إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

محنة سعيد بن جبير مع الحجاج بن يوسف الثقفي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • محنة سعيد بن جبير مع الحجاج بن يوسف الثقفي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إخوتي في الله أُحب أن أعرض لكم المحنة التي حدثت للتابعي الجليل العالم الزاهد الورع سعيد بن جبير رحمه الله مع الحجاج بن يوسف الثقفي ، لنأخذ منها العِبر ونتعظ ونسأل أنفسنا هل لدينا عزيمة كعزيمة سعيد بن جبير أم أننا لا نمتلك عزيمة من الاساس ، هل سيكون يوماً لدينا بعضا من العزيمة للزود عن شرع الله ، هل يوماً سنسمع من يقول مثل أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعد وفاة النبي ومنع بعض الناس للزكاة قولته المشهورة ( أينقص الدين وأنا حي ) أما أنا عزيمتنا واهية هشة ، لن أُسهب في الحديث ولنرى معاً ما العبر والعظات المستفادة من القصة :


    صور من ابتلاء العلماء

    مواقف مشرقة من تاريخ امتنا الإسلامية

    وحيد عبد السلام بالي


    بين سعيد بن جبير والحجاج الثقفي
    كان الحجاج بن يوسف, فاسق بني ثقيف, واليا لعبد الملك, يأخذ بالشبهات ويتحرى المناوئين في جميع البلاد الاسلامية لحكم أميره وسيده. فيصب المحن عليهم دون هوادة ولا خوف من الله المقتدر الجبار, وكان خالد بن عبد الملك القسري واليا على مكة المكرمة وقد علم بوجود ابن جبير في ولايته فألقى القبض عليه واعتقله, ثم أراد أن يتخلص منه فأرسله مخفورا مع اسماعيل بن واسط البجلي الى الحجاج بن يوسف.
    قال الحجاج: ما أسمك؟
    سعيد: سعيد بن جبير.
    الحجاج: بل أنت شقي بن كسير.
    سعيد: بل كانت أمي أعلم باسمي منك.
    الحجاج: شقيت أمك وشقيت أنت.
    سعيد: الغيب يعلمه غيرك.
    الحجاج: لا بد لك بالدنيا نارا تلظى.
    سعيد: لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك الها.
    الحجاج: ما قولك في محمد؟.
    سعيد: نبي الرحمة وامام الهدى.
    الحجاج: ما قولك في علي, أهو في الجنة أم هو في النار؟..
    سعيد: لو دخلتها وعرفت من فيها, عرفت أهلها.
    الحجاج: ما قولك في الخلفاء؟.
    سعيد: لست عليهم بوكيل.
    الحجاج: فأيهم أعجب اليك؟.
    سعيد: أرضاهم لخالقي.
    الحجاج: فأيهم أرضى للخالق؟.
    سعيد: علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم.
    الحجاج: أحب أن تصدقني.
    سعيد: ان لم أحبك لن أكذبك.
    الحجاج: فما بالك لم تضحك؟.
    سعيد: وكيف يضحك مخلوق خلق من طين, والطين تأكله النار!!.
    الحجاج: فما بالنا نضحك؟.
    سعيد: لم تستو القلوب.
    ثم أمر الحجاج باللؤلؤ والزبرجد والياقوت, فجمعه بين يديه.
    قال سعيد: ان كنت جمعت هذا لتتقي به فزع يوم القيامة فصالح والا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت, ولا خير في شيء من الدنيا الا ما طاب وزكا.
    ثم دعا الحجاج بالعود والناي, فلما ضرب بالعود ونفخ بالناي بكى سعيد.
    فقال: ما يبكيك؟ أهو اللعب؟.
    قال سعيد: هو الحزن, أما النفخ فذكرني يوما عظيما يوم ينفخ في الصور, وأما العود فشجرة قطعت من غير حق!! وأما الأوتار فمن الشاة تبعث يوم القيامة!!.
    قال الحجاج: ويلك يا سعيد.
    فقال لا ويل لمن زحزح عن النار وأدخل الجنة.
    قال الحجاج: اختر يا سعيد أي قتلة أقتلك؟.
    فقال: اختر أنت لنفسك فوالله لا تقتلني قتلة الا قتلك الله مثلها في الآخرة.
    قال: أتريد أن أعفو عنك؟.
    فقال: ان كان العفو فمن الله, وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر.
    قال الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه, فلما خرج ضحك فأخبر الحجاج بذلك فردوه اليه.
    وقال: ما أضحكك؟.
    فقال: عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عليك.
    فأمر بالنطع فبسط.
    وقال: اقتلوه.
    فقال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين.
    قال الحجاج: وجهوا به لغير القبلة.
    قال سعيد: فأينما تولوا فثمّ وجه الله.
    قال الحجاج: كبوه على وجهه.
    قال سعيد: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى.
    قال الحجاج: اذبحوه.
    قال سعيد: أما أنا فأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله, خذها مني حتى تلقاني بها يوم القيامة, اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي.


