بداية كنت صديقة لثلاثة بنات منذ الصغر ،يجمعنا الحب وتجمعنا مدرسة واحدة، وربما كانت انفسنا تتناهد معا وكنا نحن الاربعة متفوقات دراسيا طوال مرحلتى الابتدائية والاعدادية، وافترقنا فى مرحلة الثانوية ،ولم يبقى لى سوى صديقة كنت اشعر معها دائمابالصدق كنت اشعر دائما معها بالصدق
كنت اثق بها تماما ،رغم اختلاف فكرى عنها بكثير ورغم تعدد صديقاتى من البنين والبنات ،بنت زى اى بنت .
الا اننى كنت لا ارتاح الا معها ورغم انها كانت تضايقها تصرفاتى وعنادى ،الا انها كانت تتحملنى ولم تنهى صداقتها معى مطلقا ، كانت المفاجاة ارتدت صديقتى هذه الخمار فى الوقت الذى كان التبرج والخروج مع الشباب هم حياتى ،الاغانى والفنانين والفنانات هى دى حياتى، وكانت هى تسخط من ذلك كله ،وكنت دائما اغنى امامها واتمايل عندما ارتدت النقاب ولم تقل لى سوى ربنا يهديكى ،كنت دائما اسخر منها ولم اكن اقل لها سوى يا عفريتة هانم واضحك عليها البنات والمدرسين ،واطلقنا عليها عم الشيخ لانها كانت لا تتكلم الا عن الدين دائما .
وذات يوم كان هذا اليوم درس الشيخ محمد حسان فى المنصورة ،قالت لى :اليوم درس الشيخ محمد تعالى معايا سخرت منها ومن الشيخ فقالت تعالى معايا مرة وشوفى المنتقبات ،لعل ان ربنا سبحانه وتعالى يغير من حالك وتكونى قدوة لكل هؤلاء المنتقبات ،بعد ذلك قلتلها بكل تكبر وغرور لو النبى محمد نزل من السماء وقالى البسى النقاب مش هلبسه ابدا، عندما قلت لها ذلك فرت من امامى وقالت :سأنجو بنفسى.
ضحكت منها وسخرت من كلامها ومرت المرحلة الثانوية وتزوجت مباشرة وكان فرحى من اجمل الافراح ومن اجمل الليالى صرف عليه الالاف حضر فيه مطربين، ومطربات ،وراقصات ،وكنت ارتدى فستان الزفاف عارى........ قبل الزفاف اتصلت بها كى اغيظها بفرحى واقول لها :لو ظللتى على لباس العفريتة اللى انتى لابساه لن تتزوجى ابدا ،وها انا اتزوج قبلهاوكذلك كنت ادعوها لفرحى كى ترى جمال ليلة زفافى ولكنها ردت على وقالت :مبارك عليكى ،ولكننى لا احضر مثل هذه الافراح التى تغضب الله ،فانى اخاف الله ،ولكن بإذن الله تبارك وتعالى سآتى لكى بعد الفرح لابارك لكى ومعى هدية الزفاف .
كاد راسى ان ينفجر وقتها خاصة لانها قالت انها ذاهبة لعقد زواج آخر ........المهم بعد انتهاء الزفاف ومرور ثلاثة ايام فقط من الزواج ،بعد ثلاثة ايام فقط من الزواج ،خرج زوجى من المنزل ليوصل اهله الذين اتوا لزيارتنا ودخلت المطبخ اعد بعض الطعام ،وبينما انا اقوم بقلى بعض البطاطس كنت اشغل الاغانى بصوت عالى جدا ..الزيت حطيته على النار اتقدح الزيت وخرجت عشان اعلى الكاسيت وقتها سقطت المعلقة على الارض ،ولما جيت علشان اخد المعلقة من الارض وقع الزيت على فحرق وجهى وبطنى ،وظللت اصرخ واصرخ ولكن لم يجبنى احد ذهبت للمستشفى وبت فيها ليالى وايام بدلا من ان ابات فى احضان زوجى .
وجرت لى عملية تجميل الواحدة تلو الاخرى بلا فائدة ، واصبحت مشوهة الجسم والوجه ، وزوجى الذى كان يصيبه ذهول من رؤيتى اصبح الآن يشمئز منى،.
ومرت الشهور وصرفت مئات الآلاف من الجنيهات حتى يعود وجهى كما كان او حتى يكون الى درجة القبول، ولكن لم يعد والوضع كما هو التشوهات فى وجهى وظهرى وللاسف لم يعد لى احدسوى صديقتى هذه ، حتى زوجى تخلى عنى وتزوج باخرى جميلة وصديقتى التى كنت اسخر منها لازمتنى طوال اربعة سنوات من المرض لم تكل ولم تتعب من عناء السفر .
بعد ذهابى لاهلى للمطرية يعنى تقريبا كانت اربع سنوات المسافة تفريبا من المنصورة للمطرية (هى كانت تقريبا من طلخة للمطرية )تقريبا الساعتين فهى تاتينى من طلخا الى المنصورة وكلها بشاشة ،ترانى محروقة ومرتدية النقاب دائما ليستر حروقى وهى لم تتحدث معى قط عن الحادثة ، ولكن كانت دائما تذكرنى بربى ، وعن الله تبارك وتعالى وها انا الان ماكثة فى بيتى ليلا ونهارا ، عاهدت نفسى بعد الخروج االا الى القبروكنت يائسة من الحياة ،نبهتنى صديقتى بان الحياة لا تسير على وتيرة واحدة اتت لى معها بالكتيبات والشرائط كى نسمعها سويا وتقربنى الى ربى.
خرجت معها لاول مرة الاسبوع الماضى وانا مرتدية النقاب واصرت ان اقول لها ما اشعر به فقلت لها :اننى ملكة متوجة بعد لبس النقاب ،اننى ملكة متوجة واسأل الله سبحانه وتعالى ان يغفر لى ما اسرفت فيه من ذنب وكنت اسمع فى هذا اليوم الشيخ محمد حسان ....... اول مرة فى حياتى شعرت وقتها بانى مولودة من جديد ـ دى حياة الطاعة ـ شعرت وقتها باننى مولودة من جديد وانشرح قلبى وانا فى مسجد التوحيد بالمنصورة ، وكنت دائما اسال نفسى ما هذه الحياة الجميلة واين كنت انا عنها .
علمتنى صاحبتى كثرة الدعاء بأسماء الله وصفاته العلا، علمتنى قيام الليل والا اشكو الا الى الله ،وابقى معه طيلة الليل بالذكر والقيام ،فهو يقبل القليل ويجازى عليه بالكثير ،نعم والله عرفت ربى هو الرحيم بعباده هو الغفار هو الشكور هو الأقرب إلى من حبل الوريد ، عرفت ربى حقا واشهد اننى كنت من الغافلين واسأله سبحانه وتعالى ان يتوب على .
نقلا عن الشيخ احمد جلال
تعليق