حياكم الله وبياكم
الإخوة الأفاضل والأخوات الفضليات: يسر فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
أن يقدم لكم:
تفريغ حلقة ::الرياء:: للشيخ أحمد جلال من دورة عن رب العزة
لتحميل التفريغ بصيغة pdf منهنا
وإليكم نص التفريغ:
وإليكم نص التفريغ:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
أهلًا وسهلًا ومرحبًا بإخواني وأخواتي وأهلي وأحبابي، وأسأل الله –سبحانه وتعالى- الذي جمعني وإياكم في هذه الساعة المباركة على طاعته أن يجمعني وإياكم في جنته ودار كرامته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُن أولئك رفيقًا، وبعد:
هذا هو اللقاء الثاني في شرح الأحاديث القدسية في سلسلة "عن رب العزة" من خلال كتاب الأحاديث القدسية لشيخنا المبارك فضيلة الشيخ مصطفى العدوي -حفظه الله-.
درس النهاردة بفضل الله -عز وجل- كنا اتكلمنا ليه الشيخ بدأ بالإخلاص، واتكلمنا عن فضائل الإخلاص، واتكلمت معاكم كمان عن ما يتعلق بـهل كل ما يدور في خاطر الإنسان يُجازى عليه ويحاسب عليه؟ واتكلمت معاكم في مسألة إذا هَمَّ العبد بحسنة فلم يعملها وإذا هم بسيئة فعملها أو إذا لم يعملها وإنما تركها من خوفه لربه -عز وجل-، ده اللي احنا كنا اتكلمنا عنه في الدرس الماضي –بفضل الله تبارك وتعالى-.
اليوم -بإذن الله تبارك وتعالى- هنكمل ما يتعلق بشرح الحديث؛ لإنّ الحديث ده مهم جدًّا معانا في هذا الباب، وهنتكلم على جزئية مهمة جدًّا ألا وهي جزئية قول النبي –صلى الله عليه وسلم- قال الله -سبحانه وتعالى-: "فإن عملها فاكتبوها له بعشر.." أي الحسنة ".. بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف" صحيح البخاري، إلى أضعافٍ كثيرة كما في رواية.
هو امتى الإنسان منا يُكتب له بعمله حسنة، الحسنة بحسنة؟ وامتى الحسنة بعشرة؟ وامتى الحسنة بـ 700؟ وامتى الحسنة بالأضعاف الكثيرة؟ هو ده اللي احنا محتاجين إن احنا نتكلم عنه النهاردة، ثم بعد ذلك نتكلم على ما يفسد الأعمال وما يتعلق –والعياذ بالله- عافاني الله وإياكم بما يتعلق بالرياء.
أسباب التفاضل بين الأعمال ومضاعفة الأجر
بصوا إخواننا وأخواتنا باختصار خالص التفاضل بين الأعمال ومضاعفة الأعمال، إنما تتفاضل الأعمال فيما بينها في الأجر بسبب تقريبًا 6 أمور، بسبب 6 أمور، الست أمور دول كلما كان العبد حريص على هذه الأمور الست كلما تضاعفت الأعمال بسرعة.
- الإخلاص في العمل
منها مثلًا كلما كان الإنسان في عمله أكثر إخلاصًا -وده الأمر الأول- كلما كان أكثر إخلاصًا لله –سبحانه وتعالى- كلما تضاعف عمله عند الله بصورة كبيرة جدًّا، قَوْل الله –سبحانه وتعالى-: "إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ" البقرة:271، قال أهل العلم منهم الحافظ بن كثير –رحمه الله-: "أي بحسب إخلاصه" إنما فضَّل الله –عز وجل- صدقة السر على صدقة العلانية؛ لأن صدقة السر أكثر إخلاصًا لله –سبحانه وتعالى-.
