إن أولى الناس بالأنبياء هو من اتبع ما جاءوا به من الحق المبين، واقتفى آثارهم فيما يرضي رب العالمين، فمن كان كذلك
فهو حقيق أن ينتسب إليهم، وأن ينال شرف ذلك، والانتساب إلى الأنبياء
والرسل عليهم السلام ليس بالتمني ولا بالتحلي ولا بالدعاوى الكاذبة، بل هو قول وعمل.
أخوة الأنبياء عليهم السلام
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي
تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].
أما بعد: روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "كان يوم عاشوراء يوماً تعظمه اليهود وتتخذه
عيداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صوموه أنتم)".
وفي رواية: (كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيداً، ويُلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم)
أي: زينتهم وعلاماتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فصوموه أنتم).
وروى الشيخان أيضاً عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال: ما هذا؟! قالوا: هذا يوم صالح نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه،
فقال صلى الله عليه وسلم: أنا أحق بموسى منكم) فصامه صلى الله عليه وسلم، وأمر بصيامه.
وفي رواية: فقال لهم: (ما هذا اليوم الذي تصومونه؟! قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فيه فرعون
وقومه، فصامه موسى شكراً فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمر بصيامه).
وفي رواية لـأبي داود : (حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله! إنه يوم
تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام القادم -إن شاء الله- صمت اليوم التاسع،
فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم).
قال العلماء: المعنى: لأصومن التاسع مع العاشر؛ مخالفة لليهود.
أيها الإخوة في الله! وقفتنا في مناسبة عاشوراء ومشروعية صيامه لا تختص بهذا اليوم، وإنما تمتد لتقعد قاعدة من قواعد
الصراع العقدي بين الإسلام وغيره من الملل والنحل.
وقفة مع قول الهادي البشير صلى الله عليه وسلم لما رأى اليهود تصوم يوم عاشوراء؛
لأن الله نجى فيه موسى ومن معه: (نحن أحق وأولى بموسى منكم).
إن هذا الحديث -وغيره من أدلة الكتاب والسنة- يدل على عدد من القواعد والأصول، وسنقف عند بعضها هذا اليوم.
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي
تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء:1].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب:70-71].
أما بعد: روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "كان يوم عاشوراء يوماً تعظمه اليهود وتتخذه
عيداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صوموه أنتم)".
وفي رواية: (كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيداً، ويُلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم)
أي: زينتهم وعلاماتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فصوموه أنتم).
وروى الشيخان أيضاً عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال: ما هذا؟! قالوا: هذا يوم صالح نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه،
فقال صلى الله عليه وسلم: أنا أحق بموسى منكم) فصامه صلى الله عليه وسلم، وأمر بصيامه.
وفي رواية: فقال لهم: (ما هذا اليوم الذي تصومونه؟! قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فيه فرعون
وقومه، فصامه موسى شكراً فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فنحن أحق وأولى بموسى منكم فصامه
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمر بصيامه).
وفي رواية لـأبي داود : (حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله! إنه يوم
تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام القادم -إن شاء الله- صمت اليوم التاسع،
فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم).
قال العلماء: المعنى: لأصومن التاسع مع العاشر؛ مخالفة لليهود.
أيها الإخوة في الله! وقفتنا في مناسبة عاشوراء ومشروعية صيامه لا تختص بهذا اليوم، وإنما تمتد لتقعد قاعدة من قواعد
الصراع العقدي بين الإسلام وغيره من الملل والنحل.
وقفة مع قول الهادي البشير صلى الله عليه وسلم لما رأى اليهود تصوم يوم عاشوراء؛
لأن الله نجى فيه موسى ومن معه: (نحن أحق وأولى بموسى منكم).
إن هذا الحديث -وغيره من أدلة الكتاب والسنة- يدل على عدد من القواعد والأصول، وسنقف عند بعضها هذا اليوم.
