:LLL:
( إنـــــــه الله عــــزّوجــــــــــــــلّ )
( إنـــــــه الله عــــزّوجــــــــــــــلّ )
تخرج من الجامعة الإسلامية وكان آية في الذكاء،ويحمل تزكيات وشهادات أخر،ولكنه طاف بكل المؤسسات والإدارات الحكومية والشركات،فلم يوفق لعمل بها،ولأنه آلى على نفسه ألا يخرج من طيبة الطيبة؛المدينة النبوية..وهل يتذوق أحد طيب العيش فيها فيتركها؟! وهو يرى في كل شبر منها ذكريات المصطفى-صلى الله عليه وسلم-وأصحابه -رضي الله عنهم- !
لأنه آلى أن يعيش بالمدينة طمعا في دخوله في حديث النبي-صلى الله عليه وسلم-قال: (من استطاع أن يموت بالمدينة فليفعل فإني أشفع لمن مات بها).
فقد ذهب إلى أحد المشايخ الأجلاء،من إذا رأيته ذكرت الله ،وإذا سمعت صوته علمت أنه يخشى الله،ولا نزكيه على الله، قال: ذهبت إليه فقلت له: يا شيخ! ألا تعرف أحدا يوظفني ؟! فقد أوصدت الأبواب في وجهي،ولم يبق باب إلا وطرقته دون جدوى، ولا أريد أن أخرج من المدينة.
قال الشيخ بلهجة الواثق بالله،الموقن بوعد من الله تعالى: نعم أعرف من يوظفك والله ، وفي أسرع وقت! قلت( وقد علاني الفرح والسرور): من هو يا شيخ أحسن الله إليك! من هو؟!
قال الشيخ:إنه الله عزوجل!
قال:فكأني وجمت قليلا، ولم أتكلم، فنظر إلي الشيخ وقال: عجبا! لو قلت لك الوزير الفلاني والمسؤول الفلاني لاستبشرت خيرا،ولما ذكرت الذي بيده مقاليد كل شيء وهو على كل شيء قدير،الذي بيده ملكوت السموات والأرض، وخزائن السموات والأرض، أراك قد تغير وجهك! وكأك في شك في وعد الله( وفي السماء رزقكم وما توعدون).
اذهب يا بني إلى مسجد النبي- صلى الله عليه وسلم- قبل الفجر بساعة،وتقرب إلى الله تعالى في الثلث الأخير من الليل وفي ساعات السحر،وأنا واثق أن الله تعالى سيقضي لك أمرك! قال: فخجلت أشد الخجل، وعلتني الرحضاء وودعت الشيخ وانصرفت، ووضعت منبه ساعتي على الثالثة بعد منتصف الليل..
قمت وتوضأت ثم ذهبت إلى الحرم النبوي وبي من حرارة الإيمان مالا أستطيع وصفه، فلما دخلت وصليت ما كتب الله لي، أردت أن أمد يدي إلى السماء فأدعو، لم أستطع، إذ غلبني البكاء فعلا نشيجي، حتى ظننت أن روحي ستخرج وإني قد آذيت من حولي، فدعوت الله بكلمات قليلة، والله عليم بذات الصدور، صليت الفجر مع المسلمين، ثم حضرت درسا لأحد علماؤناالأجلاء ثم اتجهت بعد ذلك إلى بيتي، نسيت كل شيء إلا الله تعالى ولم أعد آبه بشيء من أمور الأرض، في الطريق إلى بيتي كأن قائلا يقول لي اسلك هذا الطريق فسلكته فإذا بي أواجه إدارة حكومية لم يسبق لي المرور عليها، فقلت في نفسي لم لا أنزل فأسألهم إن كان لديهم وظيفة لي!!
فنزلت، ثم دخلت فاستقبلني رجل، هش في وجهي عندما رآني، وهو لا يعرفني، فقلت له: يا أخي أنا لا أعرف أحدا هنا فإن شئت أن تنال أجري فهذه أوراقي، وهذه شهاداتي، إنني منذ زمن أبحث عن عمل ولم أجد. فلما نظر إلى شهاداتي، اتكأ بكلتا يديه على حافة مكتبه وقام، ونظر إلي وقال: سبحان الله! نحن منذ فترة نبحث عن أشخاص يحملون مثل هذه المؤهلات، أين كنت، ومن أين جئت؟ الآن تتوظف إن شاء الله، قال: فقمت من على الكرسي وسجدت لله شكرا في مكتبه وقد اغرورقت عيناي بالدموع، وأن أردد وقد تذكرت الشيخ، إنه الله عز وجل، إنه الله عز وجل ..
أسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى..
(منقول)
تعليق