تفريغ درس "روشتة علاج" // مفهرس

[إيمان عيد]

حياكم الله الإخوة الكرام والأخوات الكريمات
يسر فريق التفريغ بشبكة الطريق إلى الله
أن يقدم لكم
من سلسلة "الشباب مشكلات وحلول"
روشتة علاج
لفضيلة الشيخ: على قاسم


الحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم، ثم أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها
وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة وكل ضلالةٍ في النار، أعاذنا الله تعالى وإياكم من شر البدعة والضلالة والنار آمين،
ثم أما بعد:
أيها الإخوة الكرام أسأل الله جَلَّت قدرته باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى،
أن يحفظنا وأن يحفظكم وأن يحفظ علينا ديننا جميعًا هو ولي ذلك والقادر عليه ومولاه ولا يقدر عليه غيره هو ولي ذلك والقادر عليه.

رسالة إلى أخي المنتكس.. إليك يا مَن حِدْتَ عن الطريق
أيها الإخوة الكرام رسالةٌ إلى منتكس، نسأل الله جَلَّت قدرته باسمه الأعظم أن يقينا وإياكم الارتكاس والانتكاس
هو ولي ذلك والقادر عليه ومولاه ولا يقدر على ذلك غيره هو ولي ذلك والقادر عليه،
نعم ترددت كثيرًا أن ألقي هذه الكلمات إليك عبد الله؛ ربما لأنك غبت عنا غيبةً ليست بالقصيرة،
وربما لأنني لم أصادف كثيرًا من هؤلاء، فكثيرٌ من المنتكسين يهربون من لقائنا ومن لقاء إخوانهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
ولهذا أردت اليوم إن شاء الله تبارك وتعالى أن أوجه رسالةً إلى كل من حاد عن الطريق
أسأل الله أن يثبتنا على الحق وأن يمسكنا به حتى نلقاه هو ولي ذلك والقادر عليه.


أقول أخي يا من ابتعدت عن الصحبة الصالحة، يا من هجرت المساجد والصلوات، يا من اتبعت شياطين الإنس والجن،
يا من تشرب المخدرات، يامن تعاكس النساء، يامن ترى الأفلام الإباحية، يا من ارتكبت الكثير من المحاذير الشرعية،
ما الذي حداك إلى الابتعاد عنا؟ هل أغضبك منا أحد؟ يا أخي هل نسيت أننا بشر؟ هل تظن أننا ملائكة؟
يا أخي هل يكون عقابنا إن أخطأنا عليك أو أخطأ أحدنا عليك أن تعاقبنا جميعا بالابتعاد عن الطريق المستقيم؟.



أخي إنني أناديك وأقول يا أخي لأن أُخُوَّتك باقية ألم يقل الله: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" الحجرات:10
نعم أخي وحبيبي وعزيزي إن ابتعادك عنا أمرٌ يزعجنا، سبحان الله أأغراك منظر النساء فسلب عقلك وأضعف إيمانك!
أغرتك المخدرات فأضعفت يقينك؟ أخي كم ستتمتع بهذه الزخارف؟ كم سيسعدك البعد عن خالقك؟ سنة؟ سنتين؟ عشر
سنوات؟ ثم ماذا؟ إن مصيرك إلى الموت فهل تحب أن تلقى الله عاصيًا له؟!
شتان بينك وبين من لاقى الله تعالى بعد حياته الدنيا وهو مجاهدٌ في سبيل الله، شتان يا عبد الله بين من جاد بنفسه
ومن جاد بفؤاده ومن جاد بوقته وبينك أنت يا من ابتعدت عن طريق الرحمن، سبحان الله! أخي هل يريد هؤلاء شيئًا لا تريده؟
إنك تريد ما يريدون ولكنهم عملوا للحصول على ما يريدون فَلِم لم تعمل أنت ذلك؟
أخي أنسيت أنك كنت تتمنى أن تكون داعيةً صالحًا مصلحًا، أو عالِمًا موجهًا أو مجاهدًا شجاعًا؟ فأين ذهبت هذه الأمنيات؟
أتُراك تتمناها الآن أم يا ترى ماذا تتمنى الآن؟


أنسيت يا أخي عندما كنت تقول لي: إن صداقتنا ستدوم إلى يوم القيامة؟ ألم تقل لي إنها أخوةٌ في الله؟
ألم يقل الله: "الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ" الزخرف:67، يا ترى هل تظن أن صداقتنا ستدوم؟
إذا كانت لم تدُم في الدنيا فكيف ستدوم في الآخرة؟!


أخي وصديقي أذكرك بقول الله: "وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" البقرة:211
أخي ألا ترى أنك بانتكاسك قد بدلت نعمة الله عليك، نعم بدلت نعمة الالتزام، بدلت نعمة الإيمان،
تركت طريق الرحمن، الله أكبر، نعم، سبحان الله، سبحان الله! يا أخي ألا تذكر أن الذين ارتدوا على أدبارهم
فتركوا طريق الطاعة لله من بعد ما تبين لهم الهدى ستضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم..



أخي لا تستصعب الرجوع إلى الحق، فالرجوع ينفعك أنت وتأكد أن الله سيفرح بك وبتوبتك وإنابتك إذا أنت عدت إلى الله،
إذا أنت رجعت إلى الله، أخي ألم تسمع قول الله:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" الزمر:53.
يا أخي من قال لك إنه لا تقبل توبتك إلا إذا رجعت إلى أصدقائك السابقين؟ لا بل تب إلى الله
وبإمكانك أن تلتحق بغير أصدقائك القدامى إذا كنت تخجل منهم، المهم أن ترجع إلى طريق الحق،
إلى مرضاة الله، المهم أن تعلم أنَّ الله يحبك ولهذا أرسل إليك هذه الرسالة على لساني.