أخوة الأنبياء في العقيدة
العقيدة تجمع الأنبياء والرسل جميعاً، فهم على عقيدة واحدة تقوم على عبادة الله وحده لا شريك له وإن اختلفت شرائعهم، وشريعة كل نبي تبع لهذه العقيدة ومنبثقة منها، ولا تصح العقيدة لأي قوم إلا باتباع الشريعة التي جاء بها نبيهم،
ومن ثم قال كل نبي لقومه كما أخبر الله: "أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ" [نوح:3]،
فالتلازم بين الشريعة والعقيدة جاء به جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام بلا استثناء.
ومن ثم قال كل نبي لقومه كما أخبر الله: "أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ" [نوح:3]،
فالتلازم بين الشريعة والعقيدة جاء به جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام بلا استثناء.
عدم جواز التفريق بين الأنبياء عليهم السلام
الأنبياء أخوة فيما بينهم، ونحن المسلمين أتباع محمد صلى الله عليه وسلم نؤمن بهم جميعاً دون استثناء، ودون أن نفرق بينهم
كما قال تعالى: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ
رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" [البقرة:285].
أما من فرق بين الرسل فإنه كافر كائناً من كان، قال الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ
وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا
لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا" [النساء:150-152].
كما قال تعالى: "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ
رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" [البقرة:285].
أما من فرق بين الرسل فإنه كافر كائناً من كان، قال الله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ
وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا
لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُوْلَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا" [النساء:150-152].
صور من أخوة الأنبياء فيما بينهم
لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم كيف تكون مدرسة الأنبياء واحدة، وهذه وقفات نقفها مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وإخوانه من الأنبياء:
أولاً: روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يجيء نوح وأمته فيقول الله تعالى له: هل بلغت؟ فيقول: نعم أي رب! فيقول لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: لا ما جاءنا من نبي، فيقول لنوح: من يشهد لك؟ فيقول نوح: محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، قال صلى الله عليه وسلم: فنشهد أنه بلغ"، وهو قول الله جل ذكره: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ [البقرة:143])،
فآخر نبي وأمته يشهدون لأول الرسل نوح أنه بلغ الرسالة، وأدى الأمانة.
ثانياً: لقد كان صلى الله عليه وسلم يدافع عن إخوانه الأنبياء، ويبرئهم مما رموا به، فعن ابن عباس رضي الله عنهما
قال: (دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت -أي: الكعبة- فوجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم، فقال
صلى الله عليه وسلم: أما هم فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة، وهذا إبراهيم مصور، فماله يستقسم؟!)
رواه البخاري .
وفي رواية أخرى له أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الصور في البيت لم يدخل حتى أمر بها فمحيت،
ورأى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام فقال: (قاتلهم الله! والله! إن استقسما بالأزلام قط)
أي: ما استقسما بالأزلام قط.
ثالثاً: لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أكرم الناس؟ قال: أتقاهم، فقالوا: ليس عن هذا نسألك،
قال: فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله، قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: فعن معادن العرب تسألون؟
خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) .
فهذه شهادة من نبينا الكريم بأن أتقى الناس يوسف ابن نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله، الكريم ابن الكريم ابن الكريم
ابن الكريم كما ثبت ذلك أيضاً في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهكذا تكون مدرسة الأنبياء جميعاً مدرسة واحدة.
رابعاً: أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأمته من بعدهم بقتل الوزغ كما في صحيح البخاري أنه قال:
(إنه كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام) أي: أنه كان ينفخ عليه حين ألقي في النار؛ لتزداد النار عليه إيقاداً.
وقد روى الإمام أحمد وابن ماجة : (أن إبراهيم لما ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا أطفأت عنه إلا الوزغ فإنها كانت
تنفخ عليه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها) .
فتأملوا هذا الحكم الشرعي: مشروعية قتل الوزغ، وتأملوا العلة؛ لأنه كان ينفخ على إبراهيم، فأي آصرة هذه التي تجمع
بين أنبياء الله جميعاً عليهم أفضل الصلاة والتسليم؟! وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عن موسى: (نحن أحق بموسى منكم).
