Tweet
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم
الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
أن يقدم لكم:
تفريغ حلقة :: الصبر على البلاء :: للشيخ أحمد جلال من دورة عن رب العزةلتحميل التفريغ بصيغة pdf من هنا
وإليكم نص التفريغ:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد ..
أهلًا وسهلًا ومرحبًا بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي وأسأل الله –سبحانه وتعالى- الذي جمعني وإياكم في هذه الساعة المباركة على طاعته أن يجمعني وإياكم في جنته ودار كرامته مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وبعد ..
أحبابنا الكرام اليوم مع باب من أهم الأبواب المتعلقة بشرح كتاب الأحاديث القدسية أو الصحيح المسند من الأحاديث القدسية لفضيلة الشيخ مصطفى العدوي، ونظرًا لأهمية هذا الباب وجدنا إن الشيخ وضع له عدة أبواب داخل الكتاب، لأن الدنيا دار بلاء، ولأن الدنيا دار محن، ولأن الدنيا دار اختبار من الله سبحانه وتعالى يختبر الله سبحانه وتعالى فيها عباده المؤمنين، تارة يكون هذا البلاء بالخير يبتليهم الله سبحانه وتعالى بسعة الأموال، وكثرة الأولاد، وبالصحة والعافية، وبالأمن والأمان لينظر الله سبحانه وتعالى كيف يكون شكرهم، ثم من بعد ذلك قد يبتلي الله سبحانه وتعالى عبده المؤمن بالضراء، بالأمراض، بفقد الأولاد، بفقد شيء من صحة الإنسان أو جسد الإنسان لينظر الله سبحانه وتعالى كيف يكون صبر هذا الإنسان.
البلاء نعمة من أعظم نعم الله سبحانه و تعالى
البلاء نعمة من أعظم نعم الله -سبحانه وتعالى- على عباده، و والله يا إخواننا وأخواتنا لو كشف الله -سبحانه وتعالى- الغطاء عن أعيننا لنرى عظيم فضل الثواب الذي أعده الله -سبحانه وتعالى- لكل إنسان مبتلى، أم في يوم من الأيام يعني بتبكي بكاء شديد، بكاء مر بسبب ابتلائها في ولدها اللي كان في ريعان الشباب ومات، إن في يوم من الأيام شاب من الشباب يفقد عينيه، إن في يوم من الأيام أحد الناس يبتلى بمرض شديد جدًا جدًا جدًا ويعرف أن هذا المرض في آخره وفاته، إن الإنسان منا في يوم من الأيام -عافاني الله وإيّاكم- يبتليه الله -سبحانه وتعالى- بالفقر، وضيق العيش فممكن يبات ليلة والثانية والثالثة وممكن ميكونش في في البيت أكل وممكن يصبر ولكن أولاده، إن يكون مع هذا البرد القارس لا يملك أنه يشتري بطانية يستدفئ بها هو وأولاده، كل هذه بلاءات تصيب الإنسان في هذه الدار الدنيا، لازم نعرف من البداية أن الله سبحانه وتعالى لو كشف الحجاب لنا عن فضل هذا البلاء والله لذابت قلوبنا شوقا وحبا لربنا -تبارك وتعالى-،لنعلم كيف يتعاهد ربنا -تبارك وتعالى- عباده الصالحين،
فضل الصبر على هذا البلاء
الشيخ ذكر لينا عدة أبواب متعلقة بالبلاء، هابدأها أولًا بما جاء في فضل الصبر على هذا البلاء، أحبابي الكرام من البداية لازم نعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "عجبًا لأمرِ المؤمنِ إن أمرَه كلَّه خيرٌ . وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمنِ . إن أصابته سراءُ شكرَ . فكان خيرًا له . وإن أصابته ضراءُ صبر . فكان خيرًا له" صحيح مسلم، بل إن ربنا -سبحانه وتعالى- في الحديث اللي ذكرته لكم في أول السلسلة أن الله –سبحانه وتعالى- يقول:"إنَّ اللهَ يقولُ : إنَّ عبدي المؤمنَ عندي بمنزلةِ كلِّ خيرٍ ، يحمدُني وأنا أنزعُ نفسَهُ مِن بينِ جنبَيْهِ"حديث صحيح، أنا أنزع روحه، المؤمن ربنا -عز وجل- بينزع روحه ده حال المؤمن على فكرة، ربنا -عز وجل- بينزع روحه والمؤمن لا يجد إلا أنه يقول: الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله، ده حال المؤمن دايمًا في بلائه في شدته، في آلامه، في مصائبه فلا يجد كلمة إلا أن يقول الحمد لله،
أحبابي الكرام النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لنا كما في الصحيحين من حديث أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الصبر ضياء"، الصبر ضياء له معنيين:
-إما أنه يكون كلما تصبر الإنسان كلما أنار الله -سبحانه- ضياء يعني نور، أنار الله -سبحانه وتعالى- بصيرته بما أعده الله -سبحانه وتعالى- له،
-ولربما يكون ضياء في دنياه، أو ضياء في قبره، أو ضياء يوم أن يلقى ربه -سبحانه وتعالى-،
الصبر أعظم عطاء
