السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم
الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
أن يقدم لكم:
حياكم الله وبياكم
الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
أن يقدم لكم:
تفريغ حلقة ::فضل التوحيد و التحذير من الشرك:: للشيخ أحمد جلال من دورة عن رب العزة
لتحميل التفريغ بصيغة pdf منهنا
وإليكم نص التفريغ:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أما بعد:
أهلًا وسهلًا ومرحبًا بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي وأسأل الله –سبحانه وتعالى- الذي جمعني وإياكم في هذه الساعة المباركة على طاعته أن يجمعني وإياكم في جنته ودار كرامته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقًا، وبعد:
اليوم بإذن الله –تبارك وتعالى- نتكلم على العمل الثاني الذي ذكره لنا الشيخ فيما يتعلق بالأحاديث القدسية بعد ذِكْره لما يتعلق بإخلاص النية لله –سبحانه وتعالى- وتحريم والتحذير من الرياء، بدأ الشيخ –رحمه الله- بعدما أمرنا في البداية بتجديد نوايانا أن نبدأ بأهم عمل من الأعمال التي بها لا يصح للعبد دين ولا إيمان ولا توحيد إلا بالإتيان بها ألا وهي مسألة التوحيد والتحذير من الشرك.
وذكر لينا الشيخ –رحمه الله وحفظه الله عز وجل- بعض الفوائد المتعلقة بأهمية التوحيد وفضل التوحيد وشرف التوحيد، وذكر لينا عاقبة الشرك والتحذير منه وعاقبة أهله في الآخرة، وذكر لينا بعضًا من صور الشرك، هنحاول بقدر المستطاع إنّ احنا نسير في ال 3 محاور دول زي ما الشيخ وضَّح.
أولًا هنتكلم عن فضل التوحيد، ثم بعد ذلك نتكلم على التحذير من الشرك، ثم نتكلم على بعض الصور التي ينبغي علينا أن ننتبه لها ونأخذ بالنا منها شوية وهي ما تتعلق بمسائل الشرك أو صور من الشرك المنتشرة بين الناس.
التوحيد قضيتنا الأولى.. وقضية كل الأنبياء والمرسلين
أحبابي الكرام أول ما ينبغي علينا أن نعرفه جميعًا إن التوحيد هو قطب رحى الإسلام، لا يتم إسلام العبد إلا بهذا التوحيد، لذا ما بعث الله –سبحانه وتعالى- نبيًّا من الأنبياء إلا من أجل هذه القضية، قضية لا إله إلا الله، قضية التوحيد، ما من نبيٍّ بعثه الله –عز وجل- إلا كان أول ما ينبغي عليه أن يُذكِّر قومه هو هذا الأصل.
"وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ" الأعراف:85.
"وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ" الأعراف:73.
قال الله –عز وجل-: "وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ" هود:50.
"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ" المؤمنون:23.
الله -عز وجل- ما بعث نبيًّا من الأنبياء إلا بهذه القضية، أول ما يتكلم به الرسول والنبي الذي بُعث إلى أمته قضية التوحيد.
وسبحان الله كان أنبياء الله –سبحانه وتعالى- يبدؤون حياتهم بالتوحيد ويختمونها أيضًا بالتوحيد، قال الله –سبحانه وتعالى-: "أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي" البقرة:133.
أيضًا الأنبياء كانوا يموتون على هذه القضية، نوح –عليه الصلاة والسلام- كما عند أحمد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنه- قال:
"إنَّ نبيَّ اللهِ نوحًا صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ لما حَضرتْهُ الوَفاةُ، قال لابنِه: إنِّي قاصٌّ عليكَ الوصيَّةَ، آمُرُك باثنَتينِ، وأنهاكَ عَن اثنَتَينِ: آمُرُك بلا إلهَ إلَّا الله؛ فإنَّ السَّماواتِ السَّبعِ والأرَضينَ السَّبعَ، لَو وُضِعَتْ في كفَّةٍ، ووُضِعَتْ لا إلهَ إلَّا اللهُ في كفَّةٍ، لرجَحت بهنَّ، ولَو أنَّ السَّماواتِ السَّبعَ، والأرضين السبع، كُنَّ حلقةً مُبهمةً لقَصمَتْهُنَّ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وسُبحان اللهِ وبحمدِه؛ فإنَّها صَلاةُ كلِّ شيءٍ، وبها يُرْزَقُ كلُّ شيءٍ." صححه الألباني، صلاة الخلق من حولنا بسبحان الله وبحمده، "وأنهاك عن الشرك والكبر" صححه الألباني.
