إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"باب العفو و الصفح عن الناس" // مفهرس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "باب العفو و الصفح عن الناس" // مفهرس




    " باب العفو و الصفح عن الناس"


    قال الإمام البخاري حدثنا عبدالله بن عبد الوهاب
    قال "حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا شعبة عن هشام بن زيد عن أنس
    أن يهودية أتت النبي بشاة مسمومة فأكل منها، فجيء بها فقيل ألا نقتلها.؟
    قال لا، قال فلازلت أعرفها في لهوات رسول الله" .

    أن يهودية أتت النبي بشاة مسمومة أول شيء نستفيده من هذا جواز قبول الهدية من المشركين

    فأكل منا فجيء بها أي بهذه المرأة التي أرادت قتل النبي فقيل للنبي ألا نقتلها؟
    قال لا، وهنا الشاهد في هذا الحديث وهو العفو والصفح عن الناس،
    لقد عفا النبي عن اليهودية التي وضعت له السم بالشاة أفلا نعفو عن إخواننا من باب أولى؟
    إنه هذا الخلق المهجور في واقعنا الآن خلق العفو والصفح والتسامح
    الذي حثنا الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم على أن نتخلق به

    {
    وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ }] التغابن،(14)[
    هذا الخلق الذي أمر الله به نبيه { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } ]الأعراف،(199)[
    لقد جعل الله تبارك وتعالى هذا الخلق من صفات أهل الإيمان أهل التقوى الذين هم أكرم الناس على الله
    فلما قال الله
    وَ سَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} ]آل عمران،(133)
    ذكر صفات أهل التقوى
    وقال
    { ا
    لَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}]آل عمران،(134)[
    قال الإمام بن كثير: أي مع كف الشر يعفون عمن ظلمهم في أنفسهم
    فلايبقى في أنفسهم شيئاً على أحد وهذه أكمل الأحوال بلا شك مع كفهم الشر عن الناس
    فهم يكظمون غيظهم ويعفون عمن ظلمهم،
    وجعل الله عزوجل العفو عن الناس أقرب للتقوى
    فقال سبحانه
    {
    وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}]النساء،(236)[

    كما جعله سببا لمرضاة الله ومغفرته وعفوه فإنها من أسماء ربنا العفو
    {
    إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا }] النساء،(149)[.
    وقال عبدالله بن الزبير في قول الله تبارك وتعالى {خُذِ الْعَفْو
    }، قال أمر نبي الله أن يأخذ العفو من أخلاق الناس.

    والحديث " ما نقَص مال مِن صدقة، وما زادَ اللَّهُ رجلًا بعفوٍ إلَّا عزًّا، وما تواضعَ أحدٌ للَّهِ إلَّا رفعَهُ اللَّهُ ".] الألباني،صحيح الترمذي،(2029)[
    وأخرج أبو يعلى وأبو الشيب والحاكم وصححه
    -يعني في المستدرك-عن أنس
    :بينا رسول الله وسلم جالس إذ رأيناه ضحك حتى بدت ثناياه
    فقال
    له عمر رضي الله عنه: ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي؟
    فقال:رجلان جثيا من أمتي بين يدي رب العزة تبارك وتعالى
    فقال أحدهما: يا رب خذ لي مظلمتي من أخي قال الله، عز وجل:
    أعط أخاك مظلمته قال: يا رب لم يبق لي من حسناته شيء
    قال الله تبارك وتعالى للطالب: كيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء ؟
    قال
    : يا رب فليحمل عني من أوزاري قال: وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء
    وفاضت عينا رسول الله بالبكاء ثم قال: إن ذلك ليوم عظيم
    يوم يحتاج الناس فيه إلى أن يحمل عنهم أوزارهم
    فقال الله تعالى للطالب: ارفع بصرك فانظر في الجنان فرفع رأسه
    فقال: يا رب أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ
    فيقول: لأي نبي هذا ؟ لأي صديق هذا ؟ لأي شهيد هذا ؟
    قال: هذا لمن أعطى الثمن قال: يا رب ومن يملك ذلك ؟
    قال: أنت تملكه قال: بماذا يا رب ؟ قال: تعفو عن أخيك
    قال
    : يا رب إني قد عفوت عنه
    قال الله تعالى: خذ بيد أخيك فأدخله الجنة
    ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك:
    فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة"
    وفي سيرة النبي نماذج رائعة للعفو والتسامح هذا أحدها، المرأة التي أرادت اغتيال رسول الله المرأة اليهودية وما أدراكم ما شأن اليهود
    {
    لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ }]المائدة،(82 )[
    قال أنس فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله،
    اللهوات بفتح اللام هي جمع لهاة وهي في الفم أو اللحمة المشرفة على الحلق،
    ويقال هي أقصى الحلق، وقيل مايبدو من الفم عند التبسم،
    ومراد أنس أنه كان يعتريه المرض من تلك الأكلة أحيانا ويُحتمل أن يعرف لك في اللهوات،
    بتغير لونها، أو بنتوء فيها ولذلك كانت أمنا عائشة رضي الله عنها
    تقول: كما ورد ذلك في صحيح الإمام البخاري كان النبي يقول في مرضه الذي مات فيه
    ياعائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم،
    الأبهر: العرق المستبطن في الظهر المتصل بالقلب ويقال انقطع أبهره فمعنى ذلك أنه مات .
    فكان النبي يقول هذا أوان موتي، بأبي أنت وأمي يارسول الله
    حتى إن بعض أهل العلم يقولون أن اليهود قتلة الأنبياء كانوا سببا في قتل نبينا
    بدلالة هذا الحديث، إلا أننا نقف على معنى عالي الذي هو رسولنا هو عبد العفو سبحانه
    كيف كان نموذجا رائعا في هذا الخلق الرفيع
    .

