السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله، نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:
حياكم الله إخواني الأفاضل وأخواتي الفضليات ومرحبًا بكم في لقاء ضمن فعاليات هذه الدورة المباركة، وبإذن الله تعالى سيكون لنا لقاء مع بعض الأمور التي تتعلق بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
طبعًا كما تذكرون كان لنا لقاء بل لقاءات سابقة حول السنة، وتناقشنا فيها وتداولنا بعضًا من المصطلحات التي تعني بضبط الأمور والمفاهيم التي تندرج تحت هذا العنوان الجامع "سنة الرسول صلى الله عليه وسلم".
واليوم بإذن الله تعالى سوف نناقش أيضًا بعضًا من هذه النقاط، ولكن كنوع من التذكير أبدأ أولًا بإعادة التعريف لمفهوم السنة: ما هي السنة؟، ما معنى كلمة السنة؟
ماهي السنة؟
- السنة في اللغة
السنة في اللغة كما ذكرنا قبل ذلك مرارًا، قلنا أن السنة تعني في لغة العرب الطريقة والسيرة، يقال سَنّ بهم سنة فلان: أيْ سلك طريقته وسار على نهج سيرته.
وكلمة السنة في اللغة لا تختص بمفهوم دون مفهوم، إنما هي تعني مجرد الأمر الذي ورد عن فلان، وسواءً كانت هذه السيرة أو الطريقة محمودة أو مذمومة لا فارق؛ ولهذا شاهِدٌ في أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلقد قال صلى الله عليه وسلم: "لتتَّبعنَّ سنَّةَ من كانَ قبلَكم باعًا بباعٍ ، وذراعًا بذراعٍ ، وشبرًا بشبرٍ ، حتَّى لودخَلوا في جُحرِ ضبٍّ لدخلتُم فيهِ ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ اليَهودُ ، والنَّصارى؟ قالَ : فمَن إذًا" صححه الألباني.
فهنا كما نرى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لهم أنكم ستتبعون سنة من كان قبلكم فالسنة هنا بمعنى سيرة من كان قبلكم، وهذه الرواية في السنن كما هو مشهور في الصحيحين: "لتتبعن سَنَنَ من كان قبلكم".
-اصطلاحات العلماء حول مفهوم السنة
1- علماء الحديث
ثم ذكرنا بعد ذلك أن العلماء بالنسبة لاصطلاحاتهم حول مفهوم السنة فتختلف عباراتهم وتتنوع تعريفاتهم لمصطلح السنة تبعا لكل فن؛ فكل فن له وجهة نظر معينة لمفهوم السنة، فمثلا كنا حددنا مفهوم السنة عند علماء الحديث قالوا: "أن السنة هي كل ما صدر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غير القرآن من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خُلقية".
ويعني توسع بعض العلماء حتى أدخلوا سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- في مفهوم السنة.
هذا بالنسبة لعلماء الحديث.
2- علماء الفقه
أما عن علماء الفقه فلقد حددوا مفهوم السنة ضمن ما يسمى بالأحكام التكليفية، فعندنا كما درسنا في الفقه أيضًا أن الأحكام التكليفية هي عبارة عن خمسة أحكام: الواجب والمستحب والمباح والمكروه والحرام.
المستحب هنا يطلق عليه السنة وهو كما يعرفه بعض العلماء في التعريف المبسط: "هو ما يثاب فاعله ولا يذم تاركه"، وهذا تعريف عملي أو وجهة نظر عملية، وبالطبع يعني هذا هو مراد الفقهاء؛ لأنهم يتعاملون بالأساس مع مادة عملية.
الفقه: هو ما يُختص بالأحكام العملية في حياة الإنسان، لأجل هذا كان مفهوم السنة عندهم مختصا بهذا: ما هي الأشياء التي لو فعلها الإنسان يثاب عليها ولو تركها لا يذم عليها.
هذا بالنسبة لمصطلح السنة عند الفقهاء.
3- عند الأصوليين
أما عند الأصوليين فلهم وجهة نظر أخرى فهم ينظرون إلى السنة بأنها كل ما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مما ليس قرآنا مما يصلح أن يكون دليلا شرعيًّا.
وكذلك هناك تعاريف متنوعة كما ذكرنا تبعا لكل أهل فن، لكن إذا أطلقت السنة كمصطلح عام فلا يُفهم منها إلا مصطلح السنة عند أهل الحديث: هي كل ما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خُلقية.
