عيد الأم عادة أم عبادة؟ - لفضيلة الشيخ: مسعد أنور // مفهرس

[*أمة الرحيم*]

يسر فريق التفريغ بموقع الطريق إلى الله
أن يـــقـــدم لكم

عيد الأم عادة أم عبادة؟
لفضيلة الشيخ:مسعد أنور

رابـط الــمادة: هنـــــــــــــــا

الملف بصيغة word : هنــــــــــــــا

------------

سبحان مَن أحسن الأشياء كلها صنعًا وتصرف في خلقه كما شاء إعطاءً ومنعًا, أنشأ الآدمية من قطرة فإذا هو حيٌ يسعى, وخلق له عينين ليبصر بهم المسعى, ووالى عليه النعم وترًا وشفعا, وسخر له أم حملته في بطنها تسعا, وزادها نموه ضعفا ومع ذلك فهي تدبر أمره وترعى, أحمده ما أرسل سحابًا وأنبت زرعا, وأصلي وأسلم على رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- أفضل من علَّم أمته شرعا, وعلى أبي بكر الذي كانت نفقته للإسلام نفعا, وعلى الفاروق طيف الإسلام بدعوة النبي المستدعى, وعلى عثمان الحيي الذي ارتكب فيه الفجار بدعا, وعلى علي الذي نحبه طبعا, وعلى كل صحابة نبينا قطعا ومَن كان على أثارهم وهداهم تبعا, ثم أما بعد:

مرحبًا بحضراتكم في بيت ربنا ومع سنة عظيمنا ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-, لقاؤنا في هذه الليلة المباركة مع موضوع تحت عنوان كيف نحتفل بالأم, أو إن شئت فاجعله تحت عنوان بدعة عيد الأم.

لماذا الأم؟
* لأننا في زمان العقوق
كلامنا في هذه الليلة المباركة عن الأم, ولماذا الأم؟لأننا في زمان العقوق, ولكَم تأتي إلي أسئلة فيها مر الشكوى من الأمهات يشتكين من الأبناء, فأحببت أن ألفت النظر إلى عظيم فضل الأم وإلى خطورة عقوق الأم, تعرف أخي الكريم أن أم الشيء لغةً هو أصله, ولذلك سميت مكة أم القرى, ولذلك سمي كتاب الشافعي العظيم بكتاب "الأم", أمك.. أصلك, نحن في زمان العقوق، نحن في زمان ضياع الأمهات, فأحببت أن ألفت النظر إلى فضل الأم وإلى فضل طاعة الأم وإلى خطورة عقوق الأم.
* لأنها نصف البشرية وأنجبت النصف الآخر
لماذا الحديث في هذه الليلة عن الأم؟ لأن الأم نصف البشرية وهي التي ولدت النصف الآخر, فما من رجلٍ فينا إلا وله أم عدا آدم عليه السلام, هي نصف البشرية وهي التي ولدت النصف الآخر, ولو صلحت الأم لصلحت الأمة, الأم مدرسة إذا أعدتها أعدت شعبًا طيب الأعراق.
*لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أوصى ببرها
لماذا الحديث في هذه الليلة عن الأم؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بها كثيرًا,ففي الصحيحين"جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فقال: مَنأَحَقُّالناسِبحُسنِصحابتي؟من الذي أخبرة بأسراري وأخرج أمامه حشايايا ويعرف عني كل كبير وصغير؟, مَن أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمُّك" قال: ثم مَن؟ قال: "ثم أمُّكَ" قال: ثم مَن؟ قال: "ثم أمُّكَ" قال: ثم مَن؟ قال: "ثم أبوك" صحيح مسلم
الشاهد: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قدم الأم على الأب ثلاث مرات، لماذا؟ لأنها حملت وولدت وأرضعت, ثلاثٌ بثلاثٍ والجزاء من جنس العمل.

نعم أعطى الإسلام المرأة ثلاثة حقوق لأنها حملت وكادت أن تموت وكم من امرأة ماتت بسبب حملها وولدت وصارعت عند الولادة الموت وكم من امرأة ماتت وهي تضع, ثم هي التي أرضعت أعطتك مادة حياتك من دمها, أصابها الهزال والضعف بسبب رضاعك, زادها نموك ضعفًا، الجزاء من جنس العمل, أما الرجل أبوك فقد حملك في خفة ووضعك في شهوة, نعم مني الرجل يأتي من الصلب أتجد أنت كرجل عناء في حمل ماءك؟ أبدًا, حملته في خفة ووضعته في شهوة, إنما هي حملتك كرهًا ووضعتك كرها, أعطاها النبي حقها وأوصى بها كثيرًا.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "إنَّ اللَّهَ حرَّمَ عليكم عقوقَ الأمَّهاتِ" صحيح البخاري
هل يوجد بلاء أكثر من البلاء الذي نراه الآن, هذا البلاء بذنوبنا من أعظم الذنوب التي تسببت في هذا البلاء عقوق الأمهات, الرجل منا بمجرد أن يتزوج لا يطيق أن ترتفع درجة حرارة زوجه درجة, إن قالت له عندي صداع، رأسي، حرارتي مرتفعة، يُجن ويطير بها إلى الطبيب ويستدين ويأتيها بالطعام الشهي, أمه مريضة بكل الأمراض لا يلتفت لها بنظرة! , أطاع الرجل زوجته وعق أمه هذه من أمارات الساعة الصغرى.

