السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلسلة قصة المسيح
الدرس العاشر: دعوة المسيح عليه السلام
دعوة الانبياء هو الخط الذى لابد أن يسير عليه الجميع....لماذا؟
لأنه هو الطريق المعصوم قال تعالى: [أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ] - الأنعام (90)
وهو قمة النجاح والإنجاز البشرى فى زمن يبحث فيه الجميع عن أسرار النجاح لأنهم حققوا معادلة النجاح (إيمان وعمران وأخلاق القرآن)
خصائص دعوة الأنبياء:
1. دعوتهم واحدة لقول النبى: "الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ"فالأصل واحد وهو الدعوة للتوحيد ولكن شرائعهم مختلفة [وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَه إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ] - الأنبياء (25)
2. الدعوة قسمان :
الدعوة التفهيمية :لا يتكلم فيها إلا المتخصص مثل أصول الفقه وتاريخ التشريغ وغيرها
الدعوة التبليغية: لايجوز لأحد التخلف عنها لقول النبى "بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً " ولقول الله [وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ] - العصر ويدخل فى هذا النوع دعوة الأنبياء فوظيفة الأنبياء الأساسية تعبيد الناس لرب الناس [اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرُهُ ] دورالأنبياء التوجيه والإرشاد ولم يملك (من الملك) من الأنبياء إلا داود وسليمان ،الداعية لا يريد أن يحكم كما قال النبى "خلوا بينى وبين الناس"
3. عاشوا قضية عصرهم :
مثال:اهتم إبراهيم عليه السلام جدا بالتوحيد [إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ] - الأنبياء (52) ، [وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدالْأَصْنَام] - إبراهيم (35) لأن مشكلة قومه الوثنية ..
وهكذا كل نبى اهتم بمشكلة قومه قوم لوط المثلية،قوم شعيب الغش الاجتماعى، قوم موسى القهر والظلم ...
الداعية رجل أمة يعرف واقعه يعيش بين الناس ولا ينعزل عنهم وهذا يحتاج لسعة أفق وسعة صدر وتعلم أدب الخلاف ومعرفة أن الفتوى تختلف بحال السائل
4. لا يسألون الناس شيئا أجراء عند الله [وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِين ] - الشعراء .. لذا قال النبى"ازهد فيما عند الناس يحبك الناس"
5. الداعية يكلم الناس بلسانهم يعرف حال المخاطبين ويكلمهم بما يفهمونه [وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ] - إبراهيم (4)
6. قال النبى: "ما من نبى إلا ورعى الغنم" لأن رعاية الغنم تعلم عدة أمور:
· فن القيادة
· الصبر
· الرفق واللين
· والإشفاق والهدوء
7. الدعوة واضحة لا تتحمل عدة معان
مثال: إبراهيم عليه السلام عندما خاطب والده خاطبه بالرفق والتوقير ولكن بمنتهى الوضوح
وهذا يحتاج إلى حكمة وبصر بالعواقب فإن ترتب على دعوته منكر أشد حرم عليه الإنكار،ولا يلتمس رضا الناس عن دعوته
التمكين وعلاقته بدعوة الأنبياء والمرسلين:
[وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ]
التمكين لا يعنى السلطة ولكن أن تقاد الدنيا على منهاج الشرع أن تكون الدنيا مهيأة لأن تعبد الله دون عوائق ولن يكون ذلك إلا بمعادلات القرآن [إن اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ] [أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ] قلب وعمل صالح ،مصلح ،لا أسألكم عليه أجرا
كيف حقق عيسى عليه السلام هذه المعالم؟
1. الدعوة للتوحيد [إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَاصِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ] - آل عمران (51)
2. ربط قلوب قومه بغلام الغيوب واليوم الآخر:كان إذا ذٌكر عنده الساعة صاح ليعظموا شأنها
3. الإيمان بالقدر: (قال عيسى سائلا ربه يا رب أنت عدل وقضاؤك عدل فكيف تقضى على العبد بالذنب ثم تعذبه فقال الله له يا ابن البتول الهٌ عن هذا فإنه من مكنون علمى)
(لقى إبليس عيسى عليه السلام فقال يا عيسى أما تؤمن أنه لا يصيبك إلا ما كتب الله لك فأوف بذروة هذا الجبل فتردى منه فانظرأتعيش أم لا ،قال أما علمت أن الله قال لا يختبرنى عبدى إنى أفعل ما أشاء ونما أريد إن العبد لا يبتلى ربى ولكن الله يبتلى عبده فخصمه)
وقال عيسى:(ليس كما أريد ولكن ما تريد وليس ما أشاء ولكن ما تشاء).... الافتقار
4. تعبيد الناس على حب الله : قال الله:(يا عيسى إن الذى يعبدنى على حب منه أجعله فى أعين أوليائى ملكا فى الجنة) .. "قلبى ملك ربى وربى حبيب قلبى"
5. دعاهم إلى العمل بالعلم: قال عيسى :(من تعلم ثم عمل يدعى عظيما فى ملكوت السماء)
6. الأخلاق: وهذا مما اشتركت فيه دعوة كل الأنبياء
قال عيسى: (خشية الله وحب الفردوس يباعدان من زهرة الدنيا ويورثان الصبر على المشقة) وقال:(من كثر كذبه ذهب جماله ،ومن لاحى الرجال سقطت كرامته ،ومن كثر همه سقم جسده، ومن ساء خلقه عذب نفسه)
7. الحكمة: (مرعيسى مع الحواريين على جيفة كلب فقال الحواريون ما أنتن هذا فقال عيسى ماأشد بياض أسنانه) فعلمهم البحث عن أجمل ما فى أمامهم وهو ما يعرف فى علم النفس بتغيير القناعات السلبية
قال مالك بن دينار عندما روى هذا الأثر (يعظهم وينهاهم عن الغيبة)
من درس دعوة المسيح عليه السلام للشيخ هانى حلمى
http://hanyhilmy.com/main/play.php?catsmktba=6067
تعليق