    لما عَــدّد الله تبارك وتعالى من أحوال المشركين في "
    سورة الأعراف" ما عدده
    وسفّه رأيهم وبيــّن ضلال سعيهم أمر رسول الله بأن يأخذ العفو من أخلاقهم
    بمعنى أن يأخذ الشيء السهل،كانوا يقولون أخذت حقي عفوا
    -أي سهلا، وهذا هو التيسير الذي كان يأمر به النبي في معاملة الناس الناس،
    لما يقول "
    يسروا ولا تعسروا، بشروا ولا تنفروا" هنا المراد بالعفو: التساهل، التغافل، الذي هو تسعة أعشار الأمر، "خُذِ الْعَفْوَ
    "
    من أخلاق الناس، بأن تقبل أعذارهم وتتساهل معهم،
    يكون لدى الإنسان هذا النوع من سعة الصدر والتساهل مع الناس، والتغافل،
    {
    عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ}]التحريم،(3)[،
    إنما الذي يتعامل مع الناس بأن يمسك عليهم أخطائهم
    ويُعدّدها عليهم هذا تعسر على الناس فتتعسر أموره، إنما من يَسّر يُسّر عليه ومن تساهل تُسُوهَل معه،
    ومن صفح يَصْفَح الله عنه، ومن عفا وترك غضبه وحلم على الناس هذا يعامله الله بالمثل

    خذ العفو : أي عليك بهذا النوع من التغافل والعفو والصفح عن الناس،
    ويقال المعنى : اقبل الميسور من أخلاق الناس،
    ولا تستقصي عليهم فيستعصوا عليك فتتولد العداوة والبغضاء وإنما تساهل معهم،
    وأقبل أعذارهم، خذ العفو من أخلاق الناس واترك البحث عن أخطائهم ولا تتبع عيوبهم،
    هكذا "خذ العفو" وقالوا خذ العفو أي ماعفى لك من أموالهم أي مافضل لك من أموالهم،
    كل هذا ذكر في تفسير الآية
    { خُذِ الْعَفْوَ )
    العرف اسم جامع لكل ماعرف من طاعة الله والتقرب إليه والإحسان إلى الناس
    وكل ماندب إليه الشرع ونهى عنه من المحسنات والمقبحات،
    والمعنى هنا بالمعروف، أؤمر بالمعروف، المعروف شرعا،
    والذي يعرفه الناس: الحلال بين والحرام بين،
    وقالوا المعروف: حسن الصحبة مع الناس وهو يناسب معنى
    {
    خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }،
    باحتمال من ظلم وإحسان المعاملة وعدم الإنتصار للنفس،

    وفي الأعراض عن الجاهلين خلق الصبر والحلم وتنزيه النفس عن مقابلة السفيه بما يفسد الدين
    ومن المواقف المضيئة في العمل بهذه الآية الكريمة
    ما رواه الإمام البخاري عن بن عباس رضي الله عنهما في صحيحه،
    قال: قدم عيينة بن حصن بن حذيفة فنزل على بن أخيه الحر بن قيس
    وكان من النفر الذين يدنيهم عمر، وكان القراء-العلماء-أصحاب مجالس عمر،
    و أهل مشاروته وكان كهولاً أو شباناً فقال عُيَيْنَة-بن الحصن
    - لابن أخيه-الــحُر بن قيس
    -يابن أخي لك وجه عند هذا الأمير
    فاستأذن لي عليه-قال له أنا أعرف أن عمر يحبك فمن الممكن تطلب أن أزوره زيارة
    -فقال سأستأذن لك عليه، قال بن عباس فاستأذن الحر لعيينة فأذن له عمر،
    فلما دخل عليه، قال: هي يابن الخطاب فولله ماتعطينا الجزم ولا تحكم بيننا بالعدل
    -لما دخل عليه فجائه عيينة بهذا، دخل على عمر فقال له أنت لا تعدل بيننا أنت لا تعطينا ماينبغي لنا،
    فغضب عمر حتى هَمّ به فهنا ذكره الحر بن قيس وقال له يا أمير المؤمنين

