إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفريغ مَحَبَّة الله عزّ وجلّ لرجل أَحَبَّ في الله : سلسلة قصة رواها الرسول " الشيخ جمال المراكبي " // مفهرس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفريغ مَحَبَّة الله عزّ وجلّ لرجل أَحَبَّ في الله : سلسلة قصة رواها الرسول " الشيخ جمال المراكبي " // مفهرس



    الحمد لله رب
    ِّ العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وليُّ الصالحين, وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله الصادق الوعد الأمين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على طريقته وانتهج نهجه إلى يوم الدين وعلى رسل الله أجمعين,"رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ" الأعراف:23 اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.

    إلهــــــــي لا تُعــــذبنــــي فإنـــــــــي مُقـــــــرٌ بالـــــذي قــــــــد كــــــان منــي

    فمالـــي حيلــــــــةٌ إلا رجــــــائـــــي لعفـــــوك فأحـــطُط الأوزار عنـــي
    وكم من ذلَّة لي في الخطــايــا وأنت علــــــيَّ ذو فضـــــــلٍ ومَـــــنِّ
    إذا فكَّــرت في ندمي عليــها عضضت أنامــلي وقـــرعت سني

    أجـــن بزهـــــرة الدنيـــــا جنونــــــــا وأقطع طــول عمرى فـي التمنى
    ولــــو أني صدقت الزهـد عنها قلـــبت لأهلــها ظـهــــر المجـــــنِّ
    وبين يـــــــدي محتبسٌ طويــــــلٌ كأنـــي قـــــــد دعيــــتُ لـــــهُ كأنــي
    يظــن النــــاس بــــــي خيــرًا وإني لشر النــاس إن لــم تعفــو عنـي



    العبودية لله تقوم على الحب

    أحبتي في الله، العبودية علاقة بين العبد وربِّه، تقوم أول ما تقوم على الحُبِّ, حب الله والمؤمنين لا يعدلون، أو لا يساوون مع الله غيره في المحبة، أما غير المؤمنين فإنهم يقعون في هذا الخلل. "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ * إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ" البقرة166:165.
    انظروا إلى منهج المشركين ومآلهم, لكنَّ المؤمنين ديدنهم حب الله, ثم يحبون أنبياء الله ورسله وكذلك يحبون ملائكته, ويحبون المؤمنين في كل وقت وحين, حبُّنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إيمان "لاَ يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أجْمَعِينَ" صحيح البخاري هكذا صرَّح الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، فإن لم تُحِبَّ محمدًا صلى الله عليه وسلم أكثر من نفسك وأكثر من أولادك وأكثر من آبائك وأجدادك وأكثر من كل شيء في الدنيا فإيمانك مختل, إيمانك فيه خلل, ثم يأتي الحب في الله.

