إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عظة الموت بين المعاينة والسماع (فهل رأيت الموت؟)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عظة الموت بين المعاينة والسماع (فهل رأيت الموت؟)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمد لله المتفرد بالبقاء بما كتب على غيره بالفناء
    هو الذي قضى لكل أجل كتابًا ، فله الحمد لله رضًا بالقضاء.
    جعل الآجال من علمه الذي لم يسلمه لأحد من خلقه،
    والله أكبر ينفخ الأرواح في الأبدان ويقبضها بعلمه وقدرته.
    لا إله إلا هو يحي ويميت وإليه المصير.

    والصلاة والسلام على من كان موته للناس أعظم مصاب، الذي قال له رب العزة - سبحانه - {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء: 34ـ35].

    الوقفة الأولى:
    أحبتى فى الله :

    إن حفظ الدين من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية، وإن من أعظم أسباب حفظ الدين حفظه بالدعاة المخلصين والعلماء العاملين، فوجودهم في الأمة حفظ لدينها، وصون لعزتها وكرامتها، وذود عن حياضها، فإنهم الحصن الحصين والسياج المتين الذي يحول بين هذا الدين وأعدائه المتربصين.

    وإن أعظم أنواع الفقد على النفوس وقعًا وأشده على الأمة لوعة وأثرًا فقد العلماء الربانين والأئمة المصلحين؛ ذلكم ـ يا عباد الله ـ لأن للعلماء مكانة عظمى ومنزلة كبرى، فهم ورثة الأنبياء وخلفاء الرسل والأمناء على ميراث النبوة، هم للناس شموسٌ ساطعة وكواكب لامعة، وللأمة مصابيح دجاها وأنوار هداها، بهم حفظ الدين وبه حفظوا، وبهم رفعت منارات الملة وبها رُفِعُوا،
    " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ "[المجادلة: 11].

    صح عند أحمد وغيره من حديث أنس أن رسول الله قال: ((إنما مثل العلماء كمثل النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة)).

    يقول الإمام أبو بكر الآجري رحمه الله: "فما ظنكم بطريقٍ فيه آفات كثيرة، ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلة ظلماء، فقيض الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم، فسلكوه على السلامة والعافية، ثم جاءت فئامٌ من الناس لا بُدَّ لهم من السلوك فيه فسلكوا، فبينما هم كذلك إذ أطفئت المصابيح فبقوا في الظلمة، فما ظنكم بهم؟! فهكذا العلماء في الناس"

    ولقد أخبر حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس ما في قوله تعالى: " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا "[الرعد: 41] قال: (بموت علمائها وفقهائها

    وقال عبد الله بن مسعود : (عليكم بالعلم قبل أن يُقبض، وقبضه ذهاب أهله

    فيا من زهدتم في تعلم دينكم :
    تعلموا قبل ان تتألموا
    تعلموا قبل الا تجدوا ما تتعلمونه
    تعلموا فإن العلم رحم بين أهله

    الوقفة الثانية:
    منذ أسبوعين تقريبا دعاني أحد الأخوة لإشهار عقد زواج ابنته ... ولبيت الدعوة بفضل الله ...
    لم أتكلم طويلا فقد كانت الكلمات شبه معدودة وصية للزوج ووصية للزوجة ووصية للحاضرين ثم أشهرت الزواج بفضل الله..

    ومنذ أيام قليلة... آلمني خبر وفاة هذا الأخ الكريم (والد العروس)
    ولكن ... كيف توفي ؟
    ذهب إلى أحد المساجد ليعطي درسا بين المغرب والعشاء وبعد أن صلى العشاء أراد أن يقوم من مكانه فسقط مغشيا عليه ... وتوفي قبل أن يصل إلى المستشفى ...
    نسأل الله أن يتغمده برحمته

    الوقفة الثالثة
    منذ أيام سمعت كما سمعتم ، عن وفاة الأخ الجليل والشيخ الفاضل (مقدام الحضري - رحمه الله -)

    ونسأل الله أن يلهم أهله الصبر والسلوان
    اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله
    اللهم تجاوز عنه في الصالحين
    اللهم أجرنا في مصيتنا واخلف للأمة خيرا منها
    آمين ... آمين ... آمين

    نقل لي أحد الأحباب قصة حادثة الشيخ وفاته - رحمه الله - فأحببت أن أشارككم فيها للعبرة والعظة ... وما يحزننا عليه إلا الفراق ...

