إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الخطيب الشاب عودة بعد تواري الأمل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الخطيب الشاب عودة بعد تواري الأمل

    الخطيب الشاب عودة بعد تواري الأمل

    بعد غياب طويل عن مسقط رأسي ، كان لعودتي إليها طعم خاص ، ونكهة مميزة ، وبقيت أقلّب نظري في جوانبها المختلفة ، وفي وجوه الناس ، في الجيل القديم منهم ، وفي الجيل الجديد أيضاً وما أكثرهم .. بعد هذا الغياب الطويل اشتقت أن أتجول في شوارعها ، وبين حاراتها أشاهد بناياتها القديمة ، وأزقتها الضيقة .
    ومن خلال جولة سريعة لم تزد على ساعة فحسب حتى شعرت كأنني لم أغب عنها طويلاً .. طويت سنوات طوال في جولة سريعة ، ذلك لأني لم أر شيئا جديدا أقيم إلا النزر اليسير ، وأما القديم فأكثره قد بدا متهالكا .. في اليوم التالي كنا نستعد لصلاة الجمعة في الجامع الكبير ، الذي اتضح أنه اتسع وامتد ، وطال وعرض ، وجعلت اسدد نظري إلى المنبر ، ترى هل سيصعد نفس الإمام الذي تركته منذ سنوات ، أم أنه قد تغيّر ؟
    غير أني فوجئت بشاب ممتلئ الجسم كث اللحية ، يواجه الناس بالسلام في ثقة تتجلى في نبراته ، ثم شرع يتحدث بسلاسة وفي قوة ، وكانت خطبة رائعة ، لاسيما وقد كان صوته
    جهوري ونبرته مؤثرة .. - بعد الفراغ من الصلاة بادرت اسأل من كان برفقتي يومها ، عن هذا الخطيب الشاب المتميز ، فضحك مرافقي وقال : أما عرفته ؟ إنه ( فلان ) ..! ولم أصدق ..! وهززت رأسي كأني أقول له : لا .. لعلي توقعت أن يذكر أسماء لكثيرين أعرفهم ، ولكن ( فلان ) هذا بالذات ما كان على الحساب أبداً ،
    في ذلك اليوم نفسه حرصت على زيارة الخطيب الشاب في بيته ،
    وكنت قد عرفت عنوان داره ، وخلال الطريق إليه عدت بذاكرتي إلى الوراء ، لأسحب منها مشاهد تتعلق بهذا الشاب نفسه ،
    فرأيت ثم رأيت أمراً عجبا ..! لقد كنا مجموعة على عدد أصابع اليد الواحدة نبادر إلى الصلاة إذا سمعنا النداء ،
    وكان المسجد لا يبعد عن المكان الذي نلعب فيه كثيراً ،
    وكان صاحبنا هذا يرفض الذهاب ، بل ربما أطلق أحيانا عبارات ساخرة منا ، وكان يؤثر أن يبقى مع مجموعة أخرى كبيرة مواصلاً اللعب معهم في ألعاب يدخل في أكثرها صورة القمار الصريح .. وحين نفرغ من الصلاة ونعود إليهم سريعا ، ربما استقبلنا هؤلاء الأصحاب وهو معهم بسخرية جديدة ..!
    في أثناء زيارته ، شرعنا نقلّب صفحات كثيرة من ملف الذكريات ثم ألححت عليه أن يخبرني عن قصة هدايته ، فقال :
    تركت المدرسة في بداية المرحلة الثانوية لظروف ألمّت بي ، والتحقت بعمل ، وجرى المال في يدي ، فازددت سوءاً على السوء الذي كنت فيه ، غير أن الله سبحانه أراد بي خيراً ، فمرضت مرضاً حبسني في الفراش ، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .. وكان من طبعي الذي نشأت عليه ، أنني أخاف من المرض خوفاً شديداً ، خشية أن يكون هو سبب انتهاء حياتي .
    في أثناء مرضي لاحظت أن صحبة السوء خفت أقدامها عني ، فقد تجاوزت الشهر والنصف مريضاً ، ولم يعد يزرني منهم إلا اثنان وعلى فترات متباعدة ، واستوحشت في البداية ، ثم ألفت الأمر ،
    وتعرفت على شاب كان يتردد لزيارة صديق له ، في نفس الحجرة الواسعة التي كنت فيها ، والتي كانت تضم أكثر من عشرين سريرا فكان هذا الشاب لا ينساني يوما ، كلما حضر ينفحني بكرمه وسؤاله وهداياه المتواضعة المتنوعة ، وذات يوم أهداني شريطاً ، وألح عليّ أن اسمعه بعناية ، وأوهمني أنه يريد أن يسألني عن بعض ما فيه ، لأنها أشكلت على فهمه ..! -
    واستمعت إلى الشريط بشغف ، ويا الله ماذا أحدث في قلبي هذا الشريط ! لقد كان يتحدث عن سوء الخاتمة وأسبابها وقصص فيها
    مما اقشعر له بدني كله ، وأخفيت وجهي تحت غطائي وأخذت أبكي كاتماً صوتي ، ولقد أعدت الاستماع إلى هذا الشريط أكثر مرة ، في تلك الليلة نفسها حتى كدت أحفظ كل كلمة فيه ،
    وفي الصباح الباكر جداً ، أخذت آلة التسجيل إلى الحديقة الجانبية ، ولا أدري كم بقيت هناك وأنا أعيد الاستماع إلى ذلك الشريط ..! وكانت تلك هي البداية .. ثم توالت الخطوات على الطريق الطويل .. وبعد شفائي بادرت إلى مقاطعة صحبة السوء كخطوة أولى ضرورية لابد منها ، وكانت شخصيتي أقوى منهم ، فأعلنت لهم في وضوح إما أن يسيروا في الطريق الذي اتضح لي نوره ، وإما أن يفارقوني بمعروف !! ولأن منطقتنا وما حولها لا يوجد فيها شيخ يمكن الرجوع إليه ، والتتلمذ عليه ، فقد عكفت على متابعة الجهد الشخصي مستعيناً بالله جل جلاله ، اسمع الشريط الواحد حتى أحفظه حرفا حرفا .. لقد حفظت أشرطة كثيرة لمشايخ أجلاء لم يكن يصلنا غير أشرطتهم ومنهم الشيخ الجليل عبد الحميد كشك ، كانت تأسرني بلاغته ، ويشدني أسلوبه وحفظت له عدد كبير جدا مما دروسه .. كانت أجواء البلد لا تسمح بوجود المكتبات الإسلامية وكانت تلك الأشرطة نتحصل عليها في جهد ، خفية وبعيدا عن عيون الخلق وكذلك موضوع الكتب إنما تعطى يدا بيد .. وكنت اقرأ ما يقع تحت يدي من كتب إسلامية مرات حتى أخزن الكتاب كله في ذاكراتي ولم يمر زمن طويل حتى وجدت لساني يسيل بلغة سليمة ، والمعاني تتوالد في قلبي بشكل غريب عجيب ..، فلم أملك إلا أن أشرع في عقد دروس علم مبسطة في البداية ، ثم بعد فترة خطوت خطوة أخرى فعقدت دروس وعظ ، وتوجيه ونحو هذا ، وشيئاً فشيئاً فإذا بتيسير الله عز وجل يوصلني إلى ما ترى ..