النبي أوصى بالأم كثيرًا ولذلك نتحدث عنها, روى أحمد والنسائي عن معاوية بن جاهمة السلمي رضي الله عنه أنه أراد الغزو فذهب يستشير النبي "فقال: يا رسولالله أردتأن أغزو، وقدجئت أستشيرك؟ فقال : هللك منأم؟قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة عند رجليها" صححه الألباني
الجنة عند أرجل الأمهات نص صحيح وليست تحت أقدام الأمهات، الجنة عند رجل أمك فالزمها, إذن أقصر طريق إلى الجنة بر الوالدين, ثم هو يعجل الثواب عليه في الدنيا, قال ابن عباس "كل الذنوب العقاب عليها في الغالب يؤجل في الآخرة إلا عقوق الوالدين", نحن في زمان العقوق كل من يشتكي منكم من عقوق الولد, أنا أجزم أن والده ووالدته شربا منه مرارات, افعل ما شئت كما تدين تدان.
كذلك روى أحمد في المسند أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال "ملعونٌمَنسبَّأباه، ملعونٌمَنسبَّأُمَّهُ" صححه الألباني

لكل عاق.. تذكر فضل أمك عليك
الحديث في هذه الليلة عن الأم لنبين لكل عاق فضل الأم, الأم التي حملت ولدها في بطنها تسعة أشهر يزيدها بنموه ضعفًا, إذا تحرك في حشاياها رغم الضعف تفرح بحركته وتقلق لسكونه, تخاف عليه من رقة النسيم بل والله تخاف عليه حتى من طنين الذباب, الأم التي تؤثرك على نفسها بالغذاء وبالنوم وبالراحة وتقاسي مرارات في الحمل والولادة والرضاع وفي التربية, أمك حملتك في بطنها تسعة أشهر كأنها تسع حجج, وكابدت عند الوضع ما يذيب المهج, أرضعتك من ثديها لبنًا وأطارت لأجلك من عينها الوسنا, غسلت بيمينها عنك الأذى وآثرتك على نفسها بالغذا, وسيرت حجرها لك مهدًا وأنالتك إحسانًا وعطفًا ورفدًا, وإن أصابك مرض أو شكاية أظهرت من الأسف
فوق النهاية تطيل الحزن والنحيب وتبذل مالها للطبيب ولو خيرت بين حياتك وموتها لطلبت حياتك بأعلى صوتها.

حكم الاحتفال بعيد الأم
الأم, حديثنا في هذه الليلة عن الأم لأنه في هذا الشهر الإفرنجي شهر مارس تكثر الأسئلة جدًا كلها ينصب في محورٍ واحدٍ, يا شيخ ما حكم الاحتفال بعيد الأم؟
أولاً: أنتم تعرفون أفضل مني أن الله عز وجل لم يشرع للمسلمين من الأعياد إلا عيدان, عيد الفطر وعيد الأضحى والعيد دين عبادة ليس لأي أحد أن يشرع للناس عيدًا, الذي يشرع الأعياد للناس هو الله أو رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-, إننا نجد عجائب وغرائب كل بلد إسلامي لها عيد وكل محافظة لها عيد وكل وزارة لها عيد وللنيل عيد وللنسيم عيد ولرؤوس السنين أعياد وعلى مستوى كل أسرة عيد زواج، عيد الحب، عيد الطفولة، عيد النيل، عيد القمح، عيد الفلاح، عيد ميلاد، عيد العمال، عيد التطبيقين، عيد، عيد، عيد حتى قالوا مصر اليوم في عيد دائمًا أعياد.
عيد الأم، عيد الأم مَن الذي شرع للمسلمين هذا العيد؟ الله؟ لا, النبي محمد؟ لا, مَن إذن؟ الحاج مصطفى أمين, أنا أقول لكم سيروا خلف المصطفى الأمين الذي هو مَن؟ سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-, واضربوا بكلام أي أحد -إن خالف الدين- عرض الحائط, عيد الأم هذا عيد بدعي ما أنزل ربنا به من سلطان ولكم تحدث مشكلات كثيرات بسبب عيد الأم المزعوم.

