تكاد تنتهي .. واقتراحات وملاحظات .. وكأنه طبيب زائر أو استشاري منتدب ..

            ومن هنا لزم أن نتذكر جميعاً الآداب الشرعية الواردة فغي زيارة المريض ..
            1- أن يلتزم بالآداب العامة للزيارة، كأن يدق الباب برفق ، ويخبر باسمه صريحاً ، وأن يغض بصره ..
            2- أن تكون العيادة في وقت ملائم ..
            3- أن يستصحب هدية للمريض يفرحه بها ويريحه .. وحبذا لو كان شيئاً يستفيد منه المريض .. ككتاب نافع أو شريط أو مجلة .. أو شيئاً من الحلوى .. أو غير ذلك ..
            أما ما نراه من إحضار باقات الزهور .. والإسراف في ذلك .. فهذا تبذير .. ولا يستفيد منه المريض ..
            بل ذكر بعض الباحثين في تواريخ الأمم أن إحضار الزهور إلى المريض كان من عادات الإغريق ( اليونان ) إذ يعتبرون الزهور رمزاً لإله الرحمة .. ولا يزال النصارى إلى اليوم متأثرين بهذا الاعتقاد ، ألا ترى أنهم يضعون على تابوت الميت وعلى قبره زهوراً !!
            4- أن يكون العائد رفيقاً هيناً ليناً .. يسأل المريض عن حاله برفق .. ولا يدقق معه أو يكثر المسألة ..
            5- أن يغض البصر .. إذ قد يظهر من المريض عورة أو أمر مستقبح ، فلا ينبغي بالعائد أ، يصرف بصره إليه .. بل يتعامى عنه ..
            6- ألا يطيل الجلوس حتى يضجر المريض .. وذلك أن المريض تعرض له حاجة إلى حمام .. أو تغيير لباس .. أو إخراج ريح .. أو نوم .. أو طعام .. فيحرج من العائدين أن يفعل شيئاً من ذلك أمامهم ..
            إلا إن كان العائد حبيباً مقرباً للمريض .. وكان المريض يرغب في جلوسه ومؤانسته .. فلا بأس ..
            7- إدخال السرور على قلب المريض وتذكيره بالأجر ..( أم منصور الجبالي – رحمها الله ) ..
            وأخيراً .. ومن آداب الزيارة :
            أن يدعو العائد للمريض بالعافية والصلاح، وقد وردت في ذلك أدعية عديدة منها: ( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك ) ( 7 مرات ) وأن يقرأ عليه الفاتحة والمعوذتين والإخلاص .
            قبل العملية
            تتنوع الأمراض وتتفاوت في خطورتها وكيفية علاجها ..
            وقد يقرر الطبيب إجراء عملية للمريض .. وقبل إجراء العملية ..

            ليتك تقبل مني هذه النصائح :
            1/ الاستعانة بالله تعالى .. ودعاؤه واللجأ إليه .. فهو الذي بيده كشف الضر والبلاء ..
            وناده كما ناداه أيوب ( رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) ..
            ومن أقرب من الله رحيماً مجيباً ..
            فابك بين يديه .. واشكُ همك إليه .. وتوكل عليه ..
            2/ كن بطلاً .. واصبر وأظهر الرضا والتسليم .. بل والفرح والبشر لأهلك .. ولمن حولك ..
            نعم حاول التغلب على مشاعرك قدر المستطاع .. ولن يصيبك إلا ما كتب الله لك ..
            فحزنك وجزعك لن يغير في الواقع شيئاً ..
            فلا تحزنِ الناس معك ..
            واعلم أن أمر المؤمن كله له خير .. فإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له .. وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له .. وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ..
            فمن صبر فله الرضا .. ومن سخط فعليه السخط ..
            3/ كتابة الوصية .. ولا تخف من ذلك .. فكتابتك لها لا تعني أنك ستموت !!
            لا .. بل قرر العلماء أن كتابة الوصية واجبة على كل من كان عنده شيء يمكن أن يوصي فيه بشيء .. من مال أو ولد أو دين .. أو غير ذلك ..
            قال ابن عمر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه أن يبيت ليلتين .. إلا ووصيته مكتوبة عند رأسه .. رواه مسلم
            فخذ ورقة واكتب فيها .. لي عند فلان كذا .. ولفلان عندي كذا .. وأوصي في بيتي أن يفعل به كذا .. إلى غير ذلك ..
            أسأل الله لي ولك طول العمر مع حسن القول والعمل .. آمين ..