    إن الله قال لنبيه: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ وأن هذا لمن الجاهلين فوالله ما جاوزها عمر حين تلاهها عليه الحر
    إلا وقف عندها وكان وقافا عند كتاب الله،
    أول ما ذكر بالله ذهب غضب عُمر، وتماسك وصفح عنه وعفا عنه
    -ومن يعدل إن لم يكن عمر يعدل.!!
    كيف نحقق هذا الخلق؟أن نصل من قطعنا-صل من قطعك
    -بأن نصفح عمن يظلمنا بأن نعطي من يظلمنا، ففي العفو صِلةَ القاطعين، والصفح عن الظالمين،وإعطاء المانعين.
    وفي الأمر بالمعروف تقوى الله وصلة الرحم وصون اللسان من الكذب وغض الطّرف عن الحرمات
    والتبرأ من كل قبيح لأنه لايجوز أن يأمر بالمعروف وهو يلامس شيئا من المنكر

    "
    خذ العفو"
    فإن صنعنا ذلك كنا من أهل هذه الآية وعاملنا الله بالمثل
    .

    قال رسول الله علّمُوا ويسروا ولا تُعَسّروا و إذا غضب أحدكم فليسكت"
    فقول النبي علموا -أي علموا الناس- مايلزمهم من أمر دينهم،
    ويسروا ولا تعسروا-أي اسلكوا بهم سبيل الرفق في التعليم-وبشروا ولا تنفروا.-
    هكذا في زيادة في مسند الإمام أحمد وهو فيه بيان معنى من معاني العفو
    (التبشير وعدم التنفيرو والتيسير وعدم التعسير)
    وإذا غضب أحدكم فليسكت.

    الغضب فوران دم القلب وهو يكون من نزغات الشيطان
    يخرج بالإنسان عن الإعتدال فتراه يتكلم بالباطل ويفعل المذموم وينوي الحقد والبغض
    وغير ذلك من القبائح وهذه كلها من آثار سوء الخلق
    وربما يصل بالناس إلى أن يصلوا إلى حد الكفر والعياذ بالله تعالى،
    ويلابس الانتقام للنفس، ويلابس الغضب الحمية والغيرة

