متى أراك حافظًا للقرآن؟
http://www.youtube.com/watch?v=w37bKF_m9Ts
يقول الله تبارك وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ) (لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) (فاطر:29 – 30)
أخى الحبيب حفظك الله ورعاك... أبدأ هذه المحاضرة بسؤال,يحتاج منك الى اجابة عليه, ولكن يجب أن تقف وقفة صريحة صادقة مع نفسك قبل أن تجيب عن هذا السؤال....متى اراك حافظا للقرءان؟؟؟؟
هل سألت نفسك هذا السؤال من قبل؟ لماذا لم تحفظ كتاب الله عزوجل؟ما الذى يعوقك عن حفظ كتاب الله؟ما الذى يمنعك أن تكون فى ركب حافظى كتاب الله تعالى؟ما الذى قدمته لتكون من الحفظة؟هل الذين حفظوا القرءان أفضل منك حالا أو أشد منك عزيمة؟أم هل يزيدون عنك عضوا؟أم لديهم وقتا ليس لديك؟أم ماذاااااا؟؟؟؟؟
أخى وحبيبي فى الله...دعنا نذهب فى رحلة ..نعم رحلة, ولكن الى الدار الأخرة.
الأن أغمض عينيك....سنقلع......... تخيل أنك أمام جنازة ورجل مسجى بها والناس جميعا من حولك يستعدون لحمله الى قبره حملتموه ,صليتم عليه,وحملتموه على أعناقكم وسرتم به الى القبر,شمرت أنت عن ساعدك ودخلت معه فى القبر للمساعدة فى دفنه قمت بفتح الرباط من رأسه, وفجأة وبدونقصد...انقشع الغطاء عن رأسه فنظرت اليه.. من؟نظرت ثانية,فى دهشة وخوف من هذا؟؟؟؟؟؟انه أنت...نعم انه أنت,أنت من دفن, ثم تركت نفسك وخرجت من قبرك, ثم وليت مدبرا مع الناس وأنت الأن فى قبرك وحيدا بعد دفنك,تركوك وحيدا وجاءك الملكان.ترى..فى هذه اللحظات ماذا تتمنى أن تكون؟ألا تتمنى أن تكون من حفاظ كتاب الله تعالى؟محميا به؟ألا تتمنى يوم القيامة أن يقال لك اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا فان منزلتك عند ءاخر ءاية تقرأها.
أخى الحبيب.. كم ضيعت أوقاتا والله لو استغللتها فى حفظ كتاب الله عزوجل لكنت من الحفظة.أسألك سؤالا واحدا..أنت..كم ساعة تبحر فى عالم النت والبرامج الاسلامية وكذا وكذا وكذا ووالله لو وفرت ساعة واحدة من ساعات النت للقرءان ماذا ستكون النتيجة؟ أنا لا أستطيع أن أتصور أبدا أن شخصا لا يستطيع أن يوفر ساعة فى اليوم مهما كان عمله أو مشغولاته الا القليل.اذا قلنا كم ساعة تنامها فى اليوم؟ هناك من يقول لازم أنام( 8ساعات )وهذا الكلام طبعا خطأ.المهم هناك من ينام(9ساعات) أو( 10 ساعات) أو أكثر أو أقل. وهناك من هوايته النوم, طبعا انا لا أقول لك لا تنام ولكن.. لو أنك تنام( 8 ساعات) ووفرت ساعة واحدة فقط كل يوم من نومك للقرءان ماذا ستخسر؟؟والله لن تخسر أبدا بل ستربح كل شىء.المشكلة الكبرى هى عدم وضع حفظ القرءان هدفا لديك, وعدم تنظيم الوقت, وعدم التخطيط لذلك.بعض الاخوة مثلا يأت عليه وقت تعلو فيه همته فيبدأالحفظ بسورة البقرة مثلا ثم يتم الجزء الاول ,أو يتم نصف سورة البقرة ,ثم تخبو تلك الهمة بعد ذلك ويفتر, ويترك الحفظ ثم بعد ذلك تعلو همته فيبدأ الحفظ مرة أخرى. فيكتشف أنه قد نسى سورة البقرة فيعاود الحفظ مرة أخرى وهكذا يبقى طيلة حياته يحفظ فى سورة البقرة ويقرأ أول باب من فقه السنة وأول باب من السيرة وهكذا.......