    عودة بعد تواري الأمل
    وضع أحمد حقائبه أمام باب شقته , وقبل أن يضع يده على مقبض الباب , أدار وجهه الى صندوق البريد ... هم بدخول البيت لكن شيئا" ما ألح عليه بفتح الصندوق ... عاد ثانية يحملق في الصندوق وفي نفسه تساؤلات شتى ..ترى ما بداخله ؟؟ فاتورة الهاتف والكهرباء ..وماذا أيضا"؟ مد يده وفتح الصندوق , وجد رسالة كل ما عليها ( مستشفى الأطفال) مستشفى الأطفال ؟؟ وما علاقتي به؟؟ أدخل الرسالة في جيبه .. ودخل شقته .. كل شيء فيها يوحي بالكآبة ... الغبار كسا أثاث البيت .. رائحته تخنق الأنفاس ..ولج غرفته وجدها كما هي عليه حتى( التقويم) وجده كما هو ..لم يتغير تاريخه بعد سفره 15/3/1421
    تناول سماعة الهاتف أدار قرصه متصلا" على بيت أهل زوجته يسأل عمن خلفهما وحيدتين ..زوجته وابنته (أمل )
    _ نعم _ السلام عليكم يا عمي .. _ وعليك السلام .. لا تقل يا عمي .. والله لم أرد عليك السلام الا احتراما" لتحية الإسلام وإلا فلست كفئا" لأن أرد عليك , وباختصار لن نعطيك زوجتك وأغلق السماعة ...!! شعر بالضيق من هذا الاستقبال السيئ وأراد أن يحطم كل ما أمامه..لكنه وجد في ( التقويم ) ما يشغله ..
    أخذ يطوي أوراقه الى أن وصل الى تاريخ وصوله15/6/1421 يا الهي ثلاثة أشهر وأنا هناك ..!!
    ألقى بنفسه على السرير غير آبه بما عليه من غبار ..لم يشعر الا ويده تمتد الى جيبه ويخرج الرسالة ....
    ترى ممن هذه الرسالة ؟! (والدي الحبيب .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أبعث اليك هذه الرسالة التي تضج بالألم والجراح .. أبعث اليك هذه الرسالة وأنا لا أعلم على أي عنوان أرسلها.
    أإلى تايلاند ..أم الى السويد ..أم الى باريس..أم الى أي بلد ؟
    واذا أرسلتها فعلى أي مرقص أو على أي حانة أم على أي فندق ؟
    نعم يا والدي.. لقد كبرت وفهمت معنى كلماتك التي ترددها عندما تريد السفر (أمل أبوك تعب من العمل سيذهب للاستجمام )
    لقد فهمتها يا والدي ويا ليتني لم أفهمها أفي الحرام يا والدي تبحث عن السعادة؟ انك بذلك تذهب من السعة الى الضيق .. من سعة الطاعة الى ضيق المعصية... والدي الحبيب..
    سبعة عشر خريفا" مرت من عمري وأنا أنتظرك
    سبعة عشر خريفا" وكلما سمعت صوت سيارة هرعت الى الباب..والدي قد عاد سبعة عشر خريفا" وأنا أتمنى أن أصرخ : أبي عد الينا .. هذه قطرات دمي على الورق ..انني أسعل دما" ..كم كنت بحاجة اليك وأنا أنتظر من يتبرع ويوصلني الى المستشفى .. كم كنت بحاجة اليك تضمني الى صدرك ..تطوقني بحنانك ..قبل أن يضمني القبر بوحشته....
    أبي ان تكن الايام فرقت بيننا..فعد الى الله حتى ألقاك في الجنة .
    ابنتك حطام أمل 29/4/1421 سقطت الرسالة من يده ... تحدرت الدموع على خديه .. حقا" لقد خسرت الكثير.. خسرت زوجتي..خسرت أملي ..وخسرت ديني..نعم لقد خسرت ديني ؟؟
    تعالى نحيبه يشق عنان السماء ..يخرق أسوار الصمت ..تجاوبه الأصداء تعاتبه ..بل تعاقبه... صوت ندي عاتب ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا""..انه هو الغفور الرحيم ))
    أدار وجهه.. واذا بزوجته تأخذ بيده وتقول : لقد أوصتني (أمل) رحمها الله ألا أتخلى عنك .. وما زال في العمر بقية وما زال باب التوبة مفتوح .. فلنبدأ من جديد ..