فسبحان الله نوح وهو يموت يُلقِّن أولاده التوحيد، نوح ظل يدعو إلى التوحيد 950 سنة، مع بداية دعوته التوحيد، نهاية دعوته التوحيد "وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ" البقرة:132.
قضية التوحيد هي القضية الأساسية، رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لما أرسل معاذًا إلى اليمن قال: "إنك تَقْدُمُ على قومٍ مِن أهلِ الكتابِ، فلْيَكُنْ أولَ ما تدعوهم إلى أن يُوَحِّدوا اللهَ تعالى" صحيح البخاري.
قضية التوحيد هي القضية الأولى في حياة الأنبياء، وهي القضية الأولى في حياة المصلحين، قضية التوحيد النبي –صلى الله عليه وسلم- ظل 13 سنة في مكة يدعو إلى التوحيد "أيُّها النَّاسُ قولوا لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ تُفلِحوا" صحيح، هي دي القضية الأساسية اللي شغلت حياة الأنبياء والمرسلين، ومن خلال هذه القضية يتفرع كل شيء، قضية التوحيد هي ركن الإسلام الأعظم.
قضية التوحيد هي أول واجب أوجبه الله –سبحانه وتعالى- على المُكلَّف، قضية التوحيد هي التي أمر الله –سبحانه وتعالى- أو سنَّ النبي –صلى الله عليه وسلم- لنا مع بداية نزول المولود من رحم أمه إن أول حاجة يسمعها يسمع كلمة التوحيد أول حاجة يسمعها..
لذا ثبت عند أبي داوودٍ بإسنادٍ حسن أن النبي –صلى الله عليه وسلم- أذَّن في أُذن الحسن، بإسنادٍ حسنه الإمام الألباني رحمة الله عليه، والنبي شرَّع لنا إذا كان مع بداية خروج المولود إلى الحياة نبدأ بالتوحيد فعلَّمنا أيضًا إنّ مع خروج الإنسان من الحياة عند موته أيضًا يُلقَّن بكلمة التوحيد، قال –صلى الله عليه وسلم-: "لقِّنوا موتاكم: لا إلهَ إلَّا اللهُ" صحيح مسلم.
قضية التوحيد هي القضية الأساسية الأولى التي يُسأل عنها العبد داخل قبره، من ربك؟ من ربك؟ قضية التوحيد هي القضية الأساسية الأولى التي يُسأل عنها العبد يوم القيامة بين يدي الله –عز وجل- في موقف الحساب "مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ" القصص:65، هل أجبتموه في قضية التوحيد أم لا؟ هي دي القصة، القضية الأساسية المحورية اللي العبد منا بتدور حياته كلها حولها قضية التوحيد.
لذا لابد إنّ احنا نعرف جيدًا إن قضية التوحيد وكلمة التوحيد هي أعلى قضية وأهم قضية في حياتنا، بل ما بذل من كان قبلنا دماءهم وأموالهم إلا من أجلها،أصحاب الأخدود ما قُتلوا إلا من أجل هذه القضية، قال الله –عز وجل: "وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" البروج:8،9، هؤلاء ما بذلوا دماءهم إلا من أجل هذه القضية.
النبي –صلى الله عليه وسلم- ما تحمل العذاب والضرب والإهانة والاضطهاد والطرد من أرضه وبلده أحب البلاد إلى الله –عز وجل- إلا من أجل هذه القضية، هذه القضية التي يُعقَد عليها مبدأ الولاء والبراء والمحبة والمعاداة.
