السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مختصر من درس" من وصايا المسيح"
تكلمنا عن دعوة المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وها نحن نطوف حول وصاياه وصايا المسيح :
سيدنا المسيح من أقواله ومن وصاياه فى الحلية أنه كان يقول:
الوصية الأولى : دعوته للصدق
إن أعظم الذنوب أن يقول الرجل الله يعلم أنى صادق والله يعلم أنه كاذب:
فحاله كحال من ذكره الله عز وجل فى الأية { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّـهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}[البقرة204 ]فمن يقول إن الله شهيد أننى لم أكن أريد إلا وجه الله عزوجل والله شهيد أننى لا أريد ثناء ولا أجرا ولا.
فضفض لله وقل له أنا سيىء أبكى واطلب منه أن يطهرك قل أنك تريد أن تكون أنسان صالح ولكن لاتعرف يمكن لحظة صدق مع الله تغير كل شىء فى حياتك فأول وصية دعوته للصدق .
الوصية الثانية :دعوته للتواضع كل هذا تحت مسمى الخلق الحسن
قال سعيد بن عبد العزيز بلغنى أنه ليس من كلمة أحب إلى عيسى عليه السلام من أن يقال هذا المسكين لأنه كان يحب ذلك وكان النبى محمد صلى الله عليه وسلم يقول" اللَّهمَّ أحيني مسْكينًا ،وأمتني مسْكينًا ،واحشرنى فى زمرة المساكين"[صححه الألبانى فى صحيح بن ماجه3345]
ما معنى المساكين ؟ الغلابة الذين لا يجدون الطعام الفقراء الذين يأكلون الطعام اليسير ؟لا فالمسكنة هنا معناها التواضع لله فيمكن أن تكون ملياردير وتكون مسكينا
كيف؟قالوا للإمام أحمد: أيكون للرجل ألف ألف ويكون زاهدا؟قال نعم إذا كانت الدنيا فى يده وليس فى قلبه .
الوصية الثالثة :العفة
لأن ابن آدم لا يقع فى المشاكل إلا بسبب شيئين لا ثالث لهما :فتنة الشهوات وفتنة الشبهات .فأى ذنب فكرت فيه أو وقعت فيه كان سببه شهوة امرأة نظرت لها أو شاهدت فيلم به أشياء لا تصح فهى شهوة
ما المطلوب؟ مطلوب عفة مع الشهوة كان عيسى بن مريم يقول:طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود غيب لم يره .ماذا يعنى ذلك؟ مثلا شاب والشهوة مسيطرة عليه فمرت امرأة جميلة جدا
هذه شهوة حاضرة فتذكر الحوراء أو تذكر رفقة النبى صلى الله عليه وسلم أو تذكر الفردوس وماأعد الله سبحانه وتعالى لعباده الصالحين مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر أو تذكر أنه سوف يقف بين يدى الله عزوجل
الوصية الرابعة :دعوته للتزكية
سيدنا المسيح فى الحلية عن وهيب بن الورد قال بلغنا أن عيسى عليه السلام مر هو ورجل من بنى اسرائيل من حوارييه بلص فى قلعة له فلما رآهما اللص القى الله فى قلبه التوبة وقال لنفسه هذا عيسى عليه السلام روح الله وهذا حوارى من حواريه فمن أنت يا شقى لص بنى اسرائيل قطعت الطريق وسرقت الأموال
وسفكت الدماء ثم هبط اليهما تائبا نادما على ما كان منه فلما لحقهما قال لنفسه تريد أن تمشى معهما لست بذلك أهل قال امش خلفهما كما يمش الخطاء المذنب مثلك فهو محتقر لنفسه وندمان وتائب وحالته أفضل ما يكون فى الأنكسار لله فالتفت إليه الحوارى فعرفه فقال فى نفسه انظر هذا الخبيث الشقى يمشى وراءنا قال فاطلع الله على ما فى قلوبهما من ندامة وتوبة اللص وازدراء وكبر الحوارى وتفضيله لنفسه فأوحى الله إلى عيسى أن مر الحوارى ولص بنى اسرائيل أن يستأنفا العمل أما اللص فقد غفرت له ما مضى لندامته وتوبته وأما الحوارى فقد احبطت عمله لعجبه بنفسه وازدراءه هذا التائب ،لماذا تتهم نوايا الناس؟ هذا ليس عملك إياك واتهام النوايا إياك أن تحكم غلى الناس وأنت لست الحكم {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ }[الأنعام 57]
الشاهد هنا دعوته للتزكية أين التزكية؟ إياك والعجب وعليك بالتواضع والمسكنة ,إياك والافتخار والكبر وعليك أن تكون ذليل بين يدى الله معترفا بذنبك أرفع شعار أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى .
الوصية الخامسة :دعوته الزهد
وقلنا أن الزهد ليس أنسان ليس معه أموال ولكن أنسان الدنيا ليست فى قلبه
اسمع كيف كان المسيح يوصينا بأخراج الدنيا من قلوبنا قال عيسى للحواريين :كما ترك لكم الملوك الحكمة فدعوا لهم الدنيا.
هم رضوا بالدنيا والرئاسة والمنصب والزعامات وأصبحوا عبيد للكراسى والدنيا أهم شىء عندهم الدنيا
إذا نافسك الرجل فى أمر الدنيا فألقها فى نحره كل هذا من أجل هذه خذها فهذا ينظر للدنيا باذدراء فالنبى صلى الله عليه وسلم قال عنها ملعونة وشبهها أنها جيفة فقد مر على جيفة وتقزز منها الصحابة فأمسكها النبى وقال للدنيا أهون على الله من هذا عليكم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إنَّ مَطعمَ ابنِ آدمَ قد ضُرِب للدُّنيا مثلًا فانظُرْ ما يخرجُ من ابنِ آدمَ وإن قزَّحه وملَّحه قد علِم إلى ما يصيرُ "[قال الألبانى فى السلسلة الصحيحة : اسناده صحيح (382)]
وقال عيسى عليه السلام: لن تنالوا ما عند الله حتى تلبسوا الصوف على لذة وتأكلوا الشعير على لذة وتفترشوا الأرض على لذة .مقصوده ألا يفرق معك فتلبس أى لبس وتأكل أى طعام وهذا ما يحدث فى تعاليم الأسلام يوصينا ويكون من هديه الأعتكاف وعندما تنام فى المسجد لا يوجد أسرة نام على الأرض
وعن وهيب قال عيسى : اربع لا يجتمعن فى أحد إلا تعجب أى أربع أشياء إذا فعلتهم أصبحت عابد لله 1.الصمت وهو أول العبادة 2.التواضع 3.الزهد 4 وقلة الشىء
الوصية السادسة :تعظيمه لحرمات الله سبحانه وتعالى
دخل عيسى بيت المقدس وهم يتبايعون فيه_أى جعلوا المسجد سوقا _فجعل ثوبه مفراقا وسعى عليهم ضربا وقال: يابنى الحيات يا بنى الأفاعى اتخذتم مساجد الله اسواقا.
وكان يعظ قومه فمر ذات مرة يمشيخة فيها كبار السن فقال: يا معاشر الشيوخ يا من أعذركم الله أعذر الله إلى رجل بلغ ستين عاما_والله سبحانه وتعالى يقول{حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً }[الأحقاف15] يا معشر الشيوخ أما علمتم أن الزرع إذا أبيض ويبس واشتد فقد دنا حصاده قالوا بلا قال فاستعدوا فقد دنا حصادكم ثم مر بشباب قال: يا معاشر الشباب أما علمتم أن رب الزرع ربما حصده قبل موعده؟قالوا بلا قال فاستعدوا فإنكم لا تدرون متى تحصدون
قل كلمة فربما سمعها أحد وكانت سبب فى دخوله الجنة وأنت تابع الدروس لعلك تسمع الكلمة التى سوف تدخلك الجنة لا تعلم .
الوصية السابعة : الرفقة الصالحة
كان يقول: تقربوا إلى الله ببغض أهل المعاصى والتمسوا رضوانه بالتباعد منهم قالوا له ومن نجالس قال: من تذكركم بالله رؤيته .كان هناك فى السلف إذا رأوا ذكر الله أى بمجرد أن تراه تقول سبحان الله سبحان الله أى تسبح تحس فى سمته الصلاح فتذكر ربك أول ما ترى وجهه ويرغبكم فى الأخرة عمله يزيد فى علمه منطقه .كلامه وعمله ورؤياه يذكرك بالله عزوجل وكان يوصى بشدة التمسك بكتاب الله
نأخذ واجبات عملية وخصوصا فى باب التعبد والأخلاق:
روى عن ابن عباس والأثر فى تاريخ دمشق ان ابن عباس قال كان عيسى بن مريم يصوم الدهر أى لا يفطر ويأكل الشعير و يلبس الشعر يأكل ما وجد ولا يسأل عما فقد.