نماذج من المشكلات التي تحدث في هذا اليوم:
اقترب يوم الحادي والعشرون من مارس أمه تنتظر هدية وحماته تنتظر هدية, بعض الناس والله يستدينون من أجل هذه الهدايا, وتدخل بيتك يوم 21 مارس تجد زوجتك ترتدي أسود وتبكي, لماذا تبكين؟ تقول لك تذكرت الغالية, ما الذي ذكرك بالغالية اليوم -الله يرحمها- ماتت من أيام مينا موحد القطرين، ما الذي ذكرك بها اليوم؟! تقول لك "ست الحبايب يا حبيبة"، اليوم عيد الأم!.
أحد الإخوة أمه تقول له الهدية إحنا في شهر مارس، قال لها لا هذا الكلام حرام، هذه بدعة، قالت له وعامل سني! أنت هتورد على جنة؟.
يوم يسبب مشاكل, امرأة أمها ماتت، تجد في هذا اليوم بكاء ونحيب ونكد, رجل لا يملك مال مضطر أن يستدين ليرضي الأم.
يدخل يجد زوجته غاضبة يسألها عن السبب؟ -جبت الهدية لوالدتك؟ يقول لها نعم، هي ست كبيرة ويعني أعمل إيه! ما افتكرتش حد تجيب له هدية! مين؟، مين! أمي يا أخي حماتك- مصائب، لابد من هدية لحماته وهدية لأمه ولو زوجته لها أخت كبيرة يجيب لها هدية ولو خالتها موجودة يجيب لها هدية، هذه مشكلة, والمدرسات أيضًا الولد جاء يقول لي: -يا بابا أنا شكلي بقى وحش خالص, لماذا يا ابني؟ كل زمايلي جايبين هدايا للمدرسات إلا أنا- فأنت لمن تحضر هدايا؟
لمُدرِّسة الولد أم لوالدتك أم لحماتك, ولو أحضرنا هدايا لأمهاتنا مَن منكم يأتي بهدية للأم الفلسطينية؟ هل منا أحد يستطيع أن يمسح من على صدغها دمعة؟!, كلنا عندنا كساح، هل منا أحد يستطيع يؤويها في خيمة؟ ما في, وهل لنا نفس وعندنا دم نرقص ونغني ونطبِّل وعشرات ألوف الأمهات من المسلمات فقدن المأوى والزوج والولد، أنا لا أفهم كيف يعيش هؤلاء الناس ألا يشعرون؟ اللهم غير الحال الى أحسن حال، اللهم آمين.

نريد جيلاً تربى على الإسلام
حديثنا في ليلتنا تلك إذن عن الأم, آهٍ لو ربت كل أم ولدها على الإسلام, آهٍ لو تحولت بيوت المسلمين إلى عرين ينتج لنا أسودًا لا حظائر تنتج لنا دجاجًا, نريد منكِ أيتها الأم أن ترضعي ولدك مع الحليب قال الله، قال محمد
رسول الله, نريد منكِ التربية الإيمانية قبل تسمين الأفخاذ والأرداف نريد تربية على الإسلام, وراء كل عظيم أم.

الشافعي يتيم، مات أبوه كانت وراءه أم,
سفيان الثوري يتيم قالت له أمه: "اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي" وصار من أكابر العلماء,
أم حذيفة بن اليمان صاحب النبي محمد اسمع الأعاجيب قالت: "يا حذيفة متى كان آخر عهدك برسول الله محمد؟ متى آخر مرة رأيته؟ قال منذ ثلاثة أيام فنهرته وعاتبته عتابًا مرًا, فقالت ويلك كيف تصبر يا حذيفة عن رؤية نبيك ثلاثة أيام", كيف يا بني تكون في المدينة ويعيش معنا النبي وتستطيع أن لا تراه 3 أيام, انظر الأم التي تريد أن ينهل ابنها من علم النبي محمد ويقتفي أثر النبي محمد.

تسمع مثال أعجب من الخيال ذكر النحاس في كتابه مشارع الأشواق إن أبو خذامة الشامي سافر إلى الشام صعد على منبر المسجد الجامع الكبير هناك وحث المسلمين على قتال الرومان ثم خرج فتبعته امرأة, يا أبا خذامة سمعها فلم يلتفت ولم يرد يا أبا خذامة، لم يرد, يا أبا خذامة السلام عليكم ورحمة الله لماذا لا ترد؟ والله هكذا ما يفعل الصالحون, فأحرجته فوقف، ماذا تريدين؟ -أنا أقارن لك بين الأم زمان والأم اليوم- ماذا تريدين؟
سمعتك تحث الناس على القتال ولا أملك مالاً أدفعه لكم خذ يا أبا خذامة ضفيرتيّ -ضفيرة شعرها- شد بهما لجام حصانك -تبرعت بشعرها-, فأخذهما ثم انطلق عند خروج الجيش إذ به يرى طفلاً صغيرًا يا أبا خذامة خذني معك صبي 12 أو13 سنة خذني معك، قال أنت صغير, قال خذني معك, قال أين أبوك؟ قال مات شهيدًا, أين أخوتك؟ ماتوا شهداء، أين أمك؟ هي التي أرسلتني، خذني معك وأخذ يبكي قال أخذك معي على شرط إن رزقت الشهادة فاشفع لي في الآخرة عند ربي, قال أفعل إن شاء الله وانطلق معه.

