"الصلاح صلاح القلب "
· قلوب الصالحين:
إذا أردنا أن نكون صالحين فلاصلاح بغير صلاح القلوب.
عندما نتحدث عن أي صفة من صفات الصالحين لايصح ذكر أي شيء من هذه الأوصاف وقلبك سقيم لذلك أول مانبدأ به من صفات الصالحين هذه المسألة مسألة صلاح القلب.
§ كان جبري يقول حينما سئُل أي شيء أعجب، قال قلب عرف الله ثم عصاه !!
وكان يقول مكر بك في إحسانه فتناسيت!!وأمهلك في غيك فتماديت!!واسقطت من عينه فما دريت ولاتاليت!!وأعطاك نعم فتناسيت!!
لأن القلب السقيم القلب الميت القلب المطبوع لايشعر{أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}[النحل21:]
قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم :"أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ"أخرجه البخاري
§ ويقول بن القيم ومن أسباب استجابة الدعاء صلاحية المحل -أي القلب-.
لأنك إذا رفعت يدك وقلبك مريض ستقول كلام لاتشعر به لأنه خارج من لسانك فقط.
§ كان الشبري يقول :
ليت شعري ما اسمي عندك غدًا ياعلام الغيوب .. وما انت صانع بذنوبي غدًا ياغفار الذنوب
وبما تختم عملي يامقلب القلوب .. ما اسمي عندك غدًا ياعلام الغيوب
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّالرَّجُلَ لَيَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا " لك اسم غير اسمك عند ربنا .
§ وكان يقول إذا وجدت قلبك مع الله فاحذر من نفسك وإذا وجدت قلبك مع نفسك فاحذر من الله.
خاف نفسك الأمارة فهي لن تتركك !!
وإذا وجدت قلبك مع نفسك اي تسير بهواك وكل مايخطر ببالك مع شهوات نفسك مع المرأة ومع الفلوس ومع الشهوات و.. فاحذر من الله {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}[آل عمران28:]
· عش الجنة والنار من من الأن :
عن أبي هريرةعن النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. مصداق ذلك في كتاب الله: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون"[صحيح البخاري(4780)].
تخيل إننا في رفقة النبي صلى الله عليه وسلم -اللهم قد حرمنا صحبته في الدنيا فلاتحرمنا رفقته يوم القيامة - تجلس مع النبي في الفردوس الأعلى قل لي بالله عليك عندما ترى النبي في الفردوس الأعلي كيف سيكون حالك إذا رأيت النبيصلى الله عليه وسلم
وجلست في قصر النبيصلى الله عليه وسلم{كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى}[المعارج15:16]
تخيل هذا الاسبوع اذهب للمستشفى وادخل قسم الحروق وانت تعلم مامعنى النار انظر إلى شخص40%حروق60%حروق70%حروق وأسأله مامعنى النار لكي تهون عليك شهوات الدنياوستجد قلبك تغير.
· احمل هم الأخرة :
الله عالم بسريرتك
الله عز وجل يعلم ياشباب ماذا تفعلوا في الخلوات
الله عز وجل يعلم ماذا نفعل فيما بيننا وبين رب الناس
ربنا مطلع على خفياتك
يا من جلست على مواقع اباحية
يا من تعمل عادة سيئة
يا من بينك وبين امرأة علاقة محرمة
يامن أخذت مال من حرام خفية
يامن قلت كلمة حرام ولم ينتبه أحد ولم يرى أحد الله رآى{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}[العلق14:]
ربنا مطلع ناظر إليك مطلع عليك{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء1:].
أين ستذهب {إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى}[العلق8:].
· خطورة القلب :
أولاً انظروا الأشكال لاتفعل شيء عند الله ،الله عز وجل تحدث عن المنافقين قال {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ}[المنافقون4:].
لو أنك أصلحت ظاهرك وتركت باطنك أصلحت ظاهرك للناس والله لاينظر إلى ظاهرك
عن أَبَى هُرَيْرَةَ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ : " إِنَّاللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلا إِلَى صُوَرِكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ ، التَّقْوَى هَا هُنَا " وَأَشَارَ إِلَى صَدْرِهِ" "[صحيح مسلم(2564)]
وتركت باطنك الذي يراه رب الناس يجلس فيه الشيطان وبالتالي ربنا يقول{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا}[مريم74:]
كان لديهم مال كثير جدًا وظاهرهم جميل جدًا وبيوتهم كانت جميلة وأهلكهم!
{يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}[الأعراف26:]
Ø الخطر في أمر القلوب أول شيء لأنه محل نظر الرحمن لأن الله قال أنه لاينظر إلى الصور ولا إلى الأجساد ثانيًا الله لم ينزل الكتب والرسل إلا لهذا المعنى ربنا يقول{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[يونس57:]
Ø عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم]قال: "إن العبد إذا أذنب ذنباً نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه. وإن عاد زادت حتى تعلو قلبه،فذلك الران الذي ذكر الله في القرآن"" فالذنوب تسود القلب إنما أصل القلب أنه محل النور وهو محل المعرفة { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}
Ø وأيضًا من خطورة الأمر أنها لا نجاة أي لن تدخل الجنة إلا بهذا { إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.