من هذا المعنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم- قال الله –عز وجل- في أحاديث الصيام اللي هتأتي بعد ذلك قال الله –عز وجل-: "كل عمل ابن آدم يُضاعف له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" صححه الألباني، ليه ربنا –سبحانه وتعالى- قال إنّ الأعمال الحسنة بعشرة بـ 600 أو 700 إلا الصوم حسابه هيبقى أعلى من كده بكتير؟
قال الله –عز وجل- "إلا الصوم فإنه لي" فإنه أكثر الأعمال إخلاصًا لله سبحانه لإنُّه عمل لا يطَّلع عليه أحد، لإنه عمل فيما بين العبد وبين ربه –عز وجل-، لإن العمل ده خفي لا يعرفه كثير من الناس، فكلما كان العمل فيه إخلاصًا أكثر لله –سبحانه وتعالى- كلما تضاعف أجره عند الله –سبحانه وتعالى-، فكلما كان العمل أخفى عن أعين الناس يكون أشد إخلاصًا يكون أجره عند ربنا عظيم.
علشان كده قيام الليل أجره عند ربنا –عز وجل- عظيم جدًّا؛ لإنُّه خفي، لا يطلع عليه كثير من الناس، صدقة السر أجرها عند الله -عز وجل- أعظم بكثير من صدقة العلن؛ لإنها خفية ولا يطلع عليها كثير من الناس، الصيام أجره بيتضاعف عند ربنا بصورة كبيرة جدًّا، ليه؟ لإنُّه خفي لا يطلع عليه كثير من الناس.
- باعتبار وقت العمل
الأمر الثاني: الأعمال بتتفاضل فيما بينها باعتبار الوقت، إنّ العبد يعمل عمل في وقت فيتضاعف فيه الأجر، فممكن تكون الحسنة بعشرة وممكن تكون الحسنة بـ 700، وممكن تكون الحسنة بأضعاف كثيرة.
مثال على ذلك: "خير الدعاء الدعاء يوم عرفة" صححه الألباني، كما قال –صلى الله عليه وسلم-، فالدعاء في كل وقت عظيم الأجر عند الله –عز وجل- ولكن يوم عرفة أجره بيزيد.
قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "أفضل الساعات -لقيام الليل- جوف الليل الآخر" صححه الألباني، وقت التنزل الإلهي، فالقيام من بعد العشاء طيب وحَسَن وله أجر، ولكن كلما كان هذا العمل في ثلث الليل الآخر تضاعف الأجر.
كذلك أيضًا ليلة القدر "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ" القدر:3، خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ، فسبحان الله الحسنة في ليلة القدر بتساوي 30 ألف، ما هو خير من ألف شهر، ألف شهر والشهر 30 * 30 يبقى 30 ألف، يبقى الجنيه في ليلة القدر أفضل من 30 ألف جنيه فيما سواها، والتسبيحة أفضل من 30 ألف، والركعة أفضل من 30 ألف.
يبقى إذن قد تتفاضل الأعمال فيما بينها بسبب الوقت.
- باعتبار مكان العمل
وقد يكون أيضًا تفاضل الأعمال فيما بينها زي ما ربنا قال حسنة بعشرة أو الحسنة بـ 700 أو إلى أضعاف كثيرة قد يكون باعتبار المكان، فالعبادة في مكة أعظم بكثير من غيرها، قال –صلى الله عليه وسلم-: "صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه" صححه الألباني، يبقى التضاعف ده ليه؟ لفضل المكان.
"صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام" صححه الألباني، ليه تتضاعف؟ المكان.
صلاة في بيت المقدس أفضل من 250 صلاة فيما سواه كما قال –صلى الله عليه وسلم-، فلربما تتفاضل الأعمال فيما بينها بما يتعلق بالمكان.
