إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إلى أي مدى وصل الحريق؟! (من غرائب القصص)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إلى أي مدى وصل الحريق؟! (من غرائب القصص)




    إلى أي مدى وصل الحريق؟!





    (من غرائب القصص)




    الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه . . وبعد



    لو لم أستمع بنفسي لهذه القصة من صاحبها، لما تصورت حدوثها على أرض الواقع!! فلقد تلقيت اتصالاً من أحد الأشخاص الذي استطاع بالكاد أن يذكرني بنفسه، حيث زارني في مكتبي منذ أكثر من عامين برفقة أحد المعارف القدامى، وما أن تيقن من تذكري له؛ إلا وسارع بطلب مقابلتي، فحددت له موعداً بعد يومين؛ نظراً لانشغالي - ويا ليتني ما فعلت - حيث كان ينبغي عليَّ أن أقابله على الفور!!



    حيث كان يريد الاستجارة بي من شقيقه (ابن أمه وأبيه) الذي ما جاء أصلاً إلا لزيارته منذ يومين فقط، بعد طلبٍ وإلحاحٍ من هذا الشقيق المجرم!!
    ولكنه لم يستطع البوح لي عبر الهاتف بتفاصيل هذه القضية؛ نظراً لحساسيتها من جهة، فضلاً عن خوفه من تسرب الشك إلى نفسي تجاهه؛ بسبب حداثة معرفتي به من جهة أخرى!!



    وباختصار شديد، فملخص القصة ينحصر في أن هذا الرجل له شقيقان وأختان، فرقت بينهم الدنيا على ثلاثة دروب مترامية (كفر وإجرام وإيمان) فالشقيق الأكبر يعيش في فرنسا، بعدما ارتد (عياذاً بالله) عن دين الله، بل وأخذ يجاهر بإنكار وجود الله، ويتباهى بمناصرة اليهود، وتجريم المسلمين!!



    أما الثاني فقد أضحى بروفسيراً عالمياً في (الإجرام) بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني الغدر والخيانة والقسوة والجبروت!! حيث تنقل في بلدان كثيرة، وفي كل بلد ينزل فيها، يقوم بنصب شباكٍ محبكةٍ لفرائسه، بحيث يمزجهم جميعاً في خلطة واحدة، ليحصل هو على الأموال المنهوبة منفرداً، ويترك الجميع وراءه يتجرعون مرارة السجون وضياع المستقبل، نتيجة ما أوقعهم فيه من صفقات نصب وهمية، مدعومة بأدلة ثبوتية، وتوقيعات رسمية، حرص كل الحرص ألا يتورط هو فيها، ويوقعهم فيها من حيث لا يشعرون!!



    وعليه فقد أضحى مطلوباً في أكثر من دولة في العالم، ولكن بأسماء مختلفة ووهمية، حيث يحرص دوماً على استخدام بيانات مزورة، حتى يتمكن من الإفلات من الملاحقات القانونية!!



    أما الشقيق الثالث الذي اتصل بي مستجيراً، فهو العبد الصالح الوحيد فيهم!! حيث أنه المتكفل بوالدته المعاقة التي أهملها جميع أشقاؤه، ولم تستطع أختاه من إقناع زوجيهما بالعيش مع أي منهما، حيث تزوجتا وهاجرتا إلى بلاد أخرى بعيدة.



    وبسؤال صاحبنا عن مأساته، ولماذا استجاب لدعوة شقيقه بالحضور؛ طالما أنه يعرف خلفيته الإجرامية، فأجابني قائلاً : لقد قاطعت شقيقاي من فترة طويلة، ولم يكن بيننا أي اتصال، على إثر طردي للمرتد من بيتي، ومقاطعتي التامة (للمجرم)الثاني، منذ فترة تزيد عن العامين، ولكني فوجئت باتصال هذا (المجرم) قبل سفري له بعدة أيام، حيث أخذ يتباكى في الهاتف، ويعتذر لي، ويظهر أنه حريص على لقائي ولقاء أمه، لأنه تاب وأناب، ويريد صلة رحمه وبر أمه، فاستبشرت خيراً، وقلت في نفسي؛ لعلي أعينه على التوبة الصادقة، فأجبته قائلاً :
    (أما والدتك فلا تستطيع الحراك والسفر إليك، ولكني سآتي لزيارتك منفرداً) فطلب مني الحضور على الفور، بل وبلهفة!!



    كما أنه عشمني بأن هناك فرصة عمل بانتظاري، ولعلنا نوفق في إحضار الوالدة والزوجة والأولاد فيما بعد، ونعيش سوياً في هذه البلاد الجميلة!! فوجدت تلك الآمال طريقها إلى نفسي البشرية، وحزمت حقائبي بالفعل لزيارته.



    ولكن ما أن حضرت إلى بيته، إلا وقد أغلق جميع الأبواب عليَّ!! وحرمني من التحدث لأي شخص؛ حتى لأبنائه الذين احترفوا معه هذه الحرفة على ما يبدو، ولاحظت أنه يجتمع بأناس من جنسيات مختلفة، وفي غرف منفصلة، وجميعهم يغلب عليهم سمت المافيا الإجرامية!!