    أما ما يعتذر به بعض أهل الغضب بأن الغضب ليس له سبيل أنه لا يستطيع أن يفعل شيء
    حال غضبه وأنه مقهور عليه غذا ما حدث منه ذلك
    -وذها يحدث كثيراً جدا خاصة في مسائل الطلاق،
    والناس تفهم أحاديث النبي
    أنه ذكر أنه"
    لا طلاقَ ولا عتاقَ في إغلاقٍ " ]صحيح،السيوطي،الجامع الصغير،(9905) [
    والإغلاق ليس معناه أنه كان غضبان و إنما ذهب معه عقله
    -معلش كنت غضبان شوية وطلقتها، لم أقدر أن أتحكم في غضبي
    -فنقول له :إن هذا من غفلة الإنسان عن الله ومن قلة علمه ومن عدم تزكيته لنفسه
    فإذا ما كان الإنسان يسعى في أسباب الغضب ولا يبتعد عن هذه الإستفزازات،
    ولا يأخذ نفسه بالوصايا الإيمانية لكى يتعلم الحلم، فإذا به غافل ناسي،
    إذا به لا يحافظ على أذكاره، إذا به لا يقوم ويهذب نفسه من ذلك ويترك نفسه،
    ثم بعد ذلك يقول لا أستطيع كظم الغيظ ولا أستطيع أن أكف نفسي عن الغضب
    ، فهذا ليس بمبرر شرعي.!!
    والاثنين:الغضب والكبر، قرينان والكبر ذرة منه تحرم الجنة"لاتدخل الجنة"
    -والله الذي لا إله غيره الكبر عند الله أعظم من الزنا ومن السرقة،
    قال النبي لأبي ذر
    " ما من عبدٍ قال
    : "لاإله إلا الله ، ثم مات على ذلك ، إلا دخل الجنة ، وإن زنا وإن سرق "
    ] الألباني، صحيح الجامع، (5733)[
    "وقال عن الكبر:"
    لا يدخلُ الجنةَ رجلٌ في قلبِه مثقالُ ذرةٍ من كِبرٍ".
    ] صحيح، أحمدشاكر، مسندأحمد، (6/22) [
    والمشكلة الأخرى "
    الغضب"، قال الله في شأن نبيه موسى الكليم،
    {
    وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ} ]الأعراف،(145)
    [
    الغضب هو الذي يتحكم في الإنسان، إذا قال النبي في وصيته الجامعة لمن طلب منه أمرا جامعا يستوصي به"
    أنَّ رجلًا قال للنبيِّ : أَوصِني، قال : ( لا تَغضَبْ ) . فردَّد مِرارًا، قال : ( لا تَغضَبْ."
    ]صحيح، البخاري،(6116)[
    لا تغضب، فقالوا إذا الغضب الباعث على كل شر
    فلذلك علينا أن ننزه أنفسنا من هذين الأمرين
    واعلموا رحمكم الله أن السكوت يسكن الغضب،
    -ياشيخ ألا ترى مايحدث في الواقع، يعني الواحد يسكت في مثل هذه المواقف لا ينفع؟،
    طيب أيضا لا ينفع أن تأخذك الحمية فتتصرف تصرفات ليست حكيمة تصرفات طائشة
    لا نقول أن تكون إنسان بارد الأعصاب ليس لديك أي حمية وأي غيرة لا سيما لدينك
    ولا تكون أن تكون انسان ثائر حائر، ثائر ثورة غير منضبطة
    إبدأ بالسكون وتريث قبل إتخاذ أي قرار فإن السكون يسكن الغضب
    لذا قال النبي
    "من صمتَ نجا " ]صحيح،الألباني،صحيح الجامع،(6367)[
    وهنا قال "
    وإذا غَضِبَ أحدُكم فلْيَسْكُتْ "]صحيح،الألباني،صحيح الجامع،(4027)[أعادها مرتين
    لذا وجهنا النبي إلى الإستعاذة عند الغضب،
    كما في الصحيحين من حديث سليمان بن صرب، قال: استَبَّ رجلانِ عِندَ النبيِّ ونحن عِندَه جُلوسٌ،
    وأحدُهما يَسُبَّ صاحبَه، مُغضَبًا قدِ احمَرَّ وجهُه، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
    :
    (
    إني لأعلَمُ كلمةً، لو قالها لذهَب عنه ما يَجِدُ، لو قال :
    أعوذُ باللهِ منَ الشيطانِ الرَّجيمِ ) .]صحيح،البخاري،(6115)[
    وأرشد النبي الغضبان إلى الجلوس إن كان قائما فان لم يذهب عنه الغضب اضطجع غير من حالتك
    -اسكت لا تتكلم
    .ثم حاول أن تخرج من هذا المكان الذي تشعر أن الشياطين قد تملكتك فيه.
    قال النبي فيما روى الإمام أحمد في مسنده وأبو داوود في سننه وصححه الشيخ الألباني.
    " إذا غضبَ أحدُكم وهو قائمٌ فلْيجلسْ، فإن ذهبَ عنه الغضبُ وإلاَّ فلْيَضْطَجِعْ"

    "]
    صحيح،الألباني،صحيح أبو داوود،(4782)[
    وفـي الصحيحين أن رسول الله قال لأمنا عائشة-رضي الله عنها
    - حين سألته هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد؟
    قال قد لقيت من قومي وكان أشد ما لقيته منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على بن عبد ياليل
    -بن عبدكلال- فلم يُجبني إلى ما أردت-يريد النبي
    رحلته إلى الطائف وعرضه نفسه على سادة الطائف-
    قال فلم يجبني فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أفق إلا وأنا بقرن الثعالب
    فرفعت رأسي فإذا سحابة قد أظلتني، فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني
    فقال إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك، وماردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بماشئت منهم،
    فنادانى ملك الجبال فسلم علي وقال يامحمد إن الله قد سمع قول قومك وأنا ملك الجبال
    وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بما شئت فما شئت؟ إن شئت أطبق عليهم الأخشبين،
    - لو شئت أصنع ذلك بهم لو شئت أطبق عليهم الجبال لصنعت
    -قال- ه
    نا تعلموا من النبي العفو عند المقدرة-
    قال:بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لايشرك به شيئا.