قضية التوحيد أحبابي الكرام، الصحابة -رضوان الله عليهم- طافوا الأرض كلها من أجل هذه القضية "إننا أقوامٌ ابتعثنا الله –عز وجل- لنُخْرِج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد -سبحانه وتعالى-".
فضل التوحيد
قضية التوحيد هي القضية الأساسية المحورية في حياتنا، لذا لما قعدت أجمع كده الأحاديث التي وردت في فضل التوحيد وفضل كلمة التوحيد نجد سبحان الله إن حياة الإنسان كلها معلَّقة على التوحيد،حُسْن خاتمة إن ربنا –عز وجل- يرزقك هذه الكلمة عند موتك، النجاة من عذاب القبر إن ربنا –عزوجل- يرزقك تحقيق هذه العبودية في الدنيا عشان تقدر تتكلم بهذه القضية داخل قبرك..
شفاعة النبي –صلى الله عليه وسلم- لا تكون إلا لمن حقق هذا التوحيد وعاش في حياته بقضية التوحيد، سبحان الله النجاة في الحساب لمن جاء بالتوحيد، المرور على الصراط والنور العظيم لا يناله إلا الموحدون، نهايةً بدخول الجنة لا يناله إلا الموحدون، اللي كانت قضية التوحيد وكلمة التوحيد محور أساسي في حياتهم.
الشيخ ذكر لينا حديث متعلق بالشفاعة، وإخراج أهل التوحيد من النار، وأثقل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامة ما يتعلق بقضية التوحيد، ذكر الشيخ 3 فضائل هنحاول إنّ احنا نذكرهم أثناء حديثنا عن فضائل التوحيد، كقضية محورية وأساسية من القضايا التي ينبغي أن تكون موجودة معنا.
- التوحيد أعلى درجات الإيمان وأثقل ما يوضع في الميزان
ينبغي أن نعلم إنّ أعلى درجة من درجات الإيمان الإتيان بهذا التوحيد بل لا يصح الإيمان إلا بهذا التوحيد، كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "الإِيمانُ بِضعٌ وسَبعونَ شُعبةً، فأَفْضَلُها قَولُ: لا إِلهَ إلا اللهُ" صححه الألباني، كلمة التوحيد، أعلاها إن الإنسان يعيش التوحيد منهج حياة بالنسبة له.
وقال النبي –صلى الله عليه وسلم- وهو يوضح لنا أنأعظم ما يوضع في ميزان المؤمن، وده الحديث اللي الشيخ ذكره لينا أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:
"يُصاحُ برجلٍ من أمَّتي يومَ القيامةِ على رءوسِ الخلائقِ، فيُنشَرُ لَهُ تسعةٌ وَتِسْعونَ سجلًّا، كلُّ سجلٍّ مدَّ البصرِ، ثمَّ يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: هل تُنكرُ من هذا شيئًا؟ فيقولُ: لا، يا ربِّ، فيقولُ: أظلمَتكَ كتبتي الحافظونَ؟ ثمَّ يقولُ: ألَكَ عن ذلكَ حسنةٌ؟ فيهابُ الرَّجلُ، فيقولُ: لا..
فيقولُ: بلَى، إنَّ لَكَ عندَنا حسَناتٍ، وإنَّهُ لا ظُلمَ عليكَ اليومَ، فتُخرَجُ لَهُ بطاقةٌ فيها: أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، قالَ: فَيقولُ: يا ربِّ ما هذِهِ البطاقةُ، معَ هذِهِ السِّجلَّاتِ؟ فيقولُ: إنَّكَ لا تُظلَمُ، فتوضَعُ السِّجلَّاتُ في كفَّةٍ، والبطاقةُ في كفَّةٍ، فَطاشتِ السِّجلَّاتُ، وثقُلتِ البطاقةُ" صححه الألباني.
