إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جدتي ..سبب هدايتي أعمى يدلني على الطريق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جدتي ..سبب هدايتي أعمى يدلني على الطريق

    جدتي ..سبب هدايتي أعمى يدلني على الطريق

    بعد ليلة طويلة ، قضيتها مع أصحاب السوء ، مع المثقلين بالسيئات ، المبعدين عن الطاعات ، قضيتها معهم باللهو والسهر والغناء ، وديدن رتيب ممل مضحك مبكي ، يشعر العاقل في خضمه أنه لا قيمة له ، ولا حاجة إليه ..
    كل ليلة على هذا المنوال ، فلما تدحرجت عقارب الساعة ، واستقرت على ضفاف الهزيع الأخير من الليل ، ركبت سيارتي وعدت إلى المنزل ، فكانت الساعة وقتئذ تشير إلى الثالثة بعد منتصف الليل ، فتحت باب المنزل ودخلت ، فإذا بجدتي - يرحمها الله - قد افترشت سجادتها ، في ناحية من البيت ، ومضت في صلوات كثيرة وطويلة ، لم أحص لها عدا ..
    إلا أنني أذكر أنها كانت تصلي وهي جالسة ، فقد تعبت من الوقوف ، فآثرت الوقوف بين يدي الرءوف الرحمن ، فاستمرت في صلاتها قاعدة ، فاستوقفتني لحظات الرحمة والتوفيق من الغفور الرحيم لأقف أنظر إليها وهي تصلي ، غير عابئة بالنائمين ، ولا مكترثة بالداخلين والخارجين ، فأحسست من تلك اللحظة ، بشيء غريب ينتابني ..
    وكأن شيئا ما سيحدث في حياتي ، ثم دخلت غرفتي ، حاولت النوم ، فلم يكن لي منه نصيب ، فأصبحت صورة جدتي في مخيلتي ، وأمام عيني ، ومن حولي ، وفي كل مكان من غرفتي ..
    يا الله ، ماذا أصابني ، ثم عدت أرسل الفكر والتأمل في نفسي وحياتي ، وشبابي وصلابة عودي ، وقوتي وفتوتي ، كيف أبدد هذه النعمة في معصيةٍ أهبها ، وجدتي التي جلست على حافة القبر ، تتهجد وهي جالسة ، تعبت من الوقوف ، لا شك بأنها تحب أن تصلي وهي واقفة ، فما الذي منعها ؟
    إنه الكبر والهرم ، إذاً لا شك إنها تتمنى أنها في شبابي ، وأنا أضيِّع هذا الشباب ، ثم من يضمن لي أن أعيش حتى أبلغ ما بلغت من العمر ، فسرحت في تأملات ، خالطها صوت المؤذن وهو ينادي لصلاة الفجر ( الصلاة خير من النوم ) ..
    قلت أين النوم ، الأمر أعظم من النوم ، القضية مفترق طريق ، ولا بد أن أتخذ قراراً سريعاً ، فسألت الله عز وجل أن يعينني ، فإذا بي أشم رائحة التوبة ، وأذوق طعمها ، وإذا بقلبي يخضع لوابل الرحمة فتتفجر منه أنهار الأيمان ( وإنَّ من الحجارة لما يتفجَّر منه الأنهار ) ، فشعرت كأنني أولد من جديد .
    ثم خرجت إلى المسجد ، وكنت أول الداخلين من المصلين بعد المؤذن ، فصليت سنة الفجر ، وتناولت المصحف ، وشرعت أتلوا آياته ، وأتأملها ، فإذا بها تخاطبني ، وتواسيني ، وتزيل عني هموم الذنوب والخطايا ، بسعة رحمة رب البرايا ..
    فما زلت كذلك ، فإذا بيد تمتد نحوي لتصافحني ، فمددت يدي ، ونظرت إلى صاحبها ، فإذا به والدي رحمه الله رحمةً واسعة، وكان كل شيء يتوقعه مني ، إلا أن يجدني في المسجد..
    فنظر إليَّ نظرةً لا تغيب عني أبداً ، نظرة لا أستطيع وصفها ، بها كل الأحاسيس والمشاعر مختلطة ، احتضَنتْها عبرةٌ جاشت في فؤاده رحمه الله ، فارتمت على آثارها المدامع فوق خدَّيه، وكأن لسان حاله يقول :
    سبحان من فتق القلوب أنارها *** بمحاسن التقوى جلى أبصارها
    ما كنت أحسب أن مثلك يهتدي *** أم أن يمـيز ليلـها ونهـارها
    فلطالما قد جئت نحوك ناصحا *** أن تعرف الأصحاب كي تختارها
    أن تتركن الملهيات جميعها *** أعـوادهـا أقواسـها أوتارهـا
    فنظرت نحوي عاتبا مستكثراً *** أنـي أريك طريقـها ومسارهـا
    ولدي أحبك صائما ومصليا ً *** ومن البرية قد صحبت خيارهـا
    ولدي أحبك زاد حبك بعدما *** تتلوا من السور الكرام قصارها


    من محاضرة : ( سبب هدايتي جدتي ) للداعية عبد الله السالم .