            تعليق


            • #21
              رد: كتيب عاشِقٌ .. في غرفة العمليات !! د.محمد بن عبدالرحمن العريفي

              الغنيمة الباردة
              أخي المريض - يا شفاك الله - ..
              ما رأيك في عبادة كان النبي صلى الله عليه وسلم يشتغل بها في جميع أحواله ..
              أمر الله المؤمنين بفعلها بعد الصلاة ..
              وبعد الصيام .. وبعد الحج .. وأمررهم أثناء القتال بفعلها ..
              أمرك بفعلها قبل الطعام .. وبعده ..
              وقبل دخول الخلاء .. وبعده ..
              وقبل دخول البيت .. وبعده ..
              وقبل النوم .. وبعده ..
              وقبل لبس الثياب .. وبعده ..
              إنه ذكر الله .. وتحميده وشكره ..
              فالمؤمنون هم ( الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ) ..
              والذكر لا يحتاج إلى طهارة قبله .. ولا إلى ستر عورة .. أو استقبال قبلة .. أو قيام أو جلوس .. بل تعبد به .. متى شئت ..
              وكان أبو هريرة رضي الله عنه يسبح في اليوم والليلة أكثر من اثني عشر ألف تسبيحة .. ويقول : أفتك بها نفسي من النار ..
              ومن أفضل الذكر للمريض :

              الدعاء
              وقد روي أن للمريض دعوة مستجابة ..

              الاستغفار..
              فمن لزم الاستغفار .. جعل الله له من كل هم فرجاً .. ومن كل ضيق مخرجاً .. ورزقه من حيث لا يحتسب ..
              والاستغفار هو مفتاح للرزق .. وبركة في المال .. وصلاح في الولد .. وشفاء للمرض ..