أخي أخي أرجو أن تتقبل مني نصحي، وأرجو ألا تهمل كلماتي، وأرجو ألا تظن أنك الآن فائز،
بل والله إن أنت أقمت على ما أنت عليه فأنت من جملة الخاسرين، أخي اجتهد أن تتعرف على ما ينفعك في دينك ودنياك وأُخراك،
وارجع إلى الله تعالى، واطرق بابه وإن زللت وإن أكثرت الزلل فإن من أدمن طرق الباب كاد أن يلج،
قال –صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ تابَ قبلَ أنْ تطْلُعَ الشمسُ مِنْ مَغْرِبِها، تابَ اللهُ عليْهِ" صحيح مسلم.


الخطوات العملية لدعوة كل مَن انتكس
ما الخطوات التي ينبغي أن نفعلها في دعوة أخٍ منتكس؟ أرجو أن ننتبه إلى هذه الخطوات وهي تمثل الخريطة العملية إن شاء الله تعالى
التي تنفع كل أخٍ من إخواننا تألم لانتكاس أخٍ من إخوانه أو صديقٍ من أصدقائه أو شابٍ من شبابه،
أول شيءٍ تفعله أيها الأخ المربي إذا أردت أن تصلح نفسك وإخوانك..

أولًا: التثبت والتحقق من أنه انتكس فعلًا
أولًا: التثبت، التثبت والتبين، لابد وأن تتثبت أن فلانًا هذا قد انتكس، لازم تتأكد إن فلان قد بَعُد عن الطريق،
على الأقل بطريقة ظاهرة ماعدش بينزل المسجد، ماعدش بيحافظ على الصلاة، بقى بيشرب سجاير، ممكن يكون حلق لحيته،
عمل حاجات ظاهرة كتير -خد بالك- تؤدي لانتكاسه، ارتداده، بُعده، ولا أقصد والعياذ بالله ارتداده
يعني الكفر علشان بس المسألة تبقى واضحة، ارتداده يعني ترك الطريق الذي كان عليه، ماشي يا إخواني؟ يبقى دي نقطة مهمة جدًّا..

دي نقطة مهمة إن يبقى فيه تثبت، واخد بالك؟ علشان ماترميش أخوك بالباطل، وهذا أصل من أصول الشريعة،
قال الله تبارك وتعالى: "وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ" النور:16
"وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ" فلا ينبغي أن يتكلم الإنسان بأي كلامٍ فارغ، بل ينبغي أن يكون مجتهدًا
وأن يكون عالمًا بما يقربه من الله عز وجل، لهذا قال الله تبارك وتعالى:
"يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" النور:17 فالإنسان إذا أراد أن يصل إلى الله
وأن يقترب منه سبحانه وتعالى فلابد وأن يكون محسنًا، ولابد وأن يجتهد غاية الاجتهاد أن يكون متثبت من المعلومة التي يعرفها،
لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-:"بِئسَ مَطيَّةُ الرجلِ زَعَموا" حسنه الألباني، فلا يجوز لنا أن نتهم إخواننا إلا أن نكون مستيقنين
مما نقول يبقى دي رقم واحد.

ثانيًا: اجعل هدفك هداية الناس وليس التجسس عليهم وتتبع عوراتهم
طيب الأخ معليهوش علامات انتكاس ظاهرة، هل من الممكن لو أنا عرفت إن الأخ ده
بيعمل حاجة وِحْشَة مثلًا بينه وبين الله في الخلوات وليكن مثلًا بيتفرج على أفلام جنسية،
بيدخل مثلًا على مواقع إباحية عن طريق النت، هو قاعد لوحده مثلًا فمن باب حب الفضول أو كذا
دخل أو من باب ضعف الإيمان أو تعلق الشهوة بالقلب فعمل كده، السؤال هل أتولى أمره؟
وهل أجتهد غاية الاجتهاد في النصح له؟..


نعم ولكن بطريقٍ غير مباشر، ولا يكن هدفك أبدًا أن تتبع عورة إخوانك هذه مسألة مهمة جدًا،
هذه مسألة هامة جدًا إنه لا يجوز لك أن تتبع عورة إخوانك؛ لأن هذا مخالفٌ للشريعة،
وقد ورد النهي في القرآن عن التجسس صراحةً، قال الله عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ
وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" الحجرات:12.
وقال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" النور:19،
فلا يجوز لمسلم أن يتتبع عورة إخوانه، وإلا فإنه قد وقع والعياذ بالله في هذا الإثم الذي ذكرنا آنفًا،
والنبي –صلى الله عليه وسلم- يحذر من هذا الأمر فقال –عليه الصلاة والسلام- كما عند أبي داوود وأبي يعلى
وصححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:
"يا مَعْشَرَ مَن آمن بلسانِه ولم يَدْخُلِ الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمينَ، ولا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِم، فإنه مَن تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيه المسلمِ،
تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَه، ومَن تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَه، يَفْضَحْهُ ولو في جوفِ بيتِه" حسنه الألباني..
يفضحه ولو في جوف بيته، فأرجو من إخواننا أن يكونوا على هذا الخلق، وعلى هذه المسئولية؛ حتى لا يقعوا في الإثم،
وهم لا يدرون عياذًا بالله تبارك وتعالى.

ثالثًا: لا تشمت بأخيك المنتكس بل احمد الله على المعافاة وادعُ له بالهداية
ثالثًا: إياك ثم إياك أن تشمت بأخيك المنتكس لا تظهر الشماتة به فقد يعافيه الله عز وجل وتسقط أنت،
إذن يا عبد الله إذا مَنَّ الله عليك بالثبات على الحق فاحمد الله تعالى، ولا تشمت بأحدٍ من الخلق، بل إذا رأيت المبتلى
فقل الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيرًا من الناس، وفضلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلا.
نعم هذه مسألةٌ هامة أرجو أن ننتبه لها إن شاء الله تبارك وتعالى، إياك ثم إياك أن تحسن الظن بنفسك وأن تسيء الظن بإخوانك،
وهذا خلاف الأصل، فالأصل إساءة الظن بالنفس وإحسان الظن بإخواننا، فلعل هذا المنتكس يعود إلى سابق عهده
فيصل إلى الله تبارك وتعالى من أقرب سبيل، فهذه مسألة يعني هامة جدًا.