حبيبى أخى فى الله..دعنا نتصارح.. منذ أن التزمت ماذا فعلت لحفظ كتاب الله تعالى؟وما الخطط التى وضعتها لكى تصل لهذا الغاية السامية ؟انظر لنفسك فى أمور الدنيا,لكى تحصل على بكالوريوس أو أى شهادة عليا ماذا تفعل؟تدخل الابتدائية ثم الاعدادية ثم الثانوية ثم الكلية وممكن درسات عليا,سنوات طويلة كل هذا لتحصل على الشهادة.طبعا لا نهوّن من هذه الشهادات,ولكن أسألك بالله هل القرءان أهون عليك من هذه الشهادة.والله انى أعجب أخ ملتزم من سنوات عديدة ثم تسمعه يقرأ القرءان,والله تحزن حزنا شديدا على هذا الظاهر الجميل الملتزم بالسنة, ولكنه يقرأ خظأ وممكن يخطأ فى الفاتحة أيضا ,وممكن يكون لا يحفظ غير القليل جدا جدا من القرءان.فلماذا؟
أخى الحبيب..من يحفظ كتاب الله عزوجل ان لم تحفظه أنت؟
فمن للأمة الغرقى اذا كنا الغريقينا؟ ومن للغاية الكبرى اذا ضمرت أمانينا؟
ومن للحق يجلوه اذا كلّت أيادينا؟
أخيه..لقد هيؤك لأمر لو فطنت له, فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل.فالى متى التسويف؟والى متى عدم الجدية وخاصة فى حفظ القرءان؟
أخى وحبيبى فى الله....اليوم الامر ميسر, والحفظ ميسر, والقرءان ميسر, والحلقات موجودة, والصحة موجودة, والوقت موجود, ولله الحمد والمنة. فماذا تنتظر؟؟
قال صلى الله عليه وسلم(اغتنم خمسا قبل خمس. شبابك قبل هرمك, وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وصحتك قبل سقمك ,وحياتك قبل موتك)فماذا تنتظر؟؟
والله أخى أنت فى نعمة لو تعلمها لقمت لتوّك ,ووضعت برنامجا تحفظ فيه كتاب الله عزوجل.اليوم أنت موجود, والوقت موجود ,فربما يأتى عليك يوم لا تستطيع أن تفعل شيئا. واعلم أن من علامات التوفيق أن يعينك الله على استغلال أوقاتك.
أخى وحبيبى فى الله.. لما علم الصالحون قصر العمر وحثهم حادى "وسارعوا"طووا مراحل الليل مع النهار انتهابا للأوقات.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:اذا أراد الله بالعبد خيرا أعانه بالوقت, وجعل وقته مساعدا له, واذا أراد به شرا جعل وقته عليه, وناكده وقته ,فكلما أراد التأهب للمسير لم يساعده الوقت,والأول كلما همت نفسه للقعود أقامه الوقت وساعده.
وقالوا:"من علامة المقت اضاعة الوقت."
وكن صارما كالوقت فالمقت فى عسى واياك لعل فهى أكبرعلة.
فالله الله فى مواسم العمر....والبدار البدار قبل الفوات...واستشهدوا العلم...واستدلوا الحكمة...ونافسوا الزمان...وناقشوا النفوس... واستظهروا بالزاد... فكأن قد حدا الحادى فلم يفهم صوته من وقع الندم.
أخى وحبيبى فى الله..كم من قائم لله فى هذا الليل قد اغتبط بقيامه فى ظلمة حفرته,وكم من نائم فى هذا الليل قد ندم على طول نومه عندما يرى من كرامة الله عزوجل للعابدين غدا. فاغتنموا ممر الساعات والليالى والأيام- رحمكم الله-.
يقول ابن الجوزى:ينبغى للانسان أن يعرف شرف زمانه, وقدر وقته فلا يضيع منه لحظة فى غير قربة ,ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل, ولتكن نيته فى الخير قائمة, من غير فتور بما يعجز عنه البدن من العمل.
أخى وحبيبى فى الله..أتعرف ما هو قدر حفظة كتاب الله عزوجل؟انظر الى قوله تعالى(إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ).قال القرطبى:هذه ءاية القراء.
قال صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرءان وعلمه).
وقال صل الله عليه وسلم (ان الذى يقرأ القرءان وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة,والذى يقرأ القرءان وهو يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران).
وعن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(مثل المؤمن الذى يقرأ القرءان مثل الأترجة ريحها طيب,وطعمها طيب.ومثل المؤمن الذى لا يقرأ القرءان مثل التمرة لا ريح لها ,وطعمها طيب. ومثل المنافق الذى يقرأ القرءان مثل الريحان ريحها طيب, وطعمها مر. ومثل المنافق الذى لا يقرأ القرءان كمثل الحنظلة ليس لها ريح, وطعمها مر).
وعن عمر ابن الخطاب رضى الله عنه قال"ان الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به ءاخرين".
وقال صلى الله عليه وسلم(اقرؤا القرءان فانه يأتى يوم القيامة شفيعا لأصحابه)
وقال صلى الله عليه وسلم(ان لله تعالى أهلين من الناس هم أهل القرءان أهل الله وخاصته).نسأل الله عزوجل أن يجعلنا واياك منهم.
وقال صلى الله عليه وسلم (ان من اجلال الله تعالى اكرام ذى الشيبة المسلم, وحامل القرءان غير الغالى فيه والجافى عنه).
فانظر أخى الكريم الى الشرف والرفعة.
- حتى فى الصلاة يقدم حافظ القرءان على غيره,قال صلى الله عليه وسلم(يؤم الناس أقرؤهم لكتاب الله تعالى).
- بل حتى فى القبر,فعن جابر ابن عبد الله رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم(كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد,ثم يقول أيهما أكثر أخذا للقرءان؟ فان أشير الى أحدمها قدمه فى اللحد).يا لها من رفعة .
- حتى فى الاخرة قال صلى الله عليه وسلم(يقال لصاحب القرءان:اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا فان منزلتك عند ءاخر ءاية تقرؤها).قال صلى الله عليه وسلم(يجىء القرءان يوم القيامة فيقول يا رب حلِّه فيلبس تاج الكرامة ,ثم يقول يا رب ارض عنه فيرضى عنه, فيقال اقرأ وارقى ويزاد بكل ءاية حسنة).ويقول صلى الله عليه وسلم( يؤتى يوم القيامة بالقرءان وأهله الذين عملوا به تقدمهم سورة البقرة وءال عمران تحاجان عن صاحبهما).بل قال صلى الله عليه وسلم
-فى الحديث الذى حسنه الشيخ الألبانى رحمه الله تعالى-(لو جمع القرءان فى اهاب ما أحرقه الله بالنار).
