بعد رمضان من أي الفريقين أنت؟
الرهواني محمد
شبكة الألوكة
الخطبة الأولى
جمعتنا هذه معاشر المؤمنين والمؤمنات أول جمعة بعد شهر رمضان، فبالأمس القريب غابت شمس أشرفِ الشهور وأفضلِها، وودعنا شهر رمضان المبارك لهذا العام، حيث كان هذا الشهر الكريم ميدان تنافسٍ وسباقٍ ومسارعة إلى الخيرات،
كان بمثابةِ سوقٍ انتصب ثم انفضَّ، فربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر.. وهذه سنة الله في خلقه، إلى أن يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
بالأمس القريب ودعنا شهر رمضان الذي تربت فيه نفوس المؤمنين والمؤمنات على الفضيلة والكرامة، وترفَّعت وتعالت فيه عن الرذيلة والخطيئة، واكتسبت فيه كلَّ هدىً ورشاد.. فطوبى لمن أحسن وأخلص وصدق في العمل واجتهد في الطاعات وداوم على ذلك.
ويا حسرة على الذين ودعوا العبادة والطاعة عند نهاية شهر رمضان فلم يظفروا من مغانمه بشيء.فهؤلاء ندعوهم بالمحبة والرحمة والشفقة، ندعوهم إلى إعادة النظر في حياتهم، ندعوهم إلى مراجعة أنفسهم وتأمل أحوالهم قبل فوات الأوان، ننصحُهم بألا ينخدعوا بالمظاهر، ولا يغتروا بما هم فيه من الصحة والعافية والشباب والقوة، فما ذلك إلا: ﴿ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [النور: 39].
فالصحة لا محالة سيعقُبها السقم، والشباب يلاحقه الهرم، والقوة مآلها إلى الضعف، وليس بعد الحياة إلا الممات، فاستيقظ يا أيها العافل من غفلتك وتنبه من نومتك، فالحياة قصيرة وإن طالت، والفرحة ذاهبة وإن دامت.
نقول لهؤلاء: العبادة لله عز وجل ليست ولا يصح أن تكون موسمية، العبادة لله عز وجل يجب أن تبقى مستمرة حتى الموت،
قال ربنا: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].
نقول لهؤلاء: إن من أعظم الخسارة أن يعود العبد بعد الغنيمة خاسرا، وأن يضيع المكاسب التي يسرها الله عز وجل له في شهر الخير، وأن يَرتد بعد الإقبال على طاعة ربه مدبرا، وبعد المسارعة إلى الخيرات مُعرضا.هؤلاء
نذكرهم بقول ربنا سبحانه: ﴿ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 21].نذكرهم بقوله سبحانه: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَا ﴾ [النحل: 91، 92].
وتأملوا.. تمعنوا في هذا المثل الذي ضربه الله هنا، فبعدما أمر الله عباده بالوفاء بالعهد وأن لا ينقضوها، يذكر قصة امرأة كان من شأنها أنها كانت في الصباح تَغزل الصوف وتُتقنه وتُحسِنه، ولما يأتي المساء تنقض غزلها وتفسد عملها، وهكذا تفعل كل يوم، فكان من حالها أن تُفسد ما كان من عملها نافعا محكما، وتُرجعه فاسدا، فحذر الله عباده ونهاهم عن التشبه بصنيع هذه المرأة، وذلك بإفساد أعمالهم.
ووجه الشبه هو الرجوع إلى فساد بعد التلبس بصلاح.وهذا حال البعض من الناس، فقبل رمضان، كانوا قد عاهدوا الله على الطاعة، والمحافظة على الصلوات وعلى الصيام والقيام وقراءة القرآن، عاهدوا الله على فعل الخيرات والصالح من الأعمال،
وكنا نراهم على ذلك، لكنهم بوداع رمضان أفسدوا أعمالهم ونقضوا العهد وتركوا طاعة ربهم، واتبعوا شهوات أنفسهم، فهم أشبه شيء بالذي انسلخ من الطاعة فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين.