خامساً: رسول الله صلى الله عليه وسلم يربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، فعن أبي ذر رضي الله عنه
قال: (قلت: يا رسول الله! أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام، قال: قلت: ثم أي؟
قال: المسجد الأقصى، فقلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعدُ فصله،
فإن الفضل فيه). رواه البخاري .
وعلى هذا فبناء سليمان عليه السلام لبيت المقدس إنما هو تجديد لمسجدٍ بُني قبله، وليس كبناء إبراهيم عليه الصلاة والسلام للكعبة. وهكذا تتفق مدرسة الأنبياء، فهي مدرسة عقيدة واحدة تتبعها شريعة يأتي بها كل نبي، فكل شريعة أتى بها نبي فهي
تابعة لعقيدته، حتى ختمت الشرائع بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فصار لا يقبل من أي أحد شريعة إلا الشريعة
التي جاء بها محمد عليه الصلاة والسلام.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل الكريم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
رسول الله صلى الله عليه وسلم وإخوانه من الأنبياء:
أولاً: روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يجيء نوح وأمته فيقول الله تعالى له: هل بلغت؟ فيقول: نعم أي رب! فيقول لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: لا ما جاءنا من نبي، فيقول لنوح: من يشهد لك؟ فيقول نوح: محمد صلى الله عليه وسلم وأمته، قال صلى الله عليه وسلم: فنشهد أنه بلغ"، وهو قول الله جل ذكره: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ [البقرة:143])،
فآخر نبي وأمته يشهدون لأول الرسل نوح أنه بلغ الرسالة، وأدى الأمانة.
ثانياً: لقد كان صلى الله عليه وسلم يدافع عن إخوانه الأنبياء، ويبرئهم مما رموا به، فعن ابن عباس رضي الله عنهما
قال: (دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت -أي: الكعبة- فوجد فيه صورة إبراهيم وصورة مريم، فقال
صلى الله عليه وسلم: أما هم فقد سمعوا أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة، وهذا إبراهيم مصور، فماله يستقسم؟!)
رواه البخاري .
وفي رواية أخرى له أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الصور في البيت لم يدخل حتى أمر بها فمحيت،
ورأى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام فقال: (قاتلهم الله! والله! إن استقسما بالأزلام قط)
أي: ما استقسما بالأزلام قط.
ثالثاً: لما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أكرم الناس؟ قال: أتقاهم، فقالوا: ليس عن هذا نسألك،
قال: فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله، قالوا: ليس عن هذا نسألك. قال: فعن معادن العرب تسألون؟
خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) .
فهذه شهادة من نبينا الكريم بأن أتقى الناس يوسف ابن نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله، الكريم ابن الكريم ابن الكريم
ابن الكريم كما ثبت ذلك أيضاً في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهكذا تكون مدرسة الأنبياء جميعاً مدرسة واحدة.
رابعاً: أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأمته من بعدهم بقتل الوزغ كما في صحيح البخاري أنه قال:
(إنه كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام) أي: أنه كان ينفخ عليه حين ألقي في النار؛ لتزداد النار عليه إيقاداً.
وقد روى الإمام أحمد وابن ماجة : (أن إبراهيم لما ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا أطفأت عنه إلا الوزغ فإنها كانت
تنفخ عليه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها) .
فتأملوا هذا الحكم الشرعي: مشروعية قتل الوزغ، وتأملوا العلة؛ لأنه كان ينفخ على إبراهيم، فأي آصرة هذه التي تجمع
بين أنبياء الله جميعاً عليهم أفضل الصلاة والتسليم؟! وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عن موسى: (نحن أحق بموسى منكم).
خامساً: رسول الله صلى الله عليه وسلم يربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، فعن أبي ذر رضي الله عنه
قال: (قلت: يا رسول الله! أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام، قال: قلت: ثم أي؟
قال: المسجد الأقصى، فقلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعدُ فصله،
فإن الفضل فيه). رواه البخاري .
