اسمع وأقرأ معا
عناصر الموضوع
يان حقيقة الإنسان، وبيان الكمة التي من أجلها خلق
نداء الفطرة يجيب عن أسئلة الماديين
علماء الغرب واعترافهم بوجود الله
لإيمان بالله تعالى ضرورة عقلية
الغاية التي من أجلها خلق الإنسان
لقد أنشأ أهل الزيغ والضلال والإلحاد من العلمانيين والاشتراكيين وغيرهم معتقدات باطلة، ونظريات ملحدة كافرة، فأنكروا وجود الله، وأنكروا أنه خلقهم، وأنهم إذا ماتوا سيبعثون إليه؛ ولذا نشأ عن هذه النظريات حيرة في العقول عند بعضٍ فجعل يتساءل: من أنا؟ ومن أين جئت؟ ولماذا جئت؟ فهذه شكوك وأسئلة نتجت عن تلك العقائد والنظريات، ولكن القرآن قد وقف لتلك المعتقدات بالمرصاد، فنقضها وبين بطلانها، وأجاب عن هذه الأسئلة، فمن بعد عن القرآن حري به أن يتغير عقله وتفسد فطرته بملابسة هذه الأفكار
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح للأمة، فكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: فحياكم الله جميعاً أيها الإخوة الفضلاء! وأيتها الأخوات الفاضلات! وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً، وأسأل الله الحليم الكريم جل وعلا الذي جمعنا في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته، أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى، في جنته ودار مقامته؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أيها الأحبة! من أنا؟!! ولأهمية الجواب على هذا السؤال أؤصله بمقدمة مهمة جداً بين يدي الجواب، وأستهل هذه المقدمة بهذه الكلمات،
فأقول: إن كل جهل مهما عظمت نتائجه قد يغتفر ، إلا أن يجهل الإنسان خالقه سبحانه وتعالى، وسر وجوده، والغاية التي من أجلها خُلق، فالجهل في جانب العقيدة لا يغتفر، وهو أن يجهل الإنسان خالقه
وأن يجهل الإنسان الغاية التي من أجلها خُلق، فأكبر عار على هذا الإنسان الذي آتاه الله عز وجل العقل والإرادة وميزه على سائر المخلوقات في الكون أن يعيش غافلاً عن الله، فيأكل ويتمتع كما تأكل الأنعام، ولا يفكر في خالق، ولا يبحث عن الغاية، ولا عن الوظيفة التي من أجلها خُلق، ولها ابتعث، ولا يبحث عن طبيعة دوره في هذه الأرض، حتى يأتيه الأجل والموت دون أن يستعد لهذا اليوم، فيجني ثمرة الغفلة والجهل والانحراف في عمره الطويل أو القصير، وحينئذ يندم يوم لا ينفع الندم، وهو بين يدي الله تبارك وتعالى يرى نفسه أخس من البهائم والحيوانات، فإن البهائم والحيوانات كلها عرفت ربها وسجدت له،
كما قال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ [الحج:18].
وقال تعالى في شأن هذا الصنف الذي هو أخس من البهائم، الذي يجهل خالقه، ويجهل غاية وجوده وسر ابتعاثه في هذه الأرض: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف:179].
فهذا الصنف صنف خبيث،
يقول قائله:
جئت لا أعلم من أين؟ ولكني أتيت!
ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت!
وسأمضي في طريقي شئت هذا أم أبيت!
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟ لست أدري، لست أدري!!
إنه كالبهيمة! لأنه لا يعرف غاية وسر وجوده في هذه الأرض،
كما قال الله عز وجل: إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ [محمد:12] فأي جهل أبشع وأفظع من أن يجهل الإنسان -الذي يتعالى بعقله، ويتعالى بإبداعاته المادية- ربه عز وجل؟!
وأي جهل أجهل من أن يجهل هذا الإنسان المتعالي ربه وخالقه الذي خلقه وبعثه وأوجده سبحانه وتعالى؟! هذا هو الجهل المدقع الذي لا يغتفر.
