Tweet
سلسلة قصص هادفة
حصرياً على موقع الطريق إلى الله
حصرياً على موقع الطريق إلى الله
*القرار الشجاع*
- أُخيتي الغالية .. والله لولا حبي لكِ ، وخوفي عليكِ ، ما سطَّرتُ هذه الكلمات.أختاه .. أحب لك الخير أكثر من نفسكِ ، فهلا فتحتِ لقصتي قلبكِ ، واستجبتِ لنصحي .
كانت هدى في طريقها للمسجد لحضور محاضرة دينية فقابلتها نهى وطلبت منها أن تذهب معها لشراء بعض الملابس ، فوافقت هدى على أن تذهب نهى معها إلى المحاضرة أولاً . وفي المسجد ناولتها هدى حجاباً وملابس ساترةً لترتديَها فترددت نهى ، ثم قبلت وقالت لابأس أنزعها بعد المحاضرة . وما أن ارتدت نهى الحجاب والملابس واستمعت إلى كلام الشيخ حتى أحست براحة عجيبة ، وندمت على كل لحظة ارتدت فيها بنطالاً أو جيبة ضيقة أو طرحة قصيرة ، ندمت على ملابس كانت ترتديها توهم نفسها أنها ساترة وأنها ترتدي الحجاب ، والواقع أنها كانت ترتدي ما يُرضي هواها ويظهر مفاتنها لا ما يُرضي ربها ، وإلا فلماذا كانت مصرةً على ارتداء تلك الملابس التي تحدد معالم جسدها وتظهر مفاتنها؟ لو كانت تحب ربها حقاً ، فلماذا لم ترتدِ ذاك الحجاب الساتر السابغ وتلك الملابس الفضفاضة ؟
*ندمت نهى عندما تذكرت كمَّ السيئاتِ التي جَنَتها من نظر الناس إلى مفاتنها
* ندمت نهى وتمنت أن يعود الزمان للوراء لترتدي تلك الملابس التي أرادها الله لها والتي تجعل من يَقَع بصره عليها من فتيان الضلال ، يكف بصره وأذاه عنها " ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ(أنهن عفيفات) فَلاَ يُؤْذَيْنَ " [الأحزاب : 59] وتجعل من يقع بصره عليها من أهل الخير يذكر الله ،ويقول: ما زالت بنات المسلمين بخير ,وتجعل من يراها من النساء يقتدين بها.
* ندمت نهى عندما علمت أن قولهم " جميلة جذابة " لن ينفعها بشيء ولن يحجب عنها العذاب الذي أوعد الله به على لسان نبيه حيث قال" لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال" (صحيح ابن ماجه، 1558)(البنطال محرم مهما كان ساتراً أو فضفاضاً فالعبرة بالتشبه).
* ندمت عندما تذكرت أنها كانت تعرض نفسها للعنة ربها بترقيق حواجبها مع أنها تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لعن الله النامصة والمتنمصة ( النمص ترقيق الحاجب ) والواشمة والمستوشمة والواصلة والمستوصلة "( صحيح الجامع، 5094)
* ندمت نهى على أنها كانت تتعطر أو تتبخر مع أنها تعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم " أيما امرأة استعطرت ثم خرجت من بيتها ليشم الناس ريحها فهي زانية" (صحيح الجامع، 4540).
*ندمت نهى على أنها كانت تتساهل فى الحجاب أكثر أمام ابن خالتها وابن عمها بحجة أنهما من الأقارب مع أنهما من الأجانب عنها الذين أوجب الله عليها كامل الحجاب أمامهما ولو في البيت .
* ندمت نهى عندما تذكرت أنها كانت تتساهل أيضاً في حجابها حين تخرج إلى الشرفة (البلكونة) بحجة أنها في البيت مع أنه يمكن أن يراها من في الطريق أو المنازل المجاورة
* ندمت نهى عندما تذكرت ضحكاتها ومزاحها مع صاحباتها في الطريق وفي الجامعة مع أنها تعلم أن الحجاب خلق وحياء وأن الله تعالى قال "فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً" [الأحزاب : 32]
* ندمت نهى على استغلال جسدها وجمالها في معصية الله ، وهما نعمة منحها الله إياها وتذكرت قول إحدى صديقاتها : " قال الحسن البصري : إن من أشد الناس صراخاً يوم القيامة من آتاه الله نعمةً فاستغلها في معصيته ".
* ندمت على مخالفة أمر الله وأمر رسوله ، مع علمها أنهما يحبانها أكثر من نفسها ، رغم أنها لم تكن تجرؤ على مخالفة أمر من تحب من الأهل والأقارب، فعلمت أنها لم تكن تحب الله ورسوله حق الحب، لأن
" المحب لمن يحب مطيع".
* ندمت على أنها ما فهمت إلا الآن أن الله كان ينظر إليها على أنها جوهرةٌ ثمينةٌ لابد أن تستر حتى لا تُسرق ولا تمس بسوء ، حتى يأتي من يستحقها ، ويحافظ عليها وحينها تبدي ما تشاء من زينتها وجمالها لزوجها .