الذي مكث شهر رمضان يَغزِل ثوب الإيمان، ويُزينُه بالطاعات ويُضيف إليه محاسن الأخلاق والمعاملات، حتى إذا بدا بهاؤه وحَسُنَ تماسُكه، نقضه وأفسده بعد رمضان، فأضاع جهده وكده وسعيه، وهدم ذلك الصرح الذي بناه طوال هذا الشهر العظيم.
وقد قيل لبشر رحمه الله: "إن قومًا يتعبدون ويجتهدون في رمضان، فقال: بئس القوم لا يعرفون لله حقًّا إلا في شهر رمضان! إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها".
الخطبة الثانية
من فضل الله جل جلاله على عباده أن منحهم إرادة واختيارا وحرّية وعقلا ليُميزوا بين الحق والباطل ويفرقوا بين الخير والشر، فإن اختار العبد الخير وسبيل الرشاد جوزي عليه وكان من المفلحين الصالحين، وإن سلك طريق الغيّ والضلال عوقب عليه وكان من الضالين الهالكين ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46]، قال ربنا ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴾ [النجم: 31].
فالناس في طريقهم إلى الله عز وجل والسير إلى الدار الآخرة فريقان أو صنفان:
فريقٌ جعلوا غايتهم في هذه الحياة طاعةَ الله، وتلمَّسوا إلى ذلك كلَّ سبيل، وتحمّلوا عناء جهدهم واجتهادهم، بل يفعلون كلَّ ما بوسعهم واستطاعتهم للتقرب إلى الله، وذلك للحصول على الأجر العظيم، والنجاةِ والسلامة حين الوقوف بين يدي الله تعالى والفوزِ برضوانه والجنة.وفريقٌ جعلوا المعصية هي القائدَ لهم، فمتعوا أنفسهم بملذات الدنيا على حساب طاعة الله، وارتكبوا المعاصي ظنا منهم أنها تجلب لهم السعادة، ولكنها لم تجلب لهم في هذه الدنيا إلا شقاء وحزنا، وما تزيدهم عن الله إلا بُعدا وضنكا، وفي الآخرة عذاب شديد بين يدي الله إن لم يتجاوز الله عنهم.
وفي الحديث عن الفريقين، ضرب الله جل وعلا مثلا عظيما يتضح به حالُ الفريقين ويتجلى أمرُهما تماما، قال ربنا: ﴿ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ﴾ [هود: 24]، وتأملوا في هذا المثل الذي ضربه الله، فهو مثل صورةٍ حسية تتجسم فيها حالة الفريقين.
الفريق الأول، كالأعمى الأصم لا يرى ولا يسمع، والذي يعطل حواسه وجوارحه ويُحْرِمُ نفسه من الانتفاع بها.
والفريق الثاني كالبصير السميع يرى ويسمع، ويهديه بصرُه وسمعه.فهذا المثل الذي ضربه الله عز وجل، له دلالته البالغة للتمييز بين صنفين من الناس... صنف نوّر الله قلبه بالعلم والعمل، فسعى إلى مرضات ربه فنوّر الله قلبه وطريقه.
وآخر أعمى قد أضل الطريق، فسعى لمرضات هواه والشيطان فأعمى الله بصيرته وأضل طريقه.فالمؤمن الذي عرف ربه، وعرف سر وغاية وجوده، وعرف حقيقة الحياة الدنيا، فهو سميع بصير في النور يمشي ويستنير به في الدنيا والآخرة، حتى يستقر به الحال في جنات ذات ظلال وعيون.وأما العاصي فهو أعمى أصم، في الظلمات يمشي، لا خروج له منها، بل هو يتيه في غَيِّه وضلاله في الدنيا والآخرة، حتى يُفضي به ذلك إلى ظِل من يحموم لا بارِد ولا كريم.ثم قال ربنا: ﴿ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ﴾ [هود: 24]؟ والاستفهام هنا إِنكاري، لا يستويان، فليس حال من يُبصر نور الحق ويستضيء بضيائه، كحال من يخبط في ظلمات الضلالة ولا يهتدي إِلى سبيل السعادة، ﴿ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 3]
أفلا تعتبرون وتتعظون؟
كان بمثابةِ سوقٍ انتصب ثم انفضَّ، فربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر.. وهذه سنة الله في خلقه، إلى أن يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
بالأمس القريب ودعنا شهر رمضان الذي تربت فيه نفوس المؤمنين والمؤمنات على الفضيلة والكرامة، وترفَّعت وتعالت فيه عن الرذيلة والخطيئة، واكتسبت فيه كلَّ هدىً ورشاد.. فطوبى لمن أحسن وأخلص وصدق في العمل واجتهد في الطاعات وداوم على ذلك.
