أهلًا وسهلًا بكم أخواتنا, وأخواننا الكرام
يسر فريق التفريغ بشبكة الطريق الى الله أنَّ يقدم لكم
الحلقة الثانية من دورة " صرخات للغافلين "
لفضيلة الشيخ : د. حازم الشومان
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إخواني وأخواتي في الله, ربنا يبارك فيكم وربنا يحفظكم وربنا يسددكم وربنا يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصتة اللهم آمين.
لازلنا مع دورة "صرخات للغافلين"
ونحن الآن في الحلقة الثانية من التدبر في سورة الطور
اللي هي أول سورة من ثلاث سور في دورة صرخات للغافلين, وقلنا السورة الأولى سورة الطور اللي بتكلم "الملتزم الغافل" وبعد كده سورة ق اللي بتكلم "العاصي الغافل" وبعد كده سورة الذاريات اللي بتتكلم عن "أعظم سبب للغفلة" في حياة البشر كلهم, فقلنا الدورة دي عشان علاج ظاهرة الغفلة في العصر اللي احنا عايشين فيه وعلاج ظاهره الغفلة عندنا في قلوبنا احنا نفسنا.
هنتكلم بإذن الله -سبحانه وتعالى-، المرة اللي فاتت اتكلمنا, مقدمة عن السورة, زمن السورة, اسم السورة, إعجاز موضع السورة في المصحف, النهارده هنتكلم عن باقي العناصر في مقدمة شرح السورة يا جماعة وعايزين يبقى عندنا صبر كدا وإدارك لقيمة هذهِ العناصر.
مسابقات سنوية لدروس التفسير
إحنا قلنا إن في مسابقة بإذن الله – سبحانه وتعالى- في شهر رجب زي مسابقة سورة الحج اللي اتعملت في شهر محرم, هيبقى بإذن الله إن ربنا أحيانا سنويًا مسابقة في محرم ومسابقة في رجب لدروس التفسير اللي احنا بنديها إن شاء الله -بإذن الله- فشدو حيلكم وذاكرو.
غير إن هيبقى فيه حلقة للمُدارسة، يعني إنتوا هتبعتوا لنا على صفحة الفيس الرسمية بإذن الله -سبحانه وتعالى- المُدارسات بتاعتكم بعد ما قمتوا الليل بالسورة, وبعد ما قرأتم تفسير في السورة, وبعد ما سمعتوا شرح السورة بتركيز, هتبدؤوا تبعتوا بقى المُدراسات بتاعتكم والفتوحات اللي ربنا فتح بها عليكم في الفهم والعلم لما تدبرتوا في السورة وصليتوا بيها وقرأتوا تفسيرها, هنعمل حلقة بإذن الله عشان مدارستكم إنتم إنتوا اللي تتكلموا فيها إن شاء الله.
الإعجاز التغييري في سورة الطور
هو ده العنصر اللي هنبدأ بيه حلقة النهاردة بإذن الله -سبحانه وتعالى-, يعني إيه الإعجاز التغييري؟ يعني يا جماعة أعظم نوع من أنواع إعجاز القرآن, لا الإعجاز العلمي, ولا البلاغي, الإعجاز التغييري؛ قدرة القرآن على التغيير, الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: "شيَّبتني هودٌ" صححه الألباني لغيره، يعني تخيلي آيه من آيات القرآن الكريم اللي هيا "فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ" هود:112، شيبت شعر النبي -عليه الصلاة والسلام-.
إنتِ الآيات دي عملت في قلبِك إيه؟ طيب تخيل بقى الإعجاز التغييري في سورة الطور؛ أول حاجه يعني السورة غيرت ناس, أسلم بسببها كفار, اتفطر بسببها قلوب مؤمنة, السورة غيرت ناس وخلتهم في غاية الصلاح والعبادة, القرآن ما بيأثرش في قلوبنا ليه؟ عايزين نشوف القرآن اللي احنا بنسمعه اللوقتي أثر في ناس قد إيه؟ عشان نعرف إن احنا لازم نتأثر ولازم نتغير ياجماعه.
الإعجاز التغييري غير الإعجاز التأثيري
الإعجار التغييري في سورة الطور, مش الإعجاز التأثيري, التأثير غير التغيير, أنا ممكن أتاثر والتأثير يروح زينا كلنا, ولكن التغيير قدرة القرآن على إنه يغيَرك ويغيِرك ويقلب حياتَك, ويقلب حياتِك, ويغير الأمه كلها.
نماذج للإعجاز التغييري
النموذج الأول: إسلام جبير بن مطعم
يعني جبير بن مطعم لما كان لسه مشرك وذهب إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد غزوة بدر عشان يساوم النبي -عليه الصلاة والسلام- في فك أسرى بدر فدخل على النبي في المسجد النبوي -عليه الصلاة والسلام- والنبي بيصلي صلاة المغرب بسورة الطور، يقول جبير بن مطعم "فلما سمعت قول الله "إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ" الطور:7, فكأنما صُدع قلبي"، قلبي اتشق نصين "وما ظننت أني سأقوم من مقامي إلا وقد نزل العذاب", اتفزع، الآيه خلعت قلبه يا جماعة، في رواية ثانية: "حتى إذا سمعتُ قول الله "أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ" الطور:35، يقول: "فكاد قلبي أن يطير", قلبي كان هيتخلع من مكانه.