لهذا قال أحد السلف:"إذا زَلَّ أخٌ من إخوانكم، فاطلبوا له سبعين عذرًا فإن لم تقبله قلوبكم
فاعلموا أن المعيب أنفسكم حيث ظهر لمسلمٍ سبعون عذرًا فلم تقبله نفوسكم" الله أكبر الله أكبر، إياك أن تشمت بأخيك،
أصل هو يا عم الشيخ اللي كان بيعمل كذا، يا عم قول الحمد لله الذي عافاني واسأل الله تبارك وتعالى أن يرده إلى الحق ردًّا جميلا،
وأن يرده إلى الصف، أليس لك أخًا يا أخي؟ يا أخي خليك رحيم علشان ربنا يرحمك "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل" صحيح مسلم،
كما قال النبي –صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- فيعني أرجو من كل أخ مربٍ وداعٍ إذا ربنا وفقه في المسألة دي يبقى خير كبير.

رابعًا: بادر بعلاج أخيك المنتكس ولا تَدَعْ الأمر يتفاقم ويصعب علاجه
رابعًا: لابد وأن تبادر بعلاج هذا الأخ، لا تدع هذا الأمر يتفاقم في قلبه، ماتُقلش والله براحته، لا يا أخي الداعية المربي لا يفعل ذلك،
الداعية المربي لا يقول هذا بل يجتهد في المسارعة بالاتصال بهذا الأخ، ويعني يحرص غاية الحرص على لقائه،
بل يجتهد أن يخترع الحجج ليلقى هذا الأخ سبحان الله، لإن سبحان الله ممكن إذا تأخر هذا المربي في علاج هذه الأمراض
يمكن جدًّا جدًّا جدًّا أن المرض يستفحم عن الأخ وبالتالي يَصْعُب علاجه، سبحان الله رب العرش العظيم..

ثم أنا أقول للأخ المربي اللي بيقولك أصل أنا مشغول ومش فاضي وكلام من ده، فأقول لك يا أخي أنت تنفق أغلى
ما تملك وهو عمرك، لدعوة أهم ما تملك وهو إخوانك، فإنْ فقدت أخًا من إخوانك فقد فقدت رأس مالك،
إنت كده بتفقد رأس مالك، إنت واخد بالك؟ والتاجر الشاطر مايعملش كده، التاجر الشاطر مابيعملش كده يا إخواني،
بل يجتهد غاية الاجتهاد فيما ذكرته من متابعة إخوانه، وإنْ بَدَر شيءٌ منهم إن شاء الله تبارك وتعالى،
يبقى لازم إنّ هو يذهب إليه ويبادر بالعلاج.

خامسًا: لابد أن تصبر ولا تتعجل النتائج
خامسًا: لا تتعجل العلاج، لا يا أخي لا تتعجل العلاج، يعني قد يصاب هذا الأخ بمرض في قلبه، بشهوة، بشبهة،
فلابد وأن تكون هادئ الطباع، لابد وأن تكون مجتهدًا غاية الاجتهاد على ما يقربك من الله تبارك وتعالى،
لذا أرجو من إخواننا ذلك، الرحمة أمرٌ هام، ولابد أيضًا أن تكون صبورًا أيها الأخ الكريم في علاج إخوانك ورفاقك وأهلك وذَوِيك،
حتى تصل إلى بُغْيَتِك إن شاء الله تبارك وتعالى.

سادسًا: الدعاء لأخيك المنتكس بظهر الغيب
سادسًا: الدعاء له بظهر الغيب، قبل أن تذهب لملاقاة هذا الأخ اجتهد في الدعاء له، اجتهد أن يلين الله قلبه،
اجتهد غاية الاجتهاد أن تسأل الله عز وجل أن يجعل لكلماتك الأثر والقبول لإصلاح هذا العبد،
ألم يقل النبي –صلى الله عليه وسلم- كما عند الإمام مسلم:
"ما من عبدٍ مسلمٍ يدعو لأخيه بظهرِ الغَيبِ، إلا قال الملَكُ: ولك بمثلٍ"صحيح مسلم.
فهذه أصلًا من أصول الدين أن تدعو لإخوانك،أن تدعو ربنا عز وجل أن يسددك وأن يوفقك
وأن يأخذ بناصيتك وأن يأخذ بناصية هذا الأخ إليه سبحانه وتعالى وأن يرده إلى الحق، ولا تكن عونًا للشيطان عليه،
بأن تقول كلماتٍ قاسية تساعده على ما هو فيه، اجتهد أن تدعو الله تبارك وتعالى قبل أن تذهب لمناقشته وملاقاته.

سابعًا: لابد أن تكون عالِمًا ببيئته ومشكلاته
سابعًا: لابد أن تكون عالِمًا ببيئة هذا الأخ، عالِمًا بمشكلاته التي يعاني منها، فقبل زيارتك للأخ الذي طرأ عليه هذا التغيُّر
لابد وأن تكون عندك بعض الأمور، منها مثلًا:

أمور لابد من توافرها لديك قبل الذهاب لدعوة أخيك المنتكس:
1. أن تكون عالم بمشاكله، وأن تكون قد وضعت لها بعض الحلول العملية والعلمية قبل الذهاب، واخد بالك؟
2. لابد وأن تكون مستعدًا للإجابة على أسئلته وشبهاته، واخد بالك إنت؟
3. ثالثًا: أن تكون مستعدًا نفسيًا، وأن يكون عندك سعة صدر.. أن يكون عندك سعة صدر
لإنّ يا إخواني سعة الصدر دي أمر مهم جدًّا، بغير سعة الصدر قد يصل الإنسان
والعياذ بالله إلى يعني مرحلة من مراحل إغلاق النفس وإغلاق الحوار والمناقشة لهذا المنتكس،
فأنا أرجو أن تكون مجتهدًا على ذلك.

