التائب صاحب المغامرات
قال أبو عبد الرحمن يحكى: هو شاب من شباب هذا العصر المترفين
وكان مغرما بأفلام هوليود وسهرات الديسكو ولعب البلياردو
ويحب المغامرة
جاءه صاحب له وقال :إن رجل من رجال الأعمال أخد منى مبلغ
مائة ألف جنيه وأريد أن تأتى معى لنهدده ونضغط عليه
حتى يؤدى إلى حقى
فهرول معه ولأنه شابا طائشا فقد انقلب التهديد إلى تنفيذ فقتل رجل الإعمال وسائقه
وقُبض عليه وحُكم عليه بالإعدام
وكانت الدنيا تجرى فى دمه فكان يُعذب بفقدانها وكانت الطاعة ثقيلة عليه
ثم بفضل الله تغير حاله تمام وصارت قرة عينه فى الصلاة فلقد
كان يطيل الصلاة من الليل ويبكى حتى يُسمع نشيجه
من بعيد وحُببت إليه الخلوة وكان له ورد من القرآن لا يتخلف عنه
وكان ورده فى الصلاة خلاف ورده خارج الصلاة حتى اشتاق إلى الله عزوجل شوقا شديداً
وكان تنفيذ الإعدام يومى الأحد والأربعاء من كل أسبوع فى بداية الامر ثم زادت الايام بعد ذلك
فكان يقف فى يوم الأحد والأربعاء يقول :
فرجك يااارب
ثم يحزن إذا لم يكن هو المقصود
وكان يقول لى:
لقد ازداد شوقى إلى ربى وأخشى أن يقتلنى الشوق
فكنت أصبره وأقول له :اعلم أن كل يوم تعيشه فهو هدية لك من الله عزوجل
فإن كنت محسناً زاد إحسانك
وإن كنت مسيئاً
تبت إليه فكان يتصبر قليلاً
وكان أحيانا يقول :اللهم عجل بقبضى إليك ياأرحم الراحمين
وفى الإسبوع الأخير رأى رؤيا فقال رأيت كأنى أسحب ثعباناً ضخما وطوله خيالى واستمر سحبه
أكثر من عشر دقائق
فلما وصلت إلى رأسه وجدته فى الرمق الأخير فرميت به
فقلت له : يا أخى أن هذا الثعبان عدوك من عملك السىء ولعل
الله عزوجل سلطك عليه بالعمل فلا يضرك إن شاء الله
فلما سمع ذلك فرح جداا
وفى اليوم الموعود اليوم الذى كان ينتظره بالأشواق وبعد صلاة
الفجر وهو يقول أذكار الصباح وقف على باب زنزانته من شراعته
ينتظر الفرج
وقد جاءه الفرج فناداهم قبل أن يصلوا إليه فقال تعالوا أنا ها
هنا أنتظركم من زمن ثم استدار لهم وجعل يديه خلف ظهره
ليقيدوه وخرج معهم ليتنفس الصعداء ولسان حاله يقول :
(سَيَجْعَلُ اللَّـهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ) سورةالطلاق ï´؟ظ§ï´¾
وسلم على إخوانه فردا فردا قائلاً السلام عليك يا فلان
لا إله إلا الله
وظل يرددها وصلى ركعتين سنة القتل ثم
لقنه الملقن وظل يرددها
وهو يتقدم فى ثبات نحو حجرة الإعدام
ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة
فياااااارب تقبله وأدخله جنة عرضها السموات والأرض
ورزقنا الله وإياكم الشوق الى لقاءه
فى انتظار جوابك
ما هو الذى أثر فيك؟
تعليق