فكانت النتيجة لما وُضعت هذه البطاقة التي فيها لا إله إلا الله في كفة ومعاصي وسيئات طويلة في كفة كانت النتيجة طاشت كفة السيئات بقضية التوحيد.
قال –صلى الله عليه وسلم- كما في حديث أبي سلمى راعي النبي –صلى الله عليه وسلم- قال –صلى الله عليه وسلم-: "بَخٍ بخٍ لخمسٍ ما أثقَلَهنَّ في الميزانِ: لا إله إلا اللهُ.."أثقل ما يوضع في ميزان العبد هذه الكلمة ".. وسُبحانَ اللَّهِ، والحمدُ للَّهِ، واللَّهُ أَكبرُ.." أثقل ما يوضع في ميزان العبد ".. والولدُ الصالحُ يُتَوفَّى للمرءِ المسلمِ؛ فيَحتَسِبُه" صححه الألباني، أثقل ما يوضع في ميزانك هذه الكلمة.
لتنال فضل التوحيد اجعله منهجًا لا كلامًا يُقال
وفي حديث وفاة نوح –عليه الصلاة والسلام- فقال لبنيه: "آمُرُك بلا إلهَ إلَّا الله" منهج التوحيد مش الكلمة،العبد وُضع في قبره فيقال له: "فيُقالُ أرأيتُكَ هذا الرَّجلَ الَّذي كان فيكُم ماذا تقولُ فيهِ وماذا تشهدُ عليهِ فيقولُ: أيُّ رجلٍ؟ ولا يهتَدي لاسمِهِ، فيُقالُ لهُ: محمَّدٌ، فيقولُ: لا أدري، سمِعتُ النَّاسَ قالوا قَولًا، فقلتُ كما قال النَّاسُ!" صححه الألباني، احنا لما بنقول النهارده كلمة التوحيد مش معناها الكلمة التي تُقال! فكم من الناس الذين قالوا لا إله إلا الله يوضعون في قبورهم يوم القيامة ولا تغني عنهم شيئًا؛ لأنهم كانوا يقولونها هكذا سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته.
فيقول نبي الله نوح: "آمُرُك باثنَتينِ، وأنهاكَ عَن اثنَتَينِ: آمُرُك بلا إلهَ إلَّا الله؛ فإنَّ السَّماواتِ السَّبعِ والأرَضينَ السَّبعَ، لَو وُضِعَتْ في كفَّةٍ، ووُضِعَتْ لا إلهَ إلَّا اللهُ في كفَّةٍ،-كمنهج- لرجَحت بهنَّ" صححه الألباني.
- التوحيد هو خاتمة السعادة
كذلك أيضًا خاتمة السعادة إن ربنا –سبحانه وتعالى- يختم لك بهذا المنهج وأنت تموت، قال –صلى الله عليه وسلم- كما عند أحمد والحاكم من حديث معاذ: "من كان آخرَ كلامِه من الدنيا لا إلهَ إلا الله دخل الجنةَ"، وفي حديث عثمان الذي أخرجه مسلم قال –صلى الله عليه وسلم-: "من مات وهو يعلمُ أنَّه لا إلهَ إلَّا اللهُ دخل الجنَّةَ" صحيح مسلم، وفي حديث حذيفة عند أحمد قال –صلى الله عليه وسلم-: من قال لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله ثم خُتم له بها أدخله الله عز وجل الجنة.
-يحرم الله على عبده الموحد دخول النار
قضية التوحيد بها يحرِّم الله -سبحانه وتعالى- على عبد دخول النار، وكلما عاش العبد مع هذه الكلمة وأصبحت هذه الكلمة في حياته قضية، منهج حياة، منهج التوحيد، كلما حرمه الله –عز وجل- على النار، كما في حديث معاذ: "إنَّهُ مَن شَهِدَ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ؛ حرَّمَهُ اللَّهُ على النَّارِ، وأوجبَ لَهُ الجنَّةَ" صححه الألباني، حديث رواه أحمد وابن حبانة وأبو نعيمٍ في حليته.