ولهذا كان لزاماً على كل إنسان عاقل أن يبادر ليسأل نفسه هذا السؤال:
لماذا خُلقت؟ وما هي الغاية من خلقي؟
وحتماً قبل طرح هذين السؤالين لابد وأن تطرح على نفسك سؤالين مهمين آخرين: السؤال الأول هو: من أين أنا؟ ومن أنا؟ ومن أوجدني؟ ومن خلقني؟ السؤال الثاني: ما هو المصير؟ وإلى أين نسير؟ لابد من أن تطرح على نفسك هذين السؤالين لتتعرف على الغاية التي من أجلها خلقت، فإن عرفت من خالقك، وعرفت الغاية التي من أجلها خلقت، فحينئذ ستعرف من أنت، وستعرف مصيرك ومسيرك، فلابد من الإجابة على هذه الأسئلة: من أين؟ وإلى أين؟ ولماذ؟
أي: ولماذا خلقت؟ هذه الأسئلة الثلاثة هي التي صاحبت الإنسان في كل فترات حياته، وفي كل مكان وجد فيه، وهي تطلب من أي إنسان الجواب الشافي لها في كل مرحلة من مراحل العمر، وفي كل مكان على وجه البسيطة من يوم خلق الله عز وجل آدم عليه السلام.
والجواب: أقول: أما السؤال الأول: فهو عقدة العقد عند الماديين الملحدين في كل زمان ومكان؛ فعليهم أن يطرحوا على أنفسهم هذا السؤال: من أين أنا؟ ومن الذي خلقني؟ ومن الذي أوجدني؟ ولكن هؤلاء لا يؤمنون إلا بما تقع عليه الحواس، أي: إلا بما تراه الأعين، فأحدهم يؤمن بالمصباح؛ لأنه يراه بعينه منيراً مضيئاً، لكنه في الوقت ذاته يغض الطرف عن التيار الكهربائي الذي لا يراه بعينه والذي هو سر إضاءة هذا المصباح!! فهو مادي أعمى لا يؤمن إلا بما تراه عينه، حتى ولو كذبه عقله، لكنه لا يؤمن إلا بما تحسه الأيدي وبما تراه العيون، وهؤلاء يتخذون منطق العقل -زعموا- دليلاً على الوصول إلى الحق والحقيقة، ويصرون في عمى عجيب على أن هذا الكون بما فيه ومن فيه وُجِدَ وحده، وكل ما في هذا الكون من إحكام وترتيب إنما هو صنع المصادفة العمياء!! ......
أقول: إن العقل السوي فقط هو الذي يرى الإيمان بالله تبارك تعالى ضرورة لا يستطيع الإنسان على الإطلاق أن يعيش بدونها، وأقول: إذا كانت الفطرة مزيجاً بين الوجدان والعقل فإن العقل وحده فقط يرى الإيمان بالله تبارك وتعالى ضرورة يستحيل أن يعيش الإنسان السوي بدونها، فإن العقل بغير تعلم وبغير اكتساب يؤمن حتماً بقانون السببية، هذه الورقة في يدي الآن تهتز لسبب، وهذا هو قانون السببية؛ لأنني أحركها، فالعقل بدون تعلم وبدون اكتساب يؤمن بقانون السببية، ويؤمن بهذا القانون إيمانه بكل البدائيات والأولويات التي لا تحتاج إلى دليل، يعني: أنه لا يبنبغي لعاقل إذا رأى الشمس ساطعة فى أفق السماء أن يقول: ما هو الدليل على أن الشمس طالعة؟
فإذا كان كذلك فيجب أن يسأل: ما هو الدليل على وجود عقله في رأسه؟ دخل بعض الملاحدة يوماً على طلابه، وأراد بهذا القانون أن يثبت الضد، فقال لهم: يا أولاد! هل ترون أستاذكم؟ قالوا: نعم، فقال: هل ترون السبورة التي أكتب لكم عليها؟
قالوا: نعم، فقال: هل ترون الكرسي الذي أجلس عليه؟
قالوا: نعم، وتدرج بهذه الأسئلة إلى أن قال: هل ترون الله؟!! قالوا: لا، قال: إذاً: هو غير موجود!! وهؤلاء هم الماديون الأغبياء الذين لا يؤمنون إلا بالمحسوس المرئي، فقيض الله تلميذاً صغيراً من تلاميذه، فاستأذن أستاذه ووقف إلى جواره، واتجه التلميذ إلى زملائه وقال: يا أولاد! هل ترون عقل الأستاذ؟ قالوا: لا، قال: إذاً: هو غير موجود!! أي: أنه مجنون، والمجنون ليس له قيمة!
