أهمية عمل المرأة في الدعوة إلى الله وضروريته في زمننا الحاضر
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
تتشرف الشبكة النسائية العالمية باستضافة الشيخ الفاضل سفر بن عبد الرحمن الحوالي حفظه الله تعالى ورعاه وذلك في باكورة سلسلة محاضراتها عبر غرفتها المتواضعة نفع الله بها الإسلام والمسلمين وأثاب شيخنا الفاضل بالفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين على حسن تعاونه وتلبيته دعوتنا لإلقاء هذه المحاضرة التي عنوانها (( أهمية عمل المرأة في الدعوة إلى الله وضروريته في زمننا الحاضر))
فليتفضل شيخنا الكريم مشكورا مأجورا .
------------------------------------
( إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
فاللهم لك الحمد أولا وآخرا وظاهرا وباطنا على ما أنعمت به علينا من نعمة الإيمان والإسلام نشكرك كما يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك ثم نشكر بعد ذلك الإخوة الكرام والأخوات الكريمات الفاضلات الذين واللاتي حرصوا جميعا على هذا اللقاء نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينفعنا جميعا بما نقول وما نسمع وأن يجعل ما نعلم وما نتعلم حجة لنا لا علينا إنه على كل شيء قدير.
الواقع أيها الأخوات الكريمات أن الأسئلة الكثيرة التي وصلت إلينا كافية في أن نتحدث وليتنا نفي الحديث عنها .
كنت أريد أن أقدم ببعض الأمور أو المقدمات الكليات أوالقواعد العامة ثم رأيت أن كثيرا من هذه الأسئلة يشتمل على هذه القواعد ولذلك رأيت أن أبدأ مباشرة بالإجابة وما يفتح الله تبارك وتعالى به من مناسبة لأصلٍ أوقضيةٍ كبرى من قضايا المجتمع الإسلامي ، قضايا المرأة المسلمة قضايا دعوتها وقيامها بواجبها في عباده الله تبارك وتعالى وتحقيق ما أمر به وغير ذلك ، فكل ما يمكن أن يفتح الله تبارك وتعالى به عليّ فيأتي بإذنه تعالى في ثنايا هذه الأجوبة نسأل الله أن ينفعنا وإياكم جميعا بها إنه على كل شيء قدير.
السؤال الأول كما هي مرتبة عندي هنا :
من أخت تتحدث عن المرأة الداعية الصابرة المحتسبة التي تقوم بأعمال الخير وتنجزها وتضيق أوقاتها بذلك لكن القضية هي أو المشكلة ( أنا أختصر لأن السؤال طويل ) هي الفتور الذي يعتريها في بعض الأوقات فهل من كلمة يارعاكم الله لها لتكون دافعا لعلو همتها وبلسما لآلامها ومشاقها التي تعيقها في طريق الدعوة؟
* فأقول لنفسي ولإخواني وأخواتي الفاضلات جميعا إن مسألة الضعف أو الفتور هي مما شكى منه الصالحون والزهاد وأولياء الله تعالى العباد الذين عرفوا حقارة هذه الحياة الدنيا وأنها إنما هي مزرعة ووقت يغتم للعمل للآخرة فاجتهدوا في ذلك وعرفوا عظيم رضوان الله تبارك وتعالى على من جاهد في سبيله واجتهد في طاعته ورضاه ومن صابر في ذلك وصبر فلما عرفوا هذا وهذا وجدوا أن النفوس البشرية لا تحتملهما بل تعاني من الضعف وتعاني من الفتور وتعاني من أن الحالة التي يرضاها ويرغبها المؤمن لنفسه حالة الخشوع والرغبة والرهبة ، حالة الإنابة إلى الله تبارك وتعالى ، حالة اليقين ، حالة الدمعة التي تذرف لذكر الله عزو جل أو للتفكر في شيء من آلائه ، هذه الحالة لا تدوم ..بل تعقبها حالات من فترات وحالات من أشغال الدنيا ومشكلاتها وحالات من معافسة الأهل والأزواج كما قال حنظلة رضي الله عنه ، وحالاتُ وحالات ، تنتاب القلب البشري الذي لم يسمى قلبا إلا لتقلبه
