السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض الناس لم يتعلم أنَّ الله ناظرٌ إليه ومطلع عليه، فلا يراعي إطلاع الله عليه في عدم وجود الآخرين. فتجده يقضي وقته على النت والمواقع والشات .. وناهيك عن القصص المبكية التي تحدث على الشات هذه الأيام والبلايا الضخام التي تحدث بسبب إدمان بعض الناس له .. أو تجده يشاهد المشاهد الغير لائقة على القنوات ..صار لا يستحى من عين الله، كثير من الشباب يعتقدون أن الأمر مجرد تجربة "ومرة وهتعدي".. فبالنسبة له ليست مشكلة أن يدخن كتجربة لمرة واحدة فقط أو أن يشاهد منظر أو يتذوق شيئًا .. وكثيرون كانت بداية إدمانهم للمعصية مرة وهتعدي! إبليس طرد من الجنة بسبب ذنب… مرة واحدة….مرة وهتعدى إبليس قبل أن يكون منه ما كان ذكِرَ أنه عبد الله عبادة شديدة حتى أقسم ألا يترك موضع قدم إلا وسجد فيه، فلما أمر بالسجود ورفض مرة واحده فقط لعنه الله تعالى إلى يوم الدين . وآدم عليه السلام أذنب ذنب واحد فقط، عندما أمره الله عز وجل بأن لا يأكل من الشجرة فأكل منها فطرده من الجنة ليعيش في الأرض .. أرض الشقاء و العناء. سيدنا يونس عليه السلام أُمر أن يدعو الناس لعبادة الله وتوحيده، فأخذ يدعوهم ولم يجد منهم إستجابة. وعندما يأس من دعوتهم، ركب السفينة ليذهب إلى مكان آخر عسى أن يكون فيه خير .. لكن الأمر ليس بهواه وإنما عليه طاعة أمر الله .. يقول الله تعالى {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ(143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ(144)} [الصافات] .. لقد كان يونس عليه السلام صفوة خلق الله في زمانه، وأحب خلق الله إليه. ولكنه أذنب ذنبًا واحدًا فكان هذا جزائه .. وأنت الآن عاهد ربك على أن تترك هذا الذنب وعلى أن لا تعود إليه إلى يوم الدين وأستعن بالله على ذلك عسى أن يكون ثمنًا لدخولك الجنة .. ذنب واحد تستهين به ممكن أن يوصلك إلى أشد العذاب و ذنب تخاف أن تلقى الله به وتعزم على ألا تفعله أبدًا في حياتك يوصلك إلى الجنة. {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}[النازعات: 40,41] فماذا سيفعل صاحب الذنب عندما يقف أمامه سبحانه وتعالى ويقول له: أما استحييت تعصيني وتُخفي الذنب عن خلقي وبالعصيان تأتيني؟ {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا} [النساء: 108] نسأل الله تعالى أن يتوب علينا توبة يرضى بها عنا. المصادر: درس "على فين يا شباب" لفضيلة الشيخ هاني حلمي |
تعليق