إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تفريغ خطبة الجمعة"مكانة اليتيم" للشيخ محمد حسان // مفهرس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تفريغ خطبة الجمعة"مكانة اليتيم" للشيخ محمد حسان // مفهرس







    إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، البشير، النذير، السراج، المزهر، المنير، خير الأنبياء مقاماً، وأحسن الأنبياء كلاماً. لبنة تمامهم، ومسك ختامهم، رافع الإصر والأغلال، الداعي إلى خير الأقوال، والأعمال، والأحوال. الذي بعثه ربه جل وعلا بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيراً، فختم به الرسالة وعلم به من الجهالة، وهدى به من الضلالة، وفتح به أعين عميا، وآذاناً صمى ، وقلوب غلفى ، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

    اللهم وكما آمنا به ولم نره، فلا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله، وأوردنا بفضلك وبرحمتك حوضه الأصفى، واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نرد ولا نظمأ بعدها أبداً برحمتك يا أرحم الراحمين.
    حياكم الله جميعا.. أيها الآباء الفضلاء، وأيها الإخوة الأحباب الأعزاء، وأيتها الأخوات الفاضلات، وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلا،ً وأسأل الله الحليم الكريم جل وعلا، الذي جمعني بحضراتكم في هذا البلد الطيب، وفي هذا البيت الطيب على طاعته، أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته، ودار مقامته إنه ولي ذلك ومولاة.




    اخوتي في الله..





    يتبع إن شاء الله.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبومصعب محمود ابراهيم; الساعة 05-04-2013, 11:23 PM.

  • #2
    رد: تفريغ خطبة الجمعة"مكانة اليتيم" للشيخ محمد حسان

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    جزاكم الله خيرًا ورفع قدركم
    متابعون باذن الله
    [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#FF0000][SIZE=36px][FONT=times new roman]مشروع تحفيظ القرآن الكريم للشباب بشبكة الطريق إلى الله[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]
    [CENTER][B][URL="https://forums.way2allah.com/forum/%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8/4455003-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%AA%D8%AD%D9%81%D9%8A%D8%B8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%A8%D8%B4%D8%A8%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A"][COLOR=#0000CD][SIZE=36px][FONT=times new roman](القرآن حياتي)[/FONT][/SIZE][/COLOR][/URL][/B][/CENTER]