وفي حديث في الصحيحين من حديث عتبان بن مالك أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "فإن اللهَ قد حرَّم على النارِ مَن قال لا إلهَ إلا اللهُ، يبتَغي بذلك وجهَ اللهِ." صحيح البخاري ومسلم.
-بالتوحيد يغفر الله تعالى جميع الذنوب
أنا لا أعلم عمل به يغفر الله –سبحانه وتعالى- ذنوب العبد ما قدم وما أخَّر، كبائر، صغائر، مصائب، مهما صنع، لا أعلم عمل به يغفر الله -عز وجل- لعبده ما قدم من معاصي كقضية التوحيد، كلما عاش الإنسان منا هذه القضية في حياته نجاه الله –عز وجل- من ذنوبه ومعاصيه.
وهذا هو الحديث الذي ذكره لنا الشيخ قال الله –سبحانه وتعالى- في الحديث القدسي: "ومن لَقيَني بقُرابِ الأرضِ خطيئةٍ" بقراب الأرض أيْ ما يقارب الأرض خطايا "ومن لَقيَني بقُرابِ الأرضِ خطيئةٍ لا يشركُ بي شيئًا، لقِيتُهُ بمثلِها مغفرةً." صحيح مسلم،هو هيقابلني بخطايا قد الأرض أنا أقابله بها مغفرة طالما أنه لا يشرك بالله، طالما أنه جاء بقضية التوحيد.
وفي حديث عمرو بن عبسة –رضي الله عنه- قال: "جاء رجلٌ كبيرٌ متكئٌ على عصا للنبي –صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله لي غدرات وفجرات فهل يُغفر لي؟" أنا ليَّ غدرات وفجرات، ليَّ كبائر ومصايب سودة هل يغفر الله لي؟ "فقال: ألست تشهد أن لا إله إلا الله؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: قد غُفرت غدراتك وفجراتك"قد غُفرت غدراتك وفجراتك بقضية التوحيد.
دول ناس قبل التزامهم أو قبل توبتهم كان لهم غدرات وفجرات عظيمة جدًّا وبعد توبتهم عاشوا منهج التوحيد بقضية التوحيد غَفر الله لهم ما قد كان، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الإسلامُ يجبُّ ما قَبلَهُ" صححه الألباني، قضية التوحيد تجُبُّ ما قبلها.
- بالتوحيد تتحقق شفاعة النبي والمؤمنين
كذلك أيضًا من الأحاديث اللي الشيخ ذكرها لينا في فضل قضية التوحيد وإن الإنسان يعيش قضية التوحيد ما يتحقق به الشفاعة، الشفاعة يوم القيامة إنما لا ينالها أبدًا إنسان إلا إذا كان قد حقق التوحيد،بحكم إنه كان بشر في يوم من الأيام فوقع في ذنوب ومعاصي فيشفع الله –سبحانه وتعالى- فيه ويُشفِّع فيه المؤمنون.
النبي –صلى الله عليه وسلم- لما تكلم عن الشفاعة في يوم من الأيام سأله أبو هريرة فقال: "يا رسولَ اللهِ، من أسعَدُ الناسِ بشفاعتِك يومَ القيامةِ؟ فقال: .. أسعدُ الناسِ بشفاعتي يومَ القيامةِ مَن قال: لا إلهَ إلا اللهُ، خالصًا من قِبَلِ نفسِه" صحيح البخاري.
الشفاعة يوم القيامة معناها يا إخواننا في يوم القيامة كل إنسان منا ربنا قال:"يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ" عبس 36:34 بس المؤمنون أصحاب قضية التوحيد يَشفع بعضهم لبعض، فدا بيكون أسعد الناس بشفاعته، شفاعة النبي رايحة لمين؟ لمن قال لا إله إلا الله لمن عاش قضية التوحيد مخلصًا من قلبه.