بل ان الأمر لا يصل الى صاحب القرءان فحسب بل الى والديه,قال صلى الله عليه وسلم(من قرأ القرءان وتعلمه, وعمل به ألبس يوم القيامة تاجا من نور ضؤه مثل الشمس, ويكسى والداه حلتين لا يقوم بهما الدنيا فيقولان: بما كسينا؟فيقال بأخذ ولدكما القرءان.)
يقول الامام الشاطبى:
( وبعد فحبل الله فينا كتابه ... فجاهد به حبل العدا متحبلا )
( وأخلق به إذ ليس يخلق جدة ... جديدا مواليه على الجد مقبلا )
( وقارئه المرضي قر مثاله ... كالاترج حاليه مريحا وموكلا )
( هو المرتضى أما إذا كان أمة ... ويممه ظل الرزانة قنقلا )
( هو الحر إن كان الحري حواريا ... له بتحريه إلى أن تنبلا )
( وإن كتاب الله أوثق شافع ... وأغني غناء واهبا متفضلا )
( وخير جليس لا يمل حديثه ... وترداده يزداد فيه تجملا )
( وحيث الفتى يرتاع في ظلماته ... من القبر يلقاه سنا متهللا )
( هنالك يهنيه مقيلا وروضة ... ومن أجله في ذروة العز يجتلا )
( يناشد في إرضائه لحبيبه ... وأجدر به سؤلا إليه موصلا )
( فيا أيها القاري به متمسكا ... مجلا له في كل حال مبجلا )
( هنيئا مريئا والداك عليهما ... ملابس أنوار من التاج والحلا )
( فما ظنكم بالنجل عند جزائه ... أولئك أهل الله والصفوة الملا )
( أولو البر والإحسان والصبر والتقى ... حلاهم بها جاء القران مفصلا )
( عليك بها ما عشت فيها منافسا ... وبع نفسك الدنيا بأنفاسها العلا )
أخى وحبيبى فى الله..هل اشتاقت نفسك لحفظ كتاب الله تعالى أم لا؟
والله أخى الكريم.. ان الأجر عظيم,يكفى أنك تحمل كتاب الله تعالى فى صدرك, ما أعظمه من شرف,وما أعظمها من رفعة.والله ان الأمر يحتاج فقط الى:
أولا:الى توفيق الله عزوجل.
ثانيا:تنظيم الوقت.
ثالثا:همة عالية.
والله لو أقل القليل,ولو خمس ءايات كل يوم, ولو ءاية واحدة فقط كل يوم.
يكفى انك تلقى الله عزوجل يوم القيامة- حتى ولو لم يتححق هدفك فى حفظ كتاب الله عزوجل- فتلقى الله عزوجل بهذه النية وهى أن تحفظ كتاب الله عزوجل.
- فان حفظت كل يوم ءاية واحدة من القرءان. ستحفظ القرءان فى 17سنة و7 أشهر و9 أيام.ستقول"ياااااااه" 17 سنة و7 أشهر و9 أيام؟
أقول لك أنت دخلت الابتدائى والاعدادى والثانوى, كم سنة قضيتها فيهم؟
والقرءان يحتاج منك الى جهد قليل.
- وان حفظت ءايتين فقط فى اليوم ستحفظ القرءان فى 8 سنين و9 أشهر و18 يوما.و8 سنين ليس كثير ,فكم مر علينا أكثر من 8 سنين,وتضع خطة وتفشل.وتبدأ فى حفظ القرءان وتفشل,فاجعلها خطة طويلة الأجل.
- وان حفظت 3 ءايات فى اليوم ستحفظ القرءان فى 5 سنوات و10أشهرو13 يوما.
- وان حفظت 4ءايات فى اليوم ستحفظ القرءان فى 4سنين و4 شهور و24 يوما.
- وان حفظت 5ءايات فى اليوم ستحفظ القرءان فى 3سنين و6 أشهر و7 أيام.
- وان حفظت 6ءايات فى اليوم ستحفظ القرءان فى سنيتين و11 شهرا و4أيام.
- وان حفظت 7ءايات فى اليوم ستحفظ القرءان فى سنتين و6 أشهر و3 أيام.
- وان حفظت 8ءايات فى اليوم ستحفظ القرءان فى سنتين وشهرين 12يوما.
- وان حفظت 9 ءايات فى اليوم ستحفظ القرءان فى سنة و11 شهرا و12يوما.
- وان حفظت 10 ءايات فى اليوم ستحفظ القرءان فى سنة و9 أشهر و3 أيام.
- وان حفظت 15 ءاية فى اليوم ستحفظ القرءان فى سنة وشهرين ويوم.
- وان حفظت 20 ءاية فى اليوم ستحفظ القرءان فى 10أشهر و16 يوما.
- وان حفظت وجه فى اليوم ستحفظ القرءان فى سنة و8 أشهر و12 يوما.
- وان حفظت وجهين فى اليوم ستحفظ القرءان فى 10 أشهر و6 أيام.
