اخواني واخواتي
اعضاء الطريق الي الله
اقدم لكم
تفريغ هذه المحاضرة
القيمة والمهمة
والتي تتكلم عن حزب الشيطان
اقصد حزب اللات
المسمي حزب الله
وهي للشيخ العلامة
محمد بن اسماعيل المقدم
حفظه الله
وللعلم لست انا القائم علي تفريغ هذا الشريط
فارجوا ان تدعوا لكاتبه وناقله وقارئه
والان اترككم مع الموضوع
اسال الله النفع به
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الله و حصان طروادة
نبذة عن المحاضرة
تقول الأسطورة : إن الإغريق حاصروا مدينة طروادة لمدة عشر سنين،فابتدع الإغريق حصاناً خشبيا ضخما أجوف ملؤوه بالمحاربين،
وتظاهر سائر الجيش بالانسحاب،تاركين الحصان الذي فهم الطرواديون أنه ..عرض سلام.. خاصة بعد أن أقنعهم جاسوس إغريقي بأنه هدية، ورغم تحذير..لاكون.. و..كاساتدرا.. من الحصان قاموا بجره إلى داخل المدينة، وشرعوا يحتفلون بانتهاء الحصار،ولما خرج الجنود من الحصان، وجدوا السكان في حالة سكر، ففتحوا بوابات المدينة ليدخل باقي جيشهم ، فنهبت المدينة ، وقتل كل رجالها بلا رحمة ،واستعبد النساء والأطفال.
فهل يؤدي حزب الله اليوم دور هذا الحصان في التسلل إلى قلوب شبابنا وسرقة عقيدتهم مختبئين وراء مواقفهم المبهرة لبعض من لا يحسنون وزن الأمور انسياقا وراء الحماس العاطفي ؟؟؟
المحاضرة
الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، و العاقبة للمتقين ، و لا عدوان إلا على الظالمين ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله .
اللهم صل على محمد النبي و أزواجه أمهات المؤمنين و ذريته و أهل بيته ، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
أما بعد،
نقدم في هذه الكلمة حول ما يخصنا في الأحداث الأخيرة ؛ خاصة ما يتعلق بحزب الله و الأوضاع الآن في فلسطين ،و في جنوب لبنان .. و أقول ما يخصنا .. لأن كل مسلم يفرح و يثلج صدره بأي نكاية تحصل في أعداء الله اليهود الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد ، و الذين علوا في الأرض علوا كبيرا .. فلا شك أي نكاية بهذا العدو الشرس هي مما يدخل السرور على المسلمين ، سواء جاءت من اليونان ، من ألمانيا ، من أي جهة تؤدب هذا العدو أو تنال منه ، فلا شك أنها مما يسر أي مسلم .
فليست القضية قضية مناقشة الكفاءة القتالية لجنود حزب الله العالية جدا ،و لا إنجازاتهم في مواجهة اليهود .. فالقضية التي تخصنا الآن هي الخطر الذي يشكله النشاط الإعلامي لحزب الله على بسطاء أهل السنة ممن ينبهرون بمثل هذه المواقف ، و بالتالي تختلط عندهم الأوراق ، و تختل الموازين ، و ربما كما ذكرنا من قبل وقعوا في أخطر شيء و هو التحول عن دين الإسلام إلى دين الرافضة بسبب الانبهار بهذه المواقف ،كما وقع لكثير من الفراشات ممن بهرهم الضوء فانجذبوا إليه فأحرقهم و أتلفهم و أهلكهم .
بادئ ذي بدء نقول إن القتال ، الجهاد ، الدعوة ، الحركة ؛ كل هذا إنما هي وسائل لخدمة هدف نبيل ، و عقيدة .. فالجهاد في سبيل الله شُرع لتكون كلمة الله هي العليا " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " .
فلا ينبغي أن ننبهر بسلوكيات هذا الحزب الشيطاني الرافضي الخبيث ، و مواقفه العنترية التي تستثمر إعلاميا بأعلى قدر من الكفاءة ، فلا ينبغي أن ننبهر بذلك و ننسى أنهم – نعم يقاتلون الدولة اللقيطة ، نعم يصمدون أمام هذا الجيش الظالم – و لكن في سبيل من؟ هل هو في سبيل الله؟ هل الإنجازات التي يمكن أن ينجزها حزب اللات و العزى هي في سبيل الله ؟
هل ينطبق عليهم قول النبي صلى الله عليه و سلم " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله "؟.
الجهاد كما قلنا هو وسيلة لنشر عقيدة أو للدفاع عن العقيدة .. فجهاد الرافضة في سبيل ماذا؟
هذا هو الذي نريد أن نوضحه ،و نبين أنه ليس في سبيل الله ، و ليس لأجل أن تكون كلمة الله هي العليا ، و إنما هؤلاء الرافضة الضالون يريدون أن يجعلوا من فلسطين حصان طروادة – و هم من تسللوا إلى داخل بلاد أعدائهم عن طريق الحصان الضخم الذي اختبئوا فيه ، و خبئوا فيه الجنود ، ثم غزوهم بعد ذلك و فُتح هذا الحصان الخشبي الضخم ، و احتلوا هذه البلاد – فنفس الشيء قضية فلسطين ؛ محاولة للرافضة لاستغلالها لاصطياد السذج ، و الجهلة من عوام أهل السنة ، و كان ينبغي أن يكون هذا الخداع فات أوانه بعد ما أنكشف الرافضة تماما في العراق ، و ما حصل منهم في العراق و مازال يحصل يوضح الأمور ، و لله الحمد الآن هناك بصيص نور من الوعي حصل عند كثير جدا من شباب أهل السنة لم يكن موجودا من قبل على الإطلاق بحقيقة الرافضة و بيان اختلاف دينهم عن دين الإسلام كما بينَّا .
فهم يستثمرون مثل هذه المواقف الدعائية ؛ لأن الرافضة يتحقق فيهم قول عمر رضي الله تعالى عنه : " أشكو إلى الله جلد الفاجر و عجز الثقة " فأهل السنة الذين هم أهل الحق أوضاعهم بالصورة التي لا تخفى ، أما هؤلاء الرافضة فعندهم الجلد ، و المواقف التي قد تتسبب في أن بعض الناس يتنازل عن عقيدته بسبب الانبهار بمثل هذه المواقف .
فلا يمكن أن نفصل الأحداث الحالية في الظروف التي نعيشها الآن ، فهي أحداث متلاحمة ، سلسلة يؤدي بعضها إلى بعض ، و متشابكة تشابكا عظيما ... فأين نقف نحن في هذه الأحداث؟.
هذا التصادم بين حزب الله و بين الدولة اللقيطة ،إما أن يكون كما عودنا حزب الله ؛ فرقعة إعلامية - و إن كان قد تطور الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك - أو يكون حرب نفوذ في الحقيقة بين أمريكا و بين إيران ؛ أمريكا ممثلة للمشروع الصهيوني الصليبي ، و إيران ممثلة للمشروع الصفوي الرافضي الفارسي .
فلا يمكن عزل السياسة الإيرانية في أي مرحلة من مراحلها عن روحها الساسانية الصفوية التوسعية ؛ هذه الروح ( روح الاستعلاء الفارسي – العنجهية الفارسية ) في هؤلاء الروافض كانت في جسد إيران حتى في عهد رضى بهلوي ، حتى في عهد الشاة الذي أراد أن يعيد أن يعيد الإمبراطورية الفارسية من جديد .. هذه الروح كانت موجودة حتى قبل قيام الثورة الخمينية ، ثم استمرت بعد ذلك حتى في إيران الخمينية .
و الفرص الآن كثيرة أمام الدولة الرافضية في إيران ؛ فهناك تحالف بينها و بين النظام السوري ، و من قريب أعلن أنه أي اعتداء على سوريا هو اعتداء على إيران ، و هذا تحالف له قصص طويلة ، فالعلاقة وثيقة بينفي سوريا و بين الرافضة في إيران ، و هي علاقة عميقة و عريقة فهما أولاد عم في الضلال المبين و هما من فرق الشيعة الضالة .
هناك تحالف بين حزب نصر الله ( أو نصر اللات ) في لبنان الذي يمثل الذراع الصفوية داخل لبنان ، حتى قال أحد قادة حزب الله في مرة من المرات لما قيل له : "هل أنتم جزء من إيران؟" قال: "لا ، نحن لسنا جزءا من إيران ؛ و لكننا إيران في لبنان ، و لبنان في إيران" إشارة إلى الارتباط العقدي الطويل الراسخ بينهم و بين الدولة الرافضية ، فهنا فرصة التحالف مع حزب الله في لبنان يطول الذراع الصفوية التي خرجت من إيران إلى العراق ، و إلى سوريا ، و الآن يكتمل الهلال الخصيب حتى يصل إلى لبنان ، و ذراع الدولة الصفوية في لبنان هو حزب الله .
أيضا من فرص المشروع الصفوي التوسعي الفارسي وجود الجماعات و الأحزاب الرافضية داخل العراق و في أماكن من الجزيرة العربية ، فالأحزاب الرافضية الآن في العراق متمكنة تمكنا ما كانت تحلم به .. و الله يرحم أيام صدام ، لأن صدام على جبروته و انحرافه و ضلاله المبين ؛ كان الأمر أخف بكثير جدا مما هو عليه الآن ، لأن انقلبت العراق –أو تكاد– إلى كيان شيعي رافضي ، و المذابح تجري على قدم و ساق لأهل السنة في داخل العراق ..لا كما قال بعض المستهترين "لا تبكوا على العراق ، فالعراق نصفها بعثيين و نصفها رافضة " ..العراق التي هي رمز الخلافة العباسية الإسلامية ، و لها موقع في غاية الخطورة بالنسبة للمسلمين ، فمع ذلك نجد من يستهتر و يختزل أهل السنة في العراق إلى الرقم صفر .. الشاهد أن أيضا هذه من الفرص المتاحة للرافضة - أو المشروع الصفوي الباطني الفارسي – داخل العراق أصبح لها أيادي ممتدة ، و أصبح لهم دولة ، و لاحظنا كثيرا من التدخل الإيراني و هذا شيء معروف ، حتى في الانتخابات ضُبطت حوالي ثلاث شاحنات محملة ببطاقات انتخابية مزورة – ضُبط شاحنة واحدة و الثلاثة الآخرين هربوا ،و افرغوا شحنتهم في صناديق الاقتراع ، حتى ضجت أمريكا من ذلك – يقصد من ضبط الشاحنات- فأمريكا من مصلحتها أن تمكن الشيعة ، لكن أُعلن هذا على لسان مسؤول أمريكي أن إيران تدخلت في العملية الانتخابية و زورت لصالح الرافضة ، فيجب أن ننظر للصورة بكليتها لمعرفة الخطر ، و لا نقف عند جزئية بعض المواقف العنترية لما يسمى بحزب الله .
أيضا من الفرص التي تحاول الدولة الرافضية الخبيثة أن تنتهزها ؛ هذا التعثر الأمريكي البربري داخل العراق – تعثر أمريكا و مشروعها المضاد و هو المشروع الصهيوني الصليبي – و تشتته داخل مستنقع العراق الذي بدأ يعيد ذكريات لبنان .