وعلى هذا فبناء سليمان عليه السلام لبيت المقدس إنما هو تجديد لمسجدٍ بُني قبله، وليس كبناء إبراهيم عليه الصلاة والسلام للكعبة. وهكذا تتفق مدرسة الأنبياء، فهي مدرسة عقيدة واحدة تتبعها شريعة يأتي بها كل نبي، فكل شريعة أتى بها نبي فهي
تابعة لعقيدته، حتى ختمت الشرائع بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، فصار لا يقبل من أي أحد شريعة إلا الشريعة
التي جاء بها محمد عليه الصلاة والسلام.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل الكريم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
امتداح النبي صلى الله عليه وسلم ليوسف عليه السلام بالتقوى والصبر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
ومن سار على نهجهم، واهتدى بهداهم إلى يوم الدين. وبعد: وتستمر هذه المدرسة.
سادساً: ويمتدح النبي صلى الله عليه وسلم موقفاً عظيماً من مواقف يوسف عليه الصلاة والسلام وهو في السجن، حيث إنه عليه الصلاة والسلام سجن ظلماً بمكيدة امرأة العزيز التي راودته عن نفسه، وصرحت للنسوة اللاتي تحدثن عنها،
فاحتالت عليهن حتى رأينه فقطعن أيديهن، وقالت لهن بعد ذلك كما ذكر الله عنها: "قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ
رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ" [يوسف:32-33]
فسجنوه، ومكث في السجن بضع سنين، وجرى له في السجن مع بقية المسجونين ما قصه الله علينا، ثم رأى ملك مصر
رؤياه وطلب تعبيرها، فتذكر أحد أصحاب يوسف الذين خرجوا من السجن يوسف وتعبيره للرؤى،
فطلب مقابلته في السجن، فقابله وعبر له رؤيا الملك، وكان تعبيره لها ذا أثر عظيم في اقتصاد مصر في ذلك الوقت
لسنين طويلة، فأعجب الملك هذا التعبير للرؤيا وأمر بالإفراج عنه، بل وأمر أن يأتوا به إليه ليقابله فوراً،
قال تعالى: "وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ" [يوسف:50]،
لكن هيهات أن يقبل يوسف الخروج من السجن إلا بعد أن تكشف الحقيقة في سبب سجنه؛ لأن المعلن للناس
أمر عظيم يتعلق بالعرض، حيث اتهم بمراودة امرأة العزيز ، وسجن لأجل ذلك، ولهذا أبى يوسف أن يخرج مع أنه ذاق
السجن وأهواله بضع سنين، قال الله تعالى عن يوسف: "وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ
فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ" [يوسف:50]،
وإنما قال يوسف: ما بال النسوة؛ لأنهن شواهد على تصريح امرأة العزيز وكشفها للحقيقة أمامهن، حيث ذكرت لهن أنها راودته عن نفسه، وأنه استعصم عنها، وأنه إن لم ينفذ هذه الجريمة فسيكون مصيره السجن.
واستدعى الملك النسوة، وكشفن الحقيقة كاملة كما قص الله ذلك، واعترفت امرأة العزيز بفعلتها واعتذرت،
فلما كُشفت الحقيقة وظهرت براءة يوسف خرج يوسف عليه السلام من السجن معززاً مكرماً،
قال الله تعالى بعد ذلك: "وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ" [يوسف:54] إلى آخر الآيات حيث مكن الله ليوسف كما هو معلوم من قصته.
ولقد امتدح النبي صلى الله عليه وسلم موقف يوسف عليه الصلاة والسلام بأسلوب يدل على مبلغ التواضع
الذي بلغه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبأسلوب يدل على امتداحه لهذا الموقف الكريم من يوسف عليه الصلاة
والسلام، حيث أبى يوسف عليه السلام أن يخرج من السجن إلا بعد إثبات البراءة،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم كما روى عنه البخاري: (يرحم الله لوطاً! لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن
طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي).
قال ابن حجر رحمه الله: أي: لأسرعت الإجابة في الخروج من السجن، ولما قدمت طلب البراءة، فوصفه بشدة الصبر
حيث لم يبادر بالخروج، وهذا قاله صلى الله عليه وسلم تواضعاً.
ومن سار على نهجهم، واهتدى بهداهم إلى يوم الدين. وبعد: وتستمر هذه المدرسة.