أقول : إن هذا هو الذي أرق العباد والزهاد من قبل ، وهو الذي يؤرقنا جميعا في هذه الأيام وهو مشكلة كبرى لا بد أن نشكو منها ولكن لابد أن نعترف بأنها حقيقة بشرية إنسانية فالله تبارك وتعالى اختص الملائكة الكرام بأنعم يسبحون الليل واانهار لا يفترون أما نحن فلا بد أن نفتر لما ركب فينا من الضعف البشري ( وخُلق الإنسان ضعيفا ) ولما ركب فينا من وجوب بأداء أو مؤهلات ومكونات تقتضي حقوقا وواجبات للزوج أو للزوجة أو الأبناء وللكدح في هذه الحياة الدنيا ولغير ذلك من الأسباب ، لكن الذي يعزي المؤمن والمؤمنة أنه مبتلى في كل الأحوال وأنه يؤجر على كل ما يصيبه من هم وغم ونصب وأنه يؤجر على كدحه لعياله ، وأنها تؤجر بحسن تبعلها لزوجها وغير ذلك من الأعمال التي جاءت هذه الشريعة الربانية المحكمة العادلة فرفعت مقدار العابد من هذه الأمة حتى جعلته يحتسب نومته كما يحتسب قومته وجعلته لا يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان له به أجرا ، فبهذا نستطيع أن نجعل المسألة ليست مسألة فتور عن الطاعة أو العبادة أو الدعوة بل نجعلها تقلبا لحالات معينة تمر بها النفس البشرية ونجعل في كل حالة من الحالات ، نجعل لها حقا وواجبا لا بد أن تؤديه ، فالرجل عندما يؤدي حق زوجته وأبنائه أو والديه أو حتى بالكد في الدنيا عليهم فإنه يؤدي عبادة شرعية فإن كان الفتور إنما هو لانشغال الإنسان عن قراءة القرآن أو الدعوة أو العبادة بمثل هذه الواجبات فالحقيقة إنما هو نُقلة من عبادة إلى عبادة ، من حالة يتقرب بها إلى الله إلى حالة أخرى
الأمر الآخر أن طبيعة كون الإيمان يزيد وينقص هي تتمثل فيها حالة البلاء والابتلاء الحقيقية التي أُبتلينا بها { ليبلوكم أيكم أحسن عملا } فالبلاء إنما يتحقق بذلك ولو أن المؤمن إذا آمن بالله تبارك وتعالى وبلغ درجة من اليقين لا ينزل عنها أبدا لما كان البلاء بمثل هذه الدرجة وبمثل هذه الخطورة ، لكن البلاء أنه يعقب ذلك ضعف ، يعقب اليقين شكٌ ويعقب الاجتهاد ضعفُ أو فتور ويعقب الإنابة و الخشوع والرغبة والرهبة فيما عند الله يعقبها غفلة أو إهمالُ أو تناسي لذكر الله سبحانه وتعالى ، يعقب الطاعة معصية .. وهكذا كل بني آدم خطاء
فأُجمل القول بأن هكذا خلقنا ربنا تبارك وتعالى ، وعلينا ان نجاهد وأن نقاوم وأن نعتبر ذلك جزءً من البلاء الذي ابتلينا به والعون في ذلك لا يلتمس إلا من الله عز وجل والتوكل عليه عز وجل في هذا هو أعظم التوكل كما قال جل شأنه { وتوكل على الحي الذي لايموت وسبح بحمده } فالتوكل عليه عز وجل في هذه أعظم من توكُل من توكَل من العباد والزهاد في تحصيل رغيفٍ أو عملٍ او معاشٍ أو أمرٍ من أمور الدنيا ، التوكل عليه تبارك وتعالى في الثبات على الصراط المستقيم والتوكل عليه في طلب الهداية والتوكل عليه في ثبات اليقين وحالة الخشوع وحالة الإنابة أعظم من ذلك بكثير وهو الذي كان عليه الأنبياء والعباد منذ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليوم نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا جميعا منهم إنه على كل شيء قدير .