    تعليق


    • #3
      رد: تفريغ خطبة الجمعة"مكانة اليتيم" للشيخ محمد حسان

      يحتفل الناس اليوم بيوم اليتيم، وجميل أن نحتفل باليتيم في هذا اليوم، لكن أجمل من ذلك أن نحتفل باليتيم في كل يوم، فمكانة اليتيم في القرآن والسُنة عظيمة.
      واليتيم في لغة العرب كما قال ابن منظور
      :"اليتيم في الناس من فقد أباه، واليتيم في الحيوانات والطيور من فقد أمه". وهذه دقيقة لغوية لها مغزى ولها معنى.
      وأصل اليتم في اللغة: "الغفلة". وبه سُمي اليتيم يتيماً لأنه يتغافل عنه بعد موت أبيه. وأصل اليتم في اللغة أيضاً: "الانفراد". فكل شيء مفرد لا نظير له فهو يتيم.
      يقال درة يتيمه .. أي لا نظير لها. ويقال: بيت يتيم.. أي مفرد لا نظير له.
      ولقد شاء ربنا جل جلاله أن ينشأ نبينا صلى الله عليه وسلم يتيماً ليكون يتمه تشريفاً لكل يتيم على وجه الأرض ، فلقد ولد المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد وفاة والده عبد الله على الراجح من أقوال المؤرخين من أهل العلم، ومنهم من يقول:"بل مات والد رسول الله بعد مولده بشهرين، فدفنه جده عبد المطلب"، فلما بلغ النبي السادسة من عمره المبارك ماتت أمه، فلما بلغ الثامنة من عمره المبارك مات جده عبد المطلب أيضاً، فتولاه بالعناية والرعاية عمه أبو طالب الذي أحبه حباً شديداً، واعتنى به عناية كبيرة، وقدمه على كل أولاده، حتى توفي أبو طالب وهو يزود عنه" وهذه حكمة أرادها ربنا جل وعلا أن ينشأ نبينا صلى الله عليه وسلم يتيماً ليكون يتمه تشريفاً لكل يتيم على وجه الأرض، وليتولاه الله جل وعلا وحده بالرعاية والعناية، ومن تولى الله رعايته أحسن بدايته، وأحسن نهايته، وأكرم وأعلى بين البداية والنهاية كرامته.
      لذا امتن ربنا على نبينا بقوله:[أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى (8)]. [أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى] : أي تولاك بحفظه وعنايته ورعايته، [وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى] : تائهاً تبحث عن الحق وسط صحراء مغبرة، وبيئة مشركة تصنع الحجارة وتعبدها من دون الله جل وعلا، فدلك على الحق وشرح صدرك للتوحيد وأنزل عليك أمين الوحي بقوله:[اقْرَأْ] [وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى] أي وجدك فقيراً، فأغنى نفسك بالقناعة، والرضا، وأغنى قلبك بالتوحيد والإيمان، وأغناك بالرزق الحلال الطيب حتى جاءه يوماً سائل فسأله الصدقة فأعطاه نبينا غنماً بين جبلين، فساق الرجل الغنم بين يديه، وذهب إلى قومه ليقول: يا قوم أسلموا فإن محمداً يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
      ومن هنا يأتي هذا التوجيه الرباني لحبيبنا النبي:[فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)]الضحى.
      أيها المحب لله ورسوله.. لا تقهر اليتيم.. لا تكسر خاطره. أكرمه إكراماً يليق بأمر من نشأ يتيماً وأمرك بإكرام اليتيم [فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)]الضحى
      ستعجب إذا قلت لك.. إن إكرام اليتيم ليس أمراً خاصاً بسيد المرسلين، بل هو ميثاق من المواثيق الجامعة الذي أمر الله بها الأمم قبلنا وأمر بذلك بني إسرائيل فقال جل جلاله:[وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ (83)]البقرة.
      فالأمر بالإحسان إلى اليتيم ليس في يوم من أيام العام، بل هو في كل يوم من أيام العام طاعة منا لربنا جل وعلا وطاعة منا لنبينا صلى الله عليه وسلم.
      لذا يأمر ربنا جل جلاله أهل الإيمان أن يتقوا الله في اليتامى بالحفاظ على أموالهم، ورد أموالهم إليهم إن بلغوا مرحلة النضج والرشد، وحذر الله جل جلاله من أكل أموال اليتامى ظلماً، بل وأمر ولي اليتامى أو القائمين على جمع الأموال من أجل اليتامى أن يردوا إليهم أموالهم وأن يحفظوها فهي أمانة بين أيديهم سيسألون عنها بين يدي الله جل وعلا، فقال سبحانه:[وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً (34)]الإسراء. وقال جل جلاله:[وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى..] أي اختبروهم وامتحنوهم [وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ..(6)]النساء. يعني لا تأكل أموال اليتامى وهم أطفال صغار قبل أن يبلغوا سن النضج والرشد ويكبروا، [وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ..(6)]النساء. أي عن أموال اليتامى، [وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (6)]النساء.