· عمل الظاهر يؤثر في الباطن:
فمثلاً واحد يقوم يصلي طوال الليل ولكنه يقف فقط فهو كأنه يعمل تدريبات وأهم شئ عنده أن يقرأ مائة أية حتى يُكتب من القانتين أو مثلاً يقرأ جزء كل يوم حتى يختم كل شهر فهو يعمل هكذا..لكن هل قلبك أحس بشئ؟
أين قلبك؟..في مكان آخر
واحد ثاني لا يعمل هذا العمل ولكن قلبه يعمل مع الله فهو متوكل على الله ويحب الله وتجده منكسر بين يدي الله ويمكن أن يكون نائم على سريره ويناجي الله يا رب أنا مريض لا أستطيع الصلاة يا رب أنا أعلم أني مذنب ومخطئ وفيّ البدع وفيّ ما يستحق كل العذاب ولكن ليس لي إلا أنت فخذ بيدي وتب عليّ...هل يمكن أن يكون هكذا؟
فيبيت قلبه منكسرًا فيكون أفضل من القائم..فقلبه يعمل..
قال صلى الله عليه وسلم فيما روى الإمام أحمد بسند صحيح: "لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ ، وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ "
"لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه" فالقصة ليست بالشكل ولا بالمظهر
لا يُسمى صالح إلا لما يكون قلبه صالح
ولا يُسمى مستقيم حتى يكون قلبه مستقيم..
· مصير القلب الغير سليم :
ولو لم يسلم قلبك في الدنيا فسترى عقوبات من أول سكرات الموت حتى النار والعياذ بالله لأن رصيد الذنوب يسبب نكتة سوداء لأننا اتفقنا أن الذنب يعمل نكتة
سرعة تقلب القلب:
حديث حُذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه : قال : قال النبي صلى الله عليه وسلّم ": تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نُكت فيه نُكتة سوداء وأي قلب أنكرها نُكت فيه نُكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين : على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف مَعروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه"
قوله صلى الله عليه وسلم "": تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً " (تأتي وتذهب) أو عودًا عودًا كعود الحصير (الحصير يؤثر فيك)
"فأي قلب أشربها نُكت فيه نُكتة سوداء وأي قلب أنكرها نُكت فيه نُكتة بيضاء "معاذ الله أعوذ بالله إنه ربي أحسن مثواي حتى لو قيل له هذه سوف تتزوجها ولا إشكال كلمها أو انظر لها أو اجلس معها أو امسك يديها أو اعمل وهو لا ينكرها فتُنكت في قلبه نكتة سوداء
و كان أكثر دعاءه" يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".
· مفسدات القلب :
1- الشرك: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} هل قدمت شئ من الدنيا من شهواتك على حق لله..أي هو يقول حي على الصلاة وأنت مزاجك في شئ أخر..الله يريدك الأن تمسك قرآن وتقرأ ومزاجك في المعصية الفلانية..لمن تذهب ومن تُؤثر؟ {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} فهذه شركيات خطيرة شرك المحبة وشرك التوكل وشرك الخوف فهو الشرك الذي أخفى من دبيب النملة.
الرياء أي أنا أعطيكم الدرس وأريد الثواب عند الله ولكن أيضًا أريد ثناء الناس..أريد أن أحس أني شيخ..فأنت هكذا حبط عملك لأنك تريد الناس
2- البدعة :كان الفضيل بن عياض يقول "من جلس إلى صاحب بدعة أورثه الله العمى" القلب يعمى ويفسد فأنا يهمني سكة النبي صلى الله عليه وسلم { وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} فالقلب يُفتن ويفسد القلب فهو يفسد بالبدعة ويصلح بالسنة.
3- اتباع الشهوات ومواقعة السيئات :{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ} لأن الشهوات والشبهات فيبدأ القلب يُفتن فيُختم عليه فلا يُفتح فنقول ذكر وقرآن وخطبة جمعة ودروس والقلب لا يتحرك { أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ. عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ}
إن الإيمان قول وعمل فيجب أن يقول القلب لا إله إلا الله فلو لم يسمع القلب ولم يرى ولم يتكلم فهو قلب ميت..هذا بسبب الذنب على الذنب على الذنب { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ}
لماذا حُجبوا؟ لأن قلبه كان محجوب عن ربنا..فهو حُجب بالذنوب على الذنوب ومواقعة السيئات .
4- الشبهات: فهو يسمع شبهة معينة مثل لماذا خلقنا الله؟...وكذا من الشبهات ويخرج منها...ويقول أنا لا دخل لي أنا لم أخلق نفسي ويمكث هكذا.
ولكننا نقول نحن له عبيد يفعل بنا ما يريد أحبه إلى ربنا أحبه إليّ..فهو يحب لي الفقر فأنا أحب هذا وأستمتع بهذا فالفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين عاما فهو يفرح برزقه وما بارك الله له فيه ويقول أنا أحب أن أكون على شاكلة النبي صلى الله عليه وسلم أن الله ارتضى له ذلك فهو يستمتع بالبلاء فليس عنده تسخط وقلبه سليم وراضي.
5- الغفلة: قال الله جل وعلا { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا} أي خلقنا {لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا} فالقلب لا يفقه ولا يلقط أي شئ... {وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ} تذهب لتشيع جنازة أو تمشي بسيارتك أو تركب سيارة وتجد واحد ميت أمامك أو سيارة انقلبت وتقول لا حول ولا قوة إلا بالله الموت علينا حق وتذهب وكأنه لم يحدث شئ {وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا} تقول له النار نار تلظي فتقول أعيش اليوم وأموت غدّا {أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ}الله يقول أن الناس على هذه الشاكلة فقدوا إنسانيتهم وبشريتهم وفقدوا أرواحهم وأصبحوا مثل الحيوانات {بَلْ هُمْ أَضَلُّأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} فما المطلوب؟ الذكر وأن يكون القلب ذاكر شاكر .