- باعتبار نفعها المتعدي
كذلك أيضًا إخواننا وأخواتنا لربما تتفاضل الأعمال فيما بينها باعتبار نفعها المتعدي، مثال مثلًا: أيهما أفضل عند الله –عز وجل- إن العبد يصوم يوم، ولا إن العبد يتولى إنه يفطر ناس كتير جدًّا جدًّا جدًّا ويجتهد إنه يفطر ناس كتير جدًّا؟ مثال: خرج النبي في سفر في يوم شديد الحر، فكان في بعض الناس مفطرين، فكان المفطرون في خدمة الصائمين فقال –صلى الله عليه وسلم-: "ذهب المفطرون اليوم بالأجر" صحيح مسلم، ليه؟ لإنّ همَّ كان نفعهم متعدي إلى الخلق، كان نفعهم متعدي إلى الخلق.
النهارده مثلًا لما أكون أتصدق مثلًا بألف جنيه لعشر أسر كل أسرة 100 جنيه وصرفت الأسرة الـ 100 جنيه، ده أفضل ولا أجيب جهاز طبي بألف جنيه يخدم آلاف مؤلفة من الخلق؟ النفع كلما كان أكثر تعديًا إلى الخلق كان أفضل وكان أكثر في تضاعف الأعمال.
- باعتبار الأحوال المحيطة بالعمل
كذلك أيضًا باعتبار الأحوال، باعتبار الأحوال المحيطة بالعمل، أيهما أفضل إن الإنسان يقوم يصلي قيام ليل في زمن النبي –صلى الله عليه وسلم- ولا قيام ليل في زماننا، في زمن الهرج، وفي زمن الفتن؟ قال –صلى الله عليه وسلم-: "العبادة في الهرج كهجرة إليَّ" صحيح مسلم.
أيهما أفضل صيام محرم ولا صيام شعبان؟ صيام شعبان، ليه؟ لإنّ النبي قال: "ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان" صححه الألباني، وإن كان النبي قال: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم" صحيح مسلم.
قال –صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ مِنْ ورائِكُم زمانُ صبرٍ، لِلْمُتَمَسِّكِ فيه أجرُ خمسينَ شهيدًا منكم" صححه الألباني.
قال الله –سبحانه وتعالى- إن من ضمن السبعة اللي يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله شاب نشأ في طاعة الله؛ لإنّ الأصل في الشباب للأسف عند كثير من الناس الانفلات والتحرر من عبودية الله والوقوع في المعصية، فكل ما كان العبد في هذه الفترة أكثر طاعةً لله –عز وجل- كلما تضاعف أجره عند الله –عز وجل- بصورة عظيمة.
قال الله –عز وجل- أيضًا من هذا الباب: "أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ" البلد:14، ذِي مَسْغَبَةٍ: في وقت مجاعة، تتصدق، الأجر عند ربنا في الحال ده أعظم من الصدقة في أي وقت آخر.
- بحسب ما يكون في قلب العبد من إيمان وإخلاص وحسن عمل
كذلك أيضًا ولربما تفاضلت الأعمال فيما بينها بحسب ما يكون في قلب العبد من إيمان وإخلاص وحسن عمل، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف" صحيح البخاري، كلما كان العبد أقوى في إيمانه كلما كانت حسناته مضاعفة.
يبقى إذن عرفنا الآن ليه النبي –صلى الله عليه وسلم- قالّنا قال الله –عز وجل- في الحديث القدسي: "فإن عملها –أي الحسنة- فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف" صحيح البخاري، قلنا ايه الأسباب اللي بتخلي هذه الأعمال تتضاعف بهذه الصورة.
طيب إخواننا وأخواتنا ثم بعد ذلك شرع الشيخ في باب آخر وهو قوله تعالى: "وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ" البقرة:284، وده ما يتعلق بهل يُجازى العبد على كل عمل تهم به نفسه، وقلنا تفصيل في هذه المسألة.
خطورة الرياء:
- المرائي أول من تسعر به النار يوم القيامة
ثم بدأ الشيخ بعد ذلك فيما يتعلق بباب هو من أخطر الأبواب وهو باب "الرياء" وخطر الرياء على الناس وذكر فيه حديث النبي –صلى الله عليه وسلم- في شأن أول من تُسَعَّر بهم النار يوم القيامة، وهو حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:
"إنَّ أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه، رجُلٌ استُشهِد. فأوتي فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها؟ قال: قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى أُلقِيَ في النارِ."..