من الفرص التي تنتهزها أيضا تلك الدولة الفارسية ؛ التهديد النووي الذي يردع سريعا .. و الآن دخلت إيران في النادي النووي ، و هي بصدد إحداث طفرة في إمكانياتها .. بحيث بعض الناس صاحوا من الإعجاب بأن إيران أصبح عندها سلاح نووي ، و لا يعرفوا أنهم أول من سيهددهم السلاح النووي .. فإلى متى هذه السذاجة؟! و إلى متى هذا الغباء؟!
متى إيران ضربت إسرائيل ؟؟ كله كلام .. لماذا؟ .. لأن فلسطين بالنسبة لهم هي حصان طروادة ( استثمار قضية فلسطين ) .
و في الحقيقة هناك تعاون و سنذكر كثيرا من الواقع الذي يدل على أنهم لن يشكلوا أي خطر على الدولة اللقيطة .
أيضا إيران عندها فرصة قوية جدا في سلاح النفط ؛ سلاح النفط في أيديها و إذا حدث هجوم عليها أو شيء من هذا ؛ فهناك خوف من حصول كارثة الطاقة بسبب سلاح النفط ، و هي دولة نفطية .
نصل إلى الجزئية الأخطر في المشروع الصفوي الساساني أو مشروع الإمبراطورية الفارسية و هو الفرص التي لا تريد أن تضيعها إيران و ذيولها ؛ و هو التعاطف الإسلامي الذي تكسبه إيران من جراء تأييد قضية فلسطين ، و كيف أنها توظف ذاك الحماس و هذا التعاطف في شباب أهل السنة باعتباره أنجح وسيلة دعائية يمكن من خلالها تمرير الديانة الشيعية لتحل محل ديانة الإسلام .
فحزب اللات يحرص دائما على الظهور بمظهر الأبطال في عيون السذج من المسلمين ، و عيون أصحاب مناهج التمييع العقدي في بعض الجماعات ، فهذا يؤدي إلى اختلاط الأوراق ، و يظهر الحزب و كأنه لم يتخل عن القضية الفلسطينية ، و قد تخلى عنها العرب أجمعون .. فهذا ما نختصره في قولنا إن قضية فلسطين بالنسبة لحزب الله و لإيران هي عبارة عن حصان طروادة الذي من خلاله يريدون أن يدخلوا إلى قلوبنا ، و يحتلوا عقول شبابنا .
في سنة 1986 كان هناك فضيحة مشهورة جدا سموها ( إيران gate ) كشفت عن وجود علاقة بين الخميني و ريجن رئيس أمريكا في ذلك الوقت نتج عنها أن إسرائيل بتوجيه من أمريكا أمدت إيران بأسلحة كثيرة و متطورة كانت فضيحة على سياق (water gate ) فسموها
( إيران gate ) .
في نفس الوقت الذي يحصل فيه هذا التعاون بين إيران و أمريكا و الدولة اللقيطة ، لم تتوقف حناجر الإيرانين في مواسم الحج و في المظاهرات عن الأغنية العاطفية ( الموت لأمريكا و الموت لإسرائيل ) كما كانوا يرددون في مكة و المدينة و في كل تظاهراتهم ، فالمظاهرات في جهة و الله أعلم بما يجري في الخفاء .
في حرب أمريكا على أفغانستان بدأت إيران بالتباكي على جارتها السنية ( أفغانستان ) و حينما سقطت حكومة أو حركة طالبان أعلنت إيران بكل صراحة (( الأمريكان يعلمون جيدا أنه لولا إيران لما سقطت حركة طالبان )) ،بل إن المجاهدين الذين فروا من أفغانستان إلى إيران قبض عليهم الإيرانيون و سلموهم للأمريكان .
أيضا دورها في تزوير الانتخابات في العراق لصالح الشيعة في عملية سلام الجليد سنة 1982 ، كان الشيعة في الجنوب اللبناني ينثرون الورود على ما أسموهم قوات التحرير الإسرائيلي (التحرير من السنة الوهابيين الإرهابيين .. إلخ) هذا في الجنوب ، فهذا من المعروف أيضا هذه الأيام عملية السلام الجليل كيف أن الشيعة كانوا متعاطفين جدا مع اليهود و يقابلونهم بالأعناق و الأحضان و ينثرون عليهم الورود ، و يسمون جيش اليهود في جنوب لبنان جيش التحرير ، الآن لا يستطيع أي فلسطيني أن ينفلت من الجنوب ليهاجم إسرائيل .. لماذا؟ لأن وظيفة حزب الله بعد الاتفاقات الأخيرة منذ زمن ؛ هي أن حزب الله يقوم بحراسة الجبهة الشمالية للدولة اللقيطة ، فما حدث هذين اليومين لأن إسرائيل نقضت بعض العهود فضربوها بالمثل ، لكن أصلا طوال الفترة الماضية قبل هذه الصدمات ؛ كان حزب الله حارسا للبوابة الشمالية للدولة اللقيطة .
حتى الآن قُتل من السنة في العراق حوالي مائتي ألف مسلم سني كما صرح أحد كبار زعماء أهل السنة في بعض المؤتمرات ، و كان بجواره شيخ من شيوخ الرافضة في لجنة التقريب بين المذاهب الإسلامية فقام و قال: " إنه قتل حتى الآن مائتا ألف سني في العراق ؛ مائة ألف منهم قتلوا على يد الأمريكان ، و مائة ألف على يد جيش المهدي في إيران "
فقام هذا المندوب الإيراني و قال :"إيران حاولت أن تضغط بقدر استطاعتها على جيش المهدي كي يكفوا عن هذه المذابح " فهذا اعتراف ضمني بحصول هذه المذابح .
تتضاءل نسبة السنة الآن حتى وصلوا في البصرة الآن إلى سبعة في المائة ، حاليا في هذه الأيام يحدث حشد مليوني ؛ يخططوا لحشد مليون شيعي على حدود مدينة سمراء للهجوم على المدينة بحجة أنه يوجد ضريح إماميهم علي الهادي و العسكري .
نود أن تحصل أي نكاية ، خاصة أن موقف البلاد السنية موقف يؤسف له ، لكن نسأل الله سبحانه و تعالى أن يكون ما يحصل الآن بين الرافضة و بين الدولة اللقيطة أنه يكون مظهر من انتقام الله سبحانه و تعالى من ظالم بظالم ثم ينتقم من الظالمين جميعا .
فنقول أن قضية فلسطين هي القضية المحورية للعالم الإسلامي ، و فلسطين كتبت كل قيمتها كقضية للإسلام ، و أريقت الدماء في سبيلها من أجل فلسطين المسلمة ، فليست هي قضية تختزل في أرض أو في شعب أو لاجئين أو نحو ذلك لكن كما ذكرنا يحاول الرافضة أن يحولوها إلى أقوى فرصة دعائية تسخر لخدمة المشروع الصفوي ، فالمفروض أن موضوع حزب اللات يكون واضح .. الإجرام لحزب اللات و خروجه من ملة الإسلام ، و لكن من المعضلات – كما يقولون -شرح الواضحات ، الأمور واضحة و مع ذلك نحتاج أن نتوقف و نتكلم عنها .
فحزب اللات هو عبارة عن الوكيل المعتمد لإيران داخل لبنان ، و هو لن يتورع إطلاقا أن يمد - إذا طلبت الظروف ذلك – حبال الود مع اليهود في سبيل تمرير المنهج الرافضي في بلاد السنة ، فسنحاول أن نلم ببعض الأحداث لترينا أنه كان يقوم بالنيابة عن إسرائيل بضرب الفلسطينيين في صورة البيضة التي فرَّخت حزب الله و هي حركة أمل .. فكانت حركة أمل تضرب الفلسطينيين أشد الضرب و تسومهم سوء العذاب .. و هي أصلا الذي خرج منها هذا الحزب .
الحقيقة الأفكار مبعثرة لكن لا بأس من أن نمر على بعض الملاحظات هنا في كتاب (( حزب الله رؤية مغايرة .. حقيقة المقاومة )) للأستاذ عبد المنعم شفيق .. نأخذ منه بعض الملاحظات .. هو أورد البيان الخاص بحزب الله للبنان الذي أصدره عقب انسحاب اليهود من جنوب لبنان ، كله كلام بالطبع عن الأفعال العنترية ، ثم يعلق و يقول: " أنه اعتبر هذا اليوم 25/5/2000 عيدا وطنيا رسميا ، و عدَّ أولئك هذا النصر التاريخي و الفتح المبين على أنه منارات شاهقة في مشروع نهضة العالم العربي و الإسلامي ، و ظلت الأقلام تُشيد بهذا الإنجاز الذي أعاد للأمة شرفها المسلوب و كرامتها المهدرة ، و راح المطبِّلون و المزمِّرون يهرقون دماء أقلامهم و يزخرفون لنا الصورة ؛ عساها أن تنطلي على بعض منا ، و ينقلب الباطل حقا ، و الحق باطلا بتأثير السحر الإعلامي .
جاء الانسحاب الإسرائيلي ليتم تصويره على أنه نصر ليس كأي نصر فإن له مدلولات خاصة ، و طعما خاصا ، و نكهة خاصة ، و نسي أولئك إكمال العبارة الدعائية أنه ( ألذ .. ألذ .. ألذ) - كما يحصل في الدعاية للأطعمة و المشروبات – لكم عانت أمة الإسلام من خلط المفاهيم!! و تشويه صورتها ، و من تبديل الحقائق و تزويرها ، و لكم عانت كثيرا من تجارب مريرة خدعتها زخرفة الصورة ، و بهاء منظرها ، و حلو منطق مزخرفها ، و نحن لا نرد على المبالغة بمبالغة ، و لكن نريد أن تصور الحقائق كما هي ، فهي ليست على سبيل المثال هذه الصورة التي رسمها أحدهم حين يقول: { كانت إسرائيل تعتقد أن اجتياحها للأراضي اللبنانية هو المقدمة الكبيرة لابتلاع مارد الصحوة الإسلامية الموضوعية التي اجتاحت العالم العربي في 79 عبر الانتصار الإسلامي في إيران بقيادة الإمام الخميني }" .
فانظر كيف السم يدس في كل مناسبة لتمرير دين الرافضة ، و هم لا يكتمون .. فليس سرا في إيران أن من أهداف الدولة الإيرانية تصدير الثورة الإيرانية ، و بالمناسبة هم يرفضوا انضمام الشباب السني في المقاومة .. فما الذي جعلهم على هذه الدرجة العالية جدا.. جدا من المهارة العسكرية ؟! لأن الذي يتولى تدريبهم هم رجال الحرس الثوري الإيراني ، الذي يمدهم بالأسلحة و بالأموال و بكل شيء ، و حزب الله.. إذا قرأتم هذا الكتاب سوف ترون أنه كان في غاية البراعة في استثمار العمل الاجتماعي ، و كسب قلوب الناس عن طريق الإحسان إليهم و تولي شؤونهم ، و نحو ذلك من الأساليب ، و هذا باب مهم جدا في سبب شعبيتهم ، و هم دائما يخدعون الناس بالعبارات الرنانة ، فكانوا يسمون حزب أمل ((حركة المحرومين و المضطهدين)) .. فهذه دعوة عالمية لإنقاذ المحرومين و المضطهدين ، فالناس تخدع بمثل هذه الشعارات المعسولة ، و لا تفطن إلى ما ورائها من مقاصد خبيثة .