ثامنًا: استر على أخيك وادعُ الله له بالهداية
ثامنًا: إياك ثم إياك إن وصلك خبر الانتكاس أن تتكلم على هذا الأخ، إياك أن تتكلم عليه
أو أن تقع في عرضه أو أن تذكر يعني أنه كان كذا وكذا وأنه كان يمشي مع الشيخ فلان أو كذا، هذا غلط
يا أخي استر عليه، سل الله عز وجل أن يهديه، سل الله أن يأخذ بناصيته، سل الله عز وجل أن يرحمه،
سل الله تبارك وتعالى أن يحميه من نفسه الأمارة بالسوء، ومن شياطين الإنس والجن، وأن يرده إلى الحق..

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرد جميع إخواننا الذين قد اجتنبوا هذا الطريق إلى الحق يارب اللهم آمين
اللهم استجب اللهم آمين، فأرجو منك أن تستر عليه أنت إن سُئلت عنه أن تقول له
يا أخي لا والله هذا الأخ قد تعرض يعني لفتنة -واخد بالك؟- بسيطة وإن شاء الله الله يرده وهو أخ فاضل وإنسان طيب،
وإنسان فيه خير، إلى غير ذلك، لا تكن عونًا للشيطان على إخوانك يا أخي بكلماتك القاسية،
بكلماتك الصعبة بل كن رحيمًا وإن شاء الله الله يرحم من عباده الرحماء.

تاسعًا: وسائل الدعوة تتنوع حسب الظروف
تاسعًا: اختر الوسيلة المناسبة للمنتكس، طبعًا المنتكس ده بيحاول يهرب منك، بيحاول كده إنه يبعد عنك،
فأنا أرجو من كل أخ من إخواننا إنه يبقى فاهم إن هذا الولد لن يعامله نفس المعاملة التي كان يعاملها له أثناء التزامه،
فلازم يبقى إنت عندك سعة صدر، عندك سعة صدر فاختر أهم الطرق المؤثرة، واعلم إنه ممكن يهرب منك،
ممكن يهرب منك، واخد بالك إنت ازاي؟ فالمسألة دي مهمة.

طيب أختار إيه؟ ممكن أزوره في بيته؟ ولا أزوره في مكتبه أو في شغله أو في مدرسته أو في كليته؟
طيب أروحله المسجد اللي كان بيصلي فيه؟ طيب أبعتله رسالة على الموبايل؟ أبعتله مع واحد قريب مني؟
أحاول أشوف أقرب واحد صديق ليه حتى ولو مكنش مستقيم وأحاول إنّ أنا ايه أتفق معاه؟ أحاول إن أنا أبعتله رسالة قصيرة؟
أحاول إن أنا أبعتله رسالة إلكترونية على الإيميل بتاعه؟ واخد بالك إنت ازاي؟ أحاول إني أكلم والده أو والدته أو إخوانه؟
هذا إن لم يكن السبب في الانتكاس البيت واخد بالك إنت ازاي؟
أحاول مثلًا لو كان خاطب مثلًا إن أنا أوصل عن طريق زوجتي واخد بالك؟ أو والدتي أو أختي، أصل إليه واخد بالك؟
آه متوصلهاش إنت بنفسك، يعني متكلمهاش، آه يعني عشان مش نيجي ننجي واحد تهلك إنت، لا أنا ماقُلتش كده،
أنا بقول تشوف واحدة من زوجتك أو أختك أو حد من محارمك يكلمها بحيث إن احنا نوصل من خلالها ليه..

المهم إن إنت تحاول تشوف الوسيلة المناسبة اللي من خلالها توصل لعلاج هذا الأخ، واخد بالك إنت ازاي؟
سواء عن طريق بقى الاتصال، عن طريق البلوتوث، عن طريق الماسنجر، أي طريق من الطرق بحيث إن إنت توصله،
طيب هو بيهرب منك في الفترة الأولى من الانتكاس، تعمل ايه؟ تداوم الاتصال بيه على فترات متباعدة، تداوم الاتصال بيه
على فترات متباعدة ولا تمل واعلم أن الله لا يمل حتى تملوا.

عاشرًا: تخيل حالة المنتكس قبل أن تذهب إليه
عاشرًا: أرجو من إخواننا أن يتخيلوا شكل المنتكس قبل أن يروه، لما تبقى رايح مثلًا فإنت عرفت إن فلان ده انتكس،
ممكن بقى تبقى إنت حاطط تصورات حتى لو أكبر التصورات وِحْشة علشان لو شفته ما تُفَاجَأش،
ميحصلكش مثلًا ذهول، معايا يا إخواني؟ فدي نقطة مهمة جدًا عليك أن تتاكد قبل الذهاب إن الولد ده يعني
سبحان الله رب العرش العظيم إن هو وصل للمرحلة دي، وتحاول إن إنت تتصور شكله واخد بالك إنت ازاي؟
فحط تصورات قبل أن تكون في مواجهته علشان لما تبقى في مواجهته ميحصلكش نوع من أنواع الذهول
ولا نوع من أنواع المشكلات اللي ممكن تصيبك في هذا الوقت.

النقطة الحادية عشر: مجموعة من النصائح انتبه لها جيدًا
أيضًا في أثناء الذهاب إليه أريد منك بعض أشياء ودي النقطة الحادية عشر:
1. إن إنت تجيب هدية تناسبه، وطبعًا إنت أكيد عارفه، عارف ايه الشيء اللي بيحبه، فهاتله هدية تناسبه، واخد بالك؟
2. تخير أجمل الكلمات اللي هتخاطبه بيها، يعني متخاطبوش أيّ خطاب، لأ تخير أجمل الكلمات.
3. احرص في المرة الأولى أو في المرتين الأولانين إن إنتماتناقشهوش في أسباب انتكاسه، بل بالعكس اتكلم معاه،
واخد بالك إنت ازاي؟
عادي خالص كإن شيء لم يكن، واخد بالك؟ وحاول توصَّلُّه إن إنت قريب منه، وإنت أخوه
حتى لو على الشكل ده برضو إنت أخوه، واخد بالك إنت ازاي؟.. وبعد فترة ابدأ معاه في الرقائق،
ذكره بالله، هاتله حاجة رقيقة، هاتله حاجة مؤثرة، هاتله مقطع مؤثر، واخد بالك؟
بعد فترة علشان الولد ده مايهربش منك تاني، وقوم وقبّله وبوسه واضحك معاه واعزمه، واخد بالك؟
دي مسألة مهمة جدًّا جدًّا جدًّا.

