أخيتي .. يا لؤلؤة في البحار بل جوهرة في السماء .. فانت صانعة الرجال
أنقل لكِ موضوع أعجبني من أخت لنا أسمها
ريهام سامح
عسى أن ينفعنا به جميعاً ..
أخي المسلم...أختي المسلمة
سأحكي لكم قصة واقعية، قصة أخت مسلمة مشكلتها تتلخص أنّها شديدة الحياء، عندما يأتي إليها خاطب تستحي أن ترفع وجهها إليه أو حتى توجه إليه كلام، وإذا وجه هو إليها سؤال مستحيية، يتحجر لسانها ولكن ترغم نفسها على الكلام، وتجاوب على السؤال باختصار، رغم أنّها مفوهة تقف وتخطب في جموع النساء بكل قوة وشجاعة، فيظن الخاطب أنّها لا تطيق الكلام معه وترفضه أو أنّها تعاني من رهاب اجتماعي وسطحية، لا تستطيع الكلام والمحاورة، وهي والله ليس فيها إلاّ الحياء، أهل الفتاة يلومونها ويتعجبون من حيائها فتجيبهم، عن ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِن الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِن الْإِيمَانِ» [رواه البخاري ومسلم].
النّاس تتعجب من هذه الفتاة هي في زماننا؟ تدبرت حكايتها وبكيت، هل تعرفون لما؟ لأنّي تذكرت حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:«كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء في خدرها» [صحيح البخاري ومسلم].
سبحان الله كانت العرب إذا أرادت أن تضرب مثالا للحياء تضربه بالبكر فلم يكن يجود وقتها من هو أشد منها حياءً حتى تضرب به الأمثال، هل في زماننا هذا نستطيع أن نشبه حياء رسولنا بحياء العذراء؟ عباد الله الحياء أمر هام إنّه خلق الإسلام «إنّ لكل دين خلقا، وإن خلق الإسلام الحياء» [صحيح الجامع: 2149]، وإنّه دلالة الإيمان «والحياء شعبة من الإيمان» [رواه مسلم]. فهل الخلل في المجتمع أم في هذه الفتاة التي تستحي من الخطاب؟!
تحضرني الآن قصة صديقة أختي وهي متزوجة وتحب زوجها كثيرا ويحبها وكان حامل وفي شهرها الأخير، ذهبت إلى زوجها وقالت له: سألد إن شاء الله في المستشفي الفلاني وعلى يد الطبيب الفلاني. فقال لها زوجها: ماذا تقولي؟ لا طبعا، ستلدين عند طبيبة وهي أستاذة جامعية ماهرة، فقالت له: مستحيل، سألد على يد هذا الطبيب، جميع النساء تشكر فيه، فرد عليها: اتقي الله إنّ هذا لا يجوز فالعلماء جميعهم قد أفتوا أنّ المرأة تتولى علاج المرأة والرجل يعالج الرجل، فإن لم تتوفر طبيبة مسلمة لعلاج النساء فينتقل الأمر إلى طبيبة نصرانية ثقة وإلاّ فالطبيب المسلم اضطرارا ولا تكشف له إلاّ بقدر الحاجة فالمرأة عورة، فردت عليه قائلة: أنا أوقر كلام العلماء ولكن هذه ضرورة الرجال أمهر من النساء في الطب وقد أقسم على احترام آداب المهنة، فصعق زوجها وأجاب ضرورة عند من؟ حبيبتي من بيده الشفاء؟ هل الطبيب هو من يشفي؟ ألم تسمعي قول ربّك {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } [سورةالشعراء: 80] كان ممكن أن يقول: وإذا مرضت يشفين، بدون هو ولكن أدخل الضمير (هو) ليؤكد أنّه فقط وحده هو من يشفي ولا أحد سواه، بل الكل يحتاج لشفائه والطبيب لا يملك لنفسه الشفاء فضلا عن غيره. {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [سورة يونس: 107]، الله وحده الشافي ونحن فقط نأخذ بالأسباب، وقلوبنا متعلقة بالمسبب بالله وحده، ألم تسمعي بقصة المرأة التي ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، هذه المرأة السوداء التي أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: «إنّي أصرع وإنّي أتكشف فادع الله لي، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك فقالت: أصبر، فقالت إنّي أتكشف فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها» [أخرجه البخاري ومسلم]. هذه المرأة التي المرض عليها أهون من التكشف، لا تريد الشفاء وإنّما تريد الستر، زوجتي الحبيبة أنا لم أقول لك أنّني سأذهب بك إلى امرأة من الشارع، وإنّما سأذهب بك إلى امرأة درست الطب ومارسته سبع سنين على الأقل، سبحان الله ألم تسمعي بنبأ أسماء بنت يزيد سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسل المحيض قال: «تأخذ إحداكن ماءها وسدرتها فتطهر إلى أن قال: ثم تأخذ فرصة ممسكة فتطهر بها». قالت أسماء : وكيف أتطهر بها؟ قال: «سبحان الله تطهري بها» ورأت عائشة حمرة الحياء في وجهه فأخذتها وأفهمتها، لقد استحى الرسول أن يكلمها ويشرح لها أمر هام في دينها مادمت أمنا عائشة موجودة فهي تغني، وهكذا كانت تفعل جداتنا، وهل كون الطبيب أقسم على احترام آداب المهنة يعني أنّه لم يصبح رجل؟! هذا رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: «إنّي لا أصافح النساء» [صحيح الجامع: 2513]. سبحان الله بأبي وأمي ونفسي يا رسول الله، رغم أنّه نبي معصوم إلاّ أنّه لا يمس يد امرأة، فكيف تذهبين إلى رجل ليمس يديك وبطنك وظهرك وصدرك وفرجك، هل هو معصوم؟عن معقل بن يسار يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لئن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له» [صحيح الجامع: 5045].