    وتعرفون القصة التي ذكرها القاضي عياض في كتاب الشفاء
    عند فتح مكة لما وقف النبي فقال لمن آذوه على مدى قرابة العشرين سنة وأكثر نحو من واحد وعشرين سنة من الإيذاء والمحاربة وطردوه من بلده
    فقال يامعشر قريش ماتظنون أني فاعل بكم.؟
    قالوا خيراً أخ كريم بن أخٍ كريم،
    قال:أقول لكم كما قال يوسف لأخوته
    لاتَثْريب عليكمُ اليوْمَ يغفْرُ الله لكُمْ}
    ] يوسف،(92) [
    "اذهبوا فأنتم الطلقاء"
    النبي كان نائما في ظل شجرة فإذا رجل من الكفار يهجم عليه وهو ممسك بسيفه ويوقظه
    ويقول يامحمد من يمنعك مني؟ فيقول النبي بكل ثبات وبكل هدوء الله

    الله على اليقين، الله على الثبات، الله على حسن التوكل، قال :الله فاضطرب
    الرجل وارتجف وسقط السيف من يده، فأمسك النبي بالسيف وقال ومن يمنعك مني؟
    فقال الرجل:كن خير آخذ.، فعفا النبي عنه، وهذه الحديث في الصحيحين


    -
    وسار السلف الصالح رضوان الله عنهم على هذا الخلق الكريم والتزموه سلوكا قويما في حياتهم.
    ذكر عن ميمون بن مهران أن جاريته جاءت ذات يوم بصحفة فيها مرقة حارة
    -شربة حارة- وعنده أضياف فعثرت فصبت المرقة عليه-فصبت المرقة عليه
    -
    فأراد ميمون أن يضربها فقالت الجارية يامولاي استعمل قول الله
    والكَاظِميَنَ اَلْغَيـْظ قال لها قد فعلت، قالت إعمل بما بعده
    وَالعَافيِنَ عَنِ النّاس }قال قد عفوت، قالت الجارية{
    وَاللهُ يُحبّ المُحْسِنِين}،
    قال ميمون قد أحسنتِ إليكِ إذن أنتِ حُرّة لوجه الله تعالى..
    هذا ذكره الإمام القرطبي في تفسيره لقول الله تبارك وتعالى

    {
    والكَاظِميَنَ اَلْغَيـْظ وَالعَافيِنَ عَنِ النّاسِ وَاللهُ يُحبّ المُحْسِنِين}] آل عمران،(134)[
    وكلم الإمام الشعبي بن هُبيره في قوم حبسهم،
    فقال: إن كنتم حبستهم بباطل فالحق يطلقهم
    وإن كنت حبستهم بحق فالعفو يسعهم ".
    -ياسلام على الشفاعة
    -
    الشفاعة إننا لما نحب أن نحدث هذا الصُلح الإجتماعي ما بين الناس نذهب لمن له الأمر
    أو لمن يستطيع أن يقوم بشيء في هذا الباب
    نقول إن كان هذا الأمر حدث بباطل إذن الحق يطلقهم،
    الحق أحق أن يتبع، إن كان ما حُبسوا فيه كان حقا فالعفو يسعهم
    .
    بالله لو طبقنا هذا الآن أليست كثير من مشكلات زماننا وعصرنا تحل.!
    ذكر الإمام بن مفلح في كتاب الآداب الشرعية
    قال الحسن بن علي :
    لو أن رجلاً شتمنى في أذني هذه واعتذر في أذني الأخرى لقبلت عذره.
    وذكر بن عبدالبر في كتاب أدب المجالسة أن جعفر الصادق
    -رحمه الله- قال لأن أندم على العفو عشرين مرة أحب إليّ من أن أندم على العقوبة مرة واحدة
    .
    معنى كلامه :قولي مالذي جعلني أعفو عنهم، لو جلست أفعل هذا عشرين مرة أرحم من أن أندم على ذنب
    لماذا وقعت في هذا الذنب، لماذا فعلت هذا لماذا كنت سبب في وقوع هذه الأخطاء
    .
    وفي حلية الأولياء قال العلي بن الحسين،
    إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ ليقم أهل الفضل فيقوم ناس من الناس فيقال لهم انطلقوا إلى الجنة بغير حساب
    فتتلقاهم الملائكة فيقولون مافضلكم؟ فيقولون كنا إذا جهل علينا حلمنا
    –لما كانت الناس تخطء في حقنا وتطاول علينا
    كنا نعاملهم بالحلم لا بالغضب لا برد الإساءة بالإساءة لا بأن نكون من أهل
    {
    وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ }]النحل،(126)[ لانصنع ذلك
    وإنما نكون من أهل الإحسان
    { وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ }]النحل،( 126)[".
    وإذا ظلمنا صبرنا وإذا أسيء علينا عفونا،
    فيقولون: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين
    .-
    هؤلاء هم أهل الفضل
    هذه صفاتهم، إذا تطاول علينا الناس حلمنا إذا ظلمنا الناس صبرنا إذا أسيء إلينا عفونا-،
    ثم ينادي المنادي ليقم أهل الصبر فيقوم ناس من الناس
    فيُقال لهم انطلقوا إلى الجنة بغير حساب فتتلقاهم الملائكة فيقولون ماكان صبركم؟
    فيقولون صبرنا أنفسنا على طاعة الله، وصبرنا عن معاصي الله وصبرنا عند البلاء،، فيقولون: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.