قال الله جل وعلا في أواخر سورة الأعراف { وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُن مِنْ الْغَافِلِينَ} فلو أن القلب يذكر الله فهذه المعاني لا تمر عليه فيفيق ويمكن يسهو فترة مثل أي إنسان ولكنه يذنب ويقوم .
§ ابن القيم يقول:مسألة سلامة القلب أن يسلم من الشرك بالتوحيد ومن البدعة بالسنة ومن الشهوات بالعفة ومن الشبهات لليقين بالعلم ومن الغفلة بالذكر يقول ويفسد بخمس تعلق القلب بغير الله ،ركوب بحر التمني ،فضول الكلام ،فضول الطعام ،فضول المنام
· كيف يكون قلبك صالحا؟
1- عبادة تحسس قلبك:هل ينبض قلبك بذكر الله وهل ينبض بحب الله وهل ينطق باسم الله؟ {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}
أول شئ كي تصلح قلبك تحسس قلبك وانظر كيف حاله واجلس بينك وبينه واجعل بينكم حديث لإصلاحه.
عن أبي حفص النيسابوري قال "حرست قلبي عشرين سنة ثم حرسني عشرين سنة" كنت أخاف عليه فلما كبرت أصبح هو يحرسني ويدلني فهو قلبه دليله...لا يذهب لكذا لأن المكان به كذا.
2- أعظم إصلاح للقلب هو القرآن: ولكن ليس القرآن الذي نقوله في الورد سريعًا ولكنه قرآن بتأمل .{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} ألم يأن الأوان بالله عليك ألا يكفي هكذا؟ ألم يأن
الباطل الشهوات والشبهات قلبك يحتاج قرآن ويحتاج أن يحس بالقرآن ويعيش بالقرآن فيصلح القلب في ثواني بمجرد أن تدخل الأية داخل قلبك فاجعله يدخل ويغسل قلبك فهو أعظم مطهر لبقع الذنوب ،ولوقلبك مغلق بأقفال فسيفكها القرآن { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} فالذي يفتح الأقفال هو القرآن.
3- جرعة حب: يدخل حب الله لقلبك فيطهر قلبك ويداوي قلبك ويصلح قلبك فما أنفع من حب الله في مداواة القلوب
حَدَّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ،قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ" ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، ( سِوَاهُ ) ، وَأَنْ يُحِبَّ الْعَبْدَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ"
" ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّتعرف أن تعمل هذا الشعار؟ الله ورسوله أحب ... فتقول لا والله ديني ديني لحمي دمي وإن قُتلت أو حُرقت أبدًا لن أبيع حب الله وأنا أثق أن الله سيرزقني بهذا الحب..ثقتي في الله هكذا وحسن ظني في الله هكذا
4- الذكر أول الطريق :لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله.
شئ سهل جدًا في تحركاتك في مواصلاتك والأوقات التي تذهب فيها لمشوار أو تجلس فيها مسترخي قبل أن تنام اجعلها أوقات للذكر ونجعلها للاستغفار ويمكن من الأسبوع للأسبوع تسجل هذه التجربة وتنظر لما استغليت هذه الأوقات للاستغفار فقط ماذا فعلت؟
5- تجديد التوبة :"إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة"
هل هناك فرق بين الاستغفار والتوبة؟
{وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ} تقعد تستغفر كأنك كنت على الطريق ومشيت عكس الاتجاه مثلاً حوالي عشرة كيلو فالاستغفار يجعلك تعود كما بدأت والتوبة تكمل لك الطريق.
6- الدعاء: اللهم أصلح قلوبنا،اللهم إنا نسألك قلبًا سليما
كما علم النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا شداد بن أوس وقال له الناس كلها ستجري على المال{وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا} {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} لما يجري الناس على المال اجري أنت على هاتين الكلمتين واجعلهم كنزعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال :قال لي رسول الله صلى الله عليه سلم : ( يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد ، وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك".
7- كثرة ذكر الآخرة: لا يوجد شئ يزيغ قلب مثل الدنيا والتفكير في الدنيا والمال والمشاكل في الدنيا وهذه هي التي تزيغ القلوب أما ما يجعل القلب صالح هو ذكر الله عز وجل وموعظة تجعلك تفهم مثلما أقول لك موعظة حية بأن تعود مريض في السكرات وتغسل ميت أو تشيع جنازة أو تدفن ميت في القبر وتجعل قلبك يحس بهذه المعاني وتسمع موعظة تزلزل قلبك فهذا يصلح قلبك.
8- مطالعة سير السلف: فالكلام عنهم كما قلنا تتنزل به الرحمة وفي نفس الوقت تلهب الحماس والهمة وتخرج الدنيا من القلب وتجعلنا أكثر صلاحًا.
9- الخلوة للمناجاة :تعلم أن تغلق على نفسك حجرتك كأنك ستغير ملابسك أو ستنام وتقول لهم أريد أن أنام ولا أحد يدخل عليّ وتغلق على نفسك بالمفتاح وتقوم بينك وبين ربنا تصلي ركعتين وبصوت هامس بينك وبين ربنا تكلم وفضفض له واحكي له يمكن أن يمنّ الله عليك وتكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل أو امرأة ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه.