إنّ من حرم علينا هذا هو النبي محمد الذي أخذ علينا العهد بالسمع والطاعة والكثير منا لا يحترم هذا العهد الذي اتخذه عند نطقه بالشهادتين، فهل من لم يلتزم بعهد الإسلام سيلتزم بعهد آداب المهنة؟النبي يستحي أن يتكلم في توضيح حكم فقهي وأنت لا تستحي أن تكلميه في الحيض والحمل وغير ذلك، علقي قلبك برب الأسباب ولا تتعلقي بالأسباب، خذي بالأسباب المشروعة واذهبي لطبيبة مسلمة ثقة، أتحبي أن تنزل رحمة ربّنا وشفائه علينا وتصعد له معاصينا؟ ألا نستحي من الله؟! فبكت وحق لها البكاء وقالت: بل استحي من ربّي و استغفر الله.
أختي المسلمة لقد استأذن عثمان مرة للدخول على الرسول وكانت معه عائشة وستر النبي ساقه فقد كانت متكشفة ودخلت عائشة وأذن لعثمان بالدخول، فلما ذهب، قالت عائشة لنبينا: لماذا سترت ساقيك عند دخول عثمان، فقال: «ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة». عن ابن عمر مرفوعًا: «إن الحياء والإيمان قُرِنا جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر» [صحيح الجامع: 1603].
هناك شيء خطير يحدث في مجتمعاتنا، هناك يد آثمة تعبث بأخلاقنا ومبادئنا؟ لقد أصبحت الفتاة تسير مع الشباب بلا حياء وقد كشفت كل مفاتنها، رحم الله أسماء حين كانت تأتي بالنوى من الحقل للفرس فمر عليها النبي صلى الله عليه وسلم ومعه بعض أصحابه وقال: اركبي يا أسماء ونزل لها رحمة بها حرقة الشمس وثقل الحمل، فاستحييت أسماء تمشي مع سول الله صلى الله عليه وسلم وسط الرجال وقالت له: إنّي قد استحييت.
يا عباد الله أخبروني:ما الذي يجري في مجتمعاتنا؟ ما هذا الذي يجري في الشوارع والكليات والمدارس من المنكرات ومن ورائه من؟ لقد أصبح من العادي بل من الضروري أن تخلو الفتاة مع رجل بحجة أنّه يدرسها والخلوة حرام شرعا مع الرجال قولا واحدا ولو كان هذا الرجل صالح، فالحكم ليس منوط بصلاح الرجل وفساده، وهذا كان حال الصحابة والصحابيات في التشديد في أمر الخلوة عندما حرمها الله عليهم، وقد كانوا أطهر وأنقى منّا قلوبا، أليس هذا المدرس رجل أم بعد أن عمل بالتدريس سلبت منه صفة الذكورة؟ وإذا كان هذا الرجل قريب كأخ الزوج أو ابن العم أو غيرهم فليكن الحرص أشد فإنّ الحمو الموت.
لقد أصبح من العادي عند بعض نسائنا أن تذهب للكوافير ليعبث بشعرها ووجهها فضلا على النمص المحرم والتبذير والتشبه بالكافرات، وأصبح عادي عند الكثير أن تذهب المرأة إلى الخياط، ليقيس حجم الصدر والخصر والأرداف، وكثيرات هن الوالجات الآتي يذهبن للأسواق ويخضعن بالقول ويضحكن دون أي حياء، وعادي أن تخرج الفتيات مع الشباب في الجامعات ويتبادلوا اللمسات والقبلات؟ وغير ذلك من المنكرات، وكأنّ إحداهن تقول بلسان حال لا المقال: المس جسدي بكل سرور.
لا يا أخت الإسلام لا، ليس أنت يا حبيبة محمد، ليس أنت يا درتنا المصونة ولؤلؤتنا المكنونة، فأنت عندنا أثمن من أن يعبث بك العابثون ويلمس جسدك الامسون، جسدك في الإسلام غالي لا يلمسه إلاّ من دخل بيتك وطلبك من أهلك ودفع مهرك.