دا واحد كافر أسلم بسبب إن هو سمع سورة الطور، يعني سورة الطور أنقذت مصير واحد مشرك, يعني سورة الطور ممكن تخلي كافر يبقى مسلم، طب إنتَ عملت في قلبك يه؟ إنتِ عملت في قلبِك إيه؟
النموذج الثاني: مرض وتأثر سيدنا عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-
سيدنا عمر بن الخطاب وهو يمر فسمع رجل يقرأ بسورة الطور حتى قول الله: "إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِن دَافِعٍ" الطور 6: 7، فمرض عمر بن الخطاب، مرض أيام وعاده الناس رضي الله عنه يعني السورة يعني جسم سيدنا عمر ما استحملش، واقع الصدمه القلبية اللي حصل له لما سمع قوله تعالى: "إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِن دَافِعٍ " الطور 6: 7، يعني يا إخواني في الله يعني القرآن تخيلوا إن إنسان مرض لأنه سمع آيه, إنسان فرح لأنه سمع آيه, إنسان شُفي لأنه سمع آيه, إنسان..، إيه يا جماعة ده؟!.
سيدنا عمر بن الخطاب اتأثر بسورة الطور، ليه؟
والثأتير الرهيب ده حصل في قلبه ليه؟ لإنه هو أصلًا هو متصل بالقرآن على طول، إحنا ما بنتغيرش بالقرآن ليه؟ إحنا بنسمع معلومات إنما الإتصال اللي بيننا وبين القرآن، إنتِ قمتِ الليل امبارح بسورة إيه؟ إنتَ عايش بقلبك مع سورة إيه؟ لما يبقى القلب متصل مُتعرض للقرآن باستمرار هيلقط هيلقط، زي واحد حاطط المفتاح في كنتاك العربية والعربية قاعده المارش مش راضي يلقط، مش راضي يقلط، مش راضي يلقط، فجأة هيلقط، أهو ده اللي بيحصل مع قلوبنا قاعدين نعرض القرآن على قلوبنا ما بتلقطش، نعرض ما بتلقطش فجاءة هيلقط هتلاقي نفسِك بقى القرآن بيغير في حياتك.
النموذج الثالث: بكاء وتأثر أمنا عائشة -رضي الله عنها-
السيدة عائشة -رضي الله عنها- النموذج الثالث في الإعجاز التغييري لسورة الطور يعني أحد أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ذهب للسيدة عائشة كان عايزها في حاجه من الحاجات، ذهب إليها فوجدها تصلي وتبكي وهي تقرأ قول الله -سبحانه وتعالى-: "إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ" الطور 26: 28.
فقال طيب يعني قعدت طولت وتبكي وتقرأ التلات آيات دول وتقول وتعيد وتكرر فيهم، فقال طب أروح أشوف مشوار ليا فذهب إلى السوق وقضى حاجتة ثم عاد، يعني عدى بقى وقت طويل فوجدها لا زالت تقرأ وتبكي وتقول: "إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ" الطور 26: 28
يعني سورة الطور بسببها الرجال والنساء اتأثروا عمر وعائشة, سورة الطور بسببها الكفار أسلموا جبير بن مطعم، يبقى الإعجاز التغييري لسورة الطور، يعني عرفتوا ليه احنا عايزين نتدبر في السورة ياجماعة لإنها سورة إيقاظ للقلوب لإنها سورة بتعالج الغفلة، لإنها سورة بتزلز القلب.
مقاصد سورة الطور
ندخل اللوقتي في النقطة الثانية وهي مقاصد سورة الطور، مقاصد سورة الطور, سورة الطور مقاصدها إيه؟ عايزين نركز في النقطة دي جدًا جدًا جدًا لإن احنا إللوقتي في عام الحزن.
عارفين يعني إيه عام الحزن؟
سيدنا عثمان رضي الله عنه في فتح الباري يقول: " كنت أطوف مع النبي –صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر والرسول يدعوا في يدي أبي بكر" في مكه في عام الحزن، يقول: "وأميه بن خلف, وأبو جهل, وعقبه بن أبي معيط, جالسون يسبون النبي صلى الله عليه وسلم" يتعرضون للنبي -صلى الله عليه وسلم-، النبي عدى الشوط الأول قاعدين كل ما يعدي من عليهم يقوموا شاتمين النبي صلى الله عليه وسلم، الشوط الثاني يشتموه والشوط الثالث يشتموه، النبي ما بيردش ما بيبصش لهم -عليه الصلاة والسلام- "فلما جاء الشوط الرابع تعرضو له"، قاموا يضربوا النبي -عليه الصلاة والسلام- فكل واحد, يعني سيدنا عثمان مسك في واحد والنبي -عليه الصلاة والسلام- في واحد وسيدنا أبو بكر في واحد ويدافعوه لإنهم عايزين يضربوا النبي -عليه الصلاة والسلام-
يعني تخيلوا يا جماعه عام الحزن ده النبي بيُضرب في الحرم وهو يطوف -عليه الصلاة والسلام-، تخليوا لما النبي -عليه الصلاة والسلام- لمَّا كان يصلي عند المقام فجاء عقبة فخنقه بثوبه فوجب النبي صلى الله عليه وسلم بركبتية، النبي وقع أُغمى عليه فجاء أبو بكر يصرخ ويقول: َ"أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ" إسناده صحيح، وأخذ بضلع نبي الله محمد -عليه الصلاة والسلام-، شال النبي من كتفه، من ضهره كده يشد النبي من بين إيديهم، فقاموا سايبين النبي وقعدوا يضربوا أبو بكر كانوا هيقتلوا أبو بكر رضي الله عنه.