التاني "ورجُلٌ تعلَّم العِلمَ وعلَّمه وقرَأ القرآنَ. فأُتِي به. فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها؟ قال: تعلَّمتُ العِلمَ وعلَّمتُه وقرَأتُ فيكَ القرآنَ. قال: كذَبتَ ولكنَّكَ تعلَّمتَ العِلمَ لِيُقالَ عالِمٌ. وقرَأتُ القُرآنَ لِيُقالَ هو قارِئٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقِي في النارِ."..
التالت "ورجُلٌ وسَّع اللهُ عليه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّه. فأتَى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها؟ قال: ما ترَكتُ مِن سبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنفَقَ فيها إلَّا أنفَقتُ فيها لكَ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ فعَلتَ لِيُقالَ هو جَوَادٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه. ثم أُلقِي في النارِ" صحيح مسلم.
التلاتة دول كم بذلوا من مجهود؟ وكم بذلوا من أوقاتهم؟ وكم بذلوا من أموالهم؟ بل بعضهم بذل روحه وللأسف يُلقى في النار يوم القيامة –نسأل الله سبحانه وتعالى السلامة- المجاهد اللي فضَّل يجاهد ويقاتل وبعد كده يُقْتَل ويذوق مرارة القتل وبعد ذلك يُلقى في النار "خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ" الحج:11؛ لإنُّه كان مُرائي، لإنُّه كان بيطلب من هذا العمل ثناء الناس، فللأسف خسر الدنيا وخسر الآخرة، آه الناس اتكلمت، الناس اتكلمت وقالت عنه إنُّه كان شجاع، ولكن هل يغني عنه كلام الناس في الدنيا بعدما أُلْقِيَ في نار جهنم؟!
لماذا يُسحب المرائي على وجهه يوم القيامة؟
وتخيل معايا، تخيل معايا إنّ ربنا يقول: "ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه. ثم أُلقِي في النارِ" السَّحب على الوجه ده، قالَّك ليه السحب على الوجه؟ ليه رجليه فوق وراسه تحت؟
قالَّك أولًا: لأنه كان في الدنيا منكوس الفطرة فنُكِّست صورته في الآخرة، منكوس الفطرة لإنّ الأصل إنّ أنا بعمل العمل ده أبتغي بيه وجه الله -سبحانه وتعالى- فكان المفترض إنّ تكون دي نيتك، لالالا ده أنا حولت نيتي ونكستها إنّ هي للناس، بدل ما أخليها لله خليتها للناس.
ثانيًا: قالَّك أصل الإنسان لما بيعمل هذه الأعمال يطلب الوجاهة، والوجاهة معناها حُسْن الوجه بين الناس، فكانت النتيجة إنّ الوجه ده يُسْحَب على النار يوم القيامة فيُلقى في جهنم؛ تصغيرًا وتحقيرًا لشأن هذا الإنسان.
الأمر التالت: قالك لأ ده ده زيادة للعذاب، ليه؟ قالَّك لأن أرق جلد موجود في جسد الإنسان هو جلد الوجه فيكون ده أشد في تعذيبه وأشد في التنكيل به في الآخرة.
- احذر الرياء فإنه الشرك الخفي وشرك السرائر
منا بقولكم إخواننا وأخواتنا الشيخ بعد ما ذكَّرنا بالإخلاص قال اللي هيقرأ الكتاب أو هيشرح الكتاب أو أنا عملت الكتاب عشان أقولكم خلونا مخلصين، ثم بدأ الشيخ بعد ذلك يحذرنا من عاقبة الرياء وخطر الرياء فذكر لنا هذا الحديث، واحنا عندنا أحاديث أخري أيضًا اهتم جدًّا بها النبي –صلى الله عليه وسلم- في هذه الجزئية، وذكر لينا عدة أحاديث يحذرنا فيها من خطر الرياء، منها ما رواه ابن ماجد والبيهقي من حديث أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- قال:
"خرج علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ونحنُ نتذاكرُ المسيحَ الدجالَ.." سبحان الله دي كانت مجالس الصحابة، دي كانت مجالسهم، مجالسهم كده، مجالسهم دايمًا كانت متعلقة بما ينفعهم في الدنيا والآخرة.