* ندمت على أنها ما فهمت إلا الآن أن الحجاب تكريمٌ لها قبل أن يكون تكليفاً ، فهو يحميها من أعين الذئاب وأذى الكلاب .
* ندمت على أنها كانت ترى الحجاب الطويل الفضفاض السميك ، والملابس الطويلة ، سجناً يحبس حريتها،وفهمت أن الحرية في طاعة الله ، والتحرر من عبادة الهوى والشيطان.
* ندمت على أنها كانت تعتقد أن ملابسها المتبرجة تمنحها إعجاب وثناء الرجال ، واكتشفت أنهم كانوا ينظرون إليها على أنها جسد رخيص يعرض كنوزه بلا استحياء ، فكانوا يحتقرونها ، ويزهدون فيها ، ويذمون أخلاقها وإلا فلو كانت متدينة فلماذا ترتدي هذه الملابس ؟
*ندمت على اغترارها بحلم الله عليها كل هذه المدة ، وعدم مبالاتها بغضبه مع أنه كان قادراً على أن يخسف بها ويسلبها ما منحها من جمال وجسد سليم ، فتصير شوهاء أو عمياء أو عرجاء ، فحمدت الله على حلمه عليها حتى هذه اللحظة .
* ندمت نهى عندما تذكرت حالها وملابسها وقالت: لو كنت مت على هذا الحال هل كنت سأنعم أم أعذب في قبري ؟ ماذا كنت سأقول لربي حين أقف بين يديه ، ويسألني : أَمَتي ءأمرتكِ بهذا ؟ هل أغنت عنكِ عبارات الناس ، ورغبات الدنيا ، وتلك الملابس شيئا ؟ .
* ندمت نهى على أنها كانت ترى أن السعادة في ارتداء البنطال ، والملابس الضيقة التي تصف مفاتن جسدها ، والطرحة الصغيرة التي لا تغطي أكثر من رأسها وعنقها .. وعلمت أن السعادة في طاعة الله ، فالسعادة والراحة بيد الله يمنحها لمن يشاء ،ويحجبها عمن يشاء ، وقد كان قادراً ، ولا يزال على أن يقذف في نفسها الاكتئاب والضيق حتى تكره الحياة بسبب عصيانها ولكنه حليم كريم كان يمهلها علًها تستحي منه
.. أدركت أن سعادة الستر والعفاف تفوق بمراحل تلك اللذة الوهمية القصيرة الناتجة عن مخالفة أمر الله
* ندمت حين تذكرت أنها كانت تسير بطريق النار وعذاب الله ، وحمدت الله على أنها لم تمت على ذلك .. " صنفان من أهل لم أرهما قط : ... نساء كاسيات عاريات (الثياب تظهر مفاتنهن)..."( صححه الألباني، غاية المرام،85) .
* ندمت نهى عندما تذكرت أنها كانت تساهم في تقويض أركان الإسلام ، ومساعدة أعدائه ، وتذكرت قول الشيخ الذي حكاه عنهم : " جئنا لننزع الحجاب عن المرأة المسلمة ونغطي به القرآن " .
ندمت على أنها كانت ستتسبب في ضياع الإسلام وهتك أعراض المسلمات في كل مكان ، حيث كانت تساعد الأعداء في تنفيذ مخططاتهم وهي لا تشعر .
* ندمت نهى على أنها كانت تظن أن تلك الملابس تمنحها فرصة أكبر في الزواج ، وأدركت الحقيقة التي كانت تحاول تجاهلها وهي أن الفتيات الملتزمات بالحجاب الشرعي هن أسرع الفتيات زواجاً ، فالشاب ـ حتى وإن كان عاصياً ـ حين يفكر في الزواج ، لا يختار إلا ذات الحجاب الشرعي التي صانت نفسها عن أن يكون لها معرفة بأي شاب حيث لا يأتمن أحداً على بيته وأولاده غيرها ، ويقول : لم تصن عهد ربها الذي نعمه عليها لا تُحصي ، هل ستصون عهدي أنا ؟ أدركت نهى أن الله قادر على أن يحجب عنها الزواج بسبب معاصيها .
* حمدت نهى الله على أنه لم يرزقها زوجاً خلال هذه الفترة ، حيث أدركت أنه لن يتزوجها إلا لجمالها ، وإذا ذهب جمالها ، فسينتقل لغيرها ، فلا حاجة له بها ، وليس هناك ما يربطهما حتى وإن كان ذلك الذي يسمونه " حب" فإنه حب جسد لا حب روح ودين وألفة كالذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم و زوجاته وكذلك الحب الذي يكون بين الزوجة المحجبة وزوجها الملتزم والذي يدوم طوال الحياة .." والطيور على أشكالها تقع".