10- الخوف والرجاء:
دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه
فقال له :كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟!
فقال الشافعي :
أصبحت من الدنيا راحلا, و للإخوان مفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , و لكأس المنية شاربا , و على الله واردا , و لا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول :
ولمَّا قَـسَا قلبي وضاقتْ مذاهبيجعلتُ رجائي دون عفوِكَ سُلَّمـا
تعَاظَمَني ذَنـْبي فلمـَّا قرنـْتُهُبِ عـفوِكَ ربِّي كان عـفوُكَ أعظَمـَا
فما زِلْتَ ذا عفوٍ عن الذَّنْبِ لم تَزَلْ تجـُودُ وتـَعْفُو مِنّـَةً وتـكرُّما
فإنْ تنتقمْ منّي فلسـتُ بآيـس ولو دخلت نفسي بجرم جهنمــا
ولوْلاكَ لمْ يـغو بإبْـليسَ عـابدٌ فكيف ًوقد أغوى صفيك آدَمَـا
وإنِّي لآتي الـذنْب أعْرفُ قـدْره وأعلـم ُأنَّ الله يعـفـوُ تـكرما
ذنوبنا كثيرة لكن الله عز وجل قال أنه يعفو عن كثير فلما تحس إحساس اليأس وأن الباب مغلق بسبب ذلك ولكن سبحان الله لو بلغت ذنوبك عنان السماء تريليون تريليون من الذنوب فالله يعفو عنك
ماذا تريد أكثر من ذلك؟
ماذا تريد أكثر من أن يبدل السيئات حسنات؟
لماذا أنت حزين ويائس ومحبط ومكتئب والذنوب مغلقة عليك؟
يغفرها الله ويصلح
...وتعيش بالاثنين فعندما تغتر تتذكر {كَلا إِنَّهَا لَظَى} وعندما تيأس تأخذ جرعة الرجاء {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِۚإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
فتلك عشرة كاملة
أثمن شيء عندك هو قلبك فإنه محل نظر الرحمن ومستودع الإيمان
في هذا الدرس : كيف تصلح قلبك ليكون صالحا ؟
فوائد من درس: الصالح صالح القلب من سلسلة ( سير وأخلاق الصالحين)
عناية الصالحين بقلوبهم
سئل الشبلي : أي شيء أعجب ؟ قال قلب عرف ربه ثم عصاه
وكان يقول : مكر بك في إحسانه فتناسيت ، وأمهلك في غيك فتماديت ، وأسقطك من عينه فما دريت ولا باليت
وقال : ليت شعري ما اسمي عندك غدا يا علام الغيوب وما أنت صانع في ذنوبي يا غفار الذنوب وبم تختم عملي يا مقلب القلوب
وكان يقول في جوف الليل : قرة عيني وسرور قلبي مالذي أسقطني من عينك ثم يصرخ ويبكي .
الواجب العملي :
قل لربك الليلة : ( أحبك ربي ) يا قرة عيني ويا سرور قلبي .
وابك على نفسك " رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه "
وقل له : ما الذي أسقطني عندك يا رب .
الصالح صالح القلب :
يقول ابن القيم في طريق الهجرتين (ص 62) :
أنَّ صلاح القلب وصلاح النفس متقارنان ، ولكن لما كان القلب هو الملك وكان صلاحه صلاح جميع رعيته كان أولى بالتقديم .
وصلاح القلب متوقف على أمرين جمعهما قوله تعالى :
{أَوَمَنْ كَانَ ميْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِى بِهِ فى النَّاسِ كَمَنْ مَثَلهُ فِى الظُّلمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام: 122] .أي حياة القلب وهداية هذا القلب ، ولذلك لا شيء أنفع للقلوب وأصلح للقلوب مثل ( القرآن )
ومن جميل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية هنا :
ما ذكره ابن القيم عنه في إغاثة اللهفان (1/57) قال : وسألت شيخ الإسلام عن معنى دعاء النبى صلى الله عليه وسلم: "الّلهُمَّ طَهِّرْنِى مِنْ خَطَايَاىَ بِالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ".
كيف يطهر الخطايا بذلك؟ وما فائدة التخصيص بذلك؟ وقوله فى لفظ آخر "والماء البارد" والحار أبلغ فى الإنقاء؟.
فقال: الخطايا توجب للقلب حرارة ونجاسة وضعفا، فيرتخى القلب وتضطرم فيه نار الشهوة وتنجسه، فإن الخطايا والذنوب له بمنزلة الحطب الذى يمد النار ويوقدها ولهذا كلما كثرت الخطايا اشتدت نار القلب وضعفه، والماء يغسل الخبث ويطفئ النار، فإن كان باردا أورث الجسم صلابة وقوة، فإن كان معه ثلج وبرد كان أقوى فى التبريد وصلابة الجسم وشدته، فكان أذهب لأثر الخطايا.
ولمشاهدة الدرس
اضغط هنا
http://www.hanyhilmy.com/uploaded/fi...la7-alqalb.mp4
http://hanyhilmy.com/main/play.php?catsmktba=11
إذا أردنا أن نكون صالحين فلاصلاح بغير صلاح القلوب.