    الحب في الله من الإيمان

    عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
    : "أنَّ رَجُلاً زَارَ أخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى, فأَرْصَدَ اللهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فلَمَّا أتَى عَلَيْهِ قَالَ: أيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أخًا لِي فِي هَذِهِ القَرْيَةِ, قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرْبُهَا؟ قَالَ: لا, غَيْرَ أنِّي أحْبَبْتُهُ فِي اللهِ, قَالَ: فإنِّي رَسُولُ اللهِ إلَيْكَ بأنَّ اللهَ قَدْ أحَبَّكَ كَمَا أحْبَبْتَهُ فِيهِ"صحيح مسلم. تصوَّروا معي هذه القصة، رجل سافر من بلده إلى بلد أخرى، ربما تلقاه في وسيلة مواصلات تسأله إلى أين أنت ذاهب؟ إلى أين تريد؟ قال أريد قرية كذا, مدينة كذا, بلدة كذا, لماذا؟ أزور أخًا لي في الله، ليس لك غرض؟، ليس لك هدف؟، سوى أن تزورَ هذا الأخ في هذه البلدة؟، أي والله ليس لي هدف وليس لي غرض، هَلْ مِنْ نِعْمَةٍ تَرْبُهَا عَلَيْهِ؟ تسعى إنك تعمل أواصر الصداقة وعلاقات من أجل أن تدخل معه بعد ذلك في أعمال تجارية, تريد أن تتزوج أخته, تريدأن تصاهره, تريدأن تناسبه, ما هو كل شيء له دواعي وله أسباب وينتظر من ورائه نتائج. لا والله, لا أريد من وراء هذه الزيارة إلّا شيئًا واحدًا فقط أنا تشوَّقتُ إليه, لهذه الدرجة أحببته في الله ولله؟! لماذا أحببته في الله؟ والله رأيت من علمه ما دعاني لمحبته, رأيت من ورعه ما دعاني لمحبته, رأيت من صدقه ما دعاني لمحبته, رأيت في وجهه البشاشة والطيبة ولين الجانب وخفض الجناح فاستشعرت محبته, المَلَكُ الذي أرصده الله عزَّ وجلَّ على المدرجة, والمدرجة تعني الطريق, وسمي الطريق مدرجة لأن الناس يدرجون عليه بأقدامهم، أي يسيرون عليه، المَلَك، أرصد الله على مدرجته أي في طريقه ملكاً في صورة بشرية، قال:"أْينَ تُرِيدُ؟" قال: "أرِيدُ هَذِهِ القَرْيَةَ", قال: "أرِيدُ أخًا لِي في هَذِهِ القَرْيَةِ", قال: "هَلْ لَكَ مِنْ نِعْمَةٍ تَرْبُهَا عَلَيْهِ؟" قال: "لاَ, غَيْرَ أنِّي أحْبَبْتُهُ فِي اللهِ", فقال الملك: "أبْشِرْ فإنِّي رَسُولُ اللهِ إلَيْكَ يُخْبِرُكَ أنَّ اللهَ قَدْ أحَبَّكَ كَمَا أحْبَبْتَهُ فِيهِ", يا الله! الله قد أحَبَّك.

