السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم
الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
أن يقدم لكم:
تفريغ حلقة ::فضائل أمة محمد صلى الله عليه و سلم :: للشيخ أحمد جلال من دورة عن رب العزة
لتحميل التفريغ بصيغة pdf من هنا
وإليكم نص التفريغ:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد .. أهلًا وسهلًا ومرحبًا بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي واسأل الله –سبحانه وتعالى- الذي جمعني وإياكم في هذه الساعة المباركة على طاعته أن يجمعني وإياكم في جنته ودار كرامته مع النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وبعد ..
اليوم –بإذن الله تبارك وتعالى- هنكمل ما بدأناه في الدرس الماضي، الدرس الماضي كنا اتكلمنا على فضائل النبي –صلى الله عليه وسلم- وما أعطاه الله –عز وجل- له من فضائل وخصائص، الشيخ -ما شاء الله- من فقهه بعد ما ذكر فضائل النبي –صلى الله عليه وسلم- ذكر ما حبا الله –سبحانه وتعالى- به هذه الأمة من فضائل ومكارم عظيمة جدًا جدًا جدًا جدًا جدًا،
من هذه الفضائل العظيمة التي حبا الله –سبحانه وتعالى- بها نبيه محمد –صلى الله عليه وسلم- فضيلة هي من أعظم الفضائل التي جعلها النبي –صلى الله عليه وسلم- خاصة لأمته، وهي شفاعة النبي –صلى الله عليه وسلم- لأمته يوم القيامة، يقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: " خُيِّرْتُ بين الشفاعةِ و بين أنْ يَدخُلَ شَطرَ أُمَّتِي الجنةَ، فاخْترتُ الشفاعةَ.."حديث صحيح، الله –سبحانه وتعالى- أراد أن يعطي النبي –صلى الله عليه وسلم- ميزة أو شرف أو مكانة لهذه الأمة العظيمة، أمة النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- فبيقول إن ربنا –سبحانه وتعالى- خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة، فاخترت الشفاعة، اختارها النبي –صلى الله عليه وسلم- فهي نائلة بإذن الله – عز وجل- لكل إنسان مات لا يشرك بالله –تعالى- شيئًا كما ثبت ذلك في حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- لما قال :"قيل : يا رسولَ اللهِ، مَن أسعَدُ الناسِ بشَفاعتِك يومَ القيامةِ ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لقد ظنَنتُ - يا أبا هُرَيرَةَ - أن لا يَسأَلَني عن هذا الحديثِ أحدٌ أولَ منك، لمِا رأيتُ من حِرصِك على الحديثِ، أسعَدُ الناسِ بشَفاعَتي يومَ القيامةِ، مَن قال لا إلهَ إلا اللهُ، خالصًا من قلبِه، أو نفسِه" صحيح البخاري، فدي مكانة من أهم المكانات، وعظيمة من أعظم العظائم التي يعطيها الله –سبحانه وتعالى- لهذه الأمة، كذلك أيضًا من الفضائل العظيمة التي أعطاها الله –سبحانه وتعالى- لنبيه –صلى الله عليه وسلم- أنه ما عجل لهم العذاب والعقوبة بل فتح الله –عز وجل- لهم باب التوبة والرحمة، وهذا إن دل فإنما يدل على عظيم مكانة هذه الأمة عند ربها –تبارك وتعالى- أد إيه الأمة دي بالفعل أمة مرحومة، لم يعاجلها الله –سبحانه وتعالى- بعذاب كما عذب الأمم السابقة، لم يبتليها الله –سبحانه وتعالى- بالأمراض التي ابتلى بها الأمم السابقة كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "الطاعونُ بَقِيَّةُ رجزٍ أوْ عذابٍ أُرْسِلَ على طائفةٍ مِنْ بني إسرائيلَ.. " حديث صحيح، من أول قول الله –عز وجل-: " فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ" البقرة :59، أمراض وأوبئة نزلت عليهم فأهلكتهم، ما عاقب الله هذه الأمة بغرق تام يبيد الأمة من أولها لآخرها كما حدث مع قوم نوح، أو بريح مهلكة كما حدث مع قوم عاد، أو بنار تسقط عليهم من السماء كما حدث مع مدين، أبدًا، بل فتح الله –عز وجل- لهم باب الرحمة وباب التوبة وباب الرجوع إليه –سبحانه وتعالى-، والله –عز وجل- لا يغلق أبدًا هذا الباب في وجه أحد من هذه الأمة إلا عند خروج الشمس من مغربها، أو عند الغرغرة عند موت الإنسان، كما قال –صلى الله عليه وسلم- كما في حديث ابن عباس الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده: "قالت قريشٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ادْعُ لنا ربَّك أن يجعَلَ لنا الصَّفا ذهبًا ونُؤمِنُ بك! قال: وتفعلون؟ (يعني لو ربنا جعل الصف ذهب هتؤمنوا؟) قالوا: نعم قال: فدعا فأتاهُ جبريلُ فقال: إنَّ ربَّكّ عزَّ وجلَّ يّقرأُ عليك السلامَ ويقولُ: إن شئتَ أصبح لهم الصَّفا ذهبًا فمن كفر بعدَ ذلك منهم عذَّبْتهُ عذًابا لا أعذِّبهُ أحدًا من العالمين وإن شئتَ فتحتُ لهم بابَ التوبةِ والرحمةِ قال: بل بابُ التوبةِ والرحمةِ" حديث صحيح، لذا جعل الله –عز وجل سبحانه وتعالى- بيبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، بل وجعل نبيه –صلى الله عليه وسلم- من أسمائه نبي التوبة ونبي الرحمة –صلى الله عليه وسلم-، لهذه الميزة التي ميز الله –سبحانه وتعالى- بها هذه الأمة يقول: " أنا محمدُ، وأنا أحمدُ، وأنا نبيُّ الرحمةِ، ونبيُّ التوبةِ، وأنا الْمُقَفَّى، وأنا الحاشرُ، ونبيُّ الملاحِمِ" حديث حسن، ليه؟ ميزة من الميزات اللي ربنا –عز وجل- أعطاها لنبيه، نبي التوبة ونبي الرحمة –صلى الله عليه وسلم-، خاصية من الخصائص التي أعطاها الله –سبحانه وتعالى- لنبيه –صلى الله عليه وسلم-، من الفضائل أيضًا التي أعطاها الله –سبحانه وتعالى- لنبيه في هذه الأمة، لأن خصائص النبي في خصائص لنفس النبي لذات النبي في خصائص لأمة النبي –صلى الله عليه وسلم- من هذه الخصائص التي أعطاها الله –سبحانه وتعالى- أيضًا لنبيه –صلى الله عليه وسلم- في أمته –صلى الله عليه وسلم- أن أعطاه من أمته 70 ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب،
روي ابن حبان من حديث ابن مسعود –رضي الله عنهم- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "عُرِضَتْ عليَّ الأُمَمُ بِالمَوْسِمِ، فَرأيْتُ أُمَّتي، فَأَعْجَبَتْنِي كَثْرَتُهُمْ وهَيْئَتُهُمْ، قد مَلؤُوا السَّهْلَ والجبلَ، فقال: يا محمدُ! أَرَضِيتَ ؟ (النبي –صلي الله عليه وسلم- عرضت عليه الأمم، يأتي نبي ومعه رجل، يأتي نبي ومعه رجلان، ويأتي نبي معه الرهط دون العشرة يعني، ويأتي النبي ومعه أقوام كثر إنما النبي –صلى الله عليه وسلم- لما عرضت عليه أمته يعني أعجب النبي –صلي الله عليه وسلم- أعجب النبي –صلى الله عليه وسلم- بهيئتهم وبكثرتهم)، فقال: يا محمدُ! أَرَضِيتَ؟ (أرضيت إن أمتك أكثر الأمم؟) قُلْتُ : نَعَمْ أَيْ رَبِّ! (فقال الله –عز وجل- فضل الله -عز وجل- في هذه الأمة) قال: ومَعَ هؤلاءِ سبعونَ ألفًا يَدْخُلونَ الجنةَ بغيرِ حِسابٍ" حسن صحيح، بغير حساب ولا سابقة عذاب، في رواية : "فاستزدت ربي –عز وجل- فأعطاني مع كل ألف سبعون ألفا", في رواية : "استزدت ربي –عز وجل- فأعطاني مع كل ألف سبعون ألفا", في رواية ثانية : "فاستزدت ربي –عز وجل- فأعطاني مع كل واحد منهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب"، مش بقولكم يا إخوانا هذه نعمة وفضيلة من فضائل الله –سبحانه وتعالى- لهذه الأمة، ومن فضائل ربنا –تبارك وتعالى- أنه قد خفف عليهم الطاعات، وخفف عليهم العبادات فما حمَّل عليهم الإصر والأغلال، التي كانت على الأمم السابقة لما عصت الله –عز وجل- بل قال الله لهذه الأمة: "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ" البقرة :185، يريد الله بكم اليسر وقال: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا .." البقرة : 286، وقال ربنا –تبارك وتعالى-: "رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا" فقال الله: فعلت،" رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ" قال الله: فعلت، فجعل الله –سبحانه وتعالى- من فضائل هذه الأمة أن جعل عبادتها كلها يسر، لذا ذكر الشيخ من ضمن الأحاديث في هذا الباب ما يتعلق بقصة الإسراء والمعراج، وفيها أن الله –سبحانه وتعالى- جعل الصلوات على نبيه خمسين فلا زال النبي –صلى الله عليه وسلم- يسأل ربه التخفيف حتى جعلها الله –عز وجل- على نبيه خمسا، قال: فعندها نودي إني قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي (لك الحمد ولك الشكر يارب) لك الحمد ولك الشكر يارب- وخففت عن عبادي وأجري عندي الحسنة عشر، خمس صلوات في عشرة بخمسين صلاة اللي ربنا –سبحانه وتعالى- فرضها على النبي –صلى الله عليه وسلم-، كذلك أيضًا من الفضائل التي أعطاها الله –سبحانه وتعالى- لهذه الأمة ما ثبت من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص:"أن النبي –صلى الله عليه وسلم- تلا قول الله –عز وجل- في إبراهيم: "رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" إبراهيم:36، قال عيسى –عليه السلام- "إن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " المائدة:118، فرفعَ يديهِ وقال اللهمَّ! أُمَّتي أُمَّتي وبكى. فقال اللهُ عزَّ وجلَّ: يا جبريلُ! اذهب إلى محمدٍ، - وربُّكَ أعلمُ -، فسَلهُ ما يُبكيكَ؟ فأتاهُ جبريلُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ فسَألهُ. فأخبرهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بما قالَ. وهو أعلمُ. فقال اللهُ: يا جبريلُ! اذهبْ إلى محمدٍ فقلْ: إنَّا سنُرضيكَ في أُمَّتكَ ولا نَسُوءُكَ "حديث صحيح، وهذه من الفضائل التي جعلها الله عز وجل- لهذه الأمة أن الله –سبحانه وتعالى- سيرضي نبيه فينا يوم القيامة، فيخفف عنهم الحساب، ويخفف عنهم العذاب، ويجعلهم أول الأمم وأفضل الأمم وأعظم الأمم التي تكون عند الله.