عام الحزن يا جماعة حاولوا يقتلوا النبي، عام الحزن حاولوا يقتلوا أبو بكر في الحرم، عام الحزن تعرضوا لضرب النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحرم وهو يطوف، في الجو ده تخيلوا بقى الصحابة بيؤذوا أد إيه، تخيلوا في الجو ده مطالب سورة الطور اللي نازلة في عام الحزن مطالبها إيه بقى بتطلب من الصحابة إيه؟ بتطلب من الصحابة إنهم يثبتوا عليه إيه؟
ركزا معانا يا إخواني في الله ركزوا معانا، عايزين نتخيل كده المطالب والمقاصد بتاعت سورة الطور هناخذ 7 مطالب و 7 مقاصد وهناخدهم على الباوربوينت إللوقتي بإذن الله -سبحانه وتعالى- ولكن أنا عايزكم تركزو معايا تركيز شديد جدًا قبل إيه؟ قبل ما نتعرض ونتعرف على مطالب ومقاصد سورة الطور بإذن الله -سبحانه وتعالى-.
المقصد الأول: الاهتمام بالأسرة
المقصد الأول الأسرة، الاهتمام بالأسرة, يعني إيه الاهتمام بالأسرة؟ "إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا" الطور:26، "فِي": دي للاندماج ما سبناش بيوتنا ما جرناش في الدعوه وسبنا بيوتنا، يارب أعنا على تربية أولادنا يارب، أعنا على تربية أزواجنا يارب، ما سبناش بيوتنا "إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ" الطور:26، "مُشْفِقِينَ": يعني خايفين من ربنا أوي مرعوبين, خايفين من ربنا.
المفروض لما الأخ لما ينطلق بقى، لما بيلتزم ويتدين بينطلق ويسيب مراته ويسيب بيته ويهمل في حق تربية زوجته، مافيش جلسة أسبوعية إيمانية بينه وبينها، مفيش مراعاة لدينها، أكبر كارثه إن في فترة زي عام الحزن أزمات رهيبة والدين محتاج تضحيات رهيبة ييجي الطعنه للأخ من ضهره، فجأة زوجته تقول له أنا مش مقتنعة باللي إنتَ بتعمله، من قال إن ده الدين، من قال إن إنتَ تنزل الوقت ده كله في الدعوة وتضحي التضحيات دي وتعرض نفسك للخطر، من قال إن دا الدين فتخيلوا يا إخواني بقى طعنه؛ عشان كده "إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا" الطور:26.
سورة الطور بتقول للصحابة اوعوا تسيبوا زوجاتكم، اهتموا بدين زوجاتكم لإنك لو طلعت وسبتها هتقوم شاداك ومنزلاك تاني، لازم تهتموا لزوجاتكم يطلعوا معاكم "فِي أَهْلِنَا" اوعوا بسبب الإنطلاق في الدعوة والإنطلاق في الدين والإنطلاق في الوصول إلى الله تسيبوا بيوتكم، فدا المقصد الأولاني وهو الأسرة وهو الأسرة، وهو الاهتمام بالأسرة.
المقصد الثاني: قوة الدعوة إلى الله
المقصد الثاني من مقاصد ومطالب سورة الطور يا إخواني في الله: الدعوة إلى الله، قوة الدعوة إلى الله، اوعو بسبب عام الحزن، اوعو بسبب تهديدات أهل الباطل، اوعو بسبب الضغوط النفسية اللي انتوا فيها، اوعوا بسبب المشاكل والإحباطات اللي انتوا بتتعرضوا ليها تبطلوا دعوة إلى الله، اوعوا تبطلوا دعوة؛ عشان كدا في سورة الطور بعد ما ربنا اتكلم عن النار واتكلم عن الجنة كلام كتير سبحان الملك, فجأة "فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ" الطور:29، "فَذَكِّرْ".
أذكر مين يارب؟ مافيش الآيات ما قالتش، "فَذَكِّرْ" طب امتى يارب أشتغل في الدعوة؟ الآيات ما قالتش، "فَذَكِّرْ" طيب أذكرهم بإيه يارب؟ ما إنت اتكلمت عن القيامة والنار والجنة؟ الآيات ما قالتش، كأن ذكرْ كل الناس، ذكرْ في كل وقت، ذكرْ بكل معاني الدين وبكل معاني فتح القلوب.
يبقى إذًا يا إخواني في الله "فَذَكِّرْ" الدعوة القوية، جبير بن مطعم زي ما أخدنا دلوقتي بيقول لك: "فكأنما صدع قلبي" لما سمع آيات الدعوة في سورة الطور بيقول: "وكاد قلبي أن يطير" ليه؟ لإن هو اتهز يبقى معناها إن الدعوة اللي مطلوب إن احنا نمارسها في الفترات زي الأيام اللي احنا عايشين فيها دي، زي أيام الحزن، اللي عاملة زي أيام الحزن بالضبط.