فالزاهد هو الذى يرتضى الموجود ولا يتطلب المفقود والله فى الطعام لا تفرق لأنها ثانية واحدة التى تأخذ فيها الطعم ثم يستوى كل الطعام فمن اكل فول مثل الذى أكل
سأقول لك كيف تطبق هذا الكلام :
أولا: الصيام
1-المرحلة الأولى فى الصيام: صوم ثلاثة أيام فلو لم يكونوا الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر العربى فصم أى ثلاثة أيام قال صلى الله عليه وسلم "صومُ شهرِالصبرِ وصومُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِ شهرٍ يُذهِبْنَ وَحَر الصُّدورِ "[ صحيح بن حبان( 6557)] "
وحر الصدر أى وساوس فمن يقول مسنى جن أو الشيطان متسلط على ونحو ذلك فعلاج كل ذلك صيام هذه الثلاث أيام سواء متفرقين أو متصلين وطبعا إذا كانوا 13,14,15هذا أفضل لأن هذا ما ورد عن صنيع النبى لأنهن الأيام البيض.
2-المرحلة الثانية فى الصيام : صيام الأثنين والخميس من كل شهر أى ثمان أيام كل شهر
3- المرحلة الثالثة فى الصيام :تجمع المرحلتان السابقتان ففيها صيام الأثنين والخميس وفيها صيام الثلاث أيام البيض فأصبحوا حوالى عشر أيام كل شهر
4-المرحلة الرابعة فى الصيام : صم صيام داوود أى صم يوما وأفطر يوم أى خمس عشر يوما كل شهر.
ابدأوانظر أنت فى أى مستوى أبدأ ولا تستعجل فتقول سأصوم صيام داوود لا حرج ولكن أنصحك أن تبدأ بالثلاث أيام ثم الثمان أيام ثم العشرة وهكذا ليكون عندنا منهج فى الصيام وحتى تصل إلى أن تكون مثل سيدنا عمر والسيدة عائشة .
ثانيا: قيام الليل
المستوى الأول لقيام الليل : نبدأبعد أن تصلى العشاء صلى ركعتان ثم انصرف من المسجد ابدأ بما تقدر عليه عشر آيات قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس أكثر من عشر آيات وتعتاد عليهم أسبوع أو اسبوعين ليصبحوا لك مثل الماء والهواء
المستوى الثاني لقيام الليل :نبدأنرتقى وصلى كل يوم بمائة آية قال صلى الله عليه وسلم "ومن قام بمائةِ آيةٍ كُتبَ من القانتينَ"[قال الألبانى فى صفة الصلاة :أسناده حسن (527/2)]
وهذا شىء يسير ولو قرأت ثلاث سور من جزء عم سوف تصل إلى المائة آية أو تقرأسورة الواقعة ثم سورة قصيرة بعدها أو سورة الرحمن أو ربع من الصافات لن يأخذ منك اكثر من خمس دقائق وتكون من الذين أثنى عليهم الله من عباده القانتين من المتبتلين الخاضعين المنكسرين فهذه منزلة عالية وتكون فى رفقة مريم {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}[التحريم 12]
المستوى الثالث لقيام الليل : فتبدأ تتدرب على المئتين آية الضعف وعندنا أحاديث مدلولها وخلاصتها أن من قرأ بمئتى آية يكتب عند الله من المخلصين ,درجة الأخلاص ونتدرب نتدرب حتى تجد نفسك قمت الليل بجزءي عم وتبارك مثلا مع الفاتحة تصل إلى ألف آية ويمكن أن تستغرق حوالى ساعة وأكثر قليلا ويكتب لك قنطارا من الأجر والقنطار مثل جبل أحد
فهذه ثلاث مراحل تدريب تدريب تعويد حتى نصل إلى هذه الطاعات إمتثالا لهدى الأنبياء والمرسلين
من درس وصايا المسيح للشيخ هانى حلمى
http://hanyhilmy.com/main/play.php?catsmktba=6125
تعليق