* ندمت نهى أشد الندم على أنها كانت تُعرض عمن ينصحها بالحجاب الشرعي وتتعلل بعلل واهية مع علمها في قرارة نفسها أن الحجاب الشرعي هو الأفضل لها ، ولكنها كانت متعلقة بالدنيا ، تصد من يريد لها الخير ، وتتعلق بالدنيا ومتاعها الفاني ، وتؤمل فيها كثيراً ، وتنسي أن الموت يأتي بغتة ، وحينها لن تحجب عنها العذاب أي لذة من لذات الدنيا.
* ندمت وقالت ياليتني جربت الحجاب الشرعي ، ياليتني استجبت لنصح الناصح الذي نصحني به فاتهمتُه بالتشدد و التنطع، كيف كنت أحكم على شيء لم أجربه ؟ كيف ضللت هذا الطريق طوال هذه المدة؟.. يا رب غفرانك .
* ندمت على أنها كانت تتعلل برفض الوالدين للحجاب الشرعي مع أنها تعلم أنه لا طاعة لهما عليها في معصية الله ، وقد كانت تخالفهما في أمور كثيرة ربما كانت مما أوجبه الله.
* ندمت على أنها كانت تعلل: بأن الحجاب الشرعي ليس فرضا مع يقينها في قرارة نفسها أنه فرض. وبأن الجو حار والحجاب الشرعي يعيق الحركة وغيرها من العلل الواهية .
* عزمت نهى لتأكيد توبتها وتكفير خطيئتها على أن تدعو صديقاتها صاحبات ( الحجاب المتبرج ) إلى (الحجاب الشرعي ) الذي يرضي الله من خلال كلامها معهن وشراء المطويات والأشرطة والكتيبات ونشرها بينهن ولتساهم في بناء الأمة
* أفاقت نهى من خواطرها الصادقة تلك على صوت هدى تؤذِنها بالرحيل وتطلب منها نزع الحجاب الشرعي لتعيده إلى إدارة المسجد ، فإذا بنهى بعد أن أفاقت من غفلة السنين تصيح : كلا .. لن أخلع حجابي الشرعي أبداً .. لن أعصي ربي بعد اليوم .. تتخذ القرار الشجاع وتغيب في بكاء شديد وتهدئ هدى من روعها ، وتحتضنها وتقول كنت واثقة أنك ستفيقين يوماً ما ، الحمد لله . وبعد النزول من المسجد وأثناء المرور بالشارع تصدم نهى سيارة فتفيض روحها الطاهرة إلى بارئها..
*وماتت نهى .. ماتت لكن كلماتها ونبضات قلبها الصادقة مازالت حية فهلا انتفعتِ بها
* فهيا أختاه .. جربي ما جربت نهى .. ألقي الدنيا وراء ظهركِ .. فكري في الحياة الأبدية ، لا تبيعي نعيماً خالداً بمتعة حقيرة ناقصة فانية .
*هيا .. تحرري من كل شهواتك وما يبعدك عن الله ، وارتمي على بابه ، وقولي : يا رب مللت مخالفتك . أريد الجنة .. أريد رضاك .. أنا إليك تائبة فاقبلني ووفقني .. أعاهدك ربي على ألا تراني بعد الآن إلا بحجابي -الذي يرضيك- يزينني .
*هيا .. يا فتاة الإسلام .. يا حفيدة عائشة وخديجة وحفصة .. يا منبع الطهر والعفاف .. إلى الله عودي .. ومن كل قلبي أقولها.. ولكنك ستندمين إن رفضت لن تندمي إن التزمت بالحجاب الشرعي
* أختاه .. إياكِ أن تقرئي هذه الكلمات وتقولي غداً أنَفِّذ .. سأفكر في الأمر .. الأمر لا يحتاج إلى تفكير ولحظة واحدة غيرت خاتمة نهى وحددت مصيرها .
(للاستزادة :رسالة الحجاب للعلامة ابن عثيمين –(شريط "شروط الحجاب الشرعي"د/محمد إسماعيل)
أختاه .. وقفة مع النفس ـ أختاه هذه قدوتك ـ أختاه وماذا بعد الحجاب للشيخ / محمود المصري) ـ (القابضات على الجمر ـ القرار الشجاع . د/ محمد العريفي ـ( قوافل العائدات الشيخ / خالد الراشد ).
(كتاب فتاوى النساء مجموعة علماء)
(كتاب معركة السفور والحجابرد/ محمد إسماعيل).
( حجاب المرأة المسلمة الشيخ محمد حسان)
*شروط الحجاب الشرعي احفظيها وعلميها لغيرك : ـ
1- أن يغطي جميع البدن .
2- أن يكون سميكاً لا يشف .
3- أن يكون فضفاضاً لا يجسم .
4- ألا يشبه ملابس الرجال (كالبنطلون).
5- ألا يشبه ملابس الكافرات .
6- ألا يكون معطراً أو مبخراً .
7- ألا يكون ثوب شهرة .
8ألا يكون زينة في نفسه .
تم بحمد الله
تم تقديمها من مجموعة
الطريق إلى السعادة
تعليق