وعندما التقى الجبلان واصطدم الجيشان قال الطفل للقائد أعطني سهمًا من كنانتك, قال إذن تضيعه، قال لا, فأعطاه سهمًا فقال بسم الله الله أكبر ورمى فقتل روميًا, فقال أعطني ثاني فقتل روميًا, أعطني ثالث فقتل روميًا, اشتدت المعركة رزق الصبي بالشهادة, بعد أن هدأ الغبار ووضعت الحرب أوزارها فتش أبو خذامة عنه رآه في الرمق الأخير دمه يفوح كالمسك قال يا بني تذكر الوعد قال أذكر, وصيتي لك أن تأخذ ثوبي وهذا السهم الذي أصابني وتعطيه لأمي قال ومَن هي أمك قال التي أعطتك ضفيرتيها.

الأسرة كلها في قمة العظم هذه هي الأم زمان, اليوم الأم متفرغة للمانكير والباديكر ووصف بغيبة وتسأل البطل عمل إيه في الفيلم, نريد أم مثل هؤلاء، لو صلحت الأم لصلحت الأمة كلها والله, حديثنا في هذه الليلة المباركة إذن عن الأم, نريد أم كالخنساء التي ضحت بأبنائها الأربع في القادسية فلما رزقوا الشهادة سجدت شكرًا لله وطلبت منه أن تتبع أولادها في الفردوس الأعلى.

هدية لكل أم
أنا قلت في هذه الليلة سأوزع هدايا على الأمهات, هديتي للأم أن أوصي كل الأبناء ببرها, ممكن بعض النساء يغضبن مني -يا شيخ أنت اليوم تقلب علينا أولادنا وتضيع الهدية-, يا حاجة، أيتها الأم أنا أريده أن يحتفل بكِ في حياته كلها, إنما تجد أشياء مضحكة -واحد بسم الله ماشاء الله طول عمود الجامع ويوم 21 مارس ماشي في الشارع شايل علبة صغيرة فيها منديل بربع جنيه وزجاجة عطر بتعريفة، إيه يا حاج يقول لك اليوم عيد الأم، هدية أمي- وأنت تراه على مدار السنة سب وشتم وعقوق وإجرام, لا، نحن نريد أن يحتفل كل واحد بأمه برًا على مدار العام كله.


حق الأم على ابنها:
أولاً: أن يدعوها إلى طاعة الله
أولاً: الدعوة إلى الله, أمك لا تصلي وأنت تهديها عباءة أو زجاجة عطر, وأنت تعرف أنها لو ماتت على ذلك فإلى جهنم, أنا أريدك أن تدعوها إلى الله هذا أهم مليون مرة من الهدايا أن تدعوها إلى الفردوس الأعلى.
اسمع سيدنا أبو هريرة ماذا فعل مع أمه روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه "كنتُ أدعو أمي إلى الإسلامِ وهي مشركةٌ، فدعوتُها يومًا فأسمعَتْني في رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ما أَكره -يعني وقعت في النبي- فأتيتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وأنا أبكي، قلتُ: يا رسولَ اللهِ! إني كنتُ أدعو أمي إلى الإسلامِ فتأبى عليَّ، فدعوتُها اليومَ فأسمعَتْني فيك ما أكره، فادعُ اللهَ أن يهديَ أمِّ أبي هريرةَ، – انظر الابن الحريص على هداية الأم- فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- اللهمَّ ! اهْدِ أمَّ أبي هريرةَ، فخرجتُ مُستبشرًا بدعوةِ نبيِّ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فلما جئتُ فصرتُ إلى البابِ، فإذا هو مُجافٍ، فسمعتْ أمِّي خشفَ قدمي، فقالت: مكانَكَ يا أبا هريرة وسمعتُ خَضخَضَةَ الماءِ. قال فاغتسلتْ ولبستْ دِرْعَها وعَجِلَتْ عن خمارِها.
ففتحتِ البابَ ثم قالت: يا أبا هريرةَ أشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه -استجاب الله لدعوة النبي محمد- قال فرجعتُ إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فأتيته وأنا أبكي من الفرحِ. قال قلتُ: يا رسولَ اللهِ أَبشِرْ قد استجاب اللهُ دعوتَك وهدى أمَّ أبي هريرةَ. فحمد اللهَ وأثنى عليه وقال خيرًا، قال قلتُ: يا رسولَ اللهِ ادعُ اللهَ أن يُحبِّبَني أنا وأمي إلى عبادةِ المؤمنين، ويحبِّبَهم إلينا. قال فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -"اللهمَّحبِّبْعُبَيدَكهذا-يعني أبا هريرةَ - وأمَّه إلى عبادِك المؤمنين وحبِّبْ إليهم المؤمنين" صحيح مسلم
الشاهد أن من البر أن تدعو أمك إلى طاعة الله.