    (وفيّات الأعيان 2\371).




    تُرى ما العبرة أو العظة التي خرجت بها أخي القاريء ؟




    وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم
    التعديل الأخير تم بواسطة طالب للعلم والدين; الساعة 03-06-2013, 03:29 AM. سبب آخر: تكبير الخط بارك الله فيكم
    لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن أنظر لعظمة من عصيت



  • #2
    رد: محنة سعيد بن جبير مع الحجاج بن يوسف الثقفي

    المشاركة الأصلية بواسطة سامح عطية مشاهدة المشاركة
    تُرى ما العبرة أو العظة التي خرجت بها أخي القاريء ؟
    أقول وبالله التوفيق بأن العبرة أو العظة التي خرجت بها الآن مع أول قراءة وقد يكون هناك عبر أخرى تأتي بإعادة القراءة مرة ثانية ولكن سأبدأ بتلك وهي أن المؤمن لا يكذب وإن كان في أحرج المواقف ، هو صادق دوماً وانظر لقول سعيد بن جبير رحمه الله

    المشاركة الأصلية بواسطة سامح عطية مشاهدة المشاركة
    الحجاج: أحب أن تصدقني.
    سعيد: ان لم أحبك لن أكذبك.
    الحجاج يقول له أُحب أن تصدقني وهو يقول له بأنني حتى ولو لم أُحبك لن أكذبك ، لن يخرج مني الكذب لبغضي وكرهي تجاهك ؛
    فالبعض قد يكذب للبغض وقد يكذب للمصلحة وقد يكذب للمجاملة والكذب له صور كثيرة ، ولكن العبرة في أن المؤمن لا يكذب قط .


    قال صلى الله عليه وسلم ( عليكم بالصدق . فإن الصدق يهدي إلى البر . وإن البر يهدي إلى الجنة . وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا . وإياكم والكذب . فإن الكذب يهدي إلى الفجور . وإن الفجور يهدي إلى النار . وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا . وفي رواية : بهذا الإسناد . ولم يذكر في حديث عيسى " ويتحرى الصدق . ويتحرى الكذب " . وفي حديث ابن مسهر " حتى يكتبه الله " .)


    الراوي:عبدالله بن مسعودالمحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:2607
    خلاصة حكم المحدث:صحيح


    اللهم اجعلنا من الصادقين يا رب العالمين
    لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن أنظر لعظمة من عصيت


    تعليق


    • #3
      رد: محنة سعيد بن جبير مع الحجاج بن يوسف الثقفي

      المشاركة الأصلية بواسطة سامح عطية مشاهدة المشاركة
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      إخوتي في الله أُحب أن أعرض لكم المحنة التي حدثت للتابعي الجليل العالم الزاهد الورع سعيد بن جبير رحمه الله مع الحجاج بن يوسف الثقفي ، لنأخذ منها العِبر ونتعظ ونسأل أنفسنا هل لدينا عزيمة كعزيمة سعيد بن جبير أم أننا لا نمتلك عزيمة من الاساس ، هل سيكون يوماً لدينا بعضا من العزيمة للزود عن شرع الله ، هل يوماً سنسمع من يقول مثل أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعد وفاة النبي ومنع بعض الناس للزكاة قولته المشهورة ( أينقص الدين وأنا حي ) أما أنا عزيمتنا واهية هشة ، لن أُسهب في الحديث ولنرى معاً ما العبر والعظات المستفادة من القصة :

      المشاركة الأصلية بواسطة سامح عطية مشاهدة المشاركة
      صور من ابتلاء العلماء
      مواقف مشرقة من تاريخ امتنا الإسلامية

