عفوا انا لا اتكلم!!!
في أحد الأسواق، وفي زحمة المتسوقين، كان ذاك الشاب في كامل قوته، يتجول بين المحلات، فمن محل إلى آخر كأن له هدف يريد أن يصل إليه.
يدخل المحل بضع دقائق ثم يخرج منه وإلى المحل المجاور وهو يحمل بيده حقيبة.. ما إن تقترب منه حتى تلفت نظرك تلك الورقة الصغيرة التي علقها على صدره.. (عفوًا، أنا لا أتكلم).
فما سر هذه الورقة، وماذا يحمل بيده، ولماذ يتجول بهذه الطريقة؟
كان طفلًا وديعًا في كامل صحته، درس في المدارس كما يدرس غيره، ولما بلغ السنه السادسة الابتدائية ابتلاه الله بمرض في حبالهِ الصوتية، وبدأ صوته يضعف تدريجيا حتى بح فلم يعد يقوى على الكلام.. وهكذا صار.
عاش الطفل بقية أيامه بلا لسان يتحدث به، ومع الوقت بدأ أصدقاؤه يتضايقون منه، حيث أصبح وضعه سلبيا في جلساتهم.. يسمع ولا يشاركهم في الحديث، يضحك ولا يشاطرهم الطرائف فاستثقلوه، وأحس بذلك فهجرهم.
كبر الطفل وأصبح يبحث عن الأماكن التي لا يحتاج فيها إلى الكلام، فوجد في حضور الدروس العلمية والمحاضرات التربوية متنفسا جميلًا فأكثر من ذلك، وبدأ يتأثر بما يطرح من أهمية خدمة الإسلام والدعوة إلي الله، فلم يحقر نفسه ولم يقل أنا معذور، بل ساهم في خدمة دينه بما يناسب ظروفه.
اقتطع من راتبه اليسير الذي كان يأخذه جراء عمله طابعا على جهاز الكمبيوتر قدرًا شهريًا وخصصه لشراء الأشرطة الدعوية والكتيبات التربوية، وبدأ يتجول في الأسواق وعلى باعة المحلات. وكلما أبصر مخالفة أو منكرا إختار الشريط المناسب لذلك، فأهداه لصاحب أو صاحبة المخالفة بابتسامة جميلة تدل على حب الإسلام، وأشار إلى الورقة المعلقة على صدره (عفوًا، أنا لا أتكلم)، ثم يخرج، وهكذا بشكل أسبوعي..
أنا لا أدري مما أعجب؟! هل من جلده في الدعوة إلى الله، أم من نظرته الإيجابية للحياة مع ما أصابه من ابتلاء؟!.
سأله أحدهم بعدما تابع تحركاته الدعوية: "هل وجدت مردودا أو نتيجة؟"، فكتب إليه الشاب: "نعم دخلت محلًا فإذا هو مليء بالمنكرات فناصحت البائع من خلال شريط أعطيته له، قيمته ريالان، ثم خرجت وعدت إلى المحل بعد أشهر وقد نسيت دخولي عليه في المرة الأولى، وما أن دخلت حتى استقبلني البائع بوجه بشوش وعانقني وأخذ يقبل رأسي..
اندهشت وأشرت إليه: "من أنت لعلك تريد غيري؟"، قال لي: "بل أريدك أنت.. ألست الذي أهديتنا هذا الشريط؟! وأخرجه من جيبه"، فقلت له: "نعم هذا أنا"، قال: "يأخي نحن ثمانية لم نكن نعرف من الإسلام إلاّ اسمه.. كل المنكرات كانت عندنا.. وبعد أن استمعنا إلى شريطك بعد فضل الله ومنه دَلّنا إلى طريق الله الذي كنا نجهله فهجرنا مانحن فيه وأحسنَّا العلاقة مع الله، فجزاك الله عنا خير الجزاء".
