السؤال:
فضيلة الشيخ حفظك الله هذا سائلًا يقول اعتاد بعض الناس الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
فما حكم ذلك وجزاكم الله خيرًا؟
إجابة الشيخ:
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بلزوم كتبه كتاب الله وسنتهِ -عليه الصلاة والسلام- فلا يجوز لأحد أن يسن للناس أمرًا
إلا إذا دل دليلًا من الكتاب والسنة عليه والاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يدل دليل الكتاب والسنة وهدي السلف عليه
بل إنه بدعة محدثة ولم تقع حتى في القرون المفضلة وهذا أمر واضح حديث إن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياتهِ كلها بأبي وأمي
ما دعا أمته إلى أن تحتفل بيوم مولده ولم يدعهم إلى أن يحتفلوا بيوم بعثته ولم يدعهم بيومٍ غير يومين هما يوم عيد الفطر وعيد الأضحى.
فلا يجوز لأحد أن يدعو الناس إلى عمل في دين الله وشرع الله لم يأذن الله عز وجل به ولم تقم عليه أدلة الكتاب والسنة على إثباته
فهذه بدعة محدثة وينبغى للمسلم أن يتقي الله عز وجل وعلينا أن نعلم أن محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-
الصادقة تكون بالعلم بسنتهِ والعمل بها والدعوةِ إليها وتحبيب الناس في اتباعه -عليه الصلاة والسلام-
وأن هذا الذي يرضيه -عليه الصلاة والسلام- أن يكون المسلم على ما كان عليه -عليه الصلاة والسلام- في شأنهِ وأمره
ولا يعمل أمرًا إلا وله دليل من كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وحجة يلقى الله بها قال -صلى الله عليه وسلم-
فيما صح عنه: "مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" صحيح مسلم
وكون هذا حدثًا لأنه يعتقد أنه طاعة وقربة ويعتقد أنه يتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مرت عليه
في سنوات بعثته -عليه الصلاة والسلام- ثلاثهً وعشرين عامًا تمر عليه ذكرى مولده، هل قال لأصحابه أنا ولدت يوم كذا وكذا
فافعلوا كذا أو اصنعوا كذا أو خصوا هذا اليوم بشيء؟
أبدًا بل قال -عليه الصلاة والسلام- في يوم الاثنين ذاك يوم ولدت فيه وأحب أن أصومه ولم يخصص يوم مولده بعينه،
إنما جعل اليوم عمومًا وجعل الفرح بهذه النعمة بصيام هذا اليوم،
فحيان إذًا نقول إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شرع لنا هذا الأمر ولم يشرع لنا أمرًا زائدًا عليه..
فالذي ينهى الناس عن هذا الأمر الزائد ليس مخالفًا لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وليس كما يقول البعض أنه لا يحب النبي
-صلى الله عليه وسلم بل إن من ينهى عن مثل هذه الأمور ألزم لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وألزم لاتباعه -عليه الصلاه والسلام-
فهذا دين يتبع فيه هدي الكتاب والسنة لأنه لا يجوز أن يتقرب إلى الله عز وجل إلا بما شرع،
فمادام أن هذه الموالد تفعل قربة بقصد القربة
وأعظم ما يكون إثمُها إذا زرع الإنسان ذلك في غيره وحببه فيه ودعا إليه وجادل عنه وأخذ يسوق الحجج الواهية على تقريره
وإثباته والتشنيع على مَن خالفه وأن مَن خالفه لا يحب النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا يعظمه
ولقد أدركنا علماء أجلّاء محبين للسنة نحسبهم مُعلمين لها ومع ذلك كانوا أشد ما يكونون إنكارًا لهذا الأمر
نسأل الله بعزته وجلاله أن يعصمنا من الزلل وأن يوفقنا في القول والعمل والله تعالى أعلم.
تعليق