وفي حديث أبي سعيد الخدري اللي الشيخ ذكره لينا قال –صلى الله عليه وسلم-: "ما مجادلةُ أحدِكم في الحقِّ يكون له في الدنيا، بأشدَّ مجادلةً منَ المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أُدخلوا النارَ.." صححه الألباني، شوف لما يكون معاك الحق وإنت بتجادل عن الحق ده، فالنبي –صلى الله عليه وسلم- بيقول دي بالظبط نفس صورة مجادلة المؤمنين مع ربهم –عز وجل- يوم القيامة في إخوانهم الذين أُدخلوا النار..
"قال: يقولون: ربَّنا إخوانُنا كانوا يصلون معنا، ويصومون ويحجُّون معنا، فأدخلْتَهم النارَ، قال: فيقول: اذهبوا فأَخرِجوا من عرَفتم منهم قال: فيأتونهم فيعرِفونهم بصورِهم فمنهم من أخذتهُ النارُ إلى أنصافِ ساقَيه، ومنهم من أخذتْه إلى كعبَيه، فيخرجونهم فيقولون: ربَّنا قد أخرجْنا من أمرْتنا..
قال: ويقول: أَخرِجوا من كان في قلبِه وزنُ دينارٍ من الإيمانِ، ثم قال: من كان في قلبهِ وزنُ نصفِ دينارٍ، حتى يقول: من كان في قلبهِ وزنُ ذرَّةٍ.." صححه الألباني.
قال أبو سعيد بعدما تلا هذا الحديث عشان يقولهم يا جماعة القضية قضية توحيد فتلا أبو سعيد الخدري بعد هذا الحديث الذي سمعه من النبي –صلى الله عليه وسلم- يرويه عن رب العزة، "قال أبو سعيدٍ: فمن لم يصدِّقْ فليقرأْ هذه الآيةَ: "إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ" النساء:48".
قضية التوحيد الشفاعة دي نالت أهل التوحيد.
- التوحيد أفضل عمل وأفضل ذِكْر نتقرب به إلى الله
ليس هذا وحسب بل أفضل عمل يتقرب به العبد إلى ربه –سبحانه وتعالى- وأفضل الذكر الذي يتقرب به العبد إلى ربه كلمة التوحيد، فإذا كانت كلمة التوحيد أفضل الذكر فما بالك لو تحولت لمنهج؟ كما قال –صلى الله عليه وسلم-: "أفضلُ الذكرِ: لا إلَه إلَّا اللهُ" حسنه الألباني،وقال –صلى الله عليه وسلم-:"وأفضلُ ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له..." حسنه الألباني.
أكتر حاجة تنجي من النار قضية التوحيد لذا كان النبي –صلى الله عليه وسلم- طول حياته عايش لهذه القضية حتى ينال أهل الخير الفضل والكرامة بهذا الأمر، النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: "يَدخُلُ أهلُ الجنةِ الجنةَ وأهلُ النارِ النارَ، ثم يقولُ اللهُ تعالى: أخرِجوا مَن كان في قلبِه مِثقالُ حبةٍ من خَردَلٍ من إيمانٍ، فيَخرُجونَ منها قد اسودُّوا، فيُلقَونَ في نهرِ الحَيا، أو الحياةِ -شكَّ مالكٌ- فيَنبُتونَ كما تَنبُتُ الحِبَّةُ في جانبِ السيلِ، ألم ترَ أنها تخرُجُ صفراءَ مُلتَوِيَةً" صحيح البخاري، ليه؟ بالتوحيد، نجوا يوم القيامة بتوحيدهم لربهم –سبحانه وتعالى-.
عاش النبي من أول حياته لآخر حياته بيتكلم عن قضيتين أهمية التوحيد والتحذير من الشرك، اتكلمنا الآن على بعض الفضائل المتعلقة بالتوحيد، هنتكلم الآن عن بعض الأحاديث اللي النبي حذر فيها من الشرك وقالّنا خدوا بالكم إنّ الشرك ده خطر، وأنا لما بتكلم عن الشرك إخواننا وأخواتنا مش معناها إنّ احنا نعبد الأصنام أو الأوثان لالا، فيه صور من الشرك الآن الله يكرهها ويبغضها وللأسف منتشرة كتير جدًّا بيننا، هنحاول إن احنا نذكر الناس بهم.