تقسيمات أهل الحديث للحديث والسنة
أما إذا أردنا أن ننظر إلى تقسيمات أهل الحديث للحديث وللسنة لوجدنا أنهم من الناحية الاصطلاحية؛ لتسهيل دراسة السنة قسموا دراسة السنة إلى عدة مستويات أو إلى عدة تقسيمات، كل هذه التقسيمات يُفهم منها أو يراد منها تسهيل دراسة سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
1- تبعًا لكيفية وصوله إلينا.. حصر الطرق
فهناك -كما تناولنا أيضًا بالبحث في لقاءاتنا السابقة- هناك تقسيم للحديث تبعًا لكيفية وصوله إلينا، أي الطرق التي وصل بها الحديث إلينا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ما يسمونه حصر الطرق، تبعًا لهذا التقسيم فالعلماء يقسمون السنة إلى قسمين: السنة المتواترة أو الحديث المتواتر وأحاديث الآحاد.
وكنا عرفنا معنى السنة المتواترة أو الحديث المتواتر وكذلك ما ضوابطها إلى آخر هذا في لقاءاتنا السابقة، وذكرنا أن أحاديث الآحاد أو كلمة الآحاد تنقسم أيضًا عند أهل المصطلح إلى الحديث المشهور والحديث العزيز، وكذلك حديث الفرد أو الحديث الغريب.
هذا عن النوع أو المصطلح الأول الذي تناولوا به السنة، كيف وصل إلينا؟
2- تبعًا لصحة الحديث والعمل به
التقسيم الثاني نظروا فيه إلى وجهة نظر أخرى: الحديث الذي ورد إلينا هل هو مقبول لدينا أم لا؟ هل يُعمل به أم لا؟ فنظروا هنا إلى صحة الحديث الذي ينبني عليه العمل بالحديث من عدمه، وبناءً على هذا التقسيم قسموا الحديث إلى الحديث الصحيح والحديث الضعيف وكنا أيضًا تناقشنا في مفهوم الحديث الصحيح، وكيف يُحكم على الحديث بالصحة.
و كذلك العلماء زادوا في التفصيل بالنسبة للحديث الصحيح فقالوا هناك ما يسمى بالحديث لذاته وهناك الحديث الصحيح لغيره.
وكذلك كان هناك في مراتب الصحيح أن هناك مرتبة تسمى بالحديث الحسن، وعرفنا الحديث الحسن، وأيضًا قسموا الحديث الحسن إلى الحسن لذاته والحسن لغيره.
أما بالنسبة للحديث الضعيف فالعلماء فصلوا في أسباب ضعف الحديث وقالوا أن هناك حديث يكون ضعيفًا؛ لأن هناك إشكالية في السند، هناك سقط في السند وعرفوا أو قسموا هذا السقط الذي يكون في السند إما أن يكون من أول السند أو من آخره: هناك الحديث المعلق وهناك الحديث المرسل وهناك الحديث المنقطع وهكذا.
وهناك سبب آخر لرد الحديث أو لضعف الحديث هو أن يكون هناك إشكالية في راوي الحديث، قد يكون السند متصلا لكن الراوي نفسه هناك فيه إشكالية، الراوي قد يكون ضعيف في حفظه، قد يكون كذابًا وضَّاعًا للحديث وهكذا، فكان هناك أيضًا أقسام للحديث تبعًا لما يكون من حال الراوي وله أحوال كثيرة.
هذا بالنسبة للتقسيمة بصفة عامة التي قسمها أهل العلم حول الحديث المقبول والحديث المردود.
تقسيم الحديث بالنسبة إلى من أُسند إليه
هناك تقسيم آخر وهو تقسيم الحديث بالنسبة إلى من أسند إليه: من الذي قال هذا الحديث؟ سلسلة السند تنتهي إلى من؟ لمن يُنسب هذا القول أو ينسب هذا الفعل وهكذا؟ فبناءً على هذا التقسيم قسموا الحديث إلى أربعة أقسام: هناك الحديث المرفوع وهناك الحديث الموقوف وهناك الحديث المقطوع وهناك الحديث الذي يُسمى الحديث القدسي.
1- الحديث المرفوع
الحديث المرفوع هو الحديث الذي يُرفع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، يُسند إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-،أي أن هذا الأثر، هذا الخبر الذي وردنا ينسب إلى من؟ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قولا أو فعلا أو تقريرا، هذا يسمى الحديث المرفوع.
وله ألفاظ كثيرة في التعبير عنه، إما بنسبته مباشرة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أو هناك لفظ آخر يعبرون به عن الحديث المرفوع أنهم يقولون: قال أبو هريرة -رضي الله عنه- يرفعه أو يُنمي به أو يَبلغ به أو مرفوعًا، كل هذه الألفاظ تعني أن هذا الحديث ليس قائله هو أبو هريرة، ليس الصحابي إنما هو يَبلغ به إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
هذا بالنسبة للقسم الأول: الحديث المرفوع.