السؤال الثاني :
مجمله هو أن الإعلام الغربي يقوم بحملات واسعة وهجماتٍ على ديننا وعلى عقيدتنا وتنشرها وسائل الإعلام المختلفة ، فالسؤال كيف نستطيع مواجهة هذا التحدي ورجاء التبصير بمدى خطورة هذه الهجمات والحملات .. إلى أخره .؟
* فنقول إيها الإخوة : هذا الدين منذ أن أنزل الله تبارك وتعالى وأهبط أبوينا من الجنة إلى الأرض وأهبط معهما عدوهما وعدونا جميعا الشيطان الرجيم ونحن نعاني من الكيد والمكر الشيطاني ثم كان للشيطان أولياؤه وأتباعه الذين تكاثروا والذين ذكرهم الله تبارك وتعالى في كتابه فمنهم اليهود ومنهم النصارى ومنهم المشركون ومنهم المنافقون وغير ذلك من أولياء الشيطان الذين يمكرون مكرا لا تطيقه الجبال ، الذين يكيدون لهذا الدين ليلا ونهارا ، لا جديد في حقيقة هذا المكر ، والله تبارك وتعالى يسلي نبيه صلى الله عليه وسلم فيقول : { ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك } بأسلوب الحصر.. ما يقال لك إلا ماقد قيل لأولئك الركب الطاهر المؤمن من قبل فلا جديد في أصل الموضوع ، الذي استجد أيها الأخوات الكريمات هو أن التقنية الحديثة ..أن وسائل الإعلام الحديثة ..أن التواصل البشري الذي نتج عن صورة المعلومات التي تعيشها البشرية الآن _ والتي يبدو أنها لا تزال في أولها _ هو الذي أوجد أو جعل المشكلة تتضخم وتصبح الفكرة أو الموضة أو الموجة أو النزوة أو الانحراف أو الانحلال يمكن أن يصبح في أرض ولكن يمسي في أرض أخرى ويشرق ويغرب في أرض الله تبارك وتعالى في أيام بل ربما في ساعاتٍ ودقائق .. هذا هو الذي استجدَّ في هذا الموضوع .. الذي إذا ينبغي أن نتخذه في مواجهته هو مضاعفة وسائل الدفاع والهجوم معا
الدفاع بمعنى التحصين من الشهوات والشبهات والقيام بواجب الدعوة إلى الله تبارك وتعالى في هذا ،، والجانب الأخر هو واجبنا في الدعوة أيضا أن نقوم نحن باستغلال هذه الوسائل الحديثة في الدعوة إلى الله عز وجل والإفادة من هذه التقنية وهذا التقدم وهذا التطور في نشر دين الله الحق بفضائله وقيمه وأخلاقه وسلوكياته التي تعجز عن الإتيان بها كل الأنظمة البشرية الوضعية فإن الله تبارك وتعالى هو الذي أنزل هذه الشريعة المحكمة وجعل ما عداها كما قال عز وجل { أفحكم الجاهلية يبغون } وكما قال تبارك وتعالى { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون } فنحن عندنا شريعة الجاهلية وأهواء الذين لا يعلمون والذين لا يعلمون هم الجاهليون والجاهلون بأمر الله ودينه الحق وإن علموا شيئا من ظاهر الحياة الدنيا فلا يضر ذلك بكونهم جاهلين ،أقول هذا من جانب .. والجانب الآخر هم أو أعداءهم هم المؤمنون .
الشريعة الإيمانية في جانب والشريعة الجاهلية في جانب .. والوسائل المادية هي مما يتنازعه الطرفان كما كانت صناعة الرماح والسيوف مثلا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فتصنع للمؤمنين وللكافرين ، وهذا يقاتل بها دفاعا عن دين الله وجهاد في سبيل الله وذاك يقاتل بها رياءً وكبراً وخيلاء وإظهارا للباطل على الحق وهكذا..