"خرج علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ونحنُ نتذاكرُ المسيحَ الدجالَ فقال: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيحِ الدجالِ قال قلنا بلى.." الدجال اللي هي أعظم فتنة في الدنيا كلها، ما من نبي بعثه الله إلا وحذر أمته من الدجال، هو في أخطر من الدجال يا رسول الله؟ أيوه، قال –صلى الله عليه وسلم-: "ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيحِ الدجالِ قال قلنا بلى فقال الشركُ الخفيُّ أن يقومَ الرجلُ يُصلي فيُزيِّنُ صلاتَه لما يرى من نظرِ رجلٍ" صححه الألباني.
يارب سلم يارب، هو قايم يصلي الله أكبر حس إنّ الشيخ فلان بيصلي وراه، أو فلان بيصلي وراه، أو بيصلي مع الناس التراويح فعلشان يبقى عليه التهافت كل سنة فيُظهر البكاء ويُظهر الخشوع ويتباكى، التباكي المذموم اللي عشان يجلب بيه ثناء الناس، مش التباكي "ابكوا فإن لم تجدوا بكاءً فتباكوا" صححه الألباني، لأ مش التباكي اللي يجلب الخشوع، لأ ده التباكي اللي يخلي الناس من وراه يقولوا ده مفيش بعد كده، الراجل ده مفيش فيه بعد كده، "أن يقومَ الرجلُ يُصلي فيُزيِّنُ صلاتَه" سماه النبي الشرك الخفي.
وقال النبي إنُّه أخوف ما يخاف على الأمة هذا النوع، وثبُت أيضًا عند ابن خزيمة من حديث محمود بن لبيد –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "إياكم وشِركَ السرائرِ، قالوا يا رسولَ اللهِ! وما شرك السرائر؟ قال: يقومُ الرجلُ فيصلي فيُزيِّنُ صلاتَه لما يرى من نَظَرِ الناسِ إليه، فذلك شِركُ السَّرائرِ" صححه الألباني.
- الرياء يؤدي لضياع أجر العمل
من خطر الرياء ضياع أجر العمل بين يدي الله –عز وجل- زي ما ذكرت لكم حديث النبي –صلى الله عليه وسلم-
من حديث أُبَيّ بن كعب الذي رواه أحمد وابن حبان أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "بشِّرْ هذهِ الأُمَّةَ بالسَّناءِ والدِّينِ والرِّفعةِ، والتَّمكينِ في الأرضِ.." ثم قال: ".. فمَن عمِلَ منهُم عَمَلَ الآخرةِ للدُّنيا، لَم يكُن لهُ في الآخرةِ مِن نصيبٍ" صححه الألباني، اللي هيعمل عمل الآخرة من أجل الدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب، هو ده اللي ربنا -عز وجل- قال في شأنه: "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً" الكهف:103، همَّ دول اللي ربنا –عز وجل- قال في شأنهم: "الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً" الكهف:104.
اللي ربنا قال في شأنهم: "وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً" الفرقان:23، وربنا ضرب مثال خطير لينا فيما يتعلق بالرياء، قال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ" صَفْوَان: حجر، "عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً" البقرة:264، لو عندي حجر عليه شوية تراب نزلت المطرة نزلت التراب غسلت الحجر كده فمعدش عليه تراب، أهو ده حال الرياء مع العمل، أنا صحيفة العمل بتاعتي اتكتب فيها إنّ أنا عملت كذا وكذا وكذا وكذا وكذا، ثم بعد ذلك لما راءيت نزل المطر الخبيث من سحائب الرياء على صحائف الأعمال، فمُحِي كل ما فيها من عمل صالح، ناخد بالنا من هذا الأمر.