كذلك أيضًا من الفضائل التي يعطيها الله –سبحانه وتعالى- لنبيه قال النبي –صلى الله عليه وسلم- كما في حديث ثوبان الذي أخرجه مسلم في صحيحه قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللهَ زَوى لي الأرضَ. أو قالَ: إن ربِّي زوى لي الأرضَ، فرأيْتُ مشارقَها ومغاربَها، وإن مُلكَ أمتي سيبلغُ ما زُوِىَ لي منها، وأعطيْتُ الكنزينِ الأحمرَ والأبيضَ –كسري وقيصر- وإنِّي سألْتُ ربِّي لأمتي: أن لا يهلكَها بسَنةٍ بعامةٍ، ولا يسلطَ عليْهِم عدوًّا من سِوى أنفسِهم، فيستبيحَ بيضَتَهم، وإن ربِّي قال لي: يا محمدُ! إنِّي إذا قضيْتُ قضاءً فإنَّهُ لا يردُّ، ولا أهلكُهم بسنةٍ بعامةٍ.." حديث صحيح، –اللهم لك الحمد يارب اللهم لك الحمد يارب-، سنة عامة: مجاعة تضرب الأمة من أولها لآخرها تموت الأمة، عذاب ينزل علي الأمة من أولها لآخرها تموت الأمة، فقضي الله –عز وجل- ألا تهلك هذه الأمة بسنة عامة، 2. والله –سبحانه وتعالى- لا يسلط علينا عدوًا من غيرنا ليستبيح بيضتنا، ولو اجتمع عليهم من أقطارها بخلاف بنو إسرائيل سلط الله –عز وجل- عليهم البابليين، فكانت النتيجة إن البابليين دول لما سلطوا علي بني إسرائيل اجتاحوهم وعذبوهم وأهلكوهم، كذلك أيضًا سلط الله –سبحانه وتعالى- عليهم بختنصر فكانت النتيجة عذبهم وأهلكهم وطردهم من الأرض، النبي–صلى الله عليه وسلم- سأل ربه –عز وجل- ألا يكون هذا حال أمته فأعطاها الله –سبحانه وتعالى- حال هاتين الأمرين، فالله –عز وجل- يولك هذه الأمة بسنة عامة وده من فضائل الله –عز وجل- التي أعطاها الله –عز وجل- لهذه الأمة، الأمر الثاني ألا يسلط عليها أحدًا يستبيح بيضتها، كذلك أيضًا إخوانا وأخواتنا من أعظم الفضائل التي أعطاها الله -سبحانه وتعالى- لهذه الأمة، أن الله –عز وجل- جعل الأجر لها مضاعف، جعل الأجر لها مضاعف، ليه؟؟ لأنها أكثر أمة عبدت ربها –عز وجل- لم تصنع كما صنعت الأمم من قبل غيرت وبدلت وحرفت في دينها بل جعل الله –عز وجل- لهذه الأمة دين محفوظ بفضل الله –عز وجل- من التبديل والتغيير والتحريف، في حديث عبد الله بن عمرو الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه قال –صلى الله عليه وسلم-: "سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو قائمٌ على المِنبَرِ يقولُ: إنما بَقاؤُكم فيما سَلَفَ قبلَكم من الأُمَمِ، كما بينَ صلاةِ العصرِ إلى غُروبِ الشمسِ" حديث صحيح ، اليوم نصين، النص الأول من الفجر لحد الظهر، ومن الظهر للعصر، ومن العصر للمغرب، نص النهار عند العصر، قال –صلى الله عليه وسلم- نص اليوم لحد الظهر والنص التاني نصين من الضهر للعصر والنص التالت في هذا الجزء من العصر للمغرب فقال –صلى الله عليه وسلم-: "إنما بَقاؤُكم فيما سَلَفَ قبلَكم من الأُمَمِ، كما بينَ صلاةِ العصرِ إلى غُروبِ الشمسِ (وقت بسيط جدًا) أُعطِيَ أهلُ التوراةِ التوراةَ، فعمِلوا بها حتى انتصَف النهارُ (ربنا أتاهم التوراة، عملوا من الفجر لحد منتصف النهار ثم عجَزوا) فأُعْطوا قِيراطًا قِيراطًا (تخيلوا معايا النبي بيضرب مثال الآن برجل استأجر حد علشان يعمل له في أرض فجاب حد اشتغل من الفجر لحد الظهر وقاله كفاية عليا كده مش هقدر اشتغل فهذا الرجل اداله قسط معين من الأجر، ثم استأجر آخر فعمل من الظهر للعصر فأعطاه قيراط ثم استأجر أقوام اشتغلوا من العصر إلى المغرب فهؤلاء أخذوا قيراطين، قال –صلى الله عليه وسلم-) ثم أُعطِيَ أهلُ الإنجيلِ الإنجيلَ، فعمِلوا به حتى صلاةِ العصرِ ثم عجَزوا، فأُعطوا قِيراطًا قِيراطًا، ثم أُعطيتُمُ القرآنَ، فعمِلتُمْ به حتى غُروبِ الشمسِ، فأُعطيتُمْ قِيراطَينِ قِيراطَينِ، قال أهلُ التوراةِ: ربَّنا هؤلاءِ أقلُّ عمَلًا وأكثرُ أجرًا ؟ قال: هل ظلمْتُكم من أجرِكم من شيءٍ؟ قالوا: لا، فقال: فذلك فَضلي أُوتيهِ مَن أشاءُ" حديث صحيح،