    (فقد كان الشيخ - رحمه الله - قبل أشهر في طريقه للدعوة إلى سيوة وقد سبقه بعض طلابه إلى هناك وعلى الطريق صلى الشيخ المغرب والعشاء جمعاً وقصراً مع صديقه الشيخ / حسن الذي كان يرافقه بالسيارة
    وقد صليا والحمد لله

    أراد الشيخ / حسن أن يواصل الطريق سريعاً ولكن الشيخ استمهله
    وقال له بالحرف الواحد على رواية الشيخ / حسن
    أما ترى يا شيخ / حسن أن المصحف قد فُتح وكأنه يناديني فهلا لو أنتظرت حتى أقرأ بعض آيات القرآن الحكيم ؟!!
    فيقول الشيخ فأذنت له وقرأ الشيخ / مقدام ما يسر الله له أن يقرأ من القرآن الكريم
    ثم استكملا السير على الطريق السريع

    وقال الشيخ / مقدام لصديقه أود أن أصلي على النبي ألف صلاة مرة واحدة دون أن يقاطعني أحد (تليفون او حديث أو ما شابه...)

    وعندما انتهى الشيخ من صلاته على النبي قال للشيخ / حسن انظر لتلك السيارات التي تجري على الطريق العام بسرعة رهيبة وكأن كل سيارة تحمل معها ملك الموت – ولا حول ولا قوة إلا بالله – وما مرت على تلك الكلمات غير لحظات قليلة
    وإذا بالشيخ حسن قد تفاجأ بجمل أمامه على الطريق وأراد أن يفاديه فما استطاع إلى ذلك سبيلاً
    وكان قدر الله
    فقد دخل بالسيارة في الجمل

    نقل الشيخ إلى مستشفى الشرق الاوسط بالأسكندرية بسموحة
    وهو يعاني من نزيف حاد بالمخ
    ولقد نجا الشيخ / حسن بفضل الله تعالى وكرمه ومنه

    والآن مات الشيخ مقدام - رحمه الله -
    ونسأل الله الذي رفع ذكره في الدنيا أن يرفع ذكره في الآخرة
    فإنه والله من أهل الفضل ومن العلماء الربانيين الذي شهد لهم الشيخ / محمد حسان بحسن الخلق وأنه لمن آهل القرآن من أهل الله و خاصته ولا نزكيه على الله
    فلا تنسوا الشيخ من صالح دعائكم

    الوقفة الثالثة
    ليس الخبر كالمعاينة (رأيت الموت)

    منذ عام تقريبا رأيت الموت في أحد النعوش الطائرة بطريق الإسكندرية مصر الزراعي ... وظني أنه كانت نذيرا بالموت ... ونحمد الله على العافية ...

    وأعجب ما في القصة أنك تستشعر فيها حكمة الله البالغة في تقدير الأحداث ... ولله الحمد على كل نعمة أنعم بها وعلى كل بلية صرفها ...

    فإليكم القصة كما سطرتها في وقتها

    إخوتي في الله ...
    ليس من رأى كمن سمع ...
    فاسمع قبل أن ترى ...
    فقد لا تمهل حتى تحكي لنا كيف رأيت الموت؟ ....
    تعلم
    أن الموت أقرب غائب ننتظره
    تعلم
    وأنه ليس الموت راحة كل حي
    تعلم
    أن صلة الرحم تزيد في العمر والصدقة تدفع ميتة السوء
    تعلم
    أن قضاء الله كله خير

    1- أول أيام العيد:

    - تعودت (بفضل الله) منذ زمن طويل أن أقسم يوم العيد الأول بين الصلاة ثم التضحية (إن يسر الله) ثم المرور على الأصحاب و الأحباب والأهل ... قد يكون اليوم مرهقا، ولكنه إرهاق ممتع؛ أن ترى أكثر من تحب في يوم واحد ...

    - بعد العصر نبدأ بتجميع لحوم الأضاحي ومن ثم توزيعها بعد العشاء على المستحقين من أهل الحي وما فاض ندفعه إلى الأحياء المجاورة، وهكذا ينقضي اليوم الأول بفضل الله.