عندما نتحدث عن أي صفة من صفات الصالحين لايصح ذكر أي شيء من هذه الأوصاف وقلبك سقيم لذلك أول مانبدأ به من صفات الصالحين هذه المسألة مسألة صلاح القلب.
§ كان جبري يقول حينما سئُل أي شيء أعجب، قال قلب عرف الله ثم عصاه !!
وكان يقول مكر بك في إحسانه فتناسيت!!وأمهلك في غيك فتماديت!!واسقطت من عينه فما دريت ولاتاليت!!وأعطاك نعم فتناسيت!!
لأن القلب السقيم القلب الميت القلب المطبوع لايشعر{أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}[النحل21:]
قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم :"أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ"أخرجه البخاري
§ ويقول بن القيم ومن أسباب استجابة الدعاء صلاحية المحل -أي القلب-.
لأنك إذا رفعت يدك وقلبك مريض ستقول كلام لاتشعر به لأنه خارج من لسانك فقط.
§ كان الشبري يقول :
ليت شعري ما اسمي عندك غدًا ياعلام الغيوب .. وما انت صانع بذنوبي غدًا ياغفار الذنوب
وبما تختم عملي يامقلب القلوب .. ما اسمي عندك غدًا ياعلام الغيوب
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّالرَّجُلَ لَيَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا " لك اسم غير اسمك عند ربنا .
§ وكان يقول إذا وجدت قلبك مع الله فاحذر من نفسك وإذا وجدت قلبك مع نفسك فاحذر من الله.
خاف نفسك الأمارة فهي لن تتركك !!
وإذا وجدت قلبك مع نفسك اي تسير بهواك وكل مايخطر ببالك مع شهوات نفسك مع المرأة ومع الفلوس ومع الشهوات و.. فاحذر من الله {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}[آل عمران28:]
· عش الجنة والنار من من الأن :
عن أبي هريرةعن النبي صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. مصداق ذلك في كتاب الله: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون"[صحيح البخاري(4780)].
تخيل إننا في رفقة النبي صلى الله عليه وسلم -اللهم قد حرمنا صحبته في الدنيا فلاتحرمنا رفقته يوم القيامة - تجلس مع النبي في الفردوس الأعلى قل لي بالله عليك عندما ترى النبي في الفردوس الأعلي كيف سيكون حالك إذا رأيت النبيصلى الله عليه وسلم
وجلست في قصر النبيصلى الله عليه وسلم{كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى}[المعارج15:16]
تخيل هذا الاسبوع اذهب للمستشفى وادخل قسم الحروق وانت تعلم مامعنى النار انظر إلى شخص40%حروق60%حروق70%حروق وأسأله مامعنى النار لكي تهون عليك شهوات الدنياوستجد قلبك تغير.
· احمل هم الأخرة :
الله عالم بسريرتك
الله عز وجل يعلم ياشباب ماذا تفعلوا في الخلوات
الله عز وجل يعلم ماذا نفعل فيما بيننا وبين رب الناس
ربنا مطلع على خفياتك
يا من جلست على مواقع اباحية
يا من تعمل عادة سيئة
يا من بينك وبين امرأة علاقة محرمة
يامن أخذت مال من حرام خفية
يامن قلت كلمة حرام ولم ينتبه أحد ولم يرى أحد الله رآى{أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}[العلق14:]
ربنا مطلع ناظر إليك مطلع عليك{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء1:].
أين ستذهب {إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى}[العلق8:].
· خطورة القلب :
أولاً انظروا الأشكال لاتفعل شيء عند الله ،الله عز وجل تحدث عن المنافقين قال {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ}[المنافقون4:].
لو أنك أصلحت ظاهرك وتركت باطنك أصلحت ظاهرك للناس والله لاينظر إلى ظاهرك
عن أَبَى هُرَيْرَةَ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ : " إِنَّاللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلا إِلَى صُوَرِكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ ، التَّقْوَى هَا هُنَا " وَأَشَارَ إِلَى صَدْرِهِ" "[صحيح مسلم(2564)]
وتركت باطنك الذي يراه رب الناس يجلس فيه الشيطان وبالتالي ربنا يقول{وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا}[مريم74:]
كان لديهم مال كثير جدًا وظاهرهم جميل جدًا وبيوتهم كانت جميلة وأهلكهم!
{يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}[الأعراف26:]
Ø الخطر في أمر القلوب أول شيء لأنه محل نظر الرحمن لأن الله قال أنه لاينظر إلى الصور ولا إلى الأجساد ثانيًا الله لم ينزل الكتب والرسل إلا لهذا المعنى ربنا يقول{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[يونس57:]
Ø عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم]قال: "إن العبد إذا أذنب ذنباً نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه. وإن عاد زادت حتى تعلو قلبه،فذلك الران الذي ذكر الله في القرآن"" فالذنوب تسود القلب إنما أصل القلب أنه محل النور وهو محل المعرفة { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}
Ø وأيضًا من خطورة الأمر أنها لا نجاة أي لن تدخل الجنة إلا بهذا { إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.