فيكمل في الكتاب و يقول:" .. لكن هذه الصحوة ، و خصائص المشروع الخميني في التاريخ العربي الراهن و الدعم العربي القومي السوري في هذا المجال ؛ أعطيا الزخم الواقعي في بلورة القرار السياسي للمواجهة .. إلى أن يقول .. لقد أفردت عملية التحرير ؛ أن المقاومة الإسلامية هي الشرف العربي الأول بعد أن تراجع هذا الشرف إلى مقاعد الدرجة العاشرة بعد المائة لفعل مشروع الهيمنة أمام إسرائيل طوال نصف قرن ".
كاتب آخر يقول: " لماذا انتصرت المقاومة في ما عجزت عنه الجيوش ؟ " .. فهذا شيء طبيعي أن المقاومة تفعل ما تعجز عنه الجيوش ، إن لم يحصل أصلا في أي حروب أن هناك دولة تصمد أمام حرب العصابات .. فحرب العصابات تكون لها خصائص أخرى ..
يقول: " لماذا انتصرت المقاومة في ما عجزت عنه الجيوش ؟ حين يصور أن حزب الله حقق ما لم يحققه جيش عربي و أتى بما لم يأت به الأوائل ".
انظروا إلى هذا البيان .. عبارات مكتوبة ، و محمولة على لافتات في مظاهرة أخرجها حزب الله في الجنوب اللبناني عقب اتفاق الطائف الذي نتج عنه إيقاف الحرب الأهلية في لبنان .. فخرج جماعة حزب الله و هم يحملون هذه اللافتات:
(( الوهابيون رجس من عمل الشيطان ))
(( سننتقم من الوهابيين ))
(( لن تمر هذه الجريمة دون عقاب ))
وضاح شرارة يقول في كتابه (( دولة حزب الله )) عن حزب الله: " إنهم صفوة الصفوة ، و طليعة الأمة ، و مرشدوها ، و باعثوا دينها و حضارتها و مجدها ، و معلموها ، و رساليوها ، و أنبياءها.." .. بالمرة و أنبياءها !! .
أيضا للأسف الشديد فهمي هويدي موقفه من الشيعة غريب جدا يقول في مقالة في جريدة الأهرام 30/3/1999 عن حزب الله: " إنهم يرصعون جبين أمتنا " " إن المقاوم الإسلامية في لبنان تمثل لنا ضوءا باهرا في الأفق المعتم ، و صوتا جسورا وسط معزوفة الانكسار ، و قامة سابقة تصاغر إلى جوارها دعاة الانبطاح و الهرولة ، و هي مع هذا كله لم تنل ما تستحقه من متابعة و تقدير في الخطاب الإعلامي العربي ، و يحزن المرء أن بعضا منا أغمضها حقها محاولا النيل منها ، و تلطيخ صورتها الوضَّاءة .
إن الإفصاح عن مشاعر المؤازرة و الانتماء لأولئك الشباب بمثابة فرض عين لا يسقط بالتقادم ". فالكاتب يدعي أنه فرض عين على كل مسلم أن يعبر عن الامتنان لحزب الله لإنجازاته في مواجهة اليهود .
ثم يكمل قائلا: " إنهبهذا الدور البطولي الذي يقومون به عن شرف الأمة العربية ، و عن الأمل في أعماق كل واحد فينا ، إنهم يرفعون رؤوسا عاليا ، و يرصعون جبين أمتنا ".
للأسف الشديد دكتور حلمي القاعود في جريدة الشعب سنة 99 يقول: " إن حزب الله يقوم بدور رائد في إيقاظ الأمة ، و تقديم الدليل على قدرتها لصد العدوان ".
و يقول مجدي أحمد حسين في مقالة ((و انتصرت المقاومة)) : " فالمقاومة الإسلامية لحزب الله واحدة من أبرز معالم نهضة الأمة ، و أكبر دليل على حيويتها ".
منتصر الزيات يقول سنة 2000: " إن المؤشرات تدل على فشل محاولات التسمية الاستسلامية لكونها انهزامية ، و هذا يفتح الباب واسعا لبقاء حزب الله رمزا حيويا للمقاومة الإسلامية بل و العربية ، و سيتمتع في هذا الإطار بالشموخ و الاستعلاء على كل دعاوى التسمية الاستسلامية السائدة في المنطقة ".
يقول محمد مورو و هو يناقش الجهاد في سبيل الله : " حزب الله نموذجا ، لماذا حظيت المقاومة الإسلامية في لبنان بهذا القدر الهائل من التضامن الشعبي العربي و الإسلامي ؟ بل من كل المستضعفين في العالم ، و هل يتحول القرح السياسي و الحضاري لتلك المقاومة إلى أيدولوجية للمحرومين في كل مكان في العالم في مواجهة النمط الحضاري و القيادي الغربي الذي يهدد العالم بأسره ، لماذا نجحت المقاومة اللبنانية في أن تصبح طليعة لكل قوى التحرر العربي على اختلاف مشاربها الدينية و الطائفية و السياسية و الطبقية ؟ ، لماذا نجحت المقاومة اللبنانية في الخروج من مأزق الطائفية.. " طبعا هذا كما في المثل الشعبي (( عشم – أي طمع - إبليس في الجنة )) فهم أكثر دعاة الطائفية و سنرى .
فهنامن – للأسف - رموز للسنة يتكلمون بمثل هذا الكلام الذي يسهل أكثر فأكثر الغزو الفكري الشيعي و العقائدي لشباب أهل السنة .
يقول: " لماذا نجحت المقاومة اللبنانية في الخروج من مأزق الطائفية الضيق إلى رمز للتحرر لكل إنسان مسلما كان أم مسيحيا ، عربيا أم عالميا ، أبيض أو أسود ؟ لماذا كانت المقاومة و حزب الله بالتحديد هي الجزء الحي في النسيج العربي الذيالكثير من أجزائه والفكرية و التنظيمية ".
يقول المؤلف : " صورتان متناقضتان تثيران أسئلة كثيرة عن قصة الحقيقة ، و لا يخفي بعض الناس شدة الحيرة التي تنتابه مع هذه الصور المتباينة الشديدة التنافر ، فبين مسلمات عقدية راسخة و أصول مستقرة – و هي عقيدة أهل السنة و الجماعة – و بين واقع ضاغط على الفكر و الشعور تضطرب الرُءا و تحار العقول " .
فالعقل في ناحية ، و النقل في ناحية ، الحماس و العاطفة في ناحية أخرى ، و هذه هي المشكلة و هذا ما يهمنا في الموضوع الذي نتكلم فيه ، فيجب أن يكون العقل فوق العاطفة ، فالإنسان الذي ينطلق فقط من الحماس غالبا تكون العاقبة مؤسفة للغاية .
يقول مؤلف كتاب (( حقيقة المقاومة)) : " و حقيقة فقد كانت عن الحركة الشيعية اللبنانية بعامة و حزب الله بخاصة هي محاولة خوض في حقل ألغام – يقول أنا أعرف أنه سيترتب على هذا الكتاب كلام كثير و أنه سيدفع الثمن - و ذلك لعدة أسباب ؛
الأول: ذلك المفهوم المستقر في نفوس كثير من الناس- فأول شيء يقوله العوام و السذج عندما تأتي تختلف معه يقول لك :و أنتم ماذا فعلتم ، فه يعمل فصل بين العقيدة و الثوابت و بين الانبهار بالموقف الحركي أو الجهادي - عن أن حركة المقاومة يجب أن تدعم مهما كان توجهها -المواقف بعيدا عن العقائد ، فقبل الموقف يجب أن ترى ماذا يخدم هذا الموقف ؟ ، و قبل الجهاد انظر هذا الجهاد وسيلة للتمكين لأي دين ؟ - مادامت منضمة تحت راية إسلامية ، و إن المرء ليعجب من بعض أهل الفضل و الفهم حين يرون في أن الخطاب السني الموجه إلى الشيعة عامة هو خطاب يحتاج إلى إعادة نظر في أصوله و منهجه و طريقة عرضه ،و هذا المسلك بدأ في الظهور لدى طبقة المثقفين و المفكرين المنتسبين إلى الفكر السني ، و هذا المفهوم في حد ذاته يمثل عائقا كبيرا في أن تجد مجالا خصبا لتبادل الآراء حول الحركة بما لها و ما عليها ، كما أنه يذهب بك إلى أن تبدأ نقاشك بعرض المسلمات المنهجية و البدهيات الفكرية لمنهج أهل السنة و الجماعة" .. تضطر لأن تبدأ من الأول لكي ترى كم ستقضي من الأيام حتى تفهم هذا الإنسان الذي أمامك أن هذا دين و هذا دين ؛ أن الإسلام دين و دين الرافضة دين آخر ، و منذ زمن و نحن نشعر بخطورة الموضوع و نحاول الآن أن نكمل الملف الخاص بالشيعة .
فبالفعل (( من المعضلات شرح الواضحات )) فتضطر أن تقول ألف باء الإسلام ؛ قضايا التوحيد ، قضايا الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، قضايا الطعن القرآن ... إلى آخر هذه المنظومة من المخالفات الرافضية لدين الإسلام ، فكلما أمعن بعض الدعاة الذين يميعون قضية الموقف من الشيعة ؛ كلما صعبوا المهمة على علماء أهل السنة أن ينقذوا هذا الشباب من الأخطبوط الشيعي ، فهم يعتبرونه جسرا تمر عليه الشيعة إلى ديار المسلمين ... فهذا هو السبب الأول الذي دعاه لقول أنا سأمشي في حقل ألغام .
ثم يكمل قائلا: "السبب الثاني : أن حجم التأثير الإعلامي لتلك الحركة كان كبيرا و مؤثرا ، و كان هذا الإعلام ضاغطا على انهزامية الأمة و استسلامها و خضوعها أمام الاستكبار العالمي لليهود و الشيطان الأكبر ؛ مما أعطى تفريغا للشحنات المكبوتة في نفوس كثير ممن ضاقت بهم أفق الأمل في وعد الله ، أو حين رأوا أن الحلول القومية و توابعها الفكرية و السياسية قد سقطت في مزبلة التاريخ و التزييف فراحوا يتعلقون بأية راية تزعم حلا لواقع الأمة المنكوبة ، فكان توجيه الحديث إلى تلك الفئة صعبا كذلك – ضحايا الإعلام ، ضحايا القنوات الفضائية ، ضحايا المد الإعلامي الشيعي الجارف – حين يرون في هذه الصورة التي يرونها وردية لأحلامهم صورة أخرى مغايرة ، و لذلك – و انتبهوا لهذا التشبيه – فإن من يوقظ النائم الحالم ليشعره أنه في واقع آخر حقيقي لابد أن يصيبه من لومه ".