- وان حفظت ربع فى اليوم ستحفظ القرءان فى 8 أشهر.
فالأمر سهل لكن يحتاج فقط الى ترتيب وتخطيط وهمة,وقبل ذلك كله يحتاج الى توفيق من الله عزوجل.
لو وجد الله عزوجل فى نفسك الاخلاص والصدق, والله سيعينك الله عزوجل (اصدق الله يصدقك).
وبعض الأسباب التى تجعلنا نهمل حفظ كتاب الله عزوجل:
-التسويف: فلا تقل عند بداية الاسبوع؛ أو أول الشهر ؛أوعندما افضى وهكذا.فكلما تبدأ الحفظ يأتى اليك الشيطان ,ويقول لك اجعله فى بداية الاسبوع أو اجعله فى رمضان فهو شهر العبادة والطاعة وربنا سيفتحها عليك..الى ءاخر هذه التسويفات.
فكيف أتغلب على مشكلة التسويف؟
أولا:غير سلوكك مباشرة بدون انتظار
فأى شىء من أمور الدنيا لا يقدر أحد مسابقتك أو منافستك فيه, وأما فى أمور الأخرة وحفظ القرءان فى ذيل الركب!!!.
فان قلت: نحن غير مطالبين بحفظ القرءان وحفظه فرض كفاية.
أقول لك أنا لا أخاطب دنىء الهمة ,أنا أخاطب أخ عالى الهمة, يريد أن يرضى الله عزوجل ,يريد أن يكون من الحفظة .فقط هذا الذى أخاطبه,ثم ان أنت قلت هذا,وغيرك قال مثلك فمن سيحفظ القرءان؟وهل ترى أن فرض الكفاية سقط؟فمثلا فى المنطقة التى تعيش فيها كم واحد حافظ لكتاب الله عزوجل؟ قليل جدا . فمن سيحفظ ان لم تكن أنت لها.
ثانيا:ضع خطة عملية محددة وموضحة.
ثالثا:تغلب على الخوف من الفشل.
فليس هناك فشل ولكن هناك تجارب فلا تيأس, حاول وستنجح باذن الله عزوجل, ان رأى الله من قلبك الصدق سيعينك.
رابعا:ارفع درجة طاقتك الروحية والجسمية.
دع الكسل والتوانى, وارفع مجهودك الى أقصى درجة, وكفاك نوما,وفجَّّّّر الطاقة التى بداخلك.
خامسا: كن حازما مع نفسك لا تعطها هواها.
والنفس كالطفل ان تهمله شبّ على
حب الرضاع وان تفطمه ينفطم.
سادسا:أوجد بيئة انجاز.
كالشيخ الحافظ ؛أو زملاء حفاظ؛ أو التحاق بحلقة تحفيظ للقرءان, ودعك من الناس ذوى الهمة الدنيئة ,وصاحب أهل القرءان ,والتزم بحلقة معينة, ولا تفتر عنها الا لعذر قهرى.
سابعا: استعمل مبدأ التأكيدات اللفظية والنفسية.
فان قلت لنفسك أنا غير قادر,أنا لا أستطيع. فهذه تأكيدات سلبية تتركز فى العقل الباطن,لكن عليك أن تقول أنا قادر, أنا أستطيع, أنا ذاكرتى مع التدريب ان شاء الله تكون قوية, وأقدر أن أحفظ كتاب الله عزوجل.
ثامنا:نظم وأدر وقتك وقسمة بطريقة منطقية.
فحفظ القرءان لا يحتاج الى تفرغ ,لكن يحتاج أن توفر ساعتين .ساعة صباحا وأخرى مساء ,فهل تعجز أن توفر ساعتين لله عز وجل؟
تاسعا:استعمل وسائل تذكير ظاهرة كالبطاقات والاستيكارات واللوحات الكبيرة.
أحضر ورقة وعلقها أمامك واكتب فيها برنامج معين. كحفظ سورة البقرة مثلا خلال شهر.(286)ءاية. فتقسم ال(286)على ثلاثين يوما,وتحفظ 10 ءايات فى اليوم.وضع هذا البرنامج أمامك لتذكر نفسك دائما بهذا الهدف.
عاشرا:أولا وأخيرا توكل على الله عزوجل وأخلص العمل لله وثق بالله عزوجل فهو خير معين ,وادعوه دائما بأن يستخدمك لنصرة دينه, وأن يعينك على حفظ كتابه.
ثم انتبه.. ثم انتبه.. ثم انتبه..الى سارقى الاحلام والبطالين.
ستجد الفاشلين الذين يريدون أن يكون كل الناس فاشلين مثلهم ولا يريدون أن يروا أحدا ناجحا. فيجعلك تشعر أن حفظ القرءان من المستحيلات التى لا يمكن أن تدرك فإياك وإياهم,اياك وقطاع الطريق الى الاخرة,مخالطة أهل الدنيا مضيعة للوقت قاطعة طريق الاخرة,فالواحد منهم قبر يسعى الى قبر مثله,زمن يقود زمنى مثله. فيا شره هذا سم والقرب منه هلاك. فان ابتليت به فأعطه ظهرك, وترحل عنه بقلبك.وصاحب أهل القرءان الذين يذكرونك دائما بهدفك,اقرأ فى سير الحفاظ وانظر ماذا فعلوا وكيف كانت همتهم.