              التسبيح والتهليل عموماً ..
              قال صلى الله عليه وسلم : ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق اذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ) قالوا : بلى يا رسول الله .. قال : ذكر الله .. ( رواه أحمد والترمذي ) ..
              المريض والمعصية
              ذهبت يوماً لزيارة أحد المرضى .. قد أصيب بمرض خطير ..
              كان المرض متمكناً منه .. وقد ضعف جسمه .. ورق عظمه .. وذبل جلده ..
              وكان بعض الأصحاب قد أخبرني أن الطبيب أسرَّ إليه بأن نهايته تبدو قريبة .. والعلم عند الله وحده ..
              أقبلت أمشي بهدوء إلى غرفته .. وأنا أنتظر أن يستقبلني صوت قراءة القرآن .. وأن أرى سجادة الصلاة مفروشة .. وأن أراه منكسراً مقبلاً على الله ..
              طرقت الباب .. فأذن لي بالدخول .. وهو لا يدري من أنا ..
              دخلت إلى غرفته .. هدوء قاتل .. ونور خافت ..
              كانت الغرفة أشبه بالمقبرة .. المرآة قد غطيت بملاءة بيضاء .. حتى لا يرى نفسه وينتبه لتساقط شعره فيذكر مرضه ..
              رآني فتهيأ للجلوس على سريره ..
              كان عنده مجموعة من أصدقائه .. أكبر همهم أن ينسوه مرضه ..
              يظنون أن أكبر خدمة يقدمونها إليه .. أن يضحكوه .. نعم .. يضحكوه .. ويضحكوه فقط ..
              كان الشاب يضحك فعلاً .. أو يتظاهر بالضحك .. لا أدري !!
              وقد نسي أن صحيفة عمله تطوى في كل لحظة .. وأن أكثر أجهزة جسمه قد تعطل عن العمل .. وأنه في أي لحظة يمكن أن يموت ..
              عندما جلست .. قام أحدهم إلى التلفاز وخفض من صوت الأغنية ..
              أحسست أنهم يشعرون بأني ثقيل .. أفسدت عليهم سهرتهم ..
              لا حول ولا قوة إلا بالله .. ما أقسى هذه القلوب ..
              جعلت أتلفت في أنحاء الغرفة .. تمنيت أن أرى مصحفاً .. سجادة صلاة .. مسجلاً وأشرطة قرآن .. لكني مع الأسف الشديد .. لم ألحظ من ذلك شيئاً ..
              كل ما هنالك مجلات ..
              إحداها على غلافها صورة ملكة جمال فرنسا ..
              وأخرى على غلافها صورة أحد المطربين .. أذكر أني رأيت صورته يوماً في إحدى الجرائد .. ومجلة ثالثة عن الرياضة والشباب .. ورابعة ..
              وكلها بجانبه .. ويبدو من أوراقها أنه قد تصفحها مراراً ..
              في الحقيقة .. كدت أبكي وأنا أنظر إليه .. بل كنت أدافع دمعة ترقرقت في عيني مراراً ..
              أصحابه حاولوا جاهدين أن يشركوني في الضحك .. كنت أجاملهم وأتبسم ..
              جعل أحد أصحابه يتذكر موقفاً طريفاً .. سمع أنه وقع لي في محاضرة .. أو خلال لقاء تلفزيوني .. ليضحكه .. ويضحكني .. كان المسكين يظن نفسه خفيف الظل فجعل يطرح الكلام والتعليقات السخيفة على الآخرين .. في الحقيقة كان ثقيل الدم جداً .. لا تكاد تحتمله وهو ساكت .. فكيف إذا تكلم ..
              كنت أنظر إليه متكلفاً التبسم وأقول في نفسي .. آآآآه مااااا أصبرهم عليه ..
              لم أحتمل مجلسهم .. واستأذنت خارجاً ..
              مشيت في ممر المستشفى خطوات .. فلما كدت أن أبلغ الباب .. قلت في نفسي .. لا يجوز أن أذهب حتى أصدقه النصح .. فلعل لقائي هذا يكون الأخير .. وكان ظني صحيحاً فقد صار اللقاء الأخير ..
              رجعت إليه .. طرقت الباب ودخلت .. استأذنت أصحابه أن يدعوني معه برهة ..
              خرجوا وأغلقوا الباب بهدوء .. بقيت أنا وياسر .. أحدّ بصره إليَّ .. أظن أنه عرف ما سأقول ..
              قلت له بكل صراحة : ياسر .. لا وقت للمجاملة ..
              تعلم أنك من أحب الناس إليّ .. وما زرتك وتركت أشغالي إلا شوقاً إليك ..
              سمعت بمرضك ففجعت .. وأظن أن حزني عليك لا يقل عن حزنك على نفسك .. ولئن كنت تبكي على نفسك دمعاً .. فإني أبكي عليك دماً ..
              خفض رأسه .. وبكى .. فخنقتني العبرة ..
              قلت : ياسر .. دخلت عليك وأنا أعرفك .. ظننت أني سأراك على سجادتك .. أو بين يدي مصحفك .. فإذا أنت كرجل موعود بالخلود ..
              ياسر .. قد أخبرك الطبيب باستفحال مرضك .. وأن أيامك في الدنيا قد تكون معدودة .. ولا أدري هل تصلي معنا الجمعة القادمة .. أم نصلي عليك ..
              ازداد بكاؤه ..
              ياسر .. حريٌّ بمن تطوى صحيفة عمله .. وتعد عليه أنفاس حياته .. - ومن يدري لعل كلانا كذلك - .. حريٌ به أن يتقرب إلى ربه بما يستطيع .. فضلاً عن ترك المحرمات ..
              وإذا كان الصحيح المعافى مأمور بحب الله وطاعته .. فكيف بالمريض السقيم ..
              ياسر .. أين ما كنت أحدثك به من قبل .. حول الدعاء والاستغفار .. والذكر ..
              ياسر .. أين رقة قلبك .. ولطف تعبدك الذي عرفته فيك ..
              ياسر .. أين الشجاعة والبطولة التي عهدتك عليها .. أين قولك يوماً : لا بد للمرء أن يبصق في وجه الشيطان ولا يلتفت إلى وسوسته ..
              كيف تبعد عن الله في شدة حاجتك إليه !!
              ازداد بكاؤه .. واسيته بكلمات ثناء ..
              ثم خرجت من عنده .. وبعد ثلاثة أيام صلينا عليه .. رحمه الله ورفع درجته .. آمين ..