فهذا واقع الناس الذين ينجرفون وراء الإعلام الرافضي و يعجبون بالخطابات العنترية لهذا الرجل المدعو حسن نصر الله و غيره و يتغاضون عن الواقع المرير ، فليس هؤلاء بأبطال الإسلام ، ليس هؤلاء بالذين يريدون بك خيرا ، انظر إلى ما يفعلونه في نفس اللحظة في إخواننا أهل السنة في العراق ، انظر إلى ما يفعلون في خلال تاريخهم كله ، اذكروا دولة واحدة في العالم فتحها الرافضة ليدخلوا أهلها في الإسلام ، الرافضة منذ أن خلقوا إلى اليوم ليس لهم إلا دور الهدم و طعن الأمة في قلبها ، و تأخير الفتوحات الإسلامية ، و تشتيت الأمة و إهدار طاقتها ..و لذلك يذكر السبب الثاني ، لماذا هو يسير في حقل ألغام ؟ لأنه يحاول إيقاظ المتعايشين في الحلم الإيراني الشيعي تحت الشعارات البراقة أنه حزب المحرومين و المضطهدين و أنهم من سيحرروا فلسطين ، و الشعار الجميل الذي يقولوه في مظاهراتهم (( نحو القدس زحفا .. زحفا )) طبعا أوقفوا التغني بهذا الشعار بعد ما عملوا اتفاق الصعيد ، و تراجع حسن نصر الله عن دولة فلسطين من النهر إلى البحر ، و أعلن رسميا أنه لن يتدخل في تهديد إسرائيل إلا إذا دخلت داخل حدود لبنان ، فالموضوع قومي و وطني بحت .
فالشاهد أنه فعلا " من يوقظ النائم الحالم ليشعره أنه في واقع آخر حقيقي لابد أن يصيبه من لومه و نقضه " فنستطيع أن نعتبر أن الهيام في واد الأوهام و الانغماس في هذه الأحلام مثل الذي يأخذ الحشيش و المخدرات ليخرج من الواقع ،و يجد متعة جميلة ،و لا يحس بالزمن ، و يجد نفسه في عالم آخر .
أما السبب الثالث لاعتبار نفسه أنه يمشي في حقل ألغام و هو يتناول هذا الأمر يقول: " تلك الأنفة التاريخية التي ترسخت لدى الكثيرين من عدم القبول بالنقض و التحليل - بالذات لأي حركة تتبنى العمل المسلح ، فهي حركة فوق النقض ، و نرى هذا في سلوكيات المجاهدين في العراق فلا شك ارتكبوا أخطاء مهلكة ، و سامحه الله الزرقاوي و رحمه رحمة واسعة و عفا عنه في ما حصل بالنسبة لإراقة دماء السنيين أيضا في الطريق مع ما كان يفعله من بعض العمليات ، فبعض الناس غير مستعد مادام يفعل عمل جهادي مسلح حذار أن تقترب منه ، إياك أن تنتقضه و إلا فأول ما يقال لك أين أنت؟! - و خاصة للحركات التي تتبنى العمل المسلح ، حيث يرون أن الذين يضحون بأرواحهم و دمائهم هم أرفع الناس عن النقض و أبعدهم منه ، فكان ذلك المفهوم عائقا نفسيا في أن يجد الحديث مسلكا سلسلا يتجاوز به حتى نصل إلى مسائل الاتفاق ، و برغم ذلك فسيبقى أن من الضرورة التي سبق أن نبه إلى مثلها علماء الأمة أن ترصد الفكرية و العقدية و السياسية و العسكرية التي تعمل في جسد الأمة معملة فيها معاولها البانية و الهادمة ؛﴿لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّب..﴾ ﴿..فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْض..﴾ ".
و الله سبحانه و تعالى جعل من مقاصد بعثة النبي صلى الله عليه و سلم فضح سبيل المجرمين ﴿وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ فالانبهار بمثل هذه المواقف على حساب العقيدة فيه تشويش لسبيل المؤمنين ، و فيه ترويج و دعاية لسبيل هؤلاء الضالين .
يقول: " و لا أظن أن أمة من الأمم كان فيها مثل هذا السجل الضخم من تراجم الرجال و سيرهم ، و لا عرض لمنهج الفرق و الملل مثل أمة الإسلام ".
و في النهاية يقول: " سأترك القارئ يجيب على السؤال ؛ هل هم – حزب الله - فدائيون أم عملاء ؟ " هو لم يشأ أن يصرح بالموقف لكنه ناقش الموضوع بشيء من التفصيل .
هنا في كتاب حقيقة المقاومة يذكر ميثاق حزب اللات و العزى فمفتتحين ذلك الميثاق بـ: ﴿وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾
حزب الله المقصود من الآية هو حزب أبو بكر و عمر و عثمان و علي و المهاجرون و الأنصار رضي الله عنهم أما أنتم فأنتم أعداء حزب الله ، إذا كان النبي عليه الصلاة و السلام أخبر أن الفرق كلها في النار إلا فرقة واحدة قال في صفتها " هي ما أنا عليه اليوم و أصحابي " و أنتم تكفرون أصحابه فأنَّى لكم النجاة و تطعنون في القرآن .. إلى آخر ضلالاتهم المعروفة ، فالناس التي تنتظر خيرا من مثل هؤلاء هذا (( عشم إبليس في الجنة )) كما يقولون ، هذا حلم أنت تتمناه ، استيقظ من هذا الحلم و تعامل مع الواقع ، صحيح الحقيقة مرة و تصدمك و تحبطك أن الذي وضعت فيه أمل ؛ خيب أملك ، طلعوا مارقين من الإسلام ، لكن لابد من التسلح بالوعي كما ذكرنا لأن الوعي هو السلاح الذي أصبحنا نملكه الآن للأسف الشديد .
طبعا كلام مدح شديد جدا لحزب الله : " المشعل الذي زاد تألقا و ضياءا فأنار للمستضعفين في لبنان درب الحياة الحرة الكريمة ،و أحرق بوهج دماءه الطاهرة جبروت الكيان الصهيوني و أسطورته ، إلى الرائد الذي صدق أهله فكان قدوة لهم ... إلخ .. إلى رمز المقاومة الإسلامية الظافرة و الانتفاضة الرائعة ، الذي لا يزال أهلنا يسطرون أروع ملاحمها الحسينية في الجنوب و البقاع الغربية ، إلى الذي بدد أحلام أمريكا في لبنان ، و قاوم الاحتلال الإسرائيلي رافعا لواء العمل بولاية الفقيه القائد الذي كان يحلو له دائما أن يصفه بأمير المسلمين عبد الله الخميني .
من نحن و ما هي هويتنا؟ ، أيها المستضعفون الأحرار إننا أبناء أمة حزب الله في لبنان نحييكم و نخاطب من خلالكم العالم بأسره شخصيات و مؤسسات ... المهم كلام كثير و في النهاية ...
إننا أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران ، و أسست من جديد – بالمناسبة بعد الانتخابات العراقية هلل زعماء إيران ، و قالوا إنها أي العراق أول دولة إسلامية في العالم العربي ، هم قالوا إسلاموية لكي يهربوا من كلمة إسلامية ، و هم يعتبرونها ذلك لأنها حكومة شيعية رافضية – نواة دولة الإسلام المركزية في العالم ، نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة و عادلة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط ، و تتجسد حاضرا بالإمام المسدد ،آية الله العظمى ، روح الله الموسوي الخميني دام ظله ، مفجر ثورة المسلمين ، وباعث نهضتهم المجيدة ".
فهيا من يحب الخميني يدعو الله أن يحشره معه !! فمن أراد أن يحشر مع الخميني فهو قائد حزب الله!!
ثم يكملوا ميثاقهم قائلين: " و على هذا الأساس فنحن في لبنان لسنا حزبا تنظيميا مغلقا ، و لسنا إطارا سياسيا ضيقا ، بل نحن أمة ترتبط مع المسلمين في كافة أنحاء العالم برباط عقائدي و سياسي متين هو الإسلام الذي أكمل الله رسالته على يد خاتم أنبياءه محمد صلى الله عليه و سلم ، و ارتضاه العالمين دينا يتعبدون به إذ قال في القرآن الكريم﴿..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا.. ﴾.
ومن هنا فإن ما يصيب المسلمين في أفغانستان أو العراق أو الفلبين أو غيرها إنما يصيب جسم أمتنا الإسلامية التي نحن جزء لا يتجزأ منها ، و نتحرك لمواجهته انطلاقا من واجب شرعي أساسا في ضوء تصور سياسي عام تقرره ولاية الفقيه القائد – يعني الخميني أو من ينوب عنه - .
أما ثقافتنا – كونوا مستيقظين هنا فهم يتكلمون عن المرجعية ، و مصادر التلقي – فمنابعها الأساسية – لماذا قالوا الأساسية لأن هناك أشياء أخرى مثل ألواح فاطمة ، و الرقاع ، و أشياء أخرى كثيرة - القرآن الكريم ، و السنة المعصومة – ماذا يعنون بالسنة المعصومة ؟ هل يقصدوا البخاري و مسلم و الترمذي و النسائي؟ .. لا .. هم يأخذون بالسنة التي تروى من خلال أئمتهم فقط ، لأن لابد أن السنة تكون مع المعصومة قاصدين بذلك الأئمة ..
فانظر إلى التلاعب بالكلام!! حتى القرآن ما سلم منكم يا أعداء الله – و الأحكام و الفتاوى الصادرة عن الفقيه مرجع التقليد عندنا – و هو الخميني أو من يأتي بعده – و هي واضحة غير معقدة ، و ميسرة للجميع دون استثناء ، و لا تحتاج إلى ترغيب أو فلسفة ، بل جل ما تحتاجه هو الالتزام و التطبيق .
و أما قدرتنا العسكرية ؛ فلا يتخيلنَّ أحد حجمها ، و إذ ليس لدينا جهاز عسكري منفصل عن بقية أطراف جسمنا ، بل إن كل واحد منا هو جندي مقاتل حين يدعو داعي الجهاد ، و كل واحد منا يتولى مهمته في المعركة وفقا لتكليفه الشرعي في إطار العمل بولاية الفقيه القائد ، و اله هو من ورائنا يؤيدنا برعايته و يلقي الرعب في قلوب أعداءنا ، و ينصرنا عليهم بنصره العزيز المؤزر ".
ثم بعد ذلك يتحدث أيضا على قضايا أخرى .
فالحقيقة إن وضع حسن نصر الله الذي يسميه بعض السذج السنيين (( صلاح الدين )) في هذا الزمان ، و يشبهوه به ، فالأولى أن يسمى بخميني العرب ، فهو خميني العرب و الآخر خميني الفرس ، هو يتقن كما ذكرنا التلاعب بالألفاظ ، و الضرب على الوتر الحساس .
يقول حسن نصر الله في مجلة المقاومة العدد 27 : " إننا نرى في إيران الدولة التي تحكم بالإسلام ، و الدولة التي تناصر المسلمين و العرب ، و علاقتنا بالنظام علاقة تعاون ، و لنا صداقات مع أركانه و نتواصل معه ، كما أن المرجعية الدينية هناك تشكل الغطاء الديني و الشرعي لكفاحنا و نضالنا " فالكلام واضح ..