إذا الواجب علينا في هذه الحالة هو أن نكثر ونعمق الدعوة والإيمان من خلال الاستخدام الأمثل والأفضل لهذه الوسائل الحديثة التي تقوم بهذا السوء ونقلبها ونحولها بإذن الله تبارك وتعالى إلى أداة للخير والبشائر في هذا الحمدلله مشجعة وكل من جرّب من الإخوة أن يستخدم هذه الوسائل رأى خير ذلك والله عز وجل ينمي الخير ويباركه ويحق الحق بكلماته ويمحق الباطل ويزهقه ويدمغه وهذا رجاؤنا وثقتنا فيه تبارك وتعالى
السؤال الثالث
من أخت في الله تقول أو موجزه : أن مجموعة من القتيات متساهلات في أمر دينهن لا يتحجبن الحجاب الكامل ويتبعن الموضات الأزياء وقد يقمن صداقات محرمة إلى آخره ، السؤال كيف نستطيع تغيير مجرى حياتهن وجعل همهن أن يكون همهن هو خدمة هذا الدين والدعوة إليه والأمر صعب ويحتاج إلى جهد كبير معهن .؟
* لا شك في ذلك يعني ما يمكن أن نسميه الغافلات وكلنا غافل نسأل الله أن يصلح أحوالنا ويجنبنا ذلك ، كلنا في غفلة إلا مارحم الله عز وجل هؤلاء الأخوات الغافلات أخواتنا في الإسلام اللاتي أحوج ما يكون إلى النصح والهداية لاشك أن العمل معهن يتطلب جهدا وعملا دائبا ، ويتطلب مصابرة ومثابرة وسعيا دؤوبا ، وتجارب ، بل .. منهجية تأخذ من التجارب وتفيد من هذه الأعمال وترتبها وتنظمها لتقديم الخير في أفضل وأزكى وأقرب صورة تطمئن أو ترق بها قلوب هؤلاء الأخوات والإخوة جميعا على أيه حال ، يعني مسألة تغيير العاصي إلى أن يكون مطيعا ، أو المبتدع إلى أن يكون مستقيما على سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي أيضا كتغيير الكافر او من جنس تغيير الكافر ليكون مسلما وإن كانت أخف عبئاً ، لكن على أية حال هذا عمل الأنبياء وهذه وظيفتهم وهذا شأنهم ، وهذا هم من وفقه الله تبارك وتعالى لاقتفاء طريقهم { قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين }
أذكّر الأخوات الكريمات بأمر قد يغيب عن الأذهان : أن لانكتفي بمجرد إحكام المنهج الدعوي في كونه كلمةَ او شريطا أو فيلما أو نشرةً وتقديمه بأفضل الوسائل وما إلى ذلك بل نحتاج إلى امر قبل ذلك ومعه وبعده وهو الإخلاص لله سبحانه وتعالى والاجتهاد في الدعاء والضراعة إليه بأن يهدي الله تبارك وتعالى من ضل ويذكر من غفل وأن يجعلنا جميعاً هداةً مهتدين .. هذا الاهتمام وهذا الدعاء هو مما تتواصل به القلوب وقد لا تدركه الأبدان وقد لا يدخل تحت اختبارات المعامل والتجارب لكن القلوب عندما تتخاطب وتتجاوب الله عز وجل يفتح من الأساليب ما لا يدركه البشر ، والكلمة الطيبة لا تضيع إذا خرجت من قلب صادق فإنها مثل البذرة الصالحة لو لم تنجح أو تزرع اليوم فإنها بإذن الله تبارك وتعالى إذا وقع عليها المطر ولو بعد حين جاءها الوابل الصيب وجاءها الخير فأنبتت ربما في مكان أو في زمان لا يظن من ألقاها أول مرة أنه هو الذي ألقاها وأنه هو الذي بذرها ولكن الحكيم العليم عز وجل يعلم ذلك فيكون له أجرها وأجر من عمل بها إلى قيام الساعة سواء علم هو أو لم يعلم .
