Tweet
الطريقة العملية لتصبح من العافين
كيف تصبح من العافين ؟
1-أن تعلم أن القوَّة والرجولة في العفو وليست في السفه ولا في عُلو الصوت: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "ما الصَّرْعةُ قال قالوا الصَّريعُ الذي لا تصرعه الرجال، قال: فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- الصَّرْعةُ كلُّ الصَّرْعةِ الصَّرْعةُ كلُّ الصَّرْعةِ الصَّرْعةُ كلُّ الصَّرْعةِ الرَّجلُ الَّذي يغضبُ فيشتدُّ غضبُه ويحمرُّ وجهُه ويقشعِرُّ جِلدُه فيصرَعُ غضبَه" [المنذري: (3/384)]، لهذا أنت من لك القوامة، إذًا الرجولة أن تمسك أعصابك، ليست الرجولة أن تجعل الموضوع بصوتٍ عالٍ.
2- أن تذكر حسنات المخطئ وفضله، يهوِّن عليك: لتعفو تذكر إيجابياته مثلًا زوجتك، تريد أن تعفو عنها وهي تريد أن تعفو عنك، أنت مددتُ يديك عليها وهذا خطأ لا ينفع ، إنما أعطيتها كلمات لا تليق كلمة جرحَتهَا وما شابه، هي ستتذكرلك هذا اليوم (طيب وخلقه حسن وضغوط الدنيا ولا يجد نقود هذه الأيام ووو)، وأنت (هي بنت حلال وطيبة وتحبني وبس الشيطان عندما يمسك بها ربنا ياخده و.. خلاص)، نفس الكلام مع خصومات الناس تذكر له إيجابيات تعفُ عنه، لكن كلما يقول لك الشيطان هذا وهذا وذاك، وهو شيطان مريد ومنافق ووو، آه والله لن أتركه ووو، الشيطان يجعلك ترى السلبي وليس الإيجابي.
3- أذكر فضائل العفو، وجزاء العفو، وكظم الغيظ: (الأربعة عشر نقطة التي ذكرناهم
4- مواقف وأخبار الصافحين :كما قلنا لك ماذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، أنت أحسن منه؟ فلما تذكر مواقف الصافحين مثل يوسُف عليه السلام كان يُرمى في الجبّ والسجن وراودته امرأة العزيز وكل هذا والبداية كانت من إخوته، وبعد هذا؟ {لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين} [يوسُف: 92].
5- تغافل وتجاهل: قال الإمام الشافعيّ: "الكيِّسُ العاقل هو الفَطِن المتغافِل" في فقه سياسة الحياة الزوجية إذًا التغافل والتجاهل.
6- أن تتذكر أخطائك:اجعلها هكذا دومًا لتحتمل ضرر الناس اعرف أنك محتمل ضررك ومشاكلك وكلنا ذلك الرجل، وليس هناك منا من لا يخاف لحظة الوقوف بين يدي الله عز وجل، فكلما يفعل معك أحد شيء تذكر أنا عندي ذنوب وأخاف أن ألقى الله بها، سأعفُ عنه فقط ليعفو الله عني، فتذكر أخطاء الإنسان يساعده على العفو عن غيره.
7- تلمَّس العذر للناس: وهذا ما ينهي الموضوع، زوجتك أعلت صوتها عليك، ألتمس لها بالتأكيد كان عندها مشاكل أو مثلًا كان هذا الوقت لديها العذر الشهري ومتعبة وكذا وجاءها خبر كذا وحالتها النفسية ليست مستقرة وهذه ليست زوجتي وكذا، وهي تقول نفس الكلام، وكذلك الشخص الذي أخطأ بك، الله عز وجل عندما تكلم عن سيدنا موسى الكليم قال: {وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} [الأعراف: 154]، إذًا الغضب الذي كان يتحدث وليس سيدنا موسى، سيدنا موسى أمسك الألواح التي بها الوصايا العشر ورماها أرضًا، الواحد وهو غاضب لا يكون متماسك بنسبة كبيرة، لكن نعذره كلنا نغضب وكلنا يأتي علينا هذا التمس له عذرًا فإن لم تجد له عذر قل لعل له عذر لا أعلمه.