الدعوة لازم تكون في الفترة دي قوية جدًا ليه؟
لإن الأخ شغال 15 ساعة في اليوم، مشغول عن الدين، ماعدش فاضي إنه يسمع حد يكلمه عن الدين والشباب قدامه نص مليون موقع قذر مشغول، الناس الغفلة مضيعاها، الغفلة واكلة قلوبها، يبقى لازم الدعوة اللي تستنقذ الناس من ركام الغفلة ده تكون دعوة في غاية القوة، يكون الروح والحماس واليقين على وجه الداعي إلى الله وهو يكلم الناس عن الدار الآخرة، يبقى المقصد الثاني من مقاصد سورة الطور اوعى تبطلوا دعوة، يبقى المقصد الأولاني اوعى تنسى مراتك اوعى تنسى بيتك، اوعى تنطلق وتسيب بيتك، المقصد الثاني: اوعوا تبطلوا دعوة إلى الله، اوعوا تكفوا عن سبيل النصر والفتح والدعوة إلى الله.
المقصد الثالث: قوة العبادة
المقصد الثالث: العبادة، قوة العبادة, أنا عايز بس أقول لكم كدا آخر آيات في سورة الطور وربنا بيقول للنبي: "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ " الطور 48: 49، وعارفين إيه "حِينَ تَقُومُ" الطور:48؟ في بعض المفسرين قال: "حين تقوم لقيام الليل ابدأ الليل بالتسبيح"، في مفسرين قالوا: "حين تقوم يعني حين تقوم من مجلس الدعوة إلى الله مع الصحابة" خلصت دعوة يلا انطلق على العبادة والتسبيح، في مفسرين قالوا: "حين تقوم أي حين تقوم إلى الصلاة املأ صلاتك بالتسبيح"، في مفسرين تانيين قالوا: "وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ: يعني صلَّ، يعني املأ حياتك طلب، املأ ليلك ونهارك صلاة"، شوفوا كل المعاني دي "وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ" قيام الليل اقعد املأ الليل تسبيح "وَإِدْبَارَ النُّجُومِ" الطور:49، يعني صلاة الفجر أو جلسه الضحى اهتم بصلاة الفجر وجلسة الضحى، يبقى إذًا القوة في العبادة.
ليه القوة في العبادة؟
لإنك لو ماعبدتش ربنا هتنار في الواقع ده، لو ما عبدتيش ربنا هييجي لكِ إحباط قاتل لو ما اتصلتش بالله مصدر الثبات ومصدر الصمود مش هتقدر تكمل، مش هنقدر نكمل، هتبقى عامل زي عربية ماشية على الطريق مكسلة تدخل تمون في البنزينة، هتقف هتقف، فالإنسان اللي ما بيمونش في العبادة هيقف هيقف.
يبقى اوعوا تبطلوا، اوعوا تسبيوا بيوتكم وتنسوا زوجاتكم، اوعوا تبطلوا دعوة إلى الله بغاية القوة واليقين والثبات والصمود، اوعوا تقصروا في العبادة، اوعوا تستقلوا بقيمة العبادة، فيه أخوة على الفيس دي اللوقتي قاعدين يهؤوا على الفيس بوك يقول لك العبادة دي دروشة،
يعني هم بيقولوها بلسان الحال مش بلسان المقال إن بقى خلاص والدين والدعوة والعبادة وصلح قلبي وأدعوا لنفسي لإن هم بيعبدو ربنا، كفاية دروشة، إحنا عايزين حل لأزمة الأمة، يا عم ماشي أنا عايز أطلع الدور العاشر واحد يقول لي اطلع السلم أقول له كفاية دروشة لازم تجيب لي أسانسير أطلع بسرعة السلالم دي الطريق طويل وأقوم مكسر السلم، طب أنا مش هطلع مش هوصل لازم نقبل السلم في الطريق إلى التنفيذ.
المقصد الرابع: تربية الأطفال
المقصد الرابع من مقاصد سورة الطور وطلبات سورة الطور العظيمة رغم آلام عام الحزن يا جماعة وهي في تربية الأطفال، تربية الأطفال ودا عنصر مخصوص بقى "أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ" الطور:21، يعني ربنا بيتكلم هنا عن ناس اهتموا بأولادهم أوي في الدنيا ولكن رغم الإهمتام الرهيب الواقع الفاسد والمدرسة الفالتة والإعلام الفاسد والصحبة الفاسدة والشارع الفاسد مقدرش إنه يسيطر على ولاده أو يطلعهم زي ما هم عايزين فطلعوا ناس كويسين بسبب تربيته ليهم بإذن الله وبرحمة الله ولكن ما طلعوش بالمستوى اللي هو عايزه فربنا من رحمته به بيقول: "أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ" الطور:21، إنت زي ما تعبت في الدنيا علشان دينهم أنا مش هحرمك منهم في الآخرة وهرفعهم في الجنة لمقامك علشان إنت تعبت معاهم في الدنيا، عشان إنت بذلت معاهم مجهود في الدنيا، يبقى تربية الأطفال.