المهمة شاقة ، لا شك في ذلك .. والعمل صعب ، لكن واجبنا جميعا هو أن نجتهد فيه ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا فيه وعلى قدر الاجتهاد والتركيز مع فئة مؤمنة منتخبة صالحة تكون عمادا لقيام الأمة تكون النهضة العامة للأمة ، لابد من قاعدة قوية ، من نخبة ، فئة منتخبة مصطفاة منتقاة من الإخوة والأخوات يتربون بل يتزكون تزكية عالية منهجية وبهؤلاء وعليهم تقوم الأمة .
يعني هناك أمران ..جانب البلاغ العام لكن أمر آخر ومهم جدا هو جانب التركيز على صفوة مختارة تقيم الحجة على العباد بالفقه وبالعلم وبالدين وبالزهد وفي الضراعة والإنابة والرغبة والرجاء إلى الله تبارك وتعالى ، فلا بد من السعي المتكامل في هذا الشأن وهو باختصار هو شأن الدعاة جميعا فأي كلام يمكنكَ أو يمكنكِ أيتها الأخت الفاضلة أن تقوليه في دعوتك إلى الله عز وجل فإنه يقال في هذا الموضع وهو شأننا جميع نسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك جهودنا إنه على كل شيء قدير .
السؤال الرابع موجزه :
كيف ندعو نساء الغرب غير المسلمات إلى الإسلام وكيف تستطيع المرأة المسلمة أن تقوم بهذه المهمة ، التي تستخدم الإنترنت أو لا تستخدمه ، وأنه ليس كل الأخوات يملكن اللغة التي يمكن بها مخاطبة غير الناطقين بالعربية؟
* أولا أنا أشكر الأخت الفاضلة على أنها نبهتنا على جانب مهم وهو دعوة غير المسلمين وغير المسلمات للإسلام فهذا الجانب ربما يظن بعض الإخوة والأخوات أنه لا علاقة للمرأة به ، والحقيقة أن المرأة المسلمة مطلوب منها في دعوتها إلى الله أن تخاطب المشركات والكافرات كما تخاطب المسلمات ، أما الإمكانات والوسائل فهذه بما يقدره الله تبارك وتعالى { فاتقوا الله ما استطعتم } علينا نحن أن ننشر هذا الدين بلغتنا ، باللغة العربية لمن يجيدها ونستفيد من الإخوة الذين يتقنون لغات أخرى ولا نعنى لغة واحدة بل لغات كثيرة ونحتاج كل اللغات الإسلامي منها وغير الإسلامي في نشر هذا الدين وتبليغه
أرجع إلى ماقلته في السؤال السابق أن النخبة المصطفاة والقاعدة الصلبة القوية إذا أقيمت فإن الترجمة تصبح عملا عاديا ، بمعنى أن بإمكاننا _ونحن نرى هذا ولله الحمد_ بإمكاننا أن نترجم أي كتاب لشيخ الإسلام بن تيمية أو أي كتاب للشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله عليه أو أي محاضرة لأي شيخ ، إما شفهيا وأما كتابيا ، يعني استكمال ذلك ليس بالأمر العسير وإن كنا لازلنا في الواقع متخلفين فيه ، لكن هو أمر ممكن مع نوع من الاجتهاد والمثابرة في هذا وهذا يغطي ذلك الجانب ، لكن المهم هو قيام أو وجود قاعدة قوية باللغة العربية من الإخوة والأخوات الذين يجيدون الدعوة إلى الله بهذه اللغة . ويبقى أنه لا يغني هذا عن الأخوات الداعيات اللاتي يتكلمن لغات أخرى من حيث الأصل أو ممن يتعلم اللغات الأخرى من الناطقات باللغة العربية فلاشك أن الواجب على الجميع بقدر الاستطاعة هو أداء هذا الفرض الكفائي الذي يريده الله تبارك وتعالى منا جميعا
الأخت الفاضلة ذات السؤال الخامس
