السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفى وصلاةً وسلامًا على عباده الذين اصطفى، اللهم لك الحمد حمدًا ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد.
ما عنـــــك يشغلني مــــــالٌ ولا ولـــــــدُ نسيت باسمك ذكر المال والولـد
فلو أُريق دمي في الترب لانكتبت حروف اسمك لـــم تنقص ولـــم تزدِ
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، ثم أما بعد:
قلوبنا مش كده ليه يا جماعة؟
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو كان الإيمانُ عند الثُّرَيَّا" لو كان الإيمان في نجم من نجوم السما، لو كان الإيمان في مجرّة من المجرات اللي بعيدة عننا، لو كان الإيمان في نجم بيننا وبينه ملايين السنين الضوئية، لو كان الإيمان فين؟! "لو كان الإيمانُ عند الثُّرَيَّا، لناله رجالٌ أو رجل مِن هؤلاءِ" صحيح البخاري
كان فيه ناس من كتر ما قلوبها عايزة توصل لربنا، من كتر ما كل ذرة في قلوبها حلم عمرها إنها توصل لربنا، من كتر ما أمنية حياتها اللي بتنام عليها وبتصحى عليها لحظة الوصول لله -سبحانه وتعالى- كان من قبل ما أمريكا تخترع المركبات الفضائية بآلأف السنين كانوا هما اللي عملوها، مش عشان يعملوا أي إنجاز.. عشان يطلعوا للثريا، عشان يوصلوا للإيمان، عشان يوصلوا لربنا سبحانه وتعالى.
يااااه فيه ناس عايزة توصل لربنا للدرجة دي! فيه ناس ممكن تكون وسطنا يا جماعة قلوبها ملهوفة على الوصول لربنا للدرجة دي! فيه ناس حلم حياتها! فيه ناس مشاعرها تجاه ربنا للدرجة دي!
قلوبنا مش كده ليه؟ إنت عايز توصل لربنا؟، إنتِ عايزة توصلي لربنا؟
يا جماعة اللي عايز يوصل لربنا ده إنسان تاني غير كل البشر، اللي عايز يوصل لربنا دا مش حاسس إنه سعيد مع أي حاجة، مافيش أي حاجة بتسعده غير إنه يلاقي حد يوصله لربنا، اللي عايز يوصل لربنا ده بيدوَّر في كل مخلوق بيقابله عن حد من الناس دي يوصله لربنا، بيدوّر في كل حاجة بتقابله عن أي شيء يدله على ربنا، يقربه من ربنا، مافيش حاجة بتفرحه غير إنه يوصل لربنا، مافيش حاجة بتحزنه غير إنه يحس إنه مش قادر يوصل.
اللي عايز يوصل لربنا ده إنسان تاني، إنت عايز توصل لربنا؟ طيب مستعد تدفع إيه؟ طيب مستعد تضحي بإيه؟ طيب مستعد تسيب إيه عشان تحس إنك بتقرب من الله؟ حد فيكم يا جماعة جرّب الإحساس ده؟ إحساس لو كان الإيمان في الثريا هأطلع يا رب بس أعرف هو فين، بس أعرف أوصل لك إزاي، بس أعرف إيه الحاجة اللي أوصل لك بيها وأنا يا رب هأضحي بكل حاجة في حياتي وهأعمل كل حاجة بس أوصل لك يا رب.
دمي ودموعي وابتساماتي الكلمة اللي كتير الواحد بيحس بيها يا إخواني لما ينظر للسما ويبدأ يفتكر كده لما الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يجلس على الدابة ويقول:
" سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَلَنَا هَذَاوَمَاكُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ* وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ"الزخرف14:13ويتبسم رسول الله، حسيت إنك لما تفتكر إنك إنت راجع لربنا تبتسم إبتساماتك، لما تفتكر لحظة الوصول لربنا دمك مستعد تضحي بيه عشان توصل لربنا، دموعك كلها شوق لربنا ورغبة في الوصول لربنا.
يا إخواني المرأة اللي وقفت تسأل لما وصلت مكة أين بيت ربي؟ أين بيت ربي؟ أنا جاية من بعيد عايزه أوصل له فين بيت ربنا؟ لما أحس إن أنا وصلت بيت ربنا هأحس إن أنا وصلت، أين بيت ربي؟ فدلوها عليه فلما ذهبت إلى الكعبة وضعت خدها وقالت هذا بيت ربي؟ أيوه وضعت خدها بيحركوها بعد فترة لقوها ماتت، حد منكم قبل كده جرّب أو حس إن الإنسان ممكن يموت من الفرحة، إن ممكن إنسان من فرحته إنه وصل لربنا يموت من كتر فرحته، المرأة الفقيرة اللي من جنوب شرق أسيا اللي علشان تيجي تحج دا حلم من أحلام حياتها هتحوش سنين ورا سنين، ولما جت وهي في جدة أول ما نزلت على الأرض وحسّت إن هي خلاص بينها وبين الكعبة خلاص مواصلة واحدة وخلاص، سجدت لله في المطار فلم ترفع رأسها من السجدة.. ماتت، حد منكم جرّب الموت فرحًا إن الإنسان يموت من الفرح إنه هيوصل لربنا سبحانه وتعالى.
كفاح سلمان الفارسي للوصول لربنا:
سلمان الفارسي شاب من الشباب، شاب جميل شاب ممكن يكون شاب زيك أبوه أغنى من آبائنا، شاب من الشباب وكان في بلاد فارس وكان وسط المجوس، شاب من الشباب وهو معدي مرة ما بين مصالح والده شاف ناس بتصلي -كانوا نصارى- شاف صلاة لله قلبه اتملى شوق إنه يوصل لربنا -سبحانه وتعالى- قلبه اتملى شوق حس إنه خلاص عايز يمشي في الأرض كلها يدور على حد يوصله لله، يدور على أي حد يوصله لربنا، منظر سلمان وهو بيسافر ما بين البلاد لوحده، وهو بيسافر ما بين القارات لوحده، وهو بيدوّر على حد يوصله لله، فيه ناس غافلة يا جماعة، فيه ناس قلوبها ميتة، فيه ناس مش حاسة أصلًا بمشاعر تجاه ربنا، فيه ناس مش حاسة، وفيه ناس تانية ملهوفة على باب ربنا هتموت علشان توصل له..