      ويا لها من خاتمة تهز القلوب التي تذوقت طعم الإيمان وحلاوته،[وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (6)]النساء. فالله جل جلاله هو الذي يحاسب الخلق [يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)]الشعراء. [وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)]الأنبياء. والآيات في القرآن الكريم كثيرة يقول جل جلاله:[فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلاَّ بَل لّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلا لَّمًّا (19)] الفجر.إلى آخر الآيات.
      وتأتي السنة ليكرم صاحبها صلى الله عليه وسلم اليتيم تكريماً عظيماً، ولتعتني السنة به عناية بالغة من الناحية النفسية والتربوية والمادية على السواء، فيقول إمام الأنبياء صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث سهل وأبي هريرة قال:"أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى". وفي رواية مسلم :"كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو في الجنة كهاتين وفرج بين السبابة والوسطى". فسواء كان اليتيم من أبناء أسرتك وأقاربك ورحمك أو سواء كان اليتيم من غير أهلك وأقاربك. "كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو في الجنة كهاتين". نقل الحافظ ابن حجر قول عن ابن بطال رحم الله الجميع فقال:" حق على كل من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك". هذه أعلى منازل الآخرة أن تكون رفيق حبيبك في الجنة.
      تستطيع الآن أيها المسلم أن تنال هذه المنزلة بعد توفيقك بالله، وإيمانك برسول الله ومحافظتك على الصلاة وأدائك لأركان دين الله، تستطيع بإحسانك إلى اليتيم وإكرامك له، سواء كان من أهلك أو من غير أهلك، تستطيع أن تنال هذه الدرجة، وأن تنال رفقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة. بل في رواية أحمد بسنج قال فيه الهيثمي ورجال أحمد رجال صحيح من حديث أبي أمامه أنه صلى الله عليه وسلم قال:"من مسح رأس يتيم لا يبتغي بذلك إلا وجه الله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى صلى الله عليه وسلم".
      أول من يفتح باب الجنة يوم القيامة سيدنا رسول الله كما في الحديث الذي رواه أبو يعلى بسند قال فيه الحافظ ابن حجر إسناده لا بأس به، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال الصادق:"أنا أول من يفتح باب الجنة إلا أني أرى امرأة تبادرني –تسابقني- تسارعني تريد أن تدخل معي الجنة وكتفها في كتفي فأقول لها:"ويحكِ من أنتِ؟. فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي". امرأة مات زوجها وترك لها أطفالاً فقامت على تربية الأطفال بعفة، وطهارة وصدق ، وشرف، وأمانة، فربت أولادها على كتاب الله، وعلى سُنة رسول الله، وعلى العقيدة الصحيحة، والعبادة الخالصة، وعلى الأخلاق الكريمة، هذه منزلتها يوم القيامة مع المصطفى صلى الله عليه وسلم، فتقول:"أنا امرأة قعدت على أيتام لي". لذا جعل النبي الساعي على هذه الأرملة الطاهرة، جعل منزلته كمنزلة المجاهد في سبيل، وكمنزلة من يصوم النهار ويقوم الليل، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال:"الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وكالذي يصوم النهار ويقوم الليل".
      هل تدبرتم أيها المسلمون مكانة اليتيم، ومكانة الأرملة عند رب العالمين، وعند سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم؟.
      فمكانة اليتيم عند الله عظيمة، ولا يليق بأمة نشأ نبيها يتيماً ليلفت ربنا جل وعلا بيتمه الأنظار إلى يتامى المسلمين.
      لا يليق بأمة أن تحتفل وتكرم اليتيم يوماً في العام، وإنما يجب عليها أن تُكرم اليتيم في كل عام تكريماً منها لنبيها صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.



