في حياتنا احداث فارقة...تتغير الأمور بعدها للأبد وقد نتمنى عندها ان نعيد عقارب الساعة الى الوراء لنتدارك ما فاتنا او نجبر تقصيرنا ولكن هكذا الأيام...ما فات منها قد انتهى بحلوه ومره ولابد من المضي قدما ومحاولة اصلاح ما بقي من أيامنا , لعل الله أن يغفر لنا ما مضى ...
اكتب اليكم هذه الكلمات بعد مرور أسبوع تقريبا على وفاة أبي الغالي- رحمه الله وعفا عنه ورفع درجته وسائر موتى المسلمين- وبعد ان هدأ الألم شيئا ما وجاءت لحظات التفكر والتذكر والاعتبار
هناك حكمة مفادها أننا قد نمتلك أثمن الجواهر وأنفسها ولكننا لا ندرك قيمتها الحقيقية الا عندما تضيع من بين أيدينا ولا يمكن لنا أن نسترجعها مرة ثانية.. هكذا أرى الأمر فنحن لا ندرك قيمة أحباءنا وأغلى الناس علينا الا عندما يبتعدون عنا او نفقدهم وعندها - وعندها فقط- نشعر بمدى تقصيرنا في حقهم و كيف كانوا يملأون حياتنا ويجاهدون لإسعادنا ويسعون في امور معايشنا ويتحملون من أجل ذلك الكثير والكثير مما نراه ومما لانراه ولا نعرفه ولا نعيه من الآلام والجهد والمشقة ويفعلون ذلك بكل حب وصبر ورضا ومثابرة وايثار وبدون مقابل
وفي المقابل قد يكون منا العقوق ونكران الجميل او على الأقل التقصير في أداء حقوقهم علينا على الوجه المطلوب طاعة لله تعالى وعرفانا بالجميل
كم كنت أرى والدي الحبيب جالسا وحده وقد وضع رأسه على كفه مهموما يفكر كيف يدبر أمرا يتعلق بي أو بأحد اخوتي وأشعر بالشفقة لهذا الهم الذي يحمله عنا ربما بأكثر مما نحمله نحن .. كم كان يحزن اذا أصاب احد منا مشكلة او اخفاق او بلاء ما ...ما زلت أذكر عندما حدث لي مؤخرا موقف صعب ومؤلم كيف كان قلقا على وكيف استقلبني محتضنا إياي عندما عدت للبيت وهو دامع العينين ويشعر بالألم لي ربما اكثر مما أشعره لنفسي ...ذكريات لو استرسلت فيها ما كفت لها صفحات وصفحات .فرحم الله أبي الحبيب وجزاه عنا خير ما جزى أبا حنونا مثابرا عن أولاده
أحببت أن اكتب هذه الكلمات مذكرا لمن أنعم الله عليه بوجود ابيه على قيد الحياة ليتذكر نعمة الله عليه ويسعى في أداء شكرها ببره بكل شكل ممكن لديه ويعي جيدا أنه مهما حدث بينه وبين أبيه من خلاف او سوء تفاهم او حتى قسى عليه أبيه في أحد المواقف .. ان هذا الأب يحبك -مهما كان الظاهر- أشد مما يحب نفسه ولا يرجوا لأحد في الدنيا ان يكون خيرا منه الا أنت
وأن يتذكر كلما رآه أنه هناك الكثير ممن سلبوا هذه النعمة الغالية للأبد وأصبحوا يتحسرون على ما كان منهم ويتمنون لو استطاعوا - ولو لمرة أخيرة - أن يروا والدهم على قيد الحياة ولو للحظات ليقبلوا يده ورجله مجددا ويعتذروا له عن تقصيرهم ويستسمحونه عما كان منهم ويسألونه الدعاء لهم بالخير كما كان يفعل دوما بل حتى يتمنون أن يروا غضبته وعتابه لهم
كان أبي رحمه الله في الأعوام الأخيرة لا يترك قيام الليل ولا صوم الاثنين و الخميس والأيام البيض الا فيما ندر حتى وان كان مرهقا أو متعبا وكان طيلة عمره تقريبا يحافظ على صلاة الصبح في جماعة وأول من يذهب ويفتح المسجد ويؤذن لصلاة الصبح خاصة بل كان الغالب أنه يؤم المصلين.. وأوصى ان يدفن في لحد وألا يكون هناك عزاء الا على المقابر ولا نجلس بعدها في أي مكان لأخذ العزاء وان نجتنب بدع الحداد المنتشرة في مجتمعنا كالخميس والأربعين والذكرى السنوية وما أشبه ذلك وأن نقوم بعمل صدقة جارية له فأسأل الله أن يجزيه خيرا ويتقبله في الصالحين
الحديث ذو شجون وما زلت أشعر بصعوبة في التعبير عما يجيش بصدري ويعتمل بنفسي فسأكتفي بهذا القدر واسأل الله تعالى القبول