منظر سلمان لما أبوه حس إنه عايز يسيب البلد ويهرب يدوّر على حد يوصله لربنا، لما أبوه ربطه بالسلاسل وهو بيكسر السلاسل وبيهرب، إنت هتسيب إيه يا سلمان؟! إنت سايب بلدك! إنت سايب أبوك حبيبك وأهلك أحبابك!، ربنا أغلى في قلبي من أي حد، إنت سايب إيه يا سلمان؟! إنت واحد من بلاد فارس من المجوس عبدة نار، الأب بيتجوز بنته والأخ بيتجوز.. إنت سايب إيه يا سلمان؟! دا إنت في بلد الشهوات كلها! دا انت في بلد المتع كلها! دا إنت يا سلمان المستقبل لسه أمامك، أبوك راجل دحقان من حماة النار -والعياذ بالله- هتطلع لك مركز في الدين، وأبوك راجل غني جدًا عنده ضيعات وأملاك.. هتطلع غني، هتطلع غني وإبن راجل غني، إنت سايب إيه! أنا عايز أوصل لربنا -سبحانه وتعالى- عايز أوصل لله.
ويسيب الدنيا ويسيب أحبابه ويسيب أمواله ويسيب أبوه ويكسر السلاسل كلها ويسيب مستقبله، وينطلق سلمان في الأرض، سلمان يا جماعة مااتجوزش، سلمان يا جماعة مافكرش إنه يعمل أي حاجة لدنيته.. ليه؟ أنا قلت لكم اللي عايز يوصل لربنا مايقدرش يفرح بحاجة غير اللي يوصله لربنا، مافيش حاجة بتحزنه غير إنه يحس إنه هو مش قادر يوصل مشاعره كلها، سلمان ربط مستقبله بالوصول لله، ربط مستقبله إنه يوصل لربنا ويمشي في الأرض، يمشي من بلد لبلد، طرق رهيبة شهدت على خطوات سلمان علشان يوصل لربنا، طرق موحشة شهدت على خطوات سلمان علشان يوصل لك يا رب.
دموع منه سقطت في الطرق وهو بيستغيث بالله إنه عايز يوصل لربنا ويروح سلمان، سلمان كان لوحده إنت لوحدك، لوحدك هتمشي إزاي؟ هأوصل لله أنا هأجاهد مجاهدة رهيبة، سلمان فين ورسول الله -عليه الصلاة والسلام- في الوقت ده فين؟! دا في بلاد المجوس وبعدها بلاد النصارى، وبعدها المشركين بتوع العرب، هو فين وهيوصل إزاي؟
ولكن اللهفة اللي في قلبه خلته يلف في البلاد، أول رجل دين حسسه إنه هيوصله لربنا طلع نصاب، طلع بيدعو الناس للصدقة وياخد الصدقات لنفسه، ماوقفش، ما اتصدمش، بعد كده وهو في سفر من أسفاره للوصول إلى الله الناس ياخدوه عبد من العبيد ويبيعوه لليهود بتوع المدينة المنورة بتوع يثرب، يدخل سلمان على يثرب أنا يا رب كنت عايز أوصل لك يا رب، أنا يا رب ضحيت بشبابي وحياتي علشان أوصل لك البلد اللي كلها صخور وكلها جبال وكلها صحرا وكلها نخل هأوصل لك فيها ازاي؟ يا رب أنا بقيت عبد يا رب بس عايز أوصل لك، يا رب قلبي جواه اشتعال رهيب ما بيهدأش علشان يوصل لك يا رب.
ويعيش سلمان عبد عند اليهود في البلد اللي اسمها يثرب هو مش عارف يعمل إيه خلاص اتربط، اتقيد مش عارف يوصل لربنا ازاي؟ وفي يوم من الأيام وهو بيجمع البلح من على نخل من النخيل يلاقي واحد داخل على اليهودي اللي بيملكه ويقول له جاء رجل إلى يثرب وهو يزعم أنه نبي، سلمان بيقول إن أخذته الرجفة، أخذته الرعشةكان هيقع من طوله.. يعني أنا يا رب في النهاية إنت اللي تجيبه لغاية عندي! إنت يا رب اللي توصلني ليك لغاية عندي يا رب سبحانك يا رب! ويقابل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويبقى سلمان الفارسي بطل من أبطال الإسلام، كان يوصل لربنا إزاي! بس صادق صادق فربنا وصله، صادق عايز يوصل.
إنت مستعد تعمل إيه علشان توصل لربنا؟
إنت مستعد تعمل أيه عشان توصل لربنا؟ إنتِ مستعده تدفعي أيه علشان توصلي لربنا؟ إنت مستعد تسيب أيه علشان ربنا؟ إنت مستعدة تضحي بإيه علشان توصلي لربنا؟ اللي عايز يوصل لربنا يا جماعة قلبه ملتهب..
يا رب.. يا رب.. يا رب.. يا رب جئتك تائبا..
يا رب جئتك نادمًا أبكي على ما قدمته يداي لا أتباكى
ونسيت حبي واعتزلت أحبتي ونسيت نفسي خوف أن أنساكَ
والله يا إخواني فيه ناس كده، فيه ناس سابت أحب أحبابها في الدنيا وأقرب المقربين ليها في الدنيا وأكتر كل الأبواب المفتوحة لها في الدنيا عشان توصل لربنا، هي مش عايزه أي حاجة غير ربنا، مش عايزه أي حاجة غير الوصول ليه.