      يتبع إن شاء الله.

      تعليق


      • #4
        رد: تفريغ خطبة الجمعة"مكانة اليتيم" للشيخ محمد حسان

        المشاركة الأصلية بواسطة أبومصعب محمود ابراهيم مشاهدة المشاركة
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرًا ورفع قدركم
        متابعون باذن الله

        ولك بالمثل.. شكر الله لك.

        تعليق


        • #5
          رد: تفريغ خطبة الجمعة"مكانة اليتيم" للشيخ محمد حسان

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          جزاكم الله خيرًا أختاه
          وجعله الله في ميزان حسناتك

          استغُفِركَ ربّي مِن كُل نية سيئة جَالت في صُدورنا
          ومِن كُل عًمل سئ تَضيقُ به قبورنًا




          تعليق


          • #6
            رد: تفريغ خطبة الجمعة"مكانة اليتيم" للشيخ محمد حسان

            المشاركة الأصلية بواسطة نبض داعية مشاهدة المشاركة
            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            جزاكم الله خيرًا أختاه
            وجعله الله في ميزان حسناتك

            وجزاكِ مثله ولكِ بمثل ما دعوتِ جزاكِ الله خيراً.

            تعليق


            • #7
              رد: تفريغ خطبة الجمعة"مكانة اليتيم" للشيخ محمد حسان

              من المسائل المهمة أيضاً أنه قد يستهين بعض أحبابنا بما أؤصله الآن ويقول: إكرام اليتيم أمر ثانوي وأمر فرعي..
              ما يدريك أنه بإحسانك إلى يتيم قد تسعد في الدنيا والآخرة.
              ما يدريك أن عملاً تستهين به يدخلك الجنة.
              لا أبالغ.. فأنتم تعلمون أن امرأة دخلت النار في هرة -أي في قطة- حبستها فلم تطعمها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض.
              وتعلمون أن بغياً من بغايا بني إسرائيل دخلت الجنة في كلب، والحديث أيضاً في الصحيحين:"بينما بغي من بغايا بني إسرائيل تمشي إذ مر عليها كلب يلهث الثرى -أي التراب- من شدة العطش، فعادت هذه المرأة الزانية إلى بئر ماء، فخلعت نوطها -أي خفها، حذائها- ووضعت فيه قليلاً من الماء ، وقدمت للكلب فشرب فغفر الله لها بذلك".
              أحبابي.. إذا كانت الرحمة بالكلاب تغفر الخطايا للبغايا، فكيف تصنع الرحمة بيتيم وحد رب البرايا؟.
              "لا تحقرن من المعروف شيئاً".
              والله الذي لا إله غيره ما أحوجنا الآن في زمان الفتن الذي نعيشه، وما أحوجنا في مصرنا الآن أن نعود إلى ربنا، إلى الإيمان الصادق، إلى العبادة الصحيحة، إلى الأخلاق الفاضلة، إلى الأعمال الصالحة، فلن يفرج الله كربنا، ولن يكشف همنا، ولن يزيل غمنا، ولن يخرجنا من أزمتنا الخطيرة هذه إلا بالعودة إليه، وصدق اللجأ إليه، والتوبة إليه، وتحقيق الإيمان والعمل الصالح:[مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97)]النحل.
              أين المودة بيننا..؟. أين المحبة بيننا..؟. أين الإخوة بيننا..؟. أين الغني الذي ُيحسن الآن إلى الفقير؟.
              آلا ترى الأغنياء يسرقون كل يوم أموال الفقراء إلا من رحم رب الأرض والسماء.
              هذا الذي يهرب السولار وهو يرى هذا الشعب المطحون يتألم، ويقف السائق على محطة بنزين يوماً بطوله من أجل كمية قليلة من السولار، وهو يسرق هذ القوت أو هذه المادة أو غيرها من الأقوات من أجل أن يملأ بطنه وبطون أولاده بالحرام.
              هل هذا فكر يوماً في لحظة سيخرج فيها من الدنيا لا شيء معه، وفكر لحظة في ساعة سيقف فيها بين يدي الملك الحق، للسؤال عن الكثير والقليل، والصغير والكبير.