    2- اليوم الثاني من أيام العيد:

    تعودت بفضل الله أن أخصص هذا اليوم لزيارة أخواتي البنات في الإسكندرية، ولكن قدر الله أمرا ، فقد اتصل بي أحد أهل الخير يفيدني بأن هناك كمية كبيرة من لحوم الأضاحي وأنه سيرسلها لي للتصرف فيها،

    وبالتالي لم أسافر كالمعتاد في بداية النهار وتأخرت حتى صلاة الظهر،


    وبعد صلاة العصر مباشرة اعتذرت من أولادي وأهلي بأنني لن أستطيع اصطحابهم لأني لا أحب سفر الليل،

    استقللت سيارة أجرة للذهاب إلى موقف السيارات ولكني عدت إلى البيت من منتصف الطريق، وتعجب الأولاد والأهل لذلك،


    ثم أراد الأولاد أن أصطحبهم للنزهة، فاعتذرت منهم لأنني كنت مرهقا، وانتهيت الموقف بوعد مني أنني سأصطحبهم معي لزيارة عمتهم بالإسكندرية صباح اليوم التالي بإذن الله، واشتعل البيت بالصياح فرحا بهذا الوعد.


    3- اليوم الثالث من أيام العيد (اليوم الطويل):

    في التاسعة من صباح اليوم الثالث من أيام العيد أيقظني أهلي وهم يحدثونني حديثا مفاده ألا أسافر، وأنها لن تستطيع السفر معنا لأن (سلمى – ابنتي الصغرى) مريضة،

    ولم أشأ أن أعكر صفو الأولاد (أنس - معاذ) فقررت اصطحابهم كما وعدتهم،


    استعنت الله وأثناء ارتداء ملابسي كانت سلسلة الوصايا من (أم أنس) عن نفسي والأولاد حتى كانت تكرر الكلمات عدة مرات وحتى أوصلتني إلى حد التوتر، وقررت بفضل الله ألا أصطحب الأولاد معي.


    ثم انطلقت - مستعينا بالله - قاصدا وجه الله بصلة الرحم، وانقضى الوقت طيبا مباركا فيه بفضل الله تعالى، وقبيل المغرب قررت العودة ، واحتالت علي أختي ألا أسافر ليلا ولكن قدر الله وما شاء فعل، أديت صلاة المغرب ثم جمعت العشاء قصرا و تقديما.

    ثم استقللت سيارة أجرة وبالقرب من الموقف رأيت يمين الطريق سيارة (جمع القمامة) وقد احترقت تماما ولم يبق إلا هيكلها وأخبرنا الناس أن العمال والسائق نجوا جميعا بفضل الله. دعوت الله ساعتها أن يعيذني من ميتة السوء

    وتذكرت ساعتئذ أنني لم أكمل أذكار المساء فشرعت فيما بقي منها بفضل الله.


    دخلت إلى الموقف وإذ بسيارة (بيجو 504) لم يبق لها إلا فردا واحدا ليكتمل العدد وتنطلق، ...

    سألت عن السائق – كعادتي - فأشاروا إلى شاب في أوائل العشرينيات فألفيته يداعب الجميع ويضاحكهم، فلما علمته شابا رفضت الركوب وقلت لا أخالف قواعدي فلا أركب إلا مع كبار السن من السائقين فغالب حال الشباب – على حد رأيي - التهور ونقص الخبرة.


    ولم يغن حذر من قدر

    احتال الناس علي تارة واحتال السائق أخرى "هلم واركب معنا لم يبق إلا أنت" "هيا كي لا نتأخر"

    و كان كرسي المنتصف ينتظرني وكانت عادتي أن أركب بجوار السائق حتى لا أزعج أحدا ولا يزعجني أحد. وإذا قمت باصطحاب الأهل والأولاد أجعلهم في كرسي المنتصف، وكان قدر الله.


    انطلقت السيارة وبعد أن خرجنا إلى الطريق السريع انطلق صوت الغناء من مسجل السيارة فقلت للسائق أيهما أفضل القرآن أم الغناء ... القرآن طبعا،

    فرد السائق: حاضر يا شيخ ، ولكنه لم يغلق المسجل.