سنروى لك بعض القصص لأناس استعانوا بالله عزوجل حددوا الهدف,وضعوا الخطط ,نفذوها ووصلوا الى الغاية.
ولن أذكر لك أمثلة من الصحابة أو التابعين أو من تبعهم ولكن سأذكر لك أمثلة من الزمان الذى نعيش فيه.
سنبدأ بامرأة بدأت حفظ القرءان الكريم وعمرها ستون سنة والأعجب من هذا أنها أمية لا تقرأ ولا تكتب ولكنها تملك همة قوية وعزيمة رائعة واستمرت بهذه الهمة الى أن ختمت القرءان وعمرها74 سنة أى 14 سنة من الجد والاجتهاد.
رجل ءاخر حاصل على ثالثة ابتدائى,كان يعمل فى نجارة البناء,متزوج وعنده 9 أولاد ذكور, و8 من البنات,فليس لديه وقت لكن التحق باحدى حلقات التحفيظ ,ثم أخذ يتعلم قرءاة القرءان بالنظر؛ ثم فوجىء بالشيخ يقول له: لماذا لا تحفظ القرءان؟وقال له الشيخ اقسم بالله العظيم اننى لا أعطيك اجازة بالقرءان مالم تحفظ خمسة أجزاء؛ ثم غاب عن شيخه اسبوعين ورجع. فلما طرق الباب فتح الشيخ وقال:هل تظننى نسيت؟والله لن أقبلك حتى تحفظ,اخرج,انطلق مصمما على أمره,قائلا لنفسه هل الذين حفظوا القرءان أفضل منى؟عاد الى البيت وأرسل أولاده وزوجتيه الى بلده, وباع أجهزة المناداة التى لديه, وقطع التليفون من البيت, وتفرغ لحفظ كتاب الله عزوجل,قال:وسمعت من الشيخ أنه أمر ابنته أن تحفظ ماشية حتى لا تنعس,يقول فصرت أحفظ ماشيا وبهمة عالية وفتح الله على، وكنت اذا تعبت من المشى استلقي قليلا واضعا مصحفا عن يمينى, ومصحفا عن يسارى بدلا من زوجتى,وأراجع...وأراجع.. الى أن حفظت القرءان فى أربعة اشهر ونصف والحمد لله,وأسمعت القرءان للشيخ وفى أول جلسة سمعت له جزءا كاملا,وعندما استمع الشيخ قال لى: هذا مفتاح بيتى خذه حتى تدخل على فى أى وقت بدون استئذان واستمر فى القراءة حتى ختم القرءان الكريم كاملا على شيخه وحصل على الاجازة,وبعد ذلك افتتح شيخه حلقة للقراءات وحِفظ الشاطبية ودعاه ليحضر, وقال لا أستطيع حفظ الشعر ولا أفهمه. فألح عليه الشيخ, وقال له لديك القدرة ان شاء الله عزوجل, فقد حفظت القرءان فدخل الحلقة ,وأخذ يحفظ حتى يقول:كنت أكرر بيت الشاطبية مئتا مرة حتى أحفظه الى أن ختم القراءات وِأصبح له باع فيها ثم رجع الى بلده,وبدأ بنشر علم القراءات هناك.
امرأة أخرى تعمل خياطة وهى أمية لا تقرأ ولا تكتب,كانت هذه المرأة يتردد عليها بعض الطالبات اللاتى يحفظن كتاب الله عزوجل,ذات مرة قالت لاحداهن أريد أن أتعلم اسم ربى ,كيف اكتبه؟وما شكله؟ وبالفعل علمتها كيف تكتب اسم الله عزوجل وكيف تقرأه,وظلت تتبع لفظ الجلالة فى القرءان الكريم من أوله الى ءاخره,تقول:أعجبتنى الفكرة وأحسست بمشاعر غالية جدا, فطلبت من الأخت أن تعلمنى الحروف, وفعلا تعلمت التهجى, والتحقت بمركز لتحفيظ القرءان, وبدأت أقرأبالتهجى من المصحف واستمررت الى أن ختمت القرءان كاملا,لم أصدق نفسى بعد كل هذا العمر أننى أصبحت قارئة ؛ثم أقمت حفلا كبيرا لجميع الأخوات بمناسبة انتهائى من حفظ كتاب الله عزوجل.
وأخ ءاخر بعدما حضر دورة فى كيفية حفظ القرءان وكيف يفجر الانسان ما بداخله من طاقه وكيف يستخدم أقصى امكانياته فى حفظ القرءان الكريم فحفظ القرءان فى خلال خمسين يوما وقصته هى!!!!!!!