              مالك ستُسأل عنه، من أين جمعت؟. وفيما أنفقت؟.
              فاجمع من الحلال وأدي حق الكريم المتعال وحذاري أن تأكل مال اليتيم.
              أُحذر أولياء اليتامى، وأُحذر المسئولين عن الجمعيات الخيرية التي تجمع الصدقات والزكوات من أجل اليتامى.
              أُحذر هؤلاء من أكل أموال اليتامى:[إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10)]النساء. هل تخيلت شكل النيران وهي تشتعل في البطون يوم القيامة وهل تخيلت السعير وهؤلاء يقلبون فيه، :[ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (10)]النساء. فلما نزلت الآية شق ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وذهبوا إلى رسول الله وسألوه، كانوا يعزلون طعامهم عن طاعم اليتامى، وشرابهم عن شراب اليتامى، فإذا تبقى شيئاً من طعام اليتيم أكله، وإلا تركوه لا يقربوه حتى ينفد فلما شق ذلك عليهم، سألوا النبي عن ذلك، فنزل قول الله جل وعلا:[..وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220)]البقرة. الله ينظر إلى القلوب، فالسر عنده علانية، والغيب عنده شهادة، والذي يراقب الله في أمواله، وأموال اليتامى الله يعلمه، ويعلم الصادق من الكاذب، ويعلم المفسد من المصلح. فاحذر واجمع المال من الحلال، وأدي في مالك حق الكبير المتعال، وإن كنت مسئولاً عن مال يتيم فاستثمره له فيما يرضي الله، وراقب الله فيه، [..وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ..(6)]النساء.
              لا تُسرف ولا تبدد مال اليتيم وهو صغير قبل أن يبلغ سن الرشد والنضج، واعلم بأن الله جل وعلا هو الذي يحاسبك.
              سابق في الخيرات، سابق في الطاعات، لا مخرج لنا اليوم إلا بهذا العمل الصالح [وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ (14)]الواقعة. اللهم اجعلنا من هذه القلة المباركة.
              اسمع.. قال ابن القيم:"السابقون في الآخرة إلى الرضوان والجنات، هم السابقون في الدنيا إلى الخيرات والطاعات، وعلى قدر السبق هنا يكون السبق هناك".
              فهذه وصيتي لأحبابي من أهل مصر وللأمة، سابق بالخيرات، سارع إلى الطاعات، لا تحقرن من الطاعة شيئاً، فأنت لا تدري بأي شيء تصل إلى رضوان الله جل علاه. المهم أن تسابق، حقق أركان دينك، وانصر إسلامك بقولك، وفعلك، وخلقك، وعطائك، وعملك، وإبداعك، وإبداعك وإنتاجك. اشهد في دينك شهادة عملية على أرض الواقع، وسابق أهل الفضل، وأهل الخير وأهل الطاعة.
              روى الإمام أحمد في مسنده بسند صححه العلامة أحمد شاكر أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال:"مررت يوما مع رسول الله وأبي بكر على بيت عبد الله ابن مسعود، وهو قائم يصلي في الليل، فوقف النبي ليسمع قراءة عبد الله ابن مسعود وكان عبد الله ابن مسعود من أندى الناس صوتاً، ومن أتقن الناس قراءة، حتى كان المصطفى يذهب إلى ابن مسعود ليقول له:"اقرأ علي يا ابن مسعود. فيقول عبد الله ابن مسعود:أقرأ عليك وعليك أُنزل؟. فيقول المصطفى: نعم إقرأ عليّ فإني أحب أن أسمع القرآن من غيري. فيقرأ عبد الله على رسول الله، وقرأ عليه من سورة النساء حتى بلغ قول الله:[فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا (41)]النساء. فقال له النبي: حسبك -أي كفى توقف عن القراءة. قال عبد الله: فنظرت إليه فوجدت عيناه تذرفان. -يبكِ صلى الله عليه وسلم- وقف يسمع قراءة ابن أم عبد -يعني عبد الله ابن مسعود-.