النقطة الثانية عشر: أشْعِره أنك لازلت تحبه
رقم 12: أشعره إن إنت لا زلت تحبه، ولا زلت حريص عليه، وإن مفيش حاجة تغيرت في قلبك من ناحيته،
واخد بالك إنت ازاي؟ آه خلي بالك من المسألة دي، خلي بالك من المسألة دي، فعايزك تُظْهِر حبك له،
وحرصك عليه، علشان يتقبل منك الكلام، وعلشان هذا الأخ إن شاء الله تبارك وتعالى يظل محب ليك وعلشان يسمع لك.

النقطة الثالثة عشر: لا تتوقع منه سرعة الاستجابة
النقطة الثالثة عشر: لا تتوقع إن ممكن الولد ده يستجيبلك استجابة فورية في نفس الوقت،
لأ بالعكس إنت برضو تفضل مداوم معاه، وتحاول قدر الإمكان إن إنت تسيبله مساحة يهرب فيها،
يعني هو مثلًا مش عايز يحدثك عن حاجة متحاولش تضغط عليه علشان يقولهالك، سيبله مساحة من مساحات الهروب
على أساس إن هو مايزعلش منك، مايزهقش، مايملش منك، مايتخنقش منك،
مش أول ما يشوف رقمك على الموبايل يهرب منك، وأول ما يشوفك في الشارع يهرب منك،
لأ أنا عايز منك إن إنت ماتتوقعش سرعة الاستجابة؛ لإن المنتكس بيبقى صعب، المنتكس بيبقى صعب،
واخد بالك إنت ازاي؟ فأنا عايز منك إن إنت تتعامل معاه بهذه الصورة.

انتبه لما ينبغي أن تقوله وما لا يجب قوله
أيضًا أرجو منك أن تُذَكّره بالأيام الجميلة التي قضاها معك، ذَكّره قولُّه يا أخي إنت مين قالك إن إنت ده إنت مؤثر جدًّا،
ده إنت لما انقطعت سبحان الله إنت أحدثت نوع من أنواع الانقطاع
إنت أحدثت نوع من أنواع الفجوة في واقع الإخوة سبحان الله، فحسسه إن هو كان إنسان مؤثر،
حسسه إنه كان إنسان مؤثر، واخد بالك إنت ازاي؟ حاول إن إنت لو عرفت عنه حاجة
متحاولش إن إنت توَصَّلُّه إن أنا مُتَتَبعك، إنّ أنا مراقبك، دي برضو حاجة مهمة يا جماعة متحسسهوش إن هو متراقب بمعنى ايه؟
إن مثلًا لما ييجي أخ مثلًا من إخواننا يعرف حاجة مثلًا عن الأخ من إخواننا ده فميحسسهوش إن هو متراقب؛
لإن خلي بالك إن الموضوع ده ممكن يوصل إنه يحسسك إن إنت متراقب بقى وبتاع
فيبدأ بقى الولد بيهرب منك وبالتالي يا جماعة يبدأ هذا الولد يحاول إنه يهرب منك،
فحاول قدر الإمكان إن إنت تظهر له حسناته، وحاول قدر الإمكان ألا تذكره بماضيه وألا تذكره بالمعاصي التي يقع فيها،
اجتهد قدر الإمكان أن تذكره بالخير الذي هو فيه.

النقطة الرابعة عشر: أعطِ لأخيك الأمل في التوبة
النقطة الرابعة عشر: لا تُعَظّم في نظره المعصية التي سببت انتكاسه، متحاولش تحسسه إن المعصية دي حاجة صعبة
لا يمكن بحال من الأحوال إن هو يتوب منها، لأ قوله يا عم ده موضوع سهل وإن شاء الله تبارك وتعالى
علاجه سهل جدًّا جدًّا جدًّا وإن شاء الله تبارك وتعالى بس لو صدقنا النية ربنا ياخد بإيدينا وبتاع،
متحاولش تكبر الموضوع قدامه، متحاولش تحسسه إن الشيطان ده مارد جبار وإن هو قدر فعلًا إن هو يكسره،
لأ يا أخي متحسسهوش كده ده غلط.

النقطة الخامسة عشر: لا تتشدد ولا تتعامل بجفاء بل كن رحيمًا رؤوفًا
النقطة الخامسة عشر: لا تشدد على أخيك، لا تشدد على أخيك، مثلًا ارض من أخيك هذا بما افترضه الله تعالى عليه،
ولا تطالبه بالتنفل في هذا الوقت، سيدنا عمر بن الخطاب كان يقول:
"إن للنفس إقبالًا وإدبارًا، فإذا رأيتم النفس قد أقبلت فخذوها بالنوافل، وإذا رأيتم النفس قد أدبرت فخذوها بالفرائض"
واخد بالك إنت ازاي؟ فحاول قدر الإمكان إن إنت تعينه إن هو يؤدي ما افترضه الله تبارك وتعالى عليه
واخد بالك إنت ازاي؟ يعني خلي كده المسألة دي في دماغك، ومتحاولش تقطع حبل الرجعة عليه،
متحاولش إن إنت تسيء المعاملة له، متحاولش إن إنت تظهر له الخلافات، أو تتبادل معه الاتهامات،
هذا غلط بل كن رحيمًا رؤوفًا به، كما كان نبيك –صلى الله عليه وسلم- رحيمًا
رؤوفًا بالأمة –صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- سبحان الله.
يا أخي سبحان الله رب العرش العظيم ممكن يعني سبحان الله واحد مثلًا يبقى انتكس في حاجة فييجي أخ مثلًا يعامله معاملة جافة
أو كذا فيرجعه غلط يقعد يقولُّه يا عم قوم قوم الليل، يا عم الراجل مابيصليش تقولُّه قوم قوم الليل!
ده غلط، فأنا عايز منك إن إنت ترضى منه بأركان الإسلام، بلاش إن إنت تتعبه ماشي يا إخواني؟
فدي نقطة أرجو أن ننتبه لها ماشي يا إخواني؟.