    اشتغلت بالأذكار ناويا أن أشغل هاتفي على القرآن وإذ بي أغفو لحظة

    وما إن تجاوزنا مركز (أبو حمص) وعند قرية (السحالي) أفقت على صوت السائق ( حاسب يا له) وإذ بصبي يركب دراجته ويمرق عن يسارنا ،


    وإذ بالسيارة تنحرف يمينا لتفادي الصبي ثم تنحرف شمالا وأثناء ذلك صرخت على من بيده مقادير كل شيء ( يا الله ... الله أكبر) أكررها بفضل الله ... ولكن صوتي يخرج هذه المرة من قلبي وكأني أناجي الله لأول مرة في حياتي وسمعت آخر يصرخ : (يا خرابي يابه) علمت ساعتها المعنى العملى للاستسلام لله فلا حول ولا قوة إلا به.


    وألهمني الله فوضعت يدي على رأسي وانكمشت بين رجلي

    ثم انقلبت السيارة ظهرا لبطن تسير زاحفة على ظهرها عدة أمتار لتدل على سرعة السائق – غفر الله له ورحمه -

    ساعتها شعرت بضربة قوية هوت على ظهري، إنه الكرسي المتحرك في الوسط،

    كانت يدي على رأسي وقد التصقت بسقف السيارة من الداخل وكأن كل حبة رمل أو حجر تزحف عليها السيارة تحت يدي ورأسي مباشرة ...

    حتى انخرق سقف السيارة من فوق رأسي مباشرة وحماني الله بخاتم كنت ألبسه في يدي اليسرى فكانت الأرض تحتك بالخاتم الذي طار فصه بعد أن قدر الله له مهمة قد انقضت ... ولله الحمد والمنة.


    وأما داخل رأسي فكانت تعج بما أحفظ عن صلة الرحم وقد جاء في الأثر (وصلة الرحم تزيد في العمر والصدقة تدفع ميتة السوء)

    تذكرت توفيق الله لي بأن أجلت سفري في اليوم الثاني حتى يتم توزيع لحوم الصدقة (الأضحيات) التي تأتي المسجد.

    أغمضت عيني استعدادا للموت ... اللهم إني أعوذ بك من مستة السوء سوء المنقلب ...

    وما هي إلا ثوان معدودة حتى استقرت السيارة يسار الطريق

    ممدت يدي عن يميني أتحسس زجاج الباب فوجدت فراغا ويدي لا تلمس شيئا فألقيت نفسي يمينا فوجدتني خارج السيارة

    و والله لا أعلم كيف خرجت ؟ إلا أنه فضل الله وحده.


    وقفت على قدمي والدم ينزف من رأسي وأنا لا أكاد أصدق ما أراه، فمنظر السيارة تكاد تطير له الألباب، وألهمني الله حمده

    الحمد لله ... الحمد لله ... الحمد لله


    تذكرت الفتاة الصغيرة التي كانت تركب في المقدمة مع والدها... نظرت إلى مكانها فوجدتها فوق والدها بجوار السائق أخرجتها ولم يصبها خدش واحد بفضل الله،


    كان أول من وصل إليَّ شاب وراح يجفف الدم عن رأسي وقال لا تقلق جرحك صغير أنت بخير وراح يتحسس أكتافي وضلوعي ...



    وجاء الناس سِراعا يُخرجون مَن في السيارة فلم ترَ عيني إلا الدماء ولم تملأ أنفي إلا رائحة البنزين التي أغرقت ملابسي، فحمدت الله أن أحدهم لم يكن يدخن في هذا الوقت وإلا ...


    وكان آخر مَن أخرجوه السائق الذي لم يمهل دقائق حتى يغلق صوت الغناء ...
    بحثت في جسده فلم أجد فيه خدشا واحدا ولكننه قد فارق الحياة جزم بذلك المسعفون الذين جاؤا بعد دقائق معدودة.

    تحسست جيوبي فلم أجد الحافظة ولا الهاتف ولا سلسلة المفاتيح...

    فتذكرت فورا
    هذا الشاب الذي وصل إليَّ قبل الجميع وراح يتحسس ذراعي وصدري كأنه يطمئن عليَّ ...
    تذكرت ... لقد وضع يده أكثر من مرة على جيوبي وحسبته يتحسس جرحا أو كسرا في جسدي ولكنه ...
    غفر الله له ...
    كان يسرقني ...
    وشر البليَّة ما يضحك.


    و قلت الحمد لله قدر ولطف.


    توقف أحد السائقين بجواري راح يطمئن عليَّ فأنا الوحيد الآن الذي يقف على قدميه ممن كانوا في السيارة.