علشان كده بعض المفسرين قال في قول الله "وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ" الطور:25، قالك أقبل مين؟ قالك لما بيدخل الجنة يلاقي ولاده وأحفاده وأحفاد أحفاده وأحفاد أحفاد أحفاده فهو مش عارف كل دول جم إزاي، فيبدؤوا بقى فرحانين يقعدوا قاعدة عائلية بقى كل واحد يقول للتاني هو إيه اللى عمله علشان ييجي هنا، يعني ربنا مدخل معاه ذريته كلها كلها علشان كده "أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ" الطور:21.
فيه قراءة ألحقنا بهم ذرياتهم.
يعني إنت عارف كده لما في سورة الكهف ربنا -سبحانه وتعالى- "وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا" الكهف:82، بعض المفسرين قال الجد السابع الجد السابع يعني يا إخوانا كان مهتمين بتربية أولادهم وبتنشئة أحفادهم، كانوا مهتمين فكانت النتيجة إن الأسرة اتلمت في الجنة؛ علشان كده فيه بعض المفسرين "قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ" الطور:26، قالوا مشفقين على أولادنا، مشفقين أي مرعوبين على أولادنا، أنا مرة أخ من إخواني بيقول جيت أنام افتكرت ابني تخيلت ابني كده ونار جهنم ماسكة فيه اتفزعت قمت قعدت أصلي للفجر وأدعي لابني إن ربنا يهديه وأدعي لابني إن ربنا ينشئه نشأة صالحة، فتربية الأولاد.
كارثة "الملتزمين في غيبوبة"
الكارثة إن الملتزمين عايشين في غيبوبة، بيتهيألهم إن ابن الملتزم هيطلع ملتزم بالوراثة فالإخوة بتتصدم لما بتكبر وتلاقي ولادها طلعوا فاسدين، ابن الملتزم يا إما يطلع أفسد من الشاب العادي يا إما يطلع أعظم التزامًا من أبوه، يعني ابن الملتزم ده ممكن يبقى مشروع إمام لو اتربى صح وممكن يبقى مشروع يعني فاسق -والعياذ بالله- لو اتساب، يبقى مفيش حاجة اسمها ابن الملتزم ملتزم بالوراثة، كثير من الدعاة كثير من الإخوة بيتصدم في ولاده إن هما ماطلعوش زيهم ليه؟ لإنهم مااهتموش بيهم.
من مشاكل المسلمين في الغرب إن ولادهم بيطلعوا بيتأثروا بالمجتمع فمش عايزين يصلوا فيبدؤوا يشدوا على ولادهم في الصلاة يحصل اصطدام يوصل للحكومة يقولك فيه ناس بتمارس ممارسات عنيفة على الأطفال علشان تجبرها على الصلاة.
يبقى الحل التربية يا جماعة الحل هو التربية السليمة، الحل إن احنا نتعب مع ولادنا، نكدح مع ولادنا، يبقى ده المقصد الرابع اوعوا تنسوا ولادكم اوعوا، يبقى اوعوا تنسوا أسركم وزوجاتكم، اوعوا تبطلوا دعوة قوية بيقين وصمود، اوعوا تضعفوا في العبادة لإن دي زادكم، اوعوا تقصروا مع أولادكم، هتندموا ندم عظيم.
المقصد الخامس: الحياة الاجتماعية
الحاجة الخامسة يا إخواني في الله: الحياة الاجتماعية، من مقاصد سورة الطور، إللوقتي عام الحزن ده ميتم، الصحابة كلهم حزانى مهمومين مغمومين، نفس اللوقتي كده إخوانا في السجون والواقع صعب والشباب مش عايز يسمع كلام عن ربنا والإعلام فاسد والدنيا سودا، الدنيا سودا ففي الوقت اللي زي ده ممكن مثلًا تيجي مثلًا تتفسح ييجي واحد يقولك إنت لك نفس في الجو ده تتفسح؟! لا ده من مقاصد عام الحزن ومن مقاصد سورة الطور الحياة الاجتماعية، لو الملتزمين جالهم اكتئاب بسبب الواقع فمارضوش يطلعوا طلعة ساحلية مع بعض، طلعة ساحلية في الجو ده في الظروف دي؟! أيوه، مارضوش إن هما يعملوا عمل اجتماعي، يعني أنا و3 من إخواني مثلًا بزوجاتنا نقوم طالعين مثلًا طلعة ساحلية أو مثلًا أنا وبعض إخواني من الدعاة نعمل ماتش كورة مثلًا أو بعض إخواني من الإخوة طلبت مثلًا طلبت التربية إن يا جماعة إن مثلًا نعمل حفلة شوي للإخوة في المنطقة بتاعتنا، كل أخوة منطقة أو قرية كل شهر كده يعملولهم عمل اجتماعي مع بعض، عمل إجتماعي في الظروف دي؟!