    ثم ينادي منادٍ فيقول ليقم جيران الله
    فيقوم نرمن الناس وهم الأقل فيقال لهم بما جاورتم الله في داره؟
    فيقولون كنا نتجالس في الله
    -اللهم اجعل هذه الجلسة في الله،
    ونتذاكر في الله
    -واجعلنا ممن يتذاكر في الله-ونتزاور في الله
    قال وبئس القوم قوم خلطوا الدنيا بالدين، وبئس القوم قوم عملوا بأعمال يطلبون بها الدنيا).

    نعم أخوتاه نحن بأمس الحاجة إلى أن نتعلم هذا الأمر
    و أنا أريد أن أختم لكم هذا الباب بكلام ماتع رائع للإمام بن القيم رحمه الله
    فقد ذكر أحد عشر مشهداً للعبد عند إيذاء الناس له-كيف نتعلم خلق الحلم والعفو الصفح،
    ذكر بن القيم رحمه الله إحدى عشر شيء علينا أن نشهدها فيما يصيبنا من أّى الخلق وجنايتهم
    .

    1-فصل مشهد القدر أن ما حدث كان بمشيئة الله وقضائه وقدره
    فيرى أن هذا الأذى مثل الألم والمرض ومثل انقطاع المطر وماشاء الله كان ومالم يشأ لم يكن
    فهذا يهون عليه الأمر شيئا ما، أنّ الذي أبلى هو الله تبارك وتعالى وأنه بهذا الحال هو راضٍ بتقدير الله
    .
    الذي سلطهم علينا ربنا تبارك وتعالى بذنوبنا-فأول شيء مشهد القدر
    .
    2-فصل المشهد الثاني : مشهد الصبر
    فيتذكر جميل الصبر وحُسن عاقبته وجزاء أهله
    {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}]الزمر،( 10)[
    ويتذكر هدي النبي الذي ما انتقم لنفسه قط فيتأسى بالنبي
    في هذا،
    فيصبر حتى بحصل على ثواب الصبر
    {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}]العصر،(3)[

    3-
    فصل المشهد الثالث : مشهد الحلم و العفو والصفح
    قال: فإنه متى شهد ذلك وذاق من حلاوته وعرف فضله لم يعدل عنه،
    لماذا؟لأنّه: ما زادَ
    اللَّهُ رجلًا بعفوٍ إلَّا عزًّا،
    والله الذي لاإله إله إلا هو كل من يعفو ربنا سبحانه وتعالى يعزه في الدنيا قبل الآخرة،
    كما صح ذلك عن النبي وعُلم بالتجربة وبالوجود في حياة الناس وما انتقم أحد لنفسه إلاّ ذُل،
    إذن الذي يعينه على هذا أن يعرف قيمة وعِظَم عاقبة وشأن العفو من العِزّ في الدنيا والآخرة
    ومافي التشفي والغضب من الحمق والذُل في العاجل قبل الآجل
    .

    4-
    ف
    صل المشهد الرابع: مشهد الرضى وهو فوق مشهد العفو والصفح
    وهذا لايكون إلا للنفوس المطمئنة وباعثه حب الله هيجان الحب في حشو البلاء يعني في وسط البلاء
    يقول يارب إن تعذبني إن تسلط علي إن تصنع بي فاصنع بي ماتحب فأنا لك محب فيرضى ما يعامله الله
    به.
    5-فصل المشهد الخامس
    : مشهد الإحسان وهو أرفع من كل ذلك وهو أن يقابلا
    لإساءة بالإحسان
    {
    وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ،
    وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
    }]فصلت
    ،( 35،34)[
    فيحسن إليه كلما أساء هو إليه ويهون هذا عليه علمه بأنه قد ربح عليه
    –الذي يحسن هو الذي فاز وهو الذي انتصر وهو الأفضل عند الله تبارك وتعالى
    -وخيرهما الذي يبدأ بالسلام-كلنا نريد أن نكون الأفضل وكلنا نريد أن نكون الخير
    وكلنا نريد أن نكون نحن الأسبق إلى الفردوس فإذا علم أن الذي أساء قد أهدى إليه حسناته ومحا عنه من سيئاته فإن هذا يكفيه،

    ويهون مشهد الإحسان عليه: أن يعلم بأن الجزاء من جنس العمل
    فإن كان هذا الإنسان يحسن إلى من أساء إليه فإن هكذا يصنع به المحسن القادر العزيز الغني
    .
    فالله تبارك وتعالى يعامله من جنس عمله ويحسن إليه{
    وَقَدْ أَحْسَنَ بِي }]يوسف،(100)[
    6-فصل المشهد السادس : مشهد السلامة وبرد القلب وهذا مشهد شريف لمن
    عرفه وذاق حلاوته وهو أن لا يشتغل قلبه وسره
    بما نال من الأذى ولا طلب الثأر ولا أن يتشفى لنفسه
    بل يفرغ قلبه من ذلك كله ويرى أن سلامته وبرده وخلوه منه أنفع له