    فلما واجهته مغضباً بسؤالي : لماذا طلبت مني الحضور، وأنت لا زلت على حالك المذرية ولم تتغير؟! فإذا بالإجابة تنزل عليَّ كالصاعقة!! حيث عرفت أنه أحضرني لتوريطي في صفقة نصب عالمية، يريد القيام بها، وكعادته لا يريد المخاطرة بنفسه!! كما أنه على ما يبدو قد ذاع سيطه بين الناس، وأصبحت عملية الحصول على فرائس جديدة متعذرة، فقرر التضحية في هذه المرة بأخيه (ابن أمه وأبيه)!!



    ولم يشفع عنده عجز والدته المعاقة، كوني المتكفل الوحيد بها على الرغم من عسر حالتي المادية، كما لم يشفع له ضياع أبنائي وزوجتي التي أسلمت حديثاً، وأضحى همه الأكبر خلال فترة إقامتي عنده، هو الحصول على جواز سفري وتذكرتي، كي يمنعني من العودة مجدداً؛ حتى تتم هذه العملية!!



    لذا فقد اتصلت بك؛ كي أخبئ فقط جواز سفري عندك، ريثما أتمكن من الحصول على أموال تمكنني من تبكير تاريخ العودة، كي أرجع لوالدتي في أقرب وقت ممكن!! فلبيت له طلبه ولله الحمد، والآن بصدد العودة بالسرعة الممكنة بإذن الله.



    وبالطبع فقط احتال عليه حيلة؛ كي يتمكن من الخروج لمقابلتي، خلاصتها أنه وافق على عرضه، ولكن يريد فقط زيارة أحد كبار التجار في هذه المدينة، ولعله يعرفه عليه مستقبلاً (كي ينصب عليه شباكه) فوافق هذا المغفل تحت تأثير هذا الإغراء على خروجه، ولكنه أرسل معه سائقه الخاص به؛ كي يتعرف منه على البناية التي أسكنها، غير أن الله وفق صاحبنا لتضليله!!



    هذه القصة أصابتني بالذهول لما فيها من تساؤلات عجيبة، منها :



    كيف يمكن للنفس البشرية أن تصل إلى هذا الحد من قاع الحضيض الذي لا تبالي فيه من التضحية بأمٍ معاقة، أو توريط وظلم أخٍ شقيق، أو تضييع زوجة وأطفالٍ مساكين، أو تعليم فلذات الكبد فنون النصب والإجرام؟!



    وما الذي يمكن للنفس أن تجنيه من الاستمتاع بهذا المال الحرام خلال فترة حياة قصيرة؛ يعقبها موت وحساب جراء هذا الدمار الشامل لحياة الآخرين؟!



    لقد دفعتني هذه القصة إلى تشبيه النفس البشرية ببناية من عدة طوابق، أهملها صاحبها؛ فشبت فيها نيران المعاصي؛ حتى أخذت تلتهم طابقاً تلو الآخر، فلما أجهزت على الطابق الأول، والذي قد يترتب على حريقه ضياع الشعور بالذنب، انتقل الحريق إلى الطابق الثاني ليلتهم فيه وازع الخوف من الله، لينتج عن ذلك الجرأة على الكبائر، وهكذا دواليك، حتى تصل إلى طوابق عليا غاية في الغرابة، تهون فيها على النفس مشاعر الأبوة والأخوة والحنان حتى على الوالدين المعاقين (نسأل الله العفو والعافية).



    فالحذر الحذر من نيران المعاصي التي قد نحصرها دوماً في حيز الصغائر، وقد تجاوزت بنا إلى الكبائر ونحن لا ندري!!



    إن هذا النموذج الإجرامي الذي استعرضناه خلال هذه القصة، لكفيل بأن يدق في النفوس المؤمنة ناقوس الخطر، بأن أفيقي أيتها النفس، ولا تلتمسي العذر في كثرة غفلاتك . . حيث أن نيران المعاصي؛ إنما تشتعل من شظايا تلك الغفلات والتفريط فيها، تارة بالتهاون في السنن، وأخرى بتأخير الفرائض، ثم الاستهانة بالصغائر؛ لتتبعها الكبائر، ألا فانفضوا عن أنفسكم غبار الغفلة يا عباد الله دوماً، وانتبهوا لما يمكن أن ينتج عن شظاياها من النيران فيها، حتى لا يأتي عليكم اليوم الذي يسأل فيه الواحد منكم نفسه:




    إلى أي مدى وصل الحريق فيها (عياذاً بالله)!!