النقطة السادسة عشر: لا تقطع حبل التواصل بينك وبينه
أرجو أيضًا -وهذه النقطة هي النقطة السادسة عشر- أن يستمر التواصل بين الأخ المربي وبين هذا الأخ المنتكس،
يستمر التواصل بينهم، ماتقطعش يا عم الحبل، وارب الباب زي ما بيقولوا، خلّي دايمًا فيه نوع من أنواع الزيارات،
وخليك لما تشوفه في الشارع حتى لو هو حط وشه في الأرض تروح تسلم عليه، ازيك؟ أخبارك ايه؟
واحشني، ايه يا عم ماوحشتكش؟ يعني خلي فيه صلة بينك وبينه، وإياك واليأس والقنوط
فإن اليأس والقنوط ليسا من سمات العبد المؤمن.

النقطة السابعة عشر: عليك بالعتاب الهادئ والنصيحة الصادقة
النقطة السابعة عشر: عليك -بارك الله فيك- بالعتاب الهادئ والنصيحة الصادقة والبعد عن العنف والتجريح واللوم والعتاب،
لما يبدأ بقى الولد ده هو اللي يبدأ يحكيلك مشاكله وجِّهله بقى النصيحة الصادقة الهادئة اللينة المحترمة،
يا أخي ده ربنا سبحانه وتعالى قال في محكم التنزيل لمن هو خيرٌ من هذا الولد في أثناء خطابه وهو نبي الله موسى
قال الله عز وجل: "فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى" طه:44 مين دول "فَقُولَا" دي لمين؟
موسى وأخيه هارون، طيب موسى وهارون هيروحوا يقابلوا مين؟ هيروحوا يقابلوا طاغوت من الطواغيت،
رايحين يقابلوا واحد بيقول أنا ربكم الأعلى..

هل المنتكس بيقول أنا ربكم الأعلى؟ هل المنتكس جحد بربوبية الله أو ألوهية الله؟
لأ هو عنده مشكلة معينة حاسس إنه مش قادر يكمل في الالتزام أو خايف من النفاق زي ما فيه شبهة
من الشياطين بيدخلوها يقولك يا عم إنت كده منافق، يعني مثلًا واحد مثلًا بيتفرج على بنت ولا حاجة
أو بيتفرج على أفلام أو بتاع هل العلاج إنه يسيب الالتزام ولا العلاج إنه يقول يارب تب عليَّ ويارب عينِّي على نفسي،
السؤالالعلاج ايه؟ يقولك لأ يا عم الشيخ أصل ده نفاق وأنا ماحبش أبقى منافق، لا يا ابني إنت كده ماعدتش منافق،
كده بقيت فاسق والعياذ بالله..
فأنا أقول للأخ اتق الله سبحانه وتعالى، وشياطين الإنس والجن مايضحكوش عليك، تقول أصل ده نفاق
لا يا حبيبي إنت مش منافق، إنت عبد مؤمن بس غُلِبت في حاجة إنت محتاج بس تتوب لربنا سبحانه وتعالى منها، ماشي يا إخواني؟
حاول قدر الإمكان واجتهد غاية الاجتهاد أن تكلم أحد أصحابه بصراحة
وحاول بقدر الإمكان إن إنت تعرف من خلال هذا الصديق آخر ما يعاني منه هذا المنتكس،
ايه التطورات بتاعة المعصية اللي وقع فيها، واخد بالك؟ فدي نقطة برضو لازم تتابعها.

النقطة الثامنة عشر: اجتهد في تصحيح المفاهيم لديه
النقطة رقم 18: اجتهد غاية الاجتهاد أن تصحح بعض المفاهيم لديه، يعني مثلًا نفترض إن الاخ ده
كان عنده مشكلة مع إخوانه اللي التزم معاهم، ممكن وارد إن فيه بعض الإخوة يلتزم مثلًا مع بعض الشباب فيقول
والله من أسباب انتكاسي إن أنا التزمت مع مجموعة واحد فيهم بيضحك كتير، والتاني بيهزر كتير، والتالت مش عارف ايه،
فحسيت إن أنا مش عارف أمشي مع الناس دول، فكانت النتيجة والعياذ بالله إن هذا الإنسان بعد كل البعد عن الدين،
هذا صح؟ لا هذا غلط..
تبدأ تقعد معاه وتصححله بعض المفاهيم وتقول له يا أخي هؤلاء إخوانك
واستقامة ناقصة خيرٌ من بُعْد كامل أو انتكاسة كاملة، فيبقى إنت تبدأ تفهمه هذه الأمور
وتجتهد غاية الاجتهاد على تصحيح هذه المفاهيم له.
طيب إن لقيت بعض العقبات والشبهات التي تقابله أو التي طرحها عليه أحد، اسمع شريط "دعوني"
ضمن هذه السلسلة المباركة سلسلة الشباب مشكلات وحلول واخد بالك؟ ابدأ اسمع هذا الشريط وابدأ شوف
كل مسألة من المسائل دي وعلاجها ايه، وربنا سبحانه وتعالى ينفعك إن شاء الله تبارك وتعالى.

آخر علاج تلجأ إليه: العلاج بالكَيّ
اجتهد غاية الاجتهاد إن رأيت أن هذا المنتكس يهرب منك اجتهد غاية الاجتهاد أن تعالجه بالكَيّ
فهذا آخر علاج العلاج بالكي هو آخر علاج ليه يا إخواني؟ لإن العلاج بالكي ده بيبقى صعب، طيب يعني ايه العلاج بالكَيّ؟
إن إنت تخبره بكل صراحة إن إنت عرفت عنه كل حاجة، وإن إنت عرفت عنه كل كبيرة وصغيرة،
وإن إنت بتحبه وخايف عليه، وتبدأ تفتح له بابًا من أبواب التوبة، تفتحله باب من أبواب التوبة،
هيقولك يا عم الشيخ مثلًا أنا اتفرجت على أفلام جنسية، أو أنا ناوي أرتبط ببنت، أو أنا مش عارف قبّلت واحدة،
أو أنا خلعت النقاب، أو أنا دلوقتي بقيت مرتبطة بولد وبكلمه، أو أنا بقيت بكذب، أو أنا بقيت بسرق،
أو أنا برتكب مش عارف ايه، آه افتحله باب من أبواب التوبة..