ثانيًا: أن يؤثرها على نفسه وزوجه وأولاده
من حق أمك عليك أن تؤثرها على ولدك وعلى زوجك، بل وعلى نفسك, وليس أن تشبع وهي جائعة وتكتسي وهي عارية, -عمال يجيب في عبايات وفساتين للزوجة ويجيب في بدل للعيال-، أمك أين حظها؟ أنت تؤثرها على زوجتك، الذي بينه وبين زوجته ورقة, ميثاق غليظ صحيح لكن ممكن أحله بكلمة, لكن الذي بيني وبين أمي! لا استطيع أن أتنصل منها ولو كانت مجرمة كافرة!

تؤثرها على زوجتك ولا تكن مثل بعض الناس التعبانين! ممكن يشتري كيلو كبده وعايش مع أمه ويأتي في الليل ويقول لزوجته اطهيها زمان أمي نامت -بسرعة أحسن تصحى- لا، لا، لا اسمع، اسمع هذا النموذج المشرف للولد البار سيدنا أبو هريرة "خرج أبو هريرة من بيته للمسجد ما أخرجه إلا الجوع فوجد نفرًا من أصحاب النبي محمد فقالوا: يا أبا هريرة ما أخرجك الساعة -ليس وقت صلاة- قال: والله ما أخرجني إلا الجوع.. وأنتم؟ قالوا: ما أخرجنا إلا الجوع، إذن هلموا إلى بيت النبي محمد, ذهبوا إلى النبي ودخلوا، قال النبي ما الذي جاء بكم هذه الساعة قالوا جاء بنا الجوع فدعى بطعام -طبق كبير فيه تمر- فأعطى لكل رجل تمرتين -انظروا كيف تعب الصحابة رجل طويل عريض أكله في يوم تمرتين! انظروا كيف كان الصحابة زهادًا! كل صحابي أكل تمرتين..

سيدنا أبو هريرة أكل واحدة وخبأ الأخرى النبي رآه قال –لِمَ أكلت تمرة وادخرت الأخرى؟ قال خبأتها لأمي قال النبي كلْها سأعطيك لها تمرتين".
عجيبٌ هذا الذي فعله أبو هريرة, عجيبٌ من الولد لكن ليس عجيب من الأم، فهي كثيرًا ما أخرجتها من فمها وأعطتها إياك، أليس كذلك؟ كل أمهاتنا هكذا، كل أمهاتنا, وأنا أمي لما كانت تجيب يعنى دجاجة أو دجاجتين الكلام ده في المواسم زمان, الكل يأكل وهى تأكل الرجول تمصمص الرقبة تبع كتيبة المصمصة تمصمص الرقبة وشكراً وقانعة أوى ده مش عجيب, أمك كانت كده برضوا وأمه وأمك أنت وجدتك كلهن كن هكذا الإيثار.

انظر هذا الحديث لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-, روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت "جاءتنيمسكينةٌ تحمل ابنتَين لها، فأطعمتُها ثلاثَ تمراتٍ"بيت النبي لا يوجد فيه طعام يكرمون به الضيف إلا ثلاث تمرات فقط ثلاث "فأعطتْ كلَّ واحدةٍ منهما تمرةً، ورفعت إلى فيها تمرةً لتأكلَها"البنات أكلوا التمر بسرعة لأنها تمرة واحدة والأم على وَشَك أن تضع التمرة في فمها"فاستطعمَتها ابنتاها"كل بنت نظرت إلى فم الأم ورمقته"فشقَّتِ التَّمرةَ، التي كانت تريد أن تأكلَها، بينهما، فأعجبني شأنُها"ستنا عائشة مذهولة، هي لم ترزق بالولد فمذهولة مما رأت فرَوَت هذا الكلام للنبي –صلى الله عليه وسلم-
انظروا ماذا قال النبي! بشرى إلى كل أم تؤثر ولدها على نفسها"فذكرتُ الذي صنعتُ لرسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فقال "إنَّ اللهَ قد أوجب لها بها الجنةَ أو أعتقَها بها من النَّارِ"يعني مقابل هذه التمرة، فكل أم تعبت.. تعبك لن يضيع هدر قط صدقيني إذ أنك تتعاملين مع ربٍ يكافئ عن العمل ولو كان في وزن أو في حجم النقير أو الفتيل أو القطمير بل ولو كان أصغر من هذا "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراًيَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ" الزلزلة8:7 .