    أعمى يدلني على الطريق

    لا شيء مما ترى تبقَى بشَاشتُه *** يبقى الإله و يودي المالُ و الولد
    تزوجت منذ ما يزيد على سبع سنين.. الحمد لله كل ما أنشده - من وجهة نظري- وجدته.. فأنا مستقر في عملي.. مستقر في زواجي.. لا أشكو إلا الملل.. فأنا و زوجتي لم نرزق أطفالاً.. و بدأ الملل.. و كثرت زيارات الأطباء.. كل جهد أعتقد أنني بذلته.. سافرت للداخل و الخارج.. عندما أسمع عن طبيب قادم متخصص في العقم.. أحجز لديه موعداً.. التحاليل كثيرة و الأدوية أكثر.. و لكن لا فائدة.. أصبح أكثر حديثنا أنا و زوجتي في الطبيب الفلاني.. و ماذا قال.. و ما سنتوقع.. التوقعات تستمر لمدة سنة أو سنتين.. فمرحلة العلاج طويلة.. منهم من أخبرني أن العقم مني.. و البعض أفادنا أن العقم من زوجتي.. على كل حال.. سارت أيامنا مراجعة و بحث عن حل.. أصبح هاجس الطفل يسيطر على مشاعرنا.. و على الرغم من أنني أحاول أن لا أشعر زوجتي بذلك.. و لكن لابد أن تشعر بما يدور.. فالأسئلة كثيرة.. هناك من يسألها ماذا تنتظر.. و كأن الأمر بيدها.. منهم من ينصحها باسم طبيب في المكان الفلاني.. لقد ذهبت له فلانة و أنجبت طفلاً.. و فلانة.. و هكذا أصبح مجتمع زوجتي له نصيب كبير من الأسئلة.. لم يقل لنا أحد لماذا لا نتجه إلى الله و ندعوه دعوة صادقة.. سبع سنوات مضت و نحن نلهث وراء الأطباء و تركنا الدعاء.. و تركنا التوجه إلى الله. ذات مساء عبرت طريقاً فإذا بشخص كفيف يريد أن يعبر الطريق.. فأمسكت بيده.. و عبرت به الجزء الأول من الطريق.. و وقفنا في المنتصف.. ننتظر خلو الشارع في الجهة الأخرى من السيارات.. و وجدها فرصة ليسألني..بعد أن دعا لي بالتوفيق و الصحة.. هل أنت متزوج؟ فأجبته بنعم.. فأردف قائلاً.. ألك أبناء.. فقلت له : لم يقدر الله ذلك.. منذ سبع سنين و نحن ننتظر الفرج.. عبرنا الطريق. و لما أردت أن أودعه قال لي.. يا بني لقد جرى لي ما جرى لك و أخذت أدعو في كل صلاة.. ( رب لا تذرني فرداً و أنت خير الوارثين) و الحمد لله لي من الولد سبعة.. فضغط على يدي و قال: لا تنس الدعاء.. و لم أكن أحتاج إلى توصية.. فقد وجدت مفقوداً لي.. أخبرت زوجتي بما حدث لي.. وتجاذبنا الحديث. أين نحن عن الدعاء كل شيء بحثنا عنه و جربناه.. و كل طبيب نسمع به طرقنا بابه.. فلماذا لا نطرق باب الله؟ و هو أوسع الأبواب و أقربها.. تذكرت زوجتي أن امرأة مسنة قد قالت لها منذ سنتين.. عليك بالدعاء.. و لكن كما قالت زوجتي.. كان في ذلك الوقتلدينا مواعيد لا حد لها مع الأطباء.. أصبحت مراجعاتنا للأطباء مراجعة عادية بدون تلهف و بدون قلق.. مراجعات عادية.. نبحث عن علاج محدد فقط.. يكون سبباً من الأسباب.. و توجهنا إلى الله بقلوبنا.. في الصلوات المكتوبة و في جوف الليل.. تحرينا أوقات الإجابة.. و لم يخب الظن.. و لم نُردَ.. بل فتح الله باب الإجابة.. و حملت زوجتي.. و وضعت طفلة.. تبارك الله أحسن الخالقين.. لم نخف الفرح و لا السرور.. و لكننا الآن نردد.. ((ربنا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و أجعلنا للمتقين إماما)).



  • #2
    رد: جدتي ..سبب هدايتي أعمى يدلني على الطريق

    جزاكِ الله خير وبارك فيكِ
    ينقل للقسم قصص دعوية
    قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة


    تعليق


    • #3
      رد: جدتي ..سبب هدايتي أعمى يدلني على الطريق

      المشاركة الأصلية بواسطة تلميذة حازم شومان . مشاهدة المشاركة
      جزاكِ الله خير وبارك فيكِ
      ينقل للقسم قصص دعوية
      سترك الله في الدنيا والآخرة و
      جزاك
      الله خيراأسأل الله أن يثبتناوإياكم على الحق نفع الله بك ورفع قدرك


      تعليق

      يعمل...
      X