يقول أعلنت حالة الجهاد على نفسى, ووضعت الموت نصب عينى, ونويت حفظ القرءان الكريم. ألغيت الهاتف والزيارات الغير ضرورية,أبدلت الأفكار السلبية التى تتعلق بحفظ القرءان الكريم الى أفكار ايجابية مثل.....(أنا غير قادر على ذلك يقول...أنا قادر على ذلك)(أنا لا أستطيع....أنا أستطيع)(أنا ذاكرتى ضعيفة.....أنا أتمتع بذاكرة رائعة),اخترت المسجد مكانا للحفظ لأنه يحافظ على منافذ القلب الثلاثة*العين*الأذن*اللسان*,اتبعت برنامجا غذائى معين حيث اعتمدت على التمر والعسل والفواكه بنسبة 75%وساعدنى الصيام كثيرا فى ذلك,كنت أستيقظ قبل الفجر بساعتين ونصف وأنام وأنام بعد العشاء بساعتين,أصلى صلاة التهجد وأطيل السجود وأدعو الله تعالى لكى ييسر أمر الحفظ,أستغفر الله مئة مرة,كنت أحفظ خمس صفحات,أصلى بها صلاة سنة الفجر وبعد صلاة الفجر أبدأ بحفظ خمس صفحات جديدة,وعند الانتهاء أصلى بها ركعتى الضحى,وأشكر الله تعالى على تيسيرما حفظت,أقوم بسماع ما حفظته عن طريق شريط لأحد القراء,أقوم بقراءة فى المعجم أو فى المقدمة الجزرية,وبعد صلاة الظهر أكرر كل شىء حفظته سابقا ابتداءا من الجزء الأول حتى صلاة العصر,بعد صلاة العصر أكرر الحفظ الجديد والجزء الذى قبله,بعد صلاة المغرب أقوم بتحضير عشر صفحات جديدة للقراءة,بعد صلاة العشاء كنت أراجع القرءان مع معلمى وأستاذى جزاه الله خيرا,وقبل النوم أسمع ما كنت حفظته فى اليوم عن طريق شريط الكاسيت,وكنت أجلس فى اليوم ست ساعات متواصلة أحفظ القرءان بدون أى تعب أو ملل,فى الأسبوع الأول كنت أجلس ست ساعات حفظ ومراجعة فى اليوم,فى الأسبوع الثانى كنت أجلس ثمانى ساعات,فى الأسبوع الثالث كنت أجلس عشر ساعات,فى الأسبوع الرابع كنت أجلس اثنا عشر ساعة,وفى العشر أيام الأخيرة كنت أجلس أربعة عشر ساعة حفظ ومراجعة,وكان أصعب وقت عندى هو وقت النوم ووقت الطعام اذ كنت أتمنى أن تنتهى فترة النوم بسرعة حتى أبدأ فى حفظ القرءان الكريم,وكلما أقرأ القرءان وأحفظ أشعر بلذة واستمتاع لم أشعربها من قبل,الدعاء كان عاملا مهما جدا قبل وبعد الحفظ حيث كان لدعاء الوالدة والرجال الصالحين دور كبير فى رفع الحالة المعنوية,كنت أحفظ الصفحة جالسا ثم أمشى وأكررها وكنت متكتما فى عملية الحفظ والمدة التى وضعتها وكان استاذىله دور مهم ورئيسى فى تشجيعى فى عملية المراجعة والتصحيح والاستفادة منه فى عملية التجويد.
يقول: فى الاسبوع الأخير ليلة العشرين من رمضان كان قد بقى لى على الختمة أربعة أجزاء ونصف فتوجهت الى الله تعالى أن يفتح على وييسر حفظها فحفظتها فى ستة أيام بعون الله,وجاءت ليلة القدر ليلة الفرح والسرور اذ كانت ليلة عرس بالنسبة لى,وكانت الختمة فى ليلة القدر بين المغرب والعشاء فى المسجد بحضور امام المسجد والمعتكفين وبدانا الختمة وأثناء الدعاء انشرح صدرى كثيرا وصرت أبكى بكاء لم يسبق لى أن بكيته من قبل,وكانت أجمل ساعة فى عمرى بأن الله تعالى أكرمنى بحفظ القرءان وأثناء البكاء تذكرت ما كنت رأيته منذ أكثر من عشر سنوات,واليكم هذه الرؤيا،،،،،،،،،يقول:
كنت مؤذنا لمسجد,وبعد صلاة الفجر فى المسجد جلست أذكر الله تعالى فشعرت بنعاس فنمت فى حرم المسجد واذ بى أرى......أننى فى جلسة ذكر لله تعالى واذ بطاقة من نور نزلت من السماء الى حرم المسجد, وخرجت من الطاقة أعداد هائلة من الملائكة, وكان بينهم ملكان كبيران فتوجه أحدهما وأخذنى الى الطاقة فدخلت فيها برفقة الملكان, ووجدت نفسى على شجرة خضراء كبيرة فتسلقت الشجرة والملكين برفقتى, واذ بملائكة يقفون على باب السماء الأولى فقالوا لى: الى أين أنت ذاهب؟ ففتحوا كتابا فقالوا ليس لدينا اسم لك عندنا فاصعد الى الأعلى,وبنفس الطريقة كانوا يقولون لى كل مرة, وعند وصولى الى السماء السابعة كانت نهاية الشجرة فوجدت ملائكة يقفون على الباب فقالوا هل أنت محمد ؟فقلت لهم نعم.فقالوا لى ادخل فان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدك,فقلت للملكين الذين برفقتى ادخلوا معى فقالوا لا نستطيع الدخول لكننا سوف ننتظرك فدخلت الجنة واذ بى أرى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر,وكانت الملائكة برفقتى وكان يوجد باب كبير مكتوب فوقه(لا اله الا الله محمدا رسول الله ..جنة الفردوس).فتح الملائكة الباب ودخلت, واذ بى أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس فى المقدمة وعلى يمينه وشماله رجالا أعرف بعضهم والبعض لا أعرفه,وكان يجلس أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم حشد كبير من الرجال والنساء والأطفال وكانوا يرتدون ثيابا بيضاء لهم بداية وليس لهم نهاية وكانوا جميعا يقرؤن القرءان؛ فنادانى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهبت اليه فقام من مكانه فصافحنى فقبلته, وأجلسنى بجانبه, وسألته من هؤلاء يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الذين يحفظون كتاب الله عزوجل..وانتهت الرؤيا بالحق ان شاء الله العليم القدير, ولم أكلم بها أحد منذ رأيتها حتى كانت ليلة القدر التى ختمت بها القرءان الكريم.