قاتل المائة والمشهد الرهيب:
منظر قاتل المائة المنظر اللي أنا حاسس إن لو جبنا مجلدات وكتبنا فيها والله يا جماعة مجلدات ما توصف المنظر ده، ولا توصف المشهد ده، المشهد الرهيب، المشهد الرهيب بعد ما عرف إن له توبة.. بعد ما سأل العالِم، وقال له: لك توبة بس سيب بلدك، أسيب بلدي!، ده أسيب الدنيا واللي فيها بس أوصل لربنا، المنظر الرهيب يا جماعة اللي كل كلام الدنيا ما يوصفوش، وما يعبّرش عن قلب واحد نبض باللهفة للوصول إلى الله، عن قلب واحد التهب عشان يوصل لله، في وسط الطريق والصحرا على اليمين والشمال وقدام وورا، ينزل ملك الموت وتبدأ روح قاتل المائة تنزع.. وهي بتنزع ينزل يقع على الأرض واحد بيموت يا جماعة، واحد عنده سكتة قلبية، واحد عنده ذبحة صدرية، واحد عنده نزيف في المخ، واحد عنده هبوط حاد في الدورة الدموية، واحد عنده أي حاجة بيموت بيموت وروحه بتخرج من جسده، المنظر اللي مفيش حد يقدر يوصفه ولا حد يقدر يوصف المشاعر اللي فيه، منظر الراجل ده وهو بيزحف فأخذ ينوء بصدره هو بيزحف ويزحف عشان يوصل لربنا، هو عارف إنه لا يمكن هيوصل خلاص، هو عارف إنه لا يمكن هيوصل فين؟ ده واحد بيموت وقدام عينه صحرا مد بصره وعلى يمينه وشماله صحرا مد بصره هيوصل ازاي؟ وهيوصل فين؟
هو عارف إن جسمه كان لا يمكن يوصل بس كان لسه عنده أمل إن قلبه يوصل لربنا، كان لسه عنده أمل إن بالزحفة دي اخترت ربنا،كان لسه عنده أمل إنه يعيش أعظم إحساس في الوجود قبل ما يموت،كان عنده أمل إنه يعيش إحساس لحظة الوصول، لحظة الوصول اللي سلمان عاشها وهو واقف على نخلة وكان هيقع من طوله، لحظة الوصول لحظة لما ربنا بعد ما وقفت على بابه؟ لا بعد ما دورت الأول، بعد ما دورت لأنك انت كنت توّهت نفسك ولفيت في الدنيا، وتوّهتي نفسك بعد ما تُهتي وبعدتي وبعدت، وبعد كده قلبك التهب وبدأت هتموت عشان توصل لربنا، دمي ودموعي وابتساماتي ليك يا رب، مشاعري وكياني ووجداني كلهم ليك يا رب، وبدأت تدوّر حد يوصلني يا جماعة لباب الله، حد يدلني على مولاي، حد يدلني على ربي، وبعد ما دوّرت وتوصل لباب الله وتفضل تطرق بدموعك وتطرق بدمائك وتطرق باستغاثاتك، لحظة لما الباب يتفتح، لحظة لما قلبك يتفتح، لحظة لما ربنا يوصل قلبك بجلاله، لحظة لما ربنا يوصل قلبِك بيه، لحظة لما تحس خلاص إنك وصلت بعد ما ضحيت بكل حاجة.
رحلة سيدنا إبراهيم في الوصول إلى الله:
المشهد الرهيب، المشهد الرهيب.. مشهد سيدنا إبراهيم والدنيا كلها شرك، وهو مش عارف يعمل إيه؟ غلام، شاب هيموت عشان يوصل لربنا.. الأصنام دي باطل، كل ده باطل، الله إله واحد، بس دلني عليك يا رب وربنا بيوصف المشهد في سورة الأنعام مشهد مفيش قلب يقدر يحتمله من قلوب اللي عايزين يوصلوا إلى الله وسيدنا إبراهيم "فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ" الأنعام:76 "جَنَّ" يا جماعة يعني ستره الليل، لفه الظلام من كل ناحية، لما فضل ماشي لحد ما وصل لمكان مفيش مخلوق فيه، محدش حاسس باللي في قلبه، محدش قدر يحس باللي في صدره وهو ملفوف بالظلام من كل ناحية، وسيدنا إبراهيم واقف: أوصل لك ازاي يا رب؟ أوصلك ازاي؟ دلني عليك يا رب.
"فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ" والهم اللي جوه قلبه أشد مليون مرة من الليل اللي بيلف جسده، واحد ملهوف على ربه.
"فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً" كان قومه بيعبدوا الكواكب "قَالَ هَـذَا رَبِّي" ده ينفع يبقى ربنا؟ ده ينفع يبقى مولاي؟ ده ينفع أقف على بابه؟ ده ينفع أسجد له في التلت الأخير وأناجيه؟ ده هيبقى معايا في كل وقت في عمري؟ ده ينفع أذكره ليل ونهار وحياتي تتملى سعادة بذكره؟ ده ينفع يبقى هدف حياتي إن أنا أوصله؟
"هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ" مينفعش، أنا ربي عايزه يبقى معايا ليل نهار أنا ما ينفعش ربي يكون معايا وقت ويسبني وقت أنا عايز ربي اللي خلقني ورعاني في كل لحظة من عمري، أنا عايز ربي يبقى معايا على طول.
"قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ" وفضل إبراهيم طيب روح.. لأ، طيب كل.. لأ، طيب اشرب.. لأ، طيب نام.. لأ، أنا عايز أوصل، أنا عايز أوصل، أنا هأسيب كل حاجة بس أوصل لك يا رب.
"فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي"ده ينفع يبقي ربي "فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ" الأنعام77:76 معادش ليّ أمل غير فيك يا رب، أنا يا رب تايه ومش عارف أوصل لك، لو انت مادلتنيش عليك أنا ضعت، يا رب الكلمة اللي بتقوليها له كل يوم 17 مرة في الصلاة، الكلمة اللي قلبك بيهتف بيها وانت بتقول له "اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ" الفاتحة:6 ده كلمة واحد أعمى بيقول لواحد وصلني في الطريق، قودني في الطريق، أنا مش عارف أعمل إيه؟، أنا مش عارف أوصل لك ازاي؟ "اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ"
"فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً" الأنعام:78 يا إبراهيم انت بقالك ليله كاملة طب روح طب نام طب أرتاح، مش قادر مش قادر مشاعري غلباني، الغليان اللي في قلبي غالبني " فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ" أنا حاسس بإحساس سيدنا إبراهيم في اللحظة دي إحساس واحد في بحر يلاقي قشاية يقول دي تنفع سفينة نجاة ماتنفعش طيب دي؟ فيلاقي حتة خشبة صغيرة، طيب هيعمل إيه؟ يقول دي أكبر هو عارف إنها مش نافعة، هو عارف إن لا ده ربه ولا ده ربه ولا ده ربه، هو عارف إن ربه أعظم من كل ده، بس هو مش قادر، هو عايز يوصل لربنا بأي طريقة، هذا أكبر بيصبَّر نفسه إنه يفضل قاعد "فَلَمَّا أَفَلَتْ" لا خلاص ده ولا الشمس ولا القمر ولا الكواكب، ده الإله اللي خلق كل ده، ده الإله اللي خلق كل الكون، ده الإله اللي كل الكون ده مظاهر لجلاله، ده الإله اللي كل دي رسايل منه لعباده عشان يقول لهم أنا، أنا اللي كل ده بيدلكم عليه، كل ده رسالة واحدة بتدلكم على إله واحد، ده كل ده معرض هذا الإله العظيم بيوريه لنا علشان يعرفنا جلاله وصفاته.
"فَلَمَّا أَفَلَتْ" كان خلاص أي ظلام قدام إبراهيم كان أفل، أي تيه قدام إبراهيم كان أفل، وإبراهيم وصل إلى الله،
"قَالَ يَا قَوْمِ" جري على قومه مش مصدق كتر الفرح بالله، من كتر الفرح بالوصول إلى الله، من كتر الفرح بلحظة الوصول اللي سلمان لقاها في المدينة في يثرب، اللي قاتل المائة وهو بيزحف بصدره على الأرض وصل لربنا.
يا جماعة الزحفة دي هي اللي وصلته لربنا، الزحفة دي هي اللي قلبه وصل فيها إلى الله، جسمه ماوصلش ولكن قلبه وصل إلى الله قبل ما يموت وقبل ما يلاقي الله، اللحظة اللي سيدنا إبراهيم لقى كل حاجة أفلت، خلاص نور ربنا هو اللي مغطي على كل شيء "يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" الأنعام 79:78 لحظات الوصول إلى الله لحظات الوصول لربنا.
حديث "..ليتبَعْ كلُّ أمَّةٍ ما كانت تعبُدُ.."
الحديث اللي يزلزل قلب أي حد، لما باقرأ في هذا الحديث باسأل نفسي يا رب هو فيه ناس حبيتك كده؟ يا رب هو فيه ناس قلبها اتعلق بيك كده؟ يا رب هو فعلًا فيه ناس للدرجة دي؟ يا رب هو فيه قلوب يا رب عاشت مع جلالك للدرجة دي يا رب؟ أُمّال إحنا إيه يا جماعة؟ أُمّال إحنا قلوبنا إيه؟ إحنا قلوبنا حجر؟ إحنا هنوصل لربنا ازاي؟ إحنا الواحد بيبص حواليه مش شايف حاجة غير ربنا أصلًا، مش شايف حاجة غير كل حاجة بتدل عليه، كل حاجة بتوجه قلبك إليه، كل حاجة بتدل على صفاته وجلاله ليس شيء إلا الله إلا جلال الله إلا صفات الله سبحانه وتعالى.
الحديث العظيم الحديث الطويل في البخاري ومسلم، حديث "..ليتبَعْ كلُّ أمَّةٍ ما كانت تعبُدُ.."والمجوس واقفين واليهود واقفين والنصارى واقفين والمسلمين واقفين وينادي "ليتبع كل أمة ما كانت تعبد" اليهود اليهود يبدؤوا يمشوا ورا عزير يعتقدوا إنهم هيوصلوا للجنة فيتساقط اليهود في النار، النصارى يتساقطوا في النار، فيُسأل المؤمنون ماذا تريدون؟ اليهود لما اتسألوا قالوا: "..عطِشنا يا ربَّنا فاسْقِنا.."يعني عايزين نشرب هنموت من العطش مش قادرين هنموت من الظمأ، حلقنا هيتقطع من الظمأ.
النصارى لما بيتسألوا ماذا تريدون؟ يقولوا "..عطِشنا يا ربَّنا فاسْقِنا.."عايزين نشرب بق ميّه، قطرة مّيه.
