Tweet
بسم الله الرحمن الرحيم
الناجون من هول الحشر
في هذا الموقف العصيب
يوم يُحشَر الناس حفاة عراه غرلا
وإذا بالشمس تدنو من الرؤوس..وإذا بالناس يغرقون في العرق
يقف أولئك المتميزون المُصطفون المكرمون في ظل عرش الرحمن
*****************
استكمالا لحديث" سبعةٌ يظلُّهم اللهُ تعالي في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه"[صحيح البخاري]
نتحدث عن العظيم السادس
"ورجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ ، فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُهُ ما تُنْفِقْ يمينُهُ"[صحيح البخاري]
في علاقة وطيدة بين الصدق والصدقة (الاثنان من مادة واحدة)
وقد أوضح الحديث شدة حرص هذا العبد الصالح علي إخفاء صدقته حتي لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه
وها هو زين العابدين (علي بن الحسين) كان يحمل جراب الخبز علي ظهره ليلاً فيتصدق به ويقول إن صدقة السر تطفئ غضب الرب
وكان الناس يظنون به البخل!! فلما مات وجدوه يقوت 100 بيت في المدينة!!
وقد عرفوا ذلك بعد موته حينما وجدوا بظهره آثار ما كان يحمل بالليل
وهكذا كان سلفنا الصالح شديدي الحرص علي إخفاء صدقاتهم
وقد حثنا الله تبارك وتعالي علي الصدقات فقال " وَسَارِعُواإِلَىٰمَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"[آل عمران: ١٣٣]
الذين من أول صفاتهم "يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِوَالضَّرَّاءِ"
وكذا بين لنا أفضل الأفضل (أفضل المتقين)
"وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى "(17)نزلت في أبي بكر ومن علي شاكلته"الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى(18)وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى(19)إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى(20)وَلَسَوْفَ يَرْضَى(21)"[الليل:17-21]
الثمرة >> ولسوف يرضي
يرضي فلا يستعجل ولا يستثقل ولا يستبعد الغاية
لأن الله رضي
فإن كان علامة رضاه عنك هي رضاك عنه فأبشر يا من حققت هذا المعني..
وكذلك حثنا النبي صلي الله عليه وسلم علي الصدقة فقال:
" مَن تصدَّق بعِدْلِ تمرةٍمِن كَسْبٍ طيِّبٍ ـ ولا يصعَدُ إلى اللهِ إلَّا الطَّيِّبُ ـ فإنَّ اللهَ يتقبَّلُها بيمينِه ثمَّ يُربِّيها لصاحبِها كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّه حتَّى يكونَ مِثْلَ الجبلِ" [صحيح بن حبان]
فلوه يعني المهر الذي يُفطم وضرب به المثل لأنه يزيد زيادة بينة وسريعة
فلا شك أن إسداء الصدقات من أعظم القربات
******************
العظيم السابع مرهف الحس
"ورجلٌ ذَكَرَاللهَ خاليًا ففاضتْ عيناهُ"[صحيح البخاري]
فالبذكر تتحقق حلاوة الإيمان
فقد قالوا: إن الله لم يفرض علي عباده فريضة إلا وقد جعل لها حداً معلوماً إلا الذكر، فإن الله لم يجعل له حداً ينتهي إليه
ولم يعذر أحداً في تركه "فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ" [النساء:103]
وجعل فيه الفلاح والنجاح والتفوق "وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ"[الأنفال:45]
وجعل النبي صلي الله عليه وسلم السبق للمفردون فقال: "سبقَ المُفرِّدونَ قالوا : وماالمُفَرِّدونَ؟ يا رسولَ اللهِ ! قال الذَّاكرون اللهَ كثيرًا ، والذَّاكرات"[صحيح مسلم]
"ففاضت عيناه"
عايزين نصل إلي هذه الدرجة (ذكر بالقلب واللسان)
البكاء الذي يدل علي لين القلوب
وينبغي أن نعتاد الأمر وأن نتكلفه إن لم يأتينا سجيا
.. اللهم ارزقنا عيناً من خشيتك باكية..
يقول المُفضَّل: بلغني أن العبد إذا بكي من خشية الله مُلأت جوارحه نوراً، فاستبشرت ببكائه وتداعت بعضها بعضاً فقالت:ما هذا النور؟ فيقال: هذا غشيكم من نور البكاء!!