فلما ركع ورفع لما سجد. قال له النبي وهو خارج البيت:[/color] سل تُعطى. –يلا ادعوا الله يا ابن مسعود- سل تُعطى ثم انصرف النبي وهو يقول: من سره أن يقرأ القرآن غضاً كما أُنزِل فليقرأه من ابن أم عبد.-يعني عبد الله ابن مسعود-. وانظروا إلى هذه المنقبة والشهادة. "من سره أن يقرأ القرآن غضاً كما أُنزِل فليقرأه من ابن أم عبد.ثم انصرف عليه الصلاة والسلام. يقول عمر: فأدلجت إلى عبد الله ابن مسعود –أي لأُبشره ببشرى رسول الله له-. قال: فلما طرقت عليه الباب في هذه الساعة المتأخرة من الليل. قال عبد الله: من بالباب؟. فقال عمر: قلت عمر ابن الخطاب. فقال ابن مسعود: ما الذي جاء بك في هذه الساعة يا عمر؟. فقال له عمر: جئت لأُبشرك بما قاله رسول الله. من سره أن يقرأ القرآن غضاً كما أُنزِل فليقرأه من ابن أم عبد. جئت أُبشرك بهذا. قال ابن مسعود: سبقك أبو بكر. –أبو بكر كان هنا قبل منك-. فقال عمر: إن يفعل فهو سباق إلى الخير، والله ما استبقنا إلى خير قط، إلا وسبقنا إليه أبو بكر".
              وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة، قال الصادق:"من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله يُدعى يوم القيامة من أبواب الجنة، يا عبد الله. فإن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة. وإن كان من أهل الصيام. دعي من باب الصيام وباب الريان، وإن كان من أهل الجهاد. دعي من باب الجهاد، وإن كان من أهل الصدقة. دعي من باب الصدقة. فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله ما على أحد يدعى من هذه الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من هذه الأبواب كلها؟. فقال المصطفى: نعم. وأرجوا أن تكون منهم يا أبا بكر".
              بل وفي رواية ابن حبانة من حديث ابن عباس بسند صحيح قال الصدّيق الأكبر:"وهل يدعى أحد من هذه الأبواب كلها يا رسول الله؟. فقال المصطفى: نعم. وأنت هو يا أبا بكر".
              وفي صحيح مسلم قال الصادق:"يسأل يوماً أصحابه، من أصبح اليوم منكم صائماً؟. فقال أبو بكر: أنا يا رسول الله. فسأل: من أطعم اليوم منكم مسكيناً؟. فقال أبو بكر:أنا يا رسول الله. فسأل المصطفى: من عاد منكم اليوم مريضاً؟. فقال أبو بكر:أنا يا رسول الله. فسأل المصطفى: من تبع منكم اليوم جنازة؟. فقال أبو بكر: أنا يا رسول الله. فقال المصطفى: ما اجتمعن في امريء إلا دخل الجنة".
              هل تقبل أيها الموحد أن يُسب الصدّيق؟.
              هل تقبل أن يُسب عُمر؟.
              هل تقبل أن يُسب ابن مسعود؟.
              هل تقبل أن تسب أمك حبيبة حبيبك المصطفى عائشة رضي الله عنها؟.
              هؤلاء هم المسارعون في الخيرات، السابقون إلى الجنات.
              يا مسلمون.. لقد حط هؤلاء رحالهم في الجنة بشهادة الصادق، فكيف تقبل الآن بدعوى السياحة، أو بدعوى الثقافة، أو بدعوى الانتعاش الاقتصادي، أن تمد جسور الثقة من جديد مع هؤلاء الخبثاء الذين ينالون من أشرف الخلق بعد الرسل والأنبياء.
              أود أن أقول لكم.. نحن في مصر نتقرب إلى الله بحب آل البيت المحمدي، نعم نحب آل البيت.
              وأنا أكاد أجزم والله لا يحب آل بيت النبي أحد كحب شعب مصر لآل بيت رسول الله، نحب علي، ونحب الزهراء فاطمة، الله أكبر.. ومن لا يحب بنت الحبيب؟.
              هي بنت من؟.. هي زوج من؟.. هي أم من؟.....من ذا يداني في الفخار أباها
              هي ومضة من نور عين المصطفى.....بقيت على طول المدى ذكراها
              هي اسوة للمؤمنات وقدوة..... يترسم القمر المنير خطاها
              هي بنت رسول الله ......وكفاها شرفاً أنها بنت رسول الله!.