فالعقل بدون تعلم وبدون اكتساب يؤمن بقانون السببية إيمانه بالأمور الأولية الابتدائية التي لا تحتاج إلى دليل على وجودها، فلا يقبل العقل السوي فعلاً بغير فاعل أبداً، ولا يقبل العقل السوي صنعة بغير صانع، بل هذا مستحيل!
وهذا القانون هو الذي عبر عنه الأعرابي الأول ببساطة شديدة، حيث لم يتخرج في جامعة من الجامعات، ولا في كلية من الكليات، وإن شئت فقل: ما تخرج إلا من جامعة الفطرة، فحينما سئل عن الله عز وجل قال مستدلاً بعقله الذي آمن بقانون السببية البدائية: البعرة تدل على البعير، وأثر السير يدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، أفلا يدل كل ذلك على اللطيف الخبير؟!
هذا هو القانون ببساطة شديدة، هذا هو الذي عبر عنه إمام أهل السنة أحمد بن حنبل طيب الله ثراه حينما أمسك البيضة يوماً وقال: هنا حصن حصين، أملس ليس له باب، وليس له منفذ، ظاهره كالفضة البيضاء، وباطنه كالذهب الإبريز، وبينما هو كذلك إذ انصدع جداره، وخرج منه حيوان سميع بصير، ذو شكل حسن، وصوت مليح.
هذا هو القانون الذي عبر عنه الشافعي عندما أمسك ورقة التوت يوماً فقال: ورقة التوت، تأكلها الغزالة فتعطينا مسكاً، وتأكلها الشاة فتعطينا لبناً، وتأكلها دودة القز فتعطينا حريراً، إن الطعام واحد ولو كانت الأمور بالمصادفة العمياء لكانت عصارة الطعام للطعام الواحد واحدة، ولكنها كانت في الشاة لبناً، وكانت في الغزالة مسكاً، وكانت في الدودة حريراً. ولكن هؤلاء الملاحدة كما قال الله عز وجل: فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج:46
عناصر الموضوع
يان حقيقة الإنسان، وبيان الكمة التي من أجلها خلق
نداء الفطرة يجيب عن أسئلة الماديين
علماء الغرب واعترافهم بوجود الله
لإيمان بالله تعالى ضرورة عقلية
الغاية التي من أجلها خلق الإنسان
من أنا؟
لقد أنشأ أهل الزيغ والضلال والإلحاد من العلمانيين والاشتراكيين وغيرهم معتقدات باطلة، ونظريات ملحدة كافرة، فأنكروا وجود الله، وأنكروا أنه خلقهم، وأنهم إذا ماتوا سيبعثون إليه؛ ولذا نشأ عن هذه النظريات حيرة في العقول عند بعضٍ فجعل يتساءل: من أنا؟ ومن أين جئت؟ ولماذا جئت؟ فهذه شكوك وأسئلة نتجت عن تلك العقائد والنظريات، ولكن القرآن قد وقف لتلك المعتقدات بالمرصاد، فنقضها وبين بطلانها، وأجاب عن هذه الأسئلة، فمن بعد عن القرآن حري به أن يتغير عقله وتفسد فطرته بملابسة هذه الأفكار
بيان حقيقة الإنسان، وبيان الكمة التي من أجلها خلق
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح للأمة، فكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته، ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه، واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: فحياكم الله جميعاً أيها الإخوة الفضلاء! وأيتها الأخوات الفاضلات! وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً، وأسأل الله الحليم الكريم جل وعلا الذي جمعنا في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته، أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى، في جنته ودار مقامته؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أيها الأحبة! من أنا؟!! ولأهمية الجواب على هذا السؤال أؤصله بمقدمة مهمة جداً بين يدي الجواب، وأستهل هذه المقدمة بهذه الكلمات،
