Tweet
مع الحبيب
اللحظات الأخيرة يشتد الوجع وتزيد الحمى على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدخل عليه عبد الله ابن مسعود فيقول :
إني لأراك توعك وعكاً شديداً يا رسول الله - تتألم ألم شديد قال : أجل يا عبد الله إني لأوعك كما يوعك الرجلان منكم دخلت الزهراء فاطمة السيدة بنت سيد العالمين الحبيبة بنت حبيب الله جل وعلا وكان الحبيب يحبها جداً فإذا دخلت إليه قبلها وأجلسها في مجلسه فلما دخلت وجدت الحمى تشتد على حبيب قلبها ونبيها صلى الله عليه وسلم قالت : وا كرب أبتاه وفي آخر يوم في يوم الإثنين سمعهم يصلون الصبح فخرج ووقف على حجرة السيدة عائشة وكشف الستر فلما رآه أبو بكر رضي الله عنه والحديث في الصحيحين من حديث أنس رجع القهقرة ليصل الصف وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خارج للصلاة وأنه الحمد لله قد عوفي يقول أنس : كدنا أو فهممنا أن نفتتن في صلاتنا فرحاً برسول الله
فهممنا أن نفتتن في صلاتنا فرحاً برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار النبي صلى الله عليه و آله وسلم بيده الشريفة إليهم أن اثبتوا على صلاتكم لم يتكلم لكنه أشار أن اثبتوا على صلاتكم ثم أرخى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم السترة وهو يبتسم يقول أنس وكأن وجهه ورقة مصحف يعني الإستنارة في وجهه وجمال بشرته صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأرخى السترة وعاد إلى حجرة عائشة وكأنه عليه الصلاة والسلام أراد أن يلقي نظرة الوداع على أصحابه أراد أن يلقي النظرة الأخيرة على غرسه الذي غرسه بيده وعلى النبتة الكريمة التي رباها على عينه عليه الصلاة والسلام دخل إلى حجرة عائشة ووضع رأسه في صدرها وكانت اللحظات الأخيرة في حياته صلى الله عليه وآله وسلم أوشكت على الإنتهاء و آذنت بالنهاية والرحيل تقول عائشة رضوان الله عليها مات رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري وأنا مسندته إلى صدري وقد رفع يده إلى السماء وهو يقول بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى كل ما اشتد الألم عليه وسكرات الموت عليه وضع الحبيب يديه في هذه الركوه أو العلبة ومسح العرق عن جبينه الأزهر الأنور وهو يقول لا إله إلا الله إن للموت لسكرات
لا إله إلا الله إن للموت لسكرات
أقبل يا ملك الموت
أقبل يا ملك الموت
أقبل يا ملك الموت
لتعالج أطهر وأشرف روح عرفتها الأرض لينادي على روح المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يا أيتها الروح الطيبة كانت في الجسد الطيب أخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب راضٍ غير غضبان وسقطت يد الحبيب مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرجت عائشة تصرخ وعرف الصحابة أن المصيبة قد وقعت وأن رسول الله قد مات
أيها المحب للحبيب :
يا من رقَّ قلبك وخشعت جوارحك ودمعت عينك إعلم بأن الحب الحقيقي ليس دمعتاً تسكبها العين وليس كلماتٍ جميلةً ترددها الألسنة ولكن الحب الصادق امتثالٌ لأمره
إجتنابٌ لنهيه
وقوفاً عند حدوده نصرٌ لسنته
إتباعٌ لشريعته
رفعٌ لراية دعوته
إتباعٌ لسنته صلاةٌ وسلامٌ عليه صلى الله عليه وآله وسلم
فيا أيها المحب :
إتبع رسول الله
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