سادساً: ويمتدح النبي صلى الله عليه وسلم موقفاً عظيماً من مواقف يوسف عليه الصلاة والسلام وهو في السجن، حيث إنه عليه الصلاة والسلام سجن ظلماً بمكيدة امرأة العزيز التي راودته عن نفسه، وصرحت للنسوة اللاتي تحدثن عنها،
فاحتالت عليهن حتى رأينه فقطعن أيديهن، وقالت لهن بعد ذلك كما ذكر الله عنها: "قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ
رَاوَدتُّهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ" [يوسف:32-33]
فسجنوه، ومكث في السجن بضع سنين، وجرى له في السجن مع بقية المسجونين ما قصه الله علينا، ثم رأى ملك مصر
رؤياه وطلب تعبيرها، فتذكر أحد أصحاب يوسف الذين خرجوا من السجن يوسف وتعبيره للرؤى،
فطلب مقابلته في السجن، فقابله وعبر له رؤيا الملك، وكان تعبيره لها ذا أثر عظيم في اقتصاد مصر في ذلك الوقت
لسنين طويلة، فأعجب الملك هذا التعبير للرؤيا وأمر بالإفراج عنه، بل وأمر أن يأتوا به إليه ليقابله فوراً،
قال تعالى: "وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ" [يوسف:50]،
لكن هيهات أن يقبل يوسف الخروج من السجن إلا بعد أن تكشف الحقيقة في سبب سجنه؛ لأن المعلن للناس
أمر عظيم يتعلق بالعرض، حيث اتهم بمراودة امرأة العزيز ، وسجن لأجل ذلك، ولهذا أبى يوسف أن يخرج مع أنه ذاق
السجن وأهواله بضع سنين، قال الله تعالى عن يوسف: "وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ
فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ" [يوسف:50]،
وإنما قال يوسف: ما بال النسوة؛ لأنهن شواهد على تصريح امرأة العزيز وكشفها للحقيقة أمامهن، حيث ذكرت لهن أنها راودته عن نفسه، وأنه استعصم عنها، وأنه إن لم ينفذ هذه الجريمة فسيكون مصيره السجن.
واستدعى الملك النسوة، وكشفن الحقيقة كاملة كما قص الله ذلك، واعترفت امرأة العزيز بفعلتها واعتذرت،
فلما كُشفت الحقيقة وظهرت براءة يوسف خرج يوسف عليه السلام من السجن معززاً مكرماً،
قال الله تعالى بعد ذلك: "وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ" [يوسف:54] إلى آخر الآيات حيث مكن الله ليوسف كما هو معلوم من قصته.
ولقد امتدح النبي صلى الله عليه وسلم موقف يوسف عليه الصلاة والسلام بأسلوب يدل على مبلغ التواضع
الذي بلغه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبأسلوب يدل على امتداحه لهذا الموقف الكريم من يوسف عليه الصلاة
والسلام، حيث أبى يوسف عليه السلام أن يخرج من السجن إلا بعد إثبات البراءة،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم كما روى عنه البخاري: (يرحم الله لوطاً! لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن
طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي).
قال ابن حجر رحمه الله: أي: لأسرعت الإجابة في الخروج من السجن، ولما قدمت طلب البراءة، فوصفه بشدة الصبر
حيث لم يبادر بالخروج، وهذا قاله صلى الله عليه وسلم تواضعاً.
امتداح النبي صلى الله عليه وسلم لموسى عليه السلام
أما حديثه صلى الله عليه وسلم عن موسى عليه الصلاة والسلام فكثير، ومنه هذا الحديث الذي قاله صلى الله عليه وسلم
في صيام يوم عاشوراء: (نحن أحق بموسى منكم).
ومن ذلك حديثه عن إيذاء بني إسرائيل له حين اتهموه بعيب في بدنه، قال صلى الله عليه وسلم: (إن موسى كان رجلاً حيياً
ستيراً لا يُرى من جلده شيئاً استحياءً منه، وآذاه من آذاه من بني إسرائيل فبرأه الله تعالى) وذكر بقية الحديث الذي رواه البخاري .