على الجهة الأخرى كما ذكرنا أن كثير من الدعاة أو المنتسبين لأهل السنة نسوا قول الله تبارك و تعالى : ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ﴾فحزب الله ليس هو الأمل ، و لا المثل الأعلى ، بل هو من الرافضة الذين تكلمنا عن عقيدتهم بالتفصيل من قبل ، حسن نصر الله هو خميني العرب و ليس صلاح الدين في القرن العشرين ، سبق أن ذكرنا بعض النقول عن بعض الصحفيين أو الدعاة فيها تلميع لحزب الله ، و كما ذكرنا من قبل هذا يسهل عملية الغزو الفكري الشيعي .
الحديث ذو شجون ، و هذا الكتاب فيه أشياء مفيدة كثيرة جدا فهذا مرور عابر ، لأن القضية بالطبع ملحة في هذه الأيام ، و كنا في حاجة إلى مثل هذه الوقفة .. فنكتفي بهذا القدر .
أقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم ، سبحانك اللهم ربنا و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، استغفرك و أتوب إليك .
الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، و العاقبة للمتقين ، و لا عدوان إلا على الظالمين ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله .
اللهم صل على محمد النبي و أزواجه أمهات المؤمنين و ذريته و أهل بيته ، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
أما بعد،
نقدم في هذه الكلمة حول ما يخصنا في الأحداث الأخيرة ؛ خاصة ما يتعلق بحزب الله و الأوضاع الآن في فلسطين ،و في جنوب لبنان .. و أقول ما يخصنا .. لأن كل مسلم يفرح و يثلج صدره بأي نكاية تحصل في أعداء الله اليهود الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد ، و الذين علوا في الأرض علوا كبيرا .. فلا شك أي نكاية بهذا العدو الشرس هي مما يدخل السرور على المسلمين ، سواء جاءت من اليونان ، من ألمانيا ، من أي جهة تؤدب هذا العدو أو تنال منه ، فلا شك أنها مما يسر أي مسلم .
فليست القضية قضية مناقشة الكفاءة القتالية لجنود حزب الله العالية جدا ،و لا إنجازاتهم في مواجهة اليهود .. فالقضية التي تخصنا الآن هي الخطر الذي يشكله النشاط الإعلامي لحزب الله على بسطاء أهل السنة ممن ينبهرون بمثل هذه المواقف ، و بالتالي تختلط عندهم الأوراق ، و تختل الموازين ، و ربما كما ذكرنا من قبل وقعوا في أخطر شيء و هو التحول عن دين الإسلام إلى دين الرافضة بسبب الانبهار بهذه المواقف ،كما وقع لكثير من الفراشات ممن بهرهم الضوء فانجذبوا إليه فأحرقهم و أتلفهم و أهلكهم .
بادئ ذي بدء نقول إن القتال ، الجهاد ، الدعوة ، الحركة ؛ كل هذا إنما هي وسائل لخدمة هدف نبيل ، و عقيدة .. فالجهاد في سبيل الله شُرع لتكون كلمة الله هي العليا " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " .
فلا ينبغي أن ننبهر بسلوكيات هذا الحزب الشيطاني الرافضي الخبيث ، و مواقفه العنترية التي تستثمر إعلاميا بأعلى قدر من الكفاءة ، فلا ينبغي أن ننبهر بذلك و ننسى أنهم – نعم يقاتلون الدولة اللقيطة ، نعم يصمدون أمام هذا الجيش الظالم – و لكن في سبيل من؟ هل هو في سبيل الله؟ هل الإنجازات التي يمكن أن ينجزها حزب اللات و العزى هي في سبيل الله ؟
هل ينطبق عليهم قول النبي صلى الله عليه و سلم " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله "؟.
الجهاد كما قلنا هو وسيلة لنشر عقيدة أو للدفاع عن العقيدة .. فجهاد الرافضة في سبيل ماذا؟
هذا هو الذي نريد أن نوضحه ،و نبين أنه ليس في سبيل الله ، و ليس لأجل أن تكون كلمة الله هي العليا ، و إنما هؤلاء الرافضة الضالون يريدون أن يجعلوا من فلسطين حصان طروادة – و هم من تسللوا إلى داخل بلاد أعدائهم عن طريق الحصان الضخم الذي اختبئوا فيه ، و خبئوا فيه الجنود ، ثم غزوهم بعد ذلك و فُتح هذا الحصان الخشبي الضخم ، و احتلوا هذه البلاد – فنفس الشيء قضية فلسطين ؛ محاولة للرافضة لاستغلالها لاصطياد السذج ، و الجهلة من عوام أهل السنة ، و كان ينبغي أن يكون هذا الخداع فات أوانه بعد ما أنكشف الرافضة تماما في العراق ، و ما حصل منهم في العراق و مازال يحصل يوضح الأمور ، و لله الحمد الآن هناك بصيص نور من الوعي حصل عند كثير جدا من شباب أهل السنة لم يكن موجودا من قبل على الإطلاق بحقيقة الرافضة و بيان اختلاف دينهم عن دين الإسلام كما بينَّا .
فهم يستثمرون مثل هذه المواقف الدعائية ؛ لأن الرافضة يتحقق فيهم قول عمر رضي الله تعالى عنه : " أشكو إلى الله جلد الفاجر و عجز الثقة " فأهل السنة الذين هم أهل الحق أوضاعهم بالصورة التي لا تخفى ، أما هؤلاء الرافضة فعندهم الجلد ، و المواقف التي قد تتسبب في أن بعض الناس يتنازل عن عقيدته بسبب الانبهار بمثل هذه المواقف .
فلا يمكن أن نفصل الأحداث الحالية في الظروف التي نعيشها الآن ، فهي أحداث متلاحمة ، سلسلة يؤدي بعضها إلى بعض ، و متشابكة تشابكا عظيما ... فأين نقف نحن في هذه الأحداث؟.
هذا التصادم بين حزب الله و بين الدولة اللقيطة ،إما أن يكون كما عودنا حزب الله ؛ فرقعة إعلامية - و إن كان قد تطور الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك - أو يكون حرب نفوذ في الحقيقة بين أمريكا و بين إيران ؛ أمريكا ممثلة للمشروع الصهيوني الصليبي ، و إيران ممثلة للمشروع الصفوي الرافضي الفارسي .
فلا يمكن عزل السياسة الإيرانية في أي مرحلة من مراحلها عن روحها الساسانية الصفوية التوسعية ؛ هذه الروح ( روح الاستعلاء الفارسي – العنجهية الفارسية ) في هؤلاء الروافض كانت في جسد إيران حتى في عهد رضى بهلوي ، حتى في عهد الشاة الذي أراد أن يعيد أن يعيد الإمبراطورية الفارسية من جديد .. هذه الروح كانت موجودة حتى قبل قيام الثورة الخمينية ، ثم استمرت بعد ذلك حتى في إيران الخمينية .
و الفرص الآن كثيرة أمام الدولة الرافضية في إيران ؛ فهناك تحالف بينها و بين النظام السوري ، و من قريب أعلن أنه أي اعتداء على سوريا هو اعتداء على إيران ، و هذا تحالف له قصص طويلة ، فالعلاقة وثيقة بينفي سوريا و بين الرافضة في إيران ، و هي علاقة عميقة و عريقة فهما أولاد عم في الضلال المبين و هما من فرق الشيعة الضالة .
هناك تحالف بين حزب نصر الله ( أو نصر اللات ) في لبنان الذي يمثل الذراع الصفوية داخل لبنان ، حتى قال أحد قادة حزب الله في مرة من المرات لما قيل له : "هل أنتم جزء من إيران؟" قال: "لا ، نحن لسنا جزءا من إيران ؛ و لكننا إيران في لبنان ، و لبنان في إيران" إشارة إلى الارتباط العقدي الطويل الراسخ بينهم و بين الدولة الرافضية ، فهنا فرصة التحالف مع حزب الله في لبنان يطول الذراع الصفوية التي خرجت من إيران إلى العراق ، و إلى سوريا ، و الآن يكتمل الهلال الخصيب حتى يصل إلى لبنان ، و ذراع الدولة الصفوية في لبنان هو حزب الله .
أيضا من فرص المشروع الصفوي التوسعي الفارسي وجود الجماعات و الأحزاب الرافضية داخل العراق و في أماكن من الجزيرة العربية ، فالأحزاب الرافضية الآن في العراق متمكنة تمكنا ما كانت تحلم به .. و الله يرحم أيام صدام ، لأن صدام على جبروته و انحرافه و ضلاله المبين ؛ كان الأمر أخف بكثير جدا مما هو عليه الآن ، لأن انقلبت العراق –أو تكاد– إلى كيان شيعي رافضي ، و المذابح تجري على قدم و ساق لأهل السنة في داخل العراق ..لا كما قال بعض المستهترين "لا تبكوا على العراق ، فالعراق نصفها بعثيين و نصفها رافضة " ..العراق التي هي رمز الخلافة العباسية الإسلامية ، و لها موقع في غاية الخطورة بالنسبة للمسلمين ، فمع ذلك نجد من يستهتر و يختزل أهل السنة في العراق إلى الرقم صفر .. الشاهد أن أيضا هذه من الفرص المتاحة للرافضة - أو المشروع الصفوي الباطني الفارسي – داخل العراق أصبح لها أيادي ممتدة ، و أصبح لهم دولة ، و لاحظنا كثيرا من التدخل الإيراني و هذا شيء معروف ، حتى في الانتخابات ضُبطت حوالي ثلاث شاحنات محملة ببطاقات انتخابية مزورة – ضُبط شاحنة واحدة و الثلاثة الآخرين هربوا ،و افرغوا شحنتهم في صناديق الاقتراع ، حتى ضجت أمريكا من ذلك – يقصد من ضبط الشاحنات- فأمريكا من مصلحتها أن تمكن الشيعة ، لكن أُعلن هذا على لسان مسؤول أمريكي أن إيران تدخلت في العملية الانتخابية و زورت لصالح الرافضة ، فيجب أن ننظر للصورة بكليتها لمعرفة الخطر ، و لا نقف عند جزئية بعض المواقف العنترية لما يسمى بحزب الله .
أيضا من الفرص التي تحاول الدولة الرافضية الخبيثة أن تنتهزها ؛ هذا التعثر الأمريكي البربري داخل العراق – تعثر أمريكا و مشروعها المضاد و هو المشروع الصهيوني الصليبي – و تشتته داخل مستنقع العراق الذي بدأ يعيد ذكريات لبنان .
من الفرص التي تنتهزها أيضا تلك الدولة الفارسية ؛ التهديد النووي الذي يردع سريعا .. و الآن دخلت إيران في النادي النووي ، و هي بصدد إحداث طفرة في إمكانياتها .. بحيث بعض الناس صاحوا من الإعجاب بأن إيران أصبح عندها سلاح نووي ، و لا يعرفوا أنهم أول من سيهددهم السلاح النووي .. فإلى متى هذه السذاجة؟! و إلى متى هذا الغباء؟!
متى إيران ضربت إسرائيل ؟؟ كله كلام .. لماذا؟ .. لأن فلسطين بالنسبة لهم هي حصان طروادة ( استثمار قضية فلسطين ) .
و في الحقيقة هناك تعاون و سنذكر كثيرا من الواقع الذي يدل على أنهم لن يشكلوا أي خطر على الدولة اللقيطة .