              ومن لا يحب علياً.. لا أنا أقول للشيعة عليُّ مولانا لأن نبينا علمنا وقال:"من كنت مولاه فعليُّ مولاه". فرسول الله مولانا، وعليّ مولانا، ونثبت لعلي ما أثبته له الرسول النبي، فنقول عليّ يحب الله ورسوله. ويحبه الله ورسوله، قال له الحبيب النبي:"أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي".
              ونردد مع عليّ كلماته الرائعة التي قالها حين اضُطر يوماً أن يتحدث عن نفسه، وهذا مرار لا يشعر به إلا أهل الشرف والمروءة أن يضطروا يوماً أمام منطق السفاهة أن يتحدثوا عن أنفسهم فلما كفر الخوارج عليّ رضي الله عنه يوماً واضطر أن يتحدث عن نفسه قال:
              محمد النبي أخي وصهري ..... وحمزة سيد الشهداء عمي
              وجعفر الذي يُمسي ويُضحي ..... مع الملائكة ابن أمي
              وبنت محمد سكني وزوجي ..... مسوط لحمها بدمي ولحمي
              وسبطا أحمد ولداي منها ..... فأيكم له سهم كسهمي

              ونحب الحسن والحسين.
              نعم اصرخ بأعلى صوتي، وأقول للروافض على ظهر الأرض.. أهل مصر يتقربون إلى الله بحب الحسن والحسين، بحب سيدي شباب أهل الجنة. النبي قال:"اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما".
              اللهم إنا نشهدك أنَّا نحبهما فأحبنا يا أرحم الراحمين.
              فأنا أقول.. أهل مصر يتقربون إلى الله بحب آل البيت، فلا ينبغي أن يُزايد أحد علينا، لكننا في الوقت ذاته نقول.. ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ، وبالخير نذكرهم، ونبغض من يبغضهم بغير الخير يذكرهم، فحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان.
              والله لا عز لنا، ولا بركة، ولا سعة، ولا رخاء، ولا استقرار، ولا أمان. إن فتحنا الباب الآن على مصراعيه، لمن ينادون ويسبون حبيبة رسول الله، وأبا بكر وعمر وعثمان وابن مسعود وأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.
              الشاهد أنا لا أريد أن أطيل لكنها رسالة مهمة أردت توصيلها.


              يتبع إن شاء الله.

              التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 24-02-2015, 12:24 AM.