سبحان الله ربنا -سبحانه وتعالى- بارك لنا في الأوقات وبارك لنا في الأعمال وبارك لنا في الأحوال وبارك لنا في الأجور، فالله –عز وجل- أتانا ليلة القدر اللي العمل فيها أفضل من ألف شهر، وأتانا المسجد الحرام اللي الصلاة فيه أفضل من 100 ألف صلاة، وأتانا المسجد النبوي اللي الصلاة فيه بألف صلاة أو أفضل، وأتانا الله –عز وجل- شهر رمضان اللي بتتضاعف فيه الأعمال، أتانا الله –عز وجل- كثير من الأحوال التي تتضاعف بها الأجور فإن كان أعمار هذه الأمة قليلة إلا أن الله –عز وجل- ضاعف لنا فيها الأجور، كذلك أيضًا النبي –صلى الله عليه وسلم- أو ربنا –عز وجل- جعل من فضائل هذه الأمة يوم الجمعة، هذا اليوم العظيم الجليل الكريم الذي عرضه الله –عز وجل- على اليهود فرفضوه، ثم عرضه الله على النصاري فرفضوه، ثم عرضه الله –عز وجل- على هذه الأمة فقبلته،
هذا اليوم هو أفضل الأيام وخير الأيام وجعل الله –سبحانه وتعالى- لأمة النبي محمد –عليه السلام- فيه من الفضائل والأجور ما لا يعلمه أحد إلا الله –سبحانه وتعالى-، يكفي من ذلك قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: " عُرِضَتْ الجمعةُ على رسولِ اللهِ، جاءَه بِها جِبرائِيلُ عليه السلامُ في كفِّهِ كالمِرآةِ البيضاءِ في وسْطِهِا كالنُّكْتَةِ السوداءِ، فقال: ما هذه يا جِبرائِيلُ. قال: هذه الجُمُعةُ، يَعرِضُها عليك ربُّك، لتكونَ لك عِيدًا، ولِقومِك من بعدِك، و لكم فيها خيرٌ، تكونُ أنتَ الأوَّلُ، وتكونُ اليهودُ و النَّصارى من بعدِك، و فيها ساعةٌ لا يدْعُو أحدٌ ربَّه فيها بخيرٍ هو له قُسِمَ، إلا أعطاهُ، أو يَتعوَّذُ من شرٍّ إلا دُفِعَ عنه ما هو أعظمُ مِنهُ، و نحن ندعُوه في الآخرةِ يومَ المَزِيدِ . . . الحديثُ"حسن صحيح، فقال –صلى الله عليه وسلم-: يا جبريل وما المزيد؟؟ -شوفوا فضل ربنا عز وجل الذي أتاه لأهل الجمعة وأتاه لهذه الأمة- فقال: إن الله –عز وجل- جعل في الجمعة واد أفيح، واسع كبير جدًا جدًا، فيه كسبانًا من المسك الأبيض، فإذا كان يوم الجمعة اللي هو يوم المزيد ينزل ربنا –سبحانه وتعالى- ثم توضع منابر من ذهب فيجلس عليها الأنبياء والشهداء، ثم يوضع كراسي من نور فيجلس عليها الصديقون، ثم ينزل الحور العين من الغرف فيحمدوا الله ويمجدوه ثم يقول الله –عز وجل- : أكسوا عبادي فيكسون، ويقول الله أطعموا عبادي فيطعمون، ويقول الله: أسقوا عبادي فيسقون، ويقول: طيبوا عبادي فيطيبون ثم يقول الله –عز وجل- بعدما يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة هل رضيتم؟ اطلبوا شيئًا أعطيه إياكم فيقولون: أي ربنا نطلب رضاك، يا رب بعد الطعام والشراب والطيب إن احنا نصبح أجساد طيبة،