· عمل الظاهر يؤثر في الباطن:
فمثلاً واحد يقوم يصلي طوال الليل ولكنه يقف فقط فهو كأنه يعمل تدريبات وأهم شئ عنده أن يقرأ مائة أية حتى يُكتب من القانتين أو مثلاً يقرأ جزء كل يوم حتى يختم كل شهر فهو يعمل هكذا..لكن هل قلبك أحس بشئ؟
أين قلبك؟..في مكان آخر
واحد ثاني لا يعمل هذا العمل ولكن قلبه يعمل مع الله فهو متوكل على الله ويحب الله وتجده منكسر بين يدي الله ويمكن أن يكون نائم على سريره ويناجي الله يا رب أنا مريض لا أستطيع الصلاة يا رب أنا أعلم أني مذنب ومخطئ وفيّ البدع وفيّ ما يستحق كل العذاب ولكن ليس لي إلا أنت فخذ بيدي وتب عليّ...هل يمكن أن يكون هكذا؟
فيبيت قلبه منكسرًا فيكون أفضل من القائم..فقلبه يعمل..
قال صلى الله عليه وسلم فيما روى الإمام أحمد بسند صحيح: "لا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ ، وَلا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ "
"لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه" فالقصة ليست بالشكل ولا بالمظهر
لا يُسمى صالح إلا لما يكون قلبه صالح
ولا يُسمى مستقيم حتى يكون قلبه مستقيم..
· مصير القلب الغير سليم :
ولو لم يسلم قلبك في الدنيا فسترى عقوبات من أول سكرات الموت حتى النار والعياذ بالله لأن رصيد الذنوب يسبب نكتة سوداء لأننا اتفقنا أن الذنب يعمل نكتة
سرعة تقلب القلب:
حديث حُذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه : قال : قال النبي صلى الله عليه وسلّم ": تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نُكت فيه نُكتة سوداء وأي قلب أنكرها نُكت فيه نُكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين : على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف مَعروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه"
قوله صلى الله عليه وسلم "": تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً " (تأتي وتذهب) أو عودًا عودًا كعود الحصير (الحصير يؤثر فيك)
"فأي قلب أشربها نُكت فيه نُكتة سوداء وأي قلب أنكرها نُكت فيه نُكتة بيضاء "معاذ الله أعوذ بالله إنه ربي أحسن مثواي حتى لو قيل له هذه سوف تتزوجها ولا إشكال كلمها أو انظر لها أو اجلس معها أو امسك يديها أو اعمل وهو لا ينكرها فتُنكت في قلبه نكتة سوداء
و كان أكثر دعاءه" يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".
· مفسدات القلب :
1- الشرك: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} هل قدمت شئ من الدنيا من شهواتك على حق لله..أي هو يقول حي على الصلاة وأنت مزاجك في شئ أخر..الله يريدك الأن تمسك قرآن وتقرأ ومزاجك في المعصية الفلانية..لمن تذهب ومن تُؤثر؟ {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} فهذه شركيات خطيرة شرك المحبة وشرك التوكل وشرك الخوف فهو الشرك الذي أخفى من دبيب النملة.
الرياء أي أنا أعطيكم الدرس وأريد الثواب عند الله ولكن أيضًا أريد ثناء الناس..أريد أن أحس أني شيخ..فأنت هكذا حبط عملك لأنك تريد الناس
2- البدعة :كان الفضيل بن عياض يقول "من جلس إلى صاحب بدعة أورثه الله العمى" القلب يعمى ويفسد فأنا يهمني سكة النبي صلى الله عليه وسلم { وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} فالقلب يُفتن ويفسد القلب فهو يفسد بالبدعة ويصلح بالسنة.
3- اتباع الشهوات ومواقعة السيئات :{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ} لأن الشهوات والشبهات فيبدأ القلب يُفتن فيُختم عليه فلا يُفتح فنقول ذكر وقرآن وخطبة جمعة ودروس والقلب لا يتحرك { أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ. عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ}
إن الإيمان قول وعمل فيجب أن يقول القلب لا إله إلا الله فلو لم يسمع القلب ولم يرى ولم يتكلم فهو قلب ميت..هذا بسبب الذنب على الذنب على الذنب { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ}
لماذا حُجبوا؟ لأن قلبه كان محجوب عن ربنا..فهو حُجب بالذنوب على الذنوب ومواقعة السيئات .
4- الشبهات: فهو يسمع شبهة معينة مثل لماذا خلقنا الله؟...وكذا من الشبهات ويخرج منها...ويقول أنا لا دخل لي أنا لم أخلق نفسي ويمكث هكذا.
ولكننا نقول نحن له عبيد يفعل بنا ما يريد أحبه إلى ربنا أحبه إليّ..فهو يحب لي الفقر فأنا أحب هذا وأستمتع بهذا فالفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بأربعين عاما فهو يفرح برزقه وما بارك الله له فيه ويقول أنا أحب أن أكون على شاكلة النبي صلى الله عليه وسلم أن الله ارتضى له ذلك فهو يستمتع بالبلاء فليس عنده تسخط وقلبه سليم وراضي.
5- الغفلة: قال الله جل وعلا { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا} أي خلقنا {لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا} فالقلب لا يفقه ولا يلقط أي شئ... {وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ} تذهب لتشيع جنازة أو تمشي بسيارتك أو تركب سيارة وتجد واحد ميت أمامك أو سيارة انقلبت وتقول لا حول ولا قوة إلا بالله الموت علينا حق وتذهب وكأنه لم يحدث شئ {وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا} تقول له النار نار تلظي فتقول أعيش اليوم وأموت غدّا {أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ}الله يقول أن الناس على هذه الشاكلة فقدوا إنسانيتهم وبشريتهم وفقدوا أرواحهم وأصبحوا مثل الحيوانات {بَلْ هُمْ أَضَلُّأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} فما المطلوب؟ الذكر وأن يكون القلب ذاكر شاكر .