-الفضيحة للعبد المرائي
كذلك أيضًا من أخطر ما يتعلق بالرياء ومذمة الرياء في الدنيا والآخرة فضيحة الله –عز وجل- لعبده الذي راءى بعمله في الدنيا، قال –صلى الله عليه وسلم-، الحديث عند أحمد من حديث أبي هند الداري –رضي الله عنه- قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "من قام مقامَ رياءً وسمعةً راءى اللهُ به يومَ القيامةِ وسمَّعَ" صححه الألباني، يوم القيامة علي رؤوس الأشهاد ربنا –عز وجل- يقول: أيها الناس هذا الرجل كان يصنع كذا وكذا وكذا رياءً فيُسَمّع الله –عز وجل- بهذا العبد على رؤوس الأشهاد.
وفي رواية عند الطبراني والبيهقي من حديث عبد الله بن عمرو، قال –صلى الله عليه وسلم-: "مَن سمَّعَ النَّاسَ بعَملِه سمَّعَ اللهُ بهِ ماسمَّعَ خلقَه، وصغَّرَه وحقَّرَه" صححه الألباني، إنّ ربنا يوم القيامة هيُسَمّع به على رؤوس الأشهاد ويجعله صغيرًا حقيرًا بين يدي الناس يوم القيامة.
وفي رواية في الصحيحين: "من سمَّع سمَّعَ اللهُ بهِ، ومن يُرائي يُرائي اللهُ بهِ" صحيح البخاري، وفي رواية عند الطبراني من حديث معاذ، قال –صلى الله عليه وسلم-: "ما من عبدٍ يقوم في الدنيا مقامَ سُمعةٍ ورياءٍ؛ إلا سمَّع اللهُ به على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ" صححه الألباني.
يبقى الحديث اللي الشيخ ذكره الآن "فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها؟ قال: فعلت كذا وكذا، قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ.." ده هيكون على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فيا فضيحة هذا الإنسان وقد فُضح بعمله بين يدي الناس يوم القيامة.
-الرياء سبب للحسرة في الآخرة
الأمر الآخر إخواننا وأخواتنا هو الرياء سبب للحسرة وتحسُّر الإنسان في الآخرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يقولُ اللهُ يومَ القيامةِ إذا جزى الناسُ بأعمالِهم: -للذين كانوا يُراؤون الناس، الناس اللي كانت بتُرائي الناس- اذهبوا إلى الذين كنتم تُراؤون في الدنيا، فانظروا هل تجدون عندَهم جزاءٌ" صححه الألباني، انت لما دخلت المسجد صليت لقيت الناس داخلة فطوّلت في الصلاة، خلاص روح قولّهم كده، كل اللي انت كنت بترائيه، عم الحاج فلان لما دخل روح قوله ياعم الحاج فلان اديني ثواب الصلاة اللي أنا كنت بصليها، "هل تجدون عندَهم جزاءٌ" ودي قمة الحسرة، سبحان الله.
وعند الترمذي وابن ماجة وابن حبان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا جمع اللهُ الأوَّلِينَ والآخِرينَ ليومِ القِيامةِ، ليَومٍ لا رَيبَ فيهِ، نادى مُنادٍ: مَن كان أشركَ في عَملِه للهِ أحدًا فليطلُبْ ثوابَه مِن عِندِه.." صححه الألباني.
أحمد جلال انت لما طلعت في يوم من الأيام على قناة الرحمة وادّيت درس وقعدت تتظاهر وتتصنع عشان الناس تعيط وأنت تطلب بذلك ثناء الناس، أحمد يا جلال روح للناس اللي كانوا بيشاهدوك على الشاشة قولّهم يا جماعة أنا كنت أُرائي فادُّوني أجر، وهي دي قمة الحسرة، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا.
يُتَّبَعْ
تعليق