2- الحديث الموقوف
وهناك ما يسمى بالحديث الموقوف، ما معنى الحديث الموقوف؟ هو الحديث الذي انتهى السند فيه إلى الصحابي، فهو كل ما يُنسب إلى الصحابي من قول أو فعل أو تقرير وهكذا.. فهنا سلسلة السند وقفت عند الصحابي، هذا ليس بقول للنبي -صلى الله عليه وسلم-، هذا ليس بفعل للنبي -صلى الله عليه وسلم-، إنما هذا أمر منسوب لمن؟ منسوب للصحابي، وهذا يسمى حديث موقوف.
حتى استخدموا تعبير الموقوف: أي أن السلسلة وقفت عند من؟ وقفت عن حد الصحابي ولم تُرفع، لم تبلغ منزلة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
3- الحديث المقطوع
وهناك ما بعد الصحابي: السلسلة أو سلسلة السند التي وقفت عند التابعي، هذا يُقال عليه المقطوع وليس المنقطع، المنقطع هذا الذي درسناه ضمن الأحاديث التي فيها ضعف في السلسلة، هناك انقطاع في سلسلة السند، فهناك فارق بين المنقطع والمقطوع، المقطوع هو الحديث الذي يُنسب إلى التابعي قولا أو فعلا أو تقريرا.
هذا بالنسبة هذه الأصناف الثلاثة.
4- الحديث القدسي
أما الصنف الذي سوف نتكلم عنه اليوم بمزيد من البسط هو ما يسمى بالحديث القدسي، ما هو الحديث القدسي؟ ما معنى الحديث القدسي؟ كلمة قدسي في اللغة نسبة إلى القدس أي الطهر وهو الحديث المنسوب إلى الذات القدسية المقدسة، إلى الحق سبحانه وتعالى.
وإذا أردنا أن نضع تعريفًا له في الاصطلاح فنقول: هو الحديث الذي نُقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مع إسناده إياه إلى رب العزة جل وعلا، فهو حديث، من الذي قاله؟ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكنه يُنسب هذا الحديث إلى رب العزة جل وعلا.
الفارق بين الحديث القدسي والقرآن الكريم
حسنًا، إذن لدي هنا حديث ينسبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ربنا -جل وعلا-، القرآن أيضًا هو كلام الله -سبحانه وتعالى-، فما الفارق لدينا بين الحديث القدسي وبين القرآن؟ كلاهما يُنسب قولًا إلى رب العزة -جل وعلا- فما الفارق بين هذا وذاك، ما الفارق بين ما نُسب إلى رب العزة -جل وعلا- وقلنا عليه أنه حديث وزدنا في تعريفه فقلنا الحديث القدسي، وبين الذي يُنسب إلى رب العزة -جل وعلا- وهو قرآن؟
هنا وضع العلماء بعض الضوابط للتفريق بين الحديث القدسي وبين القرآن، قالوا:
1- القرآن لفظًا ومعنى من عند الله أما الحديث القدسي فلفظه من عند النبي
أولًا: بالنسبة للقرآن، القرآن لفظه ومعناه من عند الله -جل وعلا-، كلمة أو الكلمات التي تقرأها في القرآن، هذه الكلمات لفظها ومعناها من عند الله -سبحانه وتعالى-.
أما الحديث القدسي فالمعنى من عند رب العزة -جل وعلا- أوحى إلى رسولنا -صلى الله عليه وسلم- لكن الألفاظ من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
إذن هناك أول تفريق في اللفظ: هل اللفظ منطوق من عند الله -جل وعلا- أم الذي قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تعبيرًا عن هذا المعنى؟ فالقرآن لفظًا ومعنى منسوب لله -جل وعلا-، أما الحديث القدسي فمعناه من عند الله -جل وعلا- أما لفظه فالذي قاله هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
2- القرآن يُشترط فيه التواتر أما الحديث القدسي فليس شرطًا فيه التواتر
من التفريقات أيضًا بين الحديث القدسي وبين القرآن: أن القرآن -وكنا قد ذكرنا قبل ذلك- له شروط حتى نُثبت أن هذه اللفظة من القرآن أو أن هذه الآية من القرآن، كنا ذكرنا من ضمن هذه الشروط: التواتر، تواتر النقل، نحن لا نُثبت أي لفظة في القرآن إلا إذا اجتمع فيها ثلاثة شروط:
بالنسبة للسند أن يكون منقولا نقلا متواترًا، كذلك أن يوافق اللفظ أو الكاتبة العثمانية، الخط العثماني النقل المنقول في القرآن، ثالثًا: أن يوافق قواعد اللغة ولو بوجه من الوجوه، هذه الشروط الثلاثة التي وضعها أهل العلم لقبول اللفظة واعتبارها لفظة قرآنية.
