السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أخواتى فى الله هذه قصه قرأتها فعجبتنى فقلت اكتب هنا لكى نستفيد ونعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
ذكر الدمشقى فى كتابه (مطالع البدور)
عن أمير القاهرة فى وقته شجاع الدين الشرزى قال: بينما أنا عند رجل بالصعيد وهو شيخ كبير شديد السمره اذ حضر أولاد له بيض حسان فسألناه عنهم ، فقال: هؤلاء أمهم فرنجية ،ولى معها قصة فسألناه عنها فقال:ذهبيت الى الشام وأنا شاب أثناء احتلال الصليبيين له واستاجرت دكانا أبيع فيه الكتان ،فبينما أنا فى الدكان اذ أتتنى امرأة أفرنجية زوجة أحد قادة الصليبيين ،فرأيت من جمالها ما سحرنى فبعتها وسامحتها فى السعر ثم انصرفت وعادت بعد أيام فبعتها وسامحتها فأخذت تتردد على وأنا أتبسط معها فعلمت أنى أعشقها فلما بلغ منى مبلغه قلت للعجوز التى معها: قد تعلقت نفسى بهذه المرأة فكيف السبيل اليها؟ فقالت : هذه زوجة فلان القائد ولو علم بنا قتلنا نحن الثلاثة فما زلت بها حتى طلبت منى خمسين دينارا وتجىء بها الى فى بيتى فاجتهدت حتى جمعت خمسين دينارا واعطيتها اياها............
جزاكم الله خيرامنقول من كتاب للشيخ محمد العريفى
الليلة الأولى
وانتظرتها تلك اليلة فى الدار فلما جاءت الى أكلنا وشربنا فلما مضى بعض الليل قلت فى نفسى : اما تستحى من الله!! وأنت غريب وبين يدى الله وتعصى الله مع نصرانية!! فرفعت بصرى الى السماء وقلت: اللهم ان أشهدك أنى عففت عن هذه النصرانية ،حياء منك وخوفا من عقابك ، ثم تنحيت عن موضعها الى فراش أخر فلما رأت ذلك قامت وهى عضبى ومضت فى الصباح مضيت الى دكانى فلما كان الضحى مرت على المرأة وهى غاضبه ووالله لكان وجهها القمر فلما رأيتها قلت فى نفسى: ومن انت حتى تعف عن هذا الجمال؟ أنت ابو بكر أو عمر أم اانت الحسن الزاهد وبقيت أتحسر عليها فلما جاوزتنى لحقت بالعجوز وقلت لها: ارجعى بها الليلة فقالت : وحق المسيح ما تأتيك الا بمائة دينار قلت :نعم فأجتهدت حتي جمعتها وأعتيطها اياها.........
الليلة الثانية
فلما كان الليل وانتظرتها فى الدار جاءت فكأنها القمر أقبل على فلما جلست حضرنى الخوف من الله وكيف أعصيه مع نصرانية كافرة فتركتها خوفا من الله وفى الصباح مضيت الى دكانى وقلبى مشغول بها فلما كان الضحى مرت على المرأة وهى عاضبه فلما رأيتها لُمت نفسى على تركها وبقيت أتحسر عليها فسألت العجوز فقالت: ما تفرح بها الا بخمسمائة دينار أو تموت كمدا قلت: نعم وعزمت على بيع دكانى وبضاعتى وأعطيتها الخمسمائة دينار فبينما أنا كذلك اذ منادى النصارى ينادى فى السوق يقول: يا معشر المسلمين ،ان الهدنة بيننا وبينكم قد انقضت وقد أمهلنا من هنا من المسلمين أسبوعا فجمعت ما بقى من متاعى وخرجت من الشام وفى قلبى من الحسرة ما فيه ثم أخذت أتاجر ببيع الجوارى عسى أن يذهب ما بقلبى من الحب ما فيه فمضى لى على ذلك ثلاث سنوات 0
ثم جرت واقعة حطين واستعاد المسلمين بلاد الساحل وطلبت منى جارية الملك الصالح وكان عندى جارية حسناء ، فاشتروها منى بمائة دينار فسلمونى تسعين دينارا وبقيت لى عشرة دنانير فقال الملك: امضوا به الى البيت الذى فيه المسيبات من نساء الافرنج فليختر منهن بالعشر دنانير التى بقيت له.........
ثم جرت واقعة حطين واستعاد المسلمين بلاد الساحل وطلبت منى جارية الملك الصالح وكان عندى جارية حسناء ، فاشتروها منى بمائة دينار فسلمونى تسعين دينارا وبقيت لى عشرة دنانير فقال الملك: امضوا به الى البيت الذى فيه المسيبات من نساء الافرنج فليختر منهن بالعشر دنانير التى بقيت له.........
الجائزة
فلما فتحوا لى الدار رأيت صاحبتى الافرنجية فأخذتها فلما مضيت الى بيتى قلت لها: تعريفينى؟ قالت: لا قلت : أنا صاحبك التاجر الذى أخذت منه مائة وخمسين دينارا وقلت لى: لا تفرح بى الا بخمسمائة دينارا ها أنا اخذتك ملكا بعشرة دنانير فقالت : أشهد أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله فأسلمت وحسن اسلامها فتزوجتها فلم لبثت أن أرسلت اليها أمها بصندوق فلما فتحناه فاذا فيه الصرتان التى أعطيتها فى الأولى الخمسون دينارا وفى الاخرى المائة دينارا ولبساها الذى كنت أراها فيه وهى ام هؤلاء الأولاد وهى التى طبخت لكم العشاء .
نعم ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، والعبد قد يختفى من الناس ولكن أنى له أن يختفى من الله وهو معه
جزاكم الله خيرا
تعليق