خطورة الشرك:
- الشرك لا يُغْفَر
أول ما حذر النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما يتعلق بالشرك أن الله –عز وجل- لا يغفره أبدًا، ربنا لا يغفر الشرك أبدًا أي ذنب ربنا يغفره إلا الشرك كما قال –صلى الله عليه وسلم-: "كلُّ ذنبٍ عسى اللهُ يغفرُهُ، إلَّا مَنْ مات مُشرِكًا، أوْ قتَلَ مؤمنًا متعمِّدًا"صححه الألباني.
الشرك لا يُغفَر، ده اللي ربنا قالهولنا "إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ" النساء:48، وقال صلى الله عليه وسلم: "تُفتَحُ أبوابُ الجنَّةِ يومَ الاثنينِ، ويومَ الخميسِ، فيُغفَرُ لِكُلِّ عبدٍ لا يشرِكُ باللَّهِ شيئًا، إلَّا رجلًا كانت بينَهُ وبينَ أخيهِ شحناءُ" صحيح مسلم،قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "خمسٌ ليسَ لهنَّ كفَّارةٌ: الشِّركُ باللهِ.." صححه الألباني،من بين هذه الخمس، إذن أول شيء لا يغفره الله سبحانه وتعالى أبدًا.
- الشرك من الموبِقات
هو من الموبقات ومن أعظم الكبائر، موبِقات يعنى مهلكات،به يهلك العبد في الدنيا، وبه يهلك العبد في الآخرة، قال -صلى الله عليه وسلم-: "اجتنبوا السَّبعَ الموبِقاتِ قيل: يا رسولَ اللهِ! وما هنَّ؟ قال: الشِّركُ باللهِ.." صحيح البخاري ومسلم، ومن بينهم الشرك بالله أو أولهم الشرك بالله.
- بالشرك يحبط العمل:
بالشرك يحبط العمل، كما قال الله -عز وجل- لنبيه: "لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ" الزمر:65، وقال تعالى: "وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ" الأنعام:88.
- الشرك موجِب للنار
الشرك موجِب للنار؛ قال الله -عز وجل-: "إنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ" المائدة:72، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "من مات يشرك بالله شيئًا دخل النار" صحيح البخاري ومسلم.
- الشرك أعظم ذنب يلقى العبد به ربه
كذلك أيضًا إخواننا وأخواتنا أعظم ذنب يلقى العبد به ربه هو الشرك، أعظم ذنب يلقى العبد به ربه -عز وجل-، قال ابن مسعود: "سألتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الذنبِ أعظمُ عندَ اللَّهِ؟ قال أن تجعلَ للَّهِ نِدًّا وهو خلَقَك" صحيح البخاري ومسلم،أن تجعل لله ندًّا وقد خلقك، ده أعظم صورة من صور الذنوب والمعاصي، إنك تجعل لله -عز وجل- ندًّا وقد خلقك.
- الشرك سبب للحسرة يوم القيامة
ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم- إن سبحان الله كل من أشرك بالله شيئًا في الدنيا، إنه يوم القيامة قمة الحسرة والله العظيم لمن كان أشرك بالله شيئًا، كما في البخاري ومسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يقولُ اللهُ تعالَى لأهونِ أهلِ النَّارِ عذابًا يومَ القيامةِ: لو أنَّ لك ما في الأرضِ من شيءٍ أكنتَ تفتدي به؟.." لو الأرض كلها تملكها تفتدي بها الآن؟".. فيقولُ: نعم، فيقولُ: أردتُ منك أهونَ من هذا، وأنت في صلبِ آدمَ: ألَّا تُشرِكَ بي شيئًا، فأبيتُ إلَّا أن تُشرِكَ بي" صحيح البخاري.
يُتَّبَعْ
تعليق