ألم يقل الله: "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ
وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" آل عمران:135 وقال الله عز وجل:
"إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ" الأعراف:201
وذكّره بحديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الثابت في الصحيحين قال –عليه الصلاة والسلام-:
"أذنَب عبدٌ ذنباً، فقال: اللهمَّ اغفِرْ لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنَب عبدي ذنباً، فعلم أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ،
ويأخذ بالذنبِ. ثم عاد فأذنب. فقال: أي ربِّ اغفرْ لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنَب ذنباً،
فعلم أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ، ويأخذ بالذنبِ. ثم عاد فأذنب. فقال: أي ربِّ اغفرْ لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى:
أذنَب عبدي ذنباً، فعلم أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ، ويأخذ بالذنبِ، اعملْ ما شئت فقد غفرتُ لك" صحيح مسلم،
اللهم اغفر لنا يارب، نعم إذا أنت علمت ذلك وفتحت له بابًا من أبواب الخير فاعلم بإذن الله سبحانه
أن قلبه سيلين إن شاء الله.

النقطة التاسعة عشر: محاولة رفع إيمانه بإشراكه في الأعمال وقتل وقت الفراغ لديه
النقطة التاسعة عشر يا أخي الكريم هي بذل الجهد لرفع إيمان هذا المنتكس، ولكن بشكل متأني متدرج؛
لأن ما كان يصلح لهذا الإنسان قبل الاستقامة قد لا يصلح له بعد الاستقامة، واخد بالك؟ وما يصلح له بعد الاستقامة
لا يصلح له عند الانتكاس، فلابد من عمل برنامج تدريجي، واخد بالك إنت ازاي؟ تجتهد فيه على رفع إيمانه،
مثال ذلك مثلًا تشركه في أعمال صنائع المعروف، تاخده مثلًا للأسر الفقيرة، واخد بالك إنت وتشركه
في أعمال صنائع المعروف عشان تضيع عنده وقت الفراغ اللي ممكن يكون موجود، تشركه في أعمال دعوية
تشركه في عمل من أعمال البر، تشركه في شيءٍ من الأشياء العلمية النافعة، إلى غير ذلك حتى لا يظل وحيدًا فريدًا فارغًا،
فيقع عياذًا بالله تبارك وتعالى.

النقطة العشرون: التذكرة بمحاسن ديننا الحنيف وبالثواب العظيم للمؤمنين
ثم وهذه هي النقطة العشرون: أن تُذكر هذا الأخ بمحاسن الدين، وأنه إذا استقام على الدين إن شاء الله سيكون
من أهل الجنة المحسنين، قال القحطاني رحمه الله: "الدين رأس المال فاستمسك به فضياعه من أعظم الخسران"
نعم نعم ضياع الدين خسارةٌ لصاحبه في الدين والدنيا والآخرة،
ضياع الدين خسارةٌ لصاحبه في الدين والدنيا والآخرة
والاستمساك بالدين والثبات عليه نجاةٌ لصاحبه في الدين والدنيا والآخرة، ألم يقل الله:
"إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازاً * حَدَائِقَ وَأَعْنَاباً * وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً * وَكَأْساً دِهَاقاً * لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا كِذَّاباً *
جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَاباً * رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً *
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً *
ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً *
إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً" النبأ40:31.
نسأل الله السلامة والعافية، فنقول لإخواننا ذكّروا هذا الأخ بارك الله فيكم بمحاسن الدين، ومحاسن الشريعة،
وإن شاء الله تبارك وتعالى يعني يكون له أجمل الأثر في قلب هذا الأخ.

النقطة الحادية عشر: افتح له آفاقًا جديدة في الالتزام
الفائدة الحادية والعشرون: أن تفتح له آفاقًا جديدة في الالتزام، يعني قوله يا عم إن كنت إنت زعلان من الإخوة دول
أعَرَّفك على خمسين مجموعة تاني، إن كان في حاجة مزعلاك مني يا أخي أربطك بشيخ تاني، تبدأ تفتح له مجالات أخرى،
بيئات أخرى محدش يعرفه فيها؛ علشان هو مايفضلش متأثر إنه رجع والناس بتبصله بصة المتذبذب، عَرَّفه
على ناس تانية، وإن شاء الله تبارك وتعالى يعني يكون فيه خير كبير إن شاء الله.

النقطة الثانية والعشرون: افهم التغيرات السِّنية والبيئية
النقطة الثانية والعشرون: وهذه نقطة مهمة جدًّا أن تفهم -بارك الله فيك- أن هذا الإنسان قد يحدث له
نوع من أنواع التغيرات نتيجة لعمره أو نتيجة لبيئته، ممكن يبقى لسه طفل صغير ممكن لسه شاب صغير في بداية حياته
فلسه ماجربش مثلًا الشهوات، وعايز إنه يشوف زي الشباب أصحابه بعض الشهوات، واخد بالك إنت ازاي؟
ممكن يكون بيئته بتؤزه أزًّا والعياذ بالله، وصحبته تؤزه أزًّا يعني والعياذ بالله للفساد أي تدفعه دفعًا إلى الفساد
فبرضو لابد وأن تكون فاهمًا لكل هذا واخد بالك إنت؟ ممكن تبقى فيه مشكلة مع والده فلابد وأن تكون مجتهدًا
غاية الاجتهاد في مثل هذا الأمر.

وأخيرًا بعد اكتمال العلاج أحْسِن الاستقبال
ثم بعد ذلك اجتهد غاية الاجتهاد أن تحسن استقباله إذا مَنَّ الله تبارك وتعالى عليه بالاستقامة،
أحسن استقباله واجتهد غاية الاجتهاد أن تشعره أنه ولله الحمد وكأنه كان في وعكة صحية
ثم رد الله عز وجل إليه العافية ماشي يا إخواني؟
كل هذا يا إخواني إن شاء الله بمثابة العلاج الذي نستطيع أن نقدمه لأي أخ أو أي أخت كانوا على الطريق وانتكسوا.