قال الله جل وعلا في أواخر سورة الأعراف { وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُن مِنْ الْغَافِلِينَ} فلو أن القلب يذكر الله فهذه المعاني لا تمر عليه فيفيق ويمكن يسهو فترة مثل أي إنسان ولكنه يذنب ويقوم .
§ ابن القيم يقول:مسألة سلامة القلب أن يسلم من الشرك بالتوحيد ومن البدعة بالسنة ومن الشهوات بالعفة ومن الشبهات لليقين بالعلم ومن الغفلة بالذكر يقول ويفسد بخمس تعلق القلب بغير الله ،ركوب بحر التمني ،فضول الكلام ،فضول الطعام ،فضول المنام
· كيف يكون قلبك صالحا؟
1- عبادة تحسس قلبك:هل ينبض قلبك بذكر الله وهل ينبض بحب الله وهل ينطق باسم الله؟ {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}
أول شئ كي تصلح قلبك تحسس قلبك وانظر كيف حاله واجلس بينك وبينه واجعل بينكم حديث لإصلاحه.
عن أبي حفص النيسابوري قال "حرست قلبي عشرين سنة ثم حرسني عشرين سنة" كنت أخاف عليه فلما كبرت أصبح هو يحرسني ويدلني فهو قلبه دليله...لا يذهب لكذا لأن المكان به كذا.
2- أعظم إصلاح للقلب هو القرآن: ولكن ليس القرآن الذي نقوله في الورد سريعًا ولكنه قرآن بتأمل .{ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} ألم يأن الأوان بالله عليك ألا يكفي هكذا؟ ألم يأن
الباطل الشهوات والشبهات قلبك يحتاج قرآن ويحتاج أن يحس بالقرآن ويعيش بالقرآن فيصلح القلب في ثواني بمجرد أن تدخل الأية داخل قلبك فاجعله يدخل ويغسل قلبك فهو أعظم مطهر لبقع الذنوب ،ولوقلبك مغلق بأقفال فسيفكها القرآن { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} فالذي يفتح الأقفال هو القرآن.
3- جرعة حب: يدخل حب الله لقلبك فيطهر قلبك ويداوي قلبك ويصلح قلبك فما أنفع من حب الله في مداواة القلوب
حَدَّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ،قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ" ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، ( سِوَاهُ ) ، وَأَنْ يُحِبَّ الْعَبْدَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ"
" ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّتعرف أن تعمل هذا الشعار؟ الله ورسوله أحب ... فتقول لا والله ديني ديني لحمي دمي وإن قُتلت أو حُرقت أبدًا لن أبيع حب الله وأنا أثق أن الله سيرزقني بهذا الحب..ثقتي في الله هكذا وحسن ظني في الله هكذا
4- الذكر أول الطريق :لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله.
شئ سهل جدًا في تحركاتك في مواصلاتك والأوقات التي تذهب فيها لمشوار أو تجلس فيها مسترخي قبل أن تنام اجعلها أوقات للذكر ونجعلها للاستغفار ويمكن من الأسبوع للأسبوع تسجل هذه التجربة وتنظر لما استغليت هذه الأوقات للاستغفار فقط ماذا فعلت؟
5- تجديد التوبة :"إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة"
هل هناك فرق بين الاستغفار والتوبة؟
{وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ} تقعد تستغفر كأنك كنت على الطريق ومشيت عكس الاتجاه مثلاً حوالي عشرة كيلو فالاستغفار يجعلك تعود كما بدأت والتوبة تكمل لك الطريق.
6- الدعاء: اللهم أصلح قلوبنا،اللهم إنا نسألك قلبًا سليما
كما علم النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا شداد بن أوس وقال له الناس كلها ستجري على المال{وَتُحِبُّونَ الْمَال حُبًّا جَمًّا} {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} لما يجري الناس على المال اجري أنت على هاتين الكلمتين واجعلهم كنزعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال :قال لي رسول الله صلى الله عليه سلم : ( يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد ، وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك".
7- كثرة ذكر الآخرة: لا يوجد شئ يزيغ قلب مثل الدنيا والتفكير في الدنيا والمال والمشاكل في الدنيا وهذه هي التي تزيغ القلوب أما ما يجعل القلب صالح هو ذكر الله عز وجل وموعظة تجعلك تفهم مثلما أقول لك موعظة حية بأن تعود مريض في السكرات وتغسل ميت أو تشيع جنازة أو تدفن ميت في القبر وتجعل قلبك يحس بهذه المعاني وتسمع موعظة تزلزل قلبك فهذا يصلح قلبك.
8- مطالعة سير السلف: فالكلام عنهم كما قلنا تتنزل به الرحمة وفي نفس الوقت تلهب الحماس والهمة وتخرج الدنيا من القلب وتجعلنا أكثر صلاحًا.
9- الخلوة للمناجاة :تعلم أن تغلق على نفسك حجرتك كأنك ستغير ملابسك أو ستنام وتقول لهم أريد أن أنام ولا أحد يدخل عليّ وتغلق على نفسك بالمفتاح وتقوم بينك وبين ربنا تصلي ركعتين وبصوت هامس بينك وبين ربنا تكلم وفضفض له واحكي له يمكن أن يمنّ الله عليك وتكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل أو امرأة ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه.