ثالثًا: مصاحبتها بالمعروف
كذلك من حق الأم المصاحبة بالمعروف "من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك" صحيح مسلم, أن تتلطف معها في الحديث هذِّب كلامك كما تهذِّبه مع زوجتك لا سيما قبل الزواج أو في أيام العسل تهذِّب كلامك وتكلمها كلام شاعر، كلام منسق وجميل وتكتب لها جوابات وتنتقى الكلام, طيب هذِّبه مع الأم نقيه تذوقه أولاً فإن كان حلوًا فأفرغه شهدًا, وإن كان مرًا ابتلع مرارته.
حسن الصحبة بالمعروف.. أبو هريرة أمير المدينة، سيدنا أبو هريرة بعدما كان فقيرًا أصبح هو حاكم مدينة النبي محمد لكنه كان لا يتكبر على الناس, جلس مرة في مجلس الأمير فأراد أن يتمخط فتمخط في طرف ثوبه ثم قال:"ما شاء الله يا أبا هريرة جاء عليك اليوم الذي تتمخط فيه في الكتان", ما هذا النعيم يا أبا هريرة! تواضع, رأوه مرة وهو أمير المدينة يحمل على كتفه حزمتين حطب لزوجته ويقول وهو يسير أفسحوا الطريق للأمير, اللهم ارض عن أبي هريرة واحشرنا معه تحت لواء النبي محمد.

أبو هريرة لم يتزوج إلا بعد موت الأم، أنا منقطع برًا للأم، لن أنشغل بامرأة أخرى، ليس معنى ذلك أنها دعوة للرهبنة إلى أن تموت الأم, الأم ممكن تعيش لك تسعين سنة فتصبح هناك مشاكل، لا فقط اعدل، -اعدل وتعالى على زوجتك شوية وعرفها إنك جاي عليها شوية قول لها معلش أمي هأعمل إيه! أنا عارف إن هي بتظلمك بس أمي مش هأدخل الجنة إلا لما ترضى عنى, لو بتحبيني استحمليها مش بتقولوا حبيبك يبلع لك الزلط استحمليها علشاني-, نعم أبو هريرة الأمير كان يعيش مع أمه في البيت فكان إذا أراد أن يخرج إلى مكان الإمارة يقف على باب الأم غرفة نومها ويقول "السلام عليكم يا أماه ورحمة الله وبركاته", فتقول وعليك يا بني ورحمة الله وبركاته, انظروا المناغشة, فيقول "رحمكِ الله كما ربيتني صغيرا", انظروا التلطف، فتقول ورحمك الله كما بررتني كبيرا, ثم إذا أراد أن يدخل صنع مثل هذا.
إذن حسن العشرة معها في المعروف "فَلاَ تَقُل لَّهُمَاأُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا"الإسراء: 23

الفرق بين عاطفة الآباء تجاه الأبناء وعاطفة الأبناء تجاه الآباء
قال عليٌ: "لو سبق في علم الله أن هناك لفظة أردأ من أف لنهى الله عنها", أف من التأفف، أمك كبرت فأنت الذي تحملها وتضعها, واحد أرسل لي سؤال من فترة في مسجد المنارتين يقول لي يجوز لو أمي مريضة وكبيرة في السن أن أدعو لها بالموت, قلت له لماذا؟ قال لكي تستريح, قلت له أبدًا أنت تدعو لها بالموت لكي تستريح أنت!

والله العظيم هذه هي الحقيقة, ويوم أن تموت تحزن عليها ساعتين وفي الليل تعافس الزوجة وتلاعب الولد وأم العيال تطهو الطعام! لكن لو مت أنت في حياتها تحزن عليك سنين، لا يمكن أن تقاس عاطفة الأم تجاه الولد بعاطفة الولد تجاه الأم, ولا يمكن أن تقاس عاطفة الوالد تجاه الولد بعاطفة الولد تجاه الوالد, وأفضل دليل أن الله أوصي كثيرًا بالوالدين وكلما أوصى بالولد "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ"الأحقاف:15 لم يقل بأبنائه لأنه طبيعي أنت لا تحتاج وصية, -ابنك قليل الأدب دمه رخم وواد رزل، طمع في الرزالة خدها لنفسه صح, والشارع كله والجيران بيدعوا عليه واد رزل بشكل يا أخي وبعدين يقول نكتة رخمة رخمة, يقول الله عسل يا حماده سكر يا ولد وهو دمه يلطش بس بيحبه ومش بإيديه, صلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم-.

نماذج من بر الصحابة بأمهاتهم:
ذكر ابن الجوزي أن أم المؤمنين عائشة قالت: "كان رجلا من أصحاب النبي محمد أبر مَن كان في هذه الأمة بالأم عثمان بن عفان وحارسة بن النعمان".
أما عثمان بن عفان
فإنه قال "ما استطعت أن أتأمل وجه أمي منذ أسلمت إجلالاً لها" أقدر أنظر في وجه أمي هكذا! إجلالاً لها لا أستطيع!, تعالى اليوم قل لابنك افعل كذا يقول لك لن أفعل، تقول له سأضربك، تجد الولد ينظر لك نظرة! ويرفع لك حاجبه ويخيفك، -نعم والله العظيم عيال تخوِّف- أليس كذلك؟, عثمان يقول لك لا أستطيع أن أنظر، أخاف، توقيرًا لها.