رسالتي لك أخي الملتزم أنت في نعمة فحافظ عليها
وفي ختام هذا المجلس أقول لكل أخ ولكل أخت كانوا معنا في يوم من الأيام أقول لهم
يا إخواني اعلموا أن الله عز وجل قد اصطفاكم للالتزام فإياكم ثم إياكم ثم إياكم أن تضيعوا هذه النعمة،
يا إخواننا فيه آلاف بل ملايين لا يعرفون شيئًا، تايهين مش عارفين هُمَّ ماشيين ازاي،
العلماني اللي بيقولك الدين ده هو اللي ضيع الدنيا، والإباحي اللي بيقولك أهم حاجة إن احنا نعيش يومنا كده،
ونعيش اللحظة فيه، بلاش وجع دماغ، والتالت اللي بيقولك مفيش إله، والرابع اللي بيقولك
"مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ" الجاثية:24،والخامس اللي بيقولك الرأسمالية هي الحل،
والسادس اللي بيقولك الشيوعية هي الحل، والسابع اللي بيقولك اليبودية هي الحل، والتامن اللي بيقولك الحداثة هي الحل..

الناس تايهة، فالناس لما تتوه ماتتُهش معاهم، ماتتُهش معاهم بعد ما تدوق الحلاوة
إن إنت تبقى إنسان محترم ماترجعش، يا أخي أنا بحبك قد أكون قاسيًا
ووالله ثم والله ما تعمدت هذا بل والله أنا أتيت في ساعةٍ متأخرة حتى لا يضيع عليَّ ولا عليكم هذا الأجر
أجر أن نذكر كل أخٍ لنا بسؤال الله أن يثبته بسؤال الله أن يعصمه بسؤال الله أن يحفظه يا أخي لا تقل إن الشيطان تسلط
ولكن قل إن الحافظ أعرض، طيب أنا انتكست يا عم الشيخ بس لسه مظهري هو مظهري
يا عم بادر يا عم تُب جدد التوبة، بجدد وبقع مش مشكلة قال رسول الله –صلى الله عليه
وسلم-: "إنَّ اللهَ تعالى لا يَمَلُّ حتى تَملُّوا" حسنه الألباني.

جدد النية، وجدد التوبة بعد هذا المجلس، واجتهد من الآن أن تنظر في مَن حولك،
فإن وجدت أخًا والعياذ بالله يوشك أن ينتكس أرجو أن يسمع المحاضرة التي نحن فيها والتي قبلها إن شاء الله،
التي قبلها سميناها "رسالة إلى من حاد عن الصف" وهذه إن شاء الله هنسميها بإذن الله تعالى "روشتة علاج" هذا هو المطلوب،
وعايز من كل أخ مربي ومن كل أخ إنه يقرأ كتاب "من أخبار المنتكسين" لأبي عبد الإله صالح بن مقبل العصيمي التميمي،
هذا كتاب جميل جدًّا جدًّا جدًّا، وأرجو أيضًا أن يقرأ "ظاهرة ضعف الإيمان"للشيخ محمد صالح المنجد.

دعاء الخاتمة
أسأل الله تبارك وتعالى أن يرد كل إخواننا إلى الحق الذي يرضيه، وأن يحفظنا والمسلمين،
وأن يرد أمة حبيبه المصطفى ونبيه المجتبى إلى الحق الذي يرضيه، اللهم إني أسألك أن تتوب على كل عاصٍ مسلم،
وأن ترد كل ضالٍّ مسلم، وأن تحفظ إخواننا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم ومسكنا بالدين،
وثبتنا عليه حتى نلقاك يا ربنا لا بنا ولا علينا، اللهم ورُدَّ كل أخٍ وأختٍ قد انتكسوا عن الطريق،
اللهم ردهم إلى الحق وخذ بناصيتهم إليك يارب العالمين، اللهم خذ بناصيتهم إليك يارب العالمين..
اللهم إننا في ثلث الليل الأخير نسألك في هذا اليوم الكريم المبارك في هذه الساعة الكريمة المباركة أن تمسكنا بالحق حتى نلقاك،
وأن تثبتنا على دينك وأن تجبرنا وأن تتولنا وألا تتولى عنا، اللهم تولنا ولا تتولى عنا اللهم تولنا
ولا تتولى عنا اللهم تولنا ولا تتولى عنا..
اللهم لا تخزنا يوم يبعثون اللهم لا تخزنا يوم يبعثون اللهم لا تخزنا يوم يبعثون أسالك ياربي أن تهدينا
وتهدي آباءنا وأمهاتنا وشبابنا وإخواننا وأخواتنا وجميع المسلمين وأن تردنا إلى الحق الذي يرضيك ياربنا
اللهم رد البشرية إلى دينك ورد الكل إلى شرعك يارب العالمين.

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد،
اللهم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.
وإن شاء الله من هنا نبدأ وفي الجنة نلتقي، أحبكم في الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تم بحمد الله

يمكنكم مشاهدة التفريغ بصيغة pdf على الموقع
هـــــــــــــــــنا
كما يمكنكم الاستماع للدرس الصوتي بجودات مختلفة
هنــــــــــــــــــــا
كما يشرفنا ويسعدنا انضمامكم لفريق عملنا
فـــرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
وفقكم الله لما يحب ويرضى.

[بذور الزهور]

رد: تفريغ درس "روشتة علاج"

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا وتقبل الله منكم

[يسرا بنت الصالحين]

رد: تفريغ درس "روشتة علاج"

موضوع قيم ، جزاكم الله خيرا و نفع بكم

[*أمة الرحيم*]

رد: تفريغ درس "روشتة علاج"

درس قيم جدًا ، اللهم بارك

جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم ،،

[راجية حب الرحمن]

رد: تفريغ درس "روشتة علاج"

جزاكم الله خيرا