              تعليق


              • #8
                رد: تفريغ خطبة الجمعة"مكانة اليتيم" للشيخ محمد حسان


                السابقون إلى الخيرات، والمنافسون في الطاعات، الذين سلكوا كل سبيل ليقربهم إلى مرضات ربهم الجليل، هم أصحاب البشير النذير صلى الله عليه وسلم.
                فسر على الدرب. اسمع لأبي ذر.. روى ابن حبان في صحيحه والطبراني والحاكم بإسناد صحيح عن أبي كثير السحيمي عن أبيه قال:"سألت أبا ذر وقلت يا أبا ذر، دلني على عمل إذا عمل به العبد دخل الجنة. فقال أبي ذر -اسمع، انظر إلى حرص هؤلاء على الطاعات والخيرات- فقال أبي ذر: سألت عن ذلك رسول الله، قلت: يا رسول الله دلني على عمل إذا عمل به العبد دخل الجنة.
                -أتريد الجنة اسمع أيها الحبيب اللبيب- يا رسول الله دلني على عمل إذا عمل به العبد دخل الجنة. فقال صلى الله عليه وسلم: يؤمن بالله. فقال أبا ذر: قلت: يا رسول الله إن مع الإيمان عملاً. فقال صلى الله عليه وسلم: يرضخ مما رزقه الله –أي يُنفق مما أعطاه الله- فقال أبي ذر: قلت: يا رسول الله فإن كان معدماً لا شيء له؟. –هو أصلاً فقيرماذا يصنع- فقال صلى الله عليه وسلم: يقول معروفاً بلسانه. فقال أبو ذر: قلت يا رسول الله فإن كان عييا لا يبلغ عنه لسانه؟. فقال صلى الله عليه وسلم: يصنع لأخرق –أي يساعد معدماً عاجزاً لا يستطيع أن يعمل. فقال أبو ذر: قلت يا رسول الله فإن كان أخرق –هو نفسه أخرق يحتاج إلى من يساعده-. فالتفت النبي إلى أبي ذر وقال: يا أبا ذر ما تريد أن تدع في صاحبك شيئاً من الخير؟.فليكف أذاه عن الناس".
                كف أذاك عن الناس يا أخي..كف لسانك عن الغيبة.. كف لسانك عن النميمة.. كف لسانك عن القذف وانتهاك الاعراض والحرمات كل يوم وليلة.
                كف يدك عن الحرام كف قدمك عن السعي إلى المعاصي.. كف بصرك عن التنقل من فضائية فاسقة إلى موقع إباحي. كف أذاك عن الخلق.
                أنا لا أعلم أذى قد نال الخلق من الخلق كهذا الأذى الذي نشهده في بلدنا طيلة السنتين الماضيتين. كف أذاك عن الخلق.
                "فليكف أذاه عن الناس. فقال أبو ذر: يا رسول الله هذه كلمة تيسير؟.-يعني تريد أن تيسر بها علينا وعلى أمتك؟. فقال النبي: والذي نفسي بيده ما من عبد يعمل بخصلة من هذه الخصال يريد بها ما عند الله عز وجل إلا أخذت بيده يوم القيامة حتى تدخله الجنة".
                أي فضل هذا الذي نحن فيه؟.. أي شرف؟..
                فأنا أقدم اليوم بإكرام اليتيم في كل لحظة كعامل من الأعمال الصالحة، لكن أبواب الخير لا تغلق ولا تحصر ولا تعد.
                روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال:"مر رجل بطريق فوجد غصناً فقال لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فغفر الله له ". رأى غصن شجرة انكسر فسد الطريق فنحاه وقال حتى لا يؤذى المسلمين في طريقهم فغفر الله له.
                فكيف بمن يقطعون الآن الطرق على المسلمين، ما حالهم عند الله؟.
                هؤلاء الذين يضرون الناس ضرراً بالغاً حتى ولو كانوا أصحاب حق يطالبون به، فليس من حقك أن تطلب حق لك أن تضيع حقوق الآخرين، وأن تتعدى على حقوق الآخرين، ألم تفكر في مريض في سيارة؟. ألم تفكر في امرأة مريضة في سيارة؟.
                تُقطع الطرق الآن بالساعات، حتى ولو كنت صاحب حق فأنت ترتكب حراماً.
                "لا ضرر ولا ضرار". رجل يغفر الله له لمجرد أنه نحى غصن عن طريق المسلمين، بل وفي الصحيحين من حديث أنس، أنه صلى الله عليه وسلم قال:" ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة".
                انظروا إلى أبواب الخير، ما أحوجنا الآن أيها الأفاضل أن نلج هذه الأبواب، وأن نسارع في الخيرات وأن نسابق إلى الطاعات فدنيانا مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة، لأن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر، ولأن العمر مهما طال لابد من دخول القبر، والدنيا دار ممر، والآخرة دار مقر، فخذوا من ممركم لمقركم، ولا تفضحوا أستاركم عند من يعلم أسراركم.
                أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.


                يتبع إن شاء الله
                التعديل الأخير تم بواسطة *أمة الرحيم*; الساعة 24-02-2015, 12:44 AM.

                تعليق


                • #9
                  رد: تفريغ خطبة الجمعة"مكانة اليتيم" للشيخ محمد حسان

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  جزاكم الله خير الجزاء
                  أستغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته
                  أستغفر الله العظيم من كل فرض تركته
                  أستغفر الله العظيم من كل صالح جفوته
                  أستغفر الله العظيم من كل برٍّ أجلته
                  أستغفر الله العظيم من كل إنسان ظلمته
                  أستغفر الله العظيم من كل ظالم صاحبته

                  تعليق


                  • #10
                    رد: تفريغ خطبة الجمعة"مكانة اليتيم" للشيخ محمد حسان

                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                    جزاكم الله خيرا وجعله الله فى موازين حسناتكم

                    تعليق


                    • #11
                      رد: تفريغ خطبة الجمعة"مكانة اليتيم" للشيخ محمد حسان

                      جزاكم الله خيرًا .... ونفع الله بكم ،،،

                      تعليق

                      يعمل...
                      X