    أقصد النعش الطائر (كما كانوا يسمونها قديما)


    قلت: له أن بخير الحمد لله ... جزاك الله خيرا

    قال: سآخذك معي ... فقلت كيف ذلك السيارة لا تسع أكثر من سبعة ركاب؟

    ويا لروعة الإسلام والمسلمين عندما يكونون كالجسد الواحد،

    انكمش الركاب جميعا في المقعدين الخلفيين وتركوا لي المقعد الأمامي


    وطوال الطريق ما إن أغمض عيني إلا وأسمع النداء يا شيخ أنت بخير (مرات عديدة) ووالله شعرت أنني وسط أهلي حتى وصلنا إلى مدينتنا، وانصرف الجميع وما تركني السائق حتى بلغني أهلي، فجزاه الله عني خيرا.

    لا أعرفهم ولا يعفونني ولكن حسبي أن الله يعرف الجميع


    مشاعر عديدة اختلطت في ذهني ذلك اليوم منها:

    1- ليس الخبر كالمعاينة

    ليس من سمع عن الموت كمن رآه ... فقد تكلمت في دروس وخطب ومواعظ عن الموت وحسن وسوء الخاتمة ، ولكني الآن فقط سأتكلم عن ذلك بشكل جديد وإحساس جديد.


    2- الموت أقرب غائب ننتظره

    فمهما طال العمر لابد من دخول القبر


    3- ليس الموت راحة كل حي

    فرب منعم في الدنيا متمتع بلذاتها معذب في الآخرة إن لم تدركه رحمة الله.


    4- صلة الرحم تزيد في العمر والصدقة تدفع ميتة السوء

    كيف لا وصنائع المعروف تقي مصارع السوء ، ثبتنا الله على الحق.


    5- قضاء الله كله خير ومن ذلك:

    - أن تمرض ابنتي فلا اصطحبها وأمها معي في السفر.

    - ألا أصطحب أولادي معي وعدم تضجرهم من ذلك.

    - أن أغير الخاتم الصغير إلى خاتم أكبر له فص أكبر لا أحب لبسه.

    - أن أرى السيارة المحترقة فأستعيذ بالله من ميتة السوء و أكمل الأذكار بعد صلاة المغرب على غير عادة.

    - أركب مع سائق شاب في سفر طويل على غير عادة.

    - ألا أركب في الكرسي الأمامي كعادتي وأجده مشغولا.

    - يلهمني الله أن أضع يدي على رأسي ويحميني الله بالخاتم الذي لا أحب لبسه.



    وأخيرا أهدي هذه النصيحة الشعرية لكل من دعا لي بالشفاء وحسبي أن تقول لكم الملائكة ولكم بمثله



    رأيت الموت

    رأيتُ الموتَ يهتفُ بالبرايا أنا الأقرب ولكن لا تبالوا

    أنادي فيكمُ ليلا نهارا لقد قَرُبَ الرحيلُ ألا تعالوا

    أعدوا الزادَ للُقيا أعدوا فأهلُ الحقِّ صالوا به جالوا

    ألا لو يعلمُ الطاغونَ حقا لما نعموا بذي الدنيا وقالوا

    يراني الناسُ في كلِّ اتجاهٍ أحاولُ جاهدا فيما يحالُ

    دعوتك يا إلهَ الكون ذلا بإلحاحٍ تقومُ له فِعالُ

    مددت يداي يا ربي أغثني وجُد عفوا فأوزاري ثِقالُ

    فلا تردُد يداي إليَّ صفرا فجودُك لا حدود له تقالُ


    وكتب بفضل الله وحده (أبو أنس - أمين بن عباس)

    عفا الله عنه وعنكم




  • #2
    رد: عظة الموت بين المعاينة والسماع (فهل رأيت الموت؟)

    جزيتم الفردوس شيخنا على التذكرة ويالها من تذكرة

    اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

    تعليق


    • #3
      رد: عظة الموت بين المعاينة والسماع (فهل رأيت الموت؟)

      الحمد لله على سلامتك يا شيخنا وشافاك الله وعافاك
      ورحم الله هذا السائق وغفر له
      وهدى الله هذا السارق

      تعليق


      • #4
        رد: عظة الموت بين المعاينة والسماع (فهل رأيت الموت؟)

        جزاكم الله خيرا

        تعليق

        يعمل...
        X