يا إخوانا الأعمال الاجتماعية هي أخطر سبيل لوصل الصف ولاستمرار الترابط
يا عم أنا كنت طالب في الكلية مش عايز أتفسح شاب ومنطلق ومتحمس مش عايز أتفسح، أنا عايز أطلب علم، أنا عايز أتربى، أنا عايز أشوف ديني، أنا عايز أرتبط بالقرآن، أما كبرت واتجوزت والأيام عدت الواحد بقى مايقدرش يكمل من غير ما يرفه عن نفسه، لازم يكون فيه حاجة كده لازم يكون فيه حاجة تخفف الهموم عن الإنسان، شوية مع عبادة ربنا طبعًا، فالوقتي أنا لقيت الملتزمين مابيطلعوش يتفسحوا النتيجة إيه؟ النتيجة إن أنا أدور على الفسحة مع غيرهم.
يبقى لازم يا جماعة يبقى فيه حياة اجتماعية بينا تعمل الترابطوالترابط هيجيب إخوة والإخوة هتجيب تعاون وشغل وتربية والتعاون والشغل والتربية هيجيبوا تمكين وفتح، الأعمال الاجتماعية إذا غابت من الواقع الإسلامي سيُدمر الواقع الإسلامي.
من الغباء والسذاجة استنكار الحياة الاجتماعية بين الإخوة
ومن الغباء ومن السذاجة ومن عدم الفهم إن فيه أخوة تستنكر على الأخوة اللي بتعمل أعمال اجتماعية، انتوا في إيه، الواقع في إيه وانتوا في إيه؟! يا بني دي ضرورة حياة، ده ربنا أهو نص سورة الطور بيتكلم عن الحياة الاجتماعية في الجنة، إزاي يا إخوانا
علشان كده "وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ" الطور:25، يعني إيه "يَتَسَاءَلُونَ"؟ يعني الاتنين مش عارفين يعني أنا لو دخلت مثلًا ربنا يرزقنا الفردوس الأعلى يارب لقيت مثلًا يعني يارب حد من مشايخنا في الفردوس الأعلى بسبب تضحياته وعلمه ووو والله حسيب الجميع.
إنما معنى "يَتَسَاءَلُونَ" إن الناس دي مش عارفة بعض أصلًا، مش عارفة بعض فلما اتقابلوا صالحي كل العصور اتقابلوا مع بعض وصالحي كل القارات اتقابلوا مع بعض فلما اتقابلوا بدأ يتعرفوا على بعض في الجنة جلسات تعارف ديني، جلسات تعارف ديني اللي احنا بنعملها في عمرة التربية، جلسات تعارف إيماني بينهم وبين بعض.
الأعمال الاجتماعية من نعيم الجنة
يبقى إذا كان من نعيم الجنة التعارف، إذا كان من نعيم الجنة الحياة الاجتماعية، ليه مانخدش النعيم ده في الدنيا ونقرب بينا وبين بعض.
الحياة الاجتماعية يا إخوانا لازم إخوة كل منظقة، إخوة كل قرية، إخوة كل دفعة يبقى ليهم عمل اجتماعي شهري مع بعض يعيشوا الأخوة والتعاون طول الشهر على حس هذا العمل بإذن الله -سبحانه وتعالى-، لازم نفهم إن الأعمال الاجتماعية دين ولازم نفهم الأعمال الاجتماعية دية منهج قرآني نبوي حتى في سور عام الحزن، سورة الطور دي من سور عام الحزن يعني قمة الهم بس لازم تكمل وتستمر وإلا نقع.
المقصد السادس: الاستمرار والثبات
المقصد السادس بعد الأعمال الاجتماعية يعني بعد قوة الأعمال الاجتماعية الاستمرار والثبات، سورة الطور بتقولك اوعى تبطل استمرار، يا جماعة الاستمرار ده دين النبي -عليه الصلاة والسلام-، شاب شعره بسبب قول الله "فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ " هود:112 في سورة هود، استمر كلمة استمر دي شيبت النبي -عليه الصلاة والسلام- العلماء قالوا اللي شيب النبي في سورة هود "فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ"
الاستقامة، الاستمرار ده الدين أصلًا، عشان كده لما الرجل قال للنبي -عليه الصلاة والسلام- "قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرك" قولي حاجة مسألش حد بعدك عنها في الإسلام، قال: "قل آمنت بالله" دي تدخل بها الدين، "ثم استقم" صحيح مسلم, يعني النبي جمع الدين كله في الاستقامة.
مقامك عند الله
يعني إنتِ عايزه تعرفي إنتِ إيه عند ربنا، إنتِ عايز تعرف إنتَ مقامك إيه عند ربنا؟ على أد الأعمال الثابتة في حياتك، إيه؟! آه مش على أد الفرقعات، مش على أد العمل اللي عملته مرة ونسيته، على أد الأعمال الثابتة، إنت ليك ورد عبادة ثابت،
إنتِ ليكِ ورد دعوة ثابت، إنتَ ليك درس بتحضره ثابت، إيه الثوابت الدينية؟ إنتِ ليكِ جلسة مع زوجك إيمانية ثابتة؟ إنتَ ليك جلسة مع ولادك ثابتة؟ إنت بتروح تحفيظ قرآن بصورة ثابتة؟ إنتَ بتنزل جولة في ميعاد ثابت أسبوعيًا، إنتَ ليك ورد قيام ليل ثابت؟ إنتَ ليك ورد طلب علم بتذاكر ساعة يوميًا ثابت؟
سبب وقوع الأعمال الدينية
الحاجات اللي إنت ثابت عليها هي دينك، يبقى الدين هو الاستمرار يا جماعة؛ علشان كده بيقولوا "أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ" الطور:30 أي قواطع الدهر، بكره يحصله شوية مشاكل وانشغالات وخلاص بقى يخلصنا، بكره يحصله شوية ظروف بقى يطلق مراته، عيل من عياله يموت، عيل من عياله يمرض، يحصله مشكلة مادية يفتقر، هو نفسه يمرض يتشغل بقى عننا بقى، هما دي صورتهم عن أهل الدين إن أهل الدين لما يحصلهم ظروف هيسيبوا.