ويا حسرة على الذين ودعوا العبادة والطاعة عند نهاية شهر رمضان فلم يظفروا من مغانمه بشيء.فهؤلاء ندعوهم بالمحبة والرحمة والشفقة، ندعوهم إلى إعادة النظر في حياتهم، ندعوهم إلى مراجعة أنفسهم وتأمل أحوالهم قبل فوات الأوان، ننصحُهم بألا ينخدعوا بالمظاهر، ولا يغتروا بما هم فيه من الصحة والعافية والشباب والقوة، فما ذلك إلا: ﴿ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [النور: 39].
فالصحة لا محالة سيعقُبها السقم، والشباب يلاحقه الهرم، والقوة مآلها إلى الضعف، وليس بعد الحياة إلا الممات، فاستيقظ يا أيها العافل من غفلتك وتنبه من نومتك، فالحياة قصيرة وإن طالت، والفرحة ذاهبة وإن دامت.
نقول لهؤلاء: العبادة لله عز وجل ليست ولا يصح أن تكون موسمية، العبادة لله عز وجل يجب أن تبقى مستمرة حتى الموت،
قال ربنا: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].
نقول لهؤلاء: إن من أعظم الخسارة أن يعود العبد بعد الغنيمة خاسرا، وأن يضيع المكاسب التي يسرها الله عز وجل له في شهر الخير، وأن يَرتد بعد الإقبال على طاعة ربه مدبرا، وبعد المسارعة إلى الخيرات مُعرضا.هؤلاء
نذكرهم بقول ربنا سبحانه: ﴿ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 21].نذكرهم بقوله سبحانه: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَا ﴾ [النحل: 91، 92].
وتأملوا.. تمعنوا في هذا المثل الذي ضربه الله هنا، فبعدما أمر الله عباده بالوفاء بالعهد وأن لا ينقضوها، يذكر قصة امرأة كان من شأنها أنها كانت في الصباح تَغزل الصوف وتُتقنه وتُحسِنه، ولما يأتي المساء تنقض غزلها وتفسد عملها، وهكذا تفعل كل يوم، فكان من حالها أن تُفسد ما كان من عملها نافعا محكما، وتُرجعه فاسدا، فحذر الله عباده ونهاهم عن التشبه بصنيع هذه المرأة، وذلك بإفساد أعمالهم.
ووجه الشبه هو الرجوع إلى فساد بعد التلبس بصلاح.وهذا حال البعض من الناس، فقبل رمضان، كانوا قد عاهدوا الله على الطاعة، والمحافظة على الصلوات وعلى الصيام والقيام وقراءة القرآن، عاهدوا الله على فعل الخيرات والصالح من الأعمال،
وكنا نراهم على ذلك، لكنهم بوداع رمضان أفسدوا أعمالهم ونقضوا العهد وتركوا طاعة ربهم، واتبعوا شهوات أنفسهم، فهم أشبه شيء بالذي انسلخ من الطاعة فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين.
الذي مكث شهر رمضان يَغزِل ثوب الإيمان، ويُزينُه بالطاعات ويُضيف إليه محاسن الأخلاق والمعاملات، حتى إذا بدا بهاؤه وحَسُنَ تماسُكه، نقضه وأفسده بعد رمضان، فأضاع جهده وكده وسعيه، وهدم ذلك الصرح الذي بناه طوال هذا الشهر العظيم.
وقد قيل لبشر رحمه الله: "إن قومًا يتعبدون ويجتهدون في رمضان، فقال: بئس القوم لا يعرفون لله حقًّا إلا في شهر رمضان! إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها".
الخطبة الثانية
من فضل الله جل جلاله على عباده أن منحهم إرادة واختيارا وحرّية وعقلا ليُميزوا بين الحق والباطل ويفرقوا بين الخير والشر، فإن اختار العبد الخير وسبيل الرشاد جوزي عليه وكان من المفلحين الصالحين، وإن سلك طريق الغيّ والضلال عوقب عليه وكان من الضالين الهالكين ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46]، قال ربنا ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴾ [النجم: 31].
فالناس في طريقهم إلى الله عز وجل والسير إلى الدار الآخرة فريقان أو صنفان:
فريقٌ جعلوا غايتهم في هذه الحياة طاعةَ الله، وتلمَّسوا إلى ذلك كلَّ سبيل، وتحمّلوا عناء جهدهم واجتهادهم، بل يفعلون كلَّ ما بوسعهم واستطاعتهم للتقرب إلى الله، وذلك للحصول على الأجر العظيم، والنجاةِ والسلامة حين الوقوف بين يدي الله تعالى والفوزِ برضوانه والجنة.وفريقٌ جعلوا المعصية هي القائدَ لهم، فمتعوا أنفسهم بملذات الدنيا على حساب طاعة الله، وارتكبوا المعاصي ظنا منهم أنها تجلب لهم السعادة، ولكنها لم تجلب لهم في هذه الدنيا إلا شقاء وحزنا، وما تزيدهم عن الله إلا بُعدا وضنكا، وفي الآخرة عذاب شديد بين يدي الله إن لم يتجاوز الله عنهم.
وفي الحديث عن الفريقين، ضرب الله جل وعلا مثلا عظيما يتضح به حالُ الفريقين ويتجلى أمرُهما تماما، قال ربنا: ﴿ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ﴾ [هود: 24]، وتأملوا في هذا المثل الذي ضربه الله، فهو مثل صورةٍ حسية تتجسم فيها حالة الفريقين.
الفريق الأول، كالأعمى الأصم لا يرى ولا يسمع، والذي يعطل حواسه وجوارحه ويُحْرِمُ نفسه من الانتفاع بها.
والفريق الثاني كالبصير السميع يرى ويسمع، ويهديه بصرُه وسمعه.فهذا المثل الذي ضربه الله عز وجل، له دلالته البالغة للتمييز بين صنفين من الناس... صنف نوّر الله قلبه بالعلم والعمل، فسعى إلى مرضات ربه فنوّر الله قلبه وطريقه.
وآخر أعمى قد أضل الطريق، فسعى لمرضات هواه والشيطان فأعمى الله بصيرته وأضل طريقه.فالمؤمن الذي عرف ربه، وعرف سر وغاية وجوده، وعرف حقيقة الحياة الدنيا، فهو سميع بصير في النور يمشي ويستنير به في الدنيا والآخرة، حتى يستقر به الحال في جنات ذات ظلال وعيون.وأما العاصي فهو أعمى أصم، في الظلمات يمشي، لا خروج له منها، بل هو يتيه في غَيِّه وضلاله في الدنيا والآخرة، حتى يُفضي به ذلك إلى ظِل من يحموم لا بارِد ولا كريم.ثم قال ربنا: ﴿ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ﴾ [هود: 24]؟ والاستفهام هنا إِنكاري، لا يستويان، فليس حال من يُبصر نور الحق ويستضيء بضيائه، كحال من يخبط في ظلمات الضلالة ولا يهتدي إِلى سبيل السعادة، ﴿ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 3]
أفلا تعتبرون وتتعظون؟
تعليق