والسؤال الذي يطرح نفسه:
وهل بعد هذا يجد الصحيح المتعلم عذرًا في تقاعسه عن خدمه الإسلام؟
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا ياااارب
في أحد الأسواق، وفي زحمة المتسوقين، كان ذاك الشاب في كامل قوته، يتجول بين المحلات، فمن محل إلى آخر كأن له هدف يريد أن يصل إليه.
يدخل المحل بضع دقائق ثم يخرج منه وإلى المحل المجاور وهو يحمل بيده حقيبة.. ما إن تقترب منه حتى تلفت نظرك تلك الورقة الصغيرة التي علقها على صدره.. (عفوًا، أنا لا أتكلم).
فما سر هذه الورقة، وماذا يحمل بيده، ولماذ يتجول بهذه الطريقة؟
كان طفلًا وديعًا في كامل صحته، درس في المدارس كما يدرس غيره، ولما بلغ السنه السادسة الابتدائية ابتلاه الله بمرض في حبالهِ الصوتية، وبدأ صوته يضعف تدريجيا حتى بح فلم يعد يقوى على الكلام.. وهكذا صار.
عاش الطفل بقية أيامه بلا لسان يتحدث به، ومع الوقت بدأ أصدقاؤه يتضايقون منه، حيث أصبح وضعه سلبيا في جلساتهم.. يسمع ولا يشاركهم في الحديث، يضحك ولا يشاطرهم الطرائف فاستثقلوه، وأحس بذلك فهجرهم.
كبر الطفل وأصبح يبحث عن الأماكن التي لا يحتاج فيها إلى الكلام، فوجد في حضور الدروس العلمية والمحاضرات التربوية متنفسا جميلًا فأكثر من ذلك، وبدأ يتأثر بما يطرح من أهمية خدمة الإسلام والدعوة إلي الله، فلم يحقر نفسه ولم يقل أنا معذور، بل ساهم في خدمة دينه بما يناسب ظروفه.
اقتطع من راتبه اليسير الذي كان يأخذه جراء عمله طابعا على جهاز الكمبيوتر قدرًا شهريًا وخصصه لشراء الأشرطة الدعوية والكتيبات التربوية، وبدأ يتجول في الأسواق وعلى باعة المحلات. وكلما أبصر مخالفة أو منكرا إختار الشريط المناسب لذلك، فأهداه لصاحب أو صاحبة المخالفة بابتسامة جميلة تدل على حب الإسلام، وأشار إلى الورقة المعلقة على صدره (عفوًا، أنا لا أتكلم)، ثم يخرج، وهكذا بشكل أسبوعي..
أنا لا أدري مما أعجب؟! هل من جلده في الدعوة إلى الله، أم من نظرته الإيجابية للحياة مع ما أصابه من ابتلاء؟!.
سأله أحدهم بعدما تابع تحركاته الدعوية: "هل وجدت مردودا أو نتيجة؟"، فكتب إليه الشاب: "نعم دخلت محلًا فإذا هو مليء بالمنكرات فناصحت البائع من خلال شريط أعطيته له، قيمته ريالان، ثم خرجت وعدت إلى المحل بعد أشهر وقد نسيت دخولي عليه في المرة الأولى، وما أن دخلت حتى استقبلني البائع بوجه بشوش وعانقني وأخذ يقبل رأسي..
اندهشت وأشرت إليه: "من أنت لعلك تريد غيري؟"، قال لي: "بل أريدك أنت.. ألست الذي أهديتنا هذا الشريط؟! وأخرجه من جيبه"، فقلت له: "نعم هذا أنا"، قال: "يأخي نحن ثمانية لم نكن نعرف من الإسلام إلاّ اسمه.. كل المنكرات كانت عندنا.. وبعد أن استمعنا إلى شريطك بعد فضل الله ومنه دَلّنا إلى طريق الله الذي كنا نجهله فهجرنا مانحن فيه وأحسنَّا العلاقة مع الله، فجزاك الله عنا خير الجزاء".
والسؤال الذي يطرح نفسه:
وهل بعد هذا يجد الصحيح المتعلم عذرًا في تقاعسه عن خدمه الإسلام؟
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا ياااارب