ولما قسم النبي صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام قسماً قال رجل: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله، فلما أخبر عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول هذا القائل، قال عبد الله : فغضب رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى رأيت الغضب في وجهه ثم قال: (يرحم الله موسى! لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر)،
فهذا اعتراض من منافق على قسمة قسمها رسول الله، وإنها لكلمة كبرى قالها هذا المنافق في محمد بن عبد الله
صلى الله عليه وسلم، ولكنه يصبر ويتصبر، ويذكر إخوانه الصابرين من المرسلين، ومنهم موسى،
والله تعالى يقول له: "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ" [الأحقاف:35].
وكم في هذه الأيام من معترض على شريعة الإسلام، وحدودها، وأحكامها، في تحريم الزنا، والربا، والقتل، وشرب الخمر، وفي تشريع الحجاب للمرأة المسلمة، وفي غيرها من أحكام الإسلام التي تشمل جميع نواحي الحياة.
ويدافع النبي صلى الله عليه وسلم عن أخيه موسى عليه السلام، ويمنع من تفضيله عليه إذا كان على وجه الحمية
والعصبية وانتقاص المفضول،
فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
(بينما يهودي يعرض سلعته أعطي بها شيئاً فقال: لا والذي اصطفى موسى على البشر! فسمعه رجل من الأنصار فلطم
وجهه وقال: تقول: لا والذي اصطفى موسى على البشر والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا؟! فذهب إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال: أبا القاسم! إن لي ذمة وعهداً، فما بال فلان لطم وجهي؟ فقال: لِمَ لطمت وجهه؟ فذكره،
فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى رؤي الغضب في وجهه، ثم قال: لا تفضلوا بين أنبياء الله، فإنه ينفخ في
الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من أبعث فإذا موسى
آخذ بالعرش، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور أم بعث قبلي؟).
فانظروا إلى هذا التواضع من نبي الهدى صلى الله عليه وسلم، وهذا الدفاع عن موسى كليم الله عليهم جميعاً
أفضل الصلاة والتسليم.
ولا شك أن الأنبياء يتفاضلون كما قال تعالى: "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ" [البقرة:253]،
ولا شك أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل الأولين والآخرين، وهو سيد ولد آدم، ولكن المفاضلة الخاصة بين نبيين
إذا جاءت على وجه الحمية والعصبية والتنقص للمفضول فلا تجوز، والرسول صلى الله عليه وسلم هنا يعلمنا دروساً
تربوية كبرى، فهو عليه الصلاة والسلام يعلم أصحابه كيف يكون احترام أنبياء الله ومعرفة منازلهم.
وإن بغضنا لليهود أو النصارى لأجل كفرهم وشركهم، وتحريفهم لكتبهم، وكفرهم وتكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم؛
كل ذلك لا يجعلنا نتعدى أو نظلم فنتكلم بكلام قد يشم منه التنقص لأنبياء الله الصادقين. وتلك -والله-
دروس تربوية من هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام تعلمنا كيف تكون مدرسة الأنبياء مدرسة واحدة.
ولكن لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لليهود: (نحن أحق بموسى منكم؟) هذا ما سنعرض له إن شاء الله لاحقاً. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم دمر أعداء الدين،
اللهم دمر أعداء الدين من اليهود والنصارى والوثنيين وأتباعهم يا رب العالمين!
اللهم انصر عبادك الموحدين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم،
اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم.
اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، اللهم أشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره،
واجعل تدبيره تدميراً عليه يا سميع الدعاء! اللهم إنا نسألك أن توفقنا إلى الإيمان، اللهم إنا نسألك أن تثبتنا على الإيمان،
اللهم أعذنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، اللهم أصلح أولادنا، وبيوتنا، وجميع المسلمين يا رب العالمين!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
إسلام ويب
في صيام يوم عاشوراء: (نحن أحق بموسى منكم).
ومن ذلك حديثه عن إيذاء بني إسرائيل له حين اتهموه بعيب في بدنه، قال صلى الله عليه وسلم: (إن موسى كان رجلاً حيياً
ستيراً لا يُرى من جلده شيئاً استحياءً منه، وآذاه من آذاه من بني إسرائيل فبرأه الله تعالى) وذكر بقية الحديث الذي رواه البخاري .