    أن القلب يظل سليم أن يبيت وليس في قلبه لأحد كائنا من كان من المسلمين شيئا،
    سلامة الصدر تورث الجنة،
    سلامة الصدر تورث صحة الأبدان، وصحة القلوب، وصحة الطريق

    وتورث الرضا عند الله تبارك وتعالى،
    فالله
    لا ينظر إلى صورنا ولا ينظر إلى أجسادنا ولكن
    ينظر إلى قلوبنا فإذا وجدها سالمة من كل شيء ومن ضغينة فهذا أفضل الناس عند الله
    بنص حديث رسول الله قيلَ لرسولِ اللهِ
    : أيُّ الناسِ أفضلُ ؟ ! قال : كلُّ مخمومِ القلبِ، صدوقِ اللسانِ، قالوا : صدوقُ اللسانِ نعرفُهُ، فما مخمومُ القلبِ ؟ ! قال : هو النقيُّ التقيُّ، لا إثمَ عليهِ، ولا بغيَ، ولا غلَّ، ولا حس دَ.]
    إسناده صحيح،الألباني،تخريج مشكاة المصابيح،(5149)[
    يكون قلب طاهر، سلامة القلب وبرد القلب.
    7-فصل المشهد السابع : مشهد الأمن يعني إذا ترك المقابلة والانتقام :ورد الإساءة بالإساءة فإنه يأمن ما هو شر من ذلك
    -لأنه عادة لما الإنسان يتشفى لايعرف رد فعل الآخر، فالآخر ينتقم وهذا ينتقم،
    وتظل الأمور هكذا، أما إن دفع الإساءة بالإحسان وإن دفع الأمر بالعفو والصفح والغفران،
    فإنه يأمن –وهذا هو معنى مشهد الأمن-مما هو شر ممن وقع فيه
    .
    8-فصل المشهد الثامن : مشهد الجهاد
    وهو أن يشهد تولد أذى الناس له منجهاده في سبيل الله ومن أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر

    من قول الله
    {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}]لقمان،( 17)
    وهذا يحتاج إلى جهاد للنفس
    -أن يشعر أنه قد اشترى الجنة بأنه باع نفسه وماله وعرضه
    كما كان الصحابي يتصدق بعرضه "أبو ضمضم"الصحابي-رضي الله عنه
    - كان كل يوم يقول ماعنده من عمل يشفع فقال يارب،
    ما أستطيع أن أتصدق بصدقات ولا أصلي كما يُصلي عُبّاد الصحابة،
    ولا كما يصنع أولئك أهل العلم من صحابة رسول الله
    والدعاة والمجاهدون
    فيقول اللهم إني تصدقت بعرضي، فهكذا،
    وهذا نوع من المجاهدة للنفس بلا شك فمن قام لله حتى أوذي في الله حرّم الله عليه الإنتقام