فأقول: إن كل جهل مهما عظمت نتائجه قد يغتفر ، إلا أن يجهل الإنسان خالقه سبحانه وتعالى، وسر وجوده، والغاية التي من أجلها خُلق، فالجهل في جانب العقيدة لا يغتفر، وهو أن يجهل الإنسان خالقه
وأن يجهل الإنسان الغاية التي من أجلها خُلق، فأكبر عار على هذا الإنسان الذي آتاه الله عز وجل العقل والإرادة وميزه على سائر المخلوقات في الكون أن يعيش غافلاً عن الله، فيأكل ويتمتع كما تأكل الأنعام، ولا يفكر في خالق، ولا يبحث عن الغاية، ولا عن الوظيفة التي من أجلها خُلق، ولها ابتعث، ولا يبحث عن طبيعة دوره في هذه الأرض، حتى يأتيه الأجل والموت دون أن يستعد لهذا اليوم، فيجني ثمرة الغفلة والجهل والانحراف في عمره الطويل أو القصير، وحينئذ يندم يوم لا ينفع الندم، وهو بين يدي الله تبارك وتعالى يرى نفسه أخس من البهائم والحيوانات، فإن البهائم والحيوانات كلها عرفت ربها وسجدت له،
كما قال تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ [الحج:18].
وقال تعالى في شأن هذا الصنف الذي هو أخس من البهائم، الذي يجهل خالقه، ويجهل غاية وجوده وسر ابتعاثه في هذه الأرض: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف:179].
فهذا الصنف صنف خبيث،
يقول قائله:
جئت لا أعلم من أين؟ ولكني أتيت!
ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت!
وسأمضي في طريقي شئت هذا أم أبيت!
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟ لست أدري، لست أدري!!
إنه كالبهيمة! لأنه لا يعرف غاية وسر وجوده في هذه الأرض،
كما قال الله عز وجل: إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ [محمد:12] فأي جهل أبشع وأفظع من أن يجهل الإنسان -الذي يتعالى بعقله، ويتعالى بإبداعاته المادية- ربه عز وجل؟!
وأي جهل أجهل من أن يجهل هذا الإنسان المتعالي ربه وخالقه الذي خلقه وبعثه وأوجده سبحانه وتعالى؟! هذا هو الجهل المدقع الذي لا يغتفر.
ولهذا كان لزاماً على كل إنسان عاقل أن يبادر ليسأل نفسه هذا السؤال:
لماذا خُلقت؟ وما هي الغاية من خلقي؟
وحتماً قبل طرح هذين السؤالين لابد وأن تطرح على نفسك سؤالين مهمين آخرين: السؤال الأول هو: من أين أنا؟ ومن أنا؟ ومن أوجدني؟ ومن خلقني؟ السؤال الثاني: ما هو المصير؟ وإلى أين نسير؟ لابد من أن تطرح على نفسك هذين السؤالين لتتعرف على الغاية التي من أجلها خلقت، فإن عرفت من خالقك، وعرفت الغاية التي من أجلها خلقت، فحينئذ ستعرف من أنت، وستعرف مصيرك ومسيرك، فلابد من الإجابة على هذه الأسئلة: من أين؟ وإلى أين؟ ولماذ؟
أي: ولماذا خلقت؟ هذه الأسئلة الثلاثة هي التي صاحبت الإنسان في كل فترات حياته، وفي كل مكان وجد فيه، وهي تطلب من أي إنسان الجواب الشافي لها في كل مرحلة من مراحل العمر، وفي كل مكان على وجه البسيطة من يوم خلق الله عز وجل آدم عليه السلام.