ولما قسم النبي صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام قسماً قال رجل: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله، فلما أخبر عبد الله بن مسعود رضي الله عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول هذا القائل، قال عبد الله : فغضب رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى رأيت الغضب في وجهه ثم قال: (يرحم الله موسى! لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر)،
فهذا اعتراض من منافق على قسمة قسمها رسول الله، وإنها لكلمة كبرى قالها هذا المنافق في محمد بن عبد الله
صلى الله عليه وسلم، ولكنه يصبر ويتصبر، ويذكر إخوانه الصابرين من المرسلين، ومنهم موسى،
والله تعالى يقول له: "فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ" [الأحقاف:35].
وكم في هذه الأيام من معترض على شريعة الإسلام، وحدودها، وأحكامها، في تحريم الزنا، والربا، والقتل، وشرب الخمر، وفي تشريع الحجاب للمرأة المسلمة، وفي غيرها من أحكام الإسلام التي تشمل جميع نواحي الحياة.
ويدافع النبي صلى الله عليه وسلم عن أخيه موسى عليه السلام، ويمنع من تفضيله عليه إذا كان على وجه الحمية
والعصبية وانتقاص المفضول،
فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
(بينما يهودي يعرض سلعته أعطي بها شيئاً فقال: لا والذي اصطفى موسى على البشر! فسمعه رجل من الأنصار فلطم
وجهه وقال: تقول: لا والذي اصطفى موسى على البشر والنبي صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا؟! فذهب إلى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال: أبا القاسم! إن لي ذمة وعهداً، فما بال فلان لطم وجهي؟ فقال: لِمَ لطمت وجهه؟ فذكره،
فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى رؤي الغضب في وجهه، ثم قال: لا تفضلوا بين أنبياء الله، فإنه ينفخ في
الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من أبعث فإذا موسى
آخذ بالعرش، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور أم بعث قبلي؟).
فانظروا إلى هذا التواضع من نبي الهدى صلى الله عليه وسلم، وهذا الدفاع عن موسى كليم الله عليهم جميعاً
أفضل الصلاة والتسليم.
ولا شك أن الأنبياء يتفاضلون كما قال تعالى: "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ" [البقرة:253]،
ولا شك أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل الأولين والآخرين، وهو سيد ولد آدم، ولكن المفاضلة الخاصة بين نبيين
إذا جاءت على وجه الحمية والعصبية والتنقص للمفضول فلا تجوز، والرسول صلى الله عليه وسلم هنا يعلمنا دروساً
تربوية كبرى، فهو عليه الصلاة والسلام يعلم أصحابه كيف يكون احترام أنبياء الله ومعرفة منازلهم.
وإن بغضنا لليهود أو النصارى لأجل كفرهم وشركهم، وتحريفهم لكتبهم، وكفرهم وتكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم؛
كل ذلك لا يجعلنا نتعدى أو نظلم فنتكلم بكلام قد يشم منه التنقص لأنبياء الله الصادقين. وتلك -والله-
دروس تربوية من هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام تعلمنا كيف تكون مدرسة الأنبياء مدرسة واحدة.
ولكن لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لليهود: (نحن أحق بموسى منكم؟) هذا ما سنعرض له إن شاء الله لاحقاً. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم دمر أعداء الدين،
اللهم دمر أعداء الدين من اليهود والنصارى والوثنيين وأتباعهم يا رب العالمين!
اللهم انصر عبادك الموحدين في مشارق الأرض ومغاربها، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم،
اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم.
اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، اللهم أشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره،
واجعل تدبيره تدميراً عليه يا سميع الدعاء! اللهم إنا نسألك أن توفقنا إلى الإيمان، اللهم إنا نسألك أن تثبتنا على الإيمان،
اللهم أعذنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، اللهم أصلح أولادنا، وبيوتنا، وجميع المسلمين يا رب العالمين!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
إسلام ويب
تعليق