لما المؤمنين دول يتسألوا ماذا تريدون؟ يا جماعة إجابة مهولة في مكان رهيب لا تتوقع، قالوا لهم لا إحنا صحيح حلقنا هيتمزق من العطش، إحنا صحيح عطشانين بس قلوبنا عطشانة عطش أكبر، بس قلوبنا فيها ظمأ أكبر، قلوبنا فيها ظمأ عشنا فيه طول عمرنا، إحنا مش عايزين نشرب، إحنا مش عايزين ميّه.. أُمّال عايزين إيه؟
نريد أن نرى ربنا، أرني ربي وجهك، أرني ربي وجهك، أرني ربي وجهك، يا رب عايزين نرى وجهك يا رب, إحنا مش عايزين حاجة يا رب، ماقالوش عايزين الجنة، ماقالوش عايزين نشرب، ماقالوش عايزين نستظل، قالوا: يا رب، أرني ربي وجهك، نريد أن نرى ربنا، لما مايشوفوش ربنا لما يقولوا كده، عارفين يقولوا إيه يا جماعة؟
يقولوا كلمة رهيبة أوي، يقولوا: "..فارقنا النَّاسُ في الدُّنيا أفقرَ ما كنَّا إليهم ولم نصاحبهم.."صحيح مسلم، يا رب إحنا كنا في الدنيا محتاجين الناس، ومحتاجين للصحبة، ومحتاجين الدنيا وسِبناها ورميناها وفارقنا الدنيا وسِبنا الناس عشان النهارده نشوفك يا رب، إحنا يا رب عشان نوصل لك النهارده عشان نوصل إن احنا نشوفك النهارده سِبنا الدنيا، تركنا الناس وفارقناهم أحوج ما كنا إليهم، يا رب إحنا كنا محتاجين الدنيا بس سِبناها، كنا محتاجين صاحب يؤنس وحدتنا وسِبناه، كنا محتاجين حاجات كتيير كتير، متنا واحنا محتاجينها ومش مشكلة يا رب، عشان النهارده نشوف وجهك يا رب، عشان النهارده نرى وجهك يا رب، أي رب وجهك، أي رب وجهك.
ياااه لما باقرأ الحديث ده يا جماعة باقول: يا إلهي، فيه ناس في وسط القيامة وجهنم والصراط والأهوال والسحب على الوجوه وتحديد المصير وتطاير الصحف ووزن الأعمال قلوبها مش قادرة إنها تتعايش مع أي حاجة غير النظر لوجه الله ورؤية وجه الله -سبحانه وتعالى-، أرني ربي وجهك، أرني ربي وجهك.
إنت، إنت قلبك كده؟ إنتِ قلبك كده؟ يا جماعة أنا قاعد اتكلم على المعاصى ونسيب ونسيب لو انت مش عارف انت بتسيب عشان مين.. هتسيب ليه؟ لو انتِ مش عارفة انتِ بتضحي عشان مين.. هتضحي ليه؟ لو انت مش عارف انت بتسيب ليه وعشان إيه.. هتسيب ليه؟ يا جماعة الترك ده والتضحية دي شعور قهري، انتم فاكرين إن التضحية دي شعور بمزاجك؟ إن أنا لما أقول لك سيب هتسيب.
يا جماعة محدش بيقدر يضحي بمزاجه، ده لما حب ربنا بيلتهب في القلب، لما الشوق إلى الله بيزيد في القلب، لما مشاعر قلبِك وكل ذرة في قلبِك بتعيش مع جلال الله غصب عنك قهريًا ما بتقدريش أصلًا، ماعدتيش هتلاقي لذة في حاجة، ماعدتش هتلاقي لذة في حاجة، مش هيبقى فيه متعة في الحياة، هتعلق حياتك كلها على الوصول لربنا زي سلمان..
أنا يا رب مش عايز زوجة، مش عايز ولد، مش عايزة تجارة، مش عايز فلوس، مش عايز أهلي، مش عايز وطني، أنا مستعد أبقى عبد بس وصلني ليك، أنا مستعد أفتقر بس وصلني ليك، أنا مستعد ألّف في الأرض كلها، جزء جزء من تراب الأرض يشهد على رحلتي في الوصول إليك، بس وصلني ليك يا رب.
قصص رهيبة يا جماعة واحنا بنقول: "اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ" وانتِ بتقولي: "اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ"،
وانتِ بتقولي له: وصلني ليك يا رب افتكري الزحفة بتاعة قاتل المائة وانت بتقول له: وصلني ليك يا رب يا رب افتكر الرحلة ما بين القارات في الأرض بتاعة سلمان، وانتِ بتقولي له: وصلني ليك يا رب افتكري إنه لو كان الإيمان في الثريا لبلغوه ولطلعوا له، وانت بتقول: وصلني ليك يا رب افتكر سحرة فرعون.
سحرة فرعون
سحرة فرعون النموذج المهول يا جماعة، سحرة فرعون ناس قاعدة بتسحر، ناس قاعدة تفتن الناس وتضيّع الناس، وفجأة استدعاء! استدعاء من مين؟ من رئيس الدولة كلها من فرعون، من الحاكم! استدعاء ليه؟!
فيه مهمة فورًا.. العربية بره يلّا طيران، كل حاجة في لحظة كان كل السحرة، 70ألف واحد واقفين بين إيدين فرعون، قال لهم: أنا عايزكم تنتصروا على موسى ده، أنا عايزكم تنتصروا عليه قدام الناس، وينتخب منهم أقوى 700ساحر ويقف قدام الدنيا كلها، والدنيا كلها بتهتف باسمهم، والدنيا كلها بتهتف ليهم زي ما بيُهتف بأسماء لعيبة والّا بيهُتف بأسماء مغنيين، والدنيا كلها واليافطات باسمهم، وفرعون قاعد والدهب مستنيهم والكراسي جنب فرعون مستنياهم لو انتصروا على موسى، وواقفين السحرة بكل زهو ويلقوا عصيانهم وتبقى تعابين والناس تنبهر، وإحساس انبهار الناس يزود الكبر اللي في قلوبهم، يزود الكبرياء اللي في قلوبهم، ويلقى موسى عصاه " فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ" الشعراء:45
في قراءة تانية "فَإِذَا هِيَ تَلَقَّفُ" "تلَقَّف": يعني العصيان بتاعتهم بقت بترمي نفسها في بق عصا موسى، بترمي نفسها، في لحظة يا جماعة السحرة عرفوا كل حاجة، في لحظة السحرة اكتشفوا كل حاجة، اكتشفوا إن فرعون ده ولا شيء، اكتشفوا إن الناس دي كلها ولا شيء، اكتشفوا إن الكراسي والأموال اللي لسه كانوا بيتفاوضوا عليها ولا شيء، اكتشفوا إن هتاف الناس ليهم ولا حاجة، اكتشفوا إن الدنيا دي كلها ولا شيء ، أما لقوا جنودهم، عصيانهم جنود لله بترمي نفسها في فم ثعبان موسى بنفسها، اكتشفوا إن ربنا هو كل حاجة، وهو اللي مهيمن على كل حاجة.
"فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ" ألقي ده يعني زي ما واحد يلقى يعني يترمي، يعني خلاص مشاعرهم ماعادش ليهم سيطرة على جوارحهم، "فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ" قدام الناس يسجدوا ويصرخوا وهما ساجدين "آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ" أحسن تفتكر يا فرعون إن انت اللي احنا بنهتف باسمك "رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ"، ويبدأ رغبتهم في الوصول لربنا، رغبتهم في تعويض العمر اللي ضاع منهم وفات، فرعون يقول لهم: "آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ" المبررات اللي كان بيبرر لنفسه كل حاجة بيها هي اللي ضيعته.
"لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ" مش لأقْطعن، هأقطعها حتة حتة، "وَأَرْجُلَكُم" هأقطعها حتة حتة"مِّنْ خِلافٍ" عشان الدورة الدموية يبقى الجزء اليمين مع الجزء الشمال يتقطعوا وتبقوا مثل قدام الناس، "مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ" وهدقكوا بالمسامير بعد كده علي جذوع النخل، المسامير هتتغرز في جسمكوا وفي رجلكوا وفي رقبتكم عشان تبقوا عبرة، ودمكم هينزف قدام الناس، "ولأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ" هتبقوا جمب بعض، وهنجيب الناس كلها تشتم فيكم، وكلها تشتم فيكم، "قَالُوا لا ضَيْرَ""لا ضَيْرَ": الكلمة دي يا جماعة مش قالوها بس ساعة ما هددهم، ده قالوها وهما بيقطعوا إيديهم كل واحد يمد إيده تتقطع، لحمهم بيقع "لا ضَيْرَ"، امسكوا رجليهم قطعوها "لا ضَيْرَ"، دمهم بينزف من شراينهم "لا ضَيْرَ"، علقوهم ودقوهم بالمسامير مع كل دقة "لا ضَيْرَ"، "لا ضَيْرَ"، ولا يهم ولا أي حاجة ولا خسرنا حاجة مادام ماخسرناش صلتنا بربنا، الدم بينزف، الناس بتشتم فيهم، أهاليهم بيفارقوهم، اللبس الملكي بيتخلع من عليهم، "لا ضَيْرَ"، كل واحد فيهم بدأ يموت بعد شوية من النزيف، "لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ"الشعراء50:46 إحنا عايزين نوصل لربنا، إحنا عايزين نوصل له، يا جماعة مفيش حد ضحى كده، مفيش حد عمل كده، كلمة "لا ضَيْرَ" حتى وهم بيموتوا "لا ضَيْرَ".
إحنا ماخسرناش أي حاجة لأن خلاص إحنا حياتنا كلها بقى ليها هدف واحد إن احنا نوصل لربنا -سبحانه وتعالى- إن احنا نصل إلى الله سبحانه وتعالى.
قلب غير كل القلوب
إخواني في الله، إخواني في الله اللي عايز يوصل لربنا قلبه غير كل القلوب، حياته غير كل الناس، ليله غير أي ليل، نهاره غير أي نهار، تعرفه من عينيه وبكاء عينيه، تعرفه من لهفة قلبه لما تتكلم معاه، تعرفه من عينيه اللي بتدور على حاجة توصله لربنا في كل حاجة، تعرفه بزهده في الناس وبعده عنهم، تعرفه في إن لما يتعرض فيها عليه الدنيا واللي مش عايز حاجة، أنا عاوزك يا رب، أنا عاوزك انت يا رب، أنا عايز أوصل لك يا رب، أنا عايز أوصل ليك وأقف على بابك ولما هتفتح لي يا رب خلاص كل الدم اللي نزف مني ولا حاجة، كل دموعي ولا حاجة، كل آلامي ولا حاجة، أنا خلاص وصلت لك يا مولاي، وصلت لك يا إلهي، وصلت لك يا رب، دمي ودموعي وابتساماتي
ما عنـــــك يشغلني مــــــالٌ ولا ولـــــــدُ نسيت باسمك ذكر المال والولـد
فلو أُريق دمي في الترب لانكتبت حروف اسمك لـــم تنقص ولـــم تزدِ
امرأة فرعون وشوقها لربنا
فيه ناس يا جماعة حست بحب ربنا والشوق لربنا لدرجة إنه حاسس إن حب ربنا بيجري في دمه، لدرجة إن دمه بقى جوه جسمه كاتب اسم الله -سبحانه وتعالى-، فيه ناس وصلت لهذه الدرجة وناس عاشت مع هذه الدرجة، النماذج كتير أوي في اللي كانوا عايزين يوصلوا لربنا وسابوا كل حاجة، امرأة فرعون اللي سابت روحها، اللي سابت روحها عشان ربنا -سبحانه وتعالى- وفرعون بيعذبها وهي بتشوف بيتها في الجنة، في جوار عرش الرحمن وتضحك!، يقول لهم: دي مجنونة، مش ممكن واحدة تتعذب كده وتضحك، والخدم بتوع سيدة البلد الأولى وسيدة القصر الأولى يقفوا يعذبوها النهارده، وخلاص معادش في قلبها حلم غير إنها توصل له، معادش في قلبها أي حاجة، يحطوا الصخر على صدرها، خلاص وهي روحها بتطلع وهي بتموت، وهي في لحظة الاحتضار تهتف لربنا: ربِّ ربِّ، عايزة إيه؟ حلمك إيه؟ مرادك إيه؟ أخلصك من فرعون؟ أخلصك من عذابه؟ أنجيكِ منه؟ "رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ"التحريم:11 وتموت امرأة فرعون، وهي بتناجي ربنا وتقول له: "ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ"، "ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ"، أنا يا رب مش عايزه أي حاجة غير إن أنا أبقى في جوارك يا رب، غير إن أنا أبقى في جوارك يا رب.