الله أكبر....فهل تحركت همتك أم لا؟
نأخذ امثلة أخرى....امرأة تحفظ القرءان الكريم وعمرها فوق الستين ,ابنها حفظ القرءان,وجمع القراءات وبدأ الطلاب يتوافدون عليه,وأمه تدعو له بالتوفيق,وذات يوم قالت له(الأقربون أولى بالمعروف)فبدأ يعلم أمه ويحفظها القرءان الى أن حفظت القرءان الكريم كاملا والحمد لله.
وأذكر لكم تجربتى الشخصية......فأنا شخصيا كنت قد بدأت أقرأ على بعض الأخوة جزاهم الله خيرا,وكنت أول مرة قرأت فيها القرءان قرأت سورة الفاتحة على بعض الأخوة حفظهم الله تعالى فشجعنى كثيرا وقال لى: تلاوتك جميلة, ولكن ان تعلمت التجويد سيكون أفضل. وفعلا بدأت أبحث عن من يعلمنى التجويد,بدأت أتعلم على يد بعض اخواننا,ثم انتقلت الى بعض المشايخ الذين تعلمت على يديهم التجويد حفظهم الله تعالى,ورحم الله تعالى من كان ميتا منهم,وفى هذا الوقت كنت أؤم الناس فى مسجد بجانب البيت ووجدت أننى لا أحفظ كثيرا من القرءان,فشعرت بالتقصير نحو كتاب الله عزوجل وقلت لنفسى:ان لم أكن أنا أحفظ القرءان الكريم فمن الذى يحفظه فشمرت عن ساعد الجد وبدأت بفضل الله عزوجل فى الحفظ,كنت أحيانا أحفظ خمس ءايات أو عشرءايات وأحيانا أحفظ صفحة وأحيانا أحفظ ربع حتى وصل أننى فى بعض الأوقات كنت أحفظ حزبا كاملا فى اليوم حتى ختمت القرءان بفضل الله وكرمه ومنه.ثم انتقلت الى بعض مشايخى حفظهم الله تعالى ورعاهم وقرأت على يديهم ختمة كاملة محققه وأخذت اجازة برواية حفص عن عاصم من شيخى الشيخ/طارق عبد الحكيم حفظه الله تعالى وشيخى الشيخ/صلاح عيسى حفظه الله تعالى ثم بدأت أقرأ عليهم القراءات,أسأل الله عزوجل أن يجزيهم الله عنى خيرا.
طبعا الأمثلة كثيرة جدا جدا جدا فى هذا المجال ومن أراد الزيادة فعليه بموقع(منتدى البحوث والدراسات القرءانية)وقد استفدت منه كثيرا فى تحضير هذه المادة.أو موقع(حفاظ الوحيين).
بعض الناس عندما يسمع هذا الكلام يقول كلام جميل جدا جدا لكن المشكلة أنى مشغول وليس لدى أى وقت لأحفظ فيه,طبعا هذا غير معقول فلا أتصور أبدا أبدا أنه ليس لديك أى وقت أبدا لتحفظ فيه.
فتعالى نقسم الناس الى أقسام لنضع لهم بعض الحلول.
فالناس اما واحد مشغول جدا أو مشغول أو نصف مشغول أو مشغول أحيانا أو غير مشغول أو متفرغ لحفظ كتاب الله عزوجل.
- أما المشغول جدا نقول له ءايتين فقط فى اليوم,ونقول لك على طريقة جميلة جدا ان شاء الله عزوجل ستعينك على الحفظ.حدد السورة التى تريد حفظها, وصور صفحة المصحف التى ستحفظ منها؛ ثم قم بتغليفها بغلاف جميل, وان صورت أكثر من نسخة يكون أفضل.ضع نسخة أمامك على المكتب,ونسخة أخرى فى السيارة فى مكان لا يعطلك عن القيادة,فان وقفت فى اشارة فتكون الصفحة أمامك واقرا الأيتين المراد حفظهم واستمر فى قراءتهم وبعد ذلك تحاول ان تراجعهم من ذاكرتك مرة واثنين وعشرة ,طول مدة سيرك فان شعرت أن هناك ءاية حفظتهاخطأ عندما تتوقف فى اشارة أخرى انظر فى هذه الأية التى أخطئت فيها وردد الأيتين طول مدة سيرك وأوقات فراغك,وبهذه الطريقة ممكن أن تحفظ أكثر من ءايتين فى اليوم.فهذا للمشغول جدا وليس عنده وقت.
والله يا أخى الكريم لو استغللنا الوقت الضائع بهذه الطريقة والله لحفظنا القرءان فى وقت قليل جدا.
وأما المشغول فقط وهناك بعض وقت فراغ عنده,فيحفظ خمس ءايات فى اليوم.