الكلام ده صح يا جماعة، 99% من الأعمال الدينية وقعت بدون تدخل من أي حد من أهل الباطل، وقعت بسبب إن الإخوة اللي ماسكة العمل اختلفت مع بعض، وقعت بسبب إن الأخ مرض فقام ساب كل حاجة وقعت بسبب إن الأخ حصله ظروف مادية قام قلب الترابيزة وطلع يجري يشتغل شغلانتين تلاتة علشان يعوض النقص الطفيف اللي حصل في دخله، وقعت بسبب إن الأخ مثلًا حصله ظروف في بيته أو مثلًا حصل مشاكل بينه وبين مراته نفسيته قفلت ماعدش ليا مزاج.
الدين مش بمزاج
هو يا بني علاقتك بربنا بمزاجك؟! هو علاقتك بربنا طالبة معاك ولا مش طالبة معاك، هي علاقتك بالجنة هو الطلب للجنة بيتأثر بعوارض الدنيا، يا إخوانا اللي دينه هيتأثر بالعوارض عمره ما هيوصل لحاجة، يا إخوانا اللي دينه هيقف مع كل مطب في الطريق عمره، المطب ممكن يخليك تهدي إنما لو خلاك تقف إنت عمرك ما هتوصل، يبقى خد المطب على الهادي ولكن دوس بنزين بعدها.
يبقى قضية "أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ * قُلْ تَرَبَّصُوا" الطور 30: 31، ولاده ماتوا وكمل، مراته ماتت وكمل، جاع شهور ورا بعض لا يجد إلا رديء التمر وكمل -عليه الصلاة والسلام- ربط الحجر على بطنه من الجوع وكمل "قُلْ تَرَبَّصُوا" ده إنتوا تنسوا، "فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ" الطور:31 ده إنتوا اللي ربنا ينتقم منكم في دنيتكم قبل آخرتكم بسبب ما تفعلونه معي.
شرح المقاصد على الباوربوينت
يبقى تعالوا بقى نشوف على الباوربوينت كده ونكمل العناصر بتاعتنا واحنا ماشيين زي ما إنتوا شايفين قدامي مقاصد ومطالب سورة الطور العملية رغم آلام عام الحزن
1-الأسرة: قال تعالى: "قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ" الطور:26، يعني واحد عايش في وسط أهله، إنسان لم ينفصل عن بيته شوف يا جماعة لإن في هذه الفترات الحرجة كعام الحزن من كارثة أن تنفصل عن بيتك لتنغلق في الدين، تنسى تربية زوجتك وولادك، أخطر ما يحدث وقتها إن الأخت تقوم متمردة وتقولك أنا مش مستحملة الحياة دي تقوم موقعاك.
2- المقصد الثاني: الدعوة إلى الله: قال تعالى: "فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ" الطور:29 اوعى تتأثر بكلامهم، كمل خلي عندك صمود، اوعى تفتح برامج التوك شو وتحرقلك دمك وتتشغل بالرد عليهم على الفيسبوك وتنسى جهد الدعوة إلى الله وبعد كلمة ذكر بقى النص التاني من السورة طوفان رد على الشبهات اللي داخل القلوب واللي ضد الإسلام لدرجة إن جبير بن مطعم قال إيه "كاد قلبي أن يطير" لابد من الدعوة القوية كما في سورة الطور.
3-المقصد الثالث العبادة: شوفوا معايا بقى الشيت ده بقى قال تعالى: "وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ " الطور 48: 49، زي ما قلتلكم مطالب تعبدية عالية جدًا .
4-المقصد الرابع الحياة الاجتماعية: "وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ" الطور:25، معنى يتساءلون أن هؤلاء الداخلين للفردوس اجتمعوا من كل الدول وكل العصور فلا يعرف بعضهم بعضًا لذا علشان يتساءلون محدش عارف إيه عمل التاني اللي دخله؟ لذا تصور الآيات مجال التعارف الاجتماعي فيما نسميه تعارف الديني، الإخوة يقعدوا مع بعض كل واحد يقول للتاني أنا شغال في الثغر كذا، أنا قصة التزامي كذا، يتعرفوا بقى على بعض، أنا نفسي ربنا يفتح عليا في كذا، أنا فعليًا إللوقتي بحفظ قرآن وبعمل كذا.
تعتبر من مقاصد السورة الحياة الاجتماعية بين الملتزمين والتعارف الاجتماعي والديني بين الملتزمين وده مش تضييع وقت يا جماعة والدعاة اللي بيستخسروا أوقاتهم في الحياة الاجتماعية مع الإخوة بيضيعوا الإخوة لإن الأخ بيطلع يظن بقى إن علو الهمة إن أنا ماليش دعوة بالأعمال الاجتماعية لإن الداعية اللي أنا بسمعه ما بيمارسش أعمال اجتماعية يبقى الدعاة يجب أن يشاركوا الإخوة في الأعمال الاجتماعية خلاص دي بقى بعض آيات الحياة الاجتماعية في السورة .