10- الخوف والرجاء:
دخل المزني على الإمام الشافعي في مرضه الذي توفي فيه
فقال له :كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟!
فقال الشافعي :
أصبحت من الدنيا راحلا, و للإخوان مفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , و لكأس المنية شاربا , و على الله واردا , و لا أدري أروحي تصير إلى الجنة فأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول :
ولمَّا قَـسَا قلبي وضاقتْ مذاهبيجعلتُ رجائي دون عفوِكَ سُلَّمـا
تعَاظَمَني ذَنـْبي فلمـَّا قرنـْتُهُبِ عـفوِكَ ربِّي كان عـفوُكَ أعظَمـَا
فما زِلْتَ ذا عفوٍ عن الذَّنْبِ لم تَزَلْ تجـُودُ وتـَعْفُو مِنّـَةً وتـكرُّما
فإنْ تنتقمْ منّي فلسـتُ بآيـس ولو دخلت نفسي بجرم جهنمــا
ولوْلاكَ لمْ يـغو بإبْـليسَ عـابدٌ فكيف ًوقد أغوى صفيك آدَمَـا
وإنِّي لآتي الـذنْب أعْرفُ قـدْره وأعلـم ُأنَّ الله يعـفـوُ تـكرما
ذنوبنا كثيرة لكن الله عز وجل قال أنه يعفو عن كثير فلما تحس إحساس اليأس وأن الباب مغلق بسبب ذلك ولكن سبحان الله لو بلغت ذنوبك عنان السماء تريليون تريليون من الذنوب فالله يعفو عنك
ماذا تريد أكثر من ذلك؟
ماذا تريد أكثر من أن يبدل السيئات حسنات؟
لماذا أنت حزين ويائس ومحبط ومكتئب والذنوب مغلقة عليك؟
يغفرها الله ويصلح
...وتعيش بالاثنين فعندما تغتر تتذكر {كَلا إِنَّهَا لَظَى} وعندما تيأس تأخذ جرعة الرجاء {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِۚإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
فتلك عشرة كاملة
أثمن شيء عندك هو قلبك فإنه محل نظر الرحمن ومستودع الإيمان
في هذا الدرس : كيف تصلح قلبك ليكون صالحا ؟
فوائد من درس: الصالح صالح القلب من سلسلة ( سير وأخلاق الصالحين)
عناية الصالحين بقلوبهم
سئل الشبلي : أي شيء أعجب ؟ قال قلب عرف ربه ثم عصاه
وكان يقول : مكر بك في إحسانه فتناسيت ، وأمهلك في غيك فتماديت ، وأسقطك من عينه فما دريت ولا باليت
وقال : ليت شعري ما اسمي عندك غدا يا علام الغيوب وما أنت صانع في ذنوبي يا غفار الذنوب وبم تختم عملي يا مقلب القلوب
وكان يقول في جوف الليل : قرة عيني وسرور قلبي مالذي أسقطني من عينك ثم يصرخ ويبكي .
الواجب العملي :
قل لربك الليلة : ( أحبك ربي ) يا قرة عيني ويا سرور قلبي .
وابك على نفسك " رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه "
وقل له : ما الذي أسقطني عندك يا رب .
الصالح صالح القلب :
يقول ابن القيم في طريق الهجرتين (ص 62) :
أنَّ صلاح القلب وصلاح النفس متقارنان ، ولكن لما كان القلب هو الملك وكان صلاحه صلاح جميع رعيته كان أولى بالتقديم .
وصلاح القلب متوقف على أمرين جمعهما قوله تعالى :
{أَوَمَنْ كَانَ ميْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِى بِهِ فى النَّاسِ كَمَنْ مَثَلهُ فِى الظُّلمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} [الأنعام: 122] .أي حياة القلب وهداية هذا القلب ، ولذلك لا شيء أنفع للقلوب وأصلح للقلوب مثل ( القرآن )
ومن جميل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية هنا :
ما ذكره ابن القيم عنه في إغاثة اللهفان (1/57) قال : وسألت شيخ الإسلام عن معنى دعاء النبى صلى الله عليه وسلم: "الّلهُمَّ طَهِّرْنِى مِنْ خَطَايَاىَ بِالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ".
كيف يطهر الخطايا بذلك؟ وما فائدة التخصيص بذلك؟ وقوله فى لفظ آخر "والماء البارد" والحار أبلغ فى الإنقاء؟.
فقال: الخطايا توجب للقلب حرارة ونجاسة وضعفا، فيرتخى القلب وتضطرم فيه نار الشهوة وتنجسه، فإن الخطايا والذنوب له بمنزلة الحطب الذى يمد النار ويوقدها ولهذا كلما كثرت الخطايا اشتدت نار القلب وضعفه، والماء يغسل الخبث ويطفئ النار، فإن كان باردا أورث الجسم صلابة وقوة، فإن كان معه ثلج وبرد كان أقوى فى التبريد وصلابة الجسم وشدته، فكان أذهب لأثر الخطايا.
ولمشاهدة الدرس
اضغط هنا
http://www.hanyhilmy.com/uploaded/fi...la7-alqalb.mp4
http://hanyhilmy.com/main/play.php?catsmktba=11
تعليق