أيضا إيران عندها فرصة قوية جدا في سلاح النفط ؛ سلاح النفط في أيديها و إذا حدث هجوم عليها أو شيء من هذا ؛ فهناك خوف من حصول كارثة الطاقة بسبب سلاح النفط ، و هي دولة نفطية .
نصل إلى الجزئية الأخطر في المشروع الصفوي الساساني أو مشروع الإمبراطورية الفارسية و هو الفرص التي لا تريد أن تضيعها إيران و ذيولها ؛ و هو التعاطف الإسلامي الذي تكسبه إيران من جراء تأييد قضية فلسطين ، و كيف أنها توظف ذاك الحماس و هذا التعاطف في شباب أهل السنة باعتباره أنجح وسيلة دعائية يمكن من خلالها تمرير الديانة الشيعية لتحل محل ديانة الإسلام .
فحزب اللات يحرص دائما على الظهور بمظهر الأبطال في عيون السذج من المسلمين ، و عيون أصحاب مناهج التمييع العقدي في بعض الجماعات ، فهذا يؤدي إلى اختلاط الأوراق ، و يظهر الحزب و كأنه لم يتخل عن القضية الفلسطينية ، و قد تخلى عنها العرب أجمعون .. فهذا ما نختصره في قولنا إن قضية فلسطين بالنسبة لحزب الله و لإيران هي عبارة عن حصان طروادة الذي من خلاله يريدون أن يدخلوا إلى قلوبنا ، و يحتلوا عقول شبابنا .
في سنة 1986 كان هناك فضيحة مشهورة جدا سموها ( إيران gate ) كشفت عن وجود علاقة بين الخميني و ريجن رئيس أمريكا في ذلك الوقت نتج عنها أن إسرائيل بتوجيه من أمريكا أمدت إيران بأسلحة كثيرة و متطورة كانت فضيحة على سياق (water gate ) فسموها
( إيران gate ) .
في نفس الوقت الذي يحصل فيه هذا التعاون بين إيران و أمريكا و الدولة اللقيطة ، لم تتوقف حناجر الإيرانين في مواسم الحج و في المظاهرات عن الأغنية العاطفية ( الموت لأمريكا و الموت لإسرائيل ) كما كانوا يرددون في مكة و المدينة و في كل تظاهراتهم ، فالمظاهرات في جهة و الله أعلم بما يجري في الخفاء .
في حرب أمريكا على أفغانستان بدأت إيران بالتباكي على جارتها السنية ( أفغانستان ) و حينما سقطت حكومة أو حركة طالبان أعلنت إيران بكل صراحة (( الأمريكان يعلمون جيدا أنه لولا إيران لما سقطت حركة طالبان )) ،بل إن المجاهدين الذين فروا من أفغانستان إلى إيران قبض عليهم الإيرانيون و سلموهم للأمريكان .
أيضا دورها في تزوير الانتخابات في العراق لصالح الشيعة في عملية سلام الجليد سنة 1982 ، كان الشيعة في الجنوب اللبناني ينثرون الورود على ما أسموهم قوات التحرير الإسرائيلي (التحرير من السنة الوهابيين الإرهابيين .. إلخ) هذا في الجنوب ، فهذا من المعروف أيضا هذه الأيام عملية السلام الجليل كيف أن الشيعة كانوا متعاطفين جدا مع اليهود و يقابلونهم بالأعناق و الأحضان و ينثرون عليهم الورود ، و يسمون جيش اليهود في جنوب لبنان جيش التحرير ، الآن لا يستطيع أي فلسطيني أن ينفلت من الجنوب ليهاجم إسرائيل .. لماذا؟ لأن وظيفة حزب الله بعد الاتفاقات الأخيرة منذ زمن ؛ هي أن حزب الله يقوم بحراسة الجبهة الشمالية للدولة اللقيطة ، فما حدث هذين اليومين لأن إسرائيل نقضت بعض العهود فضربوها بالمثل ، لكن أصلا طوال الفترة الماضية قبل هذه الصدمات ؛ كان حزب الله حارسا للبوابة الشمالية للدولة اللقيطة .
حتى الآن قُتل من السنة في العراق حوالي مائتي ألف مسلم سني كما صرح أحد كبار زعماء أهل السنة في بعض المؤتمرات ، و كان بجواره شيخ من شيوخ الرافضة في لجنة التقريب بين المذاهب الإسلامية فقام و قال: " إنه قتل حتى الآن مائتا ألف سني في العراق ؛ مائة ألف منهم قتلوا على يد الأمريكان ، و مائة ألف على يد جيش المهدي في إيران "
فقام هذا المندوب الإيراني و قال :"إيران حاولت أن تضغط بقدر استطاعتها على جيش المهدي كي يكفوا عن هذه المذابح " فهذا اعتراف ضمني بحصول هذه المذابح .
تتضاءل نسبة السنة الآن حتى وصلوا في البصرة الآن إلى سبعة في المائة ، حاليا في هذه الأيام يحدث حشد مليوني ؛ يخططوا لحشد مليون شيعي على حدود مدينة سمراء للهجوم على المدينة بحجة أنه يوجد ضريح إماميهم علي الهادي و العسكري .
نود أن تحصل أي نكاية ، خاصة أن موقف البلاد السنية موقف يؤسف له ، لكن نسأل الله سبحانه و تعالى أن يكون ما يحصل الآن بين الرافضة و بين الدولة اللقيطة أنه يكون مظهر من انتقام الله سبحانه و تعالى من ظالم بظالم ثم ينتقم من الظالمين جميعا .
فنقول أن قضية فلسطين هي القضية المحورية للعالم الإسلامي ، و فلسطين كتبت كل قيمتها كقضية للإسلام ، و أريقت الدماء في سبيلها من أجل فلسطين المسلمة ، فليست هي قضية تختزل في أرض أو في شعب أو لاجئين أو نحو ذلك لكن كما ذكرنا يحاول الرافضة أن يحولوها إلى أقوى فرصة دعائية تسخر لخدمة المشروع الصفوي ، فالمفروض أن موضوع حزب اللات يكون واضح .. الإجرام لحزب اللات و خروجه من ملة الإسلام ، و لكن من المعضلات – كما يقولون -شرح الواضحات ، الأمور واضحة و مع ذلك نحتاج أن نتوقف و نتكلم عنها .
فحزب اللات هو عبارة عن الوكيل المعتمد لإيران داخل لبنان ، و هو لن يتورع إطلاقا أن يمد - إذا طلبت الظروف ذلك – حبال الود مع اليهود في سبيل تمرير المنهج الرافضي في بلاد السنة ، فسنحاول أن نلم ببعض الأحداث لترينا أنه كان يقوم بالنيابة عن إسرائيل بضرب الفلسطينيين في صورة البيضة التي فرَّخت حزب الله و هي حركة أمل .. فكانت حركة أمل تضرب الفلسطينيين أشد الضرب و تسومهم سوء العذاب .. و هي أصلا الذي خرج منها هذا الحزب .
الحقيقة الأفكار مبعثرة لكن لا بأس من أن نمر على بعض الملاحظات هنا في كتاب (( حزب الله رؤية مغايرة .. حقيقة المقاومة )) للأستاذ عبد المنعم شفيق .. نأخذ منه بعض الملاحظات .. هو أورد البيان الخاص بحزب الله للبنان الذي أصدره عقب انسحاب اليهود من جنوب لبنان ، كله كلام بالطبع عن الأفعال العنترية ، ثم يعلق و يقول: " أنه اعتبر هذا اليوم 25/5/2000 عيدا وطنيا رسميا ، و عدَّ أولئك هذا النصر التاريخي و الفتح المبين على أنه منارات شاهقة في مشروع نهضة العالم العربي و الإسلامي ، و ظلت الأقلام تُشيد بهذا الإنجاز الذي أعاد للأمة شرفها المسلوب و كرامتها المهدرة ، و راح المطبِّلون و المزمِّرون يهرقون دماء أقلامهم و يزخرفون لنا الصورة ؛ عساها أن تنطلي على بعض منا ، و ينقلب الباطل حقا ، و الحق باطلا بتأثير السحر الإعلامي .
جاء الانسحاب الإسرائيلي ليتم تصويره على أنه نصر ليس كأي نصر فإن له مدلولات خاصة ، و طعما خاصا ، و نكهة خاصة ، و نسي أولئك إكمال العبارة الدعائية أنه ( ألذ .. ألذ .. ألذ) - كما يحصل في الدعاية للأطعمة و المشروبات – لكم عانت أمة الإسلام من خلط المفاهيم!! و تشويه صورتها ، و من تبديل الحقائق و تزويرها ، و لكم عانت كثيرا من تجارب مريرة خدعتها زخرفة الصورة ، و بهاء منظرها ، و حلو منطق مزخرفها ، و نحن لا نرد على المبالغة بمبالغة ، و لكن نريد أن تصور الحقائق كما هي ، فهي ليست على سبيل المثال هذه الصورة التي رسمها أحدهم حين يقول: { كانت إسرائيل تعتقد أن اجتياحها للأراضي اللبنانية هو المقدمة الكبيرة لابتلاع مارد الصحوة الإسلامية الموضوعية التي اجتاحت العالم العربي في 79 عبر الانتصار الإسلامي في إيران بقيادة الإمام الخميني }" .
فانظر كيف السم يدس في كل مناسبة لتمرير دين الرافضة ، و هم لا يكتمون .. فليس سرا في إيران أن من أهداف الدولة الإيرانية تصدير الثورة الإيرانية ، و بالمناسبة هم يرفضوا انضمام الشباب السني في المقاومة .. فما الذي جعلهم على هذه الدرجة العالية جدا.. جدا من المهارة العسكرية ؟! لأن الذي يتولى تدريبهم هم رجال الحرس الثوري الإيراني ، الذي يمدهم بالأسلحة و بالأموال و بكل شيء ، و حزب الله.. إذا قرأتم هذا الكتاب سوف ترون أنه كان في غاية البراعة في استثمار العمل الاجتماعي ، و كسب قلوب الناس عن طريق الإحسان إليهم و تولي شؤونهم ، و نحو ذلك من الأساليب ، و هذا باب مهم جدا في سبب شعبيتهم ، و هم دائما يخدعون الناس بالعبارات الرنانة ، فكانوا يسمون حزب أمل ((حركة المحرومين و المضطهدين)) .. فهذه دعوة عالمية لإنقاذ المحرومين و المضطهدين ، فالناس تخدع بمثل هذه الشعارات المعسولة ، و لا تفطن إلى ما ورائها من مقاصد خبيثة .
فيكمل في الكتاب و يقول:" .. لكن هذه الصحوة ، و خصائص المشروع الخميني في التاريخ العربي الراهن و الدعم العربي القومي السوري في هذا المجال ؛ أعطيا الزخم الواقعي في بلورة القرار السياسي للمواجهة .. إلى أن يقول .. لقد أفردت عملية التحرير ؛ أن المقاومة الإسلامية هي الشرف العربي الأول بعد أن تراجع هذا الشرف إلى مقاعد الدرجة العاشرة بعد المائة لفعل مشروع الهيمنة أمام إسرائيل طوال نصف قرن ".