بعد كل هذا الخير، هل بعد هذا الخير! يارب لا نطلب إلا رضاك، فيقول الله –عز وجل- : رضواني عليكم أحلكم دار كرامتي فينظرون إلى الله وينظر إليهم، يسمى هذا اليوم في الجنة بيوم المزيد وهو قول الله –عز وجل- " لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ " ق : 35، أي رؤية الله –سبحانه وتعالى- لهذه الأمة لربها –عز وجل- في الجنة في كل يوم جمعة، كذلك أيضًا من الفضائل التي يعطيها الله –سبحانه وتعالى- لهذه الأمة فضل عظيم جدًا ما ذكره أبو أمامة –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال –صلى الله عليه وسلم- : "إذا كان يوم القيامة قامت ثلة من الناس يسدون الأفق، نورهم كالشمس فيقال النبي الأمي فيتحسس لها كل نبي فيقال محمد وأمته، دي أمة النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- ثم تقوم ثلة أخري يسد بهم الأفق نورهم كالقمر ليلة البدر فيقال النبي الأمي فيتحسس لها كل شيء، فيقال: محمد وأمته، قال: ثم ثلة أخري يسد بهم ما بين الأفق نورهم مثل نور الكوكب في السماء فيقال: النبي الأمي فيتحسس لها كل شيء، فيقال محمد وأمته ثم يحسي حفيتين فيقال: هذا لك يا محمد وهذا مني لك يا محمد ثم يوضع الميزان ويؤخذ في الحساب"، فضل عظيم من الله –سبحانه وتعالى- يعطيه الله –سبحانه وتعالى- لهذه الأمة، كذلك أيضا هناك فضائل عظيمة جعلها الله –سبحانه وتعالى- لهذه الأمة منها أنه جعلها الله –سبحانه وتعالى- الأمة الشاهدة على كل الأمم قال تعالى: " تَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا " البقرة :143، أي يجعلها الله –سبحانه وتعالى- إذا كذبت الأمم أنبيائها ورسلها تأتي هذ الأمة لتشهد، كذلك أيضًا من الفضائل التي أعطاها الله –عز وجل- لهذه الأمة ما جعله الله –سبحانه وتعالى- من التيسير في التشريعات وفي الأوامر قال تعالى: " يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ " البقرة :185، وما من تضييق كان موجود علي أمة من الأمم إلا جعل الله في مقابله لهذه الأمة في التشريع سعة، الأمم السابقة ما كان عندهم تيمم فأعطى الله –عز وجل- التيمم تخفيفا لهذه الأمة، من فضائل هذه الأمة أن جعل الله –عز وجل- صفوفًا في الصلاة كصفوف الملائكة، قال –صلى الله عليه وسلم- : "فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة. وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا. وجعلت تربتها لنا طهورا، إذا لم نجد الماء." حديث صحيح، وذكر خصلة أخرى ،
كذلك أيضًا جعل الله أباح لها الطيبات من المآكل والمشارب ليستعينوا بها علي طاعة الله –سبحانه وتعالى- ومن قبلنا لما وقعوا في الظلم حرم الله –عز وجل- عليهم كثير من الطيبات قال تعالى: "فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ .." النساء:160، كذلك أيضًا من فضائل هذه الأمة وضع الله –سبحانه وتعالى- عنها الآصار والأغلال التي كانت علي الأمم من قبلها، قال تعالى: "وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ" الأعراف:157، كان من كان قبلنا من الأمم إذا أراد الواحد منهم إذا عصى الواحد منهم أصبح ذنبه مكتوب علي باب بيته، فلان عصي امبارح كذا، أما هذه الأمة فجعل الله توبتها قولا يقولونه، قولا يقولونه، قال تعالى: "تُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ " البقرة :54، دي كانت توبة الله –عز وجل- على بني إسرائيل أن يقتلوا أنفسهم لما عبدوا العجل أما نحن فجعل الله –سبحانه وتعالى- توبتنا أقوال وأعمال نأتي بها، كذلك أيضًا كانت الأمم السابقة كتب الله –عز وجل- عليها القصاص في النفس وفي الجراح وكان هذا حتمًا، كان هذا حتمًا