              تعليق


              • #22
                رد: كتيب عاشِقٌ .. في غرفة العمليات !! د.محمد بن عبدالرحمن العريفي

                المرضى أنواع
                سافرت إلى هناك في رمضان .. كان الجو شديد البرودة فكنا نجتمع في قبو المركز الإسلامي نصلي التراويح .. ثم ألقي عليهم الدرس اليومي ..
                وكان يأتي به أحد أولاده .. يدفعه على عربة .. كان شيخاً كبيراً عاجزاً عن المشي ..
                فقدته ليلة من الليالي .. فقلت لعل برودة الجو والأمطار حالت بينه وبين الصلاة في المسجد ..
                فمرت الليلة الثانية .. والثالثة وهو لم يأتِ ..
                سألت ولده عنه .. فأخبرني أنه أصيب بوعكة صحية .. وهو منوّم في المستشفى منذ ثلاثة أيام ..
                اتفقت مع بعض المصلين أن نزوره عصر الغد ..
                ذهبنا إلى المستشفى .. دخلنا .. كان مظهرنا ملفتاً للنظر ..
                أنا ألبس ثوباً .. وأخر يلبس قميصاً طويلاً .. وثالث يلبس بنطالاً ..

                سألتنا إحدى الممرضات .. هل أنتم جميعاً أولاده ؟ قلنا : لا ..
                قالت : إذن أنتم جمعية خيرية .. قلنا : لا ..
                قالت : إذن من أنتم ؟ ولماذا جئتم جميعاً إليه ؟ ومن دفع لكم تكاليف المواصلات ؟
                لم أستغرب تعجبها .. فهي تعودت أن يمكث الشيخ الكبير في المستشفى الشهرين والثلاثة .. ولا يزوره أحد .. بل قد يموت ويتولى المستشفى تكفينه ودفنه .. وأولاده لا يسألون عنه ..
                أفهمناها أننا مسلمون .. وأنه أخ لنا في الإسلام ..
                مضينا إلى غرفة صاحبنا .. وبقي أحد الإخوة معها يحدثها عن الإسلام ..
                دخلنا على أبي عماد .. كان شيخاً كبيراً .. آثار المرض عليه بادية ..
                قبلت رأسه .. فبكى .. قلت له كيف حالك ..
                قال : الحمد لله .. لا أستطيع الصوم لكني أقرأ القرآن وأذكر الله قدر استطاعتي ..
                ومضى الشيخ يتحدث بصوت يقطعه البكاء عن شوقه إلى المسجد .. وصلاة التراويح .. والإخوة يصبرونه ..
                أخذت أنظر في غرفته .. فلفت نظري شيخان كبيران .. طويلان .. من أهل هذه البلاد .. أوروبيان ..
                لم أكن أتقن لغتهم .. أرسلت أحد الإخوة يسلم عليهما .. ويسألهما عن حالهما ..
                كانا متعجبين منا .. والغريب أنهما سألانا الأسئلة نفسها التي سألتنا الممرضة .. من أنتم .. أي جمعية خيرية ..
                فلما أخبرناهم أنه لا قرابة بيننا وبينه إلا قرابة الدين .. وأنه لا يدفع لنا أجراً على زيارتنا .. جعل كل منهما ينظر إلى الآخر ويتعجب ..
                أذكر أن أحدهما قال متفاخراً على صاحبه : أنا ابنتي أرسلت لي بطاقة معايدة في العيد المنصرم ..!!
                رجعت إلى صاحبي مودعاً .. وكان الرجلان يرمقانني من بعيد ..
                فسألته عنهما .. هل بينكم أحاديث ومسامرة ؟
                فقال : هذان يا شيخ يقضيان وقتهما بأعجوبة .. قلت : كيف ؟!
                قال : ينامان إلى العصر .. فإذا استيقظا .. فإذا هما جائعان .. فتحضر لهما الممرضة الطعام .. فإذا شبعا بدءا يتأففان .. ويسخطان ويسبان .. فإذا ملأ صراخهما المستشفى .. جاءت الممرضة إلى كل منهما بزجاجة خمر .. وأظن أن فيها منوّم ..
                فيشربانها .. وينامان إلى غد عصراً ..!! ثم يستيقظان .. ويعيدان البرنامج نفسه ..
                الجزع من المرض
                كان من طلابي في الكلية .. عمره قد قارب الأربعين .. وكنت أظنه لم يتجاوز الخامسة والعشرين .. فقدته أياماً .. ثم رأيته .. فسألته عن غيابه ..
                فقال : ولدي مريض .. وكنت أتابع علاجه ..
                قلت : عسى الله أن يشفيه .. لكن ماذا أصابه ..
                قال : أصابه تسمم في الدم .. وأثر على الكبد والدماغ .. والآن انتشر المرض في جسده ..
                قلت : الحمد لله على كل حال .. وأبشر بالأجر العظيم .. حتى لو قد الله وفاته .. فأبشر فإن الصغير يشفع في والديه ..
                فقال : يا شيخ .. صغير ماذا ؟!! عمره سبع عشرة سنة ..
                قلت : الحمد لله .. الله يطرح البركة في إخوانه ..
                فكتم عبراته وقال : يا شيخ .. ليس عندي من الذرية إلا هذا الولد ..!!
                لكني ولله الحمد يا شيخ .. صابر محتسب ..
                وكل شيء بقضاء وقدر ..
                بالله عليك قارن بين هذا الصابر .. وبين فريق من الجزعة الضعفة الخورة .. من ضعيفي الإيمان .. عديمي التحمل ..
                الذين لا يصبرون ولا يحتسبون ..