ختاما أرجو من كل من يقرأ هذا الموضوع ان يخصص دعوة بظهر الغيب لأبي أن يغفر الله له وان يرحمه وان يرفع درجته ويؤنس وحشته.. وأي خير ترجوه لنفسك لو كنت مكانه فأتمنى ان تدعوا به له لعل الله أن يؤتيك مثله بدعاء الملك الموكل بذلك لك
اكتب اليكم هذه الكلمات بعد مرور أسبوع تقريبا على وفاة أبي الغالي- رحمه الله وعفا عنه ورفع درجته وسائر موتى المسلمين- وبعد ان هدأ الألم شيئا ما وجاءت لحظات التفكر والتذكر والاعتبار
هناك حكمة مفادها أننا قد نمتلك أثمن الجواهر وأنفسها ولكننا لا ندرك قيمتها الحقيقية الا عندما تضيع من بين أيدينا ولا يمكن لنا أن نسترجعها مرة ثانية.. هكذا أرى الأمر فنحن لا ندرك قيمة أحباءنا وأغلى الناس علينا الا عندما يبتعدون عنا او نفقدهم وعندها - وعندها فقط- نشعر بمدى تقصيرنا في حقهم و كيف كانوا يملأون حياتنا ويجاهدون لإسعادنا ويسعون في امور معايشنا ويتحملون من أجل ذلك الكثير والكثير مما نراه ومما لانراه ولا نعرفه ولا نعيه من الآلام والجهد والمشقة ويفعلون ذلك بكل حب وصبر ورضا ومثابرة وايثار وبدون مقابل
وفي المقابل قد يكون منا العقوق ونكران الجميل او على الأقل التقصير في أداء حقوقهم علينا على الوجه المطلوب طاعة لله تعالى وعرفانا بالجميل
كم كنت أرى والدي الحبيب جالسا وحده وقد وضع رأسه على كفه مهموما يفكر كيف يدبر أمرا يتعلق بي أو بأحد اخوتي وأشعر بالشفقة لهذا الهم الذي يحمله عنا ربما بأكثر مما نحمله نحن .. كم كان يحزن اذا أصاب احد منا مشكلة او اخفاق او بلاء ما ...ما زلت أذكر عندما حدث لي مؤخرا موقف صعب ومؤلم كيف كان قلقا على وكيف استقلبني محتضنا إياي عندما عدت للبيت وهو دامع العينين ويشعر بالألم لي ربما اكثر مما أشعره لنفسي ...ذكريات لو استرسلت فيها ما كفت لها صفحات وصفحات .فرحم الله أبي الحبيب وجزاه عنا خير ما جزى أبا حنونا مثابرا عن أولاده
أحببت أن اكتب هذه الكلمات مذكرا لمن أنعم الله عليه بوجود ابيه على قيد الحياة ليتذكر نعمة الله عليه ويسعى في أداء شكرها ببره بكل شكل ممكن لديه ويعي جيدا أنه مهما حدث بينه وبين أبيه من خلاف او سوء تفاهم او حتى قسى عليه أبيه في أحد المواقف .. ان هذا الأب يحبك -مهما كان الظاهر- أشد مما يحب نفسه ولا يرجوا لأحد في الدنيا ان يكون خيرا منه الا أنت
وأن يتذكر كلما رآه أنه هناك الكثير ممن سلبوا هذه النعمة الغالية للأبد وأصبحوا يتحسرون على ما كان منهم ويتمنون لو استطاعوا - ولو لمرة أخيرة - أن يروا والدهم على قيد الحياة ولو للحظات ليقبلوا يده ورجله مجددا ويعتذروا له عن تقصيرهم ويستسمحونه عما كان منهم ويسألونه الدعاء لهم بالخير كما كان يفعل دوما بل حتى يتمنون أن يروا غضبته وعتابه لهم
كان أبي رحمه الله في الأعوام الأخيرة لا يترك قيام الليل ولا صوم الاثنين و الخميس والأيام البيض الا فيما ندر حتى وان كان مرهقا أو متعبا وكان طيلة عمره تقريبا يحافظ على صلاة الصبح في جماعة وأول من يذهب ويفتح المسجد ويؤذن لصلاة الصبح خاصة بل كان الغالب أنه يؤم المصلين.. وأوصى ان يدفن في لحد وألا يكون هناك عزاء الا على المقابر ولا نجلس بعدها في أي مكان لأخذ العزاء وان نجتنب بدع الحداد المنتشرة في مجتمعنا كالخميس والأربعين والذكرى السنوية وما أشبه ذلك وأن نقوم بعمل صدقة جارية له فأسأل الله أن يجزيه خيرا ويتقبله في الصالحين
الحديث ذو شجون وما زلت أشعر بصعوبة في التعبير عما يجيش بصدري ويعتمل بنفسي فسأكتفي بهذا القدر واسأل الله تعالى القبول
ختاما أرجو من كل من يقرأ هذا الموضوع ان يخصص دعوة بظهر الغيب لأبي أن يغفر الله له وان يرحمه وان يرفع درجته ويؤنس وحشته.. وأي خير ترجوه لنفسك لو كنت مكانه فأتمنى ان تدعوا به له لعل الله أن يؤتيك مثله بدعاء الملك الموكل بذلك لك
تعليق