وأما النصف مشغول يحفظ صفحة فى اليوم.
وأما من يكون أحيانا مشغول يحفظ صفحتين فى يوم.
وأما الذى فرغ نفسه لحفظ كتاب الله عزوجل,فأمامه النموذج السابق.
فهناك من حفظ القرءان فى خمسين يوم فقط,وبعض الناس حفظوا فى شهرين,وبعض الناس وضعوا خطة وحفظ القرءان فى أربعة أشهر.فالمهم أن يكون هناك خطة لكى تسير عليها.
وحاول أن توفر فى وقتك.فبدلا من القعود على النت ساعتين اجعله نصف ساعة والساعة الأخرى للقرءان.وتحدد وقت معين وخطة زمنية تختم فيها القرءان.
والأخت فى بيتها........كيف تحفظ؟
فالاخت المشغولة بالطبخ والاطفال ووو....تقوم بتصوير الصفحة المراد حفظها أكثر من نسخة,ضعى نسخة فى الغرفة ونسخة فى المطبخ أمامك تكررى الأيتين الى أن تحفظيهم وتستمرى فى ترديدهم طول اليوم. وان شاء الله خلال فترة وجيزة ستكونى من حفظة كتاب الله عزوجل.
أخى وحبيبى فى الله...كن عالى الهمة,فبالصدق مع الله عزوجل وتعويد النفس على علو الهمة ستحفظ القرءان بمشيئة الله عزوجل.وأمامك هذه النماذج أسأل الله عزوجل أن تنتفع بسماعها.
فكن عالى الهمة فقلب عالى الهمة لا يعرف القيود والقضبان, لا تأسره الارض كلها وما عليها,قلب عالى الهمة لا يصاد بالطعم فهو متطلع يقظ لا يعرف الغفلة ولا يحتال عليه كاذب ولا يصيده شيطان وقلب عالى الهمة دائم الثأر من الشيطان.
أخى وحبيبى فى الله...ان قصرت همتك وءاّثرت قطع الشوك صحبك حمار,وان رضيت سياسة الدواب رافقك بغل,وان سددت بعض الثغور أعطيت فرسا,فان كنت تحسن السباق كان عربيا,فان عزمت على الحج ركبت جملا,وان شمخت همتك الى الملك فالفيل مركب الملوك,وكل على قدر همته.
أخى الحبيب... يقول ابن القيم:لابد من سنة الغفلة ورقاد الغفلة,ولكن كن خفيف النوم.
أخى الحبيب...فرب همة أحيت أمة ,ورب نملة أنجت قرية ,ورب حاكم أيقظ دولة, ورب هدهد هدى مملكة,أعمال صغيرة ونتائج كبيرة نبعت من قلب مخلص محب للخير وهداية الناس,أعمال بسيطة من أشخاص بسطاء لا يعدون شيئا أمام الناس ولكنهم عند الله عظماء,ولم يعرفوا نتائج عملهم فبارك الله فى اعمالهم وأحيا بهم أمما فها هو يونس بتوبته الصادقة رجع الى الله تعالى مائة ألف أو يزيدون,وها هو أبو بكر الصديق رضى الله عنه الذى أنقظ الله به الاسلام بموقفه يوم الردة فحمى الله به الاسلام الى يوم الدين,وها هو عثمان ابن عفان رضى الله عنه يجهز جيش العسرة, ويشترى بئرا ليسقى المسلمين, فاشترى الجنة بماله وأحيا أمته,وها هو الهدهد عندما ذهب من تلقاء نفسه الى سبأ, وكيف تحرك من دون أمر سليمان فكان سببا فى اسلامهم,وها هى نملة سليمان أنقذت شعبا ولم تحتمِ لوحدها بل بادرت وخاطرت بنفسها فأنقذت قرية,وها هو الحسن ابن علىّ يتنازل عن الخلافة فيصلح الله به بين المسلمين,وها هو الحسن البصرى يعظ الناس بفعله قبل عمله؛ فيحيى الله به النفوس,وهاهو عمر ابن عبد العزيز بهمة صادقة وقلب مخلص أحيا الأمة, وأصلحها فى سنتين,وها هو أحمد ابن حنبل الذى وقف أمام الجلاد صامدا كالجبل الأشم؛ فحمى الأمة من الإنحراف,وها هو فتى أصحاب الأخدود بثباته وقوله الحق أحيا أمته, وكان سبب دخولهم الجنة,وها هو صلاح الدين ما نامت له عين ولا ضحكت له سن حتى أعاد للأمة مسجدها الأقصى,وها هو ابن القيم الذى اتحف الناس بمؤلفاته وعلمه الغزير, فكان بحرا للعلماء والعاملين,وهذا ابن الجوزى الذى بكت لمواعظه الدموع وأحيت مؤلفاته الناس والروح...فماذا عملت أخى الكريم؟؟؟؟؟
أسألك هذا السؤال أيضا فى ختام هذه الكلمة....متى أراك حافظا للقرءان؟؟؟
أسأل الله عزوجل أن يمن علينا بحفظ كتابه عزوجل وأن يجعلنا من أهل القرءان الذين هم أهله وخاصته انه ولى ذلك والقادر عليه.
***محاضرة لفضيلة الشيخ ياسر سلامة حفظه الله***
وجزاه الله عنا خير الجزاء.
منقوووول
الدال على الخير كفاعله
تعليق