                تعليق


                • #23
                  رد: كتيب عاشِقٌ .. في غرفة العمليات !! د.محمد بن عبدالرحمن العريفي

                  حبة صغيرة .. فقط !!!
                  قالت الدكتورة أريج :
                  طرقت ْ باب العيادة أدباً منها وقد أذنت لها الممرضة بالدخول ..
                  يرافقها زوجها وابنتها ..
                  تتأملها فتراها امرأة في العقد الرابع من عمرها ممتلئة الجسم قليلاً ..
                  مهتمة بنفسها بشكل واضح .. جلست على الكرسي .. وبدأت الحديث ..
                  يا دكتورة .. أحتاج رأيك في المشكلة التي أعاني منها منذ زمن طويل ..
                  ابتسمتُ مشجعة لها أن تبدأ ..
                  وأخذت تفصل لي في الأمر الذي أرهقها منذ سنين طويلة .. حبوب في وجهها ..
                  وقد دارت على الكثير من الأطباء ومراكز التجميل المختلفة لمعالجتها ..
                  وهاهي الآن تستخدم دواءً منذ أشهر وهذا النوع من العلاج معروف بأن متابعته الدقيقة مهمة جداً كي لا يؤثر على الكبد ..
                  قلت ُ لها .. أين هذه الحبوب ..؟
                  لم تريني مكانها وإنما استمرت في سرد معاناتها المادية والنفسية خلال فترة العلاج .. وأنها تعبت فعلا ..
                  كررت ُ سؤالي مرة أخرى ..( هلا سمحتي لي أن أفحص الحبوب التي تقصدين ؟ ) ..
                  عندها كشفت ما تبقى من وجهها ..!! وأنا أكاد أمسح عيني شكاً فيما رأيت؟
                  عفواً ..؟؟!! أين الحبوب التي تقصدينها يا عزيزتي ؟
                  قالت لي : هاهي يا دكتورة ؟ إنها حبة واحدة فقط !!
                  أنظر مرة أخرى .. إنها حبة صغيرة جداً لا تكاد تُرى ..
                  قلت لها ..أهذا ما يزعجك الآن ..؟
                  قالت : نعم يا دكتورة .. أنا تعبانة نفسيا منها ، أرجوك أن تساعديني ..؟!!
                  عجباً .. قلت لها : لكني أرى وجهك بحالة ممتازة .. قاطعتني ..
                  أوووه .. لا.. لا يا دكتورة ...إنه ليس بحالة طيبة ، وأنا غير مقتنعة !!
                  تمالكت نفسي طويلا ، وبقوة .. فقد كنت أفحص قبلها .. من هم في حالٍ أسوأ ...وقد ابتلاهم الله جل وعلا ..بأمراض شديدة ..لا علاج لها .. ولا أجدهم إلا شاكرين حامدين صابرين ..
                  قلت لها بصوت بطيء : يا عزيزتي أنا لا أرى أن الأمر بهذا السوء الذي تتخيلنه ..
                  حتى الدواء الذي تستخدمينه الآن ..لا أرى له أي داعٍ ، يمكنك أن تتوقفي عن تناوله اليوم ، وهذه الحبة .. الصغيرة جداً .. لا أريدها أن تأخذ من حيز اهتماماتك الكثير
                  تفاءلي وانظري إلى الجوانب الجميلة والنعم الكثيرة التي وهبها الله لك ، واشكريه عليها ..
                  بعد ثواني من الصمت .. قالت : دكتورة .. أريد أن أكمل العلاج ، أريد أن تختفي هذه الحبة .. و ..
                  قاطعتها أنا هذه المرة .. حسناً يا عزيزتي القرار قرارك أكملي تناول العلاج ..
                  ومتى أردتِ أن تتوقفي عنه ، مرحباً بك في العيادة ..
                  كنت أتمنى أن يدللها زوجها أمامي ..فيقول لها : لا تحتاجين الدواء يا زوجتي إن الحبة صغيرة ولا تستحق هذا العناء ..
                  فقد كنت أعرف أن تعليقه هذا سيكسر الكثير من الحواجز والمخاوف لكنه كان صامتاً طوال الوقت !!
                  آآآه يا للرجال ..! ( ا.هـ عن د.أريج العوفي ) .