وكان سلفنا الصالح يبالغون في إخفاء بكائهم ويحرصون أشد الحرص علي أن يكون أمرهم لله
فكان أيوب السختياني إذا بكي أخذ أنفه ويقول هذه زُكمة ولا يريد لأحد أن يطلع علي أحواله مع الله!!
ولذلك كان لهم الحظ والنصيب في هذه المقامات
كيف نُبلَّغ ذلك؟
1-التدريب علي كثرة الذكر؛ لا سيما الاستغفار.
2-التعرف علي الله بمعرفة أسمائه وصفاته.
3-استحضار المعاني التي يأتي بها القلب (الرجاء والشوق- الخشية- ...)،
وتجنب العوائق التي تعيق القلب عن الشعور مثل:
-استحواذ الشيطان: نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
-تسلط النفس الأمارة بالسوء بالمجاهدة
-الدنيا الطاغية علي القلوب بالتزهد فيها
-الغفلة بالذكر تضرعا وخيفة
"وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ"[الأعراف:205]
4-نسأل الله أن يرزقنا القلب الخاشع والعين الدامعة
نتدرب علي هذا ثم بعد ذلك تكون سجيتنا بإذن الله
*****************
وهناك أحاديث أخري تبين لنا بعض الأعمال الصالحة التي تقي الإنسان من حرور يوم الحشر
1- من أنظر معسراً
"مَنِ أنظَرَمُعْسِرًا،أوْوضَعَ عنْهُ أظلَّهُ اللهُ في ظلِّهِ يومَ لَا ظِلَّ إلَّا ظلُّهُ"[صحيح الجامع]
2- من أظل رأس غازٍ
"مَن أظَلَّ رأسَ غازٍ أظَلَّه اللهُ يومَ القيامةِ"[صحيح ابن حبان]
هذا من أظل رأس غازٍ فكيف بمن أنفق عليه وعلي أولادهَ!!
..أسأل الله تعالي أن يجعلنا بفضله من هؤلاء الناجون من هول الحشر..
ولسماع الدرس
اضط
هنا
http://hanyhilmy.com/main/play.php?catsmktba=6198
يوم يُحشَر الناس حفاة عراه غرلا
وإذا بالشمس تدنو من الرؤوس..وإذا بالناس يغرقون في العرق
يقف أولئك المتميزون المُصطفون المكرمون في ظل عرش الرحمن
*****************
استكمالا لحديث" سبعةٌ يظلُّهم اللهُ تعالي في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه"[صحيح البخاري]
نتحدث عن العظيم السادس
"ورجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ ، فأخفاها حتى لا تعلمَ شمالُهُ ما تُنْفِقْ يمينُهُ"[صحيح البخاري]
في علاقة وطيدة بين الصدق والصدقة (الاثنان من مادة واحدة)
وقد أوضح الحديث شدة حرص هذا العبد الصالح علي إخفاء صدقته حتي لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه
وها هو زين العابدين (علي بن الحسين) كان يحمل جراب الخبز علي ظهره ليلاً فيتصدق به ويقول إن صدقة السر تطفئ غضب الرب
وكان الناس يظنون به البخل!! فلما مات وجدوه يقوت 100 بيت في المدينة!!
وقد عرفوا ذلك بعد موته حينما وجدوا بظهره آثار ما كان يحمل بالليل
وهكذا كان سلفنا الصالح شديدي الحرص علي إخفاء صدقاتهم
وقد حثنا الله تبارك وتعالي علي الصدقات فقال " وَسَارِعُواإِلَىٰمَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"[آل عمران: ١٣٣]
الذين من أول صفاتهم "يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِوَالضَّرَّاءِ"
وكذا بين لنا أفضل الأفضل (أفضل المتقين)
"وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى "(17)نزلت في أبي بكر ومن علي شاكلته"الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى(18)وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى(19)إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى(20)وَلَسَوْفَ يَرْضَى(21)"[الليل:17-21]
الثمرة >> ولسوف يرضي
يرضي فلا يستعجل ولا يستثقل ولا يستبعد الغاية
لأن الله رضي
فإن كان علامة رضاه عنك هي رضاك عنه فأبشر يا من حققت هذا المعني..