في مقتبل العمر نسأل الله تبارك وتعالى أن يثبتها على الاستقامة التي تقول أن الله قد منّ بها عليها منذ فترة إلا أنها تشكو من بعد الوالد والإخوة عن الدين وبقائها في فراغ في بيت بلا زوج ولا وظيفة فماذا تفعل في إصلاحهم وتقول أنها تشعر باليأس وتردد اللهم أحييني ماكانت الحياة خير لي وتوفني ماكانت الوفاة خير لي إلى آخره ...؟
* الدعاء هذا حق لكنه لا يدعى به بإطلاق إنما يدعى إذا اشتبهت الأمور ، نحن الذي نراه إن شاء الله في هذه المرحلة أنكِ لستِ في وضع غير طبيعي ، ووجود أخت أو أخ إنما أتكلم الآن للأخوات .. وجود أخت مستقيمة في بيت ليس بتلك الاستقامة ، أو وجود أخت ذات فراغ بلا زوج ولا عمل ، هذا أمر ليس بمستغرب ، هو من بلايا عصرنا المعقد ومشاكله التي يعاني منها كثير من الإخوة والأخوات فلذلك نحن نقول ليس في الأمر ما يقتضي الاقتراب من مرحلة اليأس .. لا ، نحن نقول أيتها الأخت الكريمة إننا مثل ما سبق الحديث آنفا نحتاج إلى صبر ومصابرة نحتاج إلى دعوة إلى الله تبارك وتعالى مستمرة ، نحتاج إلى إيمان ، إلى ضراعة إلى الله عز وجل في تثبيتنا واستقامتنا ، وتثبيت الأخوات اللاتي أيضا نريد أن ندعوهم ، والأهل والوالدين على نحو ذلك ، والله تبارك وتعالى في القرآن ضرب لنا أمثلة من هذا : فإبراهيم عليه السلام خليل الرحمن إمام الموحدين الذي لا يمكن أن يقول أحد أنه لم يقم بواجب الدعوة أو لا يستطيعها او غير بليغ فيها إلى آخره .. هو عاني ما عانى من أبيه ، والنبي صلى الله عليه وسلم كذلك نلاحظ قصته مع عمه أبي طالب وهكذا فالقضية كما قال عز وجل : { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء }
والوالدين بالذات .. أوصي بالوالدين بالذات خيرا كما أمر الله تبارك وتعالى { وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي } المصاحبة بالمعروف حقٌ جعله الله تبارك وتعالى للوالدين المجاهدين لابنهما على الشرك وليس فقط للطيبَين الطاهرَين المخبتَين المنيبَين { وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما } فهناك نهي صريح بل براءة من ما يكون عليه الوالدان من الشرك ومع ذلك فهناك أمر بالمصاحبة بالمعروف أي المعاشرة والخدمة والقيام بالواجب والبر والصلة والإحسان وهذا من أعظم أسباب الدعوة ولكن ليس المقصود فقط الدعوة ، هو مقصود لذاته حتى لو لم يؤمن الأب وإن لم يهتدي لا يسقط حقه في البر وفي الوفاء معه ، أما مسألة عدم الزوج وعدم الوظيفة فهذه أمور يشتكي منها المجتمع ويجب أن تُحلّ لا عن طريق الأخت وحدها بل عن طريق الأخت والأخوات والمجتمع ككل يتعاون في هذا الشأن ويجتهد وإذا جاء الزوج وهو موظف فالحمد لله هناك غنى عن العمل وعن الوظيفة إلا وظيفة الأمومة والحياة الزوجية والقيام بالدعوة أيضا مع ذلك لكن المقصود أن هذا من واجب الجميع التعاون فيه وعلى الأخت الفاضلة أن تجعل دعاءها هو ان ييسر الله تبارك وتعالى لها الحياة الطيبة الكريمة وأن يمنّ عليها بزوج يسعدها ويعينها على تقوى الله وعلى طاعته ونحن جميعا ندعو ونقول آمين لها ولأخواتها أجمعين.
إلهي! لا تعذبني، فإني
مقرّ بالذي قد كان مني!
فما لي حيلة، إلا رجائي
لعفوك، إن عفوت وحسن ظني
وكم من زلة لي في الخطايا
وأنت علي ذو فضل ومن
يظن الناس بي خيراً وإني
لشر الخلق إن لم تعف عني
سأوافيكم بالمزيد بإذن الله تعالى
سأوافيكم بالمزيد بإذن الله تعالى
تعليق