    { وَ
    اصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }
    9-فصل المشهد التاسع : مشهد النعمة
    - أن يشهد نعمة الله عليه في أن جعله مظلوما يترقب النصر ولم يجعله ظالما يترقب المقت والأخذ،
    وهذه عقبى الظالمين،
    قال رسول الله"بابانِ مُعجَّلانِ عُقوبتُهما في الدنيا : البَغْيُ، و العقُوقُ " ]صحيح،الألباني،صحيح الجامع،(2810)[،
    البغي أي شدة الظلم
    ..فالظالم يترقب مقت الله وأخذالله
    فإن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته الإنسان إذا جلس يفكر أن يكون ظالم أو يكون مظلوم؟
    أن يكون ممقوت مبغوض عند الله ولا أنه يكون مظلوم يترقب النصر لاختار أن يكون مظلوما لا ظالما وهذه نعمة
    .
    أن يشهد نعمة الله في أنها
    -أي هذه العقوبات وهذه الأذيات التي تكون من الناس سبب في تكفير سيئاته،
    أن يشهد كون تلك البلية أهون وأسهل من غيرها أرحم أن تكون المصيبة في البدن
    أو في المال أو شيء في متاع الدنيا الزائل ولا أنه يصاب في دينه فمصيبة الدين أعظم مصيبة،
    تجده يعمل عمرة ويحج ويصلي ويظل يشتكي، يقول لا أجد قلبي،
    وحالي ضائع، وأعمل ذنوب يندى لها الجبين ونفسي أكون إنسان كويس،
    أنا لا أعرف مالذي يقف بينى وبين ربنا.!!..
    ألا تخشى أن يكون قد اطّلع على بعض ذنوبك فقال اذهب لاغفرت لك
    .!
    ألا تنظر هل ظلمت أحدا.؟
    نسأل الله
    أن يعافينا وإياكم من كل ظلم وبغي، اللهم لا تسلط علينا ظالما، اللهم لا تسلط علينا ظالما، اللهم لا تسلط علينا ظالما.
    ومن النعم أيضا:أن ينظر في الأجر والثواب
    ففي بعض الآثار : أنه يتمنى أناس يوم القيامة لو أن جلودهم كانت تقرض بالمقاريض
    لما يرون من ثواب أهل البلاء،
    وصح لك عن نبينا أنه يتمنى يوم القيامة أناس أن لو كانوا عذبوا واضطهدوا وقرضوا بالمقاريض،
    وشد عليهم في الدنيا لما يرون من ثواب هؤلاء يوم القيامة.،
    ولكن عافية ربنا أوسع لنا بلا شك، لكن من يُصاب بمثل هذا المصاب،
    فعليه أن يشهد النعمة فيما في ظاهره النقمة والبلية،
    فكم في البلية من نعمة خفية، كم في البلية من نعمة خفية
    .!!
    10-فصل المشهد العاشر : مشهد الأسوة
    فالعاقل اللبيب يرضى أن يكون أسوته وقدوته أنبياء الله ورسله
    فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم،
    ولو كان أذى الناس يُعصم عنه أحد لعُصم منه الأنبياء والرسل،
    فكيف بمن ضُرب عَقِبُه بحجارة من صبية –بأبي هو وأمي هو رسول الله
    -وبمن وضع على ظهره سلا الجزور-القذر- وبمن بصق في وجهه–بأبي هو وأمي ونفسي،
    وبمن شقت جبهته وكسرت أسنانه
    ،
    كيف بمن يتأسى برسول الله
    وأنه إمامه في هذا حبيبه ، فإذا رأى هذا هان عليه كل بلاء.
    11-فصل المشهد الحادي عشر : مشهد التوحيد
    وهو أرفع وأعظم هذه المشاهد لأن
    إذا امتلأ القلب بحب الله وبالإخلاص وبإيثار مرضاة الله
    وأن الأنس به هو قرة عين هذا الإنسان، واطمأن إلى الله
    –حلوة جدا كلمة اطمأن إلى الله والثقة بالله، هل أنتم واثقون في الله؟
    بالتأكيد نعم فنحن على يقين بربنا نسكن إليه سبحانه وتعالى
    وهو ولينا يدبر أمورنا سبحانه وتعالى فوضنا إليه أمورنا كلها ورضينا بالله وبتقديره وبأحكامه سبحانه وتعالى
    إن القلب الذي يفنى في حب الله إن القلب الذي قد رُبي على الخوف والوجل والتعظيم لله تبارك وتعالى،
    هذ القلب لا يبقى فيه متسع لأذى الناس ولا كلام الناس ولا الإنتقام من الناس،
    القلب الممتلأ بحب الله المنشغل بالله برجاء ماعند الله
    المنشغل بالله المنشغل بطلب رضاه والفردوس الأعلي لا يمكن أن يتسرب إليه شيء من الإنتقام
    وأن يقابل الإساءة بالإساءة فهذا لا يكون إلا من قلب ليس فيه مايغنيه
    -هو كده لو القلب فاضي سيكون فيه هذه المشاكل- إنما القلب الممتلأ بهذه المعاني
    فإنه لايلتفت لهذه السفاسف ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
    .

    من درس العفو والصفح - شرح كتاب الأدب المفرد-الشيخ هاني حلمي



  • #2
    رد: "باب العفو و الصفح عن الناس"

    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

    اللهم إن أبي وأمي و عمتي في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِم من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر لهما وارحمهما، فإنك أنت الغفور الرحيم.

    تعليق


    • #3
      رد: "باب العفو و الصفح عن الناس"

      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
      جزاكم الله خيرًا ونفع بكم

      تعليق


      • #4
        رد: "باب العفو و الصفح عن الناس"

        اسأل الله سبحانه أن يزيل قسوة قلوبنا امين
        جزاك الله خيرا

        رفيقه الطريق

        سدد الله خطاك وثبتك على الهدى امين



        يا رب.. بأي قلب أرجوك …
        بقلبي الذي عرفك ولم ولم يحبك ،
        وذاق طعم نعمك ولم يعبدك حق عبادتك
        .يارب
        إن لم ترحمني فهل عند غيرك رحمة ألتمسها ؟
        إن لم تغفر فهل هناك من يغفر الذنوب سواك ؟

        تعليق

        يعمل...
        X