ماشطة بنت فرعون وصبرها للوصول لربنا
الماشطة، ماشطة بنت فرعون وولادها بيتاخدوا من حضنها، وابنها الرضيع بيتاخد من على صدرها، ويترموا في الزيت المغلي قدام عنيها، الوقت يا جماعة لما النبي -عليه الصلاة والسلام-كان في رحلة الإسراء والمعراج، كان في الشام، شم رائحة ماشطة بنت فرعون هي وأولادها، يا جماعة ده قبرها في مصر! يا إخواني ربنا جمعها على أولادها، ربنا وصّلها ليه -سبحانه وتعالى- لأنه كان حلم حياتها إنها توصل لربنا، حلم حياتها ومناها وأمل عمرها وهتاف كل ذرة في قلبها إنها توصل لربنا.
المشهد اللي قبل ما أسيبكم مش عايزين ننساه ومش عايزين قلوبنا تنساه أبدًا، مشهد الزاحف إلى الله، مشهد قاتل المائة وهو بيزحف، وهو لوحده محدش شايفه غير مولاه، وهو قلبه بيزحف وملك الموت بينزع روحه من كل ذرة في جسمه وهو عارف إنه لا يمكن هيوصل، ولكن نفسه يوصل لربنا، نفسه الباب يتفتح قبل ما يموت، نفسه يحس إنه في كنف الله قبل ما يموت، إنتِ كده؟ إنتَ كده؟ إنتَ مش كده ليه؟ إنتِ مش كده ليه؟ إنتَ قلبك مش كده ليه؟ إيه اللي شغلك عنه؟ إلى خيرٍ مني؟ لما بتلتفت في الصلاة عن ربنا، ربنا بيقول لك: إلى خيرٍ مني؟
سيب كل حاجة عشان توصل لربنا
إيه اللي شغل قلبك عني؟ إيه اللي فتن قلبك عني؟ إيه اللي خدك من كنف مولاكِ؟ إيه الحلم اللي أعظم من إنك انتِ تبقي في جواره؟ إيه الحلم اللي أعظم من إن بابه يتفتح لك؟ شغلك إيه؟ إلى خيرٍ مني؟ إلى أرحم مني؟ إلى أعظم مني؟ إلى أقدر مني؟ إلى أكرم مني؟ إلى أحلم مني؟ إلى أجود مني؟ إلى أجمل مني؟ سايباه ورايحة لمين؟ سايبه ورايح فين؟ سايبه عشان إيه؟ بتضحي بعلاقتك بالله عشان إيه؟ عشان إيه؟
سيب كل حاجة عشانه، ضحي بكل حاجة عشانه، سيب كل حاجة عشان توصل له، أي حاجة يا جماعة، يا جماعة اللي له حلم في حياته بيسيب كل حاجة عشان الحلم ده، بيضحي بكل حاجة عشان الحلم ده، إنتِ مستعدية تضحي بإيه عشان ربنا؟ إنتَ مستعد تضحي بإيه عشان توصل لله -سبحانه وتعالى-؟ عشان لحظة فتح باب الله
-سبحانه وتعالى-، وفتح الله على قلبك.
لحظة النظر إلى وجه الله تعالى
لحظة رؤية الله، لحظة جوار عرش الله في الفردوس الأعلى، لحظة لما ربنا ينادي أهل الجنة ويقول لهم: "..يا أهلَ الجنَّةِ فيقولونَ: لبَّيكَ ربَّنا وسَعدَيكَوالخيرُ في يديكَ فيقولُ: هل رَضيتُم ؟ فيقولونَ: وما لنا لا نرضَى؟ يا ربِّ! وقد أعطيتَنا ما لم تعطِ أحدًا من خلقِك" بيضت وجوهنا، غفرت ذنوبنا، رفعت درجاتنا، نعّمتنا أكرمتنا، يا رب مانرضاش ازاي؟ مانرضاش بعد كل ده ازاي؟فيقولُ: ألا أُعطيكم أفضلَ مِن ذلكَ؟ فيقولونَ: يا ربِّ! وأيُّ شيءٍ أفضلُ من ذلكَ؟" يا رب وما أفضل من هذا؟! هو لسه في إيه؟ لسه في إيه؟ يقول لهم: "أُحِلُّ عليكم رِضواني، فلا أسخطُ عليكم بعده أبدًا"صحيح مسلم.
تدفع إيه عشان توصل لربنا وربنا يرضى عنك؟
يا جماعة نعيم الجنة ماحلاش غير برضا ربنا، نعيم الجنة ومتع الجنة وقصور الفردوس الأعلى، والأنهار والقصور المعلقة وعجائب الجنة الرهيبة، كل ده ما حلاش ولا نُعِّم بيه غير لما جه رضا ربنا -سبحانه وتعالى-، رضا ربنا اللي أجمل من أي نعيم، رضا ربنا تشتري رضا مولاكِ بكام؟! تدفع إيه عشان ربنا يرضى عنَّك؟! تدفعي إيه عشان تحطي راسك على المخدة قبل ما تنامي تحسي إن ربنا راضي عنِّك تلاقي قلبِك بيناجيه علامة إنك بتوصلي له بتقربي منه؟ ندفع إيه عشان نوصل لله رب العالمين؟ عشان نوصل لله مولانا؟
فليتَك تصفو والحياةُ مريرةٌ، أي حاجة يا رب بس يبقى صلتي بيك، وليتَكَ تعفو والأنامُ غضابُ، أنا مش هاممني أي حد، ولا أي حاجة إلا انت، وليتَ، يا رب ياريت يا رب ياريت يا رب، وليتَ الذي بيني وبينَكَ عامرٌ، وليتَ الذي بيني وبينَكَ عامرٌ، وليتَ الذي بيني وبينَكَ عامرٌ، وبيني وبين العالمينَ خرابُ. يا رب لو هيبعدوني عنك خدهم، لو أي حبيب ليَّ هيبعدني عنك خده يا رب مش عايزه، مش عايزه، لو الفلوس هتبعدني عنك خدها يا رب، لو ولادي هبعدوني عنك يا رب أي حاجة هتبعدني عنك خدها يا رب، أنا مش عايز حاجة غيرك يا رب.