    [CENTER][FONT=traditional arabic][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE][/COLOR][COLOR=green][SIZE=7] على الله توكلنا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE] [/COLOR][/FONT][/CENTER]
    [CENTER][IMG]http://graphics.way2allah.com/awards/dr1.gif[/IMG][/CENTER]



    [CENTER] [/CENTER]

  • #2
    رد: إلى أي مدى وصل الحريق؟! (من غرائب القصص)

    نسأل الله أن يحفظنا من كل سوء

    وأن يعيذنا من الأول والثاني ويجعلنا الثالث

    ولا حول ولا قوة إلا بالله
    أبُو سُفيَان سابقاً
    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

    ( لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس )

    تعليق


    • #3
      رد: إلى أي مدى وصل الحريق؟! (من غرائب القصص)

      سبحان الله

      قصة مؤثرة جدا

      ولكن يرجى نقلها إلى قصص دعوية فى قسم زاد الداعية

      تعليق


      • #4
        رد: إلى أي مدى وصل الحريق؟! (من غرائب القصص)

        المشاركة الأصلية بواسطة أبُو سُفيَان مشاهدة المشاركة
        نسأل الله أن يحفظنا من كل سوء

        وأن يعيذنا من الأول والثاني ويجعلنا الثالث

        ولا حول ولا قوة إلا بالله

        اللهم آمين

        بارك الله فيكم أخي الحبيب
        [CENTER][FONT=traditional arabic][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE][/COLOR][COLOR=green][SIZE=7] على الله توكلنا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE] [/COLOR][/FONT][/CENTER]
        [CENTER][IMG]http://graphics.way2allah.com/awards/dr1.gif[/IMG][/CENTER]



        [CENTER] [/CENTER]

        تعليق


        • #5
          رد: إلى أي مدى وصل الحريق؟! (من غرائب القصص)

          المشاركة الأصلية بواسطة __volcano__ مشاهدة المشاركة
          سبحان الله


          قصة مؤثرة جدا

          ولكن يرجى نقلها إلى قصص دعوية فى قسم زاد الداعية

          بارك الله فيكم

          ويرجى نقلها للقسم الذي ترونه مناسباً لعموم الفائدة

          وجزاكم الله خيراً
          [CENTER][FONT=traditional arabic][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE][/COLOR][COLOR=green][SIZE=7] على الله توكلنا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE] [/COLOR][/FONT][/CENTER]
          [CENTER][IMG]http://graphics.way2allah.com/awards/dr1.gif[/IMG][/CENTER]



          [CENTER] [/CENTER]

          تعليق


          • #6
            رد: إلى أي مدى وصل الحريق؟! (من غرائب القصص)

            لاحول ولا قوة إلا بالله

            تعليق


            • #7
              رد: إلى أي مدى وصل الحريق؟! (من غرائب القصص)

              المشاركة الأصلية بواسطة محمد عبدالحكيم الكامل مشاهدة المشاركة
              لاحول ولا قوة إلا بالله

              صدقت وبارك الله فيك
              [CENTER][FONT=traditional arabic][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE][/COLOR][COLOR=green][SIZE=7] على الله توكلنا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE] [/COLOR][/FONT][/CENTER]
              [CENTER][IMG]http://graphics.way2allah.com/awards/dr1.gif[/IMG][/CENTER]



              [CENTER] [/CENTER]

              تعليق


              • #8
                رد: إلى أي مدى وصل الحريق؟! (من غرائب القصص)

                جزاكم الله خيرا والدى
                قال الله تعالى:
                (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ)

                تعليق


                • #9
                  رد: إلى أي مدى وصل الحريق؟! (من غرائب القصص)

                  لا حول ولا قوة الا بالله

                  نسوا الله فنسيهم

                  جزاك الله خير الجزاء اخى الكريم
                  قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة

                  تعليق


                  • #10
                    رد: إلى أي مدى وصل الحريق؟! (من غرائب القصص)

                    المشاركة الأصلية بواسطة مؤمنة بالله2 مشاهدة المشاركة
                    جزاكم الله خيرا


                    وجزاكم الله كل خير
                    التعديل الأخير تم بواسطة جارة فاطمة; الساعة 29-07-2012, 01:04 AM.
                    [CENTER][FONT=traditional arabic][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE][/COLOR][COLOR=green][SIZE=7] على الله توكلنا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE] [/COLOR][/FONT][/CENTER]
                    [CENTER][IMG]http://graphics.way2allah.com/awards/dr1.gif[/IMG][/CENTER]



                    [CENTER] [/CENTER]

                    تعليق


                    • #11
                      رد: إلى أي مدى وصل الحريق؟! (من غرائب القصص)

                      المشاركة الأصلية بواسطة تائب بإذن الله مشاهدة المشاركة
                      لا حول ولا قوة الا بالله


                      نسوا الله فنسيهم

                      جزاك الله خير الجزاء اخى الكريم

                      وجزاكم الله كل خير أخي الحبيب
                      [CENTER][FONT=traditional arabic][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE][/COLOR][COLOR=green][SIZE=7] على الله توكلنا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE] [/COLOR][/FONT][/CENTER]
                      [CENTER][IMG]http://graphics.way2allah.com/awards/dr1.gif[/IMG][/CENTER]



                      [CENTER] [/CENTER]

                      تعليق

                      يعمل...
                      X