وحارثة ابن النعمان فكان يطعمها بيده ولا يستفهم كلامها قط, اذهب.. حاضر، افعل.. حاضر، حاضر، حاضر اجري.. حاضر، حاضر، حتى لو جملة عدت عليه يخاف يقول عيدي الكلام تاني لم أسمع، يخاف.
اليوم الولد يقول لك اقنعني الأول ماذا تقول؟ ولماذا؟ هكذا كان الصحابة صلوا على رسول الله.
اسمع الأعاجيب زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهم, كان زين العابدين إذا أراد أن يأكل يجعل الطعام الواحد في وعاءين بينه وبين أمه، مثلاً سيأكلون لحمًا يقسمه في وعاءين ليس بخلاً, قالوا يا حفيد النبي لماذا تجعل الطعام الواحد في طبقين بينك وبين أمك؟ قال كلام عجيب والله قال "أخشى أن أمد يدي إلى قطعة لحم تكون نفس أمي قد اشتهتها من قبلي فأصبح عاق لأمي", أخشى أن نأكل معًا فأمد يدي على قطعة لحم تكون نفسها اشتهتها وأرادت أن تأخذها فأسبقها وآكلها فأكون عاق لأمي, فأنت تقسم الطعام بينك وبين أمك هذا ورع هذا هو حفيد النبي محمد هذه أخلاق بيت النبوة .

أتعرف إلى أين يصل بك بر الوالدين؟! إلى الفردوس الأعلى,
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على منبره آمين آمين آمين، سألوه لماذا أمنت ثلاثًا؟فقال "إن جبريل عرض لي فقال" وذكر في آخر الحديث "...بعد مَنأدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما، فلم يدخلاه الجنة قلت: آمين" صححه الألبانيحديث طويل، هذا الجزء الذي نحتاجه الآن، أيها العاق.. النبي محمد أمِّن على دعوة أمين السماء جبريل على هلاكه، يا مَن أدركت أبويك وأذقتهما المرارات!.
الأم موجودة، الأب موجود الحق برهما, ماتوا الاثنين حاول تصلح.. صدقة جارية، حج عنهم، اعتمر عنهم، في كل سجده "رب ارحمهما كما ربياني صغيرا", بر الوالدين يصلك للفردوس الأعلى، بر الوالدين يجعلك صاحب دعاء مجاب، تريد أن يكون دعاءك مجاب؟ الطريق بر الأم.
اسمع العجب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال "إن خير التابعين رجل يقال له: أويس وله والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، وكان به بياض، فمروه فليستغفر لكم" صححه الألباني النبي لم يرَ أويس قط لكن قال أن هناك رجل اسمه أويس دعوته مجابه، مَن يراه منكم يطلب منه أن يدعو له ،سيدنا عمر كل سنة تأتيه أمداد اليمن، الكتائب التي تذهب لتجاهد مع المسلمين من اليمن فيقول عمر أفيكم أُناس من قرن؟ من مراد؟ بطن من بطون اليمن ثم من قرن، نعم نحن من قرن، يقول أفيكم أويس؟ يقولون لا.

وفي سنة قال أفيكم أويس بن عامر؟ قالوا نعم فجاؤوا به قال أنت أويس؟ قال نعم، قال كان بك برص فبرأت منه إلا موضع الدرهم؟ قال نعم، ألك والدة؟ قال نعم، قال سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "يأتي عليكم أُوَيسُ بنُ عامرٍ مع أمدادِ أهلِ اليمنِ من مرادٍ ثم من قرَنٍ، كان به برَصٌ فبرأ منه إلا موضعُ درهمٍ، له والدةٌ هو بها بَرٌّ لو أقسم على اللهِ لأَبَرَّه فإن استطعتَ أن يستغفرَ لك فافعل" ادعُ الله لي يا أويس، مَن الذي طلب؟! عمـــر.
هذا الحديث فيه فوائد:
الفائدة الأولى: فضل بر الأم، هذا الرجل ذكره النبي لأنه بر بأمه.
الفائدة الثانية: يجعلك مجاب الدعوة
الفائدة الثالثة: كان فيه برص وبرأ منه إلا موضع درهم تحت الإبط, أويس طلب من ربنا أن يشفيه من المرض ويترك له جزء ليتذكر به نعمة الله عليه، لأن الإنسان منا غالبًا يُلح على الله في الدعاء عند الشدائد وينساه في الرخاء.