من وراء هذا الانحدار الخلقي والتردي في القيم والمبادئ الإسلامية؟
إن عرفنا وتقاليدنا ـ نحن معشر العرب ـ مبنية على الحياء والتستر والعفاف والاستحياء، جاءت فاطمة بنت عتبة بن ربيعة تبايع النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ عليها أن لا يشركن بالله شيئا ولا يزنين {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم} [سورة الممتحنة: 12]، فوضعت يدها على رأسها حياءً فأَعجب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ما رأى منها وكانت منذ دقائق كافرة حديثة عهد بجاهلية. عن أنس رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم : «ما كان الفحش في شيء قط إلاّ شانه، ولا كان الحياء في شيء قط إلاّ زانه» [صحيح الجامع: 5655].
إنّ هذه المنكرات دخيلة على مجتمعاتنا وليست من أخلاقنا، بل هي أخلاق نساء الإفرنج فأسهل وأرخص شيء على إحداهن، فجسدها لا تعير له قيمة فقد خلعت ثوب الحياء، ولكن كيف وصل إلينا فكرهم وكيف بثوه لنا واخترقوا عقولنا؟
هل تعرفون من الذي أدخل فكرهم إلينا؟ نحن من أدخل فكرهم إلينا، نعم نحن من أدخلنا الزناة بيوتنا يتبادلون فيها القبلات واللمسات والزنا وسائر المنكرات، نحن من دخلنا الممثلات والممثلين، لقد خدعونا ورب الكعبة خدعونا، لقد كانت مبادئنا وقتها قوية فقد شهد أغلب هذا الجيل زمن الخير والعفاف والحشمة والطهارة، ولكن الجيل الجديد لم يشاهد طهر هذا العصر فتأثر بأفكارهم الحقيرة ومبادئهم الهدامة، إنّها الحرب الإعلامية، إنّه الغزو الفكري، إنّ من يشاهد هذه الأفلام قبل أن يجلس تراه من أكثر النّاس حرصا على تقاليد ديننا الحنيف ومعرفة واحترام له، ثم مايزالون يأتون بالحبيبة وقد خطبها الحبيب فأبى أبوها فمرضت وبكت، وتسمع الموسيقى الصاخبة الحزينة والدمعات والحسرات فيزالون به حتى يتعاطف معها ويتأثر ثم ما يلبث الحبيب أن يتسلل لبيتها ويفك أثرها ويهربا سويا ويعيشا في الحرام والزنا، وأنت تقول دون أن تشعر: الحمد لله الذي نجاها منهم وتشجع المنكر وتقر الزنا دون أن تشعر، يزالون بالشخص حتى يسحروه ويصهروه بالمؤثرات الموسيقية والتلاعب بالنفسية والحركات الدرامية ثم يشكلوه كما يحبون ويريدون، ويتلاعبون بعد ذلك بنا كالكرة ويحركونا كالدمى من وراء ستار، هذا في الأفلام الساذجة القديمة فكيف بالحديثة؟ ثم يصرخ الأب بعدها لم يا بنيتي قد دنست عرضي؟ لأنّك تركتها لهم وفرطت فيها ليتلاعبوا بها ويخدعوها، هذا ما جعل العري عادي واللمس عادي فإن من أشد منه يرونه في بيتهم كل يوم عادي.
يا لؤلؤة الإسلام لا يخدعوك بمكرهم، يا درة الإسلام لا يكسروك بخبثهم، أنت بنت الإسلام العفيفة حفيدة أسماء وعائشة وفاطمة، خدعوك فقالوا: تقدم وتحضر، خدعوك فقالوا:حرية وتمدن، خدعوك فقالوا: الإسلام سجنك وقبرك.
لا حبيبتي: أنت درة والدرة تصان فلا تهتك ولا تكشف ولا تهان وتعرض نفسها بين الصبيان، بل تظل اللؤلؤة بعيدة عن أيدي العابثين حتى يأتي صاحبها ويتزوجها فليست رخيصة مشاعة لكل الرجال، ليست سلعة يتاجرون بها في الإعلانات، لترجعي إلى دينك دين الحياء والطهر والعفاف، يا لؤلؤة الإسلام يا من تبنين لنا الرجال فلست نصف المجتمع بل المجتمع كله يا صانعة العلماء والدعاة والمجاهدين ولنذكر دوما قول رسولنا رسول العفة، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استحيوا من الله تعالى حق الحياء، من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبِلَى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء»[صحيح الجامع: 935].
وللأسف رغم أنّ حياء الفتاة التي تستحي من الخطاب عجيب في زماننا إلاّ أنها لا تساوي شيئا من حياء بنت سعيد بن المسيب التي أدخلها أبوها على زوجها وخرج فسقطت على الأرض من شدة حياءها، ولم يقربها زوجها إلاّ بعد ثلاث حتى هيئتها أمه وعودتها عليه.
تعليق