والجواب: أقول: أما السؤال الأول: فهو عقدة العقد عند الماديين الملحدين في كل زمان ومكان؛ فعليهم أن يطرحوا على أنفسهم هذا السؤال: من أين أنا؟ ومن الذي خلقني؟ ومن الذي أوجدني؟ ولكن هؤلاء لا يؤمنون إلا بما تقع عليه الحواس، أي: إلا بما تراه الأعين، فأحدهم يؤمن بالمصباح؛ لأنه يراه بعينه منيراً مضيئاً، لكنه في الوقت ذاته يغض الطرف عن التيار الكهربائي الذي لا يراه بعينه والذي هو سر إضاءة هذا المصباح!! فهو مادي أعمى لا يؤمن إلا بما تراه عينه، حتى ولو كذبه عقله، لكنه لا يؤمن إلا بما تحسه الأيدي وبما تراه العيون، وهؤلاء يتخذون منطق العقل -زعموا- دليلاً على الوصول إلى الحق والحقيقة، ويصرون في عمى عجيب على أن هذا الكون بما فيه ومن فيه وُجِدَ وحده، وكل ما في هذا الكون من إحكام وترتيب إنما هو صنع المصادفة العمياء!! ......
نداء الفطرة يجيب عن أسئلة الماديين
وأما الذين يستجيبون لنداء الفطرة في كل زمان ومكان فهؤلاء يقرون حتماً بأن لهذا الكون إلهاً ورباً حكيماً عظيماً جل جلاله، تتجه قلوبهم إليه سبحانه وتعالى بالتعظيم، والرجاء، والخشية، والتفويض، والتوكل، والإنابة والعبادة بصفة عامة، ويشعرون بخالق هذا الكون، ويتجهون إليه سبحانه بفطرهم السليمة النقية التي لم تعكرها الماديات والشبهات والشهوات،
قال تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [الروم:30].
لكن هذا الصوت - أعني: صوت الفطرة - قد يخفت في قلب وعقل إنسان، أو قد يكبت هذا الصوت صاحبُه عمداً عن كبر، فالمشركون لم ينكروا أن الله عز وجل هو الخالق، بل كفروا به سبحانه وتعالى كبراً وعناداً، كما قال عز وجل: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ [الصافات:35].
وقال تعالى: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ [النمل:14] فهؤلاء يقرون بهذه الحقيقة، لكنهم قد يرفضونها كبراً وعناداً -وهذا كلام مهم جداً - فالفطرة قد تخفت في قلب وعقل إنسان عن قصد وعن عمد من صاحبه، فإذا نزلت بهذا الإنسان نفسه أزمة أو أحداث مريرة أو مشكلة، واهتز هذا الإنسان أمام هذه الأزمة وأمام هذه الشدة، وخاب أمله في كل الناس من حوله، تراه ينطلق مرة أخرى مستجيباً لهذا الصوت الذي يعلو في أعماقه، ألا وهو صوت الفطرة، فيتجه مرة أخرى -رغم أنفه- لله جل وعلا.
وتدبر معي هذا الحوار النفيس الجميل!
بين رجل وبين الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه، وقد بينت من قبل أننا لا ننكر ما لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من مناقب بدعوى أن الروافض قد رفعوهم إلى مرتبة الألوهية، ونحن لا نسقط ما لهم من مناقب بهذه الدعوى، بل نثبت لهم ما ثبت من الحق بدليله، وقد بينت ذلك وأنا أرد على الشيعة، وقلت بأنهم يتمسحون بالإمام العالم العلم جعفر الصادق وهو بريء من كل ما يؤصلونه مخالفاً لقرآن الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء من أعلم الناس ومن أكثر الناس اتباعاً لهدي رسول الله عليه الصلاة والسلام،
فلقد سأل هذا الرجل الإمام جعفراً الصادق رضي الله عنه عن الله؟! فقال له جعفر : ألم تركب البحر؟! -يعني: هل ركبت باخرة أو مركباً أو سفينة؟ قال: بلى، فقال جعفر : فهل حدث لك مرة أن هاجت بكم الريح عاصفة؟!قال: نعم، قال جعفر : وانقطع أملك من الملاحين ووسائل النجاة؟ قال: نعم، قال: فهل خطر في بالك وانقدح في نفسك أن هناك من يستطيع أن ينجيك إن شاء؟! قال: نعم، قال: هذا هو الله سبحانه وتعالى.