      وحيد عبد السلام بالي


      بين سعيد بن جبير والحجاج الثقفي
      كان الحجاج بن يوسف, فاسق بني ثقيف, واليا لعبد الملك, يأخذ بالشبهات ويتحرى المناوئين في جميع البلاد الاسلامية لحكم أميره وسيده. فيصب المحن عليهم دون هوادة ولا خوف من الله المقتدر الجبار, وكان خالد بن عبد الملك القسري واليا على مكة المكرمة وقد علم بوجود ابن جبير في ولايته فألقى القبض عليه واعتقله, ثم أراد أن يتخلص منه فأرسله مخفورا مع اسماعيل بن واسط البجلي الى الحجاج بن يوسف.
      قال الحجاج: ما أسمك؟
      سعيد: سعيد بن جبير.
      الحجاج: بل أنت شقي بن كسير.
      سعيد: بل كانت أمي أعلم باسمي منك.
      الحجاج: شقيت أمك وشقيت أنت.
      سعيد: الغيب يعلمه غيرك.
      الحجاج: لا بد لك بالدنيا نارا تلظى.
      سعيد: لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك الها.
      الحجاج: ما قولك في محمد؟.
      سعيد: نبي الرحمة وامام الهدى.
      الحجاج: ما قولك في علي, أهو في الجنة أم هو في النار؟..
      سعيد: لو دخلتها وعرفت من فيها, عرفت أهلها.
      الحجاج: ما قولك في الخلفاء؟.
      سعيد: لست عليهم بوكيل.
      الحجاج: فأيهم أعجب اليك؟.
      سعيد: أرضاهم لخالقي.
      الحجاج: فأيهم أرضى للخالق؟.
      سعيد: علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم.
      الحجاج: أحب أن تصدقني.
      سعيد: ان لم أحبك لن أكذبك.
      الحجاج: فما بالك لم تضحك؟.
      سعيد: وكيف يضحك مخلوق خلق من طين, والطين تأكله النار!!.
      الحجاج: فما بالنا نضحك؟.
      سعيد: لم تستو القلوب.
      ثم أمر الحجاج باللؤلؤ والزبرجد والياقوت, فجمعه بين يديه.
      قال سعيد: ان كنت جمعت هذا لتتقي به فزع يوم القيامة فصالح والا ففزعة واحدة تذهل كل مرضعة عما أرضعت, ولا خير في شيء من الدنيا الا ما طاب وزكا.
      ثم دعا الحجاج بالعود والناي, فلما ضرب بالعود ونفخ بالناي بكى سعيد.
      فقال: ما يبكيك؟ أهو اللعب؟.
      قال سعيد: هو الحزن, أما النفخ فذكرني يوما عظيما يوم ينفخ في الصور, وأما العود فشجرة قطعت من غير حق!! وأما الأوتار فمن الشاة تبعث يوم القيامة!!.
      قال الحجاج: ويلك يا سعيد.
      فقال لا ويل لمن زحزح عن النار وأدخل الجنة.
      قال الحجاج: اختر يا سعيد أي قتلة أقتلك؟.
      فقال: اختر أنت لنفسك فوالله لا تقتلني قتلة الا قتلك الله مثلها في الآخرة.
      قال: أتريد أن أعفو عنك؟.
      فقال: ان كان العفو فمن الله, وأما أنت فلا براءة لك ولا عذر.
      قال الحجاج: اذهبوا به فاقتلوه, فلما خرج ضحك فأخبر الحجاج بذلك فردوه اليه.
      وقال: ما أضحكك؟.
      فقال: عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عليك.
      فأمر بالنطع فبسط.
      وقال: اقتلوه.
      فقال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين.
      قال الحجاج: وجهوا به لغير القبلة.
      قال سعيد: فأينما تولوا فثمّ وجه الله.
      قال الحجاج: كبوه على وجهه.
      قال سعيد: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى.
      قال الحجاج: اذبحوه.
      قال سعيد: أما أنا فأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله, خذها مني حتى تلقاني بها يوم القيامة, اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي.


      (وفيّات الأعيان 2\371).




      تُرى ما العبرة أو العظة التي خرجت بها أخي القاريء ؟



      وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم


      صدقت هى خير عظة والله لو لدينا رجل مثل سعيد لتقت فيه الامة ربها لوصلت هذه الامة الى عنان السماء

      تعليق


      • #4
        رد: محنة سعيد بن جبير مع الحجاج بن يوسف الثقفي

        جزاكم الله خيرا
        انا كنت سمعتها من دكتور عمرو خالد
        صلى الله على محمد ... صلى الله عليه وسلم

        تعليق


        • #5
          رد: محنة سعيد بن جبير مع الحجاج بن يوسف الثقفي

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اللهم إنّا نسألك علما نافعا

          لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً **** فالظلم آخره يفضي إلى الندم
          تنام عيناك والمظلوم منتبه **** يدعو عليك وعين الله لم تنم
          أستغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته
          أستغفر الله العظيم من كل فرض تركته
          أستغفر الله العظيم من كل صالح جفوته
          أستغفر الله العظيم من كل برٍّ أجلته
          أستغفر الله العظيم من كل إنسان ظلمته
          أستغفر الله العظيم من كل ظالم صاحبته

          تعليق

          يعمل...
          X