  • #2
    رد: الخطيب الشاب عودة بعد تواري الأمل

    جزاك الله خيرا اختي
    القصتان اجمل من بعض ولكن القصه الثانيه احدثت عندي اشكالا
    هو سافر في 15'3'1421 وعاد في 15'6'1421 اي في نفس العام كيف مر عليها سبعة عشر خريفا في نفس العام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    حتى تكون القصه واضحه للقارئ
    بارك الله فيك ونفع بك
    امل لا ينقطع = حاملة الرايه
    انتظروا قسم القصص الدعويه في ثوبه الجديد قريبا ان شاء الله

    تعليق


    • #3
      رد: الخطيب الشاب عودة بعد تواري الأمل

      المشاركة الأصلية بواسطة حاملة الرايه مشاهدة المشاركة
      جزاك الله خيرا اختي
      القصتان اجمل من بعض ولكن القصه الثانيه احدثت عندي اشكالا
      هو سافر في 15'3'1421 وعاد في 15'6'1421 اي في نفس العام كيف مر عليها سبعة عشر خريفا في نفس العام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
      حتى تكون القصه واضحه للقارئ
      بارك الله فيك ونفع بك
      جزاك الله خيرا ونفع بكم لقد مر هذ العمر أختي الفاضلة وهو على سفر يأتي ويعود أي متقطع مدة السبعة عشر سنة
      تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
      جعلنا الله وإياكم من اهل الفردوس الأعلى


      تعليق

      يعمل...
      X