8- حتى تعفو اقبل الاعتذار: الأول تلمَّس، واقبل عذره، قال الإمام الشافعيّ: "من استُرضي فلم يرضى فهو شيطان"أخطأ أو صدق اقبل عذره، قبول الاعتذار من شيَمِ أهل الإيمان، قال الحسن بن علي: "لو أنَّ رجلًا شتمني في أذني هذه، واعتذر إليَّ في أذني هذه لقبلت عذره" هنا شتمني وبعد هذا قال لي لا تتضايق.
9- اترك اتِّهام النَّوايا: هؤلاء يريدون أن يفعلوا كذا، لا بل الآخرين هم من يريدون كذا، كلٌّ هكذا، اتِّهام النوايا هذا مقصده كذا وهذا كذا، لو أنَّ عندنا حسن ظن لما كان هذا الحال، اترك النوايا واحذر ما غاب من الخفايا، إذًا لا تتهِّم نوايا الناس أبدًا.
10-حتى تكون من أهل العفو عليك أن تعرف أن ذلك لا يكون إلا بالمجاهدة: أنا لن أخرج من هذا الدرس خلاص وقد أصحبت عفوّ، نعم أخذنا كلام جيد لكن أنا متطبع بطبع، ولا أقول لكم كلمتين وأذهب، أنا أقول هذا الكلام يحتاج مجاهدة، كان الأحنف بن قيس يقولون عنه أنه كان أيضًا من الحلماء، فكان يقول:" لستُ بحليم ولكني أتحالم"،أنا أغضب لكن أضغط على نفسي إلى أن يستقيم الأمر عندي.
11- أن تلتزم بآداب المحادثة: المشكلة أننا نتكلم بطريقة خطأ فنستفز من حولنا.
من الأفعال التي يترتب عليها الغضب :
(1)كثرة المزاح والمدح بالقول أو الفعل: المزاح الزائد عن حده يقلب، فاجعله خفيفًا حتى لا تضايق من حولك إلى عداء.
(2) الجدل.
(3) بذائة اللسان والتفحش في القول.
(4) قلة مراعاة مشاعر الناس
(5)التصيُّد لعثرات الناس: تمسك لهم كل كلمة مبتدع، قال كلمة كفر، وما إلى ذلك ولا يسكت، فهذا صاحب قلب نسأل الله العفو والعافية، وصاحب نفس ذُبابية لا تقع إلا على القذر، فلا تتصيَّد عثرات الناس.
12-أن تقبل الحياة كما هي:هناك شخص طوال الوقت متسخط، لماذا أعيش هكذا؟ لماذا ليس معي نقودًا؟ ولماذا ولماذا؟ لا يعجبه شيء في الدنيا، هذا دومًا سوداوي، إنما الذي يقبل الحياة كما هي ويعرف أنها مكدَّرة ويجب أن تؤذى ممن حولك، والنقود تقل، ويكون مشاجرات بين الزوجة وغيره {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155]، فاقبل الدنيا كما هي فلن تكتمل لك زوجة، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "لا يفرَكْ مؤمنٌ مؤمنةً، إن كرِهَ منْها خُلقًا رضِيَ منْها آخرَ أو قال: غيرَهُ" [مسلم: 1469]، الدنيا وهي هكذا افهمها حتى لا تتنكَّد بنَكَدِها، لن تجد ولدًا أو زوجة أو صديقًا أو مسكنًا أو أي شيئ إلا وفيه ما يكدره، فتقبلها على ما هي فيساعدك ذلك على البلوغ لهذه المنزلة.
من درس " خلق العفو" للشيخ / هاني حلمي
تعليق