وكذلك حثنا النبي صلي الله عليه وسلم علي الصدقة فقال:
" مَن تصدَّق بعِدْلِ تمرةٍمِن كَسْبٍ طيِّبٍ ـ ولا يصعَدُ إلى اللهِ إلَّا الطَّيِّبُ ـ فإنَّ اللهَ يتقبَّلُها بيمينِه ثمَّ يُربِّيها لصاحبِها كما يُربِّي أحدُكم فَلُوَّه حتَّى يكونَ مِثْلَ الجبلِ" [صحيح بن حبان]
فلوه يعني المهر الذي يُفطم وضرب به المثل لأنه يزيد زيادة بينة وسريعة
فلا شك أن إسداء الصدقات من أعظم القربات
******************
العظيم السابع مرهف الحس
"ورجلٌ ذَكَرَاللهَ خاليًا ففاضتْ عيناهُ"[صحيح البخاري]
فالبذكر تتحقق حلاوة الإيمان
فقد قالوا: إن الله لم يفرض علي عباده فريضة إلا وقد جعل لها حداً معلوماً إلا الذكر، فإن الله لم يجعل له حداً ينتهي إليه
ولم يعذر أحداً في تركه "فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ" [النساء:103]
وجعل فيه الفلاح والنجاح والتفوق "وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ"[الأنفال:45]
وجعل النبي صلي الله عليه وسلم السبق للمفردون فقال: "سبقَ المُفرِّدونَ قالوا : وماالمُفَرِّدونَ؟ يا رسولَ اللهِ ! قال الذَّاكرون اللهَ كثيرًا ، والذَّاكرات"[صحيح مسلم]
"ففاضت عيناه"
عايزين نصل إلي هذه الدرجة (ذكر بالقلب واللسان)
البكاء الذي يدل علي لين القلوب
وينبغي أن نعتاد الأمر وأن نتكلفه إن لم يأتينا سجيا
.. اللهم ارزقنا عيناً من خشيتك باكية..
يقول المُفضَّل: بلغني أن العبد إذا بكي من خشية الله مُلأت جوارحه نوراً، فاستبشرت ببكائه وتداعت بعضها بعضاً فقالت:ما هذا النور؟ فيقال: هذا غشيكم من نور البكاء!!
وكان سلفنا الصالح يبالغون في إخفاء بكائهم ويحرصون أشد الحرص علي أن يكون أمرهم لله
فكان أيوب السختياني إذا بكي أخذ أنفه ويقول هذه زُكمة ولا يريد لأحد أن يطلع علي أحواله مع الله!!
ولذلك كان لهم الحظ والنصيب في هذه المقامات
كيف نُبلَّغ ذلك؟
1-التدريب علي كثرة الذكر؛ لا سيما الاستغفار.
2-التعرف علي الله بمعرفة أسمائه وصفاته.
3-استحضار المعاني التي يأتي بها القلب (الرجاء والشوق- الخشية- ...)،
وتجنب العوائق التي تعيق القلب عن الشعور مثل:
-استحواذ الشيطان: نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم
-تسلط النفس الأمارة بالسوء بالمجاهدة
-الدنيا الطاغية علي القلوب بالتزهد فيها
-الغفلة بالذكر تضرعا وخيفة
"وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ"[الأعراف:205]
4-نسأل الله أن يرزقنا القلب الخاشع والعين الدامعة
نتدرب علي هذا ثم بعد ذلك تكون سجيتنا بإذن الله
*****************
وهناك أحاديث أخري تبين لنا بعض الأعمال الصالحة التي تقي الإنسان من حرور يوم الحشر
1- من أنظر معسراً
"مَنِ أنظَرَمُعْسِرًا،أوْوضَعَ عنْهُ أظلَّهُ اللهُ في ظلِّهِ يومَ لَا ظِلَّ إلَّا ظلُّهُ"[صحيح الجامع]
2- من أظل رأس غازٍ
"مَن أظَلَّ رأسَ غازٍ أظَلَّه اللهُ يومَ القيامةِ"[صحيح ابن حبان]
هذا من أظل رأس غازٍ فكيف بمن أنفق عليه وعلي أولادهَ!!
..أسأل الله تعالي أن يجعلنا بفضله من هؤلاء الناجون من هول الحشر..
ولسماع الدرس
اضط
هنا
http://hanyhilmy.com/main/play.php?catsmktba=6198
تعليق