وهذه الحقيقة تثبتها آيات كثيرة جداً في القرآن، وتدبر معي قول الله تعالى:وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ [الزمر:8]، بل وتدبر آية هي أوضح من السابقة، قال الله تعالى: وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [لقمان:32]، وقال تعالى: وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ [الإسراء:67]
ولا حول ولا قوة إلا بالله!
فهذه طبيعة الإنسان، كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ [الانفطار:6-8]. فإذا كان منطق الفطرة يهدي إلى الله تعالى، والفطرة ليست وجداناً خالصاً، بل وليست عقلاً خالصاً، ولكنها مزيج بين الوجدان -وهو القلب- وبين العقل
قال تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ [الروم:30].
لكن هذا الصوت - أعني: صوت الفطرة - قد يخفت في قلب وعقل إنسان، أو قد يكبت هذا الصوت صاحبُه عمداً عن كبر، فالمشركون لم ينكروا أن الله عز وجل هو الخالق، بل كفروا به سبحانه وتعالى كبراً وعناداً، كما قال عز وجل: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ [الصافات:35].
وقال تعالى: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ [النمل:14] فهؤلاء يقرون بهذه الحقيقة، لكنهم قد يرفضونها كبراً وعناداً -وهذا كلام مهم جداً - فالفطرة قد تخفت في قلب وعقل إنسان عن قصد وعن عمد من صاحبه، فإذا نزلت بهذا الإنسان نفسه أزمة أو أحداث مريرة أو مشكلة، واهتز هذا الإنسان أمام هذه الأزمة وأمام هذه الشدة، وخاب أمله في كل الناس من حوله، تراه ينطلق مرة أخرى مستجيباً لهذا الصوت الذي يعلو في أعماقه، ألا وهو صوت الفطرة، فيتجه مرة أخرى -رغم أنفه- لله جل وعلا.
وتدبر معي هذا الحوار النفيس الجميل!
بين رجل وبين الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه، وقد بينت من قبل أننا لا ننكر ما لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من مناقب بدعوى أن الروافض قد رفعوهم إلى مرتبة الألوهية، ونحن لا نسقط ما لهم من مناقب بهذه الدعوى، بل نثبت لهم ما ثبت من الحق بدليله، وقد بينت ذلك وأنا أرد على الشيعة، وقلت بأنهم يتمسحون بالإمام العالم العلم جعفر الصادق وهو بريء من كل ما يؤصلونه مخالفاً لقرآن الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهؤلاء من أعلم الناس ومن أكثر الناس اتباعاً لهدي رسول الله عليه الصلاة والسلام،
فلقد سأل هذا الرجل الإمام جعفراً الصادق رضي الله عنه عن الله؟! فقال له جعفر : ألم تركب البحر؟! -يعني: هل ركبت باخرة أو مركباً أو سفينة؟ قال: بلى، فقال جعفر : فهل حدث لك مرة أن هاجت بكم الريح عاصفة؟!قال: نعم، قال جعفر : وانقطع أملك من الملاحين ووسائل النجاة؟ قال: نعم، قال: فهل خطر في بالك وانقدح في نفسك أن هناك من يستطيع أن ينجيك إن شاء؟! قال: نعم، قال: هذا هو الله سبحانه وتعالى.
وهذه الحقيقة تثبتها آيات كثيرة جداً في القرآن، وتدبر معي قول الله تعالى:وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ [الزمر:8]، بل وتدبر آية هي أوضح من السابقة، قال الله تعالى: وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [لقمان:32]، وقال تعالى: وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ [الإسراء:67]
ولا حول ولا قوة إلا بالله!