كاتب آخر يقول: " لماذا انتصرت المقاومة في ما عجزت عنه الجيوش ؟ " .. فهذا شيء طبيعي أن المقاومة تفعل ما تعجز عنه الجيوش ، إن لم يحصل أصلا في أي حروب أن هناك دولة تصمد أمام حرب العصابات .. فحرب العصابات تكون لها خصائص أخرى ..
يقول: " لماذا انتصرت المقاومة في ما عجزت عنه الجيوش ؟ حين يصور أن حزب الله حقق ما لم يحققه جيش عربي و أتى بما لم يأت به الأوائل ".
انظروا إلى هذا البيان .. عبارات مكتوبة ، و محمولة على لافتات في مظاهرة أخرجها حزب الله في الجنوب اللبناني عقب اتفاق الطائف الذي نتج عنه إيقاف الحرب الأهلية في لبنان .. فخرج جماعة حزب الله و هم يحملون هذه اللافتات:
(( الوهابيون رجس من عمل الشيطان ))
(( سننتقم من الوهابيين ))
(( لن تمر هذه الجريمة دون عقاب ))
وضاح شرارة يقول في كتابه (( دولة حزب الله )) عن حزب الله: " إنهم صفوة الصفوة ، و طليعة الأمة ، و مرشدوها ، و باعثوا دينها و حضارتها و مجدها ، و معلموها ، و رساليوها ، و أنبياءها.." .. بالمرة و أنبياءها !! .
أيضا للأسف الشديد فهمي هويدي موقفه من الشيعة غريب جدا يقول في مقالة في جريدة الأهرام 30/3/1999 عن حزب الله: " إنهم يرصعون جبين أمتنا " " إن المقاوم الإسلامية في لبنان تمثل لنا ضوءا باهرا في الأفق المعتم ، و صوتا جسورا وسط معزوفة الانكسار ، و قامة سابقة تصاغر إلى جوارها دعاة الانبطاح و الهرولة ، و هي مع هذا كله لم تنل ما تستحقه من متابعة و تقدير في الخطاب الإعلامي العربي ، و يحزن المرء أن بعضا منا أغمضها حقها محاولا النيل منها ، و تلطيخ صورتها الوضَّاءة .
إن الإفصاح عن مشاعر المؤازرة و الانتماء لأولئك الشباب بمثابة فرض عين لا يسقط بالتقادم ". فالكاتب يدعي أنه فرض عين على كل مسلم أن يعبر عن الامتنان لحزب الله لإنجازاته في مواجهة اليهود .
ثم يكمل قائلا: " إنهبهذا الدور البطولي الذي يقومون به عن شرف الأمة العربية ، و عن الأمل في أعماق كل واحد فينا ، إنهم يرفعون رؤوسا عاليا ، و يرصعون جبين أمتنا ".
للأسف الشديد دكتور حلمي القاعود في جريدة الشعب سنة 99 يقول: " إن حزب الله يقوم بدور رائد في إيقاظ الأمة ، و تقديم الدليل على قدرتها لصد العدوان ".
و يقول مجدي أحمد حسين في مقالة ((و انتصرت المقاومة)) : " فالمقاومة الإسلامية لحزب الله واحدة من أبرز معالم نهضة الأمة ، و أكبر دليل على حيويتها ".
منتصر الزيات يقول سنة 2000: " إن المؤشرات تدل على فشل محاولات التسمية الاستسلامية لكونها انهزامية ، و هذا يفتح الباب واسعا لبقاء حزب الله رمزا حيويا للمقاومة الإسلامية بل و العربية ، و سيتمتع في هذا الإطار بالشموخ و الاستعلاء على كل دعاوى التسمية الاستسلامية السائدة في المنطقة ".
يقول محمد مورو و هو يناقش الجهاد في سبيل الله : " حزب الله نموذجا ، لماذا حظيت المقاومة الإسلامية في لبنان بهذا القدر الهائل من التضامن الشعبي العربي و الإسلامي ؟ بل من كل المستضعفين في العالم ، و هل يتحول القرح السياسي و الحضاري لتلك المقاومة إلى أيدولوجية للمحرومين في كل مكان في العالم في مواجهة النمط الحضاري و القيادي الغربي الذي يهدد العالم بأسره ، لماذا نجحت المقاومة اللبنانية في أن تصبح طليعة لكل قوى التحرر العربي على اختلاف مشاربها الدينية و الطائفية و السياسية و الطبقية ؟ ، لماذا نجحت المقاومة اللبنانية في الخروج من مأزق الطائفية.. " طبعا هذا كما في المثل الشعبي (( عشم – أي طمع - إبليس في الجنة )) فهم أكثر دعاة الطائفية و سنرى .
فهنامن – للأسف - رموز للسنة يتكلمون بمثل هذا الكلام الذي يسهل أكثر فأكثر الغزو الفكري الشيعي و العقائدي لشباب أهل السنة .
يقول: " لماذا نجحت المقاومة اللبنانية في الخروج من مأزق الطائفية الضيق إلى رمز للتحرر لكل إنسان مسلما كان أم مسيحيا ، عربيا أم عالميا ، أبيض أو أسود ؟ لماذا كانت المقاومة و حزب الله بالتحديد هي الجزء الحي في النسيج العربي الذيالكثير من أجزائه والفكرية و التنظيمية ".
يقول المؤلف : " صورتان متناقضتان تثيران أسئلة كثيرة عن قصة الحقيقة ، و لا يخفي بعض الناس شدة الحيرة التي تنتابه مع هذه الصور المتباينة الشديدة التنافر ، فبين مسلمات عقدية راسخة و أصول مستقرة – و هي عقيدة أهل السنة و الجماعة – و بين واقع ضاغط على الفكر و الشعور تضطرب الرُءا و تحار العقول " .
فالعقل في ناحية ، و النقل في ناحية ، الحماس و العاطفة في ناحية أخرى ، و هذه هي المشكلة و هذا ما يهمنا في الموضوع الذي نتكلم فيه ، فيجب أن يكون العقل فوق العاطفة ، فالإنسان الذي ينطلق فقط من الحماس غالبا تكون العاقبة مؤسفة للغاية .
يقول مؤلف كتاب (( حقيقة المقاومة)) : " و حقيقة فقد كانت عن الحركة الشيعية اللبنانية بعامة و حزب الله بخاصة هي محاولة خوض في حقل ألغام – يقول أنا أعرف أنه سيترتب على هذا الكتاب كلام كثير و أنه سيدفع الثمن - و ذلك لعدة أسباب ؛
الأول: ذلك المفهوم المستقر في نفوس كثير من الناس- فأول شيء يقوله العوام و السذج عندما تأتي تختلف معه يقول لك :و أنتم ماذا فعلتم ، فه يعمل فصل بين العقيدة و الثوابت و بين الانبهار بالموقف الحركي أو الجهادي - عن أن حركة المقاومة يجب أن تدعم مهما كان توجهها -المواقف بعيدا عن العقائد ، فقبل الموقف يجب أن ترى ماذا يخدم هذا الموقف ؟ ، و قبل الجهاد انظر هذا الجهاد وسيلة للتمكين لأي دين ؟ - مادامت منضمة تحت راية إسلامية ، و إن المرء ليعجب من بعض أهل الفضل و الفهم حين يرون في أن الخطاب السني الموجه إلى الشيعة عامة هو خطاب يحتاج إلى إعادة نظر في أصوله و منهجه و طريقة عرضه ،و هذا المسلك بدأ في الظهور لدى طبقة المثقفين و المفكرين المنتسبين إلى الفكر السني ، و هذا المفهوم في حد ذاته يمثل عائقا كبيرا في أن تجد مجالا خصبا لتبادل الآراء حول الحركة بما لها و ما عليها ، كما أنه يذهب بك إلى أن تبدأ نقاشك بعرض المسلمات المنهجية و البدهيات الفكرية لمنهج أهل السنة و الجماعة" .. تضطر لأن تبدأ من الأول لكي ترى كم ستقضي من الأيام حتى تفهم هذا الإنسان الذي أمامك أن هذا دين و هذا دين ؛ أن الإسلام دين و دين الرافضة دين آخر ، و منذ زمن و نحن نشعر بخطورة الموضوع و نحاول الآن أن نكمل الملف الخاص بالشيعة .
فبالفعل (( من المعضلات شرح الواضحات )) فتضطر أن تقول ألف باء الإسلام ؛ قضايا التوحيد ، قضايا الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، قضايا الطعن القرآن ... إلى آخر هذه المنظومة من المخالفات الرافضية لدين الإسلام ، فكلما أمعن بعض الدعاة الذين يميعون قضية الموقف من الشيعة ؛ كلما صعبوا المهمة على علماء أهل السنة أن ينقذوا هذا الشباب من الأخطبوط الشيعي ، فهم يعتبرونه جسرا تمر عليه الشيعة إلى ديار المسلمين ... فهذا هو السبب الأول الذي دعاه لقول أنا سأمشي في حقل ألغام .
ثم يكمل قائلا: "السبب الثاني : أن حجم التأثير الإعلامي لتلك الحركة كان كبيرا و مؤثرا ، و كان هذا الإعلام ضاغطا على انهزامية الأمة و استسلامها و خضوعها أمام الاستكبار العالمي لليهود و الشيطان الأكبر ؛ مما أعطى تفريغا للشحنات المكبوتة في نفوس كثير ممن ضاقت بهم أفق الأمل في وعد الله ، أو حين رأوا أن الحلول القومية و توابعها الفكرية و السياسية قد سقطت في مزبلة التاريخ و التزييف فراحوا يتعلقون بأية راية تزعم حلا لواقع الأمة المنكوبة ، فكان توجيه الحديث إلى تلك الفئة صعبا كذلك – ضحايا الإعلام ، ضحايا القنوات الفضائية ، ضحايا المد الإعلامي الشيعي الجارف – حين يرون في هذه الصورة التي يرونها وردية لأحلامهم صورة أخرى مغايرة ، و لذلك – و انتبهوا لهذا التشبيه – فإن من يوقظ النائم الحالم ليشعره أنه في واقع آخر حقيقي لابد أن يصيبه من لومه ".
فهذا واقع الناس الذين ينجرفون وراء الإعلام الرافضي و يعجبون بالخطابات العنترية لهذا الرجل المدعو حسن نصر الله و غيره و يتغاضون عن الواقع المرير ، فليس هؤلاء بأبطال الإسلام ، ليس هؤلاء بالذين يريدون بك خيرا ، انظر إلى ما يفعلونه في نفس اللحظة في إخواننا أهل السنة في العراق ، انظر إلى ما يفعلون في خلال تاريخهم كله ، اذكروا دولة واحدة في العالم فتحها الرافضة ليدخلوا أهلها في الإسلام ، الرافضة منذ أن خلقوا إلى اليوم ليس لهم إلا دور الهدم و طعن الأمة في قلبها ، و تأخير الفتوحات الإسلامية ، و تشتيت الأمة و إهدار طاقتها ..و لذلك يذكر السبب الثاني ، لماذا هو يسير في حقل ألغام ؟ لأنه يحاول إيقاظ المتعايشين في الحلم الإيراني الشيعي تحت الشعارات البراقة أنه حزب المحرومين و المضطهدين و أنهم من سيحرروا فلسطين ، و الشعار الجميل الذي يقولوه في مظاهراتهم (( نحو القدس زحفا .. زحفا )) طبعا أوقفوا التغني بهذا الشعار بعد ما عملوا اتفاق الصعيد ، و تراجع حسن نصر الله عن دولة فلسطين من النهر إلى البحر ، و أعلن رسميا أنه لن يتدخل في تهديد إسرائيل إلا إذا دخلت داخل حدود لبنان ، فالموضوع قومي و وطني بحت .