بر الوالدين.. الإمام أبو حنيفة النعمان، يقول أبو يوسف كانت والدة أبي حنيفة تجلس في مجلس عمر بن أبي ذر، وعمر بن ذر تلميذ أبو حنيفة،أنتِ عندك الإمام اسمعي منه! تقول لا، لا أسمعك، إذا أرادت أم الإمام فتوى يقول لها أفتيك يا أماه، تقول خذني للشيخ عمر بن ذر، فيحملها ويذهب بها، حملها إلى عمر بن ذر قال يا ابن ذر أمي معي تريد منك فتوى في كذا، قال يا سبحان الله قال يا إمام وأنت تسألني! قال ماذا أفعل؟ هي أمرتني..
قال سأله ابن ذر فكيف يكون الجواب حتى أخبرك, قال يكون كذا وكذا, قال فكتب له الفتوى وخاتمها وذهب بها وقال لها هذه فتوى عمر بن ذر, قالت هذه هي الفتوى لا فتوى أبي حنيفة، هؤلاء هم دول العلماء.
أبو حنيفة من مناقبه كما ذكر الذهبي بره بأمه, أمروه أن يلي القضاء فأبى فسجنوه وكانوا كل يوم يجلدوه لكي يرضى أن يكون قاضيًا وهو يأبى، فضربوه مرة بشدة وظهر أثر الضرب في وجهه, فدخل هذه المرة يبكي، قال أصحابه يا إمام نعهد فيك الصبر والجَلَد لماذا تبكي؟ "قال ستأتي أمي لزيارتي وإن رأت أمي هذا الأثر من الضرب على وجهي ستغتم ولا يوجد في الدنيا ما هو أشد على نفسي من غمّ أمي", اللهم ارض عن أبي حنيفة، هكذا كانوا.

أبو مرده بن أبي موسى الأشعري يحدث يقول: رأيت ابن عمر جاءه رجل من اليمن قد حمل أمه على ظهره وطاف بها حول الكعبة ثم أنشد يقول إني لها بعيرها المذلَّل، إن أُذعرت ركابها لم أذعر.. الله ربي ذو الجلال الأكبر حملتها أكبر مما حملت فهل تُرى جازيتها يا ابن عمر؟ قال هيهات ولا بزفرة واحدة من زفرات الولادة" رواه البخاري في الأدب المفرد
كَهْمُس الدَعّاء هذا السلفي كهمس بن الحسن رأى عقربًا في البيت، ذهب لزيارة أمه فرأى عقربًا في البيت، حاول أن يقتل العقرب فجرى وهرب في جُحر فأدخل كَهْمُس يده خلف العقرب في الجُحر وأخذ يضرب بيده والعقرب يلدغ وهو ينزل العرق منه ويتلون حتى قتلها بيده، قالوا ما الذي فعلت؟ لماذا أدخلت يدك خلفها في الجُحر؟ قال: خفت أن تخرج ليلاً فتلدغ أمي.
تحمل لدغ العقارب وكاد أن يموت حتى يرفع الأذى عن الأم, فلو مات فوالله هو في عداد الشهداء، لو مات فهو في عداد الشهداء.
محمد بن سيرين كان يكلم أمه كما يكلم الأمير, لا يمكن أن يجلس وهي واقفة, من عقوق الوالدين أن تجلس ووالدك واقف، أن تمشي من أمامه، أن ترفع صوتك عليه.
طلق بن حبيب كان لا يمشي فوق ظهر بيت أمه من تحته، لا يمشي فوق السقف وأمه تحته إجلالاً لها.
محمد بن المنكدر كان يضع خده على الأرض ويقول يا أمي ضعي قدمك على خدي.
قال سعيد بن عامر، قال بن المنكدر "بات أخي عمر يقيم الليل وبت أنا أدلُك قدم أمي لمرض نزل به وما أحب أن يكون ثواب ليليتي كثواب ليلته", واحد يدلُك قدم الأم من المرض والتاني يقيم الليل قال لا يمكن أن يكون ثواب ليلتي كثواب ليلته.

هذه بعض النماذج لبر الأم وهذه هديتي لكل ابن أوصيه أن يبر أمه طول العام فلا يُسمعها إلا طيب القول، يؤثرها على نفسه، لا يهملها ولا يغفلها بأي حال من الأحوال, أقصر طريق للجنة هو بر الأم, إلى هذا الحد نقف وبه نكتفي وهذا ما أعلم والله عزَّ وجلَّ أعلى وأعلم.

تم بحمد الله

انتظرونا قريبًا بإذن الله مع دروس جديدة من تفريغ
"فريق عمل التفريغ"
كما نتشرف بانضمامكم لفريق عملنا
فرغ درسًا وانشر خيرًا ونل أجرًا
رزقنا الله وإياكم الإخلاص والقبول

[بذور الزهور]

رد: عيد الأم عادة أم عبادة؟ - لفضيلة الشيخ: مسعد أنور

جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

[*أمة الرحيم*]

رد: عيد الأم عادة أم عبادة؟ - لفضيلة الشيخ: مسعد أنور

وجزاكم الله خيرًا .... نفعنا الله وإياكم

[بذور الزهور]

رد: عيد الأم عادة أم عبادة؟ - لفضيلة الشيخ: مسعد أنور

للنفع بارك الله فيكم

[لؤلؤة باسلامي]

رد: عيد الأم عادة أم عبادة؟ - لفضيلة الشيخ: مسعد أنور

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

[*أمة الرحيم*]

رد: عيد الأم عادة أم عبادة؟ - لفضيلة الشيخ: مسعد أنور

للنفع بارك الله فيكم

جزاكم الله خيرًا

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

وجزاكم الله خيرًا منه

وفيكم بارك الله

[بذور الزهور]

للنفع