فهذه طبيعة الإنسان، كما قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ [الانفطار:6-8]. فإذا كان منطق الفطرة يهدي إلى الله تعالى، والفطرة ليست وجداناً خالصاً، بل وليست عقلاً خالصاً، ولكنها مزيج بين الوجدان -وهو القلب- وبين العقل
العقل السليم يؤمن بقانون السببية
أقول: إن العقل السوي فقط هو الذي يرى الإيمان بالله تبارك تعالى ضرورة لا يستطيع الإنسان على الإطلاق أن يعيش بدونها، وأقول: إذا كانت الفطرة مزيجاً بين الوجدان والعقل فإن العقل وحده فقط يرى الإيمان بالله تبارك وتعالى ضرورة يستحيل أن يعيش الإنسان السوي بدونها، فإن العقل بغير تعلم وبغير اكتساب يؤمن حتماً بقانون السببية، هذه الورقة في يدي الآن تهتز لسبب، وهذا هو قانون السببية؛ لأنني أحركها، فالعقل بدون تعلم وبدون اكتساب يؤمن بقانون السببية، ويؤمن بهذا القانون إيمانه بكل البدائيات والأولويات التي لا تحتاج إلى دليل، يعني: أنه لا يبنبغي لعاقل إذا رأى الشمس ساطعة فى أفق السماء أن يقول: ما هو الدليل على أن الشمس طالعة؟
فإذا كان كذلك فيجب أن يسأل: ما هو الدليل على وجود عقله في رأسه؟ دخل بعض الملاحدة يوماً على طلابه، وأراد بهذا القانون أن يثبت الضد، فقال لهم: يا أولاد! هل ترون أستاذكم؟ قالوا: نعم، فقال: هل ترون السبورة التي أكتب لكم عليها؟
قالوا: نعم، فقال: هل ترون الكرسي الذي أجلس عليه؟
قالوا: نعم، وتدرج بهذه الأسئلة إلى أن قال: هل ترون الله؟!! قالوا: لا، قال: إذاً: هو غير موجود!! وهؤلاء هم الماديون الأغبياء الذين لا يؤمنون إلا بالمحسوس المرئي، فقيض الله تلميذاً صغيراً من تلاميذه، فاستأذن أستاذه ووقف إلى جواره، واتجه التلميذ إلى زملائه وقال: يا أولاد! هل ترون عقل الأستاذ؟ قالوا: لا، قال: إذاً: هو غير موجود!! أي: أنه مجنون، والمجنون ليس له قيمة!
فالعقل بدون تعلم وبدون اكتساب يؤمن بقانون السببية إيمانه بالأمور الأولية الابتدائية التي لا تحتاج إلى دليل على وجودها، فلا يقبل العقل السوي فعلاً بغير فاعل أبداً، ولا يقبل العقل السوي صنعة بغير صانع، بل هذا مستحيل!
وهذا القانون هو الذي عبر عنه الأعرابي الأول ببساطة شديدة، حيث لم يتخرج في جامعة من الجامعات، ولا في كلية من الكليات، وإن شئت فقل: ما تخرج إلا من جامعة الفطرة، فحينما سئل عن الله عز وجل قال مستدلاً بعقله الذي آمن بقانون السببية البدائية: البعرة تدل على البعير، وأثر السير يدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج، أفلا يدل كل ذلك على اللطيف الخبير؟!
هذا هو القانون ببساطة شديدة، هذا هو الذي عبر عنه إمام أهل السنة أحمد بن حنبل طيب الله ثراه حينما أمسك البيضة يوماً وقال: هنا حصن حصين، أملس ليس له باب، وليس له منفذ، ظاهره كالفضة البيضاء، وباطنه كالذهب الإبريز، وبينما هو كذلك إذ انصدع جداره، وخرج منه حيوان سميع بصير، ذو شكل حسن، وصوت مليح.
هذا هو القانون الذي عبر عنه الشافعي عندما أمسك ورقة التوت يوماً فقال: ورقة التوت، تأكلها الغزالة فتعطينا مسكاً، وتأكلها الشاة فتعطينا لبناً، وتأكلها دودة القز فتعطينا حريراً، إن الطعام واحد ولو كانت الأمور بالمصادفة العمياء لكانت عصارة الطعام للطعام الواحد واحدة، ولكنها كانت في الشاة لبناً، وكانت في الغزالة مسكاً، وكانت في الدودة حريراً. ولكن هؤلاء الملاحدة كما قال الله عز وجل: فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج:46
تعليق