فالشاهد أنه فعلا " من يوقظ النائم الحالم ليشعره أنه في واقع آخر حقيقي لابد أن يصيبه من لومه و نقضه " فنستطيع أن نعتبر أن الهيام في واد الأوهام و الانغماس في هذه الأحلام مثل الذي يأخذ الحشيش و المخدرات ليخرج من الواقع ،و يجد متعة جميلة ،و لا يحس بالزمن ، و يجد نفسه في عالم آخر .
أما السبب الثالث لاعتبار نفسه أنه يمشي في حقل ألغام و هو يتناول هذا الأمر يقول: " تلك الأنفة التاريخية التي ترسخت لدى الكثيرين من عدم القبول بالنقض و التحليل - بالذات لأي حركة تتبنى العمل المسلح ، فهي حركة فوق النقض ، و نرى هذا في سلوكيات المجاهدين في العراق فلا شك ارتكبوا أخطاء مهلكة ، و سامحه الله الزرقاوي و رحمه رحمة واسعة و عفا عنه في ما حصل بالنسبة لإراقة دماء السنيين أيضا في الطريق مع ما كان يفعله من بعض العمليات ، فبعض الناس غير مستعد مادام يفعل عمل جهادي مسلح حذار أن تقترب منه ، إياك أن تنتقضه و إلا فأول ما يقال لك أين أنت؟! - و خاصة للحركات التي تتبنى العمل المسلح ، حيث يرون أن الذين يضحون بأرواحهم و دمائهم هم أرفع الناس عن النقض و أبعدهم منه ، فكان ذلك المفهوم عائقا نفسيا في أن يجد الحديث مسلكا سلسلا يتجاوز به حتى نصل إلى مسائل الاتفاق ، و برغم ذلك فسيبقى أن من الضرورة التي سبق أن نبه إلى مثلها علماء الأمة أن ترصد الفكرية و العقدية و السياسية و العسكرية التي تعمل في جسد الأمة معملة فيها معاولها البانية و الهادمة ؛﴿لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّب..﴾ ﴿..فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْض..﴾ ".
و الله سبحانه و تعالى جعل من مقاصد بعثة النبي صلى الله عليه و سلم فضح سبيل المجرمين ﴿وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ﴾ فالانبهار بمثل هذه المواقف على حساب العقيدة فيه تشويش لسبيل المؤمنين ، و فيه ترويج و دعاية لسبيل هؤلاء الضالين .
يقول: " و لا أظن أن أمة من الأمم كان فيها مثل هذا السجل الضخم من تراجم الرجال و سيرهم ، و لا عرض لمنهج الفرق و الملل مثل أمة الإسلام ".
و في النهاية يقول: " سأترك القارئ يجيب على السؤال ؛ هل هم – حزب الله - فدائيون أم عملاء ؟ " هو لم يشأ أن يصرح بالموقف لكنه ناقش الموضوع بشيء من التفصيل .
هنا في كتاب حقيقة المقاومة يذكر ميثاق حزب اللات و العزى فمفتتحين ذلك الميثاق بـ: ﴿وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾
حزب الله المقصود من الآية هو حزب أبو بكر و عمر و عثمان و علي و المهاجرون و الأنصار رضي الله عنهم أما أنتم فأنتم أعداء حزب الله ، إذا كان النبي عليه الصلاة و السلام أخبر أن الفرق كلها في النار إلا فرقة واحدة قال في صفتها " هي ما أنا عليه اليوم و أصحابي " و أنتم تكفرون أصحابه فأنَّى لكم النجاة و تطعنون في القرآن .. إلى آخر ضلالاتهم المعروفة ، فالناس التي تنتظر خيرا من مثل هؤلاء هذا (( عشم إبليس في الجنة )) كما يقولون ، هذا حلم أنت تتمناه ، استيقظ من هذا الحلم و تعامل مع الواقع ، صحيح الحقيقة مرة و تصدمك و تحبطك أن الذي وضعت فيه أمل ؛ خيب أملك ، طلعوا مارقين من الإسلام ، لكن لابد من التسلح بالوعي كما ذكرنا لأن الوعي هو السلاح الذي أصبحنا نملكه الآن للأسف الشديد .
طبعا كلام مدح شديد جدا لحزب الله : " المشعل الذي زاد تألقا و ضياءا فأنار للمستضعفين في لبنان درب الحياة الحرة الكريمة ،و أحرق بوهج دماءه الطاهرة جبروت الكيان الصهيوني و أسطورته ، إلى الرائد الذي صدق أهله فكان قدوة لهم ... إلخ .. إلى رمز المقاومة الإسلامية الظافرة و الانتفاضة الرائعة ، الذي لا يزال أهلنا يسطرون أروع ملاحمها الحسينية في الجنوب و البقاع الغربية ، إلى الذي بدد أحلام أمريكا في لبنان ، و قاوم الاحتلال الإسرائيلي رافعا لواء العمل بولاية الفقيه القائد الذي كان يحلو له دائما أن يصفه بأمير المسلمين عبد الله الخميني .
من نحن و ما هي هويتنا؟ ، أيها المستضعفون الأحرار إننا أبناء أمة حزب الله في لبنان نحييكم و نخاطب من خلالكم العالم بأسره شخصيات و مؤسسات ... المهم كلام كثير و في النهاية ...
إننا أبناء أمة حزب الله التي نصر الله طليعتها في إيران ، و أسست من جديد – بالمناسبة بعد الانتخابات العراقية هلل زعماء إيران ، و قالوا إنها أي العراق أول دولة إسلامية في العالم العربي ، هم قالوا إسلاموية لكي يهربوا من كلمة إسلامية ، و هم يعتبرونها ذلك لأنها حكومة شيعية رافضية – نواة دولة الإسلام المركزية في العالم ، نلتزم بأوامر قيادة واحدة حكيمة و عادلة تتمثل بالولي الفقيه الجامع للشرائط ، و تتجسد حاضرا بالإمام المسدد ،آية الله العظمى ، روح الله الموسوي الخميني دام ظله ، مفجر ثورة المسلمين ، وباعث نهضتهم المجيدة ".
فهيا من يحب الخميني يدعو الله أن يحشره معه !! فمن أراد أن يحشر مع الخميني فهو قائد حزب الله!!
ثم يكملوا ميثاقهم قائلين: " و على هذا الأساس فنحن في لبنان لسنا حزبا تنظيميا مغلقا ، و لسنا إطارا سياسيا ضيقا ، بل نحن أمة ترتبط مع المسلمين في كافة أنحاء العالم برباط عقائدي و سياسي متين هو الإسلام الذي أكمل الله رسالته على يد خاتم أنبياءه محمد صلى الله عليه و سلم ، و ارتضاه العالمين دينا يتعبدون به إذ قال في القرآن الكريم﴿..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا.. ﴾.
ومن هنا فإن ما يصيب المسلمين في أفغانستان أو العراق أو الفلبين أو غيرها إنما يصيب جسم أمتنا الإسلامية التي نحن جزء لا يتجزأ منها ، و نتحرك لمواجهته انطلاقا من واجب شرعي أساسا في ضوء تصور سياسي عام تقرره ولاية الفقيه القائد – يعني الخميني أو من ينوب عنه - .
أما ثقافتنا – كونوا مستيقظين هنا فهم يتكلمون عن المرجعية ، و مصادر التلقي – فمنابعها الأساسية – لماذا قالوا الأساسية لأن هناك أشياء أخرى مثل ألواح فاطمة ، و الرقاع ، و أشياء أخرى كثيرة - القرآن الكريم ، و السنة المعصومة – ماذا يعنون بالسنة المعصومة ؟ هل يقصدوا البخاري و مسلم و الترمذي و النسائي؟ .. لا .. هم يأخذون بالسنة التي تروى من خلال أئمتهم فقط ، لأن لابد أن السنة تكون مع المعصومة قاصدين بذلك الأئمة ..
فانظر إلى التلاعب بالكلام!! حتى القرآن ما سلم منكم يا أعداء الله – و الأحكام و الفتاوى الصادرة عن الفقيه مرجع التقليد عندنا – و هو الخميني أو من يأتي بعده – و هي واضحة غير معقدة ، و ميسرة للجميع دون استثناء ، و لا تحتاج إلى ترغيب أو فلسفة ، بل جل ما تحتاجه هو الالتزام و التطبيق .
و أما قدرتنا العسكرية ؛ فلا يتخيلنَّ أحد حجمها ، و إذ ليس لدينا جهاز عسكري منفصل عن بقية أطراف جسمنا ، بل إن كل واحد منا هو جندي مقاتل حين يدعو داعي الجهاد ، و كل واحد منا يتولى مهمته في المعركة وفقا لتكليفه الشرعي في إطار العمل بولاية الفقيه القائد ، و اله هو من ورائنا يؤيدنا برعايته و يلقي الرعب في قلوب أعداءنا ، و ينصرنا عليهم بنصره العزيز المؤزر ".
ثم بعد ذلك يتحدث أيضا على قضايا أخرى .
فالحقيقة إن وضع حسن نصر الله الذي يسميه بعض السذج السنيين (( صلاح الدين )) في هذا الزمان ، و يشبهوه به ، فالأولى أن يسمى بخميني العرب ، فهو خميني العرب و الآخر خميني الفرس ، هو يتقن كما ذكرنا التلاعب بالألفاظ ، و الضرب على الوتر الحساس .
يقول حسن نصر الله في مجلة المقاومة العدد 27 : " إننا نرى في إيران الدولة التي تحكم بالإسلام ، و الدولة التي تناصر المسلمين و العرب ، و علاقتنا بالنظام علاقة تعاون ، و لنا صداقات مع أركانه و نتواصل معه ، كما أن المرجعية الدينية هناك تشكل الغطاء الديني و الشرعي لكفاحنا و نضالنا " فالكلام واضح ..
على الجهة الأخرى كما ذكرنا أن كثير من الدعاة أو المنتسبين لأهل السنة نسوا قول الله تبارك و تعالى : ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ﴾فحزب الله ليس هو الأمل ، و لا المثل الأعلى ، بل هو من الرافضة الذين تكلمنا عن عقيدتهم بالتفصيل من قبل ، حسن نصر الله هو خميني العرب و ليس صلاح الدين في القرن العشرين ، سبق أن ذكرنا بعض النقول عن بعض الصحفيين أو الدعاة فيها تلميع لحزب الله ، و كما ذكرنا من قبل هذا يسهل عملية الغزو الفكري الشيعي .
الحديث ذو شجون ، و هذا الكتاب فيه أشياء مفيدة كثيرة جدا فهذا مرور عابر ، لأن القضية بالطبع ملحة في هذه الأيام ، و كنا في حاجة إلى مثل هذه الوقفة .. فنكتفي بهذا القدر .
أقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم ، سبحانك اللهم ربنا و بحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، استغفرك و أتوب إليك .
تم بحمد الله
تعليق