                  تعليق


                  • #24
                    رد: كتيب عاشِقٌ .. في غرفة العمليات !! د.محمد بن عبدالرحمن العريفي

                    إنها ملكة

                    د.محمد بن عبدالرحمن العريفي

                    كــانـت جـارتـنـا عـجـوزاً ..
                    قد يبس جلدها .. واحدودب ظهرها .. ورقَّ عظمها ..
                    وحيدة بين جدران أربعة ..
                    منزلها كأنه مقبرة .. ليس فيه أحد غيرها .. و لا يقرع أحد بابَها ..
                    دعتها زوجتي لزيارتنا ذات يوم .. فلما دخلت بيتنا ..
                    هذه هي الأولى .. أما الثانية ..
                    فقد كنت في ألمانيا .. فطُرق علي الباب .. وإذا امرأة تنادي من ورائه .. افتح الباب ..
                    فقلت لها : ما تريدين ..؟ ليس عندي أحد .. ولا يجوز أن تدخلي عليَّ ..
                    فأخذت تنادي وتترجى .. فوليت الباب ظهري .. ومضيت إلى غرفتي ..
                    فما كان منها إلا أن ..
                    أما الثالثة .. فهي عابدة في محرابها .. معتزة بحجابها .. خلقت لقضية واحدة .. تحيا من أجلها .. وتموت من أجلها ..
                    إنها ملكة ..
                    كلمات بريئة .. ونقاشات جريئة .. ودعوات ساخنات .. بل نداءات وصرخات ..
                    إلى الملكة .. التي من أجلها نسحق الجماجم .. ونسكب الدم ..
                    لتستعيد عرشها .. وتعتز بدينها ..
                    فمحرابها يبكي عليها .. ومصلاها اشتاق إليها .. فكيف كادوا لها .. واستلبوا ملكها ..
                    فإليك في هذا الورقات شيئاً من خبرها .. وطرفاً من وصفها ..


                    تعليق


                    • #25
                      رد: كتيب عاشِقٌ .. في غرفة العمليات !! د.محمد بن عبدالرحمن العريفي

                      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                      جزاكِ الرحمن خيراا رفيقتى ونفع بكم
                      وجعل ما تقدمين فى ميزان حسناتك

                      تعليق


                      • #26
                        رد: كتيب عاشِقٌ .. في غرفة العمليات !! د.محمد بن عبدالرحمن العريفي

                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        جزاكم الله خيرا
                        ونفع بكم
                        هدانا الله وإياكم إلى صراطه المستقيم


                        تعليق


                        • #27
                          رد: كتيب عاشِقٌ .. في غرفة العمليات !! د.محمد بن عبدالرحمن العريفي

                          جزاكى الله خيراً
                          أختنا الفاضله
                          لكن عذراً فالموضوع مكرر

                          عاشِق في غرفة العمليات
                          حسبي الله و نعم الوكيل فيمن ظلمني و كسر بخاطري وقلبي
                          يَ رب انتقم لي اللهم انني رفعت أكف الضراعه اليك أدعوك بلسانٍ مظلوم
                          وكلي يقين في استجابتك فاللهم انتصرلي ولو بعد حين


                          [SWF]http://www.muslmah.net/upload/swfiles/csi47969.swf[/SWF]

                          تعليق

                          يعمل...
                          X