فليتَــــكَ تصفو والحيــــاةُ مريـــرةٌ وليتَــــكَ تعفو والأنــــامُ غِضابُ
وليــــتَ الذي بيني وبينَكَ عامـــرٌ وبيني وبيــن العالمينَ خـــرابُ
إذا صَحَ منكَ الودُ فالكلُ هينٌ وكل الذي فوقَ الترابِ ترابُ
والله ما طلعت شمس ومــــا غربت إلا وحبـــك مقرون بأنفاسي
ومـــا جلست إلى قــوم أحدثهم إلا وأنت حديثي بيـــن جلاسي
دمي ودموعي وابتساماتي.. كلمة ماتتقالش غير لربنا
قدر ربنا في قلبك إيه؟, اللي عايز يوصل لربنا عمل اللي إحنا قلناه ده؟, اللي عايز يوصل لربنا عاش زي السحرة وضحى زيهم, اللي عايز يوصل لربنا عمل زي إبراهيم, اللي عايز يوصل لربنا عمل زي قاتل المائة, ازحفي له، ازحف له, روح لربنا زحف بس اوصله، اوصله حتى لو هتوصل زحف حتى لو هتعيشي حياتك تزحفي, حتى لو مش هتلاقي حد يعينك زي سلمان, حتى لو هتبقى عبد زي سلمان, حتى لو هتضحي بكل حاجة زيـه, حتى لو هتسيبي الملك واللي انت فيه والمركز والوزارة زي امرأة فرعون, حتى لو هتضحي إنك تترمي في الزيت من أجله زي الماشطة, حتى لو هتخترعي حاجة البشر ممكن يختروعها بعد كذا ألف سنة, لو كان الإيمان في الثريا لبلغه رجال, وصلنا ليك يا رب, على بابك يا رب.
دمي ودمعي وابتساماتي الكلمة دي من أول مرة سمعتها يا جماعة أو من بعد ما سمعتها والواحد حاسس إن الكلمة دي ماتتقالش غير لربنا أبدًا, ماتتقالش من مخلوق لمخلوق خالص, الكلمة دي ما تتقالش غير لربنا دمي ودموعي وابتساماتي, كل أفراحي وأحزاني عشانك يا رب, كل أفراحي وأحزاني في سبيلك يا رب, أنا خلاص قلبي اللي انت ادتهولي قلبي اللي انت وهبتهولي, اللي انت وهبته عشان أحبك بيه واعرفك بيه, خلاص يا رب بقى وقف ليك, معادش هيسكنه حب حد غيرك, معادش هيسكنه شوق لحد غيرك, معادش هيسكنه رغبة في حد غيرك, معادش هيسكنه رجاء في حد غيرك, معادش هيسكنه أنس بحد غيرك, معادش هيسكنه فرح بحد غيرك, معادش هيسكنه لهفة على حد غيرك, معادش هيسكنه خشية لحد غيرك.
دعاء الخاتمة
يا رب وصَّلنا ليك يا رب، يا رب وصَّلنا ليك يا رب, اللهم صلنا إليك, اللهم صلنا إليك, اللهم خذ بنواصينا إليك أخذ الكرام عليك, اللهم أوصلنا إليك يا رب العالمين, اللهم اهدنا ويسر الهدى إلينا, اللهم اهدنا ويسر الهدى إلينا, اللهم اهدنا ويسر الهدى إلينا, رب اجعلنا لك صوّامين، لك قوامين، لك ذكارين، لك شكارين.
يا رب املأ حياتنا بطاعتك, اللهم اجعلنا مسلمين لك سلمًا، لك مخلصين لك، مخلصين لك, اللهم أخلص قلوبنا لك، وأخلص أعمارنا لك وأخلص حياتنا لك.
اللهم اجعلنا بك وإليك يا الله, اللهم اجعلنا بك وإليك يا الله, يا رب أنبنا إليك وتبنا إليك ولجأنا إليك ووقفنا على بابك وتركنا الدنيا وما فيها, تركنا كل شيء لأجلك, اللهم أوصلنا إليك, اللهم أوصلنا إليك, اللهم أوصل قلوبنا إليك, ارضَ عنا يا رب, ارضَ عنا يا رب, متعنا بالنظر لوجهك الكريم يا رب, أي رب وجهك, أي رب وجهك, أي رب وجهك, أي رب وجهك, برحمتك يا أرحم الراحمين, برحمتك يا أرحم الراحمين, برحمتك يا أرحم الراحمين, أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم, سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب وإليك وصلى الله على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، وجزاكم الله خيرًا.
تم بحمد الله
رابط المادة
http://www.way2allah.com/khotab-item-28927.htm
رابط المادة
http://www.way2allah.com/khotab-item-28927.htm
شاهدوا الدرس للنشر على النت في قسم تفريغ الدروس في منتديات الطريق إلى الله تفضلوا هنا:
https://forums.way2allah.com/forumdisplay.php?f=36
تعليق