فكما نلاحظ هنا أنه اشترطوا فيها ماذا بالنسبة للإسناد؟ أن يكون الإسناد متواترًا، فكل لفظة في القرآن مثبوتة إلينا نقلا متواترًا، لكن هل هذا هو الشرط الذي نشترطه في الحديث؟ نقول لا. الحديث القدسي لا يُشترط فيه التواتر، الحديث القدسي يُعامل معاملة أي حديث آخر قد يكون متواترًا أو غير متواتر، فإن غير متواتر تجري عليه الأحكام قد يكون صحيحًا وقد يكون ضعيفًا، يُعامَل نفس معاملة الأحاديث المنسوبة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فهذا هو أيضًا من معاقد التفريق بين القرآن وبين الحديث القدسي، فليس كل حديث قدسي منقول إلينا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو متواتر فضلًا عن أن يكون صحيحًا، هناك أحاديث يقال عنها أحاديث قدسية ورغم ذلك فهي ضعيفة، حكم عليها بالضعف.
هذا هو التفريق الثاني.
3- القرآن متعبَّد بتلاوته أما الحديث القدسي فلا يُتعبد بقراءته
التفريق الثالث: أنّ القرآن مُتَعَبَّد بتلاوته، أنت عندما تقرأ القرآن، أنت مجرد أن تقرأ الحروف والكلمات هذه عبادة تُثاب عليها، كما قال لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ للإنسان منا بكل حرف يقرأه حسنة والحسنة بعشر أضعافها، وهذا الفضل خاص بالقرآن فقط، ليس هناك شيء آخر أُؤجر على قراءته مثل هذا الأجر، فهذا الأجر لا يكون أيضا للحديث القدسي.
الحديث القدسي قد يؤجر الإنسان بالطبع على أنه يتعلمه ويعمل بما فيه لكن مجرد القراءة هل هذا أنا أتعبد به؟ هل هذا أنا أؤجر عليه؟ لا، هذا للقرآن فقط.
4- القرآن يُقرأ في الصلاة أما الحديث القدسي فلا يُقرأ فيها
من التفريقات أيضًا في النقطة الرابعة أن الحديث القدسي لا يُقرأ به في الصلاة، أنت لا تستطيع أن تقرأ حديثًا قدسيًّا في صلاتك بخلاف القرآن، أنت تقرأه إما على سبيل الوجوب كقرائتك للفاتحة وهي ركن من أركان الصلاة، أو تقرأه على سبيل الاستحباب في قرائتك للسورة القصيرة بعد الفاتحة، وهذا مما يُسن لك ومما يكون من أفعال الصلاة، أما الحديث القدسي فليس لك أن تقرأه في الصلاة.
هذا أيضًا يندرج بشكل أو آخر تحت المفهوم العام مفهوم العبادة أنك تتعبد لله سبحانه وتعالى بقراءة القرآن.
5- القرآن ينفرد بالإعجاز والتحدي
من الفروقات أيضًا، الوجه الخامس للتفريق بين القرآن وبين الحديث القدسي: أن القرآن -كما نحن نعلم- هو معجزة النبي -صلى الله عليه وسلم-، هو الآية التي نزلت على رسولنا -صلى الله عليه وسلم- وتحدى بها المعاندين وتحدى بها المشركين، فالقرآن معجز في لفظه وبه كان التحدي للعرب وهم أرباب الفصاحة، وهم أرباب اللغة.
فهل هذا الإعجاز وهل هذا التحدي كان أيضًا في الحديث القدسي؟ نقول لا: هذا خاص بالقرآن أما الحديث القدسي فليس فيه هذا الإعجاز وليس فيه أيضًا هذا التحدي.
يبقى إذن إذا وضعنا الأمور العامة أو العلامات الفارقة بين الحديث القدسي وبين القرآن: كلاهما منسوب لرب العزة -جل وعلا- لكن هناك خصائص للقرآن لا تكون للحديث القدسي كما ذكرنا.
وبهذا ينتهي بنا هذا اللقاء، ولنا لقاء آخر أيضًا مع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
مقطعالفرق بين القرآن والحديث القدسي - د. محمد فرحات- من دورة عن رب العزة
إنتاج فريق عمل المونتاج
https://www.youtube.com/watch?v=xmju_GgYb74
تعليق