    إذا أَحْبَبت في الله أَحبَّك الله

    إذا أحببت أخاك في الله أحبك الله، والأدلة على ذلك تَتْرَى، لكن انظر إلى النعمة والمنة إذا أحبك الله, أحبتك الملائكة, جعل الله لك القبول في الأرض"إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُلَهُ القَبُولُ فِي أَهْلِ الأرْضِ" صحيح البخاري، والله يحب مَنْ؟ يحب المتَّقين, يحب الذين اتَّقَوْا والذين هم محسنون, يحب المحسنين، يحب الصابرين, يحب التوابين ويحب المتطهرين, وهؤلاء يتحابُّون فيما بينهم على هذه العلاقات, علاقات الحب والود والطاعة, ثم تكون المزاورة بعد ذلك، وقد دخل أبو إدريس الخولاني وكان شابًّا، قد جاء من اليمن، دخل مسجد دمشق في فتوح الشام، يقول:"دَخَلْتُ مَسْجِدَ دِمَشْقَ،فإذَا فَتَى بَرَّاقُ الثَّنَايَا،وإذَا النَّاسُ مَعَهُ، وإذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيْءٍأسْنَدُوهُ إلَيْهِ، وصَدَرُوا عَنْ قَوْلِهِ, فسَألْتُ عَنْهُ،فقِيلَ: هَذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ"صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول أبو إدريس:"فلَمَّا كَانَ الغَدُ هَجَّرْتُ" - أي بكرت وذهبت إلى المسجد مبكرًالكي ألقاه بعيدًا عن الزحام -"فوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي بالتَّهْجِيرِوَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي"، قَالَ:"فانْتَظَرْتُهُ حَتَّى قَضَى صَلاَتَهُ, ثُمَّ جِئْتُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: وَاللهِ إنِّي لَأُحِبُّكَ للهِ"،فقَالَ:آللهِ،فقُلْتُ:آللهِ،فقَالَ:آللهِ،فقُلْتُ:آللهِ، فقَالَ: آللهِ،فقُلْتُ:آللهِ،قَالَ:فأخَذَ بحَبْوَةِ رِدَائِي فجَبَذَنِي إلَيْهِ،وقاَلَ: أبْشِرْ، فإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي للمُتَحَابِّينَ فِيَّ, وَالمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، والمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ, وَالمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ" صححه الألباني "وجبت محبتي" لمن يا رب؟ قال: "للمُتَحَابِّينَ فِيَّ,وَالمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، والمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ, وَالمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ ", التَّبَاذُلُ الهدية إنك تسدي خدمة لأخيك فيسدي إليك خدمة, تُحَيِّيهِ بتحية فيُحَيِّيكَ بأحسنَ منها, تعطيه هدية فيرد لك بهدية، هذا تباذل, لا تقوم على أسس التبادل التجاري والمصالح الخاصة. الرجل الذي يعقد صفقات البيزنس وامرأته تلبس الفستان العاري،الأسورة، وترقص مع زميله أو صديقه أو شريكه أو نحو هذا, هل هذا حب في الله؟ هل هذا حب لله؟ أم أنها معصية الله؟ أم أنه سعي في مرضاة الشيطان والعياذ بالله؟, ماذا ينتظر هذا وغيره؟ هل ينتظرون البركة؟ هل ينتظرون الفضل والخير؟ أم ينتظرون المقت والبغض والكراهية من الله ومن أولياء الله؟ التزاور في الله ينضبط بضوابط الشرع, تحابب في الله مبني على يقين وعلى إيمان، بعيد عن المصالح, التباذل في الله مبنيٌّ على مبدأ التقرب من الله عزَّ وجلَّ بالعمل، ولهذا فالتباذل في الله لا ينبني على أساس أعطاني فأعطيه, وإنما ينبني على أساس أنني أتقرَّب إلى الله بصلته, أتقرَّب إلى الله بالإهداء له, أتقرَّب إلى الله بعَطِيَّتِه. "لَيْسَ الوَاصِلُ بالمُكَافِئِ - يعني الذي إذا وُصل وَصل وإذا أُهدي إليه أَهدى -وَلَكِنْ الوَاصِل ُالَّذي مَنْ إذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا" صحيح البخاري, أرحامه تقطعه، ربما تُعلن عداوته، لكن هو يَتودَّد لشيئين: الشيء الأول: لأنه يريد ما عند الله, يتقرب بذلك إلى الله. الشيء الثاني: لأنه يدفع بالتي هي أحسن، وربُّك يقول:"ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُعَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" فصلت:34

    جزاء المتحابين في الله

    وقد يكون بين المحبين خلافات أو نحو هذا، تزول مع الألفة والمحبة, حتى في الجنة "وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ" الحجر:47 ولِم لا والله سبحانه وتعالى يجمعهم في ظِلِّ العرش وعلى منابر من النور.. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربِّه: "المُتَحَابُّونَ فِي جَلاَلِي لَهُم مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ" صححه الألباني. "المُتَحَابُّونَبجَلاَلِي فِي ظِلِّ عَرْشِي يَوْمَ لاَ ظِلَّ إلاَّ ظِلّي" صححه الألباني. فنسأل الله العظيم ربَّ العرش الكريم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يُظلَّنا في ظلِّ عرشه يوم لا ظِلَّ إلا ظلُّه، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل والسر والعلن، وأن يرزقنا الحب فيه. إنِّي أحبكم في الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    تم بحمد الله

    رابط المادة
    http://www.way2allah.com/khotab-item-30559.htm

    شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس تفضلوا هنا:
    https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36
    كلمة الدكتور حازم شومان لفريق التفريغ بشبكة الطريق الى الله

    لا حول ولا قوة إلا بالله

    اللهم بلغنا رمضان

  • #2
    رد: تفريغ مَحَبَّة الله عزّ وجلّ لرجل أَحَبَّ في الله : سلسلة قصة رواها الرسول " الشيخ جمال المراكب

    جزاكم الله خيراااااااا

    تعليق

    يعمل...
    X