على الأمم السابقة أما أمتنا فإن الله خيرهم بين القصاص وبين العفو ثم قال: "ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ" البقرة : 178، كذلك أيضًا أحل الله –عز وجل- لهذه الأمة الغنائم وكانت محرمة على من كان قبلنا، كذلك أيضًا من فضائل هذه الأمة رفع الله –عز وجل- عنها إثم الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه والوسوسة في الصدور لا تؤاخذ إلا بما عملت أو تكلمت، كذلك أيضًا جعل الله لهذه الأمة مهابة في قلوب الأمم كلما كانت أكثر تمسكا بدينها، كلما كانت أكثر تمسكا بدينها، قال صلى الله عليه وسلم: " ونُصِرتُ بالرُّعبِ مسيرةَ شَهرٍ..الحديث" إسناده جيد،
كذلك جعل الله –سبحانه وتعالى- في هذه الأمة أيضًا من الفضائل أنها الأمة الباقية في الدنيا إلي قيام الساعة وجعل الله –عز وجل- أعمار أمتها هذه الأمة ما بين الـ60 إلي الـ70، كذلك أيضًا جعل الله –عز وجل- لهذه الأمة أعمال يسيرة ولكن ثوابها عند الله –عز وجل- عظيم، قيام الليل، ومن قرأ حرفًا من كتاب الله جعل الله بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها إلى 700 ضعف، من قال سبحان الله وبحمد 100 مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة، من قال سبحان الله 100 مرة كتبت له ألف حسنة، من صلى ثنتي عشر ركعة في اليوم والليلة بني الله له بيت في الجنة، -سبحان الله- أمة موفقة لكل خير ومبارك لها في كل خير، جعل الله –عز وجل من فضائل هذه الأمة السلام، هديت هذه الأمة إلى هذا السلام ليكون تحية لها، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: " ما حَسَدَتْكُمُ اليهودُ على شيءٍ ما حسَدَتْكُمْ على السَّلامِ و التَّأمينِ" حديث صحيح، ما حسدتكم على التأمين وعلى السلام، كذلك أيضًا أكرمها الله –سبحانه وتعالى- بأن فتح لها أرزاق الدنيا ما لم يفتح لغيرها كما قال صلى الله عليه وسلم: "وأعطيتُ الكنزينِ الأحمرَ والأبيضَ..الحديث" حديث صحيح، أي الذهب والفضة أو كسرى وقيصر، كما ثبت عنه –صلى الله عليه وسلم-، كذلك أيضًا من فضائل الله –سبحانه وتعالى- لهذه الأمة أن جعل هذه الأمة محفوظة من العذاب العام الذي تهلك به، كذلك أيضًا من الفضائل التي جعلها الله –عز وجل- لهذه الأمة جعلها أول أمة تجوز الصراط يوم القيامة، أول أمة تعدي علي الصراط يوم القيامة هذه الأمة، قال –صلى الله عليه وسلم-: "وذَكرَ الصِّراطَ قالَ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فأَكونُ أوَّلَ من يجيزُ" حديث صحيح،
كذلك أيضًا أول من يدخل الجنة هذه الأمة، أول من يدخل الجنة هذه الأمة، كذلك أيضًا جعل الله –سبحانه وتعالى- لهذه الأمة أنها أول من تدخل الجنة مع نبيها –صلى الله عليه وسلم- هم أيسر الناس حسابًا، أفضل الأمم، جعلها الله –عز وجل- خير أمة أخرجت للناس "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ "آل عمران : 110، كل هذه فضائل وكرامات أعطاها الله –سبحانه وتعالى- لهذه الأمة ما دامت متمسكة بدينها، متمسكة بطاعة ربها –سبحانه وتعالى-، اسأل الله –سبحانه وتعالى- أن يعيننا وإياكم على طاعته، هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تم بحمد الله
انتظرونا قريبًا بإذن الله مع دروس جديدة من تفريغ
"فريق عمل التفريغ"
كما نتشرف بانضمامكم لفريق عملنا
فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول
تعليق