5-المقصد الخامس تربية الاطفال: "أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ" الطور:21 فمن الله على آبائهم حتى لا يحزنهم بإلحاق أولادهم بهم في المقامات العلى من الجنة.
6-المقصد السادس الأخوة: هي دي كلمة واحدة اتكتبت في الباوربوينت كده وماتشرحتش ولكن الأخوة فين؟ لما ربنا قال "مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم" الطور:20، "مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ" اللي هي جلسات الأخوة بقى هما قاعدين على عروش الملك "إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ" الحجر:47، بيتكلموا مع بعض فربنا جاب الأخوة النص التاني من الآية "وَزَوَّجْنَاهُم.." الطور:20، يعني التزويج جه بعد الأخوة يعني نعيم الأخوة في الله أعظم من لذة الزواج من الحور العين يعني إيه يا جماعة؟
لو إنت خُيرت بين ملكة جمال العالم إللوقتي تبقى زوجتك حليلة لك وبين جلسة أخوية مع إخوانك، جلسة أخوية مع إخواتِك، الجلسة الأخوية أعظم إزاي الكلام ده، إنت بتقول إيه يا شيخ؟! يا حبيبي لإن الأخوة في الله دية ارتباط بالله أصلًا، أنا ماحبتكش غير علشان ربنا فده نعيم روحي إنما النكاح ده نعيم مادي نعيم مادي إلا بقى لو هتتزوج ملكة جمال العالم بس هتبقى بينكم وبين بعض حب في الله يبقى إنتوا جمعتوا الحب في الله مع النعيم المادي يبقى كده جمعت الحسنيين ماشي يا عم ولكن إن الأُخوة على فكرة ده مش في سورة الطور بس ده في سورة الواقعة "عَلَىٰ سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ* مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ" الواقعة 15: 16, الإخوة بعد كده "وَحُورٌ عِينٌ" الواقعة:22, الحور العين يعني الإخوة بتذكر في القرآن قبل الزواج يبقى الأُخوة.
7-المقصد السابع الثبات والاستمرار: قلنا بقى إيه "أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ" الطور:30، في الآخر أي ملتزم تحصل له مشكلة مالية أو اجتماعية أو مشكلة كبيرة يبتعد عن الدعوة وحضور الدروس ويبدأ يابني بتموت نفسك ليه أُمال هتشحن قلبك بإيه؟ حتى تصبح فترة نشاطه السابقة مجرد ذكريات فهل أنت من هؤلاء؟
لذا كان الرد الحاسم:-
1- "قُلْ تَرَبَّصُوا" الطور:31، انسوا مهما حدث مش هنسيب الدروس، مهما اتخنقتِ جالك ظروف اتشكالتِ مع جوزك، طلقت مراتك، حصلك مشاكل ربنا يحفظنا ويعافينا يارب، اوعى تسيب الدرس الثابت، اوعى تسيب الجلسة الإيمانية مع إخوانك في منطقتك الثابتة، اوعى تسيب الأعمال الاجتماعية مع إخوانك، اوعى تسيب ورد العبادة بتاعك، اوعوا يا جماعة، يا جماعة مفيش حد بيكمل وده اللى مضيعنا والدين هو الاستمرار.
2- "فَإِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُتَرَبِّصِينَ" الطور:31، أنتم الذين لن تكملوا الطريق بسبب عقوبات الله لكم.
يبقى السورة اتكلمت عن تربية أسرة، دعوة قوية، عبادة قوية، حياة اجتماعية، تربية أطفال، أخوة، استمرار وثبات يبقى سورة الطور أشبه بالقطار المكون من عربيات، أدي عربيات القطار أهيه هناخد بقى بعد شوية إن شاء الله مقدمة القاطرة اللي هتشيل القاطرة دي كلها.
الإعجاز التغييري في سورة الطور
آخر مشهد بقى نراجع بقى في شيت واحد بس الإعجاز التغييري في سورة الطور، سبب إسلام جُبير بن مطعم، سبب مرض عمر بن الخطاب، سبب بكاء السيدة عائشة لمدة ساعات يعني معناها سورة الطور السورة اللي عملت كده قادرة إنها تقلب حياتك وتغير حياتك ولكن لو سلمنا قلبنا بجد لآياتها.
الترابط الموضوعي في سورة الطور
ده العنصر الجديد بقى اللي إحنا هنتكلم عنه دلوقتي بإذن الله -سبحانه وتعالى-، يعني إيه الترابط الموضوعي؟ يعني موضوع السورة يعني يا جماعة دا من أنواع إعجاز القرآن، إن السورة مهما كانت طويلة زي سورة البقرة تلاقيها بتتكلم عن موضوع واحد، وكل آياتها بتلف حوالين الموضوع ده، زي الخيط اللي بيربط كل حبات السبحة بالظبط.
الترابط الموضوعي لسورة الطور، سورة الطور بتتكلم عن إيه؟
تعليق