أحبابي الكرام أعظم وأوسع رزق من الممكن أن يعطيه الله عز وجل لإنسان ليس هو المال ولا الأولاد، ولكن والله إخواننا وأخواتنا أعظم عطاء وأعظم رزق يعطيه الله عز وجل للعبد هو الرزق كما ثبت عند الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر"حديث صحيح، أفضل عطية الله -سبحانه وتعالى- ربنا يعطيها للإنسان هو ما يتعلق بالصبر، إخواننا وأخوتنا النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أراد أن يقول لنا عظيم فضل البلاء، عظيم فضل الصبر على البلاء حب يقول لنا باختصار أن الإيمان عندنا بضع وسبعون شعبة، نصف هذه الشعب بس في الصبر، فمن صبر على بلاء نزل به فكأنما حقق نصف الإيمان كما ثبت عند الطبراني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الصبر نصف الإيمان" حديث صحيح، النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:"الصبر نصف الإيمان" ده -سبحان الله- يدفع العبد إلى أن يتصبر على أي مصيبة قد تنزل به، النبي -صلى الله عليه وسلم- وضح لينا بمثال مهم جدًا إن في فارق كبير جدًا عند نزول البلاء بين المؤمن الذي رسخ الإيمان في قلبه، وبين –والعياذبالله- من كان ضعيف الإيمان أو كان منافقًا ضعيف الإيمان فقال -صلى الله عليه وسلم- كما في مسند حديث كعب ابن مالك -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " مثَلُ المؤمنِ كمثلِ الخامَةِ منَ الزَّرعِ تُفيئُها الرِّياحُ تصرعُها مرَّةً وتعدِلُها حتَّى يأتيَه أجلُهُ ومثلُ المنافقِ مثلُ الأَرْزةِ المُجذِيةِ الَّتي لا يصيبُها شيءٌ حتَّى يَكونَ انجِعافُها مرَّةً واحدةً وفي رواية ومثلُ الكافرِ كمثلِ الأرزةِ وأما ابن حاتم فقال مثلُ المنافِقِ" حديث صحيح، -سبحان الله- حتى تأتي أُكُلَهَا، -سبحان الله- عارفين المؤمن عامل زي السنبلة، السنبلة طول ماهي واقفة كده تيجي الريح توقعها شوية وترجع تقف تاني شوية، ترجعها شوية توقعها شوية ترجع تاني تقف شوية، ده حال المؤمن دايمًا مع البلاء، البلاء بيوقعه بس لأن عنده إيمان عالي جدًا بيرجع تاني يقف على رجليه وبيكون من أقوى الناس واثبت الناس وأفضل الناس وأحسن الناس،
أما المنافق فهو -والعياذ بالله- مع أول بلاء يظهر النفاق اللي في قلبه، مع أول بلاء يظهر ضعف الإيمان اللي في قلبه، ومثل المنافق أو مثل الكافر كما في رواية "ومَثَلُ المنافقِ كمثل شجرة الأَرْزَةِ" شجرة الأرز واقفة كده صلبة قوية كده ولكن مع أول بلاء تلاقي الشجرة وقعت ومقمتش تاني، ولربما إنسان في وقت البلاء -عافاني الله وإيّاكم- يتكلم بكلمة يخرج بها من الدين أصلًا، يعترض على قضاء الله يعترض على البلاء، يتكلم و يظهر أنه لا يرضى بقضاء الله -سبحانه وتعالى-، شوفتوا الفارق بين المؤمن وغير المؤمن،
بل ثبت أيضًا فيما يتعلق بفضل الصبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقول : إني إذا ابتلَيتُ عبدًا من عبادي مؤمنًا فحمدني على ما ابتليتُه ، فإنه يقوم من مضجَعِه ذلك كيومِ ولدتْه أمُّه من الخطايا ، ويقول الربُّ عزَّ وجلَّ : أنا قيدتُ عبدي -ربنا بيقول للملائكة أنا قيدت عبدي- وابتليتُه ، فأَجْروا له كما كنتم تُجْرون له" حديث حسن، المؤمن عند ربنا -سبحانه وتعالى- في هذا البلاء حاجة من اثنين:
-إما أن يعافيه الله -سبحانه وتعالى- فيكون ماشي على الأرض وليس عليه خطيئة،
-وإما إنه يموت في هذا البلاء فيقول الله -سبحانه وتعالى- إن هذا العبد يكون من أهل الجنة
وعند أبي الدنيا بإسناد حسن من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ما ابْتَلَى اللهُ عبدًا بِبَلاءٍ وهو على طريقةٍ يَكرهُها إلا جعل الله ذلك البلاءَ له كفارةً وطَهورًا" حديث حسن، -سبحان الله سبحان الله- لا يبتلى الله -عز وجل- أبدًا عبده ببلاء فيكره هذا العبد هذا البلاء ويصبر عليه بلاء شديد فيصبر عليه إلا يجعل الله سبحانه وتعالى هذا البلاء كفارة وطهور لهذا العبد ولذا في رواية قال صلى الله عليه وسلم: "وَصَبُ المؤمنِ كفَّارةٌ لخطاياهُ" حديث صحيح، الوصب: المرض التعب، الهموم، الآلام، الغموم، كل ده كفارة لعبد الله الذي صبر واحتسب على هذا البلاء قال -صلى الله عليه- وسلم كما في الصحيحين قال: " ما يُصِيبُ المسلِمَ من نصَبٍ ، ولا وصَبٍ ، ولا هَمٍّ ، ولا حَزَنٍ ، ولا أذًى ، ولا غَمٍّ ، حتى الشوْكةَ يُشاكُها ، إلَّا كفَّرَ اللهُ عنه بِها من خطاياهُ" صحيح البخاري، البلاء ده بيكون غالبًا ما يكون سبب إن ربنا -عز وجل- يرفع العبد في الجنة درجات، لذا كان أرفع الناس في الجنة درجة هم الأنبياء كما قال صلى الله عليه وسلم: "أشدُّ الناسِ بلاءً الأنبياءُ ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ ، يُبتلى الناسُ على قدْرِ دينِهم ، فمن ثَخُنَ دينُه اشْتدَّ بلاؤُه ، و من ضعُف دينُه ضَعُف بلاؤه ، و إنَّ الرجلَ لَيُصيبُه البلاءُ حتى يمشيَ في الناسِ ما عليه خطيئةٌ"حديث صحيح، ولما شدد على النبي صلى الله عليه وسلم بلاء ويدخل أبو سعيد الخدري، ويحط ايديه على جبهة النبي -صلى الله عليه وسلم- ميقدرش يتحمل حرارة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فيقول : يا رسول الله ما أشد حُمَّاك؟ ما أشد الحمى التي أصابتك! فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : "إنَّا كذلِكَ يُشَدَّدُ عَليْنا البلاءُ ويضَاعَفُ لَنا الأجْرُ"حديث صحيح، احنا بيتشدد علينا البلاء كما يتضاعف لنا الأجر، مضاعفة الأجور للأنبياء نظرًا لما مروا به من بلاءات ومحن، النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد ست من أولاده في حياته، وهو بيموت بينادي على فاطمة ويخبرها بأنها أول واحدة هتموت من بعده -صلى الله عليه وسلم-، النبي ضُرِبَ، أُهين، طُعِنَ في عرضه -صلى الله عليه وسلم-، طُرِدَ من بلده ومن بين أهله وحبه، النبي -صلى الله عليه وسلم- ابتلي كل هذه البلاءات ليه؟؟
لإن ده طريق الأنبياء، يبتلى الأنبياء علي قدر دينهم، يبتلى المرء على قدر دينه، ولما كان الأنبياء هم أكثر الناس إيمانا كان بلائهم من أكثر البلاء حتى يرفعهم الله عز وجل في الجنة، بيقول لك دايما البلاء، يبتليك الله -سبحانه وتعالى- على قدر دينك ليرفعك الله -عز وجل- في الجنة درجات، وسبحان الله قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الرَّجل ليكونُ له عند اللهِ المنزلةُ فما يبلغُها بعملٍ فما يزالُ يبتليه بما يكرهُ حتَّى يُبلِّغَه إيَّاها"حديث صحيح، مهما صلينا، مهما صومنا، مهما زكينا، مهما عملنا من الطاعات، لا نبلغ أبدًا هذه المنزلة العالية التي جعلها الله سبحانه وتعالى لنا "إنَّ الرَّجلَ ليكونُ لهُ عندَ اللَّهِ المنزلةُ الرفيعةُ فما يبلُغُها بعملِهِ فما يزالُ اللَّهُ يبتليَهِ بما يكرَهُ حتَّى يبلُغَها"رجاله ثقات،
ربنا يبتليه ثم يبتليه ثم يبتليه حتى يرفعه الله عز وجل في الجنة، عشان كده كنت دائما بقول لكم يا إخواننا أحنا بس لو اتكشف لنا هذا الحجاب عن فضل البلاء هيتمنى كل إنسان منا هيقول يا رب زود البلاء شوية، هذا الحجاب إخواننا وأخواتنا لا يرفع إلا في الآخرة، هذا البلاء لا يرفع إلا في الآخرة يقول جابر رضي الله عنه : سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : يود أهل العافية(الناس اللي ربنا عز وجل مبتلهاش ابتلاها في الدنيا بالنعيم ما ابتلاها بالبلاء) " لَيَوَدَّنَّ أهلُ العافيةِ يومَ القيامَةِ حين يعطي اهل البلاء الثواب، أنَّ جلُودَهُمْ قُرِضَتْ بالمقاريضِ -اتقطعت حتت، المقاريض: المناشير-، مما يَرَوْنَ مِنْ ثَوَابِ أهلِ البلاءِ" حديث حسن، يوم القيامة لما يرفع ربنا عنا الغطاء لما نرى أهل البلاء أصحاب بقي الأمراض، واللي فقدوا أولادهم، واللي ابتلوا مش عارف بالفقر، ومن ابتلوا في صحتهم، وفي أعينهم، يوم القيامة لما ربنا ينزل من خيره وثوابه على أهل البلاء أهل العافية في الدنيا يشوفوا الكلام ده يقولوا يا رب ياريتنا كنا في الدنيا بالمناشير اتقطعنا حتت علشان ناخذ هذا الثواب الذي أخذه أهل البلاء، متخيلين كل هذا الفضل بل كان أهل العلم يقولون : إذا أراد الله -سبحانه وتعالى- أو إذا أراد عبد أن يعلم منزلته عند الله -سبحانه وتعالى- فلينظر بما ابتلاه الله -عز وجل-،
ثبت عند الإمام البخاري في صحيحه والإمام مالك في موطأه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من يُرِدِ اللَّهُ بِه خيرًا يُصِبْ مِنهُ" حديث صحيح، من يرد الله به خير يصب منه، لو عايز تعرف أنت فعلًا عند ربنا -عز وجل- محبوب رفيع القدر رفيع المكانة عند الله شوف هل أنت ابتليت ولا لأ؟ إذا كان -صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث الذي رواه أحمد من حديث محمود بن لبيد -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنّ عظم الجزاء مع عظم البلاء َ اللهُ إذا أحبَّ قومًا ابتلاهُم، فمَن صبَر فله الصَّبرُ، ومن جَزِعَ فلهُ الجزَعُ" حديث صحيح، يا نهار أبيض، يا نهار أبيض في رواية لأنس قال -صلى الله عليه وسلم- : "إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ ؛ و إنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضيَ فله الرِّضَى، و من سخِط فله السُّخطُ" حديث حسن، من رضى على قضاء الله يرضى الله -سبحانه وتعالى- عنه، من رضي وسلم لهذا البلاء الذي ابتلاه الله -سبحانه وتعالى- لا يزداد الله -عز وجل- عليه إلا رضى، لا يزداد الله -عز وجل- عليه إلا رضى،
أحبابي الكرام البلاء من أعظم النعم اللي ممكن ربنا سبحانه وتعالى يبتلي بها العبد إذا صبر واحتسب، وفي كل الأمور هذا هو خير له في الدنيا والآخرة، النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : كما روى الطبراني وابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات من حديث عائشة يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- : "إذا اشتكى المؤمنُ ؛ أخلصه اللهُ من الذُّنوبِ كما يُخلِّصُ الكيرُ خَبَثَ الحديدِ" حديث صحيح، الكير الفرن العادي بتاع الحديد لما نحط فيه الحديد على طول الفرن ده بيصهر الحديد، فالخبت بيطلع فوق أو بينزل تحت، ويظل الحديد الصافي النقي اللي مفيش فيه شوائب موجود بعيد عن هذه الشوائب، ييجي بعد كده يشيل الشوائب ويطلعوا الحديد نقي خالص من هذه الشوائب، ده البلاء بالضبط، البلاء بالضبط يدخل كده على العبد، أو العبد بيدخل على فرن البلاء بيطلع منه نقي لا ذنوب .. لا معاصي .. لا سيئات .. خلاص غفر الله -سبحانه وتعالى- لهذا العبد كل ما فعل من ذنوب ومعاصي بسبب هذا البلاء الذي ابتلاه الله -سبحانه وتعالى- به، بل -سبحان الله- من رحمات الله، من رحمات الله بهذا الإنسان المبتلى الذي صبر على هذا البلاء
واحد كان مريض بياخذ أدوية وكان من عادته إنه بيصوم اتنين وخميس و 13 و14 و15 هو عجز الآن بسبب الأدوية عن هذا الصيام -سبحان الله- يكتب الله -عز وجل- له كل ما كان يعمل رغم إن هو معملهوش، كان من عادته إنه بيصلي قيام ليل كتير جدًا دلوقتي معدش قادر يصلي قيام ليل يكتب ربنا -سبحانه وتعالى- له ما كان يصنع شوفوا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- الحديث عند البخاري من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : "إذا مرضَ العبدُ، أو سافرَ كُتِبَ له مثلُ ما كان يعملُ مُقيمًا صحيحًا" حديث صحيح، أو مقيمًا صحيحًا كما في الرواية، سبحان الله ربنا يعلم إن الإنسان لما ابتلي هو كان فعلًا، كان فعلًا نفسه يعني نفسه يعمل عبادات اللي كان بيعملها قبل كده، سبحان الله آبائنا الكرام لما بيكبروا في السن ويتعبوا ومش قادرين يصوموا رمضان بنقول لهم متشلوش هم ويبقوا زعلانين، متشلوش هم، ربنا كتب لكم أجر الصيام كامل، أجر الصيام كاملًا ليه؟ قال رسول الله –صلي الله عليه وسلم- : "ما أحدٌ منَ النَّاسِ يصابُ ببلاءٍ في جسدِهِ إلَّا أمرَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ الملائكةَ الَّذينَ يحفظونَهُ فقالَ اكتُبوا لعبدي في كلِّ يومٍ وليلةٍ ما كانَ يعملُ من خيرٍ ما كانَ في وَثاقِي" حديث صحيح، اكتبوا لعبدي ما كان يصنع صحيحًا سليما أو صحيحًا مقيمًا كما في الرواية،
الشيخ عندنا -ربنا يارب يحفظه ويبارك فيه- ذكر لينا عدة صور من البلاءات التي يبتلي الله -سبحانه وتعالى- بها عباده الصالحين، منها مثلًا ما يتعلق بالبلاء بفقد الولد، ما يتعلق بالبلاء بفقد الولد ويذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- بابًا فيقول باب "من مات صفيه واحتسب" من مات صفيه واحتسب، ودي من أعظم البلاءات اللي من الممكن تصيب العبد جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها أجر عظيم جدًا منها حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : "يقولُ اللهُ تعالَى : ما لعبدي المؤمنِ عندي جزاءٌ، إذا قبضتُ صفِيَّه من أهلِ الدُّنيا ثمَّ احتسبه، إلَّا الجنَّةَ" حديث صحيح، لو في يوم من الأيام يعني افتكر حد من إخواننا الأحباب أحسبه يعني من أهل الصبر كان في مكان شغله اتصلوا عليه الحق بسرعة عايزينك عند البيت، خير؟ في بس مشكلة بسرعة لازم تيجي دلوقتي فورًا، ولكم ما تتخيلوا ياخد الموتوسيكل بتاعه ويطلع جري على المكان بتاع مكان البيت فيجد أن الدنيا زحمة جدًا وعربيات مطافي وإسعاف ولواءات وضباط والدنيا مقلوبة، في إيه يا جماعة؟؟ يبص يلاقي البيت بتاعهم وقع، والبيت ده كان جواه زوجته وهي حامل وابنه وحماته وأقاربه، والبيت وقع عليهم كلهم والكل مات، والكل مات -سبحان الله- والله يا أحبابي قبلها بأربع أيام بالضبط كان عندي في البيت كان زوجته أنجبت الطفل الأول والطفل الثاني كان نفسه يجيب طفل تاني كان في مشاكل وحاجات من كده لحد ما في يوم من الأيام لقيته جاني في زيارة مفاجأة على غير عادته فبيقول لي أنا كنت عند الدكتور دلوقتي وزوجتي حامل، تخيلوا قدر فرحته وقدر سعادته وقدر الفرحة اللي كان فيها، سافرت في عمرة ثالث يوم لي في العمرة أو رابع يوم لقيتهم اتصلوا عليا بيبلغوني هذا الأمر اتصلت عليه فورًا و -سبحان الله- والله يا إخواننا لا يتكلم إلا بالحمد لله الحمد لله قدر الله وما شاء فعل اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها، فعلاً قلت سبحان الله سبحان الله يعني أسأل الله عز وجل أن يرضى عنه في الدنيا والآخرة بصبره على هذه المصيبة التي نزلت عليه، الواحد منا لما ابنه في يوم من الأيام بيتعب شويه بيبقى عامل زي المجنون ومش عارف يعمل إيه سبحان الله، وهذا كان لا يتكلم إلا بالحمد لله اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها، النبي -صلى الله عليه وسلم- بيقول: في الحديث الصحيح "إنَّهُ يقالُ لِلْوَالِدَيْنِ يومَ الْقِيَامَةِ ادخلوا الجنةَ فيقولونَ يا ربِّ حتى تدخلَ آباؤُنا وأمهاتُنا -، (فيقول الله عز وجل للأولاد اللي ماتوا وهم صغار في الدنيا يقول الله سبحانه وتعالى لهم: أدخلوا الجنة فيكون أولادهم يقولوا لا يا ربنا حتى يدخل آبائنا وأمهاتنا)- قال فيأبَوْنَ قال فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ ما لي أراهم مُحْبَنْطِئِينَ ادخلُوا الجنةَ قال فيقولونَ يا ربِّ آباؤُنا فيقولُ ادخلُوا الجنةَ أنتم وآباؤُكُمْ" رجاله ثقات، في حديث أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يقولُ اللهُ – تبارَكَ وتعالَى ابنَ آدمَ إن صبرتَ واحتسبتَ عند الصَّدمةِ الأولَى ؛ لم أرضَ لك ثوابًا دُونَ الجنَّةِ" حديث حسن، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:"بخٍ بخٍ لخمسٍ ما أثقلَهنَّ في الميزانِ –أثقل ما يوضع في ميزان العبد المؤمن- لا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبرُ وسبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ - ومع أثقل ما يوضع في الميزان مع هذه الكلمات- والولدُ الصَّالحُ يُتوفَّى فيحتَسِبُه والدُه" رجاله ثقات،
مش أي ولد ده الولده الصالح مات فاحتسبه يعطيه الله سبحانه وتعالى كل هذا الأجر، ثم من بعد ذلك يذكر لنا الشيخ باب أخر مما يتعلق بالأبواب المتعلقة بالبلاء وما يتعلق بالصبر على الأمراض التي من الممكن أن تصيب العبد في وقت من الأوقات ويذكر حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم عادَ مريضًا، ومعَهُ أبو هُرَيْرةَ " خرجَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يعودُ رجُلًا من أصحابِه وعِكًا وأنا معَه ثمَّ قالَ : إنَّ اللَّهَ تعالى يقولُ : هيَ ناري - المريض ده كان عنده حمى, الحمى هي السخونة العالية- أسلِّطُها علَى عبديَ المؤمنِ ، لتَكونَ حظَّهُ منَ النَّارِ في الآخِرَة" حديث حسن، فلا يذوق هذا الإنسان أبدًا طعم النار،
كذلك أيضًا ذكر الشيخ -حفظه الله ورحمه ورحم كل المسلمين- ما يتعلق بالأبواب المتعلقة بفضل الصبر على إذا أُذي الإنسان في عينيه، أو ابتلى في عينيه، فأصيب مثلًا بالعمى، فذكر فيه حديث أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله قال : إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتَيهِ فصبَرَ، عوَّضتُه منهُما الجنَّةَ.يريدُ: عينيهِ" حديث صحيح، عوضته منهما الجنة، وفي رواية حديث أبو هريرة أيضًا عند الترمذي "يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: من أذْهبتُ حبيبتيْهِ فصبرَ واحتسبَ لم أرضَ لَهُ ثوابًا دونَ الجنَّةِ" حديث حسن صحيح، دون الجنة، ثم يذكر الشيخ برضه باب تاني وهو مش متعلق بالأمراض، ولا متعلق بفقد الولد، ولا متعلق بفقد العين، ولكن باب على "فقد البلاء المتعلق بالدنيا" اللي هو الفقر إن ممكن في يوم من الأيام بعض الناس يبتلى بالفقر في الدنيا، إن الدنيا تضيق عليه شويه إن سبحان الله يبقى يعني الفلوس على الأد جدًا وممكن في بعض الأوقات لو حد من ولاده تعب والدكتور كتب له روشته، هو اتصرف أصلًا في ثمن الدكتور والروشته جاب نصها وساب نصها لأنه مش قادر يجيب باقي الروشتة، امبارح بعد الدرس، بعد ما خلصت الدرس بتاع المسجد فوجئت -سبحان الله- إن ست كبيرة في السن ومنتقبة واقفة أمام المسجد وبتبكي بكاء شديد جدًا، وتمد اديها وترجع تاخدها تاني كده، تمد اديها وترجع تداريها تاني، تقف قدام المسجد وترجع تمشي، تقف وترجع تمشي، فأنا انتابني حال هذه المرأة، فرحت يا أمي أنتي مالك في إيه؟ عندك مشكلة؟ وفي ايديها اتنين جنية، فبتقول لي : يا ابني أنا، أنا والله أحنا كان عندنا بيتنا وعندنا كذا وعندنا كذا وعندنا كذا، ابني في يوم من الأيام كان بيتاجر في عربيات، ناس نصبوا عليه في مبلغ كبير جدًا بين عشية وضحاها بعد ما كان عندنا بيت وعايشين عيشه كويسة جدًا، وعايشين حياة كويسة جدًا، الناس اللي نصبوا على ابني في ملايين اضطرينا نبيع البيت لا لاقيين مسكن، ولا لقيين مأوى، ولا لاقيين حد، يعني البيت كان فيه محلات بتتأجر بناكل من إيجارها اضطرينا نبيع البيت وبعد شوية بيعنا المحلات، وبعد شوية اطردنا في الشارع معندناش فلوس، وعايزين نوفي الدين معندناش كفاية إن أحنا نوفي الدين بتاع ابني، سفرت ابني بره فالمفترض إن هو يشتغل شوفوا -سبحان الله- البلاء المفترض أن ابني يشتغل بره ويبعتلي اسدد جزء من الديون، ويبعتلي اللي أنا يعني آكُل وأشرب بيه على قدر الحاجة، سبحان الله ومع ذلك أُفاجأ إن ابني سافر بره، وبدأ يجمع الفلوس ومبيسألش فيا ولا بيبعتلي فلوس، ولا بيعملي كذا ولا كذا ولا كذا، وعايش حياته بره أحسن عيشة وأحسن حياة، وأنا متلطمة هنا في الدنيا ما بين أختي شوية وما بين فلانة شوية، سبحان الله البلاء كان شديد وبقول لها يا حاجة اصبري على بلاء الفقر، اصبري يا حاجة على بلاء ضيق العيش في الدنيا فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: " هل تَدرونَ أوَّلَ من يدخلُ الجنَّةَ مِن خلقِ اللَّهِ ؟ قالوا : اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ قالَ : أوَّلُ من يدخلُ الجنَّةَ من خلقِ اللَّهِ الفقراءُ والمُهاجرونَ" حديث صحيح، وفي رواية "فقراء المهاجرين" هذكر لكم روايتين الرواية الأولانية :" تجتمِعون يومَ القيامةِ فيُقالُ : أين فقراءُ هذه الأمَّةِ ومساكينُها ؟ فيقومون ، فيُقالُ لهم : ماذا عملتم ؟ فيقولون : ربَّنا ابتُلِينا فصبرنا - كنا فقراء اللي كان بيجيلنا أنا يا دوبك كان راتبي 1500 جنية كنت بدفع 800 جنية إيجار و 700 جنية عايش بيهم ديه حياتي -، وولَيْتَ الأموالَ والسُّلطانَ غيرَنا ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : صدقتم . قال : فيدخلون الجنَّةَ قبل النَّاسِ - خلاص بقى هحاسبكم على إيه أنتم 1500، 800كنتم عايشين إيجار و700 كنتم عايشين بهم أكل وشرب- ، وتبقَى شدَّةُ الحسابِ على ذوي الأموالِ والسُّلطانِ -وتبقى شدة الحساب والعذاب على ذوي السلطان والأموال الأموال والسلطان تعالوا نتحاسب أنت كرئيس دولة عملت كذا وكذا وكذا وأديت لكذا ومأديتش لكذا، والمحافظة ديه أديتلها كذا والمحافظة ديه مديتلهاش، واللي في المحافظة دول اديتلهم كذا وكذا ودول مديتلهمش كذا وكذا يبقى شدة العذاب والحساب على ذوي الأموال و على ذوي السلطان- . قالوا : فأين المؤمنون يومئذٍ ؟ قل : تُوضَعُ لهم كراسيُّ من نورٍ- الوسط بقى ما بين دول ودول- ، ويُظلِّلُ عليهم الغَمامُ يكونُ ذلك اليومُ أقصرَ على المؤمنين من ساعةٍ من نهار" حديث صحيح دي رواية، الرواية الثانية اللي الشيخ ذكرها، قال: " هل تَدرونَ أوَّلَ من يدخلُ الجنَّةَ مِن خلقِ اللَّهِ ؟ قالوا : اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ قالَ : أوَّلُ من يدخلُ الجنَّةَ من خلقِ اللَّهِ الفقراءُ والمُهاجرونَ ، الَّذينَ تسدُّ بِهِمُ الثُّغورُ ، ويتَّقى بِهِمُ المَكارِهُ ، ويموتُ أحدُهُم وحاجتُهُ في صدرِهِ ، لا يَستطيعُ لَها قضاءً فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لمن يشاءُ من ملائِكَتِهِ : ائتوهم فحيُّوهم ، فتقولُ الملائِكَةُ : نحنُ سُكَّانُ سمائِكَ ، وخيرتُكَ من خلقِكَ ، أفتأمرُنا أن نأتيَ هؤلاءِ فنسلِّمَ عليهِم ؟ - سؤال الملايكة مش سؤال اعتراض إنما سؤال عن الحكمة- قالَ : إنَّهم كانوا عبادًا يعبُدوني ، لا يُشرِكونَ بي شيئًا ، وتسدُّ بِهِمُ الثُّغورُ ، ويتَّقى بِهِمُ المَكارِهُ ويموتُ أحدُهُم ، وحاجتُهُ في صدرِهِ ، لا يستطيعُ لَها قضاءً قالَ : فتأتيهمُ الملائِكَةُ عندَ ذلِكَ ، فيدخُلونَ عليهم من كلِّ بابٍ : سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ" حديث صحيح.
كيفية الصبر على البلاء
خماسية كيف نصبر على البلاء، خمسة حاجات تصبرنا دايمًا على البلاء، يقول عمر -رضي الله عنه- : والله ما ابتليني الله -سبحانه وتعالى- بلاءًا إلا خففه عني ثلاث أشياء:-
1- إنني عند البلاء قلت الحمد لله، إن ربنا رزقني عند البلاء إني أقول يااه الحمد لله.
2- أنه لم يكن في ديني، إن البلاء لم يكن في ديني الحمد لله إنه كان في دنيتي.
3- أنه لم يكن أكبر من ذلك، دول ثلاثة أسباب كانوا دايمًا بيخففوا المصيبة على سيدنا عمر -رضي الله عنه-.
4- أن تنظر إلى من هو أشد منك بلاءً، زي ما قلتلكم سبحان الله ممكن الإنسان يكون عنده بلاء وهو شاف إن البلاء ده كان صعب جًدا جًدا جدًا، في مرة كنت بدي محاضرة في قناة من القنوات كانت المحاضرة دي عن البلاء وفضل الصبر على البلاء فاتصلت أم بتقول أنا مكنتش أنجب وجاني ولد بعد 8 سنين، وكان بقى قرة عيننا أنا ووالده وسبحان الله، برضو ما خلفناش من بعده هو الولد ده بس، الولد الوحيد اللي جايلي بعد 8 سنين وقعدنا نربي فيه وننشئه لحد الولد ما كان عنده ست سبع سنين وأول يوم بقى رايح فيه المدرسة، وجايبين المريلة وجايبين مش عارف إيه وجايبين إيه فسبحان الله يوم عيد عندنا إن الولد داخل المدرسة أولى إبتدائي، وديته المدرسة، وأنا رايحة علشان أجيب الولد من المدرسة بتقوللي بعدي الطريق الولد شافني طبعًا أول يوم في المدرسة الولد بيبقى خايف جدا وعياط والكلام ده، فأول ما شافني فجاي بيجري عليَّ وأنا في نص الطريق، بيعدي علي جات عربية خبطته ومات، طبعًا هي بتحكي بقى بألم شديد وبكاء وانهيار, يعني أيه أجر الصبر؟ ومش عارف ايه ويا شيخ قولي انا مش قادرة أصبر، أنا مش قادرة مش عارف ايه، سبحان الله والله أحبابنا الكرام قعدت أقول لها فضائل البلاء والصبر على البلاء والكلام ده، وسبحان الله كان من أقوى ما صبرها مش كلامي اتصال جه بعدها على طول أم من أمهاتنا الفاضلات الصالحات التي أسأل الله عز وجل أن يجمعنا بها في الجنة لنرى هذه الأم الصابرة، تتصل بتقولي يا شيخ أحمد أنا رسالتي للست اللي كانت بتتصل من شويه أنا عايزة أقول لها أنتي فقدتي ولد واحد فاحمدي الله عز وجل على هذا البلاء، تقول لها أنا كان عندي ست أولاد خمسة منهم ماتوا بالكنسر وأنا مصابة كنسر ولم يبقى لي إلا ولد واحد، وأنا بفضل الله صابرة ومحتسبة على هذا البلاء، اصبروا والله اصبروا اصبروا وصدقوني دايمًا إن الحمد لله أحنا في ناس أعظم مننا بلاء انظر إلى من هو أعظم منك، ولولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي، فنظر الإنسان لمن هو اعظم منه بلاء بيهون عليه كتير جدًا جدًا جدًا, ما يتعلق بمسألة البلاء عشان كده كان النبي صلى الله عليه وسلم كان بيقول دايمًا: "إذا أصاب أحدَكم مُصيبةٌ ، فلْيذْكرْ مُصيبتَه بي ، فإنها من أعظمِ المصائبِ" حديث صحيح، نظرًا أن مصيبتنا في موت النبي -صلى الله عليه وسلم- أعظم من المصائب التي أصابتنا، فالنبي بيقولنا افتكر أعظم مصيبة علشان تهون عليك أقل مصيبتة.
5. أما الجزئية الخامسة من الجزئيات المهمة جدًا المتعلقة بفضل البلاء وأنا دايما بقسمها حاجتين: إن دايما الخيرة فيما اختاره الله -سبحانه وتعالى-، وطالما الخيرة في ما اختاره الله حوِّل أنت بقى البلاء ده من لمون حامض إلى عصير حلو ينفعك، اضرب على ذلك مثال، القصة وإن كانت رمزية إلا أن معناها جميل جدًا، يروى إن في يوم من الأيام أحد ملوك الهند المسلمين اللي كان بينه وبين المملكة اللي جنبه حد زي القلم كده، دي مملكة للمسلمين وديه مملكة لغير المسلمين، المملكة ديه كانوا يعبدون فيها بوذا، الملك المسلم كان بيحب الصيد، وكان دايمًا بيتبعه في رحلات صيده الملك بتاعه اللي كان في كل صغيره وكبيره يقول : الخيرة فيما اختاره الله، في يوم الأمير طالع يصطاد فاصطاد غزالة هو والوزير ورجعوا للقصر فـ وهمه بيذبحوا الغزالة أو بياكلوا الغزالة السكينة جرت على ايد الملك فالصبعين دول اتقطعوا فأول حاجة قالها الوزير الخيرة فيما اختاره الله، غضب الملك جدًا واتضايق جدًا واتنرفز جدًا، إنا صوابعي الاتنين مقطوعين بدل ما تبعت تجيب دكتور ولا تعمل مش عارف ايه تقول الخيرة فيما اختاره الله؟! ارموه في السجن، واترمى الوزير في السجن، صبر على ذلك وهو يقول الخيرة في ما اختاره الله، بعد فترة يعافى الملك ولكن مازال الاصبعين طبعا مقطوعين والحالة النفسية عند الملك سيئة جدًا، قعدوا يفكروا إيه أكتر حاجة تطلع الملك من النفسية دي؟ قالوا يطلع تاني رحلة من رحلات الصيد، طلع رحلة من رحلات الصيد، والنبي يقول: "من بدا فقد جفا، ومن تتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتتن، وما ازداد عبد من السلطان قربًا إلا ازداد من الله بعدًا" حديث صحيح، عدى الملك دون أن يشعر على المملكة المجاورة في يوم عيد لـ "بوذا" الإله اللي كانوا بيعبدوه من دون الله، وفي اليوم ده كانوا دايمًا بيختاروا حد من أهل القرية يذبحوه قربان لبوذا, راحوا لقوا واحد غريب من أهل البلد خدوه ومسكوه وقالوا إن ده هيكون هو القربان اللي يقدم لـ بوذا علشان مندبحش حد من أهل القرية، وبالفعل خدوا الملك دون, وقاموا جايبن حطينه على صنم بوذا ولسه جيين يدبحوه, علي طول الكاهن قام قايل لأه سبوه ده مينفعش يكون الأضحية اللي هنضحي بيها المرة دي، ليه؟ قال : أنا شايف عنده أصبعين مقطوعين ولازم اللي هيدبح لبوذا يكون كامل تمامًا سبوه، سابوا الملك، ومشي الملك وهو لا يتذكر إلا كلمة واحدة بس الخيرة فيما اختاره الله اللي قالها له الوزير، دخل على مملكته ودخل على قصره وهو في قمة الفرحة إنه نجى من الموت، وبالفعل يقول فعلًا صدق الوزير إنه لما الصبعين دول اتقطعوا كان خير والخيرة فيما اختاره الله أنا كنت الأن هموت، نجاني الله -عز وجل- بالخير اللي عملهولي في يوم ما صوابعي اتقطعت، هاتولي الوزير، جه الوزير وقال أنا عرفت الآن قيمة الكلمة اللي أنت قلتها لي الخيرة فيما اختاره الله، الخيرة فيما اختاره الله، بس أنا عايز أسألك سؤال أنت إيه الخير اللي من بعد ما كنت وزير معزز مكرم اتحطيت في السجن ظلمًا وعدوانًا؟ وأهنت وضربت وظلمت، يا ترى إيه الخير هنا؟ قال له: أيها الملك من يصحبك في رحلات صيدك؟ قال أنت، قال فإذا كنت أنت قد نجوت من الذبح فمن كان الذي سيذبح قربانًا لهذا الإله؟ قال: أنت، قال: فكان السجن خير لي والخيرة فيما أختاره الله، الخير دايمًا فيما اختاره الله، دي رؤية دايمًا الإنسان المؤمن البصير،
كان سلفنا الصالح رضوان الله عليهم لما بيبتلوا بمثل بهذا البلاء كانواعارفين إن هو ده الخير اللي ربنا عز وجل بعتهلهم، و كانوا بسرعة بينقلوا نفسهم نقله إن ازاى البلاء المر ده يحولوه لعصير حلو طيب المذاق، سيدنا الإمام ابن الجوزي -رحمة الله عليه- اللي ملأ الدنيا علمًا لما أصيب بعينيه فعمي -ماشاء الله- اتقن القراءات العشر و وأصبح واحد من أعظم الناس فيما يتعلق بالقراءات, الإمام العظيم العلم السرخسي صاحب كتاب "المبسوط في الفقه الحنفي" هذا الإمام لما أصيب بالشلل صنف الموسوعة العظيمة هذه في الفقه الحنفي وحول بلاءه إلى شيء نافع للناس، كذلك أيضا الإمام أبن الأثير أصيب الفالج (الشلل النصفي) فاخرج لنا كتاب من أعظم الموسوعات العليمة كتاب "جامع الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم" بعد ما كان ما اقعد، كان هؤلاء الواحد منهم لما يصاب ببلاء يفكر ازاي أنفع الناس بهذا البلاء، سبحان الله بعض الناس ربنا ابتلاه بمرض شديد جدًا جدًا جدًا بعد ما ربنا عافاه تحول من أكبر الناس الذين يجمعون الأموال لأصحاب هذا المرض،
أحبابنا الكرام حولوا دايمًا من البلاء، حولوا دايمًا من البلاء المر حولوه لعصير طيب وفكروا ازاي تخدموا الناس في هذا الأمر، أعرف حد من إخوانا الأفاضل كان سبحان الله له أخت ابتليت في ولدها الولد كان نازل عايز يخش الحضانة فكان هو طبعًا بيلف معاها يمين شمال فوق تحت، عشان يجبلها حضانة مش عارفين يوصلوا لحضانة, شايف الولد بيموت على يديه ما هي أخته في المستشفى شايف الولد بيموت علي ايديه فين وفين لما دخل الولد حضانه بس بعد ما دخل الولد حضانة كان للأسف دخل متأخر، الولد طبعًا حصلت له مشاكل كثيرة جدا جدا عنده مرض شديد توحد وعنده ضعف في ايد ومبيتكلمش، كل الأمراض دي أصابت هذا الولد بسبب إنه دخل الحضانة متأخر، -فسبحان الله- قعد يفكر إن في زي هذا الولد ده عشرات ومئات، فكر ازاي يحول البلاء ده لحاجة كويسه سبحان الله جري وسعى يمين وشمال لحد ما انشأ حضانة هي من أفضل الحضانات اللي موجودة في المحافظة بتعته أو في البلد اللي هو عايش فيها، وجعل هذه الحضانة خيري للفقراء المسلمين اللي في يوم من الأيام كانوا في مثل حالته، علشان يساعد الناس، حولوا دايما البلاءات لحاجة نافعة، لحاجة خير، وعايزكم دايمًا تدعو ربنا سبحانه وتعالى بأعظم دعوه علمها النبي صلى الله عليه وسلم للعباس، لما جاءه العباس وقال : "قلتُ يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أسألُهُ اللَّهَ قال سلِ اللَّهَ العافِيةَ، فمَكثتُ أيَّامًا ثمَّ جئتُ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أسألُهُ اللَّهَ، فقالَ لي: يا عبَّاسُ يا عمَّ رسولِ اللَّهِ سلِ اللَّهَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ"حديث صحيح،
من أكثر الحاجات اللي إن شاء الله بيها ربنا عز وجل يرفع عنا البلاء أو يدفع عنا البلاء أن احنا نسأل ربنا –سبحانه وتعالى- دائما العافية والنجاة من البلاء، فأعظم دعاء علمه لنا النبي صلى الله عليه وسلم في أذكار الصباح والمساء، اللهم اني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقني وإيّاكم العافية، هذا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
تم بحمد الله
انتظرونا قريبًا بإذن الله مع دروس جديدة من تفريغ
"فريق عمل